أنواع الشفاعة :النوع الأول : الشفاعة الأولى وهي العظمى ، الخاصة بنبينا
صلى الله عليه وسلم من بين سائر إخوانه من الأنبياء والمرسلين
صلوات الله عليهم أجمعين ، فقد رُوي في الصحيحين وغيرهما
عن جماعة من الصحابة ، رضي الله عنهم أجمعين أحاديث الشفاعة
منها : عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال :
" ........... فيأتوني ، فيقولون : يا محمد ، أنت رسول الله
وخاتم الأنبياء غفر الله لك ذنبك ما تقدم منه وما تأخر ، فاشفع لنا
إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟
فأقوم فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ، ثم يفتح الله
علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه
على أحد قبلي ، فيقال : يا محمد ارفع رأسك ، وسل تعطه
واشفع تشفع ، فأقول :
يا رب أمتي أمتي ، يا رب أمتي أمتي ، يا رب أمتي أمتي
فيقول : أدخل من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن
من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سواه من الأبواب
ثم قال : والذين نفسي بيده لما بين مصراعين من مصاريع الجنة
كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى "
- أخرجاه في الصحيحين بمعناه ، واللفظ للإمام أحمد -
النوع الثاني : الشفاعة لأهل الجنة حتى يدخلوها
للحديث : " آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن : من أنت ؟
فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك "
- رواه مسلم -
فأهل الجنة لا يدخلون الجنة إلا بشفاعته عليه الصلاة والسلام
وهو أول من يدخلها ..
النوع الثالث : شفاعته لأهل الكفر وهذه خُصّت بعمه أبي طالب لمواقفه
ودفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" سأل العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم
هل أنت نافع عمك بشيء فإنه - أي أبا طالب - كان يغضب
لك ويحوطك ؟
فقال صلى الله عليه وسلم : نعم لقد نفعته ، إنه في ضحضاح
من النار - أي قليل منه - ينتعل نعلين من حرارتهما يغلي دماغه
وإنه لأهون أهل النار عذابا ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار "
- رواه البخاري -
النوع الرابع : شفاعته لأهل التوحيد من أهل المعاصي بعد أن ينالوا
نصيبهم من النار للحديث : " يضرب الصراط بين ظهراني
جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته ولا متكلم يومئذ
إلا الرسل ، وكلام الرسل يومئذ : اللهم سلم ، اللهم سلم
وفي جهنم كلاليب مثل شوك السعدان تخطف الناس بأعمالهم
فمنهم من يوبق بعمله ، ومنهم من يخردل ثم ينجو "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير
ما يزن شعيرة " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" فيخرجون من النار فكل ابن آدم تأكله النار إلا آثار السجود
فيخرجون من النار وقد امتحشوا – احترقوا - فيصب عليهم ماء الحياة
فينبتون كما تنبت الحبة "
- رواه البخاري -
يتبع.......