النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: دعوة ((للرقي وتطوير الذات))

  1. #1

    Thumbs up دعوة ((للرقي وتطوير الذات))

    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال الله تعالى:( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم)

    إن الحياة قصيرة , مليئة بالواجبات , وهي من فرط مسؤولياتها أقرب إلى أن تكون مؤلمة وجميعنا نمر بظروف حياتية قاسية ربما تجاوزناها بنجاح وربما بقيت محفورة في أذهاننا ..
    الحياة بكل مافيها من تقلبات وتغيرات ومصاعب , أنت بنفسك تحكم ما إذا كنت تريد التفاعل مع الحياة أم تفضل أن تبقى جامداً على هامش الحياة ..فعندما تكون حزيناً من أمر ما أو خائفاً من تغيير ما تذكر أن أحداً لن يموت من جراء خيبة الأمل , أو الرفض أو الفشل , بل هي أمور تحث على النجاح ومزيد من التحديات .


    يبدأ التغيير الذي يدوم طويلاً من الداخل من الذات وبمجرد أن تركز انتباهك على التحلي بقيم مثل الصدق , والشجاعة , والإبداع , ستجد أن الكيفية التي تحقق بها أهدافك قد صارت أسهل كثيراً , وعندما تقوي نفسك من الداخل إلى الخارج , ستجد الأمر كما لو كنت تضيء مصابيح ذاتك الداخلية , وكلما أشرقت هذه المصابيح بضياء أكثر , وجدت نفسك وقد بدأت في اجتذاب الفرص والموارد التي تعينك على تحقيق أهدافك الخارجية .

    فكل نجاح وكل تطور منبعه من الذات, علاقتك بذاتك هي الأساس الذي تبني عليه الحياة الوظيفية والعلاقات الحميمة والمتعة الحقيقية, والحياة ذات المعنى والقيمة , فكلها أمور تبدأ بك أنت , فإذا شعرت بعدم الرضا عن حياتك , كما لو كنت تفتقد شيء ما فيها , فلتفكر في هذا , فلربما كان ماتفتقده هو أنت ..إننا نحيا في عالم ينتزعنا باستمرار من أنفسنا فدائماً ماتبدو رؤيتنا ممزقة بين وسائل الإعلام والاتصال ووظائفنا ومسؤوليات حياتنا.. وهذا هو السبب الرئيسي وراء شعور الكثيرين منا بحيادهم عن النهج الصحيح والإدارة التي ترشدنا إلى الطريق الصحيح تكمن بداخلنا.

    (عندما تجد نفسك أسير الحبس الانفرادي في زنزانة تقع تحت الأرض على مسافة ستة أقدام , حيثُ لايوجد ضوء أو صوت أو ماء جارٍ عندها لن تجد مكاناً تلوذ إليه سوى ذاتك " داخلك" وعندما تغوص في أعماق ذاتك , ستكتشف أن كل ماله وجود في العالم الخارجي له وجود كذلك بداخلك )


    إذاً هدف الجميع الارتقاء بمستوى حياتهم وإدخال تحسينات عليها..
    فما مفهوم هذا التطوير .. ماأهميته وما كيفيته, وماهي أشكاله؟
    ***********




    التطوير الذاتي .. هو ذلك النوع من النمو والتقدم الذي يخطط له الشخص بنفسه وبمحض رغبته وإرادته , بغية تحقيق أهداف محددة .وهو تغيير مستمر نحو الأفضل وتجديد دائم يجعلك تشعر بالحياة ..
    فروتين الحياة اليومية قاتل إن لم تسع إلى إدخال تحسينات وتغييرات على حياتك فأنت بائس استسلم في بداية الطريق ونأى بنفسه كالجبان بعيداً عن كل ما يتصل بالحياة من مجريات جيدة أو سيئة.



    أهمية التطوير الذاتي
    :


    لماذا لانبقى كما نحن ؟ لماذا محاولة التغيير .. ماجدواه ؟
    تطوير دواتنا بمثابة النهر الجاري إذا توقف عن الجريان كثرت الأوبئة فيه
    تحسين الذات .. يجعلك فعالاً أمام نفسك والآخرين , يعرفك على مصادر قوتك ومكامن ضعفك ..يصنع ثقتك ويجعلك قادراً على تحمل المسؤوليات مهما كبرت ويمكنك من حل المشكلات بعقلية متزنة
    تحسين ذاتك يصنع لك وزناً اجتماعيا ثابتاً.


    كيف يتعلم الفرد ذاتياً ؟

    عملية التعلم الذاتي مسألة تعتمد في الأساس على مقومات المتعلم العلمية والشخصية والنفسية والسلوكية والاجتماعية , كما أنها تتطلب دافعاً وقدرة ووسيلة وطريقة , وأسلوباً وبيئة تتوافر فيها حوافز التعلم .. ويمكن أن يتعلم الفرد ذاتياً بإتباع التالي:




    1-كشف الفرد عن أفكاره ومشاعره وسلوكه ( الانفتاح على غيره ) في مجال عمله.
    2- البحث عن ردود الفعل لما يكشف عنه من أفكار وسلوك
    3- عدم الإفراط في تحليل سلوك وردود أفعال الزملاء , ولكن البحث عن المفيد منها.
    4- الانتماء لجماعة تَعَلُّم تُدرك متطلبات بيئة التعلم وظروفها المختلفة
    5- البحث عن المعرفة من مصادر متنوعة ومختلفة.
    6- القيام بتجربة وممارسة أنماط جديدة للسلوك والفكر غير المعتاد عليه في عملية التعلم.
    7- تطبيق مايتعلمه الفرد في حياته العملية لاستخلاص النتائج والعبر الواقعية ذاتياً.
    8- تنمية روح المبادرة وعدم التردد في إرسال أو استقبال كل جديد.
    9- تبادل المعلومات وتحديث المعارف وتطوير المهارات بكافة الوسائل والطرق والأساليب الممكنة والمتاحة.
    10- ترويض النفس على تقبل النقد , واحترام الرأي الآخر مهما يكن الاختلاف معه.
    11-استثمار جميع المواقف ( الإيجابية والسلبية ) وتحويلها إلى محطات تعلم ينتج عنها سلوك إيجابي جديد

    *******
    بإنتظار تفاعلكم معنا

    تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة سمراء الليل الحزين ; 08 - 04 - 2005 الساعة 01:24

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مساااااااااااء جميل ...

    ،،،
    نعم سمراء النبض ..
    موضوع يعبر عن نفسه بنفسه ..
    تلك احصائية جميلة ..
    قد لاتهم من لا يعي معنى الحياة ..
    وقد تهم من يجيد فهم الحياة .. !!

    تفاعلي معك ..
    أن الحياة اخذ وعطاء .. دائما وابدا !!

  3. #3
    إن الصفات النبيلة التي يمارسها الإنسان كالصدق والشجاعة والكرم
    هي عوامل دفع للرقي بالنفس الإنسانيه أيما إرتقاء , وإذا ما أردنا
    أن نبحث عن ذاتنا الحائره حتما سنجدها في داخلنا حبيسة في زنزانة
    النسيان تعاني ظلمة الذات وتتنفس بصعوبة كمن يتنفس من ثقب إبره وهذا
    يفسر تخبطنا في حياتنا اليوميه , ومن يجلس مع ذاته ويبحث معها كيفية الخلاص
    من هذا التوهان حتما سيستخلص النتائج بأن البعد عن المنهج الرباني عامل اساسي
    لظلمة الذات وإذا ما أردنا الإفراج عن ذاتنا علينا التقرب إلى الله أكثر , ثم محاسبة النفس
    ومناقشتها كل ليله والبحث عن الكيفية التي يجب علينا الإرتقاء بأنفسنا , كما وعلينا تطوير
    ذاتنا وفهم معنى أهمية هذا التطوير .


    مشرفتنا الغاليه
    سمراء الليل الحزين :
    جميل ما أبدعت

  4. #4
    بالطبع مشرفنا عاشق السمراء وهذه مرآة لكل من يري الرقي بنفسه!!
    وان لا يكون مجرد نهر آخر كثرت به المستنقعات!!
    ***
    اخي رحــــــال ونعم الكلام .......وقد اعطيتنا للتو طريقة للبدأ بالرقي بالذات
    (وإذا ما أردنا الإفراج عن ذاتنا علينا التقرب إلى الله أكثر , ثم محاسبة النفس
    ومناقشتها كل ليله والبحث عن الكيفية التي يجب علينا الإرتقاء بأنفسنا , كما وعلينا تطوير
    ذاتنا وفهم معنى أهمية هذا التطوير )


    وللحديث بقية ولتفاعلكم انشالله التأثير الطيب في نفوس الجميع


  5. #5

    Lightbulb

    الســـــلام عليكم


    إن الدافع الحقيقي وراء اهتمامنا بالتطوير الذاتي هو ايماننا بشيئين مهمين هما:
    أهمية التطوير وخطورته.

    فالإنسان الناجح هو الذي يدرك كمية وقيمة الطاقات التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيه وبناءاً على حجم هذا الإدراك يتخذ القرار المناسب حول كيفية استخدام هذه الطاقات ومن ثم يقيم هذا الاستخدام.

    إن الصورة التي يرسمها الإنسان عن نفسه هي الدافع الحقيقي وراء مجموعة السلوكيات الصادرة عنه فطريقة عمل النفس البشرية، كما يقرر المختصون، معقدة ومركبة لأن كل إنسان له مجموعة من المبادئ والقيم التي تتحكم في طريقة تفكيره ومن ثم مشاعره ورغباته والسلوك الصادر عنه.
    وبناءاً على ما سبق فتطوير الذات هو "عملية تحويل أو تحول هذه الذات إلى الأفضل".


    إن أول خطوات هذه العملية الصعبة هي الإيمان بإمكانية تطوير الذات، فأنت ما تعتقده عن نفسك فإذا اعتقدت استحالة تطوير نفسك فأنت بالتالي تجعل هذا التطوير مستحيلاً. فإذا ما تحقق هذا الإيمان بإمكانية التطوير، يأتي الدور على نوع آخر من الإيمان ألا وهو الإيمان بأهمية التطوير وما سيحدثه في حياتك من تغييرات إيجابية وقفزات نحو الأمام على جميع الأصعدة. فالتطوير هو تطوير للروح بالتربية وتطوير للعقل بنور العلم والمعرفة وتطوير للنفس بكريم الخلق وتطوير للفكر بالثقافة وتطوير لجملة المهارات باكتساب المزيد منها فإذا علمنا أن هذه النواحي جميعاً تشكل تقريباً الأعمدة الرئيسية لمناحي الحياة المختلفة، أدركنا قيمة التطوير وأهميته.

    إن عملية تطوير الذات لا تبدأ إلا باكتساب جملة من العادات والإلتزام بمجموعة من المسؤوليات يمكن تلخيصها في الآتي:

    - تحمل المسؤولية الذاتية: فما حك جلدك مثل ظفرك
    - الالتزام تجاه الذات: وهذا يستلزم التضحية بالوقت والجهد والمال.
    - السيطرة على الذات: فالكل يبحث عن اللذائذ ويفر من الآلام والإنسان الناجح هو الذي يلتذ بما هو حقيقي اللذة ويتألم مما هو حقيقي الألم.


    - الظفر بتأييد الآخرين أثناء العملية التطويرية
    - التطور المستمر: فالتطور رحلة لا نهاية لها
    - الصبر: لا تستعجل النتائج


    - الثقة في الذات مع تفاؤل وإقدام
    - الطموح والهمة العالية
    - البدء بالأولويات والأهم
    - لا تدع العثرات تتراكم


    إذاً لنبدأ خطواتنا نحو الرقي ...فالبعض منا لا يعرف كيف...والبعض يظنه مستحيلاً!
    وأنا برأي وأؤمن أن لا شيئ مستحيل
    بانتظار تفاعلكم

  6. #6
    الصورة الرمزية فارس السمراء
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2005
    العمر
    48
    المشاركات
    8
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    يبدو لكم اني عضو جديد في منتداكم ولكن قد تكون الاجابة بلا فكنت اراقب المواضيع كزائر حين حثني حديثكم في الدخول بين نبضات هذا المنتدى الجميل الذي يدعوا الى قوة النبض الداخلي كما شدني موضوع الاخت الكريمة سمراء اللسل الحزين حين كتابتها عن موضوع قد لا يبدو مهماً عند البعض ولكنه له اهمية قصوة في تربي النفس وتكوين الثقة الكبرى في النفس فأحببت ان احاول ان اجاري هذه الاقلام الكبيرة في جزء لو بسيط ليندرج نبضي الى نبض معانيكم

    الكل منا يرغب في الحصول على تلك اللمسات السحرية التي تجعله ثابتاً رزينا هادئاً في الظروف الصعبة أو المواقف الحرجة التي يمر فيها.. فالكثير منا يفشل في الصمود والثبات في اللحظات الحرجة، والكثير منا قد ينفلت منه زمام الأمور لتعثره في الكلام أو لعدم توازنه النفسي.. إن لحظة المواجهة مع الغير تعتبر من اللحظات التي تحقق لنا التوازن لكي نخبر بها العالم بالثقة التي نملكها والعظمة التي تملئنا، فالبعض يولد وهو يمتلك مقومات العظمة والبعض الآخر يتعلمها والبعض يراها أمرا محيرا.

    علماء النفس يؤكدون بأننا جميعا يمكننا اكتساب الثقة، لأنها تعتمد على اعتقادنا بأنفسنا.. أن نعتقد بما نقوله ونفعله، فأي رأى أو فعل لأي شخص صحيح حتى وإن كان لا يشعر بالسيطرة على نفسه بإمكان أي شخص التمثيل حتى يستطيع السيطرة على الأمور.. فالناس لا يمكنهم معرفة الفرق


    الوعي الذي نطمح اليه، وأرى أن فقده أو فقد شيء منه مخل بالأهلية والوجود الكريم، لا يتأتى بالمعرفة المجردة والتحصيل التراكمي الأكاديمي ، بل يتخطى ذلك الى منهجية منضبطة دقيقه وتصرف واع محكم، تمكن الفعل العقلي من ترتيب أدواته، وتحديد أسلوب مواجهته للأشياء, ان الفهم العميق للأشياء يحتاج الى منهج دقيق مناسب قابل للتكيف بعيد عن الجمود والتردد أو التهور والاندفاع غير المحسوب

    ان الوعي المطلوب يعني تحرير المنهجية وتصفيتها من شوائب العاطفة الانفعالية والمغامرة التي لا تضع للعواقب حسابها، ان الوعي يعني الفعل دون الانفعال ..

    وهذا ما سنصل إليه كنتيجة حتمية من خلال تحليل شامل للوعي وتأثيراته في بناء الشخصية على مدى الأزمان السالفة حتى عصرنا هذا ...

    الفكر.. هو الصورة الذهنية التي يحملها الانسان عن الواقع الخارجي عن الكون، اصله، ونشأته وتطوره ونهايته، والحياة ومعناها والمجتمع وقوانينه ودور الانسان في هذه الدنيا.. ومسؤوليته فيها وصلة الله تعالى بالعالم.. الى آخر ما هنالك من موضوعات يتعلق بها الفكر الانساني، والفكر هو احد اجهزة الشخصية الانسانية، التي تتفاعل فيما بينها، وتتبادل التأثير وهي (الفكرة، العاطفة، الارادة) ففكر الانسان ليس منفصلاً عن عاطفته واسلوب حياته النفسية وانما هو متصل بها أوثق اتصال، يؤثر فها ويتأثر بها.. ومن هنا كان النمو الفكري للطفل البشري، والمجتمع البشري يؤثر باستمرار في طريقة حياته، وفي قيمه الاخلاقية والحضارية، ودرجة انفتاحه النفسي، ونضجه الانفعالي..

    ومن هنا ايضاً كانت اجدر الرسالات في التأثير بالناس، وقيادتهم، الرسالة التي تقدم لهم منهجاً كاملاً شاملاً للفكر، والاخلاق، والسوك.. لان الانسان في ظل هذه الرسالة لا يشعر بالانفصال بين فكره، وسلوكه، وبين مفاهيمه بالحياة، وقيمه الاخلاقية ولان كل جزء من هذه الرسالة يعزز الجزء الآخر ويكمله.

    ومن هنا ندرك عظمة هذا الدين الذي تنزل من اجل بناء الانسان، حينما بدأ مشروعه التغييري الجبار من التحرير الفكري للانسان من اوهام

    (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره)

    وما اسهل ان ندرك قيمة هذا الوعي الكوني في شخصية الانسان المسلم واثره العميق في الحياة النفسية لهذا الانسان هذا الوعي الذي يبعث وينمي الاحساس الاخلاقي بالحياة، ويعمل على خلق المشاعر المتعالية على جزئيات الحياة، وصغائر الامور.. هذا الوعي الذي يقاوم التقييم النفسي للظواهر، والاشخاص، ويوسع الآفاق.. ويخلق طمأنينة النفس، وهدوء المشاعر، والانفعالات، هذا الوعي الذي ينمي روح التفاؤل بالحياة، والانفتاح عليها، ويترك لاهل الضلال السأم، والتطيّر، والقلق، والغثيان.. ولا يقتصر الوعي الذي يشيعه الاسلام بين المؤمنين على الوعي الديني الخاص، الذي يتمثل بالايمان بالله، واليوم الآخر بل يتعدى ذلك الى مجالات اخرى

    الوعي الايماني، أو الايمان بوعي، بمعايشة ذهنية.. بالنظر الى الاشياء، والعالم من خلال الارتباط بالله تعالى. وبهذه يصبح الفكر الاسلامي شيئاً آخر، أو بالاحرى ينتقل الى مرحلة اخرى هي مرحلة (الرؤية الفكرية) أو (البصيرة) شيء تحسه، وتراه.. وتؤمن به كما تؤمن بالاشياء التي تواجهها، وتقوم في حسك، وعقلك فمثلما ترى نفسك، وانت تشاهد الاشياء، وتبصرها.. وينشد ذهنك اليها.. كذلك ترى نفسك، وأنت تؤمن بالله وتؤمن باليوم الآخر ومرحلية هذه الحياة


    ان تنمية الوعي الكوني، وتوسيع افق المؤمن، واطار تفكيره من اهم ما يعتني به القرآن الكريم.. وذلك ان شخصية الانسان تنمو بمقدار توسع آفاقه، ونمو وعيه الكوني الكلي الشامل، فانت اذ تتحسس الحياة بشمولها وتعي هذه الحياة مرحلة عابرة. وتعيش هذا الوعي فسوف ترى كم يكون الطغيان تافهاً، وكم يكون الطغاة صغاراً في الحساب التأريخي، وحساب الحياة في شمولها وسعتها.. وحساب الكون، وخالق الكون.. وسوف تبصر بعينيك القيمة الصغيرة لكل جاهلية، وللجاهلية كلها في حساب الحياة.

    ولا تنفصل عملية الاحساس بمرحلية الحياة الدنيا وعرضيتها عن الاحاسس بالموت، واليوم الآخر.. ويمكن ان نعد كل هذه الاحساسيس احساساً واحداً.. بنظرة الى الحياة نظرة شاملة وبعيشها بشمولها هذا الذي يستوعب الحياة الدنيا، ومرحلة الانتقال، والمرحلة الاخيرة الابدية.

    الآية الكريمة: ﴿(واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) فيجيبهم سبحانه: ﴿(قال اني أعلم ما لا تعلمون)

    ثم لكي يكون هذا الأمر واضحا مؤيدا بالدليل يسألهم عن مسألة لا يجدون ما يجيبون به عليها سوى قولهم: ﴿(سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم)غير أن ذلك العلم الذي حجب عن درايتهم لحكمة هو أدرى بها سبحانه، كان قد علم بها ذلك المخلوق فيأمره أن ينبأهم بأسمائهم وعند ذلك يصبح واضحا لديهم أن وراء خلق هذا الإنسان غاية هي أعظم مما بمقدورهم معرفتها والأحاطة بها حيث يتعزز لديهم ذلك الاعتقاد بعد ان يؤمروا بالسجود له فيسجدوا ﴿(جميعا إلا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين).

    وهكذا فقد خلق الإنسان بهذه الكيفية المزاوجة بين العقل والغريزة فتكون هذه المزاوجة مدعاة للصراع بينهما في داخله ومعنى ذلك وجود اصل الخلاف القائم على نمطين غير متشابهين في الأداء والأتجاه، بين العقل ذي الاتجاهات الفكرية المقترنة مع الأهداف والغايات الواقعية والموضوعية وبين الغزيرة ذات الاتجاهات المقترنة مع الشهوات والرغبات وما تعنيه من فوضوية وإندفاع في التعاطي مع النزوات الآنية والمرحلية وكان خلق الإنسان بهذه الكيفية مدعاة للتنوع والتعدد حيث تؤلف مثل هذه الطبيعة المفردات العملية لتكوين التجربة الأنسانية بما تجسده من دور أساسي في بناء المعرفة وايجاد العلاقة الابداعية بينها وبين العقل والى ذلك يشير سبحانه وتعالى بقوله: ﴿(يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
    .
    ويقول عز قائل:
    ﴿(ولو شاء الله لخلقكم أمة واحدة).

    فنجد أن الإنسان خلق من ذكر وأنثى وشعوب وقبائل فيلاحظ هذا الأختلاف في الجنس والأنتماءات الأنسانية والاجتماعية ليكون النوع الأكرم من هذه الأنواع هو النوع الاتقى أي الأبعد عن إرتكاب الآثام والمفاسد والملتزم بشرعة الله سبحانه الخائف منه والمتقي له ثم نقرا في الآية المباركة الثانية أن هذه الكيفية في الخلق إنما أوجدت بسابق إرادته ومشيئته أي أن يكون هنالك شعوب وقبائل وأمم وليس شعبا أو قبيلة أو أمة واحدة ﴿(ولو شاء الله لخلقكم أمة واحدة).

    هذا هو القانون الذي يقتضيه واقع الوجود الانساني يبدو على غاية من الصرامة والصميمية فيفرض واقعيته ومنطقيته على ذلك الوجود حتى يصبح حقيقة واضحة غير قابلة للتأويل والتحريف في الوقت الذي تترتب على تجاوزه والتطاول عليه الكثير من الأستحقاقات المأساوية ولعل فيما تختزنه ذاكرة التأريخ منها ما يؤكد على بشاعة الاستبداد ومحاولة السطو على آراء الآخرين والأصرار على مصادرتها حتى تبدو مثل هذه العملية العبثية وكأنها ضرب من ضروب السباحة ضد التيار وأرغام الواقع على الأنصهار في بوتقة الرأي الواحد والقرار الفردي في الوقت الذي أوجد ذلك الواقع على أساس التنوع والتعددية وفقا لسنة الخالق ونزولا عند حكمته وإرادته في توفير عوامل التطور والتكامل عن طريق التلاقح والتفاعل بين الآراء والأفكار المتعددة وعدم القيام بمصادرة هذه العوامل من قبل الأستبداد والأنفراد بالرأي، ويلاحظ ان هذه المفاهيم تجسد مع بعضها جوهر نمطية العلاقة بين السماء والارض وهو ما يمكن الوقوف عليه في الشرائع السماوية المنوط إئتمانها وادائها من قبل الرسل والأنبياء والدليل على ذلك ما مر بنا من الآيات المباركة المؤكدة على سنة الله سبحانه وتعالى في خلق الناس وفقا لهذه الكيفية التعددية وليس على أساس الأحادية في الخلق والتكوين وبالتالي إختزال الوجود الانساني بنمطية أحادية في السلوك والتفكير فيما نلاحظ أن الوعي بهذه الحقيقة تتجسد في عدة مواطن من سيرة الرسول الأكرم فقد روي أنه وقف يوما يوزع مال الله على جمع من الناس وأخذ اعرابي نصيبه فاستقله ثم مد يده بالسوء وجذب الرسول من طوق ثوبه جذبا عنيفا وقال: يا محمد زدني فليس المال مالك ولا مال أبيك واستل عمر الخطاب سيفه صائحا دعني يا رسول الله اضرب عنه هذا المنافق.
    فابتسم الرسول بحنان ونبل وقال: دعه يا عمر إن لصاحب الحق مقالا.
    ونفهم من هذه الرواية ان الرسول لم يستفز من عنف التعبير عن الحق كما فعل الأعرابي معتبرا ذلك التعبير لونا من الوان الأسلوب في كشف صاحب الرأي عن رأيه ومقولة صاحب الحق عن حقد.
    وإذا كان التسامح هو القاعدة التي تنطلق منها آداب التعامل مع الراي الآخر وتحتكم إليها إساليب الحوار والانفتاح على المواقف المغايرة فان ذلك يوجب الحد من أزمة العلائق الانسانية والاجتماعية وعدم الدفع بهذه الازمة إلى أقصى مستويات التعقيد والتطرف.. روي عن السيد المسيح قوله:
    ﴿(أنا أقول لكم أحبوا أعدائكم.. وباركوا لاعنيكم وأحسنوا إلى من أبغضكم وصلوا على من يطردكم ويعسفكم.. وإذا أحببتم من يحبكم فأي أجر لكم).

    وفي ذلك دلالة على سعة أفق الأيمان وإحاطته بمفردات الظرف والمشهد الانساني لكي يكون الموقف والتصرف في نهاية المطاف قائما على الحلم والنيل والتسامح ووضع الأمور في مواضعها.

    يكون المتبوع مسئولا عن الضرر الذي يحدثه تابعه بعمله غير المشروع , متي كان واقعا منه في حال تأدية وظيفته أو بسببها .

    ولو لم يكن المتبوع حرا في اختيار تابعه , متي كانت له عليه سلطة فعلية في رقابته وفي توجيهه .


    ينتهي اولاً : الى حالة الضيق، وفقدان الامل.. واليأس مما يضعف، أو يعدم الاندفاع الرسالي، والحركة، والفعالية المؤمنة.

    وينتهي ثانياً : الى التنازلات العملية من اجل الانصهار في التيار، والتواجد في المجتمع الذي لا يؤمل في تغييره، والقاعدة في هذا المجال تقول : ان الانسان الذي يفقد الامل في عملية التغيير الاجتماعي، يبدأ في تغيير ذاته ومواقفه من اجل الانصهار في المجتمع، والذوبان فيه.

    وينتهي ثالثاً : الى التنازل الفكري، أو مراجعة الذات والتشكيك في الموقف المبدئي الذي يعتنقه الانسان الذي يصنم المرحلة.

    هذا الى غير ذلك من الآثار والنتائج المترتبة - بحكم قوانين نفسية - على النظرة المصنِّمة للمرحلة.


    يعد الوعي بالمستقبل واستشراف آفاقه وفهم تحدياته وفرصه، من المقومات الرئيسة في صناعة النجاح، سواء على الصعيد الشخصي أو على الصعيد الاجتماعي أو على الصعيد الحضاري؛ فلا يمكن أن يستمر النجاح لأحد إذا لم يكن يمتلك رؤية واضحة لمعالم المستقبل، فالنجاح الدائم إنما يرتكز على الوعي بالمستقبل. أما وعي الحاضر فهو وإن كان مهماً وضرورياً إلا أنه لا يكفي لوحده لصناعة النجاح الدائم، بَيْدَ أنه قد يكفي لنجاح مؤقت ولكنه نجاح يعقبه الفشل الذريع في غالب الأحيان إن لم يكن مصحوباً بفهم الحاضر ووعي المستقبل.

    أهمية الوعي بالمستقبل

    تنبع أهمية الوعي بالمستقبل وتشكيل رؤية واضحة عن أبعاده ومعالمه من النقاط التالية:

    1) التعامل مع الحاضر:

    إن من لا يملك رؤية واضحة للمستقبل لا يعرف بصورة صحيحة كيف يتعامل مع الحاضر؛ ففهم الحاضر يتطلب فهم المستقبل، وبناء الحاضر يجب أن يرتكز على استيعاب آفاق المستقبل.

    وكثير من الناس يخفقون في حياتهم العملية لأنهم ببساطة لا يمتلكون وعياً بالمستقبل، ومن ثم، يخبطون خبط عشواء في حياتهم الحاضرة، ولذلك فإن وعي المس تقبل مهم لفهم الحاضر، ومعرفة التعامل معه.

    ومن المهم للغاية إدراك أن الحاضر الآن سيصبح بعد فترة من الزمن ماضياً، وأن المستقبل سيكون هو الحاضر؛ وإدراك هذه الحقيقة الواضحة يجب أن يكون المنطلق للتعامل مع الحاضر برؤية ثاقبة.

    ومشكلة البعض من الناس أنه يتعامل مع الحاضر بعقلية الماضي، ويجهل أبسط معالم المستقبل، هؤلاء بالتأكيد لن يحالفهم النجاح في الحاضر فضلاً عن المستقبل، بَيْدَ أنهم يضيعون على أنفسهم الفرصة تلو الأخرى اعتماداً على فرصة أفضل ستأتي فيما بعد، ولكن الفرصة قد تأتي مرة أخرى وقد لا تأتي

    ولذلك فمن يملك فهماً للحاضر ووعياً بالمستقبل يغتنم كل فرصة تأتي؛ لأن الفرص نفسها لا تتكرر، وإذا تكررت قد لا تملك القدرة على استثمارها؛ فإن شئت النجاح والتقدم فاغتنم كل فرصة، وبادر إلى كل خير، ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.. وبهذا تستطيع أن تحلق في سماء النجاح والتفوق والتقدم.

    2) الإعداد للمستقبل:

    الإعداد للمستقبل إنما يتم في الحاضر؛ بحيث يكون الفرد أو المجتمع قادراً على تشييد البُنَى التحتية المهمة لتشييد المستقبل. ومن يبدأ بالعمل للمستقبل في الحاضر يستطيع النجاح والتقدم والتطور في الحاضر والمستقبل، أما من لا يفكر إلا في اللحظة الحاضرة فإنه لن يكون قادراً على التكيف مع المستقبل، بالإضافة إلى أنه قد يفشل حتى في الحاضر.

    وقلة من الناس من يعمل بجد واجتهاد من أجل المستقبل، ومن يُعد نفسه لتحديات وفرص المستقبل؛ وهؤلاء القلة -عادة- هم من يُمسكون زمام الأمور في المستقبل.

    ومن يريد النجاح في المستقبل عليه أن يُعد نفسه في الحاضر، فالطالب مطالب بتأهيل نفسه علمياً وعملياً كي يتمكن من تحقيق أحلامه وآماله في المستقبل، والتاجر عليه أن يعد نفسه من الآن لمواجهة تحديات المستقبل، وما ستفرضه (العولمة الاقتصادية) من تحديات جديدة، وفرص جديدة، في ظل تحرير الأسواق العالمية من جميع الحواجز والحدود والسدود، والكاتب كما المفكر عليه أن يرتقي إلى مستوى المنافسة والتحدي الذي تفرضه (العولمة الثقافية)، وتعدد القنوات الفضائية، وانسياب المعلومات عبر شبكة (الإنترنت) العالمية، وتدفق الأفكار والمعلومات كتدفق الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء… وهكذا يجب على كل شخص في مجال عمله وتخصصه أن يُعد نفسه في الحاضر ليرتقي إلى ما يتطلبه المستقبل من مؤهلات علمية وعملية. وكذلك الحال بالنسبة إلى المجتمعات؛ فكل مجتمع مطالب بالبناء والإعداد في الحاضر بجد وإخلاص من أجل الارتقاء إلى ما تفرضه تحديات وفرص المستقبل.

    3) فهم العصر:

    تنبع أهمية الوعي بالمستقبل من أهمية فهم العصر الذي نعايشه؛ فلا يمكن فهم العصر ولغته من دون فهم المستقبل وآفاقه؛ فلكي نفهم العصر علينا أن نفهم المستقبل الذي ينتظرنا.

    ومعرفة العصر ضرورة من الضرورات المهمة في حياتنا؛ حتى لا نفاجأ بأحداث لا نتوقعها؛ فمن يعرف العصر (الزمان) لا يفاجأ بأحداث المستقبل الذي نعايشه ونعيش فيه يحمي الإنسان من الوقوع في الأخطاء، أو مفاجأة الأحداث له من غير أن يكون محتسباً لها. كما أن الوعي بالزمان يعني الوعي بالمستقبل من خلال فهم ما يجري في الحاضر، وما يُخطط له من أجل المستقبل.

    المحور الثاني

    كيفية تكوين رؤية للمستقبل

    يمكن لنا تكوين صورة واضحة ورؤية ثاقبة عن معالم المستقبل وآفاقه من خلال اتباع ما يلي:

    1) دراسة الماضي وفهم الحاضر:

    لكي نُكَوِّن رؤية عن المستقبل علينا أن ندرس الماضي، ونستفيد من دروسه، كما ينبغي فهم الحاضر ومكوناته؛ كما أنه من المهم ربط المستقبل بما يحدث في الحاضر، واستيعاب دروس الماضي بما فيها من نقاط قوة أو ضعف، فغالباً إن لم يكن دائماً ما يكون تطور المجتمعات الإنسانية ناتجاً من عملية تراكمية. أما مجرد التغني بأمجاد الماضي كهروب من مواجهة الحاضر والاستعداد للمستقبل فهو لا يعدو أن يكون خداعاً للنفس؛ كما أنه يشكل أكبر خطورة على مستقبلنا وحاضرنا؛ إذ إن ذلك يعني أننا نعيش في الحاضر على إيقاع الماضي وبطولاته، فيما لا نبذل أي جهد من أجل صناعة الحاضر والمستقبل.

    والمطلوب دراسة الماضي لنستفيد من دروسه وعبره؛ فالتاريخ يعيد نفسه في غالب الأحيان؛ كما أن من الضروري فهم الحاضر بكل جوانبه وأبعاده ومكوناته لكي نفهم كيف نتعامل معه ونستثمر نقاط القوة المتوافرة فيه.

    وإذا استطعنا استيعاب دروس الماضي واستثمارها من أجل العمل في الحاضر، وفهم الحاضر بكل جوانبه.. فإن هذا سيكون خير معين لنا لنفهم آفاق المستقبل وأبعاده ومعالمه.

    2) متابعة وفهم المتغيرات الجديدة:

    يتميز عالم اليوم بالكثير من التطورات والتغيرات والمستجدات على مختلف الصُعُد والمستويات؛ ولكي نفهم المستقبل لابد من متابعة جميع المستجدات والتغيرات المتلاحقة، والسعي لفهم ما يجري، وتشكيل رؤية تجاه ما يحدث وما سيحدث، وقراءة المتغيرات بروح علمية ومنهجية ومنطقية.

    ومما يؤسف له حقاً أن يعيش البعض منا الحاضر -وفي الألفية الثالثة- ولكن بعقلية قديمة، بل وموغلة في القدم، وكأنه غير معني بما يحدث في الحاضر من تغيرات سريعة لم تشهد لها البشرية مثيلاً على طول تاريخها الطويل.

    إن تكوين الوعي بالمستقبل يستلزم بالضرورة أن نفتح أعيننا وقلوبنا على كل ما يجري من حولنا من تغيرات سواء في عالم السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع أو التعليم والتربية أو الإعلام ووسائل الاتصال الأخرى أو التكنولوجيا والتقنية المتقدمة… وغير ذلك كثير.

    ومن المفيد للغاية أن نحلل كل التغيرات، ونتابعها بدقة وموضوعية، ونرصد التحولات التي تحدث في مختلف المجتمعات الإنسانية إذا ما أردنا أن نفهم معالم المستقبل وآفاقه.

    3) الاطلاع على قضايا المستقبل:

    قضايا المستقبل تشمل عناوين كثيرة، ومواضيع متعددة، سواء ما يتعلق بالأفراد أو المجتمعات أو الدول. وفي الغرب توجد العديد من المراكز التي تُعنى بشؤون المستقبل وقضاياه، كما توجد الكثير من الدراسات التي تتناول قضايا المستقبل، كما تصدر العديد من المجلات المتخصصة التي ترصد قضايا المستقبل ومعالمه. ومن المؤسف حقاً أنه لا يوجد -إلا نادراً- في العالم العربي أي اهتمام يذكر بقضايا وشؤون المستقبل مما ساهم في غياب رسم استراتيجية واضحة لشؤون المستقبل وما يرتبط به من قضايا وأبعاد سواء ما يتعلق بالدول أو المجتمعات أو الأفراد. ومن المهم لكل من يريد تكوين رؤية للمستقبل الاطلاع على الدراسات والكتب والأبحاث التي تتناول شؤون المستقبل كي يتمكن من تكوين وعي دقيق به.

    ومن يعي المستقبل ويعمل من أجله هو القادر -حاضراً ومستقبلاً- على الإمساك بزمام الأمور في مختلف الجوانب؛ أما من لا يفكر إلا في اللحظة الراهنة فإنه لن يستطيع تجاوز تلك اللحظة، أو التعامل مع غيرها. ولذلك نجد في واقعنا الاجتماعي الكثير من الناس ممن يتحسرون على ضياع الفرص التي أتيحت لهم ولم يستثمروها، كما نجد الكثير من الكهول والشيوخ ممن يتحسرون على ضياع مرحلة الشباب من دون أن يستثمروها في تأهيل أنفسهم علمياً وعمليا.. ولكن هذا الندم والتحسر يأتي بعد فوات الأوان‍!.

    والإنسان العاقل والذكي، كما المجتمع العاقل والذكي.. هو من يفكر في المستقبل ويعمل من أجله بجد واجتهاد.. وهذا هو وحده من يحوز على النجاح تلو النجاح في الحاضر والمستقبل معاً.


    وربما اعود الى تربية الذات والوعي الداخي الذي يستهوي المجتمع بوضع وريقات اخرى في هذا الحديد وللحديث بقية

    اشكركم

    فارس السمراء

  7. #7
    الصورة الرمزية فارس السمراء
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    04- 2005
    العمر
    48
    المشاركات
    8
    السلام عليكم مرة اخرى

    اسف على الاطالة ولكني احييت ان اضيف نقاط اساسة الى تربية الذات والوعي بما تكمنه الامور

    قوة الجد
    أن تأخذ كل مافي الحياة بجد وأنت قادر على التحدي بتبسمك، فهذا يعني أن تأخذك الحياة بجد وهي تتحدى ظروفك متبسمة.

    لا
    قل لا دائما، وأسرف فيها لنفسك دائما وللآخرين في أفضل الأوقات.. فالثقافة المحلية لاتحبها فلا تحتملها.. تعود عليها للنصر الشخصي..!!

    التصور العقلي
    هي أعظم قدرة عقلية.. تمكن دماغك من تنفيذ معطيات خطتك بتوافق جسمي عقلي مع الصور التي أختزنت في الخلايا العصبية. في طيات هذا المبدأ، كافة المباديء الأخرى.. إبدأ والنهاية في ذهنك.

    التذكر التخيلي
    الذاكرة تشبه ترابطات لعبة الدومينو، تبدأ من القطعة الأولى، إذا نسيت فقد أفتقدت أحد العناصر، وحيلة التذكر العظمى هي ربط المعلومة بصورة مألوفة. قوة الذاكرة تهبك السيطرة على الموقف.

    التكيف
    تكيف مع الأحداث ولاتقاوم إلا مايمكن تغييره عبر التصور العقلي. المقاومة الخاسرة تكسبك عادة الفشل، إحذر أن تفعل ذلك.

    كن صريحا
    بقمة الإيجابية صارح نفسك والواقع يوميا.

    أغلق الكتاب وأحرقه
    ليس صفحة، بل كتابا بثقله.. لاتراجع أفكارك السلبية والماضوية، فقط تدرج في تجاهلها بدون مبرر، وادفع ثمنا رائعا عظيما لذلك..
    إمتلاك قوة التسامح ليست أمرا تراجعه، ولا شيئا يوهب لك،، أنتزعها بثمن ماتعيشه اليوم وماتراه في الأفق.

    إقتل الخوف
    بالإعتراف بمواجهته ثم محوه تدريجيا، عبر التغذية الراجعة، يجب أن تخاف حتى تمتلك قوة التحدي، في كل مرة أنقصه تدريجيا.. ثق أنك تتنفس، وهذا يكفي لأن تعيش حرا.

    ثروة المشاكل
    الحل اليتيم لإنهاء المشاكل المسلم بوجودها، هو إستخدامها كثروة من تراب يمكن الإرتقاء عليها للأعلى.. غير ذلك أبقى في عمق الحفرة حتى تبعث.

    إعتمد على نفسك
    "أحسن الظن بالناس وكأنهم كلهم خير، وأعتمد على نفسك كأن لاخير في الناس" يكفي ماقاله العقاد.

    قوة توليد الرغبات
    حدد رغبة واضحة
    أفهم دافعك ثم قرر ثم إستعد لدفع الثمن ثم أدفع الثمن فورا.
    لتكن بهمة الثريا.

    إختبار الشك
    كل لحظة شك تمر بنا ماهي إلا إختبار لقراراتنا، ليست أكثر من ذلك سوى في قيمتها التي نضعها لها، المهم أن نقرر ثم نستمر.

    لحظات الهزيمة
    الخطأ والضعف واردان، الحل ليس في التراجع، بل في إغتنام الفرص
    التراجع يسبب خسائر مضاعفة.. يمكن أن تتراجع إذا كان فرصة مثمرة. إنما لاتشغل ذهنك أبدا بهذه اللحظات!

    الفعل ورد الفعل
    إصمت..
    لاتكن كلب (بافلوف) كائن مستثار لمثير، يجب أن تستخدم طاقة عقلك في تصور أبعاد الأشياء.

    إدارة الوقت
    إدارة الوقت هي (قائمة وتنفيذ) ولكل جهد منظم عائد مضاعف، وقانون إدراة الوقت هو ترتيب الأهم ثم المهم. قسم الوقت ونفذ مهامك مهما كان الثمن.. وتذكر أن الوقت ماهو إلا تجارة تتطلب العمل بمهارة.

    الوقت الصحيح
    أعمل الشيء الصحيح، في الوقت الصحيح، وتراجع بإستراتيجية.. لاتسوف أبدا، وألغي بعض المهام المؤجلة.

    الإسترخاء التكيفي
    نيوتن كان مسترخيا في حديقته، وجاليليو في الكنيسة..
    أما الرسول فقد نزل عليه الوحي متعبدا في غار حراء.
    الإسترخاء هو محاكاة السنة الكونية للطبيعة..
    وقانون إبداعي لازم.

    سلم للواقع
    مامن عظيم إلا وهو قمة في التسليم، فأهدافك هي تشكيلك للواقع الجديد.. هذه سنة كونية كذلك.. إذا شئت مخالفتها فافعل..!!

    السعادة مجرد قرار
    فكرة أن تكون سعيدا فقط فكرة رائعة، ولكن تنفيذها صعب.. أفعلها دون مبرر، أو أخلق المبرر، فمقاييس السعادة كاذبة.. نحن من يضعها بإحتمالات حمقاء.

    مامن فعل إلا وهو مهم
    تكمن أهمية الأفعال الصغيرة أنها تمارين وإختبارات يومية للتطوير الشخصي.. وإستمتاع بلا حدود في عملية القيادة الذاتية.. كل فعل صغير هو مهم، ولكن لاتنشغل بتفاصيل الحياة اليومية.

    تراكم الأفعال
    تراكم الأفعال الإيجابية يهبك قوة شخصية فعلية هائلة وبلا حدود، هي صناعة للسلم الشخصي، ستتلمس ذلك دائما.

    التفكير العميق في المسببات
    إبحث عن المسببات الإيجابية للأشياء، والدوافع الداخلية لسلوك الآخرين.. تجاهل المسببات التي بلا جدوى دون تردد.. إسعد وحدك بمعرفة هذه المسببات.

    حرر نفسك
    .. من إنتقاد الآخرين، والتركيز على مساوئهم، حتى تمتلك طاقتك في التقدم.. فليس النقد السلبي حقيقة ماتريد.. مشاريعك أكبر من ذلك، والوقت لن يسعفك.

    تقبل المحيط
    تقبل محيطك كما هو، ولاتخشى التأثير السلبي، فتصوراتك لما تريد، يجب أن تستمد قوتها من كمية التأثير، لامن كيفيته.. أدرك أن العظمة الكامنة تكمن في القدرة على التنفس بوعي.

    تعامل مع الآخرين كما تحب أن تٌعامل
    هذا مايمكنك من فرض طريقة تعامل الآخرين معك كما تحب، بحيث يستعصي على الجميع أن يعاملوك بما لاتحب، ويستعصي عليك أن تفرض العكس.

    مساويء الآخرين
    جهل الآخرين هو الوسيلة التي وصل بها قادة اليوم إلى الحكم، إعتبرها "نفعية أخلاقية"، واعلم أنك أفضل من الآخرين لهذا ترى مساوئهم. ركز على إيجابياتهم، ماذا تريد غير ذلك؟!

    النصر الجماعي
    تبادل المنافع مع الآخرين ثم التكاتف والتعاون عبر إدراك منظور الآخر ثم فهمهم قبل إفهامهم عبر الإنصات لهم لمعرفة دوافعهم هي ثلاثية النصر الجماعي. تذكر أن إحترام الآخرين بجدية أمر عملي وليس عاطفي.

    لاكمال في العالم
    لاتبحث عن الكمال والمثالية في أي شيء، لايوجد كمال سوى في الرغبة.. حقيقة ماتطلبه من نفسك هو أن تعمل بجد.. والعظمة في إتقان العمل الصحيح.

    بين التواضع والغرور
    يكمن بين الأمرين عامل الثقة، لاتعتقد أنك في أحد الطرفين، المهم أن تستمد من التواضع إخماد غرورك، ومن غرورك ثقتك بنفسك.
    تواضعك لله يحقق توازنا هائلا.. ليكن هو الحاكم على ثقتك بنفسك.

    الإنضباط
    قوة الإنضباط موجودة في داخلك، بدلا من توجيها في العادات السلبية، وجها في ماتريد، الجبن خيار أيضا، فلتكن دائما بهمة الثريا.

    ثابر
    بضراوة..
    المثابرة تغلب المقاومة.. تيقن من هذا المبدأ.. لاتشك فيه مطلقا.. إحذر من ذلك.. وإستمر في ترسيخ مبادئك وأفعالك بقمة المثابرة المرنة. المثابرة قاسم مشترك في نجاح الأغبياء والأذكياء على حد سواء.

    Lies
    يقول "أنتوني روبنز": "أن معظم المعتقدات التي نختارها للنجاح غير صحيحة ولكنها نافعة، مثل معتقد أن الأفكار تصنع الواقع" تذكر أنها كذبات صادقة.. هذه هي أطر الحقائق.

    إيجابية النفس
    لتكن نفسك إيجابية بلا حدود، وعقلك مشتعل حتى الإحتراق، المشاعر وحدها مايجب أن تكون في قمة الإيجابية،، أما العقل فقم بإيقاظه طوال الوقت. هذه مدرستك في إتزان المتناقضات وهي عبرة الليل والنهار.

    زيادة الإيمان
    إذا تجاهلت هذا المبدأ في سلوكك فإن الشر سيبقى بين عينيك.

    ارجو ان تفيد هذه النقاط في مرمى الحوار

    فارس السمراء يعتذر للمرة الثانية على الطالة
    التعديل الأخير تم بواسطة سمراء الليل الحزين ; 10 - 04 - 2005 الساعة 01:56

  8. #8
    الصورة الرمزية خيال
    Title
    نبض كاتـــب
    تاريخ التسجيل
    07- 2003
    المشاركات
    922
    أراده قوية + أمكانيات متوفرة = نجاح أكيد

    التقرب الى الله عزوجل.....
    رسم هدف امامي يجب ان اوصل اليه....
    الثقة بنفس واني قادر على فعل الشي....
    لا يوجد شي مستحيل دام الايمان موجود....
    لا تأجل عمل اليوم الى الغد...
    التطوير المستمر لذات....

  9. #9
    اهلا خيااااااااال والف شكر على الخطوات البسيطه والجميلة ,,,,,,,,مبادرة حلوة منك

    تحياتي

  10. #10
    نعم يا سمراء الليل الحزين
    إن إيماننا بتغيير الذات وتقويمها
    هو الطريق الأساسي والقويم
    للتقدم والرقي بذاتنا , وكلما كان إيماننا
    أعمق , كلما إزدادت ثقتنا بأنفسنا , فالنفس
    بطبيعتها تميل للخمول والكسل وعلينا النهوض بها
    وتعويدها على كل ما من شأته الإرتقاء بها , وهي في ذات
    الوقت تملك روح الإرتقاء والتقدم ولكن ذلك يعتمد إعتمادا كليا
    علينا في النهوض بذاتنا .

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML