إن المتتبع لتاريخ العالم أجمع يلاحظ أنه في كل الأحقاب الزمنية

وعلى مدى تاريخ البشرية لم توجد دولة كيد لها كما كيد لفلسطين

الحبيبة طيلة القرن الميلادي المنصرم !!

فمن كيد هرتزل ، إلى الصهيونية العالمية الجديدة ، ووعد بلفور ،

والدول الغربية والشرقية ، وحكاماً مُلِّكوا الدول العربية ، مروراًَ ببعض

النصارى والمنافقين من أبناء فلسطين ، كل هؤلاء اشتركوا في

مؤامرة عظيمة خبيثة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ..

هذه المؤامرة تمخضت بجلب عصابات - روسية - أوروبية – عربية -

أفريقية - جمعتهم الديانة اليهودية لإحتلال فلسطين وطرد

سكانها المسلمين !!

والمتتبع لتاريخ فلسطين يلاحظ أمرين مهمّين:

الأمر الأول:

أن فلسطين هي أكثر بقعة تنازعت عليها الأمم عبر التاريخ.

الأمر الثاني:

أن فلسطين لم تكن يوماً في يد قوة ضعيفة ، بل كانت دائماً في

سلطة قوة عظمى في وقتها ، وكأن فلسطين المؤشر على قوة

الدولة المتسلطة عليها عالمياً ..

فمنذ أن بنى نبي الله يعقوبُ عليه السلام المسجدَ الأقصى ..

إلى دخول بني إسرائيل فيها على يد النبي يوشع بن نون عليه

السلام ، واحتلال الآشوريون ، ثم البابليون ، ثم الملك نبوخذ نصر ،

ثم الفرس ، ثم الإغريق على يد الإسكندر المقدوني ، ثم الرومان

الوثنيين ، ثم الرومان المتنصرين ، ثم الفرس مرة أخرى ، ثم الرومان

، ثم جاء الفتح الإسلامي على يد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب

رضي الله عنه في السنة الخامسة عشر للهجرة ، ثم احتلها

النصارى الأوروبيون في الحروب الصليبية في عهد العبيديين الرافضة

، ثم استردها المسلمون بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي

رحمه الله بعد (91) من الإحتلال الصليبي ..

ثم لما أُلغيت الخلافة الإسلامية وأصبحت الأُمة دويلات صغيرة

ضعيفة احتلت بريطانيا فلسطينَ سنة (1917م) وسلمتها لليهود

سنة (1947م) الذين كانوا تحت حمايتها ، ثم ها هي اليوم تحت

حماية الولايات المتحدة ، المحتل الفعلي لفلسطين ..

نستخلص من التاريخ أن الأمم قد سكبت دماء رجالها ، وبذلت

أموالها ، وتمزقت أشلائها على عتبات فلسطين لتنال شرف الظفر

بها والبقاء فيها ، ومن يظن أن البقاء في فلسطين يكون كالعيش

في غيرها من بقاع الأرض فهو من أجهل الناس بالتاريخ ..

وكأن التاريخ يقول لنا : لا يستحق العيش في فلسطين إلا من

يروي أرضها بالعرق والدم ، ويبني بيوتها بالجماجم ، ويحرث أرضها

بالأشلاء ، ويفارق الفُرُش ، ويطلّق المضاجع ، ويحمل روحه على

كتفه يحتضن الموت بقلبٍ من حديد وهمّة تناطح الجبال ..

لما أحجم بنو إسرائيل عن القتال مع موسى عليه السلام أبقاهم

الله سبحانه وتعالى في التيه أربعين سنة حتى يفيئوا إلى رشدهم

ويعرفوا ثمن هذه الأرض المقدسة ، لم يأذن رب العزّة لني إسرائيل

بدخول فلسطين إلا بعد أن استعدوا لإهراق دمائهم في سبيلها مع

أن قائدهم في ذلك الوقت كان رسول من عنده ومن أولي العزم من

الرسل !! لم يدخلها عمر الفاروق إلا بعد أن أحكمت جيوش

المسلمين حصار المدينة المقدسة ، وكانوا على استعداد أن

يفنوا عن بكرة أبيهم ليحصلوا شرف فتحها ..

ويأتينا اليوم من يقول أن إرجاع فلسطين يكون بالمعاهدات

والتنازلات والمؤتمرات والمبادرات التي ما أنزل الله بها من سلطان !!

كيف ترجع فلسطين بمثل هذه الترهات !! إن هذه الأحلام التي

يعيشها بعض المنهزمين والمنافقين

(هي في حقيقتها مؤامرات وليست أحلام) ربما تصلح في

بقعة أُخرى من بقاع الأرض ، أما في فلسطين فلا ..

لم يسمح الخليفة العثماني عبدالحميد - رحمه الله - لليهود بدخول

فلسطين (لمجاورة الأماكن المقدسة كما زعموا) رغم الإغراءات

الكثيرة التي أُغري بها ، وفضّل الموت على بيع الأرض المباركة

لأبناء القردة ، فكيف نتوقع من يهود أن يتنازلوا لنا اليوم عن

شبر من فلسطين!!

لقد كان الكيد الذي كاده اليهود للحصول على فلسطين عظيماً

جداً ، وصاحَبه تضحيات كثيرة : أموال بُذلت ، وأرواح أُزهقت ، وأشلاء

تقطعت .. ومن يظن بأن يهوداً سيسمحون لغيرهم بالبقاء في

تلك البلاد بعد كل هذه التضحيات فهو أحمق ..

لن ترجع فلسطين بالأحلام والآمال ..

لقد ذكر لنا الله تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام ركائز

ثلاثة للظفر بهذه الأرض الطاهرة المباركة حين قال:
{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا
مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (الأعراف : 128) ..

فهذه الركائز هي: الإستعانة بالله ، والصبر ، والتقوى.


الركيزة الأولى ، الإستعانة بالله:

ليست الإستعانةُ بالله: الدعاء كما يظن كثير من الناس ، إنما الدعاء

جزء من الإستعانة .. الإستعانة تشمل الإخلاص والتجرد لله ، والعمل

الجاد ، والتوكل الكامل على الله ، ويمكن اختصار معنى الإستعانة

في كلمتين للنبي صلى الله عليه وسلم "اعقلها وتوكل" ..

وتمام الإستعانة والتوكل على الله تعني عدم التعلق بغير الله

سبحانه وتعالى في جلب النصر ، وهذا ما تحتاجه قضية الإسلام

الأولى "فلسطين" ..

فلا ينفعنا الإستعانة بأُوروبا ، أو أمريكا ، أو روسيا ، أو المجتمع

الدولي ، أو غيرها من القوى البشرية ، وربما يكون هذا من أكبر

أسباب ضعف المسلمين اليوم .. ولو رجعوا إلى الله واستعانوا به

وتوكلوا عليه وحده : كفاهم الله أعدائهم .. وأذكر أنني سألت أحد

المجاهدين الأفغان القدامى عن سر انتصارهم على الروس ، فما

زاد على أن قال: "التوكل على الله" ..

فهذا ما تحتاجه الأمة ، وليس المبادرات والمؤتمرات السخيفة التي

لا تُسمن ولا تُغني من جوع ..

ومن العجب أن يذهب أُناس إلى أعدائهم لطلب المساعدة بدل

طلب العون من الله !!

كيف يذهب إنسان إلى أمريكا التي تدعم اليهود بالمال والسلاح

لطلب مساعدتها ضد اليهود !!

كيف يذهب إنسان إلى فرنسا : ونابليون قد دعى مِنْ قبل يهود

العالم لمساعدته في احتلال بلاد العرب مقابل إعطائهم

فلسطين !!

كيف يذهب إلى بريطانيا وهي التي أعطت اليهودَ فلسطين !!

كيف يذهب إلى روسيا وهي التي اعترفت بدولة الصهاينة بعد

ساعات قليلة من إعلانهم قيام دولتهم ، وزعمائها كانوا ومازالوا

يوالون يهود ، ولينين أو من وعد اليهود بوطن قومي في فلسطين !!

وحتى المظاهرات التي تخرج لمساندة الجهاد الفلسطيني تجد أن

أكثر الشعارات تُخاطب الحكومة الأمريكية تُناشدها بالتدخل !!

ولو استبدلوا هذه المناشدات بالتضرع إلى الله لحققوا بعض

معاني الإستعانة بالله ..

ولكن هيهات وقد اختلط فيها الرجال بالنساء ، والمسلمون

بالنصارى والكفار !!

فأي مساندة هذه للجهاد في فلسطين !!

وليس من الإستعانة بالله الجلوس في بيوتنا وإنتظار المهدي أو

المعركة الفاصلة مع يهود حين ينطق الحجر والشجر.

ما الفرق بيننا وبين اليهود والنصارى الذين ينتظرون قدوم المسيح

عليه السلام إن نحن انتظرنا المهدي !!

بل إن يهود والله خير منا في هذا ، فهم يعملون ليل نهار للتسريع

في قدوم مسيحهم (المسيح الدجال) ، أما بعض المسلمين

فقد غرقوا في سنن أبي داوود والترمذي يحلمون بالمهدي !!

أي عقيدة هذه !! وأي منطق هذا !!

يجب علينا العمل لتحرير فلسطين من أيدي أبناء القردة :

جاء المهدي أو لم يجيء ، نطق الحجر أم لم ينطق .. المهدي

سيجيء لا محالة ، والحجر سوف ينطق لا محالة ، ولكن الله لم

يتعبدنا بالإنتظار ، بل تعبدنا بالسعي والعمل والجهاد ..


الركيزة الثانية ، الصبر:

لا يظنن أحد بأن النصر هيّن ، أو أنه يأتي بين عشية وضحاها

(وما ذلك على الله بعزيز) ، ولكن سنة الله اقتضت أن يسبق النصر

إعداد وجهود وجهاد وتضحيات تطول ، فالنبي صلى الله عليه وسلم

ما تمكن من الدعوة إلى الله إلا بعد أن نالت منه قريش ما نالت

من التعذيب والتضييق عليه وعلى أصحابه ، لم يتمكن حتى

قُتل حمزة وبُقر بطنه ، وحتى قتِّل أصحابه وجرت دمائهم على

جبال مكة وأرض الجزيرة ، ولسنا والله أكرم على ربنا من

نبيه صلى الله عليه وسلم أو أصحابه ..

فالنصر مع الصبر ، والصبر يحتاج إلى يقين ، ولذلك قال

موسى عليه السلام بعد ذكر الصبر

{إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} ،

فهذا اليقين بأن الأرض لله يولّد الثقة بالله ، وذِكر العاقبة الحسنة

للمتقين يولد الصبر على التضحية لمعرفة العبد بالمآل ..

وهنا يجب علينا أن نذكّر الشباب المسلم المتوقد حرارة وغيظاً

على أعداء الله بأن الحرب لا تكون عفوية ، بل: إعدادية ، تنظيمية ،

إيمانية ، عقدية ، شرعية .. أما المجهودات الفردية الغير مدروسة

فتأثيرها ضعيف جداً إن لم يكن معدوماً ، فلا بد من العمل المدروس

والإعداد الجيد والحكمة ..

وأنا لا أقول بالتباطؤ عن نصرة إخواننا المجاهدين ، ولكن يجب أن

تكون هذه النصرة بالحكمة : فقد تقتظي الحكمة الآن أن يدخل

المجاهدون أرض فلسطين للجهاد ، أو أن نمد المجاهدين بالمال

والسلاح ، أو أن نضرب المصالح اليهودية والأمريكية في بلاد العالم

أو غيرها من الأُمور التي لا بد أن تنظّم ويُعدّ لها العُدّة ، وعلى

علماء الأمة وعقلائها المعنيين بأحوال الأمة أن يقوموا بهذا التنظيم

والإعداد ، وأن يستعينوا بأهل الدراية والحرب من المجاهدين

"فأهل مكة أدرى بشعابها".

وأُناشدكم بالله يا معاشر العلماء أن تكفوا عن انتظار تحرك الرؤساء

والحكام ، فهذا والله من باب الضحك على أنفسنا وإضحاك الناس

علينا .. لو كان في هؤلاء ذرّة خير لفتحوا الحدود ولأمدوا إخواننا

المجاهدين بالمال والسلاح ولم يساوموا يهوداً على أرضٍ فتحها

عمر بن الخطاب وحصّنها من بعده ملايين المؤمنين بالجماجم

والأشلاء !!

يساومون على ما لا يملكون !!البِدار البِدار يا علماء الأمة ، فوالله لتُسألُنَّ يوم القيامة عن

مسرى نبيكم .. يا علماء الأمة توكلوا على الله .. ماذا تخشون !!

{أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ} (التوبة : 13)

"ولو اجتمعت الأمة على أن يضروك بشيء ، لن يضروك إلا بشيء
قد كتبه الله عليك.."

، أتخشون السجن والتعذيب

{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}
(العنكبوت : 2)

وهل سجن علماء الأمة قاطبة يعادل شبراً من تراب الأقصى !! ..

إن الأمة تنتظركم اليوم كما انتظر الناس ابن حنبل خارج القلعة

ينظرون ماذا يقول ، فأنتم اليوم تبيّنون للأمة حكم ربها في الجهاد

في سبيله بعد أن غلب بوش الحكام على حكم الجهاد الذي

صيّروه تنطّعاً وإرهاباً !!

فالله الله في ميراث نبيكم ، الله الله في أُمته التي أنتم اليوم

أوصياء عليها

{إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (محمد : 7).


الركيزة الثالثة ، التقوى:

لا يمكن أن تتأتى الإستعانة أو الصبر إلا بالتقوى ، فالتقوى هي

الركيزة الأساسية التي تُبنى عليها بقية الركائز ..

إذ كيف يستعين بالله من لا يأتمر بأمره وينتهي بنهيه !!

كيف يصبر على الأذى من لا يطمع في ما عند الله ، أو يخاف

عذابه !!

كيف يصبر عالماً على الأذى إن كان قلبه خالياً من التقوى !!

كيف يترك الإنسان أهله وماله وداره في سبيل الله إن عدم التقوى !!

إذا علمنا هذا ، تبين لنا : أن هذه الأمور لا تتأتى لغير المسلمين.

فالذين يحاولون إقحام النصارى والمنافقين من اليساريين

والشيوعيين وغيرهم في هذه الحرب إنما يجهضون على الجهاد

الإسلامي وحرب التحرير التي يخوضها المجاهدون

(مع الحرص على التعامل مع هذه الأُمور بالحكمة وتقدير المصلحة

الراجحة) ..

لا بد من تمايز الرايات وتصفية الصفوف ، ثم الإعداد السليم والعمل

الجاد ، ولا يظنن أحد بأن هذه الحرب حرب أيام وليالي ، بل هي

حربٌ إلى قيام الساعة ، فلا بد من التركيز على تحضير الكوادر

المؤمنة لهذه الحرب الطويلة .. إن الإرهاب الذي أمرنا الله به

{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ
بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ..} (الأنفال : 60)

إنما هو إعداد قبل الحرب ، وهو إرهاب مطلوب وواجب شرعي لابد

منه للحفاظ على هيبة الأمة ..

إن من لا يسقي أرض فسطين بعرقه ودمه لا يستحق العيش

فيها .. نعم ، ليس لأحد الحق في سُكنى تلك الأرض الطاهرة

إلا بعد أن يدفع ثمنها ، وثمنها والله ليس كلمات منمّقة ، وكتابات

مزركشة ، وصراخ وعويل !!

لا والله ، هذا ليس ثمن فلسطين ، ومن قال ذلك فإنه ما قدر

فلسطين حق قدرها ، ومن لا يعرف قدر فلسطين لا يستحق أن

يدنِّس ترابها بأقدامه ..

{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}

(الأنبياء : 105) ..

فإذا زاغ أهل الحق وحادوا عن المنهج الرباني ، سلّط اللهُ عليهم

من ينتزع الأرض منهم ويسومهم سوء العذاب ، وهذا ما حصل

لبني إسرائيل في العهود الغابرة ، وهو ما يحصل للمسلمين اليوم

بأن سلط الله عليهم أجبن وأحقر أهل الأرض :

لمّا تركوا دينهم وشرّقوا وغرّبوا يبتغون العزة من عند غير الله.

نداء إلى أهل الإيمان:

أيها الأحبة:

عليكم بالإعداد الحسي والمعنوي وبذل المال والنفس في سبيل

مقدساتكم ومسرى نبيكم ومكان إمامته للأنبياء ، فقد طال تدنيس

اليهود لهذه البقعة الطاهرة .. فالجهاد الجهاد .. عن أبي أمامة

رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:

"من لم يغز أو يجهز غازياً أو يخلف غازياً في أهله بخير أصابه

اللَّه بقارعة قبل يوم القيامة" (رَوَاهُ أبُو دَاوُدَ بإسناد صحيح)

وقال صلى الله عليه وسلم "مَنْ مَاتَ، وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ

نَفْسَهُ، مَاتَ عَلى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ" (مسلم)

وَقَالَ عليه الصلاة والسلام: "إِذَا ضَنَّ النَّاسُ بالدِّينَار والدِّرْهَم، وَتَبَايَعُوا

بالعِينَةِ، واتَّبَعُوا أذْنَابَ البَقَرِ، وَترَكُوا الجِهَادَ في سَبِيلِ الله، أنْزَلَ

الله بِهِمْ بَلاَءً، فلم يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينهُم"
(أبو داود \ حسن)

فالجهاد أصل عظيم من أُصول هذا الدين وذروة سنامه ، فإياكم

والتباطؤ عنه ، فترك الجهاد من النفاق وسبب للبلاء والقوارع في

الدنيا والآخرة ..

والأصل في رجال هذه الأمة أنهم مجاهدون وليسوا تجاراً ، أو زُرّاعاً ،

أو عمّالاً ، أو صُنّاعاً .. "وجُعل رزقي تحت ظل رمحي" ..

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ

وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}
(الحجرات : 15)

فهل لكم في وقفة صدق مع الله !!

هل من بائع نفسه في سبيل الله !!

هل لكم في تجارة مع الله !!

هل لكم في سُنة رسول الله !!

الجهاد يا معاشر أتباع محمد بن عبدالله .. الجهاد ..

لا عزة لهذه الأمة إلا بالجهاد ..

لن يُرفع الذل عنها إلا بالجهاد ..

ألا إن سلعة الله غالية ، ألا إن سلعة الله الجنة ..

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يبلغنا القدس فاتحين ،

أو يميتنا على عتبات المسجد الأقصى مجاهدين

مقبلين غير مدبرين ..

والله أعلم .. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..