الموضوع: جزيرة مصيره ((((الشامخيه))))

جزيرة مصيرة

قد يتساءل البعض عن مدى أهمية زيارة جزيرة مصيرة في حين أن هنالك الكثير من المناظر الطبيعية والمواقع التاريخية التي يمكن مشاهدتها في عمان إلا أن الذين عبروا رمال الوهيبة ووصلوا إلى البحر لا تكتمل رحلتهم بدون ركوب العبارة التي تبحر بهم الى تلك الجزيرة التي تبدو مثل صدفة محارة طولها 60 كيلومترا وعرضها 18 كيلومترا وتحتوي هذه الجزيرة على أشياء نادرة من ضمنها بعض الأصداف البحرية النادرة الوجود مثل صدفة (action eloiseae) وصخورها المرجانية مليئة بالمفاجآت كما يوجد فيها أكبر منطقة في العالم لتكاثر السلاحف ضخمة الرأس.

الساحل الشرقي
درس ممتع في الجولوجيا ومناظر جبلية طبيعية خلابة

تسغرق الرحلة بالعبارة للوصول إلى جزيرة مصيرة ساعة ونصف الساعة، وهي فرصة رائعة لملاقاة أهالي الجزيرة. وتحمل العبارة الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي مما يشير إلى وجود مستوى عال من التبادل والتزاور بين الساحل والجزيرة. وعدا عن القاعدة العسكرية الموجودة على الجزيرة، هنالك أيضا 8000 نسمه يسكنون الجزيرة ويعيشون بشكل اساسي على صيد السمك .وقد شهدت الجزيرة تطورات حديثة شملت انشاء وحدات سكنية، ومستشفى، ومصنع لتحلية المياه.

وبفضل الفندق الجديد أصبح بإمكان السياح أن يقضوا إجازتهم الأسبوعية أو بضعة أيام على هذه الجزيرة للآستمتاع بسحرها وجاذبيتها. ومع ذلك يبقى التخييم هو الطريقة الفضلى لاكتشاف اسرار هذه الجزيرة والاستمتاع بجمالها الآخاذ. وهنالك طريق يدور حول الجزيرة ويلتف حول الشواطئ المرجانية البيضاء المهيبة المرقشة بالصخور السوداء حيث يبدو لون البحر شبيها بألوان البحيرات ذات اللون الفيروزي أو العقيقي، أو الازرق.

كما أن الجزء الداخلي من الجزيزة يزخر بالمفاجآت هو الآخر. فوادي ( الرويس) الصخري يمر عبر ممرات سرية إلى مركز الجزيرة أو الى قلب الجبال الموجودة في الجانب الجنوبي للجزيرة ( جبل الشيحة ) وتخبرنا هذه الجبال عن الخلفية الجيولوجية لجزيرة مصيرة ولعمان.

هنا يمكن مشاهدة الأثر الذي تركته الحركات الرهيبة التي أصابت القشرة الأرضية قبل ثمانين مليون سنة والتي أدت إلىدفع صفيحة المحيط فوق صفيحة الارض في الخليج مشكلة بذلك الجبال المتعددة الألوان، والرواسب التي تعود للعصر الثلثي / والبقع الحمراء من صخور (اللطريط ) المليئة بخامات الحديد والتي تغطيها رواسب الحجارة الكلسية البحرية, ويتكرر نفس المشهد تقريبا في مسقط على جوانب الطريق المؤدية الى قنتب المطلة على فندق البستان وجميع الجبال المحيطة به.

كذلك يمكنك أن ترى المصاطب الطينية التي نحتها البحر وشكلها بطريقة خادعة للنظرتوحي بوجود اشكال آدمية أو حيوانية وتلعب الظلال على زيادة جنوح المخيلة لتصور اشكال اخرى. وعند سفوح الوديان الضيقة، تنمو بعض أشجار النخيل أو اشجار السنط التي تشبه المظلات والتي تمكنت من مد جذورها إلى المياه الجوفية. المكان هنا يشبه جنة عدن يأتيها الأهالي من الجزيرة أو من الشرقية لقضاء يوم عطلتهم الاسبوعية. وهنا نعرف ما يجذب العماني للتشبث بجذوره؛ فكافة الذين انتقلوا إلى المدن يحبون العودة حيث يشعرون بحنينهم وشوقهم للتقرب من الطبيعة، وهم على استعداد دوما لإجراء بعض التحسينات على منازل ذويهم. وفي الجزيرة عدة قرى مثل قرية حلف، والدافيات ـ ودواح، وشقف، وام الرصيص، والصفيق، ولمق، والحاتم، وبعض ينابيع الماء مثل القطرة، ووادي بلاد.