النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: خيانه فى رسائل

  1. #1
    الصورة الرمزية ahmed talaat
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    02- 2007
    العمر
    40
    المشاركات
    21

    خيانه فى رسائل

    الجزء الأول


    - "هذه أول أزمه تصيب حبنا نعم طالما آلمنى الفراق الهين وأجهدنى الشوق الى اللقاء وعذبنى الدلال أما الوداع أما الرحيل الى قنا فذا أمر جديد يدفع الى نفسى شعور بالحزن لا عهد لها به فهلا عدلت عن السفر"
    -" لو كان الأمر الى ما رغبت نفسى أدنى رغبه فى السفر فما أحفل بقضاء الشتاء فى أعالى الصعيد بعض احتفالى بالقرب منك كيما أواصل هذا اللقاء السعيد ولكن ما حيلتى وهذا ما يريده أبى ويفعله منذ أحيل الى المعاش ولقد اعتاد أن يمضى شهرا أو شهرين من الشتاء فى قنا عند عمى الدكتور"
    - "يستطيع عقلى أن يتصور المعجزات ولا يستطيع أن يتصور ما عسى أن تكون عليه حياتى فى هذين الشهرين فهذا الحب غدا حياه لشعورى وهذا اللقاء أمسى ألفه لنفسى أجد فيهما راحه بعد تعب وعزاء بعد عن شوق دائم فما عسى أن أصنع بل ما يكون زادى وسلوتى؟".
    فوضعت يدا خمريه على كتفه وهمست على أذنه : "هذا شعورى وهذا حزنى ولولا كراهيتى للعزاء لنصحت لك بالتعزى والتلهى فليس أمامنا سوى الصبر الجميل حتى ينطوى دهر الفراق ويتصل حبل اللقاء ومع هذا فما أسعدك وما أبأسنى".
    - "كيف" ؟
    - "لن أسعد بقراءة كلمه طوال مدة غيابى لأنك لا تستطيع أن تكتب الى أما أنت فتستطيع أن تطلع على همسات روحى كلما مكنتنى الفرص من الكتابه اليك فأينا أسعد حظا ؟"
    - "من تؤاتيه فرص التعبير فيخفف من مراجل عاطفته "
    وهنا ظللت وجهه سحابة كدر وسألها بعد تردد : "هل لك أبناء عم ؟ "
    -" نعم لى ولكنهم لم يجاوزوا عهد الطفوله بعد ولو كان الأمر كما تتوهم ما أوجب أدنى خوف أيها الرعديد الغيور والآن هات فمك أودعك وهيا نقول معا الكلمة المروعة التى تفزع لها القلوب : أستودعك الله" .
    من الغد يصبح لنا فى قنا حبيبان عزبزان : حبيبة القلب مريم وصديق الصبا وزميل عهد الدراسه أحمد صادق المدرس بمدرسة قنا ولكنه بينما يتصل بصديقه بالكتابه ولكنه محروم بحكم الظروف من اتمام هذا الاتصال الروحى بحبيبته لأن حبهما ما زال سرا لما يدر بأمره الأهل ...
    وانقضت أربعة أيام ووصله منها كتاب جاء فيه :
    {حبيبى نور : أعجب لهذه الوحشه كيف تجثم على صدرى وأنت معى نعم أنت معى لم تفارقنى لحظة سواء فى ضجيج النهار أو فى سكون الليل معى وأنا أرسل الطرف فى نافذة القطار أشاهد الحقول الممتده وأشجار النخيل المبعثره معى وأنا بين أهل عمى أتلقى الأحاديث وارد علبها واضاحك هذا وأسمع لذاك معى فى كل مكان وكل حين فلا عجب لنفسى بعد ذلك أن هزها الحنين اليك أو ألهبها الشوق عذابا وجوى . وأرجو ألا تتهمنى بالتكاسل عن الكتابه اليك فبيت عمى عامر بالاطفال وهم لا يتركوننى أخلو الى نفسى وقد انبعثت كلمات هذا الكتاب من شعورى وامتلأ بها عقلى وتمثلت فى حواسى وحفظتها عن ظهر قلب قبل أن تؤاتينى الفرص فأسطرها لك خلسه على ضوء القمر المتسلل من نافذة حجرتى والعيون قد أغمضها عنى المنام فاعذرنى ان تأخرت عنك رسالتى وارجع ان شئت الى قلبك فاعتقادى أنه يملى عليك عن لسانى ما أحب أن أقوله اليك دائما . أما عن قنا فجوها دافىء وجميل وما عدا ذلك فنحن فى منفى ولولا ما يلقاه أبى قيها من صحة وعافية ما تركته يسكن اليها لحظه من الزمان} .
    فأخذ من الكتاب كل ما استطاع أن يمنحه من العزاء والسعاده وكان صديقه لا ينقطع عن مراسلته وان خلت كتاباته من الطرافه والجد فهى التحيات المحفوظه وبث الأشواق والتلهف على ادبار العام الدراسى واقبال العطله الصيفيه الا أنه أضاف الى هذه المحفوظات فى آخر خطاب ما نصه :{ طالما قلت لك أنى أعيش فى قنا كما عاش أبونا آدم فبل أن يخلق الله منه أمنا حواء لا يقع بصرى على امرأه قط ولكن وقع بالأمس ما يعد حدثا تاريخيا فى حياة قنا اذ حضر الدكتور سامى الى البستان العمومى وفى صحبته فتاه جميله سافرة الوجه فهز البلد وزلزل كيانه انه رجل جسور لا يعبأ بآراء المتزمتين وتجده دائما على استعداد للرد على تطفل المتطفلين بما يجعله مثلا وعبره ولم يلبث حتى شاع الأمر بين الموظفين والمدرسين والمهندسين فهرعوا الى البستان وهم يسوون رباط الرقبه ويحكمون أوضاع الطربوش على رؤوسهم فلو رأيت البستان حينذاك حسبته حديقة غناء فى مصر الجديده أو قصر النيل انها شابه جميله تحمل فى طياتها عطر القاهرة المعبق فليهنأ قفر قنا بهذ العطر العذب} .
    فخفق قلبه لدى مطالعة هذا الكتاب ولم يداخله شك فى معرفة صاحبة الشخصيه الجميله . ياله من كلام يثير فرحا وألما والألم فيه أكثر أيجوز أن تسعد قنا ومن فيها بحبيبته ويبقى هو فى القاهرة تسيل نفسه حسرات عليها .
    وهم أن يكتب لصديقه كتابا يعلنه فيه أن الفتاه هى حبيبته اليوم وخطيبته غدا ولكنه جفل من هذا الاعلان ووجد رغبه خفيه أن يكتمه اياه وان يطلب منه أن يوافيه بأخبارها التى تستحق الروايه والحديث
    ألا يعد هذا تجسسا منه على حبيبته ؟ وهل يجوز هذا فى شرع المحبين ؟ أوليس الافضل أن يربأ بنفسه أن يضع حبيبته موضع الاتهام والظنه ؟
    ولكن عاطفة الندم هذه لم تستطع أن تقهر عواطف قلبه الجياشه السوداء فكتب الى صديقه بما أملت عليه شكوكه من بادىء الأمر وبعد حين وصله كتاب ثان من صديقه جاء فيه : {تغير كل شىء فى قنا وكل شىء فى حياتى ولم تعد قنا قبرا موحشاه فاغرا فاه مكشرا عن أنيابه كيف يكون هذا وأنا مطمئن الى أنى سأحظى اصيل كل يوم برؤية ذلك الوجه السافر المبتسم الذى يحيى موات النفوس ويبعث مصفر الأمل ما أجملها وما أعذبها . علمت الآن انها ابنة أخى مفتش الصحه أو هذا ما علمته قنا عامة أو شبابها خاصة ان جميع العيون تلتهمها التهام جوع فلعل فى هذا ما يثير الغيره فى نفوس الآباء الموظفين فتشجعهم على الاستهتار بتقاليد الصعيد وأهله وابراز بناتهم للعيان ومهما يكن من أمر فنحن الرابحون . لا تخش على أخيك من قهر فهو بطل صنديد وشخصيه لا يشق لها غبار وان عينى لتنفذان من بين العيون جميعا وتجذبان عينيها الى. فصبرا ولتعلمن بعد حين فى أى مخبىء من مخابىء القدر كانت تنتظره هذه المفاجئات} .
    ما هذا الذى يقوله أحمد صادق من أن عينيه تجذبان اليه عينيها ؟ ان لعينى صاحبه أن تجذبا كيف تشاءان ؟ أما عينى حبيبته فلما تنجذبان وتسجيبان ؟ هلا يكون ذلك مجرد نظر برىء فسره صديقه علىما يهوى غروره ويحب ؟ انه لا يشك ابدا فى اخلاص مريم ولكن ينبغى أن ينسى أن لصاحبه عينين جميلتين يحس قيهما الناظر سخونه فى أعصابه ولذعة فى قلبه وهو الى ذلك مدرس محترم من حملة الدبلومات العاليه ومن ذوى المستقبل السعيد أما هو هو فلم يزد على أن يكون موظفا صغيرا كل مؤهلاته شهادة البكالوريا ومستقبله مظلم محدود أفلا يكون لكل هذه الفوارق أثرا فى الحب ؟
    وفى ذلك الوقت أتاه كتاب من مريم فانكب عليه بلهفه وتلاه مره بعد أخرى ولم يكن يخرج من معناه عن رسالتها الأولى فتزعزعت شكوكه وعاودته الثقه وحمل غرور صديقه اثم ما جنى عليه كتابه من الشك والعذاب ولكنه تسلم رساله من صديقه بعد أسبوع جاء فيها :{ كن على يقين من أن العاطفه الناميه لم تعد قاصره على طرف واحد فعينا الفتاه واسمها مريم تقتحمان الحاضرين من الشباب وتستقران على أنا انى أطالع فى وجهها عند حضورى سيما الشوق والتطلع تحاول ان تخفيهما بعدم اكتراث مفتعل وأقرأ فى عينيها استجابات خفيه لرسائلى الصامته الملتهبه واستشف أحيانا على فمها ابتسامه خفيفه ولعلها تخاطب عمها أو أحد أبنائه الصغار وهى تعنينى لا تدهش لأقوالى فانى أطاردها فى اصرار وأتتبعها فى عناء واخاطبها بصوت مكتوم تنبىء به عنى شفتاى المتحركتان وقد اقتربت منى مره وهى تلاعب طفلا من أبناء عمها وسمعتها تقول له أو لى ان شئت : دائما فى أعقابى فماذا تصنع لو رجعت الى مصر ؟ فقلت لها بصوت مسموع : لعلك لا تعودين . والآن أفتنى فانك خبير طبيب عالم بأحوالى هل أقدم أم حسبى ما ذقت من لذه بريئه واولى ظهرى ودا لن ينتهى بالتئام ؟ ان ثمرة الحب ناضجه دانيه تنتظر من يقتطفها ما رأيك ؟}.

  2. #2
    الصورة الرمزية ahmed talaat
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    02- 2007
    العمر
    40
    المشاركات
    21
    الجزء الثانى


    يا للظلام يا للألم الساخر عبثا يحاول دفع هذه الآيات بالشك والتكذيب فمريم بلا ريب هى التى لا تستطيع مغالبة الشوق بالتستر وعدم الاكتراث المفتعل وهى التى تحادث الغير وتعنى الموجود من الرجال هى التى تجيب عيناها الاجابات الخفيه وهى تسكرها سير الزواج ...فيا للخيبه القاتله والأدهى أنه يريد منه ان يكون مستشارا فى مأساة قلبه ... لعله يرجو أن يشير بما يقطع به خيط العنكبوت الذى يمسك بكفه أحلامه وسعادته فيا للسخريه ... من المستطاع أن يحاول أن ينقذ سعادته فيعلن لصديقه عن الحقيقه السافره ويضع آماله بين يدى شهامته وما يعهد فيه من الاخلاص والمروءه ولكن كبرياءه تأبى عليه أن يكون فى حبه من المسترحمين السائلين وهو يندفع برغبه جنونيه نحو جحيم العذاب كأنه يستطيب النار الموقده وأبى الا أن يعرض حبه لأقسى امتحان وكتب الى صديقه : {اذا كانت ثمرة الحب ناضجه اقطفها بلا تردد فان حكمة الدنيا لتذوب حسرة على ثمرة حب ناضجة يزهد فيها الانسان أقدم ولا تبال بالنتائج البعيده ولا تغفل عن تزويدى بكل جديد فانى أصبحت من تتبع حبك على حب شديد }.
    وبعد حين وافاه من صاحبه كتاب جاء فيه :{ بوركت من حكيم سديد الرأى لقد اتبعت نصحك يا أخى وضربت لها موعدا همسا ووافيت اليه فى صباح اليوم التالى وأنا فى حيره بين الشك واليقين بين اليأس والأمل ولكن لشد ماكان فرحى حين رأيتها قادمه والحقيقه أنها كانت متردده مذعوره على الرغم من خلو المكان الذى يوحى بالطمأنينه فى خفيه عن أعين الرقباء وبلغ بها الذعر أنها مرت بى غير ملتفته الى يدى الممتده كأنها جاءت لغير موعدى فتتبعتها وحييتها وطمانتها حتى قالت لى مضطربه : لا أدرى كيف جئت ؟ كيف أطعتك ؟ انى مضطربه. فلاطفتها بما أوتيت من بيان ومران وحماس حتى أفرخ روعها واطمئنت . لقد تحدثنا طويلا بل طويلا جدا ولو أردت أن أسطر لك ما دار بيننا ما انتهيت وما وسعتنى الأسطر فحسبك أن تعلم أنها فتاه رشيقه حلوة المعشر مهذبة الطباع وان كانت تغلب عليها حدة الاحساس وتوقد العاطفه والذهاب مع الخيال وقد حامت بمهاره حول موضوع الزواج فجاريتها بخفه ولباقه لا تهويان بها الى قرار اليأس ولا تعلوان بها الى عهد الميثاق وعند الافتراق نلت منها قبله خلت لحلاوتها أنها أول قبله تنالها شفتاى} .
    انتهى الأمر وانقطعت أحلامه كما انقطعت عنه رسائلها ولكنه كان على علم متصل بأحوالها من خلال رسائل صديقه التى جاءته تترى .
    وقد كتب اليه فى احداها : {أنا فى اختصار سعيد جدا فحياتى مليئه بالبهجه والمسره ومريم خير عزاء عن الوحده والوحشه فى هذا المنفى السحيق وانى كلما أذكر أنى سأحرم هذه المتعه بعد شهر يشيب شعرى من الهول وأضمها الى صدرى بشغف والتهم منها قبلات ملتهبه كأنى أختزن منها ما يمكن أن أعود اليه عند الفراق أما هى فتعتقد أنها لن تعود الى القاهره أو تعود لكى ترجع الى الأبد فمن يدريها أن لى خطيبه تنتظرنى فى القاهره من سنوات طويله . وبهذه المناسبه أقول لك ان مريم من الذين وهبهن الله دلالا وفتنة ولكنها على قدر غير هين من الاستهتار والنزق أما خطيبتى فشابه حيية هادئة الطباع وعلى خلق عظيم وانى أدخرها للزواج وأنا سعيد} .
    وكتب اليه فى رساله أخرى : {معذره أيها الصديق عن تأخير غير مقصود والحق ماذا أقول لك ؟ فالحياه الجميله هى هى .. لقاء فأحاديث فمداعبات فتقبيل وعناق فوداع ولقاء. انها غدت مجنونه بى وكلما مرت ساعه اشتد بها الجزع وتكاد تنطق جوارحها : أن اذهب الى والدى وخاطبه فى حبنا لأكون لك طول العمر . انها أمنيه طبيعيه ولكن ما كل ما يتمناه المرء يدركه} .
    ثم كتب اليه بعد حين : {قاومت الألفة تلعثم الحياء وصيرت التلميح تصريحا وأمست مريم تلح على أن أكلم أباها لتتخذ علاقتنا الصيغة الشرعيه المقدسه وكانت حياتى تكون السعاده نفسها لولا هذه المنغصات . والحق أنى أجد بين يديها السعاده الصافيه مما جعلنى شديد العطف عليها وبعثت فى الضمير ألما مبرحا وانه ليسوئنى ما أبيت لها من نية الغدر والهجر لأنى فى الحقيقه لم أر فيها أكثر من ملهاة ممتعة أسكن اليها فى هذا المنفى القصى وما أشبه غرامى هذا بغرام الرحالة الجواب تتعدد وعوده تعدد ما يجوبه من البلاد وما يثير النفس يا صديقى أنى أول أمس جلست الى مكتبى شاردا أقلب بعض الكتب فما راعنى الا ديوان شوقى تنشق صفحاته عن صورة حفظتها فيه وكدت أنساها هى صورة خطيبتى وقد سطر تحتها بخط جميل : تذكار الوفاء . فكأنه سوط عذاب ألهبنى نارا الا فليغفر الله ما تقدم من ذنبى وما تأخر أيتها الحبيبه} .
    وكتب اليه فى رساله أخرى : {لست فتى عصريا كما كنت أعتقد ولو أنى كنت كذلك لما هالنى الغدر ولأكبرت على نفسى الخيانة ولسهل على اصطناع الوداد للفتيات اصطناع تحيات الصباح والمساء ولهذا تجدنى معذبا موزع القلب فلا أنا بالراضى عن نفسى لأنى نكثت ميثاق خطيبتى ولا أنا بالسعيد لما ألقى من حب مريم الذى رمانى تفانيها الى هاويه من الندم . ولا يخفى عليك أن الملل عرف طريقه الى نفسى وأنى بت منه فى سقام وقد كان ذلك مقدورا ولكن ما عجل به ؟ لعله ذكرى خطيبتى أو ربما كانت مريم جمالها طلاء لا يخفى من ورائها شخصيه ذات بهاء و جلال} .
    ثم كتب : {أمسى اللقاء غير ذى متعه لأنى بت أعانى من السأم وارهاق الضمير ومن ناحيتها تصر على مخاطبتى فى شأن الزواج ولا تكاد تصبر على هذا الموضوع فرمت بى فى الحرج والحيرة وينتهى موعد اللقاء ونحن لم نفرغ من الجدل العقيم والتضييق السقيم والاعتذار والتهرب المفضوحين }.
    وأخيرا كتب اليه يقول : {لأول مرة أخلف الميعاد وأرجو أن تفهم الفتاه أن هذا منى اعلان بالقطيعة ولم يكن من هذا بد بعد أن بلغنا فى علاقتنا موضوعا ينبغى أن يتقرر فيه المصير فاما الى يمين واما الى شمال وما كان ينبغى أن أختار من جديد وان خطيبتى تنتظر بفارغ الصبر وهى أكرم على من هذه الفتاه التافهه الثرثاره التى لم يميزها الله الا بمظاهر الجمال المبتذل لا يلبث أن يتبخر أثره فى الهواء ومهما يكن من أمر فلن يلبث أسبوع حتى تكون مريم فى طريقها الى القاهره من حيث أتت} .
    قرأ نورجميع هذه الرسائل رسائل صاحبه وقاتله بامعان شديد ولم يفرط فى واحده منها فجمعها فى رزمة وحفظها فى حق عاجى جميل ووضعها فى مكان أمين وانتظر . جاءته رساله مقتضبه من حبيبته تعلنه بفدومها وترجو منه أن يذهب للقائها فى موعدهما المعهود عند العصر وفكر فى أمره طويلا تفكير من تسيطر عليه عاطفة مسمومه ونفس جريحة حتى انتهى من امره الى تدبير فذهب الى الموعد فى الساعه المعهوده فوجدها فى انتظاره واستقبلته بيدين مفتوحتين وابتسامه مشرقه فضمها بين ذراعيه ولثم شفتيها وهو يبتسم ابتسامه كلفته غاليا من الجهد وضبط النفس وسمعها تقول فى فرح :" وأخيرا" فردد قولها :" وأخيرا" ثم نظر اليها بعينين مبتهجتين تخفيان دهشه وقال لنفسه : يا عجبا ما أقدركن أيها النساء على اخفاء مشاعركن وتكلف ما ليس بكن .
    وانطلقت هى تقول :" أستطيع أن أخبرك كم ثانية غبتها عنى طوال هذه المدة الثقيلة لا أرجعها الله" .
    -" الذى يبدو لى أن استغراقك فى حساب الزمن شغلك عن الكتابه الى"
    - "أتسخر منى ؟ آه لو تعلم كم كانت الرساله التى أكتبها اليك تكلفنى كنت أتسلل الى مكان قصى بالبيت كى أخفى عن أعين أبناء عمى فيجدون فى أثرى ويبددون عزلتى ويفزعون أخيلتى المنسجمة وعواطفى الحارة فاذا انتهيت منها احترت كيف أسلمها الى صندوق البريد ؟ "
    -" ألم يكن الخروج هينا عليك ؟"
    - "احيانا مع عمى "
    - "لم لم تخرجى فى الصباح وعمك فى العمل والجو خال ؟"
    - "لو فعلت لكان أمرا مثيرا والشبان هناك جائعون أرذال عديمو الشرف"
    -" يا سلام .."
    -" نعم يا عزيزى"
    -" أرى عذرهم بيننا فمن يطالع هذا الوجه الجميل ولا يقهر الحب قلبه ؟ ولكن ماذا صنعوا معك حتى استحقوا عندك هذا الحكم القاسى ؟ "
    فصمتت لحظة ثم قالت :" انها صغائر مألوفه لا ينى عنها الشباب ولكنها ليست بذات بال فلندع هذا الآن ... فاعتقادى أنه لدينا ما يلذ لنا حديثه أكثر من هذا" .
    - "طبعا طبعا ولكن واأسفاه قد قدر على أن أحرم هذه اللذه الليله لأن أمى مريضه وينبغى أن أكون الى جانبها سريعا فلنؤجل هذا الحديث الممتع الى المرة القادمة ".
    فنظرت اليه بنظرة قلقة وقالت : "ما لك ؟ لست كعهدى بك تقول ان أمك مريضة ؟ لا بأس عليها أمضطر الى الذهاب اليها حالا ؟"
    انه يحس برغبة شديده تدفعه الى الانفجار لينفس عن صدره غليانه المكتوم وحقده المدفون ويود لو يجيبه هذا الرياء بما يمزق قناعه ويهتك ستره ويفضح شناعته ولو فعل ما جنى على الرحمة والعدالة فمن حقه أن يصب جام غضبه ويثأر لآلام قلبه ويمحق الخيانة والمكر السىء .
    ولكنه كان قد انتهى من أمره الى مرفأ لا يريم عنه وكان بطبعه هادئا يبذ فيه العقل الهوى وتتغلب لدبه الحكمه على الثورة فغالب دواعى الغضب فى نفسه حتى أسكنها وقال بهدوء غريب :" انى تعب مهموم مكدود الذهن ولولا شدة شوقى لرؤيتك ما هان على أن أغادر أمى وهى طريحة الفراش فلنفرغ من هذا اللقاء ولو على مضض ... والآن اسمحى لى بأن أقدم اليكى هذه الهدية الجميلة هذ الحق العاجى ... ورجائى ألا تمسيه حتى تخلى الى نفسك لتحظى بالمفاجأة السعيده فى غيبة عن أعين الرقباء ... والى اللقاء أيتها الحبيبة ..."

    تمت

  3. #3
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مساااااااااءجميل!!

    احمد طلال ..
    جميل احداث ما دار في قصتك !!

    يعطيك العافية

  4. #4
    الصورة الرمزية ahmed talaat
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    02- 2007
    العمر
    40
    المشاركات
    21

    مساااااااااءجميل!!

    احمد طلال ..

    جميل احداث ما دار في قصتك !!

    يعطيك العافية



    مشكور عاشق السمراء على مرورك واهتمامك

    على فكره انا اسمى احمد طلعات مش احمد طلال

  5. #5
    الصورة الرمزية حنين للحب
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    07- 2006
    المشاركات
    708
    تسلم اخووووووي على القصه
    عن جد مررررره حلوووووه
    يعطيك العافيه

  6. #6
    الصورة الرمزية ahmed talaat
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    02- 2007
    العمر
    40
    المشاركات
    21

    تسلم اخووووووي على القصه
    عن جد مررررره حلوووووه
    يعطيك العافيه

    مشكور حنين للحب على مرورك واهتمامك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML