السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لا يزال – ولله الحمد – في نساء الأمة خير كثير .

امرأة كبيرة في السن توفي زوجها قبل عامين تقريباً

وقد نزل بها في العام نفسه مرض في الكبد واحتاجت إلى

زراعة كبد أخرى في الخارج .

فأسرت في أذن من حولها : لو كان زوجي حياً أخشى

ألا يرضى بسفري ولا أريد أن أخفر ذمته ميتاً .

قال لها الأبناء : هذه يا والدتنا ضرورة ولو كان

والدنا – رحمه الله – حياً لما تردد في ذلك

فهو يعرف الحكم الشرعي !

تأملتُ هذه الحادثة وقارنتها بسير النساء اليوم

مع أزواجهن وقد استرجل الكثير منهن ، فالرأي لها

والمشاورة مقدمة فيها ، والأمر والنهي بيدها .

بل إن بعضهن تدخل وتخرج دون إذن الزوج وعلمه !

ومع هذا

الانفلات ( والحرية النسائية ) إلا أنها تكفر العشير كفراً

ما بعده ، لو أحسن إليها الزوج ثم رأت منه شيئاً قالت :

ما رأيت منك خيراً قط !

هاهي في مجالسها الخاصة والعامة لا تدع الزوج

المسكين إلا تعقبته بقبائح الصفات والأفعال

ولا يهنأ لها بال حتى تنال من عرضة وغفلته

وكسله وضعفه ! ثم تعرج على ما يقال وما لا يقال !

مجالس طويلة لا يجري على ألسن الزوجات سوى

التشكي من الأزواج وذكر مثالبهم وتعداد أخطائهم

والنيل من حقوقهم !

ثم في نهاية المجلس تختم إحداهن بكفارة

تليق بهذا التجمع وترفع يديها بأن يهلك الله

الأزواج وأن يصب عليهم العذاب صباً !

وإن ذكرت في أول الحديث حادثة لامرأة نحسبها

على خير وصلاح وتقى فإني أختم بقصة امرأة

ورد ذكرها في القرآن العظيم آمنت بالله

واتبعت الرسول ونالها من صنوف الأذى والتعذيب

من زوجها الكثير حتى أنه لما علم بإسلامها

أوتد يديها ورجليها بأربعة أوتاد وألقاها في الشمس

ومع ما لاقته من صنوف العذاب وشدائده إلا

أنها حفظت حرمة الزوجية وأبقت لبعلها حقه .

فما دعت عليه ولا آذته !

إنها آسية بنت مزاحم التي ذكر الله عز وجل قولها

في القرآن ( رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني

من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين )

فطلبت الجنة في جوار الرحمن

ثم أن ينجيها الله عز وجل من فرعون وعمله !

وتركت الزوج وشأنه !

فهل يترك نساء اليوم الأزواج دون غيبة

ونميمة واستهزاء ودون .. !

بل ويحفظن لهم حقوقهم وتقديرهم واحترامهم !

لقد نخر الإعلام في عقول الكثيرات

حتى أصبح الزوج عبئاً ثقيلاً على الزوجة

وأضحى رباط الزوجية كرباط الجلاد

وما علمن أن في أجمل سيره وأعظم بيت

نهر يتدفق من المودة والرحمة !

وحسبك به معلماً وقدوة صلى الله عليه وسلم ..

صحيح البخارى - البخاري ج 1 ص 13 :

باب كفران العشير وكفر دون كفر :

فيه أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم

حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم

عن عطاء بن يسار عن ابن عباس قال :

قال النبي صلى الله عليه وسلم أريت النار فإذا أكثر

أهلها النساء يكفرن . قيل أيكفرن بالله ؟ .

قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت

إلى احداهن الدهر ثم رأت منك شيئاً

قالت ما رأيت منك خيراً ......


منقول