من الملاحظ ومن الشائع ذكره في مختلف المجتمعات سواء الاسلامية ام العربية او الغربية ان الرجل هو الذي يفتل عضلاته امام زوجته ليل نهار من منطلق فكره المحدود ان هذه هي الرجولة وان العنف هي لغة الحوار بين الزوجين.. وكما نعلم ان هذه الفكره قد صقلت في أذهان العديد من الضعيفي الشخصية منذ أمد طويل ولهذا تكفلت بعض المجتمعات بانشاء مراكز حماية للزوجة من العنف الزوجي .
لكن الذي استوقفني هو انقلاب الادوار واستدارة الطاولة على الرابح واصبح الضعيف المهزوم الذي يحتاج الى اغاثة وعون من تسلط الزوجة وعنفها . وقد زادت نسبة عنف الزوجة على زوجها في الاونة الاخيرة بشكل ملحوظ ... وسجلت نسب في مصر وامريكا حتى اضطروا الى انشاء مركز حماية للزوج حالهم حال الزوجات المظلومات اما بالخليج فلم يسجل اي نسب وطبعا خوفا من تشويه سمعة الرجل الخليجي ... مع ان هذه الامور لا يستوجب فيها الخجل .(هذا تبعا لما قرأته بالجريدة).
ربما المرأة قد سأمت من دور المنسوب اليها دائما بأنها الضعيفة الهشة المنكسرة والمغلوب على امرها وقررت بأن تتبع خطى الزوج الثائر .. لكن هل هذا يعني بأن عنف الزوجة الناتج عن الحقد والضغينة هو اشد عن عنف الزوج أو الرجل ؟.
تعجبت عندما سمعت مرة من دكتور نفسي بان عنف المرأة هو أشد عن عنف الرجل وخاصة عندما يكمن في تلذذها بالتعذيب وتفننها فيه... ولا تنسوا القول المعروف عنها بالقتل وهي ( الاكياس) التي تضع فيها الاعضاء بعد التقطيع .
الامر الذي اشدني لهذا الموضوع هو لدى مشاهدتي لاحدى البرامج عن ضرب الزوجة العنيف لزوجها السكير الذي يلجأ الى الشراب أكثر كلما ضربته وقد تفننت بالضرب عليه وكم من المرات قد ادخل المستشفى في حالات طارئة وفي احدى المرات قد اغمى على الزوج في المطبخ من اثر الخمر وعوضا على ان تسعفه الزوجة اخذت تكيل عليه الصفعات واللكمات وكانت امراءة بدينة بعض الشيء وعندما لم تفلح بايقاضه وقفت على بطنه وركلته بشدة ثم تركته مرميا وبعد فترة وجيزة عندما لم تلحظ انه استيقظ لجأت لطلب رقم الطواريء التي سارعت وحملته الى المستشفى وادخل في العناية لانه قد تعرض لتسمم كحولي وعرض البرنامج ايضا صورا للزوج وهو في المستشفى من اثر الضرب بزجاجة الشراب الفارغة التي دخلت احدى شضاياها في صدغه وكادت تميته لانها قريبة من الدماغ .
وفي نهاية البرنامج اكتشف ان الزوجة كانت تعاني من مشاكل نفسية بسبب ان والدها كان ايضا سكيرا ويضرب زوجته اما ناضريها وهي طفلة ..وتزوجت من رجل مدمن على الكحول حتى تفرغ غضبها الكامن اتجاه والدها في هذا الزوج .
وحادثة اخرى حصلت باحدى الدول الخليجية عندما تقدم زوج الى احدى مراكز الاستشارات الزوجية ليساعده في حل معضلته مع زوجته التي ادمنت على ضربها له . فقام الاستشاري بما وسعه ولكن الزوجة لم تكف الى نصحهما بالانفصال وقد تم ذلك .
وبعد شهرين عاد الزوج الى الاستشاري مطالبا اياه ان يعيده الى زوجته فهو قد تعود على ضربها له بل ويحب ذلك ... ولاحظ انه طوال هذين الشهرين يفتقد لذلك.
الحديث عن هذا الموضوع يطيل جدا .. واتمنى ان تشاركوني بارائكم وردودكم ..