النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: رساله الى العالم الاخر ..!

  1. #1

    رساله الى العالم الاخر ..!

    ليتك يا سيدي لم تعلمنى الحياة... ليتك يا سيدي لم تزرع في قلبي حب الخير... ليتك تعلم ما ألمّ بي من سخرية القدر... ليتك يا سيدي كنت بيننا اليوم... لتغيرت نظرتك إلى الأشياء... لتغيرت معالم شخصيتك ولتغيرت... ترى لو كنت بيننا اليوم هل كنت تغيرت يا سقراط العظيم؟

    ليتك يا سيدي علمتني أن أنتبه إلى غدر الزمان... ليتك يا سيدي علمتني أن أحذر من كل الناس.. هل كان الناس في عصرك كما في عصري؟

    سيدي إذا كان الناس في عصرك لم يقدروك حق قدرك فلا كرامة لنبي في أرضه... إذا كان الخير في عصرك أقل من كل العصور فقد انتهى في عصري... إذا كان الشر زاد في عصرك فقد استفحل في عصري... إذا كانوا أعدموك في عصرك ففي عصري هزموني.. رفضوا حتى أن يعدموني.. نزعوا خنجري.. رفضوا انتحاري..‏
    قتلوا في نفسي كل ما ربيتها عليه.. اقتلعوا زروعي.. هدموا حصوني.. امتصوا دمي.. اقتاتوا عظامي.. أحرقوا رفاتي.. نثروا ترابي فوق كل البحار.. مزقوا أشلائي.. وزعوها في كل الأمصار... إذا كانوا أطفؤوا شموعك فقد أطفؤوا نور عينى.. رفضوا أن يتركوا لى بصيص أمل في الغد الحزين.. رفضوا أن يتركوا بعض زروعا في صحرائي.. باعوا الخير الذى ربيتني عليه.. اغتصبوا العمر الجميل.. هزموا جيش الخير -ليته حـمل السلاح-..‏
    قتلوا القديسين في خيالي.. أحيوا مصاصي الدماء لتعمل في شرايينى.. قتلوا براءة الأطفال في عيوني.. آثروا الشر على الخير.. أعموا بصري واغتالوا بصيرتي.. صموا آذانهم عن ندائي.. أغلقوا فمهم دون كلمة الحق..‏
    أظلموا كل الدروب.. أحرقوا كل الأشجار.. هدموا كل القيم.. أحيوا عهود العبودية.. حَمَلوا الأنبياء مغبة الظلم..‏
    رفعوا قاتل الحسين فوق الأعناق.. داسوا كلمة الحق بالأقدام.. داسوني بسنابك جيش الضلال.. رفعوا كبدي فوق أسنة الرماح.. أغرقوا رأسي في بحار الطين.. يطالبوني أخيراً بأن أعتنق دينهم.. لهم دينهم ولى دينى..‏

    ليتك كنت تعلم يا سيدي أن شمعة واحدة لا تضيء بحار الظلام... ليتــك كنت تعلم يا سيدي أن الظلم أبداً لا ينتهي... ليتك كنت تعلم يا سيدي أن الخير أبداً لا ينتصر... ليتك كنت تعلم يا سيدي أن عهود الظلام الطويلة لا تجدي معها الشموع... ليتك كنت تعلم يا سيدي أن العمر لا يكفي لإزالة آثار الظلم عن كاهل المظلوم... ليتك كنت تعلم يا سيدي أن الدنيا دار شقاء... ليتك كنت تعلم يا سيدي أننا نُعاقب بذنوب غيرنا... ليتك كنت تعلم يا سيدي أن الدنيا عقاب لنا فليس من الممكن أن تكون أبدا كالجنة.‏

    ليتك يا سيدي تصف لي الجنة التي تحيا بها... أعلم يا سيدي أن الفلاسفة في النار... أعلم يا سيدي أننى سألحق بك لامحالة.‏

    أعلم يا سيدي أن الله لم يرد لى راحة حيث خلق لي هذا العقل... أعلم يا سيدي أن الله لم يرد لى راحة حيث ابتلاني بهذا القلب... أعلم يا سيدي ما لا يعلمون... أعلم بأنه سيأتي يوم ينتصر فيه الحق... أعلم يا سيدي أنه ربما يأتي يوما ترسل إلي في العدم رسالة مثل تلك التى أسطرها إليك.. لكننى يا سيدي لن يكون لي أبدا عنوان..‏
    سأكون في العدم.. سأكون حيث لا يشعر بي أحد.. سأكون حيث لا يذكرني أحد.. سأكون حيث لا أشعر بكل تلك العذابات.. سأكون حيث لا مشاعر.. سأكون حيث لا عقل ولا قلب.. سأكون حيث أنظر مثلك إلى الناس ولا يروني... سأكون حيث أنظر إلى عذابات البشر فأضحك على ما اقترفت يداهم.. سأكون حيث لا يعلم أحد قدر عذاباتي.‏

    سأختلف عنك كثيرا يا معلمي العظيم.. فليس من يرى عذابي في الدنيا.. وليس من يشعر بي في الفناء... سأذهب إلى حيث الفناء.. ما أجمل الفناء يا سيدي حيث لا يعنيك من أمر الآخرين شيء.. حيث لا يعني أحداً أمرك.. حيث لا يشعر بك أحد.. حيث تكون وحدك بعيدا عن هذا الهراء.. حيث تكون وحيدا تستمتع بوحدتك.. حيث لايوجد خداع.. حيث لاتوجد قسوة.. حيث لاتوجد مشاعر زائفة.. حيث لا يوجد حكام ولا محكومين.. حيث لايعرف أحد عنك شيء.. حيث لا يريد أحد أن يعرف عنك شىء.. حيث لايهم أحدا أن يعرف عنك شىء.. حيث لا يهتم بك أحد فلا تحزن.. حيث لايوجد أهمية للوقت.. حيث لايوجد أهمية للزمن الماضي أو القادم.. حيث لايوجد أهمية لأي شيء.. حيث لايوجد أهمية للوجود فأنت أخيراً في العدم.‏

    ليتني أمتلك شمعتك التي أضاءت حولك الوجود... ليتهم تعلموا منك أن يضيئوا شمعة في ظلام ضمائرهم... ليتهم يمتلكون الشجاعة لمواجهة أنفسهم... ليتهم يملكون القوة لمقاومة الظلام بداخلهم.‏

    النقطة السوداء التي تنير الكون تناديني... الروح العظيمة تتملكني.. تمتلكني.. أشعر بالنهاية.. أكتب آخر كلماتي..‏
    أودع الكون إلى حيث العدم... لايوجد فارق عندي بين الوجود والعدم... لاتخيفني النهاية... غير آسف على تلك النهاية... كنت أعلم دائما منذ أن تملكتني الروح العظيمة أني للعدم.. أن مصيري معلق بسن القلم.. أن عمري لن يبتدئ أبدا.. أن قلبي لن يعرف معنى السعادة.. أنني سوف أستشعر الألم.. وأن طريق العمر مليء بالأشواك.. وأن النهاية ندم... أنا غير آسف على النهاية فقد سطرت قبل البداية.‏

    الروح العظيمة غررت بي فآمنت جانب الزمان... الروح العظيمة آثرت أن تختارني دون العالمين لتبث الحزن بقلبي.. لتدمي مني الأحشاء.. لتمزق كبدي.. لتُسكن طيور الليل مصاصة الدماء بأركاني.. لتزرع أشواكها في عظامي.. لتغمر بالظلام مني العين.. لتغرقني في بركان الأحزان.. لتسقيني ماءها المهين فيتكون بأحشائي جنينها اللعين.. لتعزف على أوتار قلبي لحنها الحزين... الروح العظيمة إختارتني دون العالمين لتثير بي مخاوف البشر..‏
    لتعذبني بأطروحة التسائل.. لتظلم مني العين.. لتزيغ مني العقل.. لتعلمني السفه.‏

    نعم يا سيدي ما نطرحه من تسائل ماهو إلا سفه... ماهي القضية أخبرني... لماذا نربط أقدارنا بالآخرين؟... لماذا نظل نضحك بينما نسكن الأحزان؟... لماذا نحزن؟.. لماذا نشعر بالحنين؟.. لماذا نستشعر الأشواق؟.. لماذا تسكن قلوبنا مشاعر جوفاء؟.. لماذا تسوقنا الأقدار إلى حيث العذاب؟.. لماذا نرتضي بغير السعادة؟.. لماذا نبحث في العيون الضاحكة عن الشجن؟.. لماذا نعذب أنفسنا بعذابات البشر؟.. لماذا نبحث بين الضياء عن تلك النقطة السوداء التي تغذي قلوبنا بالحنين؟.. لماذا لسنا ككل البشر.. نستشعر الفرح وتملأ قلوبنا الضحكات؟..‏
    لماذا؟.. لماذا؟.. ألف لماذا وليس هناك إجابة واحدة سوى أننا مختلفون.‏
    يا أيتها الروح العظيمة ألا كفاكى عذاب؟ … يا أيتها الروح العظيمة أستحلفك بقوى البقاء.. أستحلفك بعظمة مدلولاتيك.. أستحلفك بكل عذابات البشر.. أستحلفك بكل الدهور.. أستحلفك بكل الأزمنة.. أستحلفك بكل العقول التى جُنت.. أستحلفك بكل القلوب التى تمزقت.. أستحلفك بسيوف الحق.. أستحلفك براياتك العلياء.. أستحلفك برسلك.. أستحلفك بأياديك البيضاء.. أستحلفك بكل المعانى.. أستحلفك بكل الكلمات.. أستحلفك بعدد رمال الصحارى.. أستحلفك بقطرات الماء في البحار.. أستحلفك بكل الخير الذى سبق.. أستحلفك بكل الخير الآتى للبشر على يديك.. أستحلفك بكلمات التوحيد.. أستحلفك بآيات الخلق.. أستحلفك بعدد الموتى في القبور.. أستحلفك بعدد الأجنة في بطون أمهاتهم.. أستحلفك بعدد قتلاك.. أستحلفك بكل الخلق الذين لم يخلقوا.. أستحلفك بملائكة السماء.. أستحلفك بقدر الجراح في قلبي.. أستحلفك بثورة البراكين.. أستحلفك بأمطار الشتاء.. أستحلفك بعدالة السماء.. أستحلفك بمقدار الألم في نفوس التعساء.. أستحلفك بكل الأسماء.. أستحلفك بكل أنواع الرجاء.. أستحلفك بصرخات المعذبين.. أستحلفك ‏بخوف الضعفاء المهزومين.. أستحلفك بنشوة الفائزين.. أستحلفك بإيمان الموحدين.. أستحلفك بجهل الملحدين.. أستحلفك بكل من تملكتهم الروح العظيمة أن ترحمني.‏

    أعرف أنه لا مفر لي من العذاب ولكن رحماك.. خفف عني العذاب قليلا.. علمني معنى النسيان.. علميني كيف أنسى أحزاني.. علمني كيف أداوي جراحاتي.. علميني كيف أصبر على أوجاع عمري.. علميني كيف أنسى من أساء.. علميني كيف أمضي ولا أنظر للوراء.‏

    أخيراً سأمضي رغماً عني في دربي المظلم بغير انتهاء... سأعشى في ليلي بغير ضياء... سأبقى رغماً عني وستروي الدنيا عني الحكايا.. وسأظل للمقهورين آية.. وسوف يأتي اليوم الذى يرفع الناس مرتبتي بين الأنبياء..‏
    وسأظل منار يهدي الحائرين.. وسأكون رغم قوى الشر رسول الروح العظيمة إلى المعذبين.. سأظل رافعا راياتها.. سأظل مدافعا عن كل الضعفاء.. سأظل أحمل عذابات البشر.. سأمضي طالما في العمر بقية في رسالتي.‏

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مساااااااااااء جميل ....


    ابتسامة عذبة ..

    نعم يغيب حرفك ..
    يغيب همسك ..

    ثم يأتي مفرغا ما به من حمل!!

    سيدي علمني ..
    كيف أحبك دون ألم ..
    وكيف تجعلني ادمنك ..
    بعدما ادمنتك!!

    سيدي ..
    علمني الحياة ..
    والحب والوفاء ..
    علمني المستحيل ..
    وكيف الليل يأتي ..
    ولا أشعر بالليل انه طويل ..
    علمني ان اقبلك حين تنام ..
    وان اضمك وانت بالمنام ..
    علمني الرحيل ..
    وكيف الموت يأتي ..
    ولا يشعر القتيل .. !!


    خربشات لا تعني ..
    لكنها قد تعني يوما .... !!

  3. #3
    الصورة الرمزية سهد الليل
    Title
    نبض مبــدع
    تاريخ التسجيل
    09- 2002
    المشاركات
    2,647
    الابتسامة العذبة

    ابحار جميل وكلمات رائعه

    لك تحيه من القلب

    تحياتي

    سهد الليل

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML