النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كيف تصبح اللحظة عمرا ؟!!

  1. #1
    الصورة الرمزية همس الورد
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    06- 2004
    المشاركات
    574

    كيف تصبح اللحظة عمرا ؟!!

    السلام عليكم ورحمة الله



    طرفة العين تساوي ثانية واحدة من عمر الزمن.. وهي بالنسبة لك زمن تافه ومساحة لا تستحق الاهتمام
    ولكن الحقيقة هي أنه في كل ثانية يولد أربعة أطفال، ويموت ثلاثة شيوخ، وتطلق 320رصاصة، وينفق على الأسلحة 37مليون يورو، وينطلق في الجو 600طن من الغازات السامة
    **********
    ما يجعلنا لا نهتم بـ "اللحظة" ولا نعبأ بمرورها كالساعة أو اليوم مثلاً أنها أصغر وأقل من أن تتوالى خلالها الأحداث
    فالبشر يشعرون بالزمن من خلال توالي الأحداث وتسلسل المواقف وظهورها بشكل منطقي ومرتب.. فالزمن بذاته غير موجود ولكنه يتولد نتيجة تتابع الأحداث التي نراها ونمر بها
    وهذا التتابع هو ما يبلور داخلنا الشعور بمرور الزمن وانسياب الوقت.. ولكنه في الحقيقة غير موجود بالنسبة لرجل ميت أو مغمى عليه، فنحن نشاهد مثلاً مباراة في كرة القدم نشعر بمرور الوقت لأن هناك أحداثاً تتوالى خلف بعضها البعض.. وتثبت في الذاكرة من خلال الفرص الضائعة والأهداف الجميلة ومخالفات اللاعبين
    والدليل على أن الزمن إدراك شخصي.. وليس حقيقة قائمة بذاتها.. هو المحاورة التي تتم يوم القيامة
    قال الله تعالى :

    (كم لبثتم في الأرض عدد سنين * قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين * قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون )

    فبسبب توقف أحداث الدنيا ونسيان ما وقع فيها يعتقد البعض.. عند البعث.. أنه لم يلبث في الدنيا إلا يوماً أو بعض يوم.. ونسبية الزمن هذه جربها أصحاب الكهف الذين ناموا 300سنة فاتتهم خلالها أحداث كثيرة.. وبالتالي لم يشعروا انهم لبثوا في كهفهم إلا قليلاً
    قال الله تعالى:
    (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم قال قائل منهم كم لبثتم قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم)
    **********
    وكما أن توقف الأحداث أوقف انسياب الزمن بالنسبة لأصحاب الكهف، فإن كثرة الأحداث وتزاحمها تشعرنا في المقابل بطوله وغناه.. لهذا السبب قد يبدو العمر طويلاً.. وربما مملاً بالنسبة لرجل لف العالم وعاصر أحداثاً كثيرة مقارنة برجل قضى عمره خاملاً في دكان لبيع الخردوات
    وقد يقول قائل: ولكن الإنسان يشعر بمرور الزمن حتى وإن بقي طوال عمره في محل الخردوات!؟
    وهذا صحيح جزئياً لأن البشر يملكون أيضاً شعوراً داخلياً بالوقت بسبب توالي العمليات الحيوية في أجسادهم كنبضات القلب وتوالي الأنفاس والتمثيل الغذائي ووفاة خلايا الجسد.. ولأنها عمليات شخصية خاصة فمن الطبيعي أن يتوقف الزمن حين يموت صاحبها ويدخل القبر.. أو حتى حين يدخل في نوم طويل كصاحب الحمار الذي تحدث عن قصته القرآن حيث قال انى يحي هذه الله بعد موتها...
    قال الله تعالى :
    (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم)
    **********
    وهكذا - أيها السادة - قد تبدو لنا اللحظة بسيطة وتافهة بسبب عجزنا عن ملئها بالأحداث الفردية المهة، ولكن لو نظرنا لنفس اللحظة من منظور عالمي لفوجئنا كم هي طويلة و مزدحمة بالأحداث
    ففي كل لحظة يولد أربعة أطفال ويموت ثلاثة شيوخ وتدخن 174ألف سيجارة ويباع 10هواتف جوالة ويرسل دماغك 200أمر حيوي وتزداد ثروة سلطان بروناي 400ريال ويشرب البشر 130ألف زجاجة كولا ويتعاشرون جنسياً 130ألف مرة ويعيش العاشقان في كل لحظة حياة
    التعديل الأخير تم بواسطة الـعـمـيــــــــــــد ; 17 - 02 - 2007 الساعة 14:48

  2. #2
    الصورة الرمزية حنين للحب
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    07- 2006
    المشاركات
    708
    يسلمووووو همس على الموضوع الرائع
    يعطيج العافيه يالغلا
    لا تحرمينا يديدج

  3. #3
    كلام منطقي وواقعي مؤيد بأدلة قرآنيه
    ونحن لا نشعر بقيمة الوقت إلا جزئيا حين تتوالى
    علينا الأحداث بحسب أهميتها
    وإن كان الشعور المعتاد هو نسبي وبسيط
    إذا لم نتعايش من الأحداث ولم نفعل دورنا
    في الحياة تفعيلا يتناسب مع دورنا كبشر
    فنحن لم نخلق لنأكل ونشرب فقط
    لأن هذه الأمور في نظري اشياء اساسية للحياة على
    هذا الكوكب الجميل
    ويأتي دور التأمل في الحياة وهو دور مارسه الأنبياء
    فنبينا محمد كان يمارس هذه العباده في غار حراء
    وبيقة الانبياء كذلك
    ومن خلال التأمل تستطيع ان توافق ما بين الروح والطبيعة
    والعقل والقلب وتسخير العلم في ذلك مما ينتج عنه مزيج
    من التوافق بين الإنسان والمحيط
    الذي يعيش فيه ولربما أمتد لأكثر من ذلك
    وهناك حوار العقل مع بقية الحواس
    كيف يمكن استغلال هذه الطاقة البشرية الهائله
    لإعمار الأرض فمن كان يتخيل ان الإنسان سيصعد القمر ذات يوم وها هو
    الآن يحاول إكتشاف بقية الكواكب

    تقديري واحترامي لك يا همس الورد على موضوعك

  4. #4
    ما حياتنا الا لحظات مجتمعة تراكمت فوق بعضها البعض فكونت العمر ...

    قد تكون لحظات سعيدة تحينا.... او تعيسة تميتنا....

    فلنحاول أن نجمع لحظات سعيدة مفيدة تساعدنا على الصمود في هذا العالم المتقلب

    اللحظات .....


    همس الورد شكرا لطرحك الرائع

    تقديري

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML