النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: كيف اتوب؟

  1. #1
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913

    كيف اتوب؟

    الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب،والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمدوعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:

    أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلاً عن القيام بهاعلماً وعملاً. وإذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق إليها، وإذا عرفوا الطريق فهملا يعرفون كيف يبدءون؟

    فتعالوا معي لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.

    كلنا ذوو خطأ

    كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة،وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أناو أنت بمعصومين{ كل ابن آدم خطاء وخير الخطائينالتوابون}

    [رواه الترمذي وحسنه الألباني].

    والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح لهباب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثتهالمعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه،وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.

    أين طريق النجاة؟

    الطريق واضح كالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريقالتوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح.. طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ماعليك إلا أن تطرقه، وستجد الجواب: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَوَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى[طه:82]. بل إن الله تعالى دعاعباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمنتاب منها ورجع عنها مهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَاتَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاًإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[الزمر:53].

    ولكن.... ما التوبة؟

    التوبة هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراً وباطناً الى ما يحبه اللهظاهراً وباطناً.. وهي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان.. هي الهداية الواقيةمن اليأس والقنوط، . هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله،والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه... هي شعور بالندم على ما وقع، وتوجهالى الله فيما بقي، وكف عن الذنب.

    ولماذا نتوب؟

    لماذا أترك السيجارة و أنا أجد فيها متعتي؟... لماذا أدعمشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟ ولماذا أتمنع عن المعاكسات الهاتفية وفيهابغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى النساء وفيه سعادتي؟ لماذا أتقيد بالصلاة والصياموأنا لا أحب التقييد والارتباط؟... ولماذا ولماذا... أليس ينبغي على الإنسان فعل مايسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟... فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية... فلِمَ أتوب؟

    1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرك بها فقال: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً[التحريم:8]. وأمر اللهينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.

    2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: وَتُوبُواإِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[النور:31]. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربهوالإنابة إليه والتوبة إليه.

    3- سبب لمحبة الله تعالى لك، قال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحبالمتطهرين[البقرة:222]. وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاهيحبه إذا تاب إليه؟!

    4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: فَخَلَفَمِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَيَلْقَوْنَ غَيّاً (59) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً[مريم:60،59]. وهل هناك مطلبللإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!

    5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قالتعالى: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِيُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْوَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ[هود:52]، وقال: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْإِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَللَّكُمْ أَنْهَاراً[نوح:10-12].

    6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات، قال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَىرَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِيمِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[التحريم:8]، وقال سبحانه: إِلَّا مَنتَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُسَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً[الفرقان:70].

    ألا نستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن نتوب من أجلها؟ لماذا نبخل على أنفسنابما فيه سعادتنا؟.. لماذا نظلم أنفسنابمعصية الله ونحرمها من الفوز برضاه؟...جدير بناأن نبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته.

    كيف أتوب؟

    إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيدهإليه وتعينه عليه، وها أنا أذكر لك بعض الأمور

    1- أصدق النية وأخلص التوبة: فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانهالله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكنمخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلاالله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُالسُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ[يوسف:24].

    2- حاسب نفسك: فإن محاسبة النفس تدفع الى المبادرة الى الخير، وتعين على البعدعن الشر، وتساعد على تدارك ما فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما عليه،وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها.

    3- ذكّر نفسك وعظها وعاتبها وخوّفها: قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإنالموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبربيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟... أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت علىالمعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفستعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظلتوبخ نفسك وتعاتبها وتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه وتتوب.

    4- اعزل نفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينكعلى التوبة، فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً قال له العالم: { إن قومك قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماً يعبدونالله، فاذهب فاعبد الله معهم}.

    5- ابتعد عن رفقة السوء: فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أنمن ورائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً.. فغيّررقم هاتفك، وغيّر عنوان منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت تمر منه... ولهذاقال عليه الصلاة والسلام: { الرجل على دين خليله،فلينظر أحدكم من يخالل} [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني].

    6- تدبّر عواقب الذنوب: فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئةالمنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك الى ترك الذنوب بداية، والتوبة الى الله إنكان اقترف شيئاً منها.

    7- أَرِها الجنة والنار: ذكّرها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعهواتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه.

    8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدة والفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتكبالباطل، والفراغ يؤدي الى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود الى رفقة السوء.

    9- خلف هواك: فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى: أَرَأَيْتَمَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ[الفرقان:43]. فلا بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطم فينفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم، ولا ينساق وراء هواه.

    10- وهناك أسباب أخرى منها: الدعاء الىالله أن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبرالقرآن، والصبر خاصة في البداية، الى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة.

    شروط التوبة الصادقة:

    وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وهي:

    أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤهوالطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراضالدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْوَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِفَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ[النساء:146].

    ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حالالتوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنهيحتاج الى توبته جديدة وهكذا.

    ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً.

    رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادمحزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقةويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال: { الندم توبة} [رواه حمد وابن ماجة وصححه الألباني].

    خامساً: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعدالتوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.

    سادساً: ردّ المظالم الى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجبعليه أن يرد الحقوق الى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول الرسول: { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليومقبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكنله حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه} [رواه البخاري].

    سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها،وقال: { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر} [رواهأحمد والترمذي وصححه النووي]. وقال: { إن الله يبسط يدهبالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس منمغربها} [رواه مسلم].

    علامات قبول التوبة

    أخي الحبيب:

    وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها، ومن هذه العلامات:

    1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك مننفسه، فمن كان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدقتوبته وصحتها وقبولها.

    2- ألا يزال الخوف من العودة الى الذنب مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر اللهطرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه: أَلَّاتَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ[فصلت:30]،فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.

    3- أن يستعظم الجناية التي تصدر منه وإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود رضيالله عنه: { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبليخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا}. وقال بعض السلف: (لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى منعصيت).

    4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وليسهناك شئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطبالقلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار للآخرينبذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الى تصحيحها.

    5- أن يحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبةوالنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من أمر بطنه،فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام، ويحذر من أمر سمعه،فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه، فلا يمدهما في الحرام،ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره منالبغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه الله، ويبتعد عنالرياء والسمعة.

    احذر التسويف

    إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفونبالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبرنتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعدهبالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار... والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطولالأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.

    احذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة،والتوبة واجبة على الفور، فتب قبل أن يحضر أجلك وينقطع أملك، فتندم ،فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك،

    تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو، تب قبلأن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة.

    لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه

    بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: مابالنا نرى أقواماً يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً، وامتلأت الأرض من خطاياهم،ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعة من الرزق. ونسي هؤلاء أن الله يعطي الدنيا لمنيحب ومن لا يحب، وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، يقول: { إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحبفإنما هو استدراج، ثم تلا قوله عز وجل: فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْبِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَاأُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُالْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الأنعام:45،44] } [رواه أحمد وإسناده جيد].

    وأخيراً... !!

    فروا الى الله بالتوبة، فر من الهوى... فر من المعاصي... فر من الذنوب... فر منالشهوات... فر من الدنيا كلها... وأقبل على الله تائباً راجعاً منيباً... اطرق بابهبالتوبة مهما كثرت ذنوبك، أو تعاظمت، فالله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، فهلمّ الى رحمة الله وعفوه قبل أنيفوت الأوان.

    أسأل الله تعالى أن يجعلني وإياكم من التائبين حقاً، المنيبين صدقاً، وصلى اللهعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    من بريدي

  2. #2
    الصورة الرمزية همس الورد
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    06- 2004
    المشاركات
    574
    باك الله فيكي اختي جنة عدن وجزاك كل خير

  3. #3
    الصورة الرمزية مرايم_العين
    Title
    عضو شرف
    تاريخ التسجيل
    07- 2004
    العمر
    34
    المشاركات
    1,753
    اشكرج اختي على الموضوع الرائع وفعلا على الجميع ان يتوب باسرع وقت قبل ان يفوت الآوان فقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام دائم التوبة الى الله

  4. #4
    الصورة الرمزية غـــايـــه
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2005
    العمر
    38
    المشاركات
    251
    جنه عدن

    تسلمين الغاااليه

    وجعلها بميزان حسناتج

  5. #5
    باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر الإنسان
    فعلينا إخوتي المسارعه بالعودة إلى الله
    قبل أن يدركنا الموت , يوم لا ينفع مال
    ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

    جنة عدن :
    بارك الله فيك أختي الكريمه وسلمت يمينك

  6. #6
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913
    همس الورد
    مرايم العين
    غاية
    رحال


    بارك الله بكم
    ونسال الله ان يقبل توبتنا اجمعين

  7. #7
    الصورة الرمزية الابيض
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    06- 2005
    العمر
    44
    المشاركات
    93
    بوركت تلك الانامل وسطر الله ثراك بالجنه

  8. #8
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913
    امين اخي الابيض

    وبارك الله بك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML