حامد بن عبد الله العلي


الحمد لله الذي أنزل الفرقان مهيمنا وحاكما ، وأمر بنصره بالسيف

عزيزا صارما ، والصلاة والسلام على محمد المبعوث مبشرا ، ومنذرا

، هاديا ، معلما وعلى عترته الطاهرة ، وصحبه ذوي القلوب

الذاكرة ، والرايـات المنـصورة الظافرة ،،


وبعــــــد :


ففي هذا اليوم ـ وهو كل يوم يمـرّ على أمتنا العظيمة مادامت تحمل

وحي والله وفيها راية الجهاد المحمّدي صلى الله عليه وسلم ـ

أصدرت محكمة الأمّة المحمدية ، حكمها النهائي القطعي الخاضع

بالعبودية لربّ البريـــّــة ، بأن المشروع الأمريكي المسمى

( مشروع الشرق الأوسط الكبير ) ـ أي الحرب الصليبية الجديدة ـ

هـي الباطــل كلّه لابعضه ، ولاجـلّه ، بطلانَ الكفر كلّه ، والضلال

كلّه ،والفساد في الأرض كلّه ، والظلم كلّه


وأنّ جميع أهدافه الشيطانية ، وهـي :


1ـ حماية الصهيونية وأطماعها الخبيثة في بلاد الإسلام ، والسعي نحو جعلها
وجودا طبيعيا بين المسلمين ، ثقافيا ، وسياسيا ، واقتصاديا .


2ـ الاستلاب الحضاري لأمّتنا المجيدة ، تحت زيف الديمقراطية والحرية المزعومتين.


3ـ الهيمنة على ثروات أمتنا ، وتحويلها إلى موارد داعمة اقتصاد الغـرب المهيمن
بالظلم والفساد على العالم تلك الأهداف التي بـدأ التخطيط لها منذ أمد بعيد ، وبدأ تنفيذها
باحتلال العراق ، بالقتل ، والسلب ، وإهراق الدماء ،وسحق الأبرياء ،، يتساوق معه
تحضير المنطقة كلها ، لحرب امبريالية جديدة ، ويسير في ردفه ، إرهاب فكري
دموي لإجبار المسلمين على تبنّي ثقافة أجنبية ، ضالة ، تائهة ، تحمل جميع جراثيم
الإجرام الاستعماري العالمي ، ممحوقة من الإيمان الحق ، مسحوقة من القيم الإنسانية
النبيلة ، ممسوخة من الفضائل السامية ، ويصاحبـه ، مخططات في غاية الخباثة
لتقسيم الأمّة الإسلامية ، وزرع الفتن والشقاق فيها ، ونشر الإلحاد ، والتفسخ
الأخلاقي ، والفواحش .أن هذا المشروع محكوم عليه بالفشل ، وأن جميع أهـدافه
ستتهاوى ، وتبوء بالفشل ، وترجع خائبة من حيث جاءت ، تجر أذيال الخيبة ، وتقرع
أسنان الندم .

وأنّ نهوض الأمة المحمدية جميعا ـ وبلا استنثاء ـ كلّ على قدر

طاقته ، لصدّ هذه الحملة ، فريضة شرعية من أعظم الفرائض

الدينية ، وأعلى المطالب الشرعية السنية ،وأفضل من تطوّع

سائر العبادات ، ويجب جمـع كـلّ ما في شعوب الأمّة من

عزيمة ، وهمّة ، بالجهاد الإسلامي المسـلّح الشرعي في

مواطن الجهاد ، وبالجهاد الفكري ،باللسان والقلم والبيان في

كلّ مقام ، ردا لأباطيل هذه الحملة ، وضلال أعوانها ، وانتصارا

للحق الذي جاه به هادي البشرية محمد صلى الله عليه وسلم .

حتى تنجلي عن الأمّة الغمة ،


والمحكمة إذ تصدر هذا الحكم الشرعي :

فإنها :


تنظــر بإكبار ، واعتزاز ، لجهاد الشعب الفلسطيني العظيم ، ودوره

الرائد المشرف ، في الصمود في وجه هذه الحملة الجائرة على

أمتنا، والدفاع عن المسجد الأقصى ضد اليهود الأنجاس .

وتدعوه إلى الصمود والإستمرار ،، والوثوق بحتمية العاقبة المحمودة

لـه من الله .

كما تنظر بفخر ، يذكّرها بأمجاد الأمّة ، لجهاد العراقيين السنة

الشرفاء ،حملة راية العزة ، في زمن الهزيمة ، من أهل الغيرة على

أمتهم العظيمة .

وتدعوهم إلى الثبات على الحق ، واليقين بالنصر الإلهي الذي

لاريب فيه .

كما تُعظـم جهاد كلّ مجاهد بكلّ وسيلة مشروعة ، وقف ، ويقف

شامخا في زمن الذلّ ، يقاوم هذه الحملة الظالمة على حضارتنا ،

يرمي في وجهها بما يقدر عليه ، شاه وجهها ، وخاب سعيها .

وإليهم جميعا تقدم الدعم ، والتأييد ، وتحيـّة المجد العظمى ،،

وتهدي لهم وسام الراية المحمدية ، من الدرجة الأولى .

وتدعو الله تعالى أن يعظم مثوبتهم ، ويعلي شأنهم ، ويرفع

قدرهم ، ويثبت أقدامهم ، وينصرهم على أعداءهم ، ألا يا

عباد الله ، ويا حملة راية محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا

فاثبتوا ، فأنتم على الحــق المبين ,,

صدر من محكمة الأمّة المحمدية العليـا التي لاتهــزم ،،


بتاريخ يوم النصر العظيم القريب بإذن الله


يبلغ لجميع أفراد الأمة ، وينفـــذ ،،،


القضــــــاة :


علماء الإســـــــلام ،،،


( وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا
ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا
اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ
اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ
إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلاَكُمْ
وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ * سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللَّهِ مَا
لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ )