يودع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

قبل أن يلتحق بموكب الجهاد وهو يبكي

ما يبكيك يا عبد الله بن رواحة ؟؟...

أأنت خائف من الموت أو القتل ؟؟.....

أم أنك لاتريد أن تدع الحياة الدنيا وزينتها

وتذهب مسرعا إلى ساحة الوغى ؟؟...

تري ما يبكيك أيها القائد العظيم ؟؟؟...

ترى ما يبكيك يا شهيد مؤتة ؟؟....

ترى ما يبكيك أيها الصحابي الجليل ؟؟؟....

يجيب الأمير أمير الجيش - عبد الله بن رواحة رضي الله عنه - في غزوة مؤتة-

إجابة المؤمن الوجل الخائف من رب الخلق فيقول :

( أما والله مابي حب الدنيا ولا صبابة بكم , ولكني سمعت

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرآ آية في كتاب الله يذكر فيها النار :

*وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا *
سورة مريم

لم يكن من الصحابي الجليل إلا أن يبعث الجلد والصبر في جيش الإسلام بعد

أن نزل هرقل في أرض البلقاء في مائة ألف من الروم , والمسلمون في - معان -

ينتظرون أمرهم وعددهم ثلاثة آلاف فقط....

ترى من يبعث الجلد والصبر في قلب المرابطين المجاهدين الآن بعد أن

نزل جيش الروم الصليبيين والصهاينة في أرض الرافدين ومسرى الحبيب

ونحن نراهم بأم أعيننا لا يتركون فعلة شنعاء مع أهلنا هناك إلا وفعلوها ...

يقتلون ويسرقون ويشردون وينتهكون الحرمات والأعراض

و !!!!!!!!! و !!!!!!!!!! و!!!! !!!!!!!!!!! و!!!! !!!!!!!!! و!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟..........

فما كان رأي صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن قالوا نكتب

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نخبره بعدد عدونا , فإما يأمرنا بأمره ,

فنمضي له ...

وإذ بقائد المعركة وأمير الجيش في غزوة مؤتة يهب كالأسد الكاسر في

زحام الجيش ليبعث الهمة والنشاط في جيش الإسلام , فيعلو صوته ويتجاوز

الآفاق العليا ليعلن أن القوة لله جميعا , وأن الله ربنا والقرآن دستورنا

ومحمد رسول الله نبينا والشهادة في سبيل الله أسمى أمانيننا

( يا قوم ! والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة , وما

نقاتل الناس بعدد ولا قوة ولا كثرة , ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به

, فانطلقوا فإنما إحدى الحسنيين : إما ظهور وإما شهادة )....

انطلق كالنسر يجوب الآفاق ليضرب بسيفه كل معتد أثيم...

انطلق وكأن له موعدا مع زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب – رضي الله عنهما – في الجنة...

انطلق ليحقق أعلى أمنياته وأجل أمانيه لتصعد روحه الطاهرة المستبسلة

وينال شرف الشهادة في سبيل الله...

أتاه ابن عم له بعرق من لحم فقال : شدّ بهذا صلبك , فإنك لقيت في أيامك هذه مالقيت ,

فأخذه من يده فانتهش منه نهشة , ثم سمع الحطمة في ناحية الناس.

فقال :

وأنت في الدنيا! !

ثم ألقاه من يده , ثم أخرج سيفه , ثم تقدم فقاتل حتى قتل وهو يردد :

أقســـمت يا نفس لتــنـــزلنـــه مالي أراك تكرهين الجنــــة ؟؟
يا نفس إن لم لا تقتلي تمـوتي هذا حمام الموت قد صلّيــــت
وما تمنــيت فقـــد أعطـــــيت إن تفـــعلي فعلهـــما هديــــت

لنسأل أنفسنا :

أيّ رجال هؤلاء ؟؟....

إنهم رجال أمتنا ورجال مدرسة نبينا الأميّ محمد صلى الله عليه وسلم ...

إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه لم ترهبهم قوة العدو ولا عدده

ما دام الله حسبهم وكافيهم !!!....

ترى أعجزت الأمة أن تلد من بطونها مثل هؤلاء الرجال ؟؟....

لا والله لم تعجز الأمة ما دامت كلمة التوحيد تصدح في الآفاق وهي

تعلن بقوة : لا إله إلا الله محمد رسول الله

لن تعجز الأمة أن تلد مثلهم والله أبدا مادام شعارنا الوحيد :

إما أن نموت شهداء أو نعيش أعزاء

لن تعجز الأمة أن تلد أمثالهم ما دام هناك رجال يرهبون عدو الله

بهذا الدين الذي أكرمنا الله به !!..
.
إنهم يرهبون عدو الله لأن شعارهم الله ربهم والإسلام دينهم ومحمد نبيهم

والشهادة في سبيل الله أسمى أمانيهم وسيعلم الظالمون أيّ منقلب ينقلبون ....


منقول