إذا كان قتل الكافر للمسلم لا يعد هزيمة بل يعد نصراً للمسلم

فما هي الصفة التي نستطيع أن نطلق على المتصف بها من المسلمين

بأنه هزم في المعركة؟

وفي الحقيقة أن الجواب على هذا السؤال يطول، إلا أننا سنطرح بعضاً

من معاني الهزيمة ليتضح للقارئ معنى هزيمة المسلم وأنها ليست بقتله

بل هي بأمر آخر ولو بقي حياً كريماً مسوداً.

وتأكيداً على أهم معاني الهزيمة نقول:

إن الصراع المتمثل بين البشر على هذه البسيطة، إنما هو صراع مبادئ ترجمته الشعوب

إلى صراع أبدان، وخاصة بين المسلمين ومن سواهم من الكافرين، إضافة على ذلك

فقد جاء صراع الأبدان أمراً من الله لنا، فبما أن أصل الصراع هو صراع مبدأ

وصراع عقيدة، فبالتأكيد فإن التنازل عن هذه المبادئ والمعتقدات يعد هزيمة ولو

بقيت الأبدان، فلا فائدة من وجودها حينما عدم المبدأ والمعتقد.

معاني الهزيمة:

وأول معاني الهزيمة: اتباع ملة الكافرين أو أهوائهم:

قوله تعالى:
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى
ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير}

وقال تعالى في الآية الأخرى
{ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين}.

فعندما يرتد المسلم على عقبيه ويعلن اتباعه لملة اليهود والنصارى أو أية ملة

كفرية أخرى من علمانية أو بعثية أو شيوعية أو حداثية، سواء كان هذا الاتباع

كلياً أو جزئياً، فإن هذا يعد أعلى أنواع الهزيمة، حتى لو حقق المتبع رضا اليهود

والنصارى وغيرهم من ملل الكفر، وحقق من الثراء والرياسة والقيادة مالم يتحقق

له بعدم اتباعه لملتهم.

واتباع الملة ليس شرطاً أن يكون من خلال إعلان المرتد بلسانه بأنه على ملتهم فهذا

يندر وجوده في التاريخ، ولو قُصر اتباع الملة على الإعلان باللسان لما استطعنا

وصف المنافقين بأنهم اتبعوا ملة الكافرين.

ويُبطِل اشتراط إعلان اتباع ملة الكافرين باللسان، تعريف أهل السنة لمسمى الإيمان

حيث قالوا خلافاً لكل المبتدعة بأن الإيمان هو

قول وعمل أي قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح

فاتباع ملة الكفار يكون بالقول وحده أو بالعمل وحده أو بالاعتقاد وحده، فلا ترابط بينها

البتة، ولم يشترط الاعتقاد في قول الكفر أو عمل الكفر إلا أهل البدع من

مرجئة وجهمية وغيرهم.

والحاصل فإن اتباع ملة اليهود والنصارى تكون بالقول أو العمل أو الاعتقاد، وحينما

نستصحب هذا التوصيف فما أكثر المهزومين من أبناء المسلمين، لا سيما أمام

هذه الحملة الصليبية الشرسة.

يقول ابن جرير رحمه الله تعالى في تفسيره (1/ 565) على قوله تعالى:
{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى.. الآية}

(وليست اليهود - يا محمد - ولا النصارى براضية عنك أبداً، فدع طلب ما يرضيهم

ويوافقهم، وأقبل على طلب رضا الله في دعائهم إلى ما بعثك الله به من الحق ؛ فإن

الذي تدعوهم إليه من ذلك لهو السبيل إلى الاجتماع فيه معك على الألفة والدين القيم).

وقال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في اقتضاء الصراط (1/85):

(أخبر سبحانه أنه أنعم على بني إسرائيل بنعم الدين والدنيا، وأنهم اختلفوا بعد مجيء

العلم بغياً من بعضهم على بعض، ثم جعل محمداً صلى الله عليه وسلم على شريعة شرعها

له، وأمره باتباعها، ونهاه عن اتباع أهواء الذين لا يعلمون، وقد دخل في الذين لا

يعلمون كل من خالف شريعته.

وأهواءهم: هو ما يهوونه ؛ وما عليه المشركون من هديهم الظاهر، الذي هو من

موجبات دينهم الباطل، وتوابع ذلك فهم يهوونه، وموافقتهم فيه اتباع لما يهوونه،

ولهذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم، ويسرون به ويودون أن

لو بذلوا مالاً عظيماً ليحصل ذلك. ولو فرض أن ليس الفعل من اتباع أهوائهم فلا ريب

أن مخالفتهم في ذلك أحسم لمادة متابعتهم في أهوائهم وأعون على حصول مرضاة الله

في تركها، وأن موافقتهم في ذلك قد تكون ذريعة إلى موافقتهم في غيره، فإن من حام

حول الحمى أوشك أن يواقعه، وأي الأمرين كان حصل المقصود في الجملة وإن كان

الأول أظهر... وقد قال: ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم ومتابعتهم

فيما يختصون به من دينهم وتوابع دينهم اتباع لأهوائهم، بل يحصل اتباع أهوائهم

بما هو دون ذلك.

ومن هذا أيضا قوله تعالى

{ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى
ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}.

فانظر كيف قال في الخبر (ملتهم) وفي النهي: (أهوائهم) ؛ لأن القوم لا يرضون إلا

باتباع الملة مطلقاً، والزجر وقع عن اتباع أهوائهم في قليل أو كثير، ومن المعلوم

أن متابعتهم في بعض ما هم عليه من الدين نوع متابعة لهم في بعض ما يهوونه أو

مظنة لمتابعتهم فيما يهوونه كما تقدم) أهـ كلامه رحمه الله تعالى.

ومن هذا يتبين لنا أن الهزيمة كل الهزيمة باتباع ملة الكافرين، أو اتباع ما يهوونه

سواءً بالقول أو الفعل أو الاعتقاد، وما أكثر المنهزمين اليوم، الذي اتبعوا ما يهواه

الكافرون، وزعموا بأن الله يأمر بهذا

، {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها، قل إن الله لا يأمر
بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون}

ولا يعلن اليوم قادة الصليبيين أمراً يهوونه ويريدونه من المسلمين، إلا تهافت عدد

من أبناء المسلمين مبدين أن الإسلام أتى قبل ألف وأربعمائة سنة بما ينادي به الحقراء،

فليس تهافتهم هذا إرضاءً لله، إنما هو اتباع لأهوائهم أو اتباع من البعض لملتهم، فأي

هزيمة أعظم من هذه الهزيمة.

ثاني معاني الهزيمة: المداهنة للكافرين:

قال تعالى (فلا تطع المكذبين، ودوا لو تدهن فيدهنون)

وقوله {فلا تطع المكذبين}

نهي من الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أن يطيع المكذبين

- وهم كفار مكة - بما فيه خلاف الحق.

قال القرطبي رحمه الله في تفسيره (18/230):

(نهاه عن ممايلة المشركين، وكانوا يدعونه إلى أن يكف عنهم ليكفوا عنه، فبين
الله تعالى أن ممايلتهم كفر، وقال تعالى: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلاً}).

قال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير (5/268):
({فلا تطع المكذبين}: نهاه سبحانه عن ممايلة المشركين - وهم رؤساء كفار مكة -

لأنهم كانوا يدعونه إلى دين آبائه فنهاه الله عن طاعتهم، أو هو تعريض بغيره عن

أن يطيع الكفار، أو المراد بالطاعة مجرد المداراة بإظهار خلاف ما في الضمير، فنهاه

الله عن ذلك).

وقال أبو السعود رحمه الله في تفسيره (9/13) على قوله تعالى: {فلا تطع المكذبين}:

(تهييج وإلهاب للتصميم على معاصاتهم، أي: دم على ما أنت عليه من عدم طاعتهم،

وتصلب في ذلك، أو نهى عن مداهنتهم ومداراتهم بإظهار خلاف ما في ضميره

صلى الله عليه وسلم استجلابا لقلوبهم لا عن طاعتهم كما ينبىء عنه قوله تعالى:

(ودوا لو تدهن) فإنه تعليل للنهي أو الانتهاء، وإنما عبر عنها بالطاعة للمبالغة في

الزجر والتنفير، أي: أحبوا لو تلاينهم وتسامحهم في بعض الأمور، (فيدهنون) أي:

فهم يدهنون حينئذ، أو فهم الآن يدهنون طمعا في ادهانك).

والادهان: اللين والمصانعة، فبيّن الله سبحانه وتعالى هنا أن كفار مكة ودوا لو أن

محمداً صلى الله عليه وسلم لان لهم وصانعهم، وقد نهاه الله سبحانه عن ذلك.

قال أبو المظفر السمعاني رحمه الله في تفسيره (6/20) (وقوله {ودوا لو تدهن فيدهنون}

أي: تضعف في أمرك فيضعفون، أو تلين لهم فيلينون. والمداهنة: معاشرة في الظاهر

ومحالمة بغير موافقة الباطن. قال المبرد: يقال: أدهن في دينه وداهن في أمره،

أي: خان فيه وأظهر خلاف ما يضمر. وقال قوم: داهنت بمعنى واريت، وأدهنت

بمعنى غششت).

وضل أقوام فظنوا أن المداهنة المحرمة، هي نفسها المداراة الجائزة، فولجوا باب

الهزيمة جاهلين أو متجاهلين أنهم ولجوه باسم المداراة الشرعية، ولتوضيح ذلك نقول:

إن باب (المداراة) شيء، وباب (المداهنة) شيء آخر، فتجوز المداراة بخلاف المداهنة،

فالمداراة من باب التلطف بالقول مع المخالف، واللين، والرفق، ولا يكون فيها إقرار باطل،

أو تقرير له، ونحو ذلك، فإن حصل شيء من هذا فقد انتقل إلى باب (المداهنة).

والرسول صلى الله عليه وسلم في حديث (بئس أخو العشيرة) لم يتكلم بباطل، ولم يقر

شيئاً باطلاً، ولم يفعل معصية في عمله – وحاشاه صلى الله عليه وسلم – وهو من

باب دفع الشر، أو غيره، ولكنه بطريقة مشروعة،لم تخالط بمعصية، وقد وردت أحاديث

في مدح مداراة الناس لأنها قد تكون من باب حسن الخلق في بعض الأحيان.

قال ابن حجر في الفتح (10/528) قال ابن بطال رحمه الله:

(المداراة: من أخلاق المؤمنين ؛ وهي خفض الجناح للناس، ولين الكلمة، وترك الإغلاظ

لهم في القول، وذلك من أقوى أسباب الألفة. وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط

لأن المداراة مندوب إليها، والمداهنة محرمة، والفرق أن المداهنة: من الدهان وهو

الذي يظهر على الشيء ويستر باطنه، وفسرها العلماء بأنها: معاشرة الفاسق، وإظهار

الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه، والمداراة: هي الرفق بالجاهل في التعليم،

وبالفاسق في النهي عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكار

عليه بلطف القول والفعل، ولاسيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك).

وقال ابن حجر في الفتح (10/454) نقلاً عن القرطبي وعياض رحم الله الجميع:

(والفرق بين المدارة والمداهنة: أن المداراة: بذل الدنيا لصلاح الدنيا، أو الدين، أو

هما معاً، وهي مباحة، وربما استحبت، والمداهنة: ترك الدين لصلاح الدنيا،،

والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بذل له - يعني لمن قال عنه (بئس أخو العشيرة)

- من دنياه حسن عشرته، والرفق في مكالمته، ومع ذلك فلم يمدحه بقول، فلم يناقض

قوله فيه فعله، فإن قوله فيه قول حق، وفعله معه حسن عشرة، فيزول مع هذا

التقرير الإشكال بحمد الله تعالى).أهـ

ومما سبق يتبين هزيمة أقوام كثر من المنتسبين للإسلام اليوم، حينما داهنوا أعداء

الله سبحانه وتعالى، وخدعوا أنفسهم وخدعوا الناس وقالوا إن هذه مداراة شرعية،

وما هي إلا هزيمة نكراء، ومداهنة عمياء، قلب الحق فيها باطلاً والباطل حقاً، وبُذل

الدين لصلاح الدنيا وصلاح مصالح شخصية وضيعة، فماذا يبقى من معاني النصر

بعد هذه الهزيمة المنكرة؟!.

ثالث معاني الهزيمة: الركون والميل للكافرين وأصحاب الباطل:

قال تعالى:

{وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا،
ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا، إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف
الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا}.

وقد اختلف في سبب نزول هذه الآيات:

فقيل: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستلم الحجر الأسود في طوافه فمنعته قريش،

وقالوا: لا ندعك تستلم حتى تلم بآلهتنا ولو بأطراف أصابعك، فحدث نفسه وقال:

(ما علي أن ألم بها بعد أن يدعوني أستلم الحجر والله يعلم أني لها كاره).

قال الشنقيطي رحمه الله تعالى في أضواء البيان (3/619) بعد أن ذكر جملة من

الأقوال في سبب نزولها (إلى غير ذلك من الأقوال في سبب نزولها، وعلى كل حال

فالعبرة بعموم الألفاظ لا بخصوص الأسباب، ومعنى الآية الكريمة: أن الكفار كادوا

يفتنونه، أي: قاربوا ذلك، ومعنى يفتنونك: يزلونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا

غيره مما لم نوحه إليك. قال بعض أهل العلم: قاربوا ذلك في ظنهم لا فيما نفس الأمر.

وقيل: معنى ذلك أنه خطر في قلبه صلى الله أن يوافقهم في بعض ما أحبوا ليجرهم

إلى الإسلام لشدة حرصه على إسلامهم).

وقال الشوكاني رحمه الله في فتح القدير (3/247): ({لقد كدت تركن إليهم}: لقاربت

أن تميل إليهم أدنى ميل، والركون: هو الميل اليسير ؛ ولهذا قال: {شيئاً قليلاً} لكن

أدركته صلى الله عليه وآله وسلم العصمة فمنعته من أن يقرب من أدنى مراتب

الركون إليهم، فضلا عن نفس الركون،... ثم توعده سبحانه في ذلك أشد الوعيد

فقال: {إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} أي: لو قاربت أن تركن إليهم،

أي: مثلي ما يعذب به غيرك ممن يفعل هذا الفعل في الدارين، والمعنى: عذابا

ضعفا في الحياة، وعذابا ضعفا في الممات، أي: مضاعفا).

قال الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله في سبيل النجاة والفكاك (ص50):

(فأخبر تعالى أنه لولا تثبيته لرسوله صلى الله عليه وسلم لركن إلى المشركين

شيئاً قليلاً، وأنه لو ركن إليهم لأذاقه الله عذاب الدنيا والآخرة مضاعفاً، ولكنَّ الله

ثبته فلم يركن إليهم، بل عاداهم وقطع اليد منهم. ولكن إذا كان الخطاب

للنبي صلى الله عليه وسلم مع عصمته، فغيره أولى بلحوق الوعيد به).

ومثل ذلك قول الله تعالى لنبيه:

{ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون}.

قوله تعالى: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} والركون هو الميل، ومنه:

الادهان – وسبق الكلام عليه – قال القرطبي رحمه الله: ({ولا تركنوا} الركون:

حقيقة الاستناد والاعتماد، والسكون إلى الشيء، والرضا به، قال قتادة: معناه

لا تودوهم ولا تطيعوهم، وقال ابن جريج: لا تميلوا إليهم، وقال أبو العالية: لا ترضوا

أعمالهم، وكله متقارب، وقال ابن زيد: الركون هنا: الادهان ؛ وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم).

وبنفس معنى الآية السابقة جاء قول الله تعالى:

{ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا}.

فمن ركن أو أطاع الكافرين أو الظالمين فرغم أنه متوعد بالنار والعذاب في الآخرة،

إلا أنه بركونه إليهم وطاعته لهم يعلنها مدوية أنه هزم شر هزيمة، وأن مبدأه الذي

تمسك به زالت معالمه بعد هذا الركون والطاعة، ولو زعم بقوله بأنه ما تزحزح

عن مبادئه إلا أن ركونه وطاعته للذين ظلموا أو كفروا يكذبه ويعلن أنه هزم

ولا معنى للمبادئ إذا كذبها العمل، فهي لا تعدو أن تكون ادعاءات باطلة وحبراً

على ورق، فلا يستقيم أبداً تشدق بالمبادئ وركون للظالمين والكافرين بما يريدون،

فما هذه إلا هزيمة مخزية.

ومن تدبر ما سبق من معاني النصر والهزيمة، يتضح له بجلاء جهل الذين زعموا

هزيمة الإمارة الإسلامية، فالمتدبر لهذه المعاني يستيقن بأن الإمارة الإسلامية

انتصروا على العالم كله، وتفضل الله عليهم وحققوا أكثر معاني النصر، وقد

رحمهم الله وعصمهم من لحوق معاني الهزيمة بهم،

نسأل الله أن يثبت المجاهدين ويمن عليهم بالنصر في الميدان

إنه ولي ذلك والقادر عليه.

فينبغي على المسلم أن يتمسك بمعتقده ومبادئه ويعلن دوماً أنه الأعلى وأنه المنتصر

مهما أصابه من نصب وقرح قال تعالى:

{ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس
القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس، وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ
منكم شهداء والله لا يحب الظالمين}.


والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

(( للشيخ يوسف العييري رحمه الله))