صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 25

الموضوع: عوده ثالثه مع ام الجماجم

  1. #11
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286

    يا جورجيت
    انا حفيدتك وهذا حفيد عدوك والزمن رجع والوثيقة انكتبت باسمك واسم عدوك فيها ....والتاريخ نفس التاريخ واسمك فخر واسم عدوك عار ومشان اسمك الدهري دفع كل شيء وما عاد من نسلوا حدا بيملك شيء ..
    دموعك وحسرتك ذاقوها..واسمك ظل وحيظل ..واسم عدوك ما ظل منو شيء ..عهدك لبنتي ححفظو..واسمك ححملو لبنتي ..واسمك الاول وعدوك الاخر ..وحفيد عدوك دخل عتمة القبر..وهرب من القبر لانك سمحتي ..كان بايدك تعتميه العمر كله ..بس انتي اللي تركتيه ..
    يا ستي وين ما كنت اذا كنت بتسمعيني ساعديني ..ابن الدهري حبني من غير ما يشوفني والنذر اكتمل والعهد انصان..واثناء حديث ياسمين بدأت الشموع تنطفىء الواحدة بعد الاخرى بطريقة غريبة..حتى انطفأت نصف الشموع
    ..ايقنت ياسمين ان الشموع تنطفىء واحدة تلو الاخرى ..فأمتقع لونها ووضعت كفيها على وجهها واجهشت بالبكاء ..وبصوت مسموع وبألم وحسرة وضعت رأسها على الارض ولم تعد تنطق بكلمة ..
    لم يحتمل فارس بكاء ياسمين بهذه الطريقة ولم يتمالك نفسه وأخذ يبكي معها واقترب منها وحاول ان يرفع رأسها عن الارض الا انها بقيت ملتصقة بالارض مجهشة بالبكاء بألم وحسرة ..حاول فارس وحاول وشعر ان ما يحدث لياسمين هو بسبب انطفاء الشموع الذي يشير بأن جورجيت غير راضية وقف فارس والدموع بعينيه متأثرا بشدة لما ألم بياسمين.
    واخذ ينادي باتجاه ما تبقى مشتعلا من الشموع: يا جورجيت انا ما عرفتك صغيرا ولا عرفتك كبيرا وانا ما عرفت انو انكتب علّي احمل ذنب ابو.. وجد.. وقريب وما صدقت
    انو دمي من دمهم..ما عرفتك بس بكيتك..وكرهت اصلي وحبيتك وحبيت بنت بنتك وحبيت اسمك ..الدنيا كلها ..كلها ظلمة ان ما كانت فيها ..حبيتها من غير ما اشوفها ورضيت اظل العمر اشعر فيها وما اشوفها ولو خيروني معها لاعيش بقبر وبدونها كل حياتي قبر..هي طلعت من العتمة وكانت الّي النور وان كان حكمت علي اعيش بعتمة وهي معي فأنت حكمت علي اعيش بالنور ..دموعها نار بتحرقني ..ارحم الي اعيش عمري كلوا في القبور ...وما اشوف دموعها... يا جورجيت القبور والخوف والألم حتى الموت ما كان ممكن يعذبني وهلأ بحكيلك ان كنت بتسمعيني وبحكيلها انو فراقها لحظة هو اليّ كان يحرقني وتفكيري كل لحظة اني ممكن افقدها كان يعذبني..يا جورجيت ان نكتب علّي احمل ذنب سيدي انا جاهز اعمل الي بدك اياه ..انا جاهز ادفع ثمن ذنب مجرم ما عرفتو ..كل شيء ممكن احتملو الا الدموع "بعيونها" بشوفها بالليل والنهار نار بتحرقني...بكل لحظة عرفتها حبيتها...انا حبيتها وهي بتكرهني ...انا حبيتها وهي بتعذبني ..انا حبيتهاوهي بتحبني..يا جورجيت ان كنت بتسمعيني ...
    وتعب فارس من مخاطبة الشموع وجلس بجانب ياسمين محاولا ان يهدئها..واستطاع ان يرفع رأسها عن الارض ويضمها الى صدره بقوة لتمتزج دموعهما معا وكأنها دموع شخص واحد...وعيونهما بأتجاه الشموع ...عادت الشموع تشتعل بطريقة غريبة الواحدة تلو الاخرى وبسرعة كبيرة حتى عادت واشتعلت جيعها...وقفت ياسمين محدقة بالشموع وما زالت اثار الدموع تملأ عينيها ..ووقف فارس الى جوارها ومن بعيد ومن خلف الشموع ظهرت فتاة ترتدي الأبيض ويشع من وجهها النور وشعرها مسترسل على كتفيها..حتى لحظة ظهورها كان فارس يظن ان ياسمين هي اجمل من خلق الله ولكن ما رآه لا يمكن لعقل وفكر ان
    يوصفه وما بهر فارس وحتى ياسمين ان الشبه كبير بينها وبين ياسمين...ياسمين لم تكن اقل مفاجأة من فارس ..الا ان الفرحة الممزوجة بالخوف قد بدت على وجهها ..لم تتحرك ياسمين من مكانها الا حينما ارتسمت على شفاه الفتاة ابتسامة كأنها دعوة لياسمين ان تقترب منها ..سارت ياسمين بسرعة باتجاهها وانحنت ولمست بيدها قدمها وقبلت يدها حيث لمست ..وهمت ان تحضنها في لحظة الا انها عادت الى الخلف من جديد وكان احدا طلب منها ذلك او انها فهمت ان ذلك ليس بأمكانها وشبكت يديها ببعض وضمتهم الى صدرها بقوة وعادت ووقفت بجانب فارس ولم تزح نظرها ولو للحظة واحدة عنها وقالت ياسمين والدموع تترقرق في عينيها:
    ستي جورجيت انا...لم تكمل كلمتها فقد اشارت جورجيت بيدها مع ابتسامة ففهمت ياسمين انها يجب ان تصمت ...خيم جو من الصمت لعدة دقائق لم يتكلم احد ولكن الابتسامة الممزوجة بدموع من طرف فارس وياسمين والابتسامة والنور المشع من وجه جورجيت اضاف الى الجو نوع من الدفيء ..ونظرت اليهم جورجيت نظرة مليئة بالمحبة والحنان مصحوبة بابتسامة دافئة وقالت لياسمين:
    مبروك يا جورجيت
    وسمي بنتك ياسمين
    والنار انطفت والوثيقة احفظوها
    والقديمة مع مولد ياسمين احرقوها
    واحكوا للناس انو لعنة المظلوم نار
    وقوة البشر ما بتطفيها
    وتحرق جيل بعد جيل
    لييجي جيل بالحب ينهيها
    واستدارت جورجيت الجدة وسارت بخطى واثقة مبتعدة من حيث اتت وبقيت عيون فارس وياسمين تتبعها حتى توارت عن الانظار..وقفزت ياسمين باتجاه فارس وتعلقت به وهي تضحك وتبكي في نفس الوقت ..ومدت يدها الى
    وثيقة الزواج وحملتها وضمتها الى صدرها ...وامسكت بيد فارس كطفلة صغيرة وركضت باتجاه مدخل القاعة ثم توقفت للحظة وكأنها تتذكر شيء ثم ركضت باتجاه المدخل الخلفي وحملت بيدها حقيبة صغيرة وركضت مرة اخرى باتجاه فارس وامسكت بيده وركضت بسرعة باتجاه المدخل...خرجت منه عدة خطوات ونظرت للخارج فانهمرت الدموع من عيونها وعانقت فارس بقوة وسحبته بسرعة باتجاه السيارة ...لمحت بعينها مدير القاعة رافي ..يقف على بعد اكثر من ثلاثين مترا يحدق بها هو ومن
    حوله من العاملين في القاعة وكأنها ملاكا بثوب ابيض هبط من السماء ..ضحكت وتركت يد فارس واخرجت من الحقيبة مغلف وركضت باتجاه مدير القاعة وناولته اياه بسرعة وابتسمت له بخجل حينما شعرت انه يتسأل ...هي او ليست هي..وركضت وعادت الى فارس ..
    صعدا السيارة واوقعت ياسمين المفاتيح على الارض اكثر من مرة من شدة الارتباك التي هي فيه...واسرعت بالسيارة تنظر الى فارس وهي تضحك وتبكي وتمسح دموعها فتضحك وتعود الدموع تنهمر من عيناها من جديد.
    ساعة وهي مرتبكة والصمت يخيم على الاجواء فلا احد يكلم الاخر واوقفت السيارة بجانب هضبة وامسكت بيد فارس واخذت تصعده بسرعة وهي تجر فارس خلفها ووقفت واخذت تنادي بأعلى صوتها وردة ..وردة..وردة..ويتردد صدى صوتها وتنظر بكل الاتجاهات ...وبعد عشرة دقائق عادت وصعدت الى السيارة وقادتها لمسافة مئات الامتار واوقفتها وخرجت منها ووقفت بجانبها ...وبعد خمس دقائق ظهرت امرأة مقنعة بالخمار والعباءة واقتربت من السيارة وركضت باتجاه ياسمين ...وياسمين ركضت بأتجاهها وكل منهما تنادي بأسم الاخرى"ياسمين...وردة".
    فقالت ياسمين لوردة: شفت ستي جورجيت يا وردة شفتها..!

  2. #12
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286
    فردت وردة :عرفت ...!!
    وقالت ياسمين وكأنها تود ان تحكي لوردة عن كل شيء بكلمة واحدة وبسرعة:انا اول ما شفتها فكرتها انت بس لما اقتربت شوي عرفت
    انها ستي جورجيت وهي مثل ما امي حكتلنا عنها ...لو انت شفتيها مش راح تصدقي كيف هي..بتجنن يا وردة بتجنن..
    انا ما توقعت اشوفها او اسمعها..انا كنت احكي الي بقلبي علشان اليوم الذكرى وكنت بعرف انو كلامي حيوصلها بس ما توقعت تيجي او اني اشوفها وبعدين فكرتها زعلانة مني ما بعرف يمكن كانت زعلانة وبعدين بطلت زعلانة ..لا لا مش ممكن تكونزعلانة عارفة ليش يا وردة؟
    فقالت وردة بسرعة وكأنها شعرت ان لم تقل ذلك فلن تتوقف ياسمين عن الحديث..:بعرف مبروك عليك اسم جورجيت..
    فقالت ياسمين بأستغراب:كيف عرفت يا وردة...!!

    فقالت وردة:هو انت من اول ما شفتيني خلتيني احكي كلمة وحدة...!
    فضحكت ياسمين وحضنت وردة بقوة وقالت:طيب يالا احكي لي يا اختي يا حبيبتي ...احكي بسرعة ..
    فقالت وردة: وانا كمان اليوم شفتها مثلك لاول مرة...!!؟
    فقاطعتها ياسمين مسرعة:مش زي ما حكيتلك ..(شفتيها تصورتني انها نكون هيك...)
    ضحكت وردة بصوت عالي:فضكحت ياسمين
    وقالت طيب خلص انا مش راح احكي ولا كلمة ...احكي انت.
    فقالت وردة: كنت
    مضوي الشموع علشان اليوم ذكراها ورحت احكيلها وانا عارفه انو كلامي حيوصلها ..وطلبت منها دير بالها عليك وتساعدك تتنجحي وصرت ابكي وما بعرف ليش شعرت انك حزينة كثير وما قدرت اتحمل ...شعرت اني لازم اطلع وادور عليك خفت كثير عليك يا ياسمين كنت راح اتجنن خفت كثير يكون صارلك شيء ما بتقدري ترديه وصرت احكي واترجى فيها انها تسمحلي اطلع واشوفك ونذرت على نفسي اني ما اطلع طول عمري بس اتأكد انك بخير وبعدين شفتها ...اول ما شفتها فكرت انها انت يا ياسمين ولما قربت اعرفت بسرعة انها ستي جورجيت قلتلهابسرعة ياسمين يا ستي..وقبل ما اكمل كلامي ضحكت وحكت لي انها كانت عندك ووافقت على زواجك ...وطلبت منك تسمي بنتك ياسمين واعرفت هيك انها اعطتك اسم جورجيت...
    حضنت ياسمين وردة بقوة وأنتاب الاثنتين نوبة قوية من البكاء الذي استمر لدقائق طويلة وفارس يراقب ما يحدث بين الفينة والاخرى تسقط من عينيه دمعة رغما عن ارادته تأثرا لما يراه امامه..
    ومن وسط الظلام ظهرت مقنعة اخرى تسير بخطى مترددة ..بأتجاه فارس وياسمين ووردة ..وما كادت تقترب
    حتى اجهشت ياسمين بالبكاء....

  3. #13
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286
    واقتربت الام لعنة حيث خرجت من المكان الذي خرجت منه وردة وهي ترتدي الخمار وحضنت ابنتيها ياسمين ووردة ..
    وردة التي ما زالت ترتدي الخمار وياسمين بثوب زفافها الابيض..
    وبعد دقائق من الدموع والضحك ..
    قالت ياسمين مخاطبة امها: ماما احنا هسه حنسكن مع بعض..؟!
    ابتسمت لعنة ام ياسمين ووردة وقالت: انا واختك حنطلع على الشام نزور قبر ستك جورجيت ولما نرجع ..اختك وردة بتقدر تخلع الخمار وبتقدروا تكونوا مع بعض على طول وتعيشوا وين ما بدكم ولا تخافوا من شيء ..
    ستك جورجيت مش راح تنساكم...وانتو عارفين محلي مليح وراح اجي ازوركم كل وقت ومش راح تقدروا تزوروني وان احتجتوني بتعرفوا كيف تنادوني وانتو بتعرفوا يا بنات عمر المسافة ما قدرت تبعدنا عن بعض ..وبوصيكميا بناتي ديروا بالكم من عيون الناس انتن احلى بنات الدنيا وعيون ونفوس الناس ما بترحم الخمار اكثر منوا نذر كان يحميكن من عيون الناس ولا تنسن انو جمال ستكن جورجيت كان سبب عذابها وبوصيكن كل وحدة قلادتها معها بترد عنكن كثيرولا تتركنها ليل ولا نهار وان واحدة ضاعت قلادتها بسرعة تظل مع اختها ولا تبعد عن عينها ..حبكن لبعض بيحميكن ..وان كانت بعيدة عنها تتخبى عن عيون الناس وان ما قدرت تشوف اختها ترجع بسرعة للخمار..لحد ما توفر قلادة غيرها..
    استمرت لعنة ام ياسمين ووردة توصيهن وتحذرهن من عيون الناس ...والتفتت لعنة الى فارس واقتربت منه
    وقالت له: انا لا اكرهك وربما صعب على قلبك ان اتصور ان حفيد سالم الدهري اصبح زوج ابني وربما انا بحاجة لبعض الوقت لاتقبل هذه الحقيقة ...ياسمين واختها لم يعرفن جورجيت ولم يرونها الا هذا اليوماما انا فقد عشت معها وتجرعت الآمها وانا الوحيدة التي لا اعرف لي ابا وربما كان جدك سالم هو ابي وربما تكون انت ابن اخي كل ما عرفته يا فارس عن جرائم عائلتك هو القليل الذي تعرفه ياسمين ولكن هناك جرائم كثيرة ارتكبت بحقنا ...حتى ياسمين واختها لا يعلمون بها..لا ادري كيف استطاعت جورجيت ان تسامح ..لم اكن اظن انها يمكن ان ننسى ما دام ذكره واحد من عائلة الدهري على وجه الارض ..وربما ان دموع ياسمين ووردة اطفئن النار المشتعلة
    وربما سامحت من اجلهن وربما لانك احببت ياسمين فعلا ..ساحتاج الى وقت كثير حتى انسى ..نعم ان سامحت جورجيت فانا اسامح ولكن الوقت هو الكفيل على ازالة ما في قلبي ..اليوم انت زوج ابنتي وانا اتمنى من كل قلبي لكما السعادة والتوفيق يا فارس احرص على ياسمين ولا تنسى انك زوجها وانه يتوجب عليكحمايتها من كل شيء حتى من نفسها ...يا فارس ياسمين برغم عن كل ما عرفته عنها الا انها بحاجة الى من يحبها ويعتني بها ويحميها واحرص من نار الغضب المدفونة باعماقها والتي ترسبت طوال السنين الماضية ...
    حتى لا تثور وحتى لا يعمل الوقت على اطفائها ...تعلم كيف تتعامل مع عنادها ...فعنادها جنون ان وقفت بوجه ثار وان تجاهلته تحول الى اعصار واكثر ما اوصيك به هو ان تحرق عليها ممن حولها وعلى من حولها منا فهي قادرة على حب الناس بجنون ولا يمكن ان نبدأ بأذية احد وان قابلها احد بأذي ...فلن ترتاح حتى تردها عليه..واذيه ياسمين ربما لاتكون بعدها اذيه...والمشكلة انك لن تستطيع ان تعرف ما هو الخطأ الذي (؟؟)
    ومدت لعنة يدها وصافحت فارس مصافحة لم تخلو من الفتور وودعت ياسمين وكذلك فعلت وردة بعد ان اتفقت معها على الكثير من التفاصيل للمستقبل بعد عودتها من الشام.

  4. #14
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286
    .وعادت لعنه بصحبة ابنتها ورده من حيث أتت وحينما وصلن جلسن بجانب العجوز البيضاء واخذت العجوز تداعب بأصبعها شعر ورده وقد ارتسمت على شفاهها ابتسامة ناعمة وقالت لورده ممازحة اياها : ترى اية اصابع ستداعب هذا الشعر في الغد القريب ..
    فقالت ورده :اولا تعلمين يا خاله من سيكون ..فردت العجوز : كلا يا ابنتي فلا اعلم الان ولكن ربما علمت في المستقبل بعد ان تقضي مدة في النور من سيكون زوجا لك
    فقالت ورده والدموع تترقرق في عيونها : يا خاله لقد قالت امي انه بعد ان اخرج لاعيش مع اختي ياسمين لن استطيع الحضور الى هنا من جديد فكيف ساراكما يا خاله انا محتاره ..فلا اريد ان اترك اختي لوحدها ولا اريد ان افقدكما فانتما كل شيء لنا ..
    فقالت بعد ان ضمت ورده اليها : نعم يا ابنتي حياتك اصبحت في الخارج وليست هنا ..اللعنة انتهت وبعد مئة عام سامحت جورجيت ..ويجب ان تكوني سعيده لان جورجيت قد ارتاحت وفي الغد ستكتشفي يا ورده بانك لست بحاجه الى هذا المكان من جديد وامك لن تترككما وستحضر لزيارتكما بين الحين والاخر ..اما انا فسأكون لكما ذكرى ليس اكثر..يؤلمني فراقكن ولكن هذه هي الحياة ويجب ان تستمر.
    فقالت لعنه بعد ان مسحت عدة دمعات سقطت على وجنتيها وهي تستمع للحديث الذي يدور بين ورده والعجوز : متى سنذهب يا خاله لزياره قبر "امي جورجيت" ...
    فقالت العجوز : في الغد يا ابنتي سأصحبكن معي الى هناك والان اذهبن للراحة فغدا امامكن رحلة طويلة وشاقة.
    وفي صباح اليوم التالي توجهت لعنة وابنتها ورده بصحبة العجوز الى الشام ومرت ساعات طويلة وهن يسرن بطرق كانت معظمها تحت الارض .. حتى وصلن في فجر اليوم التالي الى بقعة جرداء انتشرت فيها مجموعة من القبور القديمة مبعثرة بلا ترتيب..ومن بعيد رأن على احد القبور شمعه مضاءة وتجلس بجانبها امرأة تبكي ..فقالت لعنه للعجوز ..او ليس هذا قبر امي يا خاله ..فقالت العجوز نعم هو قبر جورجيت لقد طلبت هي ان يسمى هذا القبر على اسمها فهنا دفنت عائلة الشامي امها وابيها ولهذا طلبت جورجيت ان يسمى هذا القبر على اسمها.
    فقالت ورده : لا افهم يا خاله ماذا تقصدين بأنها طلبت ان يسمى على اسمها او ليست هي من دفن هنا...قاطعتها امها لعنه وقالت: لا تقولي ذلك ولا تسألي ..فقالت العجوز بعد ان امسكت بيد ورده : نعم يا ابنتي من الافضل ان لا تسألي فهناك امور كثيرة لن تفهميها..فقالت لعنه للعجوز:ومن هي هذه المرأة الجالسه بجانب القبر يا خاله .
    فقالت العجوز : لا اعلم يا ابنتي فربما هي احد زوار هذا القبر ..
    مرت نصف ساعه وهن ينتظرن ذهاب المرأة من جانب القبر ولكن هذا لم يحدث ..فتقدمت ورده ولعنه بأتجاهها ..وسألت الام لعنه المرأة بهدوء:ماذا تفعلي في هذه الساعة المتأخره من الليل بجانب هذا القبر ولماذا تبكي ..
    رفعت المرأة رأسها واثار الدموع ما زالت في عينيها..وبعد ان تفحصت لعنه وورده بعينيها قالت : جئت ارجو صاحب هذا القبر ان يساعدني في شفاء ابنتي الوحيده ..وانتن ماذا تفعلن هنا هل جئتن تسألن صاحب القبر شيئا
    فقالت لعنه للمرأة بفضول : وهل تعلمين من يكون صاحب هذا القبر ..
    فقالت المرأة: نعم انه احد الرجال الصالحين الذي دفن هنا منذ مدة طويلة وكل من مر رأى الشموع مضاءة على قبره.
    فقالت ورده غاضبه: ومن قال لك هذه الاكاذيب .
    فردت عليها المرأة بغضب :استغفري الله يا ابنتي ولا تقولي اكاذيب فهذا القبر قد ساعد الكثيرين .
    فقالت ورده : يا خاله انت صادقه وما تقولينه صحيح هل ذهبت وتركتينا بجانب هذا القبر قليلا ..
    فقالت المرأة :كلا لن اذهب قبل ان يتحقق طلبي ..
    فتأففت ورده وقبل ان تنطق بكلمه سحبتها امها لعنه وعادت بها حيث تجلس العجوز بعيدا..
    وحينما وصلت لعنه للعجوز قالت لها : ان المرأة ترفض الذهاب من جانب القبر.
    فقالت ورده: ويا خاله هذه المجنونه تقول ان هذا القبر لرجل .
    فنهرتها العجوز وقالت : لا يا ورده لا تقولي عنها هكذا فهي جاءت تضيء الشموع على قبر جورجيت وتسأل شيئا ولا يهم ما تظنه ..واناس كثيرون يزورون هذا القبر ولا يعلمون لمن هو ويتداولون القصص حول صاحبه.
    فقالت ورده : والان يا خاله الى متى سنبقى ننتظر والشمس ستشرق قريبا والمرأة لا تذهب .
    فقالت العجوز: حتى تذهب لوحدها فلا يجوز طرد زائر للقبر.
    مرت دقائق وكأنها ساعات وهن ينتظرن ذهاب المرأة...فتنفست ورده وامها الصعداء حينما بدأت المرأة بلملمة حالها وتحركت بعيدا عن القبر حتى توارت عن الانظار..فتوجهت ورده وامها بأتجاه القبر وبقية العجوز مكانها تنتظر ..وحينما وصلت ورده والام أضيئت الشموع ولم تتمالك لعنه الام الا ان اجهشت بالبكاء وكذلك فعلت ورده ...
    وقالت لعنه بكلمات ممزوجة بالدموع تخاطب بها القبر :
    انا وبناتي صن عهدك يا جورجيت ..
    انا وبناتي صن عهدك يا جورجيت ...الخ.
    واستمرت لعنه تخاطب القبر لأكثر من ساعه والدموع لا تفارق عينيها وعيني ابنتها ورده ..اقتربت العجوز بأتجاه لعنه وابنتها ورده ووضعت يدها على كتف لعنه وقالت : هيا يا ابنتي يجب ان نعود ..
    فقالت لعنه للعجوز : ولكن امي جورجيت لم تظهر
    فقالت العجوز مخاطبة لعنه وورده:لم نحضر الى هنا لرؤية جورجيت،جئت بكن لزيارة القبر واضاءة الشموع على قبر جورجيت في الشام، للتأكيد على وفائكن بالنذر،لا اكثر من ذلك.
    وعادت ورده وامها بصحبة العجوز وخيبة امل كبيره علت على وجوههن لعدم ظهور جورجيت..
    فقالت العجوز لهن تحثهن على ان يسرعن اكثر:هيا يا بنات يجب ان نعود قبل ان تشرق الشمس .
    فقالت ورده للعجوز : ليش ما أجت يا خاله ..انا نفسي اشوفها .
    فقالت العجوز: سترينها يا ورده ..والان هيا نعد..
    وعادت العجوز بصحبة ورده ولعنه من نفس الطريق حتى وصلن الى حيث كن بالسابق ..وبعد ان ارتحن قليلا..ذهبت العجوز وعادت تحمل بيدها صندوق..وضعته امام لعنه الام
    وقالت للعنه : افتحيه..
    ففتحته لعنه ..فلمع نور من داخل الصندوق منبعث من قلادة صنعت من الذهب والفضة ومعادن اخرى مصنوعه بغاية من الدقة والاتقان وقالت العجوز للعنه : هذه القلاده قد تركتها لك امك جورجيت فيها سر وقوة العهد ترد عن حاملها الشرور...لا يملكها اثنان ..لا تباع ولا تشترى ..يرثها من استحقها وحافظ على عهدها..وجدت مع اهل هذا المكان منذ مئات السنين وانتقلت بينهم وخرجت خارج هذا المكان وعادت اليه...وحينما حضرت الينا جورجيت قبل عشرات السنين استلمت القلادةواقسمت امام صاحبتها ان تصونها وتحافظ عليها وان لا تورثها الا لمن يستحقها...
    مدت لعنة يدها لتمسك بالقلادة ولكن يد ابنتها ورده سبقتها وامسكت بها واخذت تتفحصها مبهورة بجمالها...نظرت لعنة الى ابنتها ورده مستأة من تصرفها واخذت القلادة منها واعادتها الى الصندوق واغلقته وقالت للعجوز لقد حلمت بهذه القلادة منذ صغري حينما كنت اراهاعلى عنق امي جورجيت وفي احد المرات بهرتني مثلما بهرت ابنتي ورده وطلبت من امي جورجيت ان ارتديها ..
    فقالت لي اخشى يا ابنتي انه حينما ترتدينها ستخسري احد عيونك ..
    فقلت لها :انه لا شيء مهم في حياتي لاخسره .
    فقالت لي: وانا يا لعنة الست مهمة...
    فخجلت من نفسي واعتذرت منها واقسمت لها اني لا اريد هذه القلادة ولن ارتديها ما حييت..و
    الان يا خالة قد مرت السنوات والعنق الذي كان يزين هذه القلادة لم يعد موجود وها هي تذكرني بان امي جورجيت "نوري الوحيد" لم تعد في عالمي ومع هذه القلادة يعتريني شعور بالخوف بأن افقد شيء اخر في حياتي ..فأرجوك يا خاله لا تفتحي هذا الصندوق من جديد...
    ابتسمت العجوز وقالت للعنه: الصندوق وما فيه لك يا لعنة فقد ورثتيه عن امك جورجيت وواجبي ان اسلمه لك فأن اردتي ان تبقيه مغلقا على القلادة فلا احد يمنعك وان اردت ان ترتدي القلادة او ان تعطيها لأحدى بناتك فالخيار خيارك..
    فقالت لعنة : خياري ان تبقى هذه القلادة بالصندوق ولا تخرج منه ولا خيار اخر لدي وانت يا خالتي العجوز طالما كنت وصية علينا وعلى امي جورجيت من قبلناوعلى اهل هذا المكان فهذا الصندوق سيبقى كما هو وان رأيت انه قد جاء يوم واستحق هذه القلادة احد لتساعده فامنحيها له..اما انا وبناتي فيكفينا شرف العهد وما منحنا من حماية وقوة فلا حاجة لنا بهذه القلادة ..
    ردت العجوز على لعنة وقالت: يا ابنتي انت قررت ان تعيشي هنا معنا فربما يأتي يوم وتكوني انت الوصية على هذا المكان ..اما ياسمين ولعنه فهن اصبحن بنات النور ولم تعد تربطهن علاقة بهذا المكان ..والقوة التي امتلكنها ستتلاشى كلما وصلن الى الاستقرار في حياتهن الجديدة ..ولكن القلادة ان منحتيها لأحداهن فهي ستبقى معهن الى الابد لتنتقل من صاحبتها الى وريثتها ولهذا السبب اطلب منك ان لا تتسرعي بأتخاذ القرار ...
    فقالت ورده تأيدا لكلام العجوز: نعم يا ماما فكري ولا تتسرعي.

  5. #15
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286
    وان تكلمت كلمة اخرى فسأمنعك من الخروج من هنا الى الابد ..لم ينفع بكاء ورده وتوسلاتها ان تعرف شيء عن مولود ياسمين وعادت ورده وجلست مع ياسمين
    وقالت لها : يبدوا لي يا ياسمين ان امك تخفي عنا شيئا لم نعرفه بالسابق ولم نعرفه الان..اختي حبيبتي يجب ان تتقبلي الواقع واعدك اني سابذل المستحيل لاعرف اين مولودك ..ولا يوجد امامك الا ان تطمئني وتنسيه في الوقت الحاضر.
    فبكت ياسمين واخذت تصرخ وتقول :يجب ان ارى امي لاعرف لماذا تفعل بي هذا .
    فقالت ورده: لا اعتقد انها ستحضر لزيارتك قريبا..

    امضت ورده عدة ايام بجانب ياسمين تواسيها وتخفف عنها ولم يكن امام ياسمين الا ان تتقبل الواقع المرير ..اما فارس فحاول ان يخفي احزانه والآمه عن ياسمين لانه يعلم بأن ياسمين تعاني اكثر منه لما حدث...ومرة الأشهر وام ياسمين ترفض لقاءها وترفض ان تحكي لورده عما حدث ...وحملت ياسمين للمرة الثانية وقبل موعد الانجاب قال لها فارس انه خائف بأن يتكرر ما حدث معها في المرة الاولى واقسم انه لن يسمح بذلك ولكن ياسمين قالت له بحزن : ان كان القدر قد كتب لنا ان يحدث هذا مرة اخرى فلا انا ولا انت نستطيع منعه .
    وحان موعد الولادة وحضرت المقنعة مرة اخرى واختفت مع المولود وانتظرت ياسمين وفارس مرور الاسبوع لتعلم ما انجبت ..ومر اسبوع وشهر وكان مصير المولود الثاني كالاول...وغرقت ياسمين بأحزانها ولم تفارقها الدموع..اما ورده التي كانت تحضر بين الحين والاخ لتواسيها وتخفف عنها لم تحتمل ما يحدث لاختها ياسمين وعادت الى امها ترجوها ولكن لا حياة لمن تنادي فلا يوجد على لسان امها سوى كلمة "اختك لم تنجب..اختك لم تنجب" فتوجهت ورده للعجوز وقالت لها:
    -يا خاله ارجوك لماذا تفعلوا هذا بأختي..
    فقالت لها العجوز: لا تسأليني ..واسألي امك ..
    لم تتمالك ورده اعصابها واخذت تصرخ بوجه امها والعجوز ..الا يوجد في قلوبكم رحمه لماذا تفعلوا بها هكذا هل تعاقبوها لانها ارادت الحياة بالنور ولو انا اخترت الحياة في الخارج ايضا لفعلتم بي نفس الشيء ..هل هذا ما تريدونه ..هل هذا ما تريده جورجيت ..هل تستمتع بعذاب حفيداتها..وهل اصبح عذاب من لا يكون منكم هو متعتكم؟! ارتاحي يا ستي جورجيت..ارتاحي ولا ما راح ترتاحي
    الا تتموتي ياسمين معك..؟!

    لعنة ام ورده لم تتمالك هي الاخرى اعصابها فقامت وصفعت ورده على وجهها واخذت تشتمها..وتدخلت العجوز لتهدئة الوضع ولكن ورده اخذت تصرخ وتهدد بانه لو حصل شيء لياسمين فستقتل نفسها.
    فقالت لها العجوز : اصبري يا ابنتي ..اصبري يا ابنتي .
    فقالت ورده وهي تبكي: وعلى ماذا اصبر وانا ارى اختي تتعذب امامي ..لماذا ومن اجل من وما ذنبها هي الم تنتهي اللعنة وسمحتم لها بالخروج كما سمحتم لي لماذا الم تسامح جورجيت وانتهى كل شيء..لماذا تفعلوا بها هذا ..لماذا ..لماذا لا تقولوا لها ما انجبت ..هل انجبت ذكور ولهذا اخذتموهم..وما ذنبها هي ان حدث فعلا ...فهل هي التي تقرر ما تنجب ولماذا لم تقولوا لها قبل ان تنجب بان هذا ما ستفعلوه معها ..لماذا كذبتم علينا..ولماذا انت يا امي .
    .اصبح قلبك كالحجر..ياسمين ابنتك اشفقي على حالها..
    ولم تنبس العجوز ولا ام ياسمين وورده بحرف واحد...اما ياسمين.. فلم تعد للحياة قيمة لديها ، وكانت تمضي معظم وقتها صامتة حزينة حتى حينما كانت ورده تقوم بزيارتها بين الحين والاخر تمضي معظم وقتها بالبكاء...مر اكثر من عام ولم يتغير شيء في حياتهم وكانت ياسمين قد رفضت ان تحمل من جديد لأنها على يقين بأن الحمل لن يجلب لها الا التعاسة ولكن ورده استطاعت ان تقنعها ان تعدل عن رأيها ولعل السبب وراء ما يحدث انها لم تنجب بنت..وحملت ياسمين للمرة الثالثة ...ومرت الاشهر وحان موعد الولادة وتكرر نفس الشيء للمرة الثالثة واختفى المولود وياسمين لم تبكي هذه المرة ويبدو انها يأست من البكاء ولم تنتظر او تكترث لان يمر الاسبوع لتعرف ماذا سيحدث لوليدها ..ومر عام واشهر وياسمين لا تعرف ماذا حدث لابناءها الثلاثة..هل هم اموات ام احياء...
    .وحملت ياسمين للمرة الرابعة ويبدوا انه لم يبقى لها شيء تفعله سوى هذا...اما ورده التي فقدت هي الاخرى طعم السعادة وغرقت بهموم ياسمين اكثر منها ..توجهت الى غرفة امها وبحثت عن الصندوق وفتحته واخرجت القلادة واخفتها تحت عباءتها وذهبت الى ياسمين وحينما وصلتها
    قالت لها: اختي ياسمين خذي هذه القلادة .
    فسألتها ياسمين: وما هذه يا ورده ومن اين احضرتها .
    فقالت ورده: انها قلادة ستي جورجيت وقد اخفتها امي ورفضت ان تخرجها وقد سرقتها واحضرتها اليك وما اعرفه عنها انها ذات قوة خارقة تحمي وتساعد مالكها ولم يكن امامي طريقة لاساعدك بها الا بأحضار هذه القلادة.
    بكت ياسمين وعانقت ورده وبكت معها ورده وقالت ياسمين : كلا يا اختي لناعيدها فهي ملك امك وليست ملكنا وقدرنا يجب ان نتقبله .

    فقالت ورده : امي لم يعد في قلبها رحمة وانا لولا خوفي عليك وحتى لا اقطع الاتصال مع اهل المكان لعلي يوما اعرف مصير ابناءك ..لما بقيت هناك لحظة واحدة ولم يعد يهمني ان غضبت امي او غيرها ..هيا يا ياسمين يجب ان نعرف سر هذه القلادة ..لا يوجد شيء لتخسريه..
    ابتسمت ياسمين وقالت : كلا يا ورده اعيدي القلادة الى مكانها ..لا اريد ان اخسرك انت الاخرى لان هذا ما لا استطيع ان احتمله.
    خرجت ورده وتركت القلادة ولم تعطي ياسمين فرصة للكلام ..وهي تقول : لن اعيد القلادة انها لك لن اعيدها..
    وعادت ورده الي المكان وما ان التقت بأمها حتى بادرتها الاخرى بالكلام قائلة: لماذا فعلت هذا يا ورده ..
    لم تتكلم ورده ..فاعادت امها نفس الجملة ..
    فقالت ورده: لقد اعطيتها لياسمين لعلها تساعدها ..الم تحتاري انت لمن تعطي القلادة ولهذا اخفيتها ..فلا داعي للحيرة فقد اعطيتها لياسمين وان كانت حياتي كلها تعيد البسمة لاختي فانا سأعطيها اياها.
    فقالت لعنة الام : لا بأس يا ورده ..مبروك القلادة على ياسمين ولكن انت لن تخرجي من هنا طالما حييت ولو للحظة واحدة .
    اخذت ياسمين القلادة ووضعتها في الخزانة حتى تعود اختها ورده لتقنعها بأن تعيد القلادة لامها لعنه ولكن مر اكثر من اسبوع ولم تحضر ورده فذهبت ياسمين وتركت لها رسالة ..ومر اسبوع اخر واخر وفي كل مرة تترك ياسمين رسالة ولا احد يجب وبعد مرور شهر جن جنون ياسمين
    فأخذت تبكي ليل نهار ولم يعد على لسانها ..الا اسم ورده واخذت تمضي معظم وقتها بجانب الشباك على امل ان تلمح ورده قادمة من بعيد ولكن هذا كان بعيد المنال فورده اختها لا يسمح لها بالخروج وهي الاخرى تمضي معظم وقتها بالبكاء والصراخ لتخرج لترى اختها ياسمين حتى انها لم تعد تأكل او تشرب لتضغط على امها ان تسمح لها بالخروج لرؤية ياسمين...اما ياسمين فقد

  6. #16
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286
    واستمرت ياسمين في كل يوم تخاطب جدتها جورجيت بهذه الطريقة وترجوها ان تعيد اليها ورده وحان موعد ولادة ياسمين للمرة الرابعة...وفي الساعة الاخيرة حضرت المقنعة كما فعلت في الاعوام السابقة واختفت من جديد..اما فارس الذي استسلم للأم الواقع وهو على يقين بان اولاده سيختفون ولن يستطيع منع ذلك ولا يسعه الا الاطمئنان علي ياسمين بعد الولادة توجه الى غرفتها كعادته وفتح الباب فرأها نائمة كملاك ولكنه هذه المرة رأى بجانبها طفلة صغيرة يشع النور من وجهها ..فقفز قلب فارس من الفرح وجلس بجانب السرير ينظر الى ياسمين والي الطفلة ودموع الفرح تتساقط من عيناه ويود لو انه يحتضن الطفلة ولكنه يخاف ان تستيقظ وتستيقظ ياسمين وترى الطفلة بجانبها وتبدء هي الاخرى بالبكاء ...انشغلت ياسمين لعدة ايام بالطفلة التي اسمتها "جورجيت" والفرحة لا تسعها ومع نهاية الاسبوع تحملها وتتوجه بها الى الجبل حيث اعتادت ان تنادي على امها واختها ..بعد ان منعت من الذهاب الى المكان وتجلس هناك وتضع ابنتها جورجيت على الارض بعد ان لفتها "بحرام" وتنادي عليهم وتقول : يا اهل هذا المكان ..يا ستي جورجيت..جورجيت ولدت من جديد ..يا اهل هذا المكان تعالوا خذوها لتعيد لكم النور من جديد...تعالوا خذوها فأنتم قلتم مع ميلادها سنرى كلنا النور خذوها انا اهبها لكم راضية ولكن اعيدوا لي نور ..اعيدوا لي روحي ..اعيدوا لي اختي ورده.
    واخذت ياسمين تبكي ومن بعيد ظهرت امرأة مقنعة بالأسود قبل ان تقترب عرفت ياسمين
    امها لعنة..اقتربت لعنة من الطفلة ووقفت امامها ..فبكت ياسمين واخذت تقول : امي ارجوك خذيها ولكن اعيدي لي ورده ..ارجوك يا امي لعنه الام لم تتكلم بكلمة واحدة بل حملت الطفلة وعادت ادراجها من حيث أتت
    وياسمين وقفت مكانها تبكي وتنادي على ورده ..حتى يأست وعادت ادراجها الى البيت.
    لاقاها فارس واستغرب انها لا تحمل الطفلة
    ..فسألها اين ابنتنا..؟

    فقالت : لقد اخذوها يا فارس ..لقد اخذوها هي الاخرى.
    فقال فارس : من هم يا ياسمين ..؟
    فقالت : اهل المكان وامي يا فارس ..اخذ فارس يصرخ لماذا تفعل بك امك ذلك...

    فقالت ياسمين : لا اعرف واخذت تبكي اريد ورده ..اريد ورده.
    واخذ فارس يبكي لبكائها مرت تلك الليلة ككابوس على فارس وياسمين واشرقت الشمس وعيونهما لم تذق طعم النوم او الراحة.
    ومن شباك البيت ينظر فارس الى باب الحديقة الخارجي فيرى ياسمين بأجمل اثوابها تسير باتجاه البيت تضم الى صدرها طفلتها الرضيعة وشعرها مفرود على كتفيها تعبث بخصلاته نسمات الهواء ..يفرك عينيه ليتأكد بأن ما يراه حقيقة .
    .لم تتلاشى تلك الصورة وانما بقيت ياسمين وطفلتها تتقدم باتجاه البيت ..قفز فارس باتجاه الباب لاستقبالها وقبل ان يخرج يلمح ياسمين تجلس على احدى الكنبات منهكة القوى واثار الدموع ما زالت في عيونها..يحتار فارس ويعود راكضا باتجاه الشباك فيرى ياسمين تحمل الطفلة
    وتقترب اكثر واكثر من البيت..يحتار فارس ويظن انه قد بدأ يهلوس ..ولحسم الامر قفز باتجاه الباب فدخلت منه....

  7. #17
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286
    فرك فارس عينيه وهو لا يصدق ما يراه ..فتدخل والابتسامة مرسومة على شفتيها وتناوله الطفلة فيحملها بين ذراعيه وقبل ان يدرك ما يحدث يسمع صرخة من الخلف ورده..ورده.
    فتقفز الواحدة باتجاه الاخرى في عناق وقبلات وبكاء وضحك يستمر دون توقف وكأن الواحدة تخشى ان تحركت الثانية للحظة ستتركها..يقف فارس مذهولا يحمل طفلته بين يديه وينظر باتجاه الاختين ويجد نفسه عاجزا عن التمييز بينهما ..
    تقول ورده لياسمين..لتلفت انتباهها: جبتلك بنتك جورجيت يا ياسمين...
    ولا تهتم بما قالته وتنظر ياسمين لورده وتقول : انت مش لابسه الخمار ..يعني حتظلك معي..؟
    فتقول ورده:آه صحيح انا مش حفارقك فعانقتها ياسمين من جديد وتعود الاثنتان للبكاء من جديد..لم تكن ياسمين لتترك ورده لحظة واحدة ..لولا بكاء ابنتها جورجيت التي دفعها لتحملها.
    سألت ياسمين ورده : ماذا حدث يا ورده وكيف..؟
    قالت ورده: لا شيء جاءت الّي امي تحمل بين يديها الصغيرة جورجيت وطلبت مني ان اخلع الخمار وارتدي اجمل ما لدي وقالت ان كل شيء قد انتهى وجورجيت ولدت من جديد وقد تحققت نبؤة الماضي ..
    وقالت لي : كوني اما لها واحمليها لامها.
    وبصراحة انا لم افهم شيء فكل ما كنت افكر فيه هو ان اصلك بسرعة لاراك فلا تسأليني شيئا لانني فعلا لا اعرف شيء ..مرت الايام بسرعة وياسمين وورده فيسعادة بالغة وجورجيت الصغيرة اضافت الى حياتهن سعادة وفرح لم يعهدانها من قبل وفي اليوم الاربعين لولادة الصغيرة جورجيت تصادف مع اليوم الذي اعتادت ياسمين وورده والام لعنه اضاءة الشموع ومخاطبة الجدة جورجيت فقمن بأضاءة الشموع في منتصف الليل ووضعن الصغيرة جورجيت امامهن وقبل ان بنطقن بحرف ظهرت جورجيت بثوبها الابيض الناعم امامهن تبعد عنهن عدة اقدام ..نظرت اليهن وابتسمت ونظرت الى الصغيرة جورجيت وسالت عدة دمعات من عيونها..فبكت ورده وياسمين معا وقالت الجدة جورجيت: لا تبكن يا بنات فدموعي دموع راحة وفرح ..ومن سنين هذا اول يوم بشوف فيه النور .
    اقتربت ياسمين ولمست قدم الجدة جورجيت بيدها وقبلت اليد التي لمست القدموعادت الى مكانها وكذلك فعلت ورده وابتسمت جورجيت ابتسامة عريضة واختفت بهدوء ..
    فقالت ياسمين لورده : شفتي قديش ستك مرتاحة .
    فقالت ورده: وشفت كيف الفرحة بدها تنط من عينيها ..فقالت ياسمين : كم اتمنى لو انه كان بمقدوري ان اقفز اليها واحتضنها وابكي على صدرها ..فقالت ورده : وانا كذلك ولكن هذا مستحيل..صمتت ورده وكذلك ياسمين واخذت الواحدة تنظر بعيون الاخرى ...فقالت ياسمين وردة شاعرة في الي انا حاسة فيه ..ابتسمت ورده وقالت : نعم امي قادمة الينا فقفزت ورده وكذلك ياسمين باتجاه الباب وتسابقت يداهن لتفتح الباب فظهرت "المقنعة" فحضنت ياسمين وورده معا ودخلت معهن الى الغرفة واراحت الخمار عن وجهها وحملت جورجيت الصغيرة وضمتها الى صدرها ..ونظرت الى ورده وياسمين وابتسمت وقالت : انا عارفة انكن بالوقت الاخير كرهتني..فاحنت ورده وياسمين رأسها الى الارض ..فقالت الام لعنة الى ابنتها ..يا بنات انا ما بلومكن ..بعرف ان السنوات الاخيرة كانت صعبة وقاسية ولكن اقسم باني كنت اتعذب اضعاف عذابكن وكانت دموعكن بتحرقني ليل ونهار ..ربما ظننتن اني لم أتأثر بما حدث ولكن النار كانت مشتعلة بداخلي وانا مجبرة ان اخفيها..يا بنات انا لم اكذب عليكن ولم اخدعكن ..اليوم رأيتن جدتكن جورجيت ورايتن كم هي فرحة وكم هي مرتاحة ..الا تستحق منا هذه التضحية ..ياسمين انا لم اكذب عليكن ..نعم حينما رأيت جورجيت في يوم زفافك وقالت لك ان تسمي ابنتك ياسمين وان يكون اسمك انت جورجيت لم تفعل هذا جدتك لان اللعنة انتهت فعلا بل لانها ارادتها ان تنتهي وتنازلت هي عن راحتها وفرحتها من اجلكن سنين طويلة انتظرتها جورجيت في انتظار ميلاد جورجيت الصغيرة لتحصل على حريتها وراحتها ..تنازلت عن كل هذا من اجلكن ولأنها شعرت بانكن لم تعدن قادرات على تحمل المزيد من العناء وتنازلت عن اللعنة وعن راحتها الابدية من اجلكن...اما انا في البداية تقبلت الامر الواقع وعلمت ان الحياة هكذا تسير والنبوءات لا تتحقق دائما ولكن بعد زيارة قبر جدتكن في الشام وبعد ان احضرت لي خالتكن العجوز قلادة جورجيت التي لم تتركها للحظة واحدة تذكرت انه حينما كنت صغيرة والحت على جدتكن ن تجعلني ارتدي قلادتها قالت لي اشياء كثيرة عن هذه القلادة وعن اسرارها ولكن اصعب ما قالته وكاد يتحقق انه بسبب هذه القلادة قد اخسر احد عيني..في وقتها لم يكن هذا يهمني..ولكن الان عيناي واحدة اسمها ياسمين والاخرى اسمها وردة فاي عين يجب ان اختار ..نعم لقد عرفت ان خرجتن انتن الاثنتان معا الى النور ولم اكن لاستطيع ان امنعكن فسأخسر احداكن ..لقد عرفت انه مع انتقال هذه القلادة دون ان يظهر النور بميلاد جورجيت فسيفرقكن النور وستخسر الواحدة منكن الاخرى فما يجمعه الظلام يفرقه النور وانتن ولدتن في الظلام وبعد ما حدث لم يعد لدي ادنى شك ان هناك قوى قادرة على تفريقكن..وردة اختك ضحت بالنور من اجلك يا ياسمين دون ان تعرفي ..لقد اختارت وردة ان تمضي بقية حياتها ولا تخلع الخمار او تخرج الي النور بعد ان علمت انه لو خرجت هي الاخرى الى النور فستفقدي قوتك وهي ايضا فختارت وردة ان تبقى لتحميك وتساعدك متى اردت المساعدة ولتضمن سعادتك..اما انت يا ياسمين فلم تكوني اقل منها لقد اثبت انك على استعداد للتضحية باغلى شيء وبكل شيء من اجل ورده..اما انا فما كان امامي الا ان اجعل الصندوق مغلقا وانتظر ولادة جورجيت من جديد..لقد حرمتك من رؤية ابناءك او معرفة اي شيء عنهم لان النبوءة تقول ان الوجه الاول الذي سيعكس النور وينهي اللعنة هو وجه انثى يطلق عليها اسم جورجيت وعليه ما كان يجب ان تري انت او اختك اي وجه قبل وجه جورجيت الثانية...ما فعلته كان من اجلكن وليس من اجلي ..الان انتهت اللعنة وانتهى كل شيء ..ارتاحت جورجيت ووحدكن النور وجمعتكن جورجيت من جديد ولن يفرقكن شيء ولا اريد شيء الا ان تسامحاني وتغفرن لي يا بناتي...واخذت الام لعنة تبكي فضمتها ياسمين وكذلك فعلت وردة وبدءن نوبة بكاء حادة استمرت طويلا.قاطعتها ورده حينما قالت مبتسمة سنغضب جورجيت الكبيرة والصغيرة اذا استمرينا بالبكاء...فقالت ياسمين: انها دموع الفرح وامسكت ورده بكتف امها وقالت : تعالي هان هلأ بدك تحكيلنا عن القلادة..مسحت الام لعنة دموعها وقالت : اسألي صاحبتها حينما تكبر..اسألي من ستدخل النور الى مئات البيوت المظلمة ..اسألي من ستكون نور المظلومين ونار الظالمين...

    اقترب موعد شروق الشمس فودعت الام لعنة بناتها ووعدتهن انها ستزورهن دائما وستمضي معهن اوقات كثيرة وقبل ان تخرج طلبت الام لعنة ان تقابل فارس ..فذهبت ياسمين ونادت عليه..اقترب فارس من الام لعنة فاستقبلته بابتسامة دون ان تضع الخمار على وجهها وقالت: فارس المرة انا بطلب منك انك تسامحني..ابتسم فارس واقتربت منه الام لعنة وعانقته ووضعت الخمار على وجهها وخرجت ..وابتعدت فجلس ياسمين وورده وفارس يتحدثون بما حدث وكيف ومر على اشراقة الشمس اكثر من ساعتين ولم يجرء احد منهم ان يسأل الاخر او يلمح بما حدث وما مصير ابناء ياسمين وفارس المفقودين،وفجأة وصلالى مسمعهم صوت صراخ وضحك في الحديقة فقفزوا جميعهم مسرعين وكأن لكل منهم حدسه الخاص لما يتوقع ان يرى...
    ثلاثة اطفال : يصرخون ويلعبون ..بسعادة في الحديقة وبحركة لا شعورية يركض فارس وتركض ياسمين وتركض ورده وكل منهم يريد ان يسبق الاخر ليصل الى الحديقة وخلفهم تركوا جورجيت الصغيرة صاحبة الوجه الملائكي نائمة يشع منوجهها النور ..تحكي قصة..

  8. #18
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286
    .وعادت لعنه بصحبة ابنتها ورده من حيث أتت وحينما وصلن جلسن بجانب العجوز البيضاء واخذت العجوز تداعب بأصبعها شعر ورده وقد ارتسمت على شفاهها ابتسامة ناعمة وقالت لورده ممازحة اياها : ترى اية اصابع ستداعب هذا الشعر في الغد القريب ..
    فقالت ورده :اولا تعلمين يا خاله من سيكون ..فردت العجوز : كلا يا ابنتي فلا اعلم الان ولكن ربما علمت في المستقبل بعد ان تقضي مدة في النور من سيكون زوجا لك

    فقالت ورده والدموع تترقرق في عيونها : يا خاله لقد قالت امي انه بعد ان اخرج لاعيش مع اختي ياسمين لن استطيع الحضور الى هنا من جديد فكيف ساراكما يا خاله انا محتاره ..فلا اريد ان اترك اختي لوحدها ولا اريد ان افقدكما فانتما كل شيء لنا ..
    فقالت بعد ان ضمت ورده اليها : نعم يا ابنتي حياتك اصبحت في الخارج وليست هنا ..اللعنة انتهت وبعد مئة عام سامحت جورجيت ..ويجب ان تكوني سعيده لان جورجيت قد ارتاحت وفي الغد ستكتشفي يا ورده بانك لست بحاجه الى هذا المكان من جديد وامك لن تترككما وستحضر لزيارتكما بين الحين والاخر ..اما انا فسأكون لكما ذكرى ليس اكثر
    ..يؤلمني فراقكن ولكن هذه هي الحياة ويجب ان تستمر.
    فقالت لعنه بعد ان مسحت عدة دمعات سقطت على وجنتيها وهي تستمع للحديث الذي يدور بين ورده والعجوز : متى سنذهب يا خاله لزياره قبر "امي جورجيت" ...

    فقالت العجوز : في الغد يا ابنتي سأصحبكن معي الى هناك والان اذهبن للراحة فغدا امامكن رحلة طويلة وشاقة.
    وفي صباح اليوم التالي توجهت لعنة وابنتها ورده بصحبة العجوز الى الشام ومرت ساعات طويلة وهن يسرن بطرق كانت معظمها تحت الارض .. حتى وصلن في فجر اليوم التالي الى بقعة جرداء انتشرت فيها مجموعة من القبور القديمة مبعثرة بلا ترتيب..ومن بعيد رأن على احد القبور شمعه مضاءة وتجلس بجانبها امرأة تبكي ..فقالت لعنه للعجوز ..او ليس هذا قبر امي يا خاله ..فقالت العجوز نعم هو قبر جورجيت لقد طلبت هي ان يسمى هذا القبر على اسمها فهنا دفنت عائلة الشامي امها وابيها ولهذا طلبت جورجيت ان يسمى هذا القبر على اسمها.
    فقالت ورده : لا افهم يا خاله ماذا تقصدين بأنها طلبت ان يسمى على اسمها او ليست هي من دفن هنا...قاطعتها امها لعنه وقالت: لا تقولي ذلك ولا تسألي ..فقالت العجوز بعد ان امسكت بيد ورده :
    نعم يا ابنتي من الافضل ان لا تسألي فهناك امور كثيرة لن تفهميها..
    فقالت لعنه للعجوز:ومن هي هذه المرأة الجالسه بجانب القبر يا خاله .
    فقالت العجوز : لا اعلم يا ابنتي فربما هي احد زوار هذا القبر ..

    مرت نصف ساعه وهن ينتظرن ذهاب المرأة من جانب القبر ولكن هذا لم يحدث ..فتقدمت ورده ولعنه بأتجاهها ..وسألت الام لعنه المرأة بهدوء:ماذا تفعلي في هذه الساعة المتأخره من الليل بجانب هذا القبر ولماذا تبكي ..
    رفعت المرأة رأسها واثار الدموع ما زالت في عينيها..وبعد ان تفحصت لعنه وورده بعينيها قالت : جئت ارجو صاحب هذا القبر ان يساعدني في شفاء ابنتي الوحيده ..وانتن ماذا تفعلن هنا هل جئتن تسألن صاحب القبر شيئا
    فقالت لعنه للمرأة بفضول : وهل تعلمين من يكون صاحب هذا القبر ..
    فقالت المرأة: نعم انه احد الرجال الصالحين الذي دفن هنا منذ مدة طويلة وكل من مر رأى الشموع مضاءة على قبره.

    فقالت ورده غاضبه: ومن قال لك هذه الاكاذيب .
    فردت عليها المرأة بغضب :استغفري الله يا ابنتي ولا تقولي اكاذيب فهذا القبر قد ساعد الكثيرين .
    فقالت ورده : يا خاله انت صادقه وما تقولينه صحيح هل ذهبت وتركتينا بجانب هذا القبر قليلا ..
    فقالت المرأة :كلا لن اذهب قبل ان يتحقق طلبي ..
    فتأففت ورده وقبل ان تنطق بكلمه سحبتها امها لعنه وعادت بها حيث تجلس العجوز بعيدا..
    وحينما وصلت لعنه للعجوز قالت لها : ان المرأة ترفض الذهاب من جانب القبر.
    فقالت ورده: ويا خاله هذه المجنونه تقول ان هذا القبر لرجل .
    فنهرتها العجوز وقالت : لا يا ورده لا تقولي عنها هكذا فهي جاءت تضيء الشموع على قبر جورجيت وتسأل شيئا ولا يهم ما تظنه ..واناس كثيرون يزورون هذا القبر ولا يعلمون لمن هو ويتداولون القصص حول صاحبه.
    فقالت ورده : والان يا خاله الى متى سنبقى ننتظر والشمس ستشرق قريبا والمرأة لا تذهب .
    فقالت العجوز: حتى تذهب لوحدها فلا يجوز طرد زائر للقبر.
    مرت دقائق وكأنها ساعات وهن ينتظرن ذهاب المرأة...فتنفست ورده وامها الصعداء حينما بدأت المرأة بلملمة حالها وتحركت بعيدا عن القبر حتى توارت عن الانظار..فتوجهت ورده وامها بأتجاه القبر وبقية العجوز مكانها تنتظر ..وحينما وصلت ورده والام أضيئت الشموع ولم تتمالك لعنه الام الا ان اجهشت بالبكاء وكذلك فعلت ورده ...
    وقالت لعنه بكلمات ممزوجة بالدموع تخاطب بها القبر :
    انا وبناتي صن عهدك يا جورجيت ..
    انا وبناتي صن عهدك يا جورجيت ...الخ.

    واستمرت لعنه تخاطب القبر لأكثر من ساعه والدموع لا تفارق عينيها وعيني ابنتها ورده ..اقتربت العجوز بأتجاه لعنه وابنتها ورده ووضعت يدها على كتف لعنه وقالت : هيا يا ابنتي يجب ان نعود ..
    فقالت لعنه للعجوز : ولكن امي جورجيت لم تظهر
    فقالت العجوز مخاطبة لعنه وورده:لم نحضر الى هنا لرؤية جورجيت،جئت بكن لزيارة القبر واضاءة الشموع على قبر جورجيت في الشام، للتأكيد على وفائكن بالنذر،لا اكثر من ذلك.
    وعادت ورده وامها بصحبة العجوز وخيبة امل كبيره علت على وجوههن لعدم ظهور جورجيت..
    فقالت العجوز لهن تحثهن على ان يسرعن اكثر:هيا يا بنات يجب ان نعود قبل ان تشرق الشمس .
    فقالت ورده للعجوز : ليش ما أجت يا خاله ..انا نفسي اشوفها .
    فقالت العجوز: سترينها يا ورده ..والان هيا نعد..
    وعادت العجوز بصحبة ورده ولعنه من نفس الطريق حتى وصلن الى حيث كن بالسابق ..وبعد ان ارتحن قليلا..ذهبت العجوز وعادت تحمل بيدها صندوق..وضعته امام لعنه الام
    وقالت للعنه : افتحيه..
    ففتحته لعنه ..فلمع نور من داخل الصندوق منبعث من قلادة صنعت من الذهب والفضة ومعادن اخرى مصنوعه بغاية من الدقة والاتقان وقالت العجوز للعنه : هذه القلاده قد تركتها لك امك جورجيت فيها سر وقوة العهد ترد عن حاملها الشرور...لا يملكها اثنان ..لا تباع ولا تشترى ..يرثها من استحقها وحافظ على عهدها..وجدت مع اهل هذا المكان منذ مئات السنين وانتقلت بينهم وخرجت خارج هذا المكان وعادت اليه...وحينما حضرت الينا جورجيت قبل عشرات السنين استلمت القلادة
    واقسمت امام صاحبتها ان تصونها وتحافظ عليها وان لا تورثها الا لمن يستحقها...
    مدت لعنة يدها لتمسك بالقلادة ولكن يد ابنتها ورده سبقتها وامسكت بها واخذت تتفحصها مبهورة بجمالها...نظرت لعنة الى ابنتها ورده مستأة من تصرفها واخذت القلادة منها واعادتها الى الصندوق واغلقته وقالت للعجوز لقد حلمت بهذه القلادة منذ صغري حينما كنت اراهاعلى عنق امي جورجيت وفي احد المرات بهرتني مثلما بهرت ابنتي ورده وطلبت من امي جورجيت ان ارتديها ..
    فقالت لي اخشى يا ابنتي انه حينما ترتدينها ستخسري احد عيونك ..
    فقلت لها :انه لا شيء مهم في حياتي لاخسره .
    فقالت لي: وانا يا لعنة الست مهمة...
    فخجلت من نفسي واعتذرت منها واقسمت لها اني لا اريد هذه القلادة ولن ارتديها ما حييت..و
    الان يا خالة قد مرت السنوات والعنق الذي كان يزين هذه القلادة لم يعد موجود وها هي تذكرني بان امي جورجيت "نوري الوحيد" لم تعد في عالمي ومع هذه القلادة يعتريني شعور بالخوف
    بأن افقد شيء اخر في حياتي
    ..فأرجوك يا خاله لا تفتحي هذا الصندوق من جديد...
    ابتسمت العجوز وقالت للعنه: الصندوق وما فيه لك يا لعنة فقد ورثتيه عن امك جورجيت وواجبي ان اسلمه لك فأن اردتي ان تبقيه مغلقا على القلادة فلا احد يمنعك وان اردت ان ترتدي القلادة او ان تعطيها لأحدى بناتك فالخيار خيارك..
    فقالت لعنة : خياري ان تبقى هذه القلادة بالصندوق ولا تخرج منه ولا خيار اخر لدي وانت يا خالتي العجوز طالما كنت وصية علينا وعلى امي جورجيت من قبلنا
    وعلى اهل هذا المكان فهذا الصندوق سيبقى كما هو وان رأيت انه قد جاء يوم واستحق هذه القلادة احد لتساعده فامنحيها له..اما انا وبناتي فيكفينا شرف العهد وما منحنا من حماية وقوة فلا حاجة لنا بهذه القلادة ..
    ردت العجوز على لعنة وقالت: يا ابنتي انت قررت ان تعيشي هنا معنا فربما يأتي يوم وتكوني انت الوصية على هذا المكان ..اما ياسمين ولعنه فهن اصبحن بنات النور ولم تعد تربطهن علاقة بهذا المكان ..والقوة التي امتلكنها ستتلاشى كلما وصلن الى الاستقرار في حياتهن الجديدة ..ولكن القلادة ان منحتيها لأحداهن فهي ستبقى معهن الى الابد لتنتقل من صاحبتها الى وريثتها ولهذا السبب
    اطلب منك ان لا تتسرعي بأتخاذ القرار ...
    فقالت ورده تأيدا لكلام العجوز: نعم يا ماما فكري ولا تتسرعي.

  9. #19
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286
    واقتربت الام لعنة حيث خرجت من المكان الذي خرجت منه وردة وهي ترتدي الخمار وحضنت ابنتيها ياسمين ووردة ..
    وردة التي ما زالت ترتدي الخمار وياسمين بثوب زفافها الابيض..
    وبعد دقائق من الدموع والضحك ..
    قالت ياسمين مخاطبة امها: ماما احنا هسه حنسكن مع بعض..؟!
    ابتسمت لعنة ام ياسمين ووردة وقالت: انا واختك حنطلع على الشام نزور قبر ستك جورجيت ولما نرجع ..اختك وردة بتقدر تخلع الخمار وبتقدروا تكونوا مع بعض على طول وتعيشوا وين ما بدكم ولا تخافوا من شيء ..
    ستك جورجيت مش راح تنساكم...وانتو عارفين محلي مليح وراح اجي ازوركم كل وقت ومش راح تقدروا تزوروني وان احتجتوني بتعرفوا كيف تنادوني وانتو بتعرفوا يا بنات عمر المسافة ما قدرت تبعدنا عن بعض ..وبوصيكميا بناتي ديروا بالكم من عيون الناس انتن احلى بنات الدنيا وعيون ونفوس الناس ما بترحم الخمار اكثر منوا نذر كان يحميكن من عيون الناس ولا تنسن انو جمال ستكن جورجيت كان سبب عذابها وبوصيكن كل وحدة قلادتها معها بترد عنكن كثيرولا تتركنها ليل ولا نهار وان واحدة ضاعت قلادتها بسرعة تظل مع اختها ولا تبعد عن عينها ..حبكن لبعض بيحميكن ..وان كانت بعيدة عنها تتخبى عن عيون الناس وان ما قدرت تشوف اختها ترجع بسرعة للخمار..لحد ما توفر قلادة غيرها..
    استمرت لعنة ام ياسمين ووردة توصيهن وتحذرهن من عيون الناس ...والتفتت لعنة الى فارس واقتربت منه
    وقالت له: انا لا اكرهك وربما صعب على قلبك ان اتصور ان حفيد سالم الدهري اصبح زوج ابني وربما انا بحاجة لبعض الوقت لاتقبل هذه الحقيقة ...ياسمين واختها لم يعرفن جورجيت ولم يرونها الا هذا اليوماما انا فقد عشت معها وتجرعت الآمها وانا الوحيدة التي لا اعرف لي ابا وربما كان جدك سالم هو ابي وربما تكون انت ابن اخي كل ما عرفته يا فارس عن جرائم عائلتك هو القليل الذي تعرفه ياسمين ولكن هناك جرائم كثيرة ارتكبت بحقنا ...حتى ياسمين واختها لا يعلمون بها..لا ادري كيف استطاعت جورجيت ان تسامح ..لم اكن اظن انها يمكن ان ننسى ما دام ذكره واحد من عائلة الدهري على وجه الارض ..وربما ان دموع ياسمين ووردة اطفئن النار المشتعلة
    وربما سامحت من اجلهن وربما لانك احببت ياسمين فعلا ..ساحتاج الى وقت كثير حتى انسى ..نعم ان سامحت جورجيت فانا اسامح ولكن الوقت هو الكفيل على ازالة ما في قلبي ..اليوم انت زوج ابنتي وانا اتمنى من كل قلبي لكما السعادة والتوفيق يا فارس احرص على ياسمين ولا تنسى انك زوجها وانه يتوجب عليكحمايتها من كل شيء حتى من نفسها ...يا فارس ياسمين برغم عن كل ما عرفته عنها الا انها بحاجة الى من يحبها ويعتني بها ويحميها واحرص من نار الغضب المدفونة باعماقها والتي ترسبت طوال السنين الماضية ...
    حتى لا تثور وحتى لا يعمل الوقت على اطفائها ...تعلم كيف تتعامل مع عنادها ...فعنادها جنون ان وقفت بوجه ثار وان تجاهلته تحول الى اعصار واكثر ما اوصيك به هو ان تحرق عليها ممن حولها وعلى من حولها منا فهي قادرة على حب الناس بجنون ولا يمكن ان نبدأ بأذية احد وان قابلها احد بأذي ...فلن ترتاح حتى تردها عليه..واذيه ياسمين ربما لاتكون بعدها اذيه...والمشكلة انك لن تستطيع ان تعرف ما هو الخطأ الذي (؟؟)
    ومدت لعنة يدها وصافحت فارس مصافحة لم تخلو من الفتور وودعت ياسمين وكذلك فعلت وردة بعد ان اتفقت معها على الكثير من التفاصيل للمستقبل بعد عودتها من الشام.

  10. #20
    الصورة الرمزية امير الاحزان
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    11- 2006
    المشاركات
    286
    .وعادت لعنه بصحبة ابنتها ورده من حيث أتت وحينما وصلن جلسن بجانب العجوز البيضاء واخذت العجوز تداعب بأصبعها شعر ورده وقد ارتسمت على شفاهها ابتسامة ناعمة وقالت لورده ممازحة اياها : ترى اية اصابع ستداعب هذا الشعر في الغد القريب ..
    فقالت ورده :اولا تعلمين يا خاله من سيكون ..فردت العجوز : كلا يا ابنتي فلا اعلم الان ولكن ربما علمت في المستقبل بعد ان تقضي مدة في النور من سيكون زوجا لك

    فقالت ورده والدموع تترقرق في عيونها : يا خاله لقد قالت امي انه بعد ان اخرج لاعيش مع اختي ياسمين لن استطيع الحضور الى هنا من جديد فكيف ساراكما يا خاله انا محتاره ..فلا اريد ان اترك اختي لوحدها ولا اريد ان افقدكما فانتما كل شيء لنا ..
    فقالت بعد ان ضمت ورده اليها : نعم يا ابنتي حياتك اصبحت في الخارج وليست هنا ..اللعنة انتهت وبعد مئة عام سامحت جورجيت ..ويجب ان تكوني سعيده لان جورجيت قد ارتاحت وفي الغد ستكتشفي يا ورده بانك لست بحاجه الى هذا المكان من جديد وامك لن تترككما وستحضر لزيارتكما بين الحين والاخر ..اما انا فسأكون لكما ذكرى ليس اكثر
    ..يؤلمني فراقكن ولكن هذه هي الحياة ويجب ان تستمر.
    فقالت لعنه بعد ان مسحت عدة دمعات سقطت على وجنتيها وهي تستمع للحديث الذي يدور بين ورده والعجوز : متى سنذهب يا خاله لزياره قبر "امي جورجيت" ...

    فقالت العجوز : في الغد يا ابنتي سأصحبكن معي الى هناك والان اذهبن للراحة فغدا امامكن رحلة طويلة وشاقة.
    وفي صباح اليوم التالي توجهت لعنة وابنتها ورده بصحبة العجوز الى الشام ومرت ساعات طويلة وهن يسرن بطرق كانت معظمها تحت الارض .. حتى وصلن في فجر اليوم التالي الى بقعة جرداء انتشرت فيها مجموعة من القبور القديمة مبعثرة بلا ترتيب..ومن بعيد رأن على احد القبور شمعه مضاءة وتجلس بجانبها امرأة تبكي ..فقالت لعنه للعجوز ..او ليس هذا قبر امي يا خاله ..فقالت العجوز نعم هو قبر جورجيت لقد طلبت هي ان يسمى هذا القبر على اسمها فهنا دفنت عائلة الشامي امها وابيها ولهذا طلبت جورجيت ان يسمى هذا القبر على اسمها.
    فقالت ورده : لا افهم يا خاله ماذا تقصدين بأنها طلبت ان يسمى على اسمها او ليست هي من دفن هنا...قاطعتها امها لعنه وقالت: لا تقولي ذلك ولا تسألي ..فقالت العجوز بعد ان امسكت بيد ورده :
    نعم يا ابنتي من الافضل ان لا تسألي فهناك امور كثيرة لن تفهميها..
    فقالت لعنه للعجوز:ومن هي هذه المرأة الجالسه بجانب القبر يا خاله .
    فقالت العجوز : لا اعلم يا ابنتي فربما هي احد زوار هذا القبر ..

    مرت نصف ساعه وهن ينتظرن ذهاب المرأة من جانب القبر ولكن هذا لم يحدث ..فتقدمت ورده ولعنه بأتجاهها ..وسألت الام لعنه المرأة بهدوء:ماذا تفعلي في هذه الساعة المتأخره من الليل بجانب هذا القبر ولماذا تبكي ..
    رفعت المرأة رأسها واثار الدموع ما زالت في عينيها..وبعد ان تفحصت لعنه وورده بعينيها قالت : جئت ارجو صاحب هذا القبر ان يساعدني في شفاء ابنتي الوحيده ..وانتن ماذا تفعلن هنا هل جئتن تسألن صاحب القبر شيئا
    فقالت لعنه للمرأة بفضول : وهل تعلمين من يكون صاحب هذا القبر ..
    فقالت المرأة: نعم انه احد الرجال الصالحين الذي دفن هنا منذ مدة طويلة وكل من مر رأى الشموع مضاءة على قبره.

    فقالت ورده غاضبه: ومن قال لك هذه الاكاذيب .
    فردت عليها المرأة بغضب :استغفري الله يا ابنتي ولا تقولي اكاذيب فهذا القبر قد ساعد الكثيرين .
    فقالت ورده : يا خاله انت صادقه وما تقولينه صحيح هل ذهبت وتركتينا بجانب هذا القبر قليلا ..
    فقالت المرأة :كلا لن اذهب قبل ان يتحقق طلبي ..
    فتأففت ورده وقبل ان تنطق بكلمه سحبتها امها لعنه وعادت بها حيث تجلس العجوز بعيدا..
    وحينما وصلت لعنه للعجوز قالت لها : ان المرأة ترفض الذهاب من جانب القبر.
    فقالت ورده: ويا خاله هذه المجنونه تقول ان هذا القبر لرجل .
    فنهرتها العجوز وقالت : لا يا ورده لا تقولي عنها هكذا فهي جاءت تضيء الشموع على قبر جورجيت وتسأل شيئا ولا يهم ما تظنه ..واناس كثيرون يزورون هذا القبر ولا يعلمون لمن هو ويتداولون القصص حول صاحبه.
    فقالت ورده : والان يا خاله الى متى سنبقى ننتظر والشمس ستشرق قريبا والمرأة لا تذهب .
    فقالت العجوز: حتى تذهب لوحدها فلا يجوز طرد زائر للقبر.
    مرت دقائق وكأنها ساعات وهن ينتظرن ذهاب المرأة...فتنفست ورده وامها الصعداء حينما بدأت المرأة بلملمة حالها وتحركت بعيدا عن القبر حتى توارت عن الانظار..فتوجهت ورده وامها بأتجاه القبر وبقية العجوز مكانها تنتظر ..وحينما وصلت ورده والام أضيئت الشموع ولم تتمالك لعنه الام الا ان اجهشت بالبكاء وكذلك فعلت ورده ...
    وقالت لعنه بكلمات ممزوجة بالدموع تخاطب بها القبر :
    انا وبناتي صن عهدك يا جورجيت ..
    انا وبناتي صن عهدك يا جورجيت ...الخ.

    واستمرت لعنه تخاطب القبر لأكثر من ساعه والدموع لا تفارق عينيها وعيني ابنتها ورده ..اقتربت العجوز بأتجاه لعنه وابنتها ورده ووضعت يدها على كتف لعنه وقالت : هيا يا ابنتي يجب ان نعود ..
    فقالت لعنه للعجوز : ولكن امي جورجيت لم تظهر
    فقالت العجوز مخاطبة لعنه وورده:لم نحضر الى هنا لرؤية جورجيت،جئت بكن لزيارة القبر واضاءة الشموع على قبر جورجيت في الشام، للتأكيد على وفائكن بالنذر،لا اكثر من ذلك.
    وعادت ورده وامها بصحبة العجوز وخيبة امل كبيره علت على وجوههن لعدم ظهور جورجيت..
    فقالت العجوز لهن تحثهن على ان يسرعن اكثر:هيا يا بنات يجب ان نعود قبل ان تشرق الشمس .
    فقالت ورده للعجوز : ليش ما أجت يا خاله ..انا نفسي اشوفها .
    فقالت العجوز: سترينها يا ورده ..والان هيا نعد..
    وعادت العجوز بصحبة ورده ولعنه من نفس الطريق حتى وصلن الى حيث كن بالسابق ..وبعد ان ارتحن قليلا..ذهبت العجوز وعادت تحمل بيدها صندوق..وضعته امام لعنه الام
    وقالت للعنه : افتحيه..
    ففتحته لعنه ..فلمع نور من داخل الصندوق منبعث من قلادة صنعت من الذهب والفضة ومعادن اخرى مصنوعه بغاية من الدقة والاتقان وقالت العجوز للعنه : هذه القلاده قد تركتها لك امك جورجيت فيها سر وقوة العهد ترد عن حاملها الشرور...لا يملكها اثنان ..لا تباع ولا تشترى ..يرثها من استحقها وحافظ على عهدها..وجدت مع اهل هذا المكان منذ مئات السنين وانتقلت بينهم وخرجت خارج هذا المكان وعادت اليه...وحينما حضرت الينا جورجيت قبل عشرات السنين استلمت القلادة
    واقسمت امام صاحبتها ان تصونها وتحافظ عليها وان لا تورثها الا لمن يستحقها...
    مدت لعنة يدها لتمسك بالقلادة ولكن يد ابنتها ورده سبقتها وامسكت بها واخذت تتفحصها مبهورة بجمالها...نظرت لعنة الى ابنتها ورده مستأة من تصرفها واخذت القلادة منها واعادتها الى الصندوق واغلقته وقالت للعجوز لقد حلمت بهذه القلادة منذ صغري حينما كنت اراهاعلى عنق امي جورجيت وفي احد المرات بهرتني مثلما بهرت ابنتي ورده وطلبت من امي جورجيت ان ارتديها ..
    فقالت لي اخشى يا ابنتي انه حينما ترتدينها ستخسري احد عيونك ..
    فقلت لها :انه لا شيء مهم في حياتي لاخسره .
    فقالت لي: وانا يا لعنة الست مهمة...
    فخجلت من نفسي واعتذرت منها واقسمت لها اني لا اريد هذه القلادة ولن ارتديها ما حييت..و
    الان يا خالة قد مرت السنوات والعنق الذي كان يزين هذه القلادة لم يعد موجود وها هي تذكرني بان امي جورجيت "نوري الوحيد" لم تعد في عالمي ومع هذه القلادة يعتريني شعور بالخوف
    بأن افقد شيء اخر في حياتي
    ..فأرجوك يا خاله لا تفتحي هذا الصندوق من جديد...
    ابتسمت العجوز وقالت للعنه: الصندوق وما فيه لك يا لعنة فقد ورثتيه عن امك جورجيت وواجبي ان اسلمه لك فأن اردتي ان تبقيه مغلقا على القلادة فلا احد يمنعك وان اردت ان ترتدي القلادة او ان تعطيها لأحدى بناتك فالخيار خيارك..
    فقالت لعنة : خياري ان تبقى هذه القلادة بالصندوق ولا تخرج منه ولا خيار اخر لدي وانت يا خالتي العجوز طالما كنت وصية علينا وعلى امي جورجيت من قبلنا
    وعلى اهل هذا المكان فهذا الصندوق سيبقى كما هو وان رأيت انه قد جاء يوم واستحق هذه القلادة احد لتساعده فامنحيها له..اما انا وبناتي فيكفينا شرف العهد وما منحنا من حماية وقوة فلا حاجة لنا بهذه القلادة ..
    ردت العجوز على لعنة وقالت: يا ابنتي انت قررت ان تعيشي هنا معنا فربما يأتي يوم وتكوني انت الوصية على هذا المكان ..اما ياسمين ولعنه فهن اصبحن بنات النور ولم تعد تربطهن علاقة بهذا المكان ..والقوة التي امتلكنها ستتلاشى كلما وصلن الى الاستقرار في حياتهن الجديدة ..ولكن القلادة ان منحتيها لأحداهن فهي ستبقى معهن الى الابد لتنتقل من صاحبتها الى وريثتها ولهذا السبب
    اطلب منك ان لا تتسرعي بأتخاذ القرار ...
    فقالت ورده تأيدا لكلام العجوز: نعم يا ماما فكري ولا تتسرعي.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML