النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: وحدها بلا قلب

  1. #1
    الصورة الرمزية بسمة الصباح
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    07- 2006
    المشاركات
    1,241

    وحدها بلا قلب

    وحدها بلا قلب
    أود من خلال هذه المساهمة أن أصف بعضا مما تعانيه المرأة المولوعة بالحب وبالرغبة في بناء غد برفقة رجل يكون أنيس وحدتها وصانع أحلامها وطموحاتها لكنها في لحظة من اللحظات تكتشف أن عالمها لم يعد يتسع لتفا هات رجال لا يحملون من معنى هذه الكلمة سوى الثلاثة أحرف المكونة لها، إنها امرأة عانت الكثير ومازالت امرأة تجبرها سذاجتها الموروثة على الانصياع لكل كلمة صادرة عن فم رجل من ورق.
    تلك السذاجة جعلتها اليوم وحيدة، فاقدة الأمل في هذه الحياة, وتعتبر أن رجال العالم هم سبب تعاسة المرأة، هذه حكاية امرأة محبة..
    و أتمنى أن تكون مناسبة لرد الاعتبار للمرأة المحبة أينما تواجدت، عبر هذا المنتدى الرائع.
    وحدها تجلس على كرسيها الهزاز الأثير.. وتطل من شرفتها العالية على الشوارع الفسيحة.. تضيق شيئا فشيئا.. فتصبح مسارب ضيقة تتلالا أنوارها الخافتة من بعيد..وحدها لا صديق سوى الأيام التي مرت بسرعة وكأنما الماء يتسرب من بين الأصابع..تبتلع كل شيء..العمر الجميل..اللحظات الهنيئة..الرغبات الحالمة.
    وحدها..بلا قلب..مثل تلك القلوب التي تضج بالحياة. تتوجع..تتألم..تبكي وتتمزق..وتفرح..بل تجن من الفرح، وحدها..تعد الليالي..ترقب القمر في أمسياته الفضية، تشبك أصابعها وتغمض عينيها..ثم تسترخي وتنتظر الغد ولا غد يأتي..
    هربت إلى نفسها الضائعة.. التائهة في زحمة العمل الشاق المتواصل..تشبثت كغريب بنداء صغير..تفجر بداخلها..يدعو إلى أن تعود من ذلك الطريق الطويل.. الذي سلكته رغم أنف الجميع. نداء امرأة مراهقة للغاية..تود لو تضع رأسها وتستريح. لا أحد يلومها أو يراجعها ويناقشها لا جرس مزعج يناديها ولا استغاثة في منتصف الليل تلح عليها. عادت في لحظات طفلة صغيرة و بريئة.. لا تفطر بشيء سوى دميتها، هربت من كل ما أصرت عليه يوما.. ودفعت ثمنه طوال حياتها. أجل لم يعد الأمر ممتعا وجميلا مثلما كان..! ليس فيه ذلك الشعور المتعاظم بالطموح والزهو.. والرغبة في نشدان ما هو أفضل، أصبحت الأمور عادية ومملة.. بل مثيرة الأعصاب..هوت الأحلام المجنحة على أرض الواقع.
    بحثث في أدراجها عن كتب الشعر.. التي نسيتها منذ زمن بعيد أعدت لنفسها بعض الشاي وجلست على ذات الشرفة التي اعتادت الجلوس عليها. أمامها أوراق ملونة ودفاتر قديمة ذات أوراق صفراء ودواوين شعر كثيرة تصفحت الدواوين.. قرأت التعليقات على الهوامش بخطها.. بينما ترتشف رشفات من الشاي.. لقد نسيت الشعر..بل نسيت حتى المشاعر..!
    هل أصبحت حقا امرأة جليدية بلا شعور.. هل هي حقا كما يقولون: امرأة قاسية ميتة بلا قلب! ابتهجت عندما عثرت على رسالة صغيرة بين القصاصات الملوية كانت من إحدى الصديقات، كن فتيات مجنونات ورائعات بقدر جنوني..! يعشقن الشعر ويتبارين في حفظه. يتحايلن على الأوزان والقوافي فيدعين أنهن قادرات على كتابة الشعر، يحلمن ويغازلن القمر البعيد العالي، كتبن على جدران الصف عبارات لاذعة، كن يوما فتيات صغيرات مليئات بالشوق للحياة. الحياة كانت تهدر في عروقهن مثل مياه الشلال وتلمع بقوة في أعينهن..
    تألفن في ضحكاتهن وأغنياتهن.. كن مليئات بالطموح والعلم، أما الآن.. لم يعد هناك جنون أو حلم أو طموح، لم يعد هناك قمر يشع من بعيد..ويرقبن شعاعه من شرفاتهن في المساء.. توقفن..ومن يتوقف عن الحلم، يغامر بحياته..فالقلب لا ينبض إلا عندما يكون حالما أو مغرما أو متألما. ولكن عندما تعيش هكذا بلا حب بدون أمل أو حتى ألم! فلماذا تنبض قلوبنا؟ لماذا ترتعش الدماء في عروقنا؟..
    كانت شديدة الإخلاص لما تفكر به..فهي كانت تؤجل فكرة الارتباط برجل ما.فهي تكره مبدأ الوسط في الحياة رغم صحته. لم يكن الموضوع مهما بالنسبة لها، كانت فكرة الدراسة والنجاح تستحوذ على كل اهتمامها. لم تتعجل الارتباط برجل وتسليمه كل أمورها. الفكرة أحيانا تجلب لها الخوف، فالرجال يستحوذون تماما على المرأة يمقتون المرأة ذات التفكير المستقل أو تلك الطموحة..الحالمة. الرجل يبحث عن امرأة تعنى به فقط، وتنسى أحلامها أجل، وتهتم بانجازاته هو ولا تفكر مطلقا بالخروج من دائرته المقدمة. ولكنها تؤجل دائما الارتباط حتى تصبح أكثر استقلالا وقوة، ولا يستطيع أي رجل مهما كان أن يرغمها على التخلي عن انجازاتها، والآن... لم يعد هناك ما يؤرق الفكرة المخيفة أصبحت مرفوضة تماما، فلديها كل ما تحتاج إليه. ما حاجتها لوجود رجل في حياتها؟! ما سيمنحها الرجل الآن..؟! تشعر أحيانا بشيء من الندم ولو للحظات فقط لهذه الفكرة. ولكن ما جدوى التمنيات؟ ما جدوى الندم؟ ألم تحلم يوما بالقوة والاستقلال والتميز..؟ ألم تنبذ فكرة الارتباط برجل أي رجل كان.. هل نسيت سخريتها من صديقاتها اللائي هجرن حريتهن..
    جحيم الحياة..ومعاركها الضارية وصراعاتها الحادة..خير من جنة يحرسها رجل أي رجل كان..فهي ستتمتع بالنعيم طالما كان راضيا عنها وعندما يغضب..فسوف يطردها بكل قسوة لتواجه حياة فارغة وقاتلة.
    ألم تؤمن بهذه الأفكار يوما..وأعلنت على الملأ..؟ أدهشت الكثير من صراحتها وحديثها الصارم لكن باء على اللسان أحدهم أن:" رجال كثيرين يحومون حولها كالذئاب". إذا كنت تعتقد أن كل الرجال وأنت منهم ذئاب فأنا لست بفتاة ضعيفة. أنا أيضا لدي أنياب ويمكنني الدفاع عن نفسي!.-.أعتذر في هدوء وخجل.- لماذا تعتذر؟ من الجبن أن تعتذر عن أفكار تعتنقها.
    في لحظة، لقد تغير كل شيء..عندما كانت مبتهجة في ذلك المساء، صادفها في الممر آفاق قلبها الذي اعتقدت يوما بأنه لن يفيق، انهار جبل الجليد المتكوم فوقه ودق دقات عنيفة مجنونة لكنها تصنعت الثقة والبرود بل حادثته بسخرية وتحد. النظرة المحايدة والكلمات القلبية الهادئة والثقة الكبيرة بالنفس لدرجة الغرور.
    لم تكن مشغوفة بعالم الرجال..ولا بمفاتيحه وليس لديها فضول الفتيات أو عادة النساء، كانت غارقة في عالمها الخاص سعيدة بذلك العالم ومكتفية به ولكن« عادل» يبدو وكأنه يختلف عن كل رجال العالم لماذا؟ ربما أنه تميز بالرزانة والاستقامة وكان متفوقا في دراسته..والجميع يعاملونه باحترام. نعم كان متميزا وربما لا فنحن نرى من نحبهم نراهم رؤية خاصة.. رؤية جميلة ومتجبرة.
    لا تعرف بالضبط لماذا كانت الهواجس تلح عليها بأنه يفكر بها أيضا وأن الطريق بينهما فسيح وما عليه سوى أن يتقدم ويكون أكثر وضوحا وجرأة. وبعدها جاءت أليها الأنباء كان مع أخرى، لم تأسف كثيرا فالرجل الذي يدعي الصيحات الحاقدة والاتهامات والأحلام الكاذبة لا يستحق الأسف.
    «..أنا ليك على طول..خليك ليي.. » أغنية حزينة للغاية يبدو صاحبها وكأنه تشبث بطرف بعيد.. لا يفكر به.
    « أنا ليك على طول خليك ليي» تصخب الأغنية الحزينة في الظلام الصامت المخيف حيث لا أحد سوى دقات القلب والأنفاس تتلاحق برتابة.
    منذ مدة لم تستمع إلى المذياع لم يكن هناك وقت أو بالأحرى لم تشغف إليه مثل الآن فدائما كان هناك راديو صغير يخطب إلى جوارها بينما تستلقي في هدأة الليل. تتحايل لتنام تغمض عينيها قسرا وتحلم بغد جميل. أنا ليك على طول..تبدو الأغنية أكثر حزنا من ذي قبل فقد سمعتها كثيرا، لم تبدو نبرات عبد الحليم شديدة الوهن والشجن..؟ لم يفسح بفعلها هذا المدى الشاسع من الأحلام والأشواق..؟! ربما كانت هي الحزينة وليست كلمات الأغنية.
    ربما تغيرت مشاعرها. لا شيء يهزها الآن. الآن لا شيء يعنيها، أعماقها مثل أرض..لا شيء سوى صوت قادم من بعيد فياض بالشجن. الآن مر الوقت وطال التفكير وسارت هي في طريقها خطوات وخطوات، الآن غاب الصوت وتلاشت النغمات حيث...الفراغ.
    بسمة الصباح
    مجنونة العاشق المجنون

  2. #2
    الصورة الرمزية هُمى الروح
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    06- 2006
    المشاركات
    2,886
    وكأني أنا بلحمي ودمي ..
    هناك يكتبني الحرف بالسن والمعنى ..
    هي نفس الحكاية تتكرر وتتكرر وتتقمصني ..

    هو سؤال يقتحمني الساعة .. هل سـ أظل هكذا ..؟
    بقوتي المصطنعة .. بزادي المنتهي .. بروحي التعبة ..
    بشعري الأبيض .. وأكبر والسنين تسبقني ..

    ولكن هكذا أفضل .. لأنه غير موجود ..
    لمَ العجلة ..؟ لمَ الحلم ؟ لمَ التعب ؟

    هكذا أفضل في حياتي حيث الدلال وحيث
    النوم المريح .. طفلة في قلب أمي ..

    ولن أجده أبصم بالعشرة على ذلك ..
    أرفع يدي فأجد أصابعي متساوية ..!
    مثله تماماً ..


    مجنونة العاشق ,, شكراً على ما قرأت ..
    ومساؤك زهر ..

    مودتي

    هُمى

  3. #3
    الصورة الرمزية أمير الوافي
    Title
    مشرف النبض الرياضي
    تاريخ التسجيل
    07- 2006
    العمر
    38
    المشاركات
    382
    شكرا على القصة

  4. #4
    الصورة الرمزية mariam_maryouma
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2007
    المشاركات
    22
    القصص ناخذ منها العبر

  5. #5
    الصورة الرمزية بسمة الصباح
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    07- 2006
    المشاركات
    1,241
    مساء أبهى من الزهر والورد.......
    حبيبتي همى سعدت بمرورك...وحمد الله ع السلامة...وسلامتك ألف سلامة من الوعكة الصحية....
    شكرا...




    بسمة الصباح..
    مجنونة العاشق...

  6. #6
    الصورة الرمزية بسمة الصباح
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    07- 2006
    المشاركات
    1,241
    مشكور أيها المنصور...على المرور...
    وعلى التوقيع....


    بسمة الصباح...
    مجنونة العاشق...

  7. #7
    الصورة الرمزية بسمة الصباح
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    07- 2006
    المشاركات
    1,241
    مساء جميل ...مرايم العين....
    إدا لم نأخد العبر من تجارب الآخرين شنو الفايدة.....والمهم أننا من الأخطاء نتعلم....والعيب أن يتمادى الشخص في خطئه.......
    مشكور أختي....


    بسمة الصباح...
    مجنونة العاشق...

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML