شيكاغو ـ رويترز: يصعد بعض الزعماء الدينيين الاميركيين من ضغوطهم

على واشنطن، لانهاء الحرب المستمرة في العراق منذ ما يقرب من ثلاثة أعوام.

لكن تأثير المعارضين للحرب ضعيف الى الان، كما أن رجال الدين

منقسمون على أنفسهم مثلهم مثل الرأي العام الاميركي.

ووقع 99 أسقفا وأكثر من خمسة الاف من اتباع الكنيسة الميثودية المتحدة،

التي تمثل ثاني أكبر طائفة بروتستانتية على وجه الارض، بيان ضمير

يصف الحرب بأنها «غير عادلة وغزو واحتلال غير أخلاقيين للعراق».

ويتبع كل من الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني الكنيسة الميثودية، لكن

زعماء الكنيسة التي يتبعها أكثر من 11 مليونا، يقولون انهم لم يتلقوا

ردا من البيت الابيض.

من جهتها تقول الكنيسة المعمدانية الجنوبية، وهي أكبر جماعة بروتستانتية

في الولايات المتحدة، ويتبعها 18 مليونا ان بوش

«أظهر شجاعة وقيادة في معارضته الشجاعة للارهاب»،

ويستحق «أعمق مشاعر العرفان والاحترام».

ويقول ريتشارد لاند رئيس لجنة الاخلاق والحرية الدينية التابعة

للكنيسة المعمدانية، ان ذلك ليس مفاجئا لان أعدادا كبيرة من بين 62 مليون

ناخب أعطوا أصواتهم لبوش في الانتخابات الاخيرة، عرفوا أنفسهم

بأنهم معمدانيون جنوبيون.

وطبقا لاستطلاع أجرته شبكة سي.ان.ان شمل عينة من الناخبين الخارجين

من مراكز الاقتراع في انتخابات عام 2004 الذين عرفوا أنفسهم بأنهم

«انجليكانيون بيض أو ولدوا من جديد» صوتوا لبوش بفارق ثلاثة الى واحد.

انه انقسام ديني مستمر، منذ الفترة السابقة على بدء حرب العراق في

مارس (اذار) 2003.

وأظهرت استطلاعات الرأي انذاك أن المسيحيين الانجليكانيين الاميركيين

يؤيدون تحركا ضد العراق والاطاحة بصدام حسين.

لكن زعماء الميثوديين واللوثريين والكاثوليك وزعماء كثير من الطوائف

الاخرى، عبروا عن معارضتهم، التي لم تفلح، للحرب.

وأظهر استطلاع مشترك أجرته سي. ان. ان ويو. اس. توداي وغالوب، أن

52 في المائة من الاميركيين يعتقدون أن حرب العراق لم تكن تستحق عناء خوضها.

وقال 46 في المائة، انها كانت تستحق ولم يكن للنسبة المتبقية رأي.

وقال كينيث كاردر، وهو أسقف متقاعد في الكنيسة الميثودية، ساعد

في اعداد بيان الكنيسة المناهض للحرب، انه من الواضح أن صوت الذين

أيدوا الرئيس كان مسموعا أكثر من صوت الذين لم يؤيدوه.

وأضاف أن هناك نقاشا في الوقت الحالي حول السبل المحتملة لتغيير ذلك

بمواجهة البيت الابيض والكونغرس مباشرة بالبيان.

واستطرد كاردر، مدير مركز التفوق في الكهنوت في جامعة ديوك قائلا:

«لست متأكدا مما اذا كان التفكير الديني هو الذي شكل سياسة (الحرب)، أم

أن الدين يستخدم لتأييد سياسة ناجمة عن ايديولوجيات سياسية».

وقال بوب ادغار، الامين العام للمجلس القومي للكنائس، ان الذين

عارضوا الحرب احبطوا لعدم تمكنهم من الوصول الى أي أحد في البيت الابيض يسمعهم.

ولكنه استطرد قائلا: ان اجتماعا دينيا عقد في الاونة الاخيرة في واشنطن

للبحث عن سبل لجعل صوت المنظمات الدينية مسموعا بشكل أفضل بين

هؤلاء الذين ينظمون مظاهرات احتجاج وأنشطة أخرى في الاشهر القادمة.

ووصف الاجواء التي سادت الاجتماع بأنها لم تبعث على التشاؤم ولا

التفاؤل ولكنها كانت «جادة».

وأضاف ادغار، وهو كاهن في الكنيسة الميثودية، وكان عضوا ديمقراطيا

في مجلس النواب عن ولاية بنسلفانيا لست مرات، قائلا

«كنت في مجلس النواب الاميركي في أبريل (نيسان) 1975 عندما قررنا

انهاء حرب فيتنام، وتطلب تنظيم الجماعة الدينية فعليا ضد الحرب في فيتنام 75 ألف جثة».

لكنه مضى يقول، انه في ما يتعلق بالعراق أعلن عدد من القيادات الدينية

معارضتهم مبكرا، وقبل أن تبدأ الحرب وكانوا «قساوسة الرأي العام»، من

خلال شبكات أكثر اتساعا عما كان عليه الوضع في الماضي.

وإحدى هذه الشبكات منظمة للدعوة من خلال الانترنت شكلها مجلس الكنائس،

الذي يقول مديره فينس ايسنر، ان للمعارضة الدينية للحرب وزنا على نحو

قد يمضي من دون ادراكه.

وقال ايسنر «أحد الامور أنه يظل من المهم أن تنهض الجماعات الدينية،

وان يحسب حسابها حتى لو لم تحرك واشنطن.

من المهم أن يعرف أهل الايمان أين يقفون بغض النظر عن المناخ السياسي، حتى

عندما تكون السياسة ضدك».

وأضاف أن الفكرة هي أن «أية جماعة سياسية يمكن أن تبرر حربا بعينها، لكن

لا يمكن لاية جماعة لديها أي قدر من النزاهة الاخلاقية أن تبرر مفهوم الحرب

كوسيلة لتسوية صراع ما».

كما صعد الاساقفة الكاثوليك في الولايات المتحدة من الضغوط مؤخرا، داعين

الى «نقاشات جادة ومدنية للبدائل التي تؤكد على تخطيط مسؤول للمرحلة

الانتقالية في العراق».

وأضافوا أنه لا يمكن للدولة أن تتحمل «نقاشا حادا وضحلا» يختزل البدائل

الى تقسيم وهروب أو البقاء على المسار.

وتشكل الطائفة التي يقودونها وعددها 66 مليونا، أكبر جماعة منفردة في

الولايات المتحدة.

وقال الاساقفة ان القوات الاميركية يجب أن تظل في العراق

«فقط طالما أنها تدير انتقالا مسؤولا وأن تعجل بمغادرته».

وقال كوروين سميث، مدير معهد هنري لدراسة المسيحية والسياسة في كلية

كالفن في ولاية ميشيغان، انه سيكون من الصعب للغاية اظهار أن معارضة

زعماء الكنيسة أدت الى تقليل تأييد الجمهور للحرب.

ولكن ذلك النوع من المعارضة يعطي الاتباع أساسا لتغيير ارائهم

. ومع هذا فان الاعتقاد بأنه لا بد من تحقيق أفضل ما يمكن من خلال الحرب، التي

ربما كانت خطأ أدى بشكل عام الى تحييد قدر من معارضة زعماء الكنيسة للحرب.

ويرى جون غرين، مدير معهد بليس في جامعة أكرون، وهو مراقب سياسي

مخضرم وزميل رفيع في منتدى بيو للدين والحياة العامة، أن بيان الاساقفة الكاثوليك

كان «محاولة فعلية لان يكون مفيدا... لكننا لا نعرف الى أي مدى ستنصت الادارة اليهم».

لكنه قال انه بشكل عام فان تفاصيل السياسة الخارجية ليست نتاجا للرأي العام.

انها أكثر من مجرد ظاهرة تقودها السلطة.