[
size=5]
الحلقة التاسعة
لا انتظر الا خبرا يرحم
تأخرت صديقتي ميريام متى ستصل الم تعد انها ستأتي احتار في تأخرها هي كعادتها تعد ثم تتأخر لا بد انها غيرت وجهة زيارتها الى احدى الصديقات الاخريات دون شك
اتوقف ايضا عن كتابة الرسالة للصديق
ربما بعد قليل استطيع ان أتابعها بعد هدوء
_ مدام أحضرت الدواء
تناولني إياه بهدوء ولطف
_ مدام أرجوك عودي الى النوم أطفئي الشاشة ... الطبيب
حذرك من الإرهاق المبالغ اوصاك أن تخففي من الأخبار والحزن والتعب ....
لم اسمعها قلت نعم دون ان دري بماذا تفوهت تناولت الماء من يدها وحبة الدواء والنيفاكين.
اسفها في الفم بسرعة دون تيقظ او تروي بآلية الحركة الصماء .. ما ينبهني اليها ويباغتني فجأة هو مرارتها الشدية علقم في المذاق و علقم عند اللسان أكاد أتقيأها. ينكرها بي اشمئزاز غريب لهذا الطعم المر الحاد
أسرع بشرب الماء علني اخفف سوء مر لا يخفف حدته في الحلق ماء ولا سكر
ومن ثم لا أبالي ولا آبه
ليس المر الآن هو ما يشغلني اطلب من مادو ان تشتري لي بسرعة علبة سجائر وان تسعفني بسرعة في احضار قهوة من جديد
تسألني _ الطباخ يريد ان يعرف ماذا سنحضر من طعام لفترة الظهر وانا لم اشر بعد بما يجب ان نطهوه ونحضره للغداء
نعم معها حق .. أنا لا أتنبه لسير الوقت في عجلات الزمن الجاري لا اعرف كم هي الساعة الآن. اجهل اسم اليوم الذي نحن فيه
بلى
هو تموز فقط والحرب اندلعت منذ الثاني عشر يوم الاربعاء ربما .. وأنا كان لي هذا الانفصال الغريب عن المكان والزمان ليس لي إلا تجاه واحد يقودني انا وكل حواسي الى الشاشة الصغيرة ....
التلفزيون وحده هو موقع الحد ث ومحور الاهتمام الكلي والعيون الباكية
حتى المال نسيت اين أضعه وكم صرفت ..وكم بقي منه
اقول لها اذهبي فتشي في جارور الغرفة أعطيه عشرة آلاف فليحضر وليشتر ما يريده هذا اليوم لا يهم
نعم هناك أيضا الهاتف المحمول الخليوي والذي لا يتفلت من يدي فانا لا اكف عن الاتصال المتكرر في محاولات كلها فاشلة عقيمة .. لا مجال ان تعلق ولو نمرة واحدة للاطمئنان عن الوالدة والأخوة و عن كل من احمل له نمرة واعرفه
فقط هو النت أحيانا يرحم وهناك بعضهم يفتح المسنجر ليطمئن
كان ابن عمي الصغير من فتح ايماله هذه المرة وخرج الضوء الأخضر قرب اسمه أتلهف إليه اسأله عن الوضع وعن العائلة
- محمد حبيبي طمئني كيفك ؟؟؟؟
- منيح
- كيف الاهل
- مناح
- اخبرني اكثر
- ولا شي كلون منيح
- اخبرني ماذا يحدث؟؟؟ بالله عليك حبيبي
اين اامك واخوتك واين اميو اخوتي و اهلي هل اسرائيل تقصف عندكم هل انتم بامان
- كلون منا ح ... ما بعرف يمكن ...كلون بخير ... ولا شي عم يضربوا ؟....
- اخبرني اكثر
- ولا شي
كل ما اسأله عنه واياه يحمل فيه اجابة واحدة متشابهة بخيلة في نقل الحدث وما انشده من اطمئنان
فكلامه لا يزيد عن بضعة كلمات تقتصر على
عال... ولا شي... عال... ولاشي او يسكت ويغيب قبل ان يقول ولا شي ...
افهم اثقل عليهم بأسئلتي هم الان في رعب حقيقي وتوتر حاد .. ما أسخفني وانا ألومه...
لا اعتب عليه
ولكن لا استطيع الا ان أتمزق من جهتي لعدم التوضيح او الحصول على قليل من الإجابة التي تشفي احتراقي
نعم هو قلقي ما يمزقني في حرقة وتلهف وسؤال لا يتأنى او يهدأ
هي ابنة اختي من تطل الان على الشاشة
الصغيرة فطوم ذات العشر سنوات
- خالتو ... خالتو ...خالتو
- نعم حبيبتي
- نحن خائفين خالتو ... الحرب قوية عم يضربوا... ..اسرائيل عم تضر ب وين ما كان ...
- حبيبتي لا تخافي هناك الله معك
تتابع الكتابة هي وابنة عمها سارة وقربهما غدير الاخت الصغرى من خلف الشاشة وراء النت هناك
كلهن يحدثنني ويتكلم معي في آن واحد... كنت بدأت اسمع صوتهم في الكام...
- خالتو ادعيلنا ... ادعيلنا... خالتو الله يخليك ادعيلنا ...
- رح نموت خالتو
وينطفىء الضوء الاخضر في المسنجر . وينقطع الصوت .
كنت قد سمعت في المسنجر صوتا عال طغى على الحديث
لا اعلم
ولكن اصرخ متابعة وكانهم امامي
- والله انني أدعو لكم حماكم الله ...حماكم الله ....حياتي حماكم الله ...
قلبي يصرخ بأعلى ما يستطيعه صرخه ....
الدموع جدا تنهمر ساخنة و غزيرة تنهال وكأنها هي أيضا اسخنت بما سمعته واحترقت فيما احترقت فينه
هي ايضا تريد ان تصرخ بأعلى ما يمكنها ...
حرارة جسدي ايضا ترتفع و تعلو وكأنها تشارك الكل هذا المهرجان الصاخب من الغضب والوجع المميت
نعم كلني في هذا الصراخ والهذيان القاتل المحموم
لم اعد أميز الحروف بين تكاثف الدموع المتساقطة
لم اعد أميز ما يتحرك على الشاشة
دائما هو مراسل الجزيرة ويتحرك في المناطق المشتعلة
خبر عاجل على الشاشة
اسرائيل تسقط مناشير على القرى الجنوبية تطلب من الاهالي مغادرة البلدات الجنوبية
يتبع
] ....