النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: [[الشهادةُ في سبيلِ الله وسيلةٌ أم غايةٌ ؟! ]]

  1. #1
    الصورة الرمزية كلمة حق
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    12- 2004
    المشاركات
    1,331

    [[الشهادةُ في سبيلِ الله وسيلةٌ أم غايةٌ ؟! ]]

    للشهادة في سبيل الله فلسلفةٌ خاصةٌ لا يتذوق طعمها ولا يعلم

    كنهها إلا من عاش في أجواء المجاهدين , ففي حين ينظر الكثير

    من الناس إلى الموت نظرة الخوف والوجل , سواءٌ منهم من كان

    يحب الجهاد أو يبغضه , يراه المجاهدون مُنْيةً يتسابقون إلى

    تحصيلها أنى وجدت ؛ فإذا قيل لهم - مثلاً - سنغزو الروم في البحر

    طارت قلوبهم شوقًا واعتلت أياديهم تطلب الإذن للمشاركة , وإذا

    قيل لهم سنغزوهم بطائراتهم تسابقت قلوبهم قبل ألسنتهم

    تسأل الله شرف قتال أعدائه والإثخان فيهم .

    وإذا قُدِّر لك أن تجتمع بالمجاهدين في سبيل الله وتنظر في أعينهم

    حين تُذكَر الشهادة سترى أعينهم قطعًا تسبح في خيال الأمنية

    الغالية وهي تحقيق هذا المطلب العظيم , فإن تفكرت في هذا

    الموقف وغيرِهِ عَسُر عليك أن تجد تفسيرًا لهذا الأمر إلا أن يكون

    شوقًا إلى من يملك الموت والحياة إلى الله سبحانه , كما قال

    قدوتهم ونبيهم محمدٌ صلى الله عليه وسلم
    ( اللهم إني أحببت لقاءك فأحبب لقائي )

    هذا هو التفسير الوحيد لهذه الظاهرة المدهشة , أما تفسيرات

    الحمقى من المحللين والصحفيين وأمثالهم فلن ترتفع عن الدنيا

    أبدًا , كل آمالهم ورؤاهم دنيويةٌ ماديةٌ , فأنى لأمثال هؤلاء أن يعلِّقوا

    على من تعلقت قلوبهم بالسماء ؟!

    هؤلاء إذا أجهدوا أفكارهم وعقولهم خرجوا بقولهم أنهم يعانون

    من ضغوطٍ نفسيةٍ بسبب الأحوال التي يعيشها المسلمون , ورغم

    أن هذا موقفٌ نبيلٌ ولكنه ليس الواقع حتمًا , لأننا إن قلنا عنهم

    هذا فماذا سنقول عن عمير بن الحمام ولم يكن يومها على

    المسلمين ما عليهم اليوم من ضغوطٍ نفسيةٍ وهو يقول

    قولته المشهورة
    ( إن عشت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياةٌ طويلةٌ )

    وإذا علمنا أننا لن نخرج بنتيجةٍ تذكر إن قرأنا ما كتبه أولئك الحمقى

    بات علينا مؤكدًا أن نبحث عن قراءةٍ أخرى لأحوال هؤلاء البشر

    [ طلاب الشهادة ] , وأنا هنا سأحاول أن أدلي بدلوي لعلي أن

    أصيب شيئًا من الحقيقة , ولكني لن أتكلم عنهم ولماذا يصنعون

    ذلك , ولكني سأتحدث عن فعلتهم وهي الشهادة وهل هي

    وسيلةٌ أم غايةٌ ؟ .

    إن الشهادة في سبيل الله مطلبٌ نفيسٌ جعل الله لمن حصل

    عليها ثوابًا عاليًا ومرتبةً ساميةً رفيعةً في الجنان , تتوق إليها

    نفوس المؤمنين الصادقين , يتوق إليها من قرأ في كتاب الله قوله : ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )

    وقوله : ( إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ
    لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ )

    وبالشهادة في سبيل الله وببيع المؤمنين لأنفسهم في سبيل الله

    يتحقق الفوز الكبير كما قال الله عن أصحاب الأخدود لما قذفوا

    أنفسهم في النار ( ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ )

    وهم قد قُتِلوا عن بكرة أبيهم ولكنهم ثبتوا على المبدأ مبدأ الإيمان

    بالله والكفر بما سواه , ولهذا قال الله عن المؤمنين وابتلائهم بقتال

    أعدائهم ( وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء )

    وإلا فالله جل جلاله قادرٌ على نصر المؤمنين بلا امتحانٍ لهم ولكنه

    يبتليهم بمعاداة الكافرين لهم وبحضور مواطن القتال وكفى

    ببارقة السيوف فتنةً , قال تعالى :
    ( وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ )

    وبعد هذه الجزء من الآية مباشرةً قال الله سبحانه :
    ( وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ
    وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ) .

    فالموازين لدى هؤلاء المجاهدين تختلف عن موازين سائر الناس

    موازينهم رسَّى دعائمها ربهم جل جلاله ولم تكن في يومٍ من

    الأيام دنيويَّةً سفليَّةً , ولما كانت علاقتهم ربانيَّةً علويةً التبس أمر

    الشهادة لدى من ينظر إلى هؤلاء المجاهدين ؛ فهل هم يبحثون

    عن الشهادة بصفتها جسرًا إلى ما خلفها من الانتصارات أي أنها

    وسيلةً لتحقيق النصر أم هم يبحثون عنها بذاتها فهي لديهم غاية

    الغايات وأحسن النهايات أو بالأصح بداية الحياة ..

    بداية الحياة الأخروية الأبديَّة ؟! .

    في نظري أن هؤلاء المجاهدين يرون في الشهادة وسيلةً وفي

    الوقت نفسه غايةً , ولذا فهم يتسابقون إلى العمليات الاستشهادية

    كما يتسابق غيرهم إلى ملذات الحياة , فبالعمليات الاستشهادية

    يمكنهم تحقيق الهدفين ؛ فبها - أي العملية الاستشهادية -

    يتحقق جزءٌ من النصر بإذن الله , وبها أيضًا ينتقلون إلى حياةٍ أخرى

    هي غايتهم ومطلبهم , وليس هذا الأمر بغريبٍ عليهم فلهم

    نفوسٌ أبيَّةٌ عظيمةٌ , نفوسٌ ترجو تحصيل كل خصلةٍ نبيلةٍ وكل

    فرصةٍ ثمينةٍ , وهم كما وُصِفوا :


    أخلاقهم عمّا يَشِينُ نقيَّـةٌ ..

    ونفوسهم عمَّا يعيبُ مكفكفة ..

    ما استعبدتهم شهوةٌ تدعو إلى الصفراء والبيضاء ..

    لا .. والزخرفة ..

    ليسوا بأسرى الأرغفة ..

    ليسوا بأسرى الأرصدة ..

    ليسوا بأسرى الأشربة ..

    الأطعمة ..

    الألبسة ..

    قومٌ إذا جدَّ الوغى كانوا ليوث الملحمة ..

    ملأٌ لقد ملأ الإله صدورهم ..

    نورًا فكانت بالضياء مزخرفة ..

    حقَّـًا .. ملأٌ لقد ملأ الإله صدورهم نورًا فكانت بالضياء مزخرفة ..

    فما أفضل ما يصنعون وما أغلى ما يطلبون وما أجمل ما ينالون , في

    حياتهم الدنيا عزَّةٌ ورفعةٌ وشرفٌ عظيم , وبأيديهم يكتبون النهاية

    التي يريدون , وفي حياتهم الأخرى جنةٌ بل جناتٌ ورفعةٌ في

    الدرجات ورضا رب الأراضين والسماوات .

    اللهم اجعلنا منهم وفيهم وبينهم ومعهم

    واختم لنا بشهادةٍ في سبيلك في خير موطنٍ تحبه

    ووفقنا للإثخان في أعدائك على خير وجهٍ تحبه .

    اللهم هذه كلماتي أرجو بها رضاك

    وأرنو بها نصرة دينك

    فاللهم لا تحرمني أجرها واغفر لي منها الزلل والخطأ

    وما كان من خطأٍ فمن نفسي والشيطانِ

    وما كانَ من صوابٍ فمنك وحدك سبحانك

    فلك الحمد ولك الشكر , واللهُ أعلمُ

    وصلى اللهُ على نبيِّنا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ

    وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ .


    منقول


    اللهم يا حي يا قيوم جازي كاتبها خير الجزاء ...اللهم آمين.




  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مساااااااااااااااء جميل ...

    كلمة حق ..

    شكرا على هذا الاختيار ..

  3. #3
    الصورة الرمزية كلمة حق
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    12- 2004
    المشاركات
    1,331
    أخي الفاضل عاشق السمراء


    لا شكر على واجب بارك الله بك

    لا يثلج الصدر ويسعد القلب هذه الايام

    سوى الحديث عن مأثر وحقائق واخبار ليوث التوحيد

    رافعي راية لا إله إلا الله

    رافعي راية التوحيد والجهاد

    ارجو الخالق جل جلاله ان يؤيدهم بنصر من عنده ويمكنهم من رقاب اعداءه اعداء الدين..اللهم آمين

    اشكرك على تشريفي بمرورك الكريم.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML