أطرافي متجمدة
تتكتل الدماء عليها ..
الكل يبتعد عني أنتِ كتلة باردة ..
وأنا أستجدي الدفء .. فلا أجدهُ ..
لا أجدُ إلا الدموع التي تشق الجليد
المتجلّد على حرف خنقني أعوام
يتساوى مع عمري المطبوع في ذاكرة الميلاد
ما كنتُ أفهم معنى أسمي الثقيل
خمسة حروف تخنقني .. أكرهها
محصورة أنا في قعر نون النسوة
تلفظني الأيام في جو خريفي
أتشابهُ مع تلك الأوراق الساقطة
أندمج بـ لونها المائل للترابِ ..
هكذا أنا ..
مركونة في مهدٍ يركلني بعيداً عنه
خارجة أنا من فضائهِ
بدون هويةٌ تُذكر
بدون اسمٌ يُلفظ
بدون موتٌ يأتي
كنتُ يتيمة قرابة الـ شهرين مجازاً
كانت عجوز تستجدي الحب الضائع
تُطْعِمني اسم من خمسةِ حروف
كأنها تسجنني في خمسةِ فصول
أولها خريف وخامسها خريف ..!
كم خريفاً للآن لفحني ؟؟
كان الاسم يحمل معنى وأنا أَحملُ معنى
آخر .. هو نقيضي وضدِّي في الحياة!
هل يجوز أن تتقابل الأضداد ؟!
إذن لمَ لا يتقابل الليل مع النَّهار ..؟
أليسَ عندهم وعي .. باختيار الأسماء
التي نتشابه معها ؟؟!
لمَ فلان يسمى صالح ؟
وهو فاسد عاطل ..!
لمَ فلان يسمى سعيد ؟
وهو حزين ..!
لمَ فلانة تسمى أفراح
وهي أحزان ..!
لمَ فلانة تسمى أنوار ؟
وهي أوجاع ..!
صراع الأسماء لا ينتهي ..!
وأسمي صراع واقِعٌ على ذاتي ..!
ألا يعلموا بِذَلك أنهم يشوهوا شهادة ميلادنا
بأسماءٍ مزيفةٌ لاَ تَحملْ هويتنا الحقيقية ؟!
أي منطق يملكون هم ..؟
أي كذبةٍ يصنعونْ ؟
لمَ يرتكبوا خطيئة الزواجْ ؟
لـ نكون نحنُ ثمرةٌ غير مرغوب فيها ..!
لمَ.. إن كانوا غير جديرين بـ حمل
أبسط معاني الأبوة والأمومة ..!
فليبقوا جِيّاعْ شهوتهمْ ..
إلى أن يتعلموا معنى صيَّاحُنا
وحاجاتُنا ..
لا زواجْ إذنْ .. بدون شيء
يقال لهُ أبوة + أمومةْ ..!!
هكذا ... لأني باختصارٍ ../
كنتُ كتلةُ شحمْ مشوَّههَ بـ خمسةِ حروفْ
مسروقةٌ من قائمةِ الأسماءْ
لأنكرهُ أنا بِدوري ..
كل تواقيِّعي فارغةٌ منهُ ..
فـَ كانَ الإنْطِواءْ من نَصِيبي
وكانَ الحزن توأمي
لأكونُ رسمياً يتيمةٌ
دون نقاش
دون وعي
دون صفح
لـ تفاحةٍ تنبُذني
لأكونُ دودةٌ تائهةٌ في العراءِ
لا أدري من هو الأكبر أنا أَمْ حُزني ؟
لا أدري من هو الأَحَقْ بـ تلك الحروف الخمسة؟
لا أدري لمَ كيْد حواء يَطردُني دوماً
من الطهرِ ؟!
لمَ يا حوائي ؟
لمَ بتُ غير أنا .. حاقدةٌ .. حانقةٌ .. باردةٌ ..
عابثةٌ بـ أدواتِ آدم أنا ..!
لأرى آدَم واحد لا غير
تتجمع فيهِ كل السيئات
ضاربةٌ بأرضِ الواقعْ
المسلَّمة التي تقول :
أصابعْ اليد لا تَتساوى ولا تتشابه ..!!
انتِ السبب لا محالة ..
لأنكِ شيطان لا يموت
لأنكِ شيطانٌ مطرود من السماءِ الْعُليا ..
كيف لا وأنتِ السبب في خروج
آدَمْ الأَبْ ..!
بتُ غير الأَطْفال ..
أبكي ليلاً وأعملُ نهاراً ..!
هل هذه هي تِرْكتي من الحياة ؟
الشقاءُ ليسَ إِلا ..!
هكذا عاقبني آدَمْ ..!
أصبحتْ عاداتي سيئةٌ جداً ..!
حد بُكاءَ أُمْ تاهتْ بي أنا لا غيْر..!
أصبحتُ أتجرعُ المرُّ على هيْئة
ماج شاي ثقيلٌ جداً طاردةٌ من محيطهُ كل ذرات السُكَّر!
أضحيتُ أسرقُ الحزن من أي جيب مثقوبْ
أمسيتُ أُكحلُ المُقلُ بـ مرودِ السهر
بتُ أُعاقر القهوة بـ هوسٍ مُلفت
هل أُهيئُ نفسي للموتِ ؟
هل أُسطرُ إنجاز لامرأةٍ
مبتورة الأفراح ..
هل أصنعُ ما أصنعْ
لأثبت إني غير كل النساء
الناعمات منذُ يوم الميلاد ..!
وجعْ كل ذلك .. لأني فعلاً
غير كل النساء ..
هو كبرياءٌ لابد منهُ
رغم ضحكة الإستهزاء
النابتة من أضراسٍ لا أستخدمها
في فوهة ثغر تعوَّد على السوائل لا غير..
تاركةٌ بذلك أطعمةٌ لا تزيد
حُزني سوى شحوم الهموم ..!
فقط هرباً من حميةِ الرجَّيم
الناهشة أجساد النساء ..!
هو شموخ لابد منهُ
رغم ضحكة الحياة المسروقة مني
لأن كل مؤشرات حياتي أسهم
هابطة في أسواقِ الفرح المستحيل ..!
وعبثٌ أسمي المضاد لـ هويتي
المبتورة سلفاً في القرن الماضي
في 16 من التشرين الثاني