النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: عنصريون حتى يثبت العكس: النظرة الدونية للعرب فى المناهج الاسرائيلية

  1. #1
    الصورة الرمزية خلود
    Title
    نبض متألـق
    تاريخ التسجيل
    04- 2003
    المشاركات
    3,905

    عنصريون حتى يثبت العكس: النظرة الدونية للعرب فى المناهج الاسرائيلية


    التعليم على القتل والارهاب يبدأ فى المدرسة

    الاسرائيليون عنصريون ليس فى السياسة وحدها، وانما فى كل مظهر من مظاهر حياتهم الاجتماعية. وهم بهذا المعني، ليسوا عنصريين عندما يكونون جماعات، واحزابا فقط، وانما كأفراد أيضا. وذلك حتى ليصح القول ان الاسرائيلى عنصرى حتى يثبت العكس. فالعنصرية الاسرائيلية هى موقف ثقافى و نفسى و اجتماعى حيال كل الآخرين. ولا يحتاج هؤلاء الآخرون الا ان يكونوا فلسطينيين أو عربا او مسلمين حتى لتطفو العنصرية الاسرائيلية الى أعلي، وتفيض من أعلى قمة برميل القمامة السيكولوجية الذى يعيش فيه الاسرائيليون.

    والاسرائيلى حسب الدكتورة صفا محمود عبدالعال، يتعلم عنصرية رسميا منذ أول مراحل حياته الدراسية. وتكشف مؤلفة كتاب تربية العنصرية الإسرائيلية آليات غرس العنصرية فى نفوس الإسرائيليين، حيث قامت بدراسة شاملة للمقررات التعليمية، ومراجعة لما يتلقاه التلاميذ فى مراحل عمرية مبكرة من مفاهيم ومعلومات وأفكار تؤدى فى مجملها إلى تغذية الإحساس بالاستعلاء والتفوق واحتقار الآخرين، وخاصة العرب، وتعميق النظرة الدونية تجاههم. وتُخضع الكاتبة ستة عشر كتاباً من كتب التاريخ والجغرافيا للمرحلة الابتدائية، التى تمتد إلى تسع سنوات، للبحث الدقيق، وتحليل ما تنطوى عليه من مضامين وأفكار وقيم.

    وربما يكون مهماً أن صدور الكتاب يتزامن مع الحملة الواسعة على المناهج الدراسية فى الدول العربية، وتوجيه اتهام صريح وواضح لها بخلق مناخ من الكراهية التى تفرخ الإرهاب بصورة حتمية. وقد اكتسب هذا الطرح قوة المُسَلَّمة بفعل الزخم والإلحاح الذى اتسمت به الحملة على المناهج الدراسية العربية، خاصة من جانب الماكينة الإعلامية الأمريكية الواسعة التأثير، وظهرت أصداؤه فى كثير من الكتابات والأنشطة الفكرية والسياسات التعليمية العربية.

    والسؤال الذى يفرض نفسه هنا هو: لماذا يتوجب على الدول العربية تغيير مناهجها الدراسية، لكى تلائم الاعتراف بحق إسرائيل فى الوجود، على أرضنا المحتلة، بينما لا تطرح على المستوى نفسه الحاجة الى تغيير الطبيعة العنصرية للمناهج الدراسية الاسرائيلية؟

    تقول المؤلفة إن المدرسة الإسرائيلية تعمل على تغذية الاتجاهات والمفاهيم والنزعات التى تسعى إليها الصهيونية، بغض النظر عن توافق هذه المفاهيم والاتجاهات مع دور التربية كعنصر أساسى فى نشر التعاون والتفاهم الدولى والمحبة والإخاء أو المساعدة على الوصول إلى سلام عادل وشامل فى العالم، وتنمية الاتجاهات الخلقية والتربوية والإنسانية السليمة، وهى أهداف واتجاهات تسعى إليها التربية فى دول العالم من أجل السلام وحوار الحضارات.

    تقسم المؤلفة كتابها إلى سبعة فصول، تتناول فى كل فصل منها سمة خاصة من السمات العنصرية الظاهرة فى المقررات الدراسية الإسرائيلية، مع إثبات عدد من النصوص العربية وترجمتها العبرية، مما يمنح الكتاب طابعاً توثيقياً ملحوظاً.

    فى فصل بعنوان النظرة الدونية للعرب ، تشير المؤلفة إلى أن النظرة من منطلق الأدنى والأرفع هى ما يحكم النظرة الصهيونية إلى العرب، وتؤكد عليه المناهج الدراسية. ويوصف العرب عادة فى هذه الكتب بصفات وضيعة متعددة. ففى كتاب أرض الوطن يرد النص التالي: وفقاً لقوانين الحراسة يلتزم الحارس بأن يسمع دبيب النملة على الأرض، وأن يكون سلاحه على أهبة الاستعداد، وأن يسترق السمع لدبيت الزواحف العربية . وهذا الوصف المهين للعرب بـ الأفاعى وصف قديم، استخدمه تيودور هرتزل فى أواخر القرن الثامن عشر، ويتداوله سياسيو إسرائيل وقادة الأحزاب الدينية ونواب من الكنيست وأعضاء فى الحكومة بصورة معتادة. ففى عام 2002 وصف نسيم دهان، وزير الصحة الإسرائيلى الأسبق، العرب بأنهم ثعالب ارتقوا تدريجياً، والآن هم أفاع وعقارب .

    وفى هذا الإطار، فإن الكتاب نفسه "أرض الوطن" يقدم الاستيطان على النحو التالي: قاتل الحراس الناهبين واللصوص والسفاحين والمتآمرين العرب، وقاموا بتأمين الطرق. ومنذ ذلك الحين فإن الكثير من المستوطنين اليهود يعيشون بكرامة وسط السكان . وفضلاً عما فى النص من افتئات على الحقائق، فإن المؤلفة تشير إلى أن صفة التآمر عموماً، هى ما التصق بالجماعات اليهودية طيلة تاريخها، وأصبح ذلك متعارفاً عليه فى العالم كله تقريباً، وخاصة فى أوروبا، قبل قرون طويلة، وظهرت أصداء ذلك فى كثير من الأعمال التاريخية والأدبية الشهيرة.

    ويلح الكتاب المشار إليه على مجموعة الأوصاف الواردة فى النص السابق، فهو يصف المستوطنات قائلاً: نتذكر المخاطر التى تعرض لها الفلاحون القلائل. لقد كانوا على استعداد للتضحية بالذات فى سبيل توطينهم فى المكان وامتلاكه، رغم قسوة المناخ والبيئة الغريبة العامرة بحوادث المختلسين واللصوص والإرهابيين العرب الطامحين للأخذ بالثأر . وفى وصف للحياة فى القدس يرد فى كتاب بين أسوار القدس النص التالي: تدور الحياة فى أورشليم بين الأسوار، تحوطها الجبال والمرتفعات التى تروع وتخيف اللصوص العرب . وفى وصف لحادثة تاريخية يكرر الكتاب الصفات نفسها: منذ الهياج الذى حدث عام 1837، وتحطم السور المطوق لمدينة طبريا، تفشى بين أبناء المدينة عدم الأمان، والخوف من العرب القتلة .

    وفى محاولة لفصم العلاقة بين العرب والأرض التى يعيشون عليها منذ فجر التاريخ، فإن الكتب المختلفة تصف العرب بأنهم زائرون . وبالطبع فإن هذا الوصف يلحقه وصف أكثر إهانة وتحقيراً. ففى نص من كتاب أرض الوطن يروى أحد الحراس الجدد تجربته مع حارس قديم: خرج أحد الحراس لكى يستكشف لى طريق الحراسة من خلف السور، وأيضاً لكى يخبرنى بسلوكيات الحراسة. أول خطوة يقوم بها الممتحن التأكد من متانة الأبواب.. رجال التحريات يخرجون إلى الحقول بعد إغلاق الأبواب بالأقفال، ويعبرون قرى الفلاحين فى حالة خلوها من الزائرين المشتبه بهم. والحارس يجب أن يتمرن على نباح الكلاب، وان يميز بين النباح المبهم ونباح اللصوص العرب .

    وفكرة حمل السلاح هى الهم الدائم للإسرائيلين، حتى فى احتفالاتهم بالزواج، والعرب هم أولئك السفاحون الذين يفسدون على اليهود أفراحهم. يصف كتاب الحراس الأوائل مناسبة عرس يهودى فى إحدى المستوطنات المبكرة قائلاً: كانت صورة الفتيات المهاجرات فى التل بين بساتين الكروم، وكان يوم العرس احتفالاً شعبياً كبيراً. وأثناء عقد القران كان الأزواج الأربعة يقفون تحت المظلة التى يحوطها أربعة من الخيالة ممسكين ببنادقهم، وهم يمتطون أحصنتهم المزينة بالكامل بالأسلحة... وفجأة، وعلى حين غرة، جاء مبعوث يمتطى حصانا من مستوطنة حدرة وأعلن أن حدرة تتعرض لهجوم خطير من العرب، وطلب المساعدة من الحضور. وعلى الفور سارع العرسان الأربعة الذين نحن بصددهم إلى مستوطنة حدرة .

    وتبدو كذلك صور التمييز بين اليهود أنفسهم، إذ تحفل الكتب الدراسية الإسرائيلية بإشارات تنطوى على احتقار لليهود الشرقيين بصورة عامة، وتكرس فكرة التمايز الطبقى بين فئات المجتمع.

    وفى كتاب القدس لى ولك يرد النص التالي: فى السنوات الأولى من القرن العشرين زُوِّد كل حيٍّ بعدد من السكان؛ كل حى يضم أبناء طائفة معينة أو من بيئة واحدة. على سبيل المثال فإن السكان المميزين يسكنون فى مساكن مميزة، والطائفة اليمنية تستوطن النحالوت "مساكن شعبية للفقراء" .. وهكذا .

    واليهود اليمنيون كانوا هدفاً لإشارات من هذا النوع أكثر من مرة فى المقررات الدراسية، باعتبارهم من الفئة الأدني، شأنهم فى ذلك شأن باقى السفارديم ، أى اليهود الذين جاؤوا من الشرق، على عكس اليهود الغربيين الأشكنازيم ، الذين يمثلون الفئة الأكثر سلطة وسيطرة وإحرازاً للمكاسب الاجتماعية. وفى كتاب الخروج من الأسوار يرد ما يؤكد هذا التمييز: وجدت طائفتان مختلفتان هما الطائفة السفاردية الهرمة والطائفة الأشكنازية الشابة الفتية. وقد اعترفت الحكومة بالطائفة الإشكنازية كطائفة خاصة مميزة .

    ويتتبع الكتاب النصوص الدراسية التى تؤكد التفوق العرقى لليهود، والتمايز فى التراتب الاجتماعي، وهاجس الأمن الإسرائيلي، وتهويد القدس، والتوسع الاستيطاني. وتعتبر التوطئة الضافية للكتاب أن الصبغة السياسية لنظام التعليم الإسرائيلى ليست إلا أداة قاطعة فى التكوين والتعبئة الأيديولوجية لكل ما تعج به من مقولات قادة إسرائيل. وليس وارداً فى المنظور القريب أو البعيد أن تتخلى إسرائيل عن عقائدها العنصرية، وبخاصة فيما يتصل بنظرتها أو علاقاتها مع العالم العربي، ومن ثم يتضح بطلان المزاعم الإسرائيلية بالرغبة فى إقامة سلام فى منطقة الشرق الأوسط.




  2. #2
    وهم عنصريون وقتله
    ولا يثبت عكس ذلك ابدا
    شكرا لك خلود

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML