صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19

الموضوع: لعبة الموت المعلن : مروحين

  1. #1
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122

    لعبة الموت المعلن : مروحين

    [][]

    الحلقة الاولى

    15 تموز 2006
    استيقظ والمطر يشتد في هذا الصباح
    وقع ضرباته تزدحم تلاحقا على زجاج النوافذ المغلقة
    وعلى التول المعدني لسطح البيت
    تتخابط بأصوات عالية مزعجة
    ضجيج لا يحتمل ....
    صخبه لمتساقط حدة يصرع يوتر شرايين الأعصاب لا يهدأ ولا يرحم
    ولكن لا بد منه أيضا ...كأنه القدر المحتم
    لا مهرب ابدا من صوته حتى لو وضعت الوسادة كتما وخنقا على الآذان علها تخرس صوت ما يتناهى إليها بأزيز مرتفع ينهال على جميع ما يحيط في البيت خارجا وكأنه ينقر في أن واحد على وجع آخر له الرأس في موقع صرير مؤلم وحاد
    يجعلني في منتصفي انزعاج وغضب هادر
    يتبع

  2. #2
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122
    [size=5]

    الحلقة الثانية

    صباح ...وقلق
    لا اعلم كيف تسنى لي النوم وسط صراخ هذه الريح
    لا عرف كيف استسلمت للنوم العميق .. ودون قصد مني
    لا شك
    كان فيه الكثير من الرحمة هذا النعاس المداهم امسا والذي لج بي في غفوة اشتهيها منذ يومين ولا احصل عليها لا ابتغي فيه الا صمتا قليلا في الأعماق المشتعلة في غضبها وحزن بكائها
    أحيانا أتمناه كثيرا هذ النوم ولكنه لا يأتي ....

    اتمنى له استسلاما أبديا فهو الوحيد الذي ينقذني من حوارات الوجع اليومي في الخاطر لأنه وحده ما يستطيع إسكات ضجيج القلب والروح في عناء ما تلقاه من عذاب وظلمة وتمزق وحيرة متعبة
    نعم لا اعلم كيف نمت وسط هذه العاصفة المزعجة العالية وبيت مشرع من جميع الجهات وسط هذه الريح لا يرحم عني أي تخفيف لوطأة هديرها وانزعاجي الكبير بأصواتها
    لا ... قلّ ما أتضايق منها هذه الامطار بل نادرا ايضا . فانا أحيانا اعشقها واتقصدها في مشاهد غيثها الغزير و جنونها العاصف في لحظة هوجاء .... أحبها بلحنها الصاخب المتشرد بين الشجر وكل ما يتيقظ في صراخها المائي تغتسل الأماكن بها وتتراقص الإنحاء كغجريات متمردة تحت المطر
    كم كانت تحمل لي من جمال حياة حياة أراها سمفونية عطاء متجددة هادرة من خلف حنان وعطاء
    نعم أحبها هذه الأمطار وهي تعلو بهذا الصراخ العاصف العشقي الهوجائي وسط الاغصان المشلعة في الريح تهتز جنبات فروعها في تمرد وجنون
    وسط هذا الملعب الفسيح قبالة بيتي
    وانتظرها واقفة على النافذة اغتسل بصراخها صراخ آخر قد يعلو في القلب الصغير اتركه يرتفع ويكتسح طاغيا صوت كل الم في داخلي
    وكان ينفع
    وكان ...يحدث ان يسكت الالم
    هذه المرة ليست هي الحالة
    الوجع هو وجع اخر لا يخرسه أي صوت آخر....

    يتبع

  3. #3
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122

    [size=5]
    ]
    الحلقة الثالثة

    وجع اخر هو وجع بلدي ......



    وجع بلدي وجنوب ارضي وهي تضرب من قبل اسرائيل
    لا حد احد يصمته , لا صوت عاصفة ,ولا صوت رياح او طبول ....
    تجعلني على نار تغلي ....
    تجدني أتلاطم دون هوادة على موج غاضب نائح متكسر في هيجانه وجعا يهذي دون رحمة
    بلدي الان هو كل مدينة حزني وقلقي وخوفي وآخر حدود إيلامي في الأعماق

    بلدي وهو تحت هذه العاصفة البشرية الشمطاء العابية والغاشمة
    الدموع تنهمر من العين ساخنة في سيلها الى خارج وداخل العين
    طبيعي كان.. ان أنام وأغفو وبعد فترة تجاوزت الثماني والأربعين ساعة سهرا وصحوا متلاحقا دون نوم او راحة فيها هدوء او أمان

    ليس للجسد الا ان يستسلم لفراشه اليومي اللا ارادي في عجز مطلق
    وليس للروح الا أن تتآوى تحت غطاء سكن للرحمة في استسلامها لبيتها الآخر في الغيب وفي الأعماق المتدثرة عالما آخر هربا من كل ما يعتريها من جزع ورعب ومخاض عسير اثقل عليها ضربات الوجع الأليم
    وموت هادر في هذه الأحزان اليومية
    منذ ان سمعت ببدء ضربة اسرائيل على لبنان
    وانا انسى كيف ادخل الحمام لاغتسل وجهي او لأنظف اسناني
    انسى ان اتناول المشط كي اسرح ولو قليلا ترتيب شعري
    انسى كيف انتزع الثوب عني الذي بدأ يعاني من ثقل اقامته على الجسد المرهق
    لا هم لي الا ان اعرف ما ذا يحدث هناك ....


    يتبع

  4. #4
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122

    [size=5]
    ]


    الحلقة الرابعة

    بانتظار صديقتي
    اتجه مباشرة الى الصالون وارتمي على اريكة واسعة قبال التلفزيون
    وانظر الى الطاولة الخشبية حيث قصة ماركيز قصة موت معلن .
    كنت قد بدأت قراءتها او محاولة إعادة جديدة لهذه القراءة
    لكن ما يحدث في لبنان قد غير لي اهتماماتي كلها.
    لم اعد استطيع ان اركز واهتم و اقرا ما اشتهي
    ما اقراه واطالعه ينحصر في كل ما يختص بالصراع في المنطقة في لبنان
    انقلاب غريب لم اعهده
    كم كنت اكره كل ما يتكلم او يشير الى السياسة .....
    بعد قليل ستأتي لزيارتي صاحبتي ميريام انها حضرت من فرنسا

    كانت في طريقها الى لبنان لكنها ارادت زيارة نيجريا قليلا قبل توجها الى البلد الأم
    وقضاء بعض الوقت في زيارة أهلها وأصحابها هنا حيث نقيم نحن اللبنانيون هنا بكثرة
    ولا بد للحنين أن يعود بإقدامنا إليها بعد مغادرتها ولو في زيارة سريعة
    كانت قد قررت البقاء هنا لمدة أسبوع
    ولم تستقل الطائرة مباشرة الى لبنان
    ربما
    أنقذتها الصدفة من الذهاب الى البلد الام لو كانت هناك لكانت الآن دون شك محاصرة تحت الخطر والضرب والنيران المتساقطة

    كانت قد اتصلت بي أمسا باكية قلقة على الجميع في لبنان وما حيرني اكثر انها كانت نادمة لمجيئها الى هنا عكس ما كنت اتوقعه فبودها الان ان تكون على ارض وتراب الوطن في هذا القصف هو ارحم لها من عذاب بعدها
    هي تخشى على امها كثيرا هناك وعلى ابنتها الصغيرة وأخبرتني انها ستحضر لعندي صباحا لنتابع الحدث بكت وبكيت وقالت انها مشتاقة لي
    وافقلت الخط بانتظار لقائها وحضورها لعندي في اليوم التالي
    لكنها لم تنسى قبل ان تقفل المكالمة
    ان تجعلني ابتسم اخبرتني انها احضرت لي ثوبا رائعا وكثيرا من اقلام التلوين المميزة والتي طبتها منها وان تحضرها من فرنسا لعدم توفر وجودها هنا واشترطت علي رسم لوحة لها زيتية وربحتني جميلة انني فعلا اكثرت من طلباتي واني عذبتها كثيرا وارهقتها في الاغراض فيحتم علي علي ان احضر لها اشهى طبق طعام وقالب حلوى رائع مقابل خدمتها

    وضحكت بعد بكاء وتبسمت معها قائلة
    _ نحن الضيف يحضر معه طعامه لن استقبلك دون قالب كاتو ....يسبقك بالحضور ايضا
    يتبع
    ....

  5. #5
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122

    [size=5]

    الحلقة الخامسة

    عيوننا لا تتسمر الا امام الشاشة

    بسرعة أولى خطواتي تكون إلى شاشة التلفزة ....
    اقلب المحطات بسرعة في حذر وترقب وانتباه عساها تحمل اليوم الخبر الأوضح
    او علها تقرب لي مسافة اطمئنان ...
    تبا لهذه الأقمار الصناعية .... كيف تشوش نقاء الصورة في اللحظات الحرجة
    ليس الا الخشيش في الصوت بالكاد تلتقط قصد ما يقال وينقل

    لا هم ... يكفي ان اشكر الله إلى ان محطة الجزيرة لا تزال تصل بوضوح مميز ....
    ايضا ابحث عن المحمول والنت . كي أتواصل مع بعض ما يحمله لي في تواصل إخباري
    وخطب وحجة وبرهان ودليل وتعليق يشرح او يفسر
    بحاجة لأي قشة اتخلص بها من غرق ....
    اية معلومات تنتهي الي كي اطمئن ولو قليلا
    انه عباس ناصر مراسل قناة الجزيرة على الشاشة الصغيرة الفضائية
    هو من يغطي أحداث هذا الاعتداء في الجنوب اللبناني
    ينتقل في المناطق المشتعلة من موقع قد ضرب لتوه مظهرا الدمار وشناعة القصف التدميري من قبل اسرائيل الى موقع اخر يضرب وما يزال تحت قصف رحمة النيران مشيرا الى مكان سقوط القذائف او إلى الغارات المتلاحقة في سماء الجو اللبناني
    الخبر معه يصل مباشرا والمذيعة على الشاشة في الاستديو لا تفارقه الاهتمام في النقل والتعليق
    ونحن مسلوبون لا نتحرك ولا نغادر من أمام هذه الشاشة
    لا هم لنا سوى ملاحقة الخبر وتتبعه في احداق متسمرة عند قلوبها ناحية الضرب او الحدث وما يجري
    خلفي
    هي مادلين شغيلة البيت تقترب مني هادئة
    يلبسها حزن شديد لرؤيتها حالتي. وجهها بيني وبين الشاشة ايضا يتنقل في اختلاس ما يحدث
    احضرت لي كوبا من الحليب وفنجان قهوة مرة
    تريد ان تلح علي بلطفها كي اشربه تريد ان تذكرني بضرورة تناول الدواء ..كما قال الطبيب

    يتبع ....

  6. #6
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122

    [size=5]


    الحلقة السادسة

    فعلا نسيت حتى إني كنت مريضة وان حرارتي يوم أمس قد ارتفعت كثيرا نسيت اني تقيأت وكدت أقع واهوى أرضا لولا تلطف الرحمن بي الله وتواجد مادلين بقربي واسراعها بالاقتراب لإسنادي قبل السقوط مساعدة اياي على التماسك ريثما انتقل الى السرير
    سارت معي بهدوء
    انها اكثر حنانا هذه الأيام من سابق عهدها دون شك
    وحدها من يراني وبلل دموعي ابكي منذ اندلاع شرارة هذه الحرب والهجوم السافر على لبنان

    وحدها تتنبه وتتلمس كيف انهار شيئا فشيئا تحت ضربات صاعقة ومؤلمة لرؤيتي هذا الهمجية اللعينة على الناس وعلى كل شيء في بلدي
    غير مصدقة انه في هذا القرن الواحد و العشرين قد يحدث مثل هذا ويستطيع بعض الناس ان يحملوا كل الوحشية والقساوة العمياء يمارسونها ظلما وبهتانا وفي سكوت تام من صوت الضمير العالمي
    قوم ينعدم فيهم منحى الضمير الإنساني دون شك قد تصل وحشيتهم الى هذه الدرجة وتلغيه محوا غير موجودا ويتشكل في داخل الجسد فقط الإنسان الحيوان المستعلي القادر على منهجية التدمير وإتباع سياسة الأرض المحروقة دون أي قوة مانعة او عائقة تحيل بينه وبين ما يريد إظهاره في تفوقه في حسم الأمور على كيفه فتوة تلجا الى التركيع معتمدة فقط على خطى من تفوقها المبالغ في الوحشية والقسوة
    القذائف التي كانت تقصف نيرانها هناك فوق رؤوس البشر تدفنهم تحت المباني أحياء وجرحى وقتلى تحيل بينهم وبين أي فرص نجدة أو نجاة
    كانت تقصف لها نيرانا أخرى في قلبي وفي أعماقي تشعلني تزلزلني تحرقني بنيراني تمزقني بغضب يشتعل كانت توجعني جدا وتبث في دمارها بي
    فانهار دون ان ادري
    وليس لي الا عجزي ودمعي اتابع الحدث دون رحمة بي او شفقة على حالي او هدنة تحول بيني وبين الانهيار في أعماق تنال من الوجع صفعات تهزها في كيانها فلا يسعفها توسل بكاء في معركة ليس لها فيها إلا دور المشاهدة والمتابعة من بعيد
    ليس لي إلا هذا الغضب يقتاظ و يعلو والصلاة تلتهب بحرارة في الوجدان تهتف من الأعماق المشتعلة بالدعاء والتوسل مستعينة برحمة الإله الأعلى وصوت الشتيمة يردح غلو حقدها وغيها على هذه الاسرائيل الهوجاء المجرمة الظلماء الحاقدة تزرع كل بذورها السوداء في اللعنة الأبدية على كل ظالم وعلى كل جذور التواجد الصهيوني الأحمق في العالم
    واشتم نفسي أيضا يوم آمنت بالسلام معهم ويوم أقنعت نفسي بضرورة التسامح لماضيها المجرم في المنطقة وقبول فكرة تواجدها قدر لا بد منه تحتمه مصلحة الإنسان والمكان و الزمان وسياسة الأمر الواقع ....
    تبا لها سوء فعلها يرضعنا البغضاء لها
    كم امقت ان اكره انسانا على وجه الارض
    ولكن
    كيف استطيع ان احب القاتل المجرم ايضا
    ما تعودتها الا ظالمة الآن

    وقبل الان
    ما تعودتها الا مستبدة في الأراضي الفلسطينية تحكمت برقابها تجزها كما تشاء

    يتبع ....

  7. #7
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122

    [size=5]


    الحلقة السابعة


    رسالة من صديق عربي
    أتذكر أفلاما كثيرة لمريل ستريب وغيرها في عالم هوليود
    واتذكر العذاب الذي تلقاه اليهود في ألمانيا على يد النازية أيام الحرب العالمية
    وأتذكر كيف كان القلب يبكي لأوجاعهم هناك
    الهولوكست الذي وقع ظلمه على اليهود في العالم الغربي يتحول الى هولوكست جديد حضاري الوحشة ااظافره تتمرد
    يرسم الموت المعلن في الجسد العربي يجعل مساحة الالم تتسع على افق وجع لا ينتهي
    ا .. و أتذكر غير مصدقة ماذا يفعلونه في بلادنا وفي أهلنا ؟؟؟
    لا يعقل
    اراهم كيف يزدادون سوءا مع الايام وكيف يعلو فسادهم ولا أخلاقيتهم
    الوجع والموت هدية للجميع
    للصغير وللكبير معا وللناس أجمعين
    كرههم لايميز بين الناس او الحجر عند توجيه الضربات اللعينة فستعر الغضب عليهم

    ما زلت أتابع الشاشة الصغيرة
    انظر الى النيران تندلع والخوف والرعب ينتشر هنا وهناك
    القلب في شتات اخر يوزعني مع هؤلاء الناس الواقعون تحت شناعة المطرقة الهمجية
    والضربات الاسرائيلية المتلاحقة
    رسالة تصلني من صديق عربي على صفحات الايميل جزع علي وعلى تواجد اهلي في لبنان يود ان يطمئن اكثر
    سعيدة بتواصله في حنان مطلق أجدني شاكرة في خفقة قلب وبسمة تتفتح له خجولة في صفحة الأمل
    وكأن رسالته وصلت في وقت حاجة لتحمل لي صوت النبض العربي الغاضب والمتوجع في الشارع
    يطمئن ويؤكد انه ما زال بخير هذا الصوت الصادق في الحب الاخوي بين ابناء الامة الواحدة في هذا الوطن العربي
    صحيح انهم جزوا وصال اعضاءه ووزعوا الحلم فيه اوصالا متباعدة وجعلوه امصارا مرتقة ممزقة على ريح
    ولكن يبدو ان سكين الحاكم راسم الخرائط للوطن لم تصل وتجز جسور الحب التي تجمعهم على خفق ونبض لحب واحد
    نعم
    لا زال في القلب وحدة عربية يجتمع شملها عند الالم
    من كل الشارع العربي
    نعم
    احمد الله ان هذا الصوت غير مصاب بالعجز والخذلان لم تصله بنود الاستسلام
    ولم يسلب منه القرار

    يستيقظ عند صيحة الم ووجع وضمير لرؤية الأشقاء يضربون ويظلمون

    يتبع
    ] ....

  8. #8
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122

    [size=5]


    الحلقة الثامنة
    الرصاص لا يفرق .. الحب لا يفرق

    بماذا أجيب الصديق ؟؟؟؟
    لو يدري ان جزعي اليوم لا يتوقف عند حدود اقاربي واهلي في الوطن..
    كل من في لبنان هم أهلي الان
    كل امراة هي امي ... كل رجل هو ابي او اخي كل طفل هو طفلي
    الآن كل ما يختلج على الأرض والتراب هناك هو عشقي زحفا نحو الروح والقلب

    كل ما يتنفس ويحبو هو حنين فؤادي وزهوي
    هو كياني انا هو رقصة هذا القلب في الفرح او الجرح او الأوجاع
    كل ما هو هناك هو مرقد الشوق في الأحزان عند حانية نبضها
    حتى الشجرة المصابة والجريحة في الجذع والطريق المقطع الأوصال والحائط الأخرس والحجر ا لجماد المتكتم والرصيف الصامد وموج الشطان الصاخب على الرمال الشاهد الابدي لسرمدية العطاء والجمال ومداس عابري الشجعان كلها تغزل الان حكايا حبها ومجدها وتجمعها برفق عشقي عند رحيق حنانها في الفؤاد لتهتف بحنين وشوق تائه لها

    للّيل اكواخ فرحه المضاءة في ذاكرة الأزل العذبة تتناول عناقيد حبه خمر استغاثة وشوق يتلهف ليوم لقاء وعودة
    آه جنوب قلبي في الحب والوجع والأحلام والصمود المخلد
    إسرائيل لم تفرق بينهم جميعا كانوا كلهم وجهتها في هجمتها الاستفراسية الوقحة والضرب والإيلام والإيذاء وجذوة الحقد المتعمد
    كلهم لها في الهدف واحد ...
    فكيف سيستطيع قلبي أن يميز الآن بينهم في خفقة الشوق والنداء والتلاحم المصيري لم يكن باستطاعته الا ان يهتف بهم جميعا حبا واحدا صادقا لكل ما يسقط او يصاب او ينزف على هذه الارض
    اولا وأخيرا هو حبا واحدا للوطن .....
    ارض جنوبي كله في عرس للدم عامر
    اغني دون قصد مني أجمل زغاريد وجع جنوبية وأعيشها على اه وحشرجة تتأوه في بكائيات حزنها والمها في البال
    الدموع تتساقط بلا هوادة او تمهل على الأهداب والأجفان
    تمنعني عن تمكني من الكتابة لا أرى شيئا وسط حبيبات الدمع المنهمرة من القلب
    أتوقف كي استجمع هدوئي
    القلب لا يتوقف لا يزال يتابع نوحه في البكاء المر
    العين لا تزال ترتشف مر ما تراه وتحتسيه على الشاشة الصغيرة تشلني في هذيان مطلق و تائه ضائع بين دروب انثيالي فيهم وحزني معهم وخوف شديد يوجهني في الرعشة والحنان إليهم فقط
    أدمن اتحادي مع الحدث وما يجري هناك وجعا أخيرا يسفرني إلى كلهم هناك فوق الأراضي الطاهرة
    عند جبل البشارة



    ] ....


    يتبع

  9. #9
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122

    [size=5]

    الحلقة التاسعة
    لا انتظر الا خبرا يرحم


    تأخرت صديقتي ميريام متى ستصل الم تعد انها ستأتي احتار في تأخرها هي كعادتها تعد ثم تتأخر لا بد انها غيرت وجهة زيارتها الى احدى الصديقات الاخريات دون شك
    اتوقف ايضا عن كتابة الرسالة للصديق
    ربما بعد قليل استطيع ان أتابعها بعد هدوء

    _ مدام أحضرت الدواء
    تناولني إياه بهدوء ولطف
    _ مدام أرجوك عودي الى النوم أطفئي الشاشة ... الطبيب
    حذرك من الإرهاق المبالغ اوصاك أن تخففي من الأخبار والحزن والتعب ....
    لم اسمعها قلت نعم دون ان دري بماذا تفوهت تناولت الماء من يدها وحبة الدواء والنيفاكين.

    اسفها في الفم بسرعة دون تيقظ او تروي بآلية الحركة الصماء .. ما ينبهني اليها ويباغتني فجأة هو مرارتها الشدية علقم في المذاق و علقم عند اللسان أكاد أتقيأها. ينكرها بي اشمئزاز غريب لهذا الطعم المر الحاد
    أسرع بشرب الماء علني اخفف سوء مر لا يخفف حدته في الحلق ماء ولا سكر
    ومن ثم لا أبالي ولا آبه
    ليس المر الآن هو ما يشغلني اطلب من مادو ان تشتري لي بسرعة علبة سجائر وان تسعفني بسرعة في احضار قهوة من جديد
    تسألني _ الطباخ يريد ان يعرف ماذا سنحضر من طعام لفترة الظهر وانا لم اشر بعد بما يجب ان نطهوه ونحضره للغداء

    نعم معها حق .. أنا لا أتنبه لسير الوقت في عجلات الزمن الجاري لا اعرف كم هي الساعة الآن. اجهل اسم اليوم الذي نحن فيه
    بلى
    هو تموز فقط والحرب اندلعت منذ الثاني عشر يوم الاربعاء ربما .. وأنا كان لي هذا الانفصال الغريب عن المكان والزمان ليس لي إلا تجاه واحد يقودني انا وكل حواسي الى الشاشة الصغيرة ....
    التلفزيون وحده هو موقع الحد ث ومحور الاهتمام الكلي والعيون الباكية
    حتى المال نسيت اين أضعه وكم صرفت ..وكم بقي منه
    اقول لها اذهبي فتشي في جارور الغرفة أعطيه عشرة آلاف فليحضر وليشتر ما يريده هذا اليوم لا يهم
    نعم هناك أيضا الهاتف المحمول الخليوي والذي لا يتفلت من يدي فانا لا اكف عن الاتصال المتكرر في محاولات كلها فاشلة عقيمة .. لا مجال ان تعلق ولو نمرة واحدة للاطمئنان عن الوالدة والأخوة و عن كل من احمل له نمرة واعرفه
    فقط هو النت أحيانا يرحم وهناك بعضهم يفتح المسنجر ليطمئن
    كان ابن عمي الصغير من فتح ايماله هذه المرة وخرج الضوء الأخضر قرب اسمه أتلهف إليه اسأله عن الوضع وعن العائلة
    - محمد حبيبي طمئني كيفك ؟؟؟؟
    - منيح
    - كيف الاهل
    - مناح
    - اخبرني اكثر
    - ولا شي كلون منيح
    - اخبرني ماذا يحدث؟؟؟ بالله عليك حبيبي
    اين اامك واخوتك واين اميو اخوتي و اهلي هل اسرائيل تقصف عندكم هل انتم بامان

    - كلون منا ح ... ما بعرف يمكن ...كلون بخير ... ولا شي عم يضربوا ؟....
    - اخبرني اكثر
    - ولا شي
    كل ما اسأله عنه واياه يحمل فيه اجابة واحدة متشابهة بخيلة في نقل الحدث وما انشده من اطمئنان
    فكلامه لا يزيد عن بضعة كلمات تقتصر على
    عال... ولا شي... عال... ولاشي او يسكت ويغيب قبل ان يقول ولا شي ...
    افهم اثقل عليهم بأسئلتي هم الان في رعب حقيقي وتوتر حاد .. ما أسخفني وانا ألومه...
    لا اعتب عليه
    ولكن لا استطيع الا ان أتمزق من جهتي لعدم التوضيح او الحصول على قليل من الإجابة التي تشفي احتراقي
    نعم هو قلقي ما يمزقني في حرقة وتلهف وسؤال لا يتأنى او يهدأ
    هي ابنة اختي من تطل الان على الشاشة
    الصغيرة فطوم ذات العشر سنوات
    - خالتو ... خالتو ...خالتو
    - نعم حبيبتي
    - نحن خائفين خالتو ... الحرب قوية عم يضربوا... ..اسرائيل عم تضر ب وين ما كان ...
    - حبيبتي لا تخافي هناك الله معك
    تتابع الكتابة هي وابنة عمها سارة وقربهما غدير الاخت الصغرى من خلف الشاشة وراء النت هناك
    كلهن يحدثنني ويتكلم معي في آن واحد... كنت بدأت اسمع صوتهم في الكام...
    - خالتو ادعيلنا ... ادعيلنا... خالتو الله يخليك ادعيلنا ...
    - رح نموت خالتو

    وينطفىء الضوء الاخضر في المسنجر . وينقطع الصوت .
    كنت قد سمعت في المسنجر صوتا عال طغى على الحديث
    لا اعلم
    ولكن اصرخ متابعة وكانهم امامي
    - والله انني أدعو لكم حماكم الله ...حماكم الله ....حياتي حماكم الله ...
    قلبي يصرخ بأعلى ما يستطيعه صرخه ....
    الدموع جدا تنهمر ساخنة و غزيرة تنهال وكأنها هي أيضا اسخنت بما سمعته واحترقت فيما احترقت فينه
    هي ايضا تريد ان تصرخ بأعلى ما يمكنها ...
    حرارة جسدي ايضا ترتفع و تعلو وكأنها تشارك الكل هذا المهرجان الصاخب من الغضب والوجع المميت
    نعم كلني في هذا الصراخ والهذيان القاتل المحموم
    لم اعد أميز الحروف بين تكاثف الدموع المتساقطة
    لم اعد أميز ما يتحرك على الشاشة
    دائما هو مراسل الجزيرة ويتحرك في المناطق المشتعلة
    خبر عاجل على الشاشة
    اسرائيل تسقط مناشير على القرى الجنوبية تطلب من الاهالي مغادرة البلدات الجنوبية
    يتبع

    ] ....

  10. #10
    الصورة الرمزية فاطمة عزالدين
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    المشاركات
    122

    [size=5]
    الحلقة العاشرة
    خبر عاجل

    خبر عاجل على الشاشة
    اسرائيل تسقط مناشير على القرى الجنوبية تطلب من الاهالي مغادرة البلدات الجنوبية
    اتعجب كيف سيخرجون؟؟؟
    الخبروما نقل قبلا وأكد بالمشاهد الحية ان اسرائيل اول ما فعلته هو ضرب الجسور وتقطيع طرق الاتصال والطرقات فمن اين يخرجون ؟؟؟؟ وكيف والى اين ؟؟؟؟
    حرام ... قلقي يكبر على هؤلاء الإحياء هناك ....
    اذن إسرائيل تقرر ان تضرب بالناس أينما كانوا بعدما حاصرتهم ....
    عيني ما تزال مع مراسل الجزيرة وهو يحمل قضية جديدة

    ينقل الينا او الى جميع من يشاهد مطلبا فيه استنجاد واستغاثة شديدة وخطيرة للغاية عن لسان احد القرى الجنوبية المحاصرين في مروحين
    هو يتكلم بلسان الجمع الذي معه من الأهالي صوته في رجاء عال هؤلاء النسوة والأطفال معه كثيرون حائرون ماذا يفعلون والى اين يهربون ولمن يتوجهون لم يبق امامهم أي وسيلة ممكنة الا قصد مراسل الجزيرة حضروا اليه رغم الخطر عله يكون منقذا او منفذا يطلون منه على العالم الآخر والخارجي من داخل هذا الحصار المقفل والمحاصر بالنار والقذائف والقصف العشوائي .

    المذيع هلع لا يخفي ارتباكه وقلقه وعجزه وحيرته فيما ينقله وفيما يفعله لكنه يصر على إيصال هذا النداء
    يشرح اكثر بنقله هذا الصوت الذي يلجأ اليه رغم عجزه

    يذكر الجميع بان الطرقات مقطوعة وان إسرائيل منحت السكان مدة ساعتين لمغادرة البلدة هنا في يوحين
    يستمع ويشرح في آن واحد .

    هو يؤكد مستطردا ان الساعتين قد مروا فعلا وهو
    او المتكلم ومن معه حائرون لا يدرون ماذا يفعلون


    يحاول تأكيد النداء مرة أخرى ويتساءل متابعا
    هم فعلا لا يعلمون ماذا يفعلون لا يدرون اين يذهبون ....

    يتبع

    ....

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML