صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 11 إلى 20 من 20

الموضوع: "" حوار مع وسواس .. ""

  1. #11
    الصورة الرمزية hedaya
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2003
    المشاركات
    281
    ×?°?× الحلقة السادسة ×?°?×



    هيثم: سألتني يا فاهم كيف بدأ التغيير الصعب في حياتي، وأود أن أكشف لك كل ما في نفسي، فتحملني.

    فاهم: قلبي كله مفتوح يا هيثم.

    هيثم: أما البداية يا أستاذ فاهم فكانت من حياتي المتغيرة التي لاحظتها، ومن هذا التغيير بدأت المعاناة.

    فاهم: ولكن يا هيثم، هل كان التغيير مفاجئاً، وما هي بدايته؟

    هيثم: سؤالك في مكانه. لم يكن التغيير مفاجئاً، لكن كانت النتائج مفاجئة.

    فاهم: كيف؟

    هيثم: بالنسبة لأخطائي كانت شيئاً طبيعياً، مثل بقية الشباب، نظر، خيال سوء، ارتكاب محظور صغير، غفلة، تأخير صلاة، وأمثال ذلك. وكنت قد وضعت حدوداً لنفسي لا أتجاوزها، ولكن في الحقيقة أن رصيد الغفلات والسيئات السابقة كان كالمناخ المهيأ للوقوع في المعاصي الكبيرة، والورطات التي ما كنت أتخيلها أبداً أبداً.

    فاهم: لماذا لم تكن تتخيلها أبداً.

    هيثم: لأني كما قلت لك وضعت خطوط حمراء لا أتجاوزها، ولكن الشيطان كان شاطراً، وشيء آخر أن نفسي استسهلت المعاصي، وما عادت تؤرقني كثيراً. آه يا أستاذ فاهم.

    فاهم: ما بك يا هيثم؟

    هيثم: والله يا أستاذ فاهم أنني نادم على تلك اللحظات التي استسهلت فيها كل معصية، حتى لاحظت نفسي غير ما كانت عليه.

    فاهم: ولماذا استسهلتها وأنت غير راض عنها؟

    هيثم: ومن الذي يمنعك عن الاستمرار في الخطأ؟

    فاهم: نفسك!

    هيثم: ولكن شرحت لك أن نفسي هي التي استسهلت المعصية وأنا قبلت بذلك، رغم أني في الحقيقة غير راضٍ تماماً.

    فاهم: وما الذي جعلك الآن قادر على ضبط نفسك وأن يكون وضعك أفضل من قبل، ما الفرق؟

    هيثم: في السابق لم يكن عندي واعظ حقيقي من داخلي، فاستسهلت لذلك المعاصي، وهانت عليّ ذنوبي، حتى بدأت النفس تقبل ذلك. ولاحظت أن هيئتي وعلاقاتي بدأت في التغير للأسوأ وللأسف. وتخلفت عن بعض الطاعات، وابتعدت عن بعض أصدقائي الطيبين. وللأسف فإن الإنسان المتمادي لا يوقفه عن الاستمرار في خطئه إلا أحد ثلاث أمور خطيرة، وهي ......


    نهاية الحلقة السادسة

  2. #12
    الصورة الرمزية أمل الحياة
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    02- 2003
    المشاركات
    851
    أعوذ بالله من وساوس الشيطان ..
    جزاك الله ألف خير ..
    ومازلنا ننتظر بقية الحلقة ..
    لك تحية طيبة ..

  3. #13
    الصورة الرمزية hedaya
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2003
    المشاركات
    281
    |؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|الحلقة السابعة|؛¤ّ,¸¸,ّ¤؛|


    فاهم: ذكرت لي يا "هيثم" في آخر لقاء بيننا أن نفسك انقادت للمعصية، وتورطت فيها، وبدأت تلحظ التغيير في حياتك. وسمعت منك كلاماً خطيراً لم أزل أحفظه عندما قلت: " إن الإنسان المتمادي لا يوقفه عن الاستمرار في خطئه إلا أحد ثلاث أمور خطيرة، وهي: ... ثم سكت". هل يمكن أن تكمل يا "هيثم"؟

    هيثم: نعم، أتذكر تماماً.

    فاهم: إذا هل يمكن أن تذكرها الآن؟

    هيثم: نعم هذه الأمور الثلاثة هي:
    1- عصمة الله. 2- الضمير. 3- النكبات.


    فاهم: !!!! ماذا؟؟

    هيثم: كما عودتك في لقائنا هذا يا أستاذ فاهم أنني أكون صريحاً معك، وكلامي هذا لا أعفي منه "وسواس" اللعين، الذي يزخرف ويزين، ولكن المهم هو أنا، المهم نفسي، لأني لو ذكرت لك حالي، وما كان يدور بداخلي أكون قد خففت مما في نفسي، ولعلي أن أصحح أخطاء غيري.
    أنا يا أستاذ فاهم لما بدأت بالتساهل بالمعاصي علماً أنني شاب طيب، ولاحظت أثار هذه المعاصي التي ذكرتها لك، وجدت أن نفسي أحياناً تتوق لبعض المحرمات كالرؤيا في بعض القنوات الفضائية التي فيها صور محرمة، بل كانت نفسي تتوق لهذه البرامج بشكل قوي جداً جداً. ولكني أحس من داخلي أن هذا حرام، وأنه عيب فلا أذهب لأنظر في هذه البرامج. وأحياناً أكون في خلوة، وفي شدة شهوة فأفكر في بعض المعاصي، فأحس برحمة الله ربي، وأنه لا بد أن أخرج من المكان الذي أطلقت العنان فيه لخيالي .. ولكن هناك أوقات كثيرة، أنا السبب في التساهل فيها، لذا وقعت في هذه المنكرات، ولم أكن أهلاً لعصمة الله لي، ولذلك إذا لم يحفظ الله الإنسان فماذا تتوقع منه. آه ثم آه.


    فاهم: هوّن عليك يا هيثم، لقد فهمت من كلامك أنه إذا لم يعصم الله الإنسان ويحفظه فإنه معرض للوقوع في الخطأ والغفلة والخسارة.

    هيثم: صحيح، ولكن ...

    فاهم: ولكن ماذا؟

    هيثم: ولكن لابد أن يعرف كل إنسان وشاب هذه القاعدة (( احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك)) كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإذا أخطأ الشاب ووقع في الحرام، فهذا منه أولاً وآخراً، وإلا لعصمه الله.
    وأما إن سألتني عن الأمر الثاني وهو الضمير، فهو يعني التأنيب المستمر، والبركان الداخلي القوي، والذي ينبعث من الخوف من الله والوقوف بين يديه، ورؤية الوالدين الطيبين، والإخوة في البيت الأطهار، والصغار الأبرار، والشباب الطيب، إضافة إلى الخوف من ضياع الحسنات، كل هذا يدعوه إلى الإقلاع عن المعاصي، والبعد عنها، ودوام القلق والاكتئاب من جراء فعلها، وإذا وجدت الشاب لا يفكر في هذه الأمور فهذا يعني وسامحني "أنه ميت القلب" وإذا كان يفكر فيها فإن ضميره الذي يؤنبه حي ..
    وأما الأمر الثالث الذي يدعوه للبعد عن المعاصي هو دوام النكبات، من الاكتئاب المستمر، والقلق الداخلي، والآلام في الجسم، والضعف في البدن، والظلمة والمرض في الوجه، وسوء التصرفات، أو لا سمح الله، فضيحة!
    وللأسف أن كثيراً من الشباب لا يقفون عن الاستمرار في أخطائهم إلا بعد حدوث عشرات النكبات الكبيرة التي تردعهم ولكن بعد كثير من الخسائر أو الفضائح لا سمح الله.


    فاهم: هذا تحليل جميل جداً يا هيثم. ولكن لطالما أننا تعودنا على الصراحة. فماذا عنك؟

    هيثم: أما عني فسأقول لك بصراحة القصص التي جرت لي، وسامحني على الوضوح، عسى عذري أن يؤثر ويغير من سيعرف ما جرى لي، ويتعلم من خطأي، ودعني أذكر لك الآن ما حدث معي ...



    نهاية الحلقة السابعة

  4. #14
    الصورة الرمزية hedaya
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2003
    المشاركات
    281
    ][`~*¤!||!¤*~`][الحلقة الثامنة و الأخيرة][`~*¤!||!¤*~`][




    فاهم: وعدتني يا هيثم في اللقاء الماضي أن تحدثني عن حالك، وما جرى لك من قصص مع نفسك .. فهل تتذكر؟

    هيثم: نعم أتذكر يا أستاذ فاهم.

    فاهم: إذاً ما رأيك أن نبدأ؟

    هيثم: حسناً. أول هذه القصص هي أنني سافرت مع أهلي للنزهة في الصيف في أحد الدول الأوربية، وهناك في غرفتي فتحت التلفاز، مع علمي أنني ربما أرى ما لا ينفع، ولكني من باب الاستكشاف فتحت التلفاز، ومرت على عيني بعض الصور السيئة جداً، واللقطات الساقطة، وأغلقت التلفاز بعدها، ولكن والله يا أستاذ فاهم أنني لم أطمئن بعدها لمدة ثلاث سنوات!!
    والقصة الثانية أنني تعرفت على أحد الأصدقاء الطيبين جداً، وبدأ يرسل لي رسائل عاطفية، ويلتقي بي كثيراً، فأثر هذا على قلبي حتى صرت أمارس العادة السرية ولم أكن أفعل ذلك من قبل، وتدرجت حتى صرت أقبله بطريقه غير لائقة!!
    وهكذا استمر معي مسلسل الأخطاء والمعاصي .. وبدأت الآثار التي حدثتك عنها، الانحدار الإيماني، الترهل في الجسم، ضعف الذاكرة، الظلمة في الوجه، وغير ذلك ....


    فاهم: ثم ماذا جرى؟

    هيثم: الذي جرى أنني قلت في نفسي سأتغير بعد فترة، ويبدو أن الوقت كان يمضي ضدي!

    فاهم: ولكن العجيب يا هيثم أن أخطاءك في جانب محدد، والمداخل التي عليك واضحة، لماذا مثلاً لم تبتعد عن صاحبك هذا، ولماذا لم تمتنع عن رؤية التلفاز، خاصة وأنك شاب طيب، وليس عندك عيوب أخرى؟!

    هيثم: اكتشفت أن الإنسان مهما كان طيباً فإنه يتعرض من قبل الشيطان للحظة "انصهار" بمعنى: لديه شيء إذا قوي فيه جانب الغفلة فإنه يؤدي به مع الوسوسة إلى جانب الضعف أو إلى السقوط. فإنسان طيب مثلاً، ويصلي وعلى خير، ولكنه يضعف إذا أغضبه أحد، أو يشعر بالإحباط إذا أساء إليه أحد، أو يسقط في الشهوة إذا أصيب بشيء وهذه الأسباب تسمى درجة "الانصهار" التي تؤدي به إلى المعصية. فكل شاب مهما كان طيباً فعنده مدخل من وسواس "شيطان" يقوّي فيه نازع الهوى. ومن هذا الفهم بدأت لحظة التغيير.

    فاهم: كيف؟

    هيثم: أدركت كما ذكرت لك نقطة الضعف عندي، وأخذت أعيش لحظات الانتصار، فابتعدت عن صديقي هذا، ولم أرسل له أي رسائل، وقلت لنفسي: سأنتبه لتفكيري إذا جاءتني الخواطر السيئة بعدم الاستسلام لها، وعدم فتح الباب لها، وجعلت المسألة تحدي، نعم تحدي، وكأني في معركة، وأني لو انتصرت فسوف أرتاح. وحقاً كانت معركة! لأني وجدت الشيطان يحاول بشتى الوسائل فتح الملفات القديمة (المعاصي السابقة) وتزيينها في عقلي، وتحريك جوارحي لكي أزاول المعاصي، ولكني كنت بفضل الله أقوى منه، وكل يوم كان يمر علي وأنا في ساعة الانتصار أفرح وأطمئن، وأعيش في سعادة، وهكذا كان يسيطر علي هم التفوق على "وسواس" وعدم السماح له بالدخول عليّ بأي مدخل، وذلك لأني أدركت مداخله وخطورة أفعاله، إضافة إلى محافظتي على الصلاة وجلوسي مع الشباب الطيب، والحمد لله.

    فاهم: يبدو أنك تعبت كثيراً حتى صلح حالك، وتغيرت نفسك نحو الأفضل؟

    هيثم: هذا صحيح، تعبت كثيراً جداً، وأتمنى لكل شاب يعرف قصتي هذه أن يتدبرها تماماً، فأخطائي كانت قليلة، ولم أتوقع الاستمرار فيها أبداً، لأنها كانت عندي كالخطوط الحمراء، ولكن النفس البشرية تتعرض للابتلاءات والمحن، والشيء الوحيد الذي يصحح ما في النفس من أخطاء ويزيل ما فيها من شوائب هو الإنسان نفسه، وعدم تساهله بمعركته مع الشيطان، وحينها فقط يكون مع السعداء الناجحين الفرحين.

    فاهم: أراك في هذا اللقاء تتكلم بسعادة وراحة أكثر بكثير من لقاءاتنا السابقة؟

    هيثم: يبدو أنك كنت متابعاً لي بشكل جيد، وهذا حقاً ما أشعر به حتى أنا، فكلامي وتصرفاتي كلها رائعة وحلوة، لأني أحس بالانتصار على نفسي من الداخل، وان أي خطأ أقع فيه لا يمكن التساهل معه البتة.

    فاهم: أتمنى لك دوام التوفيق والسداد والراحة يا أخي هيثم.

    هيثم: وأشكرك أنت يا أستاذ فاهم، فقد كنت لي بعد الله نعم الأستاذ الذي يخفف عني الآلام، ويساعدني في حل مشكلتي، فبالدعاء الصالح، وبحسن توجيهك ورعايتك كانت بشريات الراحة.



    النهاية

  5. #15
    الصورة الرمزية serag777
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    10- 2005
    المشاركات
    157

    مع تحيات


  6. #16
    الصورة الرمزية همس الندى
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    03- 2006
    المشاركات
    439

    Thumbs up

    هــــــــــــــــــدايــــــــــــــــــة رائــــــــــــــــــعة رائــــــــــــــــــعة يا عزيزتي





    وجزاك الله خيراً موضوع جميل جداً ومفيد

  7. #17
    الصورة الرمزية hedaya
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2003
    المشاركات
    281
    جزى الله خيرا كل من مر على هذا الموضوع فقرأ وأعتبر

    اللهم انا نعوذ بك من وساوس الشياطين ونعوذ بك من تزيين الاعمال والاقوال

  8. #18
    الصورة الرمزية الغاليه
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2006
    العمر
    39
    المشاركات
    259
    الف شكر لكي غاليتي

    على الطرح الرائع والمفيد...

    دمتي سالمه

  9. #19
    الصورة الرمزية bwahab4
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2006
    العمر
    54
    المشاركات
    34
    مواضيعك دائما مميزة يا هداية
    اللهم أت نفوسنا تقواها وزكيها فأنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها

  10. #20
    الصورة الرمزية hedaya
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2003
    المشاركات
    281
    جزاكم الله خيرا على المرور الكريم ..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML