النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: عملاق الاسلام

  1. #1
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913

    عملاق الاسلام



    عملاق الإسلام








    أسلم قويا ، وهاجر قويا ، وقُتل قويا ..

    أسس دولة الإسلام قبل ولايته الخلافة بسنين ، بل لقد كان مؤسسا لها

    منذ أسلم فجهر بدعوة الإسلام وأذانه ، وأعزها بهيبته وعنفوانه ..

    وضع يمينه في يمين الرسول صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم

    ابن أبي الأرقم ، فعزّ الإسلام ، وارتفعت الأعلام ، وانهزمت الأصنام

    واندك الباطل ، وغربت شمس الزور ..

    ووضعها في يمين أبي بكر في سقيفة بني ساعدة ، فساد الأمن

    وتوطدت الخلافة ، وحُسِمت الفتنة ..

    كسر بسيف الشرع ظهر كسرى ، وقصر بالحق آمال قيصر

    وأرهق بكتائب الله هرقل ..

    قُتل لكنه عاش ، وارتحل لكنه أقام ، هو فينا ، في ضمائرنا ، في عروقنا

    في دمائنا ، في قلوبنا ، في عيوننا

    في الأبطـــال ، في الرجــال ، في الأطفــال ..





    البطاقة الشخصية


    الاسم : عمر بن الخطاب بن نفيل ، يلتقي مع رسول الله

    صلى الله عليه وسلم في الجد السابع ..

    مولده : ولد بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاث عشرة سنة ..

    إسلامه :أسلم وهو ابن ست وعشرين سنة ...

    عندما أذن الله بالهجرة لرسوله ولأصحابه ، جعلوا يهاجرون مستخفين

    إلا عمر بن الخطاب ، فإنه هاجر من مكة إلى المدينة على مرأى ومسمع

    من قريش ، وتقلد سيفه ، وتنكب قوسه ، وانتضى في يديه أسهما

    ومضى قبل الكعبة والملأ من قريش بفنائها ، فطاف بالبيت سبعا

    ثم أتى المقام فصلى متمكنا ، ووقف على الحلق واحدة واحدة ، وقال :

    " شاهت الوجوه ، لا يُرغم الله إلا هذه المعاطس !

    من أراد أن تثكله أمه ، أو ييتم ولده ، أو تُرمل زوجه

    فليتبعني وراء هذا الوادي "

    فلم يتبعه أحد ، ثم مضى لوجهه ...

    ولايته :ولي سنة ثلاث عشرة يوم مات أبو بكر ، وقبض سنة أربع وعشرين

    وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام ، ومات مقتولا

    طعنه أبو لؤلؤة الفارسي " فيروز" غلام المغيرة بن شعبة وهو في الصلاة





    وبقي ثلاثة أيام بعدها ثم مات رضي الله عنه ، ودفن في حجرة عائشة


    مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر ..





    لقبه : الفاروق


    كنيته : أبو حفص

    هو
    أول من اتخذ بيت المال

    وأول من كتب التاريخ من الهجرة

    وأول من سن قيام رمضان

    وأول
    من عسّ بالليل

    وأول من عاقب على الهجاء

    وأول من ضرب في الخمر ثمانين

    وأول من حرّم المتعة

    وأول
    من جمع الناس في صلاة الجنائز

    وأول
    من أخذ زكاة الخيل

    وأول من اتخذ الدُرّة ( السوط يُضرب به )

    وأول من استقضى القضاة في الأمصار

    وأول من مصّر الأمصار ( بنى مدنا جديدة )

    وأول من سُمي أمير المؤمنين

    وأول
    من وسّع المسجد النبوي وفرشه بالحصباء

    وأول من ضرب النقود في الإسلام

    وأول من استعمل البريد لنقل الرسائل

    وأول من أقام واليا للحسبة ( مراقبة الأسعار ورعاية الآداب )

    وأول
    من شق الترع وأقام الجسور

    من فتوحاته : مصر ، والشام ، والعراق ، والجزيرة ، وأرمينية ، وفارس

    وخوزستان ، وأذربيجان ، وطرابلس ، مما لم يُفتح على أحد قبله ولا بعده

    وما طاش له سهم ، ولا التوى له علم ...

    بعض الأحاديث الدالة على فضله :

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله

    صلى الله عليه وسلم يقول :






    " بينما أنا نائم رأيت الناس عُرضوا علي ، وعليهم قُمص ، فمنها


    ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ دون ذلك ، وعُرض علي عمر وعليه

    قميص يجره ..

    قالوا : فما أوّلته يا رسول الله ؟






    " قال : الدين






    - أخرجه الإمام أحمد والشيخان والترمذي والنسائي -




    عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن عائشة أن رسول الله

    صلى الله عليه وسلم قال :

    " لقد كان فيمن قبلكم من الأمم ناس محدّثون ، فإن يكن

    في أمتي أحد ، فإنه عمر "

    - أخرجه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي -



    عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :





    " بينما أنا نائم شربت – يعني اللبن – أنظر الريّ يجري في أظفاري


    ثم ناولته عمر ..

    قالوا : فما أوّلته يا رسول الله

    قال : العلم "






    - أخرجه الشيخان -




    عن ابن عمر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله

    عليه وسلم قال :

    " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه "





    - أخرجه أحمد والترمذي وأبو داود والحاكم -









    عن عصمة بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله

    صلى الله عليه وسلم :

    " لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب "





    - أخرجه أحمد والترمذي والحاكم -




    عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال :

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

    " يا ابن الخطاب ، والذي نفسي بيده ، ما لقيك الشيطان سالكا فجّا قط

    إلا سلك فجّا غير فجّك "

    - أخرجه الشيخان -



    عن عثمان بن مظعون رضي الله عنه قال :





    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :






    " هذا غلق الفتنة – وأشار بيده إلى عمر – لا يزال بينكم وبين الفتنة


    باب شديد الغلق ما عاش هذا بين أظهركم "

    - أخرجه الترمذي -

    : أحب الرجلين إلى الله





    : عن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم






    " اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك : عمر بن الخطاب






    أو عمرو بن هشام "
    أبي جهل "







    - أخرجه أحمد في مسنده ، وصححه ابن حبان -


    ثناء علي بن أبي طالب كرم الله وجهه على عمر

    رضوان الله عليهما :

    عن ابن عباس رضي الله عنه قال : وُضع عمر بن الخطاب

    رضي الله عنه على سريره ، فتكنفه الناس يدعون ويصلون ، قبل أن يُرفع

    وأنا فيهم ، فلم يرعني إلا رجل قد أخذ بمنكبي من ورائي ، فالتفت

    : فإذا هو علي بن أبي طالب ، فترحم على عمر وقال

    " ما خلّفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله منك ، وأيم الله

    إن كنت لأظن ليجعلك الله معهما أي صاحبيك ، وذلك أني كنت كثيرا ما

    أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

    فذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر

    وخرجت أنا وأبو بكر وعمر





    " فإن كنت لأظن أن يجعلك الله معهما


    - أخرجه البخاري –

    كان أول منطق نطق به ابن الخطاب حين استخلف :





    " إنما مثل العرب ، مثل جمل أَنِفَ اتباع قائده ، وأما أنا






    فورب الكعبة لأحملنهم على الطريق "


    ويضع عمر – رضي الله عنه – النقط على الحروف موضحا سياسته

    ذاكرا ما علمه من خبر القوم ، فيقول مصارحا

    رعيته في خطبة له حين بويع :

    إني قد علمت أن قد كرهتم قيامي عليكم ، والله ما لمن

    خالف إلى الباطل من عقوبة دون ضرب عنقه

    فإن السيف نعم الوزير هو للحق وأهله ، وقد أمر رسول الله

    صلى الله عليه وسلم بالقتال على الحق ، وقاتل عليه ، فخذوا مني





    ما أعطيكم وأعطوني ما أسألكم .. فإني آخذ بالحق غير معتدٍ به






    وأعطيكم الحق غير قاصر عنه


    كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بيني وبينكم

    لا يسألن أحد غير ذلك "

    رسالته المشهورة في القضاء





    : كتب إلى أبي موسى الأشعري


    سلام عليك .. أما بعد ، فإن القضاء فريضة محكمة ، وسنة متبعة

    فافهم إذا أدلي إليك ، فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له ..

    * آس بين الناس في وجهك وعدلك ومجلسك ، حتى لا يطمع

    شريف في حيفك ، ولا ييأس ضعيف من عدلك ..

    * البينة على من ادعى واليمين على من أنكر ..

    * الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا أحل حراما ، أو حرّم حلالا ..

    * لايمنعك قضاء قضيته اليوم ، فراجعت فيه عقلك ، وهُديت لرشدك

    أن ترجع إلى الحق ، فإن الحق قديم ، ومراجعة الحق خير

    من التمادي في الباطل ..

    * الفهم الفهم فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتاب ولا سنة

    ثم اعرف الأشباه والأمثال فقس الأمور عند ذلك بنظائرها واعمد

    إلى أقربها إلى الله وأشبهها بالحق ..





    * المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلودا في حد ، أو مجربا






    عليه شهادة زور ، أو ظنينا في ولاد أو نسب ...


    * إياك والقلق والضجر والتأذي بالخصوم والتنكر عند الخصومات

    فإن الحق في مواطن الحق يعظّم الله به الأجر .. والسلام ..

    إن بعض ما سنّه عمر من الأحكام ، أو تركه لاجتهاد القاضي

    سبق به أرقى النواميس القضائية المعروفة في العالم كله في عصرنا

    الحاضر ، وإن شئت فقل : وفي العصور المقبلة أيضا ..

    كلمات كلها حكم

    - ما عاقبت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه ..

    - ضع أمر أخيك على أحسنه ، حتى يجيئك ما يغلبك منه ..

    - لا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها

    في الخير محملا ..

    - من كتم سره كانت الخيرة بيده ..

    - من عرض نفسه للتهمة ، فلا يلومن من أساء الظن به ..

    - عليك بأخوان الصدق تعش في أكنافهم ، فإنهم زينة في الرخاء

    وعُدّة في البلاء ..

    - لا تهاونوا في الحلف فيهينكم الله ..

    - لا تسأل فيما لم يكن ، فإن فيما قد كان شغلا عما لم يكن ..

    - عليك بالصدق ، وإن قتلك الصدق ..

    - احذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين إلا من خشي الله ..

    - استشر في أمرك الذين يخشون الله ، فإنما يقول :

    } إنما يخشى الله من عباده العلماء {





    كفى بك عيبا أن يبدو لك من أخيك ما يخفى عليك من نفسك -


    أو تؤذي جليسك فيما لا يعنيك ، أو تعيب شيئا وتأتي بمثله ..

    - وقال : لأن أموت بين شعبتي رحلي أبتغي فضل الله ، أحبّ إلي

    من أن أموت على فراشي ..

    - وقال لبعضهم : احذر النعمة كحذرك المعصية ، وهي أخوفهما

    عليك عندي !

    - وقال رضي الله عنه : أحذركم عاقبة الفراغ ، فإنه أجمع لأبواب

    المكروه من السُّكر ..

    - كل عمل كرهت من أجله الموت فاتركه ، ثم لا يضرك متى مت ..

    - أيها الناس ، ما الجزع مما لابد منه ؟!

    وما الطمع فيما لا يُرجى ؟!

    وما الحيلة فيما سيزول ؟!

    وإنما الشيء من أصله ، وقد مضت قبلنا أصول ونحن فروعها

    فما بقاء الفرع بعد أصله ؟

    مع كل جرعة شَرَق ..

    وفي كل أكلة غصص !

    لا تنالون نعمة إلا بفراق أخرى !

    فأين المهرب مما هو كائن !!

    - من دخل على الأغنياء خرج وهو ساخط على الرزق !!

    - أقلل من الدّين تعش حرّا

    وأقلل من الذنوب يهن عليك الموت ..

    من ملأ عينيه من قاعة بيت قبل أن يُؤذن له فقد فسق ، ومن اطّلع -

    على قوم في منازلهم بغير إذنهم فليفقئوا عينه ..

    مواقف من سيرة هذا العملاق





    بينما عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمر في الطريق إذا هو برجل يكلم


    امرأة فعلاه بالدرة .. فقال : يا أمير المؤمنين! إنما هي امرأتي !.

    فقال له : فلِمَ تقف مع زوجتك في الطريق ، تعرضان المسلمين إلى غيبتكما ؟

    فقال : يا أمير المؤمنين ! الآن قد دخلنا المدينة ، ونحن نتشاور أين ننزل ..

    فدفع إليه عمر الدرة وقال : اقتص مني يا عبد الله

    فقال : هي لك يا أمير المؤمنين

    فقال :خذ واقتص
    .. فقال بعد ثلاث : هي لله ، فقال : الله لك فيها ...



    أهدى رجل إلى عمر رضي الله عنه جزورا .. ثم خاصم إليه بعد ذلك

    في خصومه ، فجعل يقول : افصلها يا أمير المؤمنين كفصل رجل الجزور !!

    فاغتاظ عمر رضي الله عنه وقال :

    " يا معشر المسلمين .. إياكم والهدايا فإن هذا أهدى إلي منذ أيام رجل جزور






    فواللهمازال يرددها حتى خفت أن أحكم بخلاف الحكم "










    اتخذ أبو موسى الأشعري نصرانيا - كاتبا لديوانه – فكتب إليه عمر :

    اعزله واستعمل
    حنيفيا






    فكتب إليه أبو موسى : إن من خبره كيت وكيت ..


    فكتب إليه عمر رضي الله عنه

    " ليس لنا أن نأتمنهم وقد خوّنهم الله ، ولا أن نرفعهم وقد وضعهم الله

    ولا أن
    نستنصحهم في الأمر وهم يرون الإسلام قد وترهم ( فجعهم )






    ويعطون الجزية عن يد وهمصاغرون "










    كان أعرابيا يعاتب زوجته ، فعلى صوتها صوته ، فساءه ذلك منها

    وأنكره عليها ثم قال

    والله لأشكونك إلى أمير المؤمنين

    وبينما هو عند بابه في انتظار خروجه ليسمعشكواه ، سمع امرأته

    تستطيل عليه وتقول : اتق الله ياعمر فيما ولاك ، فهم الرجلبالانصراف

    وهو يقول : إذا كان هذا حال أمير المؤمنين ، فكيف حالي ؟؟

    وفيما هو كذلكخرج عمر ، فلما رآه قال :

    ما حاجتك يا أخا العرب ؟

    فقال الأعرابي : يا أمير المؤمنين ، جئت إليك أشكو خلق زوجتي

    واستطالتها علي ، فرأيت عندك ما زهّدني ، إذ كانما عندك أكثر مما عندي

    ... فهممت بالرجوع

    فتبسم عمر وقال

    " يا أخا الإسلام ، إني
    احتملتها لحقوق لها علي .. إنها طبّاخه لطعامي






    خبّازه لخبزي ، مرضعة لأولادي ،غاسله لثيابي







    وبقدر صبري عليها يكون ثوابي "




    لما قدم عتبه بن فرقد أذربيجان أوتي له بالخبيص ، فلما أكله

    وجد شيئا حلوا طيبا ،فقال :

    والله لو صنعت لأمير المؤمنين من هذا ، فجعل له صفطين عظيمين

    ثم حملهماعلى بعير مع رجلين فسرح بهما إلى عمر

    فلما قدما عليه فتحهما وقال :

    أي شيء هذا ؟

    قالوا : خبيص ، فذاقه .. فإذا شيء حلو فقال للرسول :

    أكل المسلمين تشبع من هذا في
    رحالهم ؟






    قال : لا ، فقال : فارددهما ثم كتب :






    "
    أما بعد ، فإنه ليس من كدكولا من كد أمك ، أشبع المسلمين







    مما تشبع منه في رحلك "









    عن عمربن مره قال : لقي رجل من قريش عمرا

    فقال : لِن لنا ، فقد ملأت قلوبنا مهابة ..

    فقال : " أفي ذلك ظلم ؟ "






    قال : لا






    قال : " فزادني الله في صدوركم مهابة "









    بلغه ذات مرة أن عمرو بن العاص في الفسطاط يجلس بين الناس متكئا

    وقد كان كبيرا في السن فأرسل إليه محمدبن أبى مسلمة بكتابيقول له :

    " من عبد اللهابن عمرأمير المؤمنين إلي العاصي ابن العاص اذا بلغتك

    رسالتيفاجلس كما كان يجلس رسول الله "



    : بلغه أيضا أن سعدا صنع بابا على باب الإمارة فمن يأتي يطرقه فقال

    يا ابن
    مسلمة أذهب فاكسر البابوقل له :

    " يا سعد .. يا خال رسول الله ، من حجب بينه وبين الرعية






    حجب الله بينه وبين الجنةيوم القيامة "










    كان مع أبي موسى الأشعري رجلا ذا صوت ونكاية في العدو

    فغنموا مغنما ، فأعطاه أبو موسى بعض سهمه ، فأبى أن يقبله إلا جميعا

    فجلده أبو موسى عشرين سوطا وحلقه ، فجمع الرجل شعره وترحل إلى

    عمر بن الخطاب ، حتى دخل عليه ثم قال : أما والله لولا النار ، فقال عمر :

    صدق والله لولا النار

    ، فقال : يا أمير المؤمنين ضربني أبو موسى

    عشرين سوطا ، وحلق رأسي وهو يرى أنه لا يُقتص منه

    فقال عمر :
    لأن يكون الناس كلهم على صرامة هذا ، أحب لي من جميع






    ما أفاء الله علينا
    ، فكتب عمر إلى أبي موسى :






    " سلام عليك ، أما بعد فإن فلانا أخبرني بكذا وكذا ، فإن كنت فعلت






    ذلك في ملأ من الناس فعزمت عليك لما قعدت له في ملأ من الناس


    حتى يقتص منك ، وإن كنت فعلت ذلك في خلاء من الناس ، فاقعد له

    في خلاء من الناس حتى يقتص منك "

    فقدم الرجل فقال له الناس : اعف عنه ، فقال : لا والله لا أدعه لأحد من الناس

    فلما قعد أبو موسى ليقتص منه ، رفع الرجل رأسه إلى السماء ثم قال :

    اللهم إني قد عفوت عنه ...



    جيء إلى عمر بمال ، فبلغ ذلك حفصة بنت عمر أم المؤمنين رضي الله عنها

    فقالت : " يا عمر ، يا أمير المؤمنين ، حق أقاربك من هذا المال !

    قد أوصى الله عز وجل إليك بالأقربين ..





    فقال لها : " يا بنية ، حق أقربائي في مالي ، وأما هذا ففيء المسلمين






    " غششت أباك ونصحت أقرباك




    قدم على عمر رضوان الله عليه ، مسك وعنبر من البحرين ، فقال عمر :

    والله لوددت أن آخذ امرأة حسنة الوزن تزن لي هذا الطيب حتى أفرقه





    بين المسلمين
    ، فقالت له امرأته عاتكة : أنا جيدة الوزن ، فهلم أزن لك


    فقال :
    لا






    قالت : ولم ؟


    قال : "
    أخشى أن تأخذيه فتجعليه هكذا – وأدخل إصبعه في صدغيه –






    تمسحين به عنقك ، فأصيب فضلا عن المسلمين "




    افتقد من بيت المال أيام عمر أربعة آلاف درهم ، وكان بيت المال

    في يد وهب بن منبه فكتب إليه عمر :





    " أما بعد ، فإنا لا نتهم دينك ولا أمانتك ، ولكن نخاف تفريطك وتضييعك ،


    وهذا المال للمسلمين ، فإذا صليت العصر من يوم الجمعة ، فاستقبل القبلة ،

    واحلف بالله أنك ما أخذتها ، ولا علمت لها آخذا .. والسلام "








    نظر رضي الله عنه إلى رجل مُظهر للنسك متماوت ، فخفقه

    بالدرة وقال :

    " لا تُمت علينا ديننا أماتك الله !! "



    ونظر إلى أبي بن كعب ، وقد تبعه قوم ، فعلاه بالدرة وقال :

    " إنها فتنة للمتبوع ، مذله للتابع "



    وأُتِيَ بنائحة قد تُلتلت ، فقال :

    " أبعدها الله .. إنه لا حرمة لها ولا حق عندها ، ولا نفع معها !

    إن الله عز وجل أمر بالصبر ، وهي تنهى عنه ، ونهى عن الجزع

    وهي تأمر به ، تريق دمعتها وتبكي شجو غيرها

    تحزن الحي وتؤذي الميت "



    كان رضي الله عنه منصفا حتى مع من لايحبه .. إنه يلتقي

    بأبي مريم الحنفي قاتل أخيه زيد بن الخطاب في وقعة اليمامة

    فيقول له :

    والله لا أحبك حتى تحب الأرض الدم

    قال : فتمنعني حقا ؟

    قال : لا

    قال : فلا بأس ، إنما يأسف على الحب النساء !



    كان عمر رضي الله عنه يعس بالمدينة ليلا ، فسمع صوت رجل في بيت

    فارتاب في الحال ، فتسوّر ، فوجد رجلا عنده امرأة وخمر ، فقال :

    يا عدو الله ، أكنت ترى أن الله يسترك وأنت على معصية ؟!

    فقال الرجل : لا تعجل عليّ يا أمير المؤمنين ، إن كنت قد عصيت الله في

    واحدة ، فقد عصيته أنت في ثلاث :

    قال الله تعالى : } ولا تجسسوا {

    وقد تجسست !!

    وقال : } وأتوا البيوت من أبوابها {

    وقد تسوّرت !!

    وقال : } فإذا دخلتم بيوتا فسلموا {

    وما سلمت !!!

    فقال له عمر :
    فهل عندك من خير إن عفوت عنك ؟!






    قال : بلى يا أمير المؤمنين ، والله لئن عفوت عني ، لا أعود لمثلها أبدا


    فعفا عنه ...



    سأل أصحابه :
    أي الناس أنعم بدنا ؟






    فكل أجاب برأيه ..


    فقال عمر رضي الله عنه ، لكني أقول :

    جسد في التراب ، قد أمن العقاب ، ينتظر الثواب !

    وبعد إخوانــي .. ألا نتساءل

    مالذي خلق من القلة كثرة ، ومن الضعف قوة ، ومن الذل عزا

    ومن الموت حياة ، وأخرج من الصحراء قلة كانت أعظم مثل في العظمة

    والعدل والإحسان والعلم والحضارة ؟

    لن تجد أساطيل ولا جحافل ولا طيارات ولا غواصات ولا معامل

    ولا مصانع ولا شيئا من جبروت الحضارة وزخرفها ..

    ولكن شيئا واحدا كان من وراء ذلك النصر .. إنه الإيمان المتين

    والخلق الصالح ..

    فهل آن الأوان بعد ذلك التعثر والتخبط أن نبدأ البداية الصحيحة ؟!

    هل آن الأوان أن نضع أقدامنا على طريق العزة والقوة والنصر ؟!

    فاعلم أنه لا عزة بلا مباديء وقيم ، ولا يصح إلا الصحيح ، ولا يبقى

    على الدهر إلا ما أرشد إليه الله ورسوله وصالح المؤمنين ..

    ووالله لن يرتفع لنا شأن إلا إذا عرفنا الطريق وبدأنا البداية الصحيحة

    وعبرنا إلى آمالنا على جسر من القيم ....
    من بريدي



  2. #2
    الصورة الرمزية مرايم_العين
    Title
    عضو شرف
    تاريخ التسجيل
    07- 2004
    العمر
    34
    المشاركات
    1,753
    معلومات رائعة جدا وجزاج الله الف خير

  3. #3
    الصورة الرمزية عذبة المشاعر
    Title
    نبض جديــد
    تاريخ التسجيل
    02- 2005
    العمر
    40
    المشاركات
    141
    معلومات جدا قيمه

    لك كل التقدم

  4. #4
    تسلمين والله اختي الطيبة جنة عدن ووفقك على تواصل الجميل

    وجزاك الله كل خير وثبتنا الموضوع الجميل واتمنى منج ومن كل من

    لديه اشياء جميلة عن الصحابي الجليل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه

    ان يسرده هنا واتمنى ان يكون على شكل اجزاء لكي نستطيع القراءة

    وبعده ان شاء الله نذكر صحابي اخر من خلال اختنا الطيبة جنة عدن

    وجزاكم الله كل خير

  5. #5
    الصورة الرمزية جنة عدن
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    03- 2004
    المشاركات
    2,913
    مرايم العين
    عذبة المشاعر
    عمار النقيب

    بارك الله بكم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML