النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: بمجرد كبسة زر

  1. #1

    بمجرد كبسة زر


    بِمُجرد كبسةِ زِرٍ

    هُناك صِنفٌ من الناسِ لا يرضي بما قسم اللهُ لهُ مِن رزقٍ ومعاشٍ فِي حياتِه الدنيا
    لا تمتدُ عينيه إلا, إلي ما ليس لهُ ومِن حقِهِ ويتمكنُ منهُ شيطانهُ ويوحِي إليهِ
    بالحيلِ واللأعيبِ وكُل الطرق الدنيئةُ للحصولِ علي ما يُرِيِد
    أو بالمعني الأصح للنهبِ والسرقةِ وقطعِ الطرِيِق للحصُوُلِ علي الأموالِ والمُمتلكاتِ
    طمعاً أو تبريراً بدافِعِ الحاجةِ الذي لا يلبثُ أن يتحولُ إلي مهنةٍ تُجمعُ
    مِنهَا الأموال والثرواتِ الطائلة.


    كُلُنا يعرِفُ ويسمعُ عن هذَا الِصنف من البشر أو بالمعنَي الأصحُ هؤلاءِ اللصُوص
    الذِين نمقُت ونكره ونرفُض.

    إلا أن هُناك نوعٌ أخر من اللصُوصِ وقُطاع الطُرُق هُم أكثرُ ضراوةً
    وبشاعةً وإنحِداراً فِي الأخلاق.


    هذَا النوعُ لهُ مظهرٌ جذابٌ وأنِيقٌ لا يستتِرُ بالظلامِ ولا يخشِي عِقاب ولا يأتِيك مِن حيثُ
    لا تدرِي بل إنك أنت من تفتحُ لهُ الأبواب وتستقبِلهُ بالحُبِ والودِ
    تُفضِي لهُ بالأسرارِ وتُضربُ بينكَ وبينهُ المواعِيِد يعبُرُ القارات والمُحِيطات
    وفِي لمحِ البصرِ هُو معك ينهبكَ برغبتِك وإرادتِك يسرِقُ ويُعِيِثُ
    فساداً وأنت تُثنِي عليهِ وتقُولُ لهُ أنهُ هُو الدائِنُ وأنت لهُ المدِيِنُ .

    هذَا اللصُ يأخُذ منك أغلي وأعز ما تملِك ومن المؤكدِ أن المال ليس بالمقصوُد
    فالشرفُ والعِرضُ هُو الثروةُ التِي لا يمكِنُ أن يُفرطُ فِيِهَا بل
    ونفدِيِهَا بكُلِ المالِ والغالِي والثمِيِن.

    بكبسةِ زِرٍ يحدُث كُل هذَا وأكثر فهذَا نوعٌ مُتطوِرٌ مِن اللصُوص يأتِيك مِن خلالِ جهازٍ
    وشاشةٍ يأخذُ الأزواجَ والزوجاتِ والبناتِ وكُل من أراد
    مِن المحارِم ومن أهلِ هذَا البيتُ.
    كُل شىءٍ بالنسبةِ لهُ مسموحٌ وإلي أبعدِ أبعدِ الحدُود.


    ولما لا؟
    فنحنُ فِي عصرِ التقدم والتكنلوجيا لا ضيرَ إن تطورنا وسرقنَا الأشخاص
    والحدِيِث والمشاعِر بل ومارسنا حتي الغرائِز والشهواتِ مِن خِلالِ
    كامِيرا وشاشة وأجودِ سماعاتِ الصوتِ وكُل ما يُعيننُا علي هذَا النوع
    الرخِيِص جِداً مِن السرقةِ ونحنُ فِي أماكِننا مُرفهُون مُستمتِعُوُن
    بالسقُوُطِ والإنحِلالِ الذِي نحنُ فِيِهِ.

    هذَا هُو الحالُ أحِبتِي فِي الله وهذَا ما وصلنَا إليهِ واللهُ المُستعان.

    بِيدِك لا بِيدِ غيرِك أيهَا الزوجُ وأيهَا الأبُ يا من أنت مسؤلٌ أمام الله عن
    رعِيتِك ترَي كُل وسائِلِ وأدواتِ الإنحلالِ والفسادِ والخيانةِ جاهِزةٌ ومُستعدةٌ للقاءِ
    الذِي يحدُث فِي الوقتِ الذِي يُرِيِد والكيفِيةِ التِي يشتهِي محارِمك وأهلُ بيتِك.

    و أنت لا تُحرِكُ ساكِناً بل لرُبما تكُوُن أنت من جهزت وأعددت, مُصدِقاً
    ما تراهُ مِن الطُهرِ والبرأةِ وليِن القول.

    سعِيِدٌ أن هذِهِ الزوجةُ وهذِهِ الإبنةُ قد ملئت فراغهَا واستفادَت مِن وقتِهَا
    وتبدلت نفسِيتُهَا وأحوالُهَا وأنتَ وللأسفِ الشدِيِد أخِرُ من يعلمُ ما الذِي
    يحدُثُ مِن حولِك بل وفِي عُقرِ دارِك

    نحنُ لا نُعمِمُ سوء الإستِخدامِ للجمِيِع

    بل علي العكس نحنُ مع التطوُر الذِي يرفعُنا ويُفِيِدُنا وحسبُنا أن الإنترنت
    أصبحت مِن أهم وسائِل الدعوةُ لله سبحانهُ وتعالي, هذَا عدا كُل العلمِ والثقافةِ
    التِي نجِدُهَا فِي بُحورِ وعالمِ الإنترنت.

    ولكننا هُنا نتكلمُ عن فئةٍ أساءة الإستخدام وحولتهُ إلي فسادٍ وإنحِلالٍ
    وخياناتٌ دُمِرت بِهَا البيوتُ وضاع معهَا الشرف وكثُرت فِيِها الضحايا.

    فمن المسؤُل؟

    أنت أيهَا لرجُل وأنتِ أيتهَا المرأة كلاكُما مسؤلٌ ومُسائلٌ أمام المولي عز وجل

    فالرجُل تركَ الحبلَ علي الغارِب وفتحَ الأبوابَ علي مِصرعيهَا وكُلهُ ثقةٌ
    أن الرياح لن تدخُل بيتهُ والعواصِفُ لن تقوي ان تُخرِب و تقتلِع وتُدمِرهُ
    ومن حولُه ولربما كان هذَا المِسكِيِن لا يعلمُ أساساً بوجُودِ زوابِعٌ وأعاصِيِرٌ
    وظنَ أن الإنترنت كُلهَا خيرٌ وسلامٌ.

    وأنتِ أيتهَا المرأة يا من مُنحتِي الثقة فلم تفهمِيِها ولم تحترِمِيهَا لم تتقي الله
    في دينك ونفسِك وفي رجُلٍ عِرضُهُ أمانةٌ بينَ يديكِ ونسِيتِ أن عينُ اللهِ ترقبُكِ.

    كُل الذِي ذكرنَا ينطبِقُ علي الرِجال والنِساء ممن أساءوا إستخدام الإنترنت.
    فهذَا اللصُ ماهُو إلا رجلٌ أو إمرأةٌ قلوبُهُم مرِيِضةٌ لا تشفَي إلا بهتكِ الأعراضِ وخرابِ البيوُت.


    مُحصنِيِن ومُحصناتٍ ماذا يُرِيدُون ولِما هِي نُفُوسُهُم لا تشبعَ ولا يتقونَ الله
    وما لا يرضُونهُ لأنفُسِهِم لا يرضُونهُ لغيرِهِم؟!

    شبابٌ فُتِن بِكُلِ المفاسِد التِي من حولِهِ وبدلاً مِن أن يجِد ويجتهِد ليظفرَ بذاتِ الدِيِن
    أكتفي بأن يجلِس أمام شاشةٍ يتبادلُ ويقولُ ويفعلُ ما يندي لهُ الجبِيِن

    وبناتُنا المُسلماتِ العفيفاتِ لهن طموحاتٌ ومواصفاتٌ لا يتنازلن عنهَا في
    الزوجِ المرتقب وحتي يأتِي هذَا المسكِيِن تعيثُ هِي فساداً لا تلوِي علي شىءٌ.

    وإن تحدثت مع أيٍ منهُم وكُنت لهُ مِن الناصحِين يرفُض ويجِدُ لنفسِهِ المبرارتِ
    ويحاولُ أن يقُنعكَ أنهُ كان ضحيةَ الظروف مغلوُبٌ علي أمرهِ.

    ومهما كانت هذِهِ المبررات وهذِه العوائِق والظرُوف فهِي داحِضةٌ
    فالسقوطُ لا يحتاجُ لأي مُبرراتٍ فحسبُنَا إن الرُخص والهوانَ يعنِي سقوطٌ.


    فلنتقِي اللهَ فِي أنفُسِنَا وفِي رعايانَا ولنتذكرَ أن العُمُر ما هُو إلا أنفاسٌ معدوُدةٌ
    ولنعد إلي بارئِنَا قبل أن يأتِي يومٌ تقوُلُ فِيِهِ النفسُ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ
    فِي جَنبِ اللهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ فما نعملُ مِن عملٍ
    إلا كان اللهُ علينَا شهِيداً إذ نُفِيضُ فِيِه.
    تُستنسخُ أعمالُنَا وكُلُ شىءٍ علينَا شهِيِداً فهذِا الجهازُ وهذِهِ الشاشةُ والكاميرا
    وكُل ما قلتُم وفعلتم تنسونهُ واللهُ يحصِيِهِ.

    ودائِماً أذكِرُ نفسِي وإياكم بقولهِ تعالي: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لَّا
    يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ
    فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) لقمان

    سبحانك اللهم وبِحمدِك* أشهدُ أن لا إله إلا أنت* أستغفِرُك وأتُوُبُ إليك



    منقول

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مسااااااااااااء جميل !!

    يبقى ان يكون الانسان رقيب نفسه .. قبل ان يكون الله رقيب عليه !!

    اختي الكريمة ............ شكرا لك !!

  3. #3
    مشكور اخي على مرورك اسعدني تواجدك في الموضوع
    أختك

  4. #4
    الصورة الرمزية شهد قطر
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    09- 2006
    العمر
    51
    المشاركات
    11
    اخت عاشقة السمرا شكرا لك ويعطيج ربي العفيه

  5. #5
    مشكورة اختي شهد قطر على مرورك
    اخت عاشق السمراء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML