مجالس العزاء ... قطعة من العذاب

كاتب هذه الكلمات
يكتبها وهو يعيش جو تلك المجالس فقد انقضى يومان وبقي الثالث

مجلس العزاء وأقصد فيه اجتماع أهل الميت لاستقبال المعزين لمدة ثلاثة أيام

مجلس العزاء في الحقيقة هو قطعة من العذاب ومستودع للهموم ومفتاح لملازمة واستمرارية الحزن لأهل الميت

ثلاثة أيام والحزن ضيف ثقيل كئيب يُخيم على كل الأجواء ويقتل كل أسباب النسيان

ثلاثة أيام وهو يُكبل أهل الميت بقيود الحزن وينثر حولهم الهموم والغموم

حتى أن أهل الميت عندما يكونون لوحدهم قد تظهر على وجوههم بعض الابتسامات والضحكات
وقد يتطرقون لبعض المواضيع الجانبيه البعيدة كل البعد عن اسباب تواجدهم واجتماعهم ، محاولة منهم لترطيب الأجواء والتخفيف عن بعضهم
ولكن ما أن يدخل أحد المُعزين حتى يستعيد ذلك الضيف الثقيل ( الحزن ) مكانته في صدارة وزوايا كل الأماكن ويرتسم وبكل جداره على الوجوه ويستقر في باطن النفوس

ومن صبيحة اليوم الأول حتى غروب اليوم الثالث وأهل الميت في تعب ونصب لا يعرفون للراحة عنوانا إلا في أوقات الصوات وعند النوم فقط
أما غير ذلك فهم وقوف كأنهم خُشبٌ مسنده .

غير الإسراف والتبذير والبذخ في كثرة الذبائح ونوعية الأكل حتى وكأننا في مناسبة احتفال لا عزاء

ولعمري أن العزاء في وقتنا الحاضر أصبح ظاهرة اجتماعية للتفاخر وإبراز المكانة الاجتماعية ، فكل يسعى جاهداً لدعوة أكبر عدد ممكن من الشخصيات المرموقه في البلاد ليحضر العزاء
ألا ما اتعسهم وما أقصر نظرهم وما أجهلهم

إن العقل السليم يرفض ويستنكر تلك المجالس
ولا أظنها إلا من العادات والتقاليد والأعراف التي ما أنزل الله بها من سلطان
فإني أكاد أجزم أن لا أصل لتلك المجالس في الشرع ، وما هي إلا بدعة مُستحدثه ليس لها دليل من الكتاب والسنة أو من هدي السلف الصالح

وأتمنى من المتخصصين في الشريعة الإسلامية أو ممن لديهم علم أن يبحثوا لنا في مشروعية تلك المجالس وهل لها أصل في شرعنا ؟