بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين و على آله وصحبه

ومن سار على دربه إلى يوم الدين

أما بعد :

فإن ما يراه المرء مما يجري على الساحة الإسلامية يكاد أن يصاب بالإحباط مما يسمع ويرى

فقد استطاع أعداء الإسلام أن يمزقوا الخلافة الإسلامية بعد القضاء عليها

وحولوا بلاد المسلمين إلى دويلات هشة متصارعة متنازعة في كل شيء

واستطاعوا تغيير مناهج التعليم والثقافة والفكر بحث أصبحت تخدم أفكارهم العفنة وآراءهم الشاذة والمنحرفة

وكذلك وضعوا على رأس كل دويلة من يحقق لهم مصالحهم وينهب خيرات البلاد ويسلمها لهم لقمة سائغة

ويكن بدلا منهم في سحق الصحوة الإسلامية ونشر الفساد في بلاد المسلمين

وكذلك لاحتلال المباشر لفلسطين من قبل اليهود الملاعين والمسلمون يتفرجون

وكذلك سلخ كثير من أجزاء العالم الإسلامي وتحويلها إلى بلاد الكفر كتركستان

وكشمير وكثير من ولايات الدولة العثمانية في آسيا وأوروبا

وكذلك ما يراه المرء من الهجمة الصليبية اليهودية للقضاء على معالم هذا الدين

وما فعلوه في أفغانستان والعراق كاف لمعرفة هويتهم والحكم عليهم

وما يراه من ذبح للمسلمين في كل مكان

بل بلاد المسلمين مكتظة سجونها بالأخيار والأبرار

وما يراه المسلم كذلك من تكالب العالم بأسره على المسلمين شرقيه وغربيه على السواء

وما يراه من نزاع وخصام ومحن بين المسلمين مما تقشعر لهوله الأبدان

وما يراه من هزائم تصب على هذه الأمة صبا

وغير ذلك من بلاوى ومصائب كل ذلك يدفع الكثيرين إلى اليأس والقنوط من رحمه الله تعالى

وأمام هذا الواقع المر والأليم الذي لا يرضي سوى العدو انقسم الناس بإزائه إلى أقسام :

قوم انسحبوا من الميدان وقالوا :

{ 00 قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ 00} (249) سورة البقرة

وما أكثر هؤلاء الذين يتربوا تربية إيمانية جهادية

وقوم قالوا : علينا بالزوايا والتكايا والابتعاد عن الفتن وهم المتصوفة وأصحاب نظرية التحلية والتخلية

وقوم كانوا من أرباب الصحوة الإسلامية فأخذوا أمام هذا الوقع بفقه التنازلات والتراجعات حتى

فقدوا كثيرا من الثوابت وانطلت عليهم كثيرا من ألاعيب الكفار والفجار كلعبة الديمقراطية

والبرلمانات ونحوها فانغمسوا فيها ثم فقدوا مصداقيتهم

قال تعالى :

{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} (9) سورة القلم

وقوم ساروا بركاب الطغاة يسبحون بحمدهم ليل نهار ويبررون جرائهم باسم الدين

وذلك من أجل عرض من الدنيا رخيص

ففي سنن ابن ماجة عَنْ أَبِى أُمَامَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ

« مِنْ شَرِّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَبْدٌ أَذْهَبَ آخِرَتَهُ بِدُنْيَا غَيْرِهِ ».

ونسوا قول الله تعالى :

{ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ} (113) سورة هود

وناس حاولوا أن يكونوا ذنبا للغرب بعد انبهارهم بحضارته العفنة ومن ثم ينادون بملء أفواههم

علينا أن نسير في كل حياتنا وفق ما يسير عليه الغرب لأن الدين لم يعد له وجود على

أرض الواقع وغير صالح لهذا الزمان

وهؤلاء هم العلمانيون والقوميون والشيوعيون ومن لف لفهم

وذهب قوم إلى أنه لا صلاح لهذه الأمة حتى يأتي المهدي المنتظر فيخلصهم مما هم فيه

ومن ثم حطوا عصا الترحال وأخذوا ينتظرون ولو جاء المهدي المنتظر لكانوا من أشد الناس له عداء

وقوم قالوا نحن اليوم مستضعفون ولا قيمة لنا ولا نملك إلا الدعاء وقالوا :

{ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ} (58) سورة النجم

وقوم ارتدوا عن دين الله تعالى لأن الله تعالى لم ينصر الأمة اليوم

وغير ذلك كثير

وقلة قليلة من الناس الأخيار الأبرار عرفت الداء والدواء ولكنها محاربة من الجميع

لأنها تقول وتفعل بعكس التيار الجارف

ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ».

وعند الترمذي 2839 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ
حَدَّثَنِى كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مِلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ
رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ
« إِنَّ الدِّينَ لَيَأْرِزُ إِلَى الْحِجَازِ كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إِلَى جُحْرِهَا وَلَيَعْقِلَنَّ الدِّينُ مِنَ الْحِجَازِ مَعْقِلَ
الأُرْوِيَّةِ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا
أَفْسَدَ النَّاسُ مِنْ بَعْدِى مِنْ سُنَّتِى ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وفي مسند أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
« إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيباً وَسَيَعُودُ غَرِيباً كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ».
قِيلَ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ قَالَ « النُّزَّاعُ مِنَ الْقَبَائِلِ ».

ومن غير المعقول أن يسحب الله تعالى الخلافة من بني إسرائيل لأنهم غيروا وبدلوا

ويمنحنا إياها ثم يتخلى عنا بعد ذلك

أو أن يمنحها لقوم لا يستحقونها معاذ الله

لأن هذا طعن بعلم الله تعالى واختياره سبحانه

إذن فإن الله تعالى لم يتخل عن هذه الأمة

ولن يتخلى عنها أبدا حتى قيام الساعة

والدليل على صحة ما نقول ما يلي :

1. أمره بالاستخلاف في هذه الأرض

2. ائتمان الإنسان على منهجه

3. استخلاف هذه الأمة على منهجه

4. جعلنا خير أمة أخرجت للناس

5. كمال هذا الدين وختمه برسالة محمد صلى الله عليه وسلم

6. الدين الحق عند الله هو الإسلام

7. عدم قبول غير الإسلام

8. اعتبار من تركه مرتدا وخاسرا

9. هيمنة هذا الدين على الدين كله

10. وجود الخيرية في هذا لأمة حتى قيام الساعة

11. انتشار هذا الدين في الأرض

12. عدم هلاك الأمة بسنة عامة

13. وجود طائفة من أمته قائمة على الحق حتى قيام الساعة

**************************************

الأمر الثاني )- شروط الاستخلاف في هذه الأرض :

1. الإيمان المطلق

2. العمل الصالح

3. الإيمان الحق والامر بالمعروف والنهي عن المنكر

4. الاعتصام بحبل الله وعدم الفرقة

5. الصبر والمصابرة والتقوى والرباط

6. يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين

7. لا يوادون من حاد الله ورسوله

8. الإيثار

9. الرحمة

10. السمع والطاعة والإنفاق في سبيل الله

11. تغيير ما بالنفس من شر إلى خير

12. التواصي بالحق والتواصي بالصبر

13. الخوف من الوعيد

14. أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل

***************************

الثالث )- شروط النصر :

1. نصرة دين الله

2. الإيمان الحق

3. الثبات عند لقاء العدو والإكثار من ذكر الله وطاعة الله والرسول صلى الله عليه وسلم
وعدم التنازع والصبر وعدم البطر والخيلاء والعلو في الأرض

4. الإنابة إلى الله

5. أن يكونوا جندا للرحمن

6. بذل الجهد الكامل لإصلاح الكفار وهدايتهم واليأس من إصلاحهم

7. الصبر على أذى الكفار

8. الاستغاثة بالله تعالى

9. عدم الخوف إلا من الله

10. عدم الفرار من المعركة

11. اليقين بصدق بوعد الله تعالى

12. وجوب الإعداد والاستعداد للمعركة

13. بذل الغالي والنفيس في سبيل الله

14. وجوب النظر في السنن الكونية والشرعية

15. وجوب التعلق بالمبدأ وليس بالأشخاص

16. الاقتداء بالصالحين من السلف الصالح

17. عدم التطلع إلى أية لعاعة من لعاعات الدنيا

18. أن يكون القتال في سبيل الله ليس إلا

19. عدم الخوف إلا من الله وحده مهما بلغت الشدائد والصعاب

20. الإخبات إلى الله

21. يقينهم مهما كانوا ضعفاء أنهم على الحق وعدوهم على الباطل

22. وجوب الصبر و المصابرة والمرابطة والتقوى

23. وجوب الاستعانة بالصبر والصلاة

24. تحمل الأذى الشديد في سبيل الله تعالى وعدم الوهن في طلب الكفار

25. المواظبة على طاعة الله بكل اشكالها في السر والعلن

26. التحلي بمكارم الأخلاق

27. المسارعة بالتوبة من الذنوب والآثام



*********************************

الرابع )- متى يتخلى الله عنا ؟

إذا فعلنا الأشياء التالية أو بعضها :



1. عدم الإنفاق في سبيل الله

2. الركون إلى الدنيا

3. حب الدنيا وكراهية الموت

4. إيثار الدنيا ومتاعها على الآخرة

5. الركون إلى الظالمين

6. ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

7. الترف

8. عدم الإنابة إلى الله

9. ارتكاب خمس فواحش

10. ترك الجهاد في سبيل الله

12. التنازع والخصام على الدنيا والعلو في الأرض

13. أن يصبح بأسنا بيننا شديد

14. الغفلة عن أسلحتنا وأمتعتنا

15. تولي الكفار والثقة بوعودهم

16. تولي المنافقين والتهاون معهم

17. الظلم

18. كثرة الفساد والإفساد

19. كثرة الذنوب و المعاصي

20. اتباع الشهوات

21. التحاكم إلى الطاغوت (مهما كان نوعه)

22. التقدم على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل

23. عدم تحكيم الرسول صلى الله عليه وسلم في شئون حياتنا

24. تولي الكفار والفجار

25. تولي اليهود والنصارى

26. عدم تحكيم شرع الله تعالى في شئون حياتنا

27. الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعض


_______________

تم نقله مع التلخيص لما به من اجوبه لكثير مما يدور بأفكارنا...والله ولي التوفيق

ارجو الخالق جل جلاله ان يجازي كاتبه عن هذا الدين واهله خير الجزاء.