تهرب الحروف من بين السطور ...
وتغادر أوراقي إلى عالمها المعتاد ...
تتركني وحيدة أترنح في صمت وحيرة ...
أرقب تلك اللحظات بشغف طفولي ممسكة بقلمي ،
الذي أبى أن أفارقه ...
أو يفارق هو أصابعي ...
مهما ضيعتني هذه الحياة وأسرتني في دوامتها اللامتناهية
من الحيرة الجنونية ،
والصمت المطبق على الأنفاس المتقطعة
تلك الأنفاس هي أنفاسي الضائعة ...
التي أرهقتها زيف تلك الصور المترائية لها كل يوم ...
والنفوس المريضة التي أُجبرت أن أكون معهم أعايشهم ....
متجرعةً صنوفاً شتى من الغدر والخيانة ....
في المســـاء ..
تأتيني أفكاري الجنونية ...وتساورني خطط جهنمية ...
فأغدو كقائد مغولي ّ أو أحد أعوان هتلر أغدو ككلب مسعور ...
متعطش إلى قطرات من الدماء ..
لا إنما أنهار منها !!!
لأشفي غليلي من هذه الحياة ..
.لكني أستيقظ من أفكاري هذه
على صوت طفلي النائم ببراءة الأطفال بجانب السرير ...
أستيقظ لأجدني ..
أنسى ما فكرت به منذ لحظات ..
أنسى أفكاري وخططي ...
فأعود لعالمي أو بالأحرى لعالم طفلي ...
ألاعب أنامله الناعمـــة
في صمت وسكون ...
وأطبع القُبَل على جبينهِ الطاهر ...
أدعو له ولأطفال العالم أن يكون عالمهم أطهر
من عالمنا وأن يحيوا حياةً غير
الحياة التي نحن نحياها ...