النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: لغات الحب

  1. #1

    لغات الحب

    لغات الحب

    يقول أحد الظرفاء: ( إذا ذكرت الحب فتكلم همسًا) !
    وهو قول لطيف يستحق أن يكون فى حسابنا ونحن نتكلم عن الحب، فيكون كلامنا " همساً " أو " أقرب للهمس ".
    ولغات الحب المعبرة عنه والمعرفة به لغات عديدة، منها: اللغة الشعرية، واللغة الأخلاقية، واللغة الصوفية، واللغة الاجتماعية، واللغة البيولوجية … إلخ.
    وكل هذه اللغات عجزت عن تفسير ماهية الحب، ولم تنجح فى بيان حقيقته وكشف جوهره، ولم تصل إلى لبابه، وقصرت عن تقديم وصف كامل له.
    باختصار: لم تستطع أى من هذه اللغات - منفردة أو مجتمعة - أن تضع للحب تعريفاً جامعاً مانعاً!
    والحقيقة أنه ليس هناك تعريف محدد للحب، ولا يوصف الحب بوصف أظهر من " الحب ".
    فالحب من بديهيات النفس التى لا تحتاج إلى وصف، وإنما يدركه كل إنسان ويتعرف عليه بحسب وعيه وحاله وثقافته ورشده.
    فليس الحب كما عرفه بعضهم ": ( ميل النفس إلى ما تتطلع إليه ).
    لأن هذا التعريف نفسه يصلح للرجاء والأمل أيضاً.
    وليس هو ما عبر عنه الشاعر فى قوله:
    الحب غاية آمال الحياة فما خوفى إذا ضمنى قبرى وما فرقى

    لأنه وسيلة، وإنما هو غاية ننشدها لتحقيق غايات من ورائها.
    وهناك تعريف آخر: ( الحب ارتياح فى الخلقة، وفرح يجول فى الروح، وسرور ينساب فى أجزاء البدن ).
    وعلى نفس النهج يأتى هذا التعريف الشعرى فى صورة سؤال وجواب:
    قالت: أذقت الحب؟قلت: متيم لى كل آن موعد ولقاء


    قالت: أيأتى بغتة؟ فأجبتها: قدر علينا قائم وقضاء
    قالت: وما معناه؟قلت: سعادة وطهارة ونقاء
    صفو وإحساس رقيق طيب يسمو بنا ما اشتدت الظلماء
    تحلو به الأيام تخضر المنى وبه يذوب الهم والإعياء

    وهناك تعريف أقرب لمعنى الإيثار وهو: ( الحب سرور بسعادة الغير ).
    وهناك تعريف يتوافق مع فطرة الله التى فطر الناس عليها، حيث يراعى عمق الخطين المتقابلين داخل النفس (الحب، والكراهية)، هذين الشعورين النابعين من الذات والمتجهين نحو الخارج، وبالضد تتميز الأشياء.
    وهذا الغل وهذه الكراهية يوجهان إلى قوى الشر فى الأرض من شياطين الإنس والجن، حتى إذا دخلت زمر المؤمنين الجنة نزع الله من صدورها الغل.
    يقول الله تعالى: ( ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين …)
    ويقول سبحانه: ( وإنه لحب الخير لشديد )
    فجوهر الحب - وفقاً لهذا التعريف - هو: ( نزوع إلى الخير والجمال والكمال ).
    ظاهرة الحب

    الحب ظاهرة نتعلمها، وهو رد فعل عاطفي يأتي من التعليم والخبرة، وهو استجابة لمجموعة من المثيرات والسلوك المكتسب، والحب كأي سلوك مكتسب بالتعلم فإنه يحدث من تفاعل المرء ( المتعلم ) مع بيئته، ومدى قدرته، وقوة الحافز، وأسلوب تحقيقه، ثم مقدار استجابة الناس، وطريقة تلك الاستجابة، وأسلوب تعبيرهم عن الحب .
    والحب : قوة محركة ( ديناميكية ) للتفاعل، تعيش فينا - ما حيينا - لحظة بلحظة، ولذا فهي معنا متى نكون وحيثما نكون، فالمرء يتعلم كيف يستجيب بطريقة ما، وبدرجة ما، لمثير محدد، وهذه الاستجابة، وهذه الصورة من رد الفعل، ستكون الإشارة الظاهرية أو المحسوسة لما يحب ولمن يحب.. إنه الإنسان لا يملك كمية ولا مخزونا من " الحب "، فهو لا يفعل أكثر من " الاستجابة " والسلوك على نحو ما، في أية لحظة من لحظات حياته . وبقدر ما يكتسب ويتعلم، بقدر ما تتزايد لديه الفرص لتغيير السلوك فى استجاباته، وبالتالي، تتسع وتنمو مقدرته على الحب..والإنسان بين أمرين : إما أن يستمر فى النمو مع الحب، وإما أن ينكمش ويموت، ولذلك؛ لا تتوقف أفعاله ( كردود أفعاله أو تفاعلاته ) عن التغير طوال حياته .

    مستويات ا لحب

    وللحب عدة مستويات يمكن أن نتعرف عليه أكثر من خلالها:
    1- المستوى الاجتماعي: ويعرف بأنه الوجدان الإيجابي، أو المشاركة الوجدانية، أو التعاطف والقرب النفسي والرغبة في دوام الصلة، ويتضمن التعبير عن الاهتمام الوجداني والدفء والارتياح.
    2- المستوى القلبي: ويعرف بأنه تعلق القلب بين الهمة في طلب المحبوب والأنس به. ويضيف آخرون بأنه ميل القلب ناحية المحبوب.
    3- المستوى النفسي: وهو التجاذب النفسي بين الحبيب والمحبوب، وهو يمثل ظاهرة المغناطيسية ويخضع لقانون الجاذبية النفسية! حيث تهتز " نفس " تجاه " نفس " اهتزازة الحب، ثم تتجه نحوها في قوة متزايدة حتى تلتصق بها ولا تريد أن تفارقها.
    وهناك مكونات ثلاثة تستثير مشاعر الحب والتقارب هي:
    1- مكون معرفي: يستوعب المعتقدات والمعلومات عن موضوع الاتجاه.. والغالب أن الإنسان يحب ما يتمنى، فإذا كانت معلوماته عن الحبيب موافقة للصورة المتكاملة التي وضعها في مخيلته كتب لهذا الحب الدوام، أما إذا لم تتطابق يحدث له خيبة الأمل.
    2- مكون وجداني: يتعلق بمشاعر التقبل والتعارف والائتلاف..وهذا المكون لا ينفصل عن المكون المعرفي.
    3- مكون سلوكي: من خلال الميل إلى الاقتراب من موضوع الاتجاه.. ويدخل في هذه المكونات عوامل التجاذب: الجمال، والوسامة، والجلال، والنظافة، لين الجانب، حسن الخلق … إلخ.
    مع الأخذ في الاعتبار أن هذه مجرد مثيرات للحب ودواع له، لأن الحب يستلزم شعوراً ممتداً عبر تاريخ طويل، أو على الأقل ليس بالقصير.
    ولا يخضع الحب - مثله مثل كل المشاعر الإنسانية - إلى حسابات هندسية، ومنطق فلسفي عقلي، فقد يقع الحب دون منطق أو عقل..
    لهوى النفوس سريرة لا تعلم عرضا نظرت وخلت أنى أسلم
    وليس معنى هذا أن هناك فعل وجداني مجرد تماما من التفهم، أو أنه يوجد فعل عقلي غير متأثر العاطفة … كلا !!.. فتأثير أحدهما في الآخر حتمي، لأن كلاهما من عمل القلب.
    ومن هنا جاء توجيه الإمام حسن البنا رحمه الله: ( أيها الإخوان، ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول، وأضيئوا نظرات العقول بلهب العواطف ).
    ومما يحكى في هذا المقام تلك المناظرة الطريفة التي عقدها العلامة الشاعر محمد إقبال بين العقل والعاطفة، أو بين الفكر والإحساس، أو بين العلم والحب.
    قال لى العلم غرورا: إنما الحب جنون قال لى الحب مجيبا: إنما العلم ظنين
    لا تكن سوس كتاب يا أسيراً للظنون

    فمن الحب شهود ومن العلم حجاب

    من لهيب الحب ثارت ثورة فى الكائنات

    وشهود الذات للحــــــــــــرب، وللعلم الصفات

    ومن الحب ثبات وحياة وممات

    علمنا سؤل جلي حبنا خافى الجواب

    معجزات الحب ملك زانه فقر ودين

    ومن الحب زمان ومكان ومكين

    إنما الحب يقين وبه يفتح باب

    إلفه المنزل فى شرع من الحب حرام

    والحق أن كل ما عرض فى تعريف الحب هو محاولة لصب البحر فى إناء !!، فالعقل والعاطفة يتأثران بظروف التنشئة والبيئة وسمات الشخصية.
    إن الحياة سعير حرب مره بين الهدى وشرائع الأجلاف

    وما سقناه من تعريفات يكمل كل منها الآخر ويعضده ويؤكده.
    فالحب شعور أو إحساس لا يمكن وصفه، وإلا فصف لي وجل القلب أو إخفاقه !!
    وهل هناك وصف لأريج الزهور ؟! وهل هناك تعريف لنكهة الفاكهة أو لروح النعناع ؟!
    فهناك فرق بين الذوق والوجود..وهناك فرق بين التصور والعلم..ولا يعرف الشوق إلا من يكابده ولا الصبابة إلا من يعانيها

    من كتاب بحور الحب





    أخت عاشق السمراء

  2. #2
    الصورة الرمزية همسات حائرة
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2005
    المشاركات
    730
    اختي
    (اخت عاشق السمراء)

    الحب الحب والحب له عدة لغات وعدة مفاهيم
    وكثير من الناس يجهل معناه الحقيقي وانا اشكرك على هالمجهود ..


    واردد واقول الحب في بالي

    الحب في بالي كتاب فريد
    نتعلم منه مآسينا
    ونختمه بحزن شديد
    الحب في بالي قنديل من ذهب
    على مدى الوقت ينطفىء اللهب
    ونبدأ من جديد بعد كل التعب . ...
    الحب في بالي .. كالبلبل الرقيق
    ليس مسجونا ولكنه حر طليق
    الحب في بالي كالحياة القاسيه
    من غدها نتعلم ومن ايامها الماضيه .
    الحب في بالي سارق القلوب والاماني
    *قاتل العمر والثواني*

  3. #3
    يسلمو همسات على مرورك يعطيك العافيه

    اخت عاشق السمراء

  4. #4
    الصورة الرمزية ملكةالاحزان
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    07- 2005
    المشاركات
    1,188
    مشكورة اختي على الموضوع

  5. #5
    العفو اختي شهد والف شكر على مرورك

    أخت عاشق السمراء

  6. #6
    الصورة الرمزية همسات حائرة
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    05- 2005
    المشاركات
    730
    ولوووو

    الله يعافيج يالغاليه

  7. #7
    الصورة الرمزية toty
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    10- 2006
    العمر
    30
    المشاركات
    67
    حلو الموضوع اوي يا اخت عاشق السمراء
    موضيعك كلها حلوة

  8. #8
    انت احلى توتي يسلمو ع المرور
    أخت عاشق السمراء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML