نوُّروا أرواحكم من نور طه





كيف قلبُ المصطفى ينهلُّ سعْدا
ونفوسُ الناس لا تبعثُ وردا



هل تراهُ يكتبُ الفخر ابتهاجاً
بدم المظلوم من لم يتعَدَّ



هل تراهُ يملأ العالم زُوراً
ضدَّ من كان له في الرأي نِدَّا



هل تراهُ ينحرُ الأخلاق لمَّا
لم تكن تربطهُ للنصر شدّا



هل تراهُ يحسبُ العدل هراءً
حينما يصبحُ بين العدل صيْدا



عودةً للنبع يا أحباب طه
إنْ أردتم لنوال المجد نجدا



واجعلوا السيرة حُكْماً لمسار
لا تكن للغيّ تبريراً وعضْدا



نوُّروا أرواحكم من نور طه
وارفضوا من يجعل التفكير قيدا



انفضوا التاريخ عن إشراق صبح
عن جمال ملَأَ العالم شهْدا



نقّحوا الأسفار عن زيغ الحكايا
يصمُتُ الباطلُ لا لن يتحَدَّى



لا تصدّوا الناس عن أحسن خُلْق
باختلاق ذاقَ منهُ الحقُّ رمْدا



لا تصدُّوا الناس عن زين البرايا
من بهِ العالم يستعطفُ رغْدا



هُوَ من قاوَمَ بالسلْم حروباً
كيف نفني بحروب البغض وُدّا



وغدا الهمُّ لنا تحريق أرضٍ
وامتهنا القتل حتى كان بُدّا



فإذا لم تُزْهقِ الأرواحُ يوماً
لم يكن يوماً من الإسلام مدّا



يا رسول الله ناولني شهاباً
أقدحَ الروح بأنوارك زندا



قبلها أجمع أشلاء الخزايا
أحرق الروح التي مامنك تُهْدى



أحرق البغضاء من قلبي لأنّي
في معانيك يسيرُ القلبُ قصْدا



إنّ قلباً حمَلَ الرحماتِ حبّاً
هل تراهُ نثر الأحقاد كيْدا



كفُّهُ مرَّتْ على كون مُعَنّى
فاكتسى منهُ بُعيْدَ القيض بردا



بَرَّدَ الأرواح من غلواء حقد
فكفوف القبض صارت تتَنَدَّى



نَشَرَ الأخلاق في صحراء جرْد
فالخُزامى بعض ما أُجْنيَ رغدا



صافَحَتْ نسمةَ طه وردُ دوح
أقْسَمتْ حبّاً لهُ تحفظَ عهْدا



أنْ تعيد الودَّ في من سار شرقاً
يطلبُ الشمس صباحاً يتصَدَّى



فجمالُ الشمس في أشراق صبح
كان من بسمةِ طه مُسْتَمَدّا



ليس معنى لجماد حين يبدو
حسْنهُ وهو لهُ ما كان مبدا



ختَمَ اللهُ بهِ الإرسالَ مسْكاً
فشذاهُ ملأَ العالم رُشْدا




حسين إبراهيم الشافعي
السعودية
سيهات