النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الشعر العربي المعاصر في سلطنة عُمان

  1. #1
    الصورة الرمزية السندباد
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    01- 2003
    المشاركات
    595

    الشعر العربي المعاصر في سلطنة عُمان

    الشعر العربي المعاصر في سلطنة عُمان

    تمهيـد:

    لعل أهم ما يتميز به الإنتاج الأدبي والشعري خاصة في سلطنة عُـمـان, خلال الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وحتى الآن, هو ذلك الاتساع النوعي(1) والكمي(2) وذلك مرده إلى اتساع البقعة الجغرافية, التي عاش فيها, والتي حتمت بروز أشكال متعددة من الإبداع الأدبي, ظهرت متوافقة وحركة النهضة الحديثة التي عاشها الوطن العربي, وشهدنا مظاهرها سياسياً, واجتماعياً, واقتصادياً وثقافياً.

    وفي تناولنا لهذا الجانب الأدبي, سنضع الاعتبار لهذه الخصوصية المكانية التي انتمى إليها هذا الأدب, واتسعت آفاقه إلى المهجر الإفريقي(3) , الذي أقام فيه العُـمـانيون فترة طويلة قاربت الثلاثة قرون, لهذا ستغطي دراستنا ملامح التجربة الشعرية المعاصرة في هذين المكانين, معتمدة في ذلك على انتقاء النماذج الجادة في هذه التجربة الخصبة. ويمكننا تناول هذه التجربة من خلال شطريها: الشطر التقليدي: والشطر المحدث, وبين هذين الشطرين, سنركز على الأبعاد الموضوعية والفنية, بادئين بدور مصادر التاريخ الأدبي في رصد ملامح التجربة الشعرية العُـمـانية.

    * المحور الأول: الشطر التقليدي في التجربة الشعرية العُـمـانية : ـ

    * ملامح التجربة الشعرية العُـمـانية في مصادر التاريخ الأدبي : ـ

    ما دمنا قد حددنا دراستنا بنهاية الفترة المعاصرة فإن إشاراتنا لمصادر التاريخ الأدبي ستكون منصبة على المصادر الحديثة التي نجد أولها عند نورالدين السالمي في كتابه (تحفة الأعيان بسيرة أهل عُـمـان) فقد دمج الكتاب بين التاريخي والأدبي, وقدم لنا نماذج من الشعر العُـمـاني في مختلف عصوره (4) كما أنه لم يكتف بتلك النماذج, بل وثَّق حياة أولئك الشعراء وأشار إلى الأحداث التاريخية المتصلة بعصرهم, فأورد النماذج النادرة من أشعارهم, كتلك القصائد التي أوردها على لسان عبدالعزى بن معولة بن شمس أحد أفراد الأسرة الثانية التي حكمت عُـمـان بعد أسرة مالك بن فهم ويورد أيضاً قصائد مجهولة المؤلف تحكي بعض الوقائع الاجتماعية والسياسية.

    ولا يتجاهل فترة النباهنة, حيث يشير إلى شاعرهم الكبير سليمان بن سليمان المظفر, وإلى ديوانه, وكذلك الحال إلى الفترات اللاحقة لذلك حتى يصل إلى نهاية الأحداث التي وقعت في عُـمـان عقب إمامة الإمام عزان بن قيس (1868 - 1871م) .

    وامتداداً لتلك المصادر تطالعنا ثلاثة منها اعتنت برصد الحركة الشعرية ورصد تجلياتها سواء على صعيد معالجتها التاريخية الأدبية أو اقتصارها على الأدبية البحتة وهذه المصادر هي (نهضة الأعيان بحرية أهل عُـمـان) لأبي بشير محمد السالمي(5) و(عُـمـان عبر التاريخ ) لسالم بن حمود السيابي(6) و(قلائد الجمان في أسماء بعض شعراء عمان) لحمد بن سيف البوسعيدي و(شقائق النعُـمـان في أسماء شعراء عُـمـان), لمحمد بن راشد الخصيبي(7) . والأخير أكثر عناية وتركيزاً على حركة الشعر العُـمـاني من خلال رصد الشعراء وتقديم نماذج من أشعارهم معتمداً في ذلك على منهج تقليدي تأثر فيه بفكرة الطبقات في تقسيم الشعراء التي استخدمها محمد بن سلام الجمحي في كتابه ( طبقات فحول الشعراء).

    وإذا كان الخصيبي قدم لنا الملامح الأرشيفية الأولى لتجربة الشعر العُـمـاني عبر تقليدية المنهج, فإن الطائي في كتاباته الصحفية التي نشرها في صحافة الخليج في الخمسينات والستينات, أكدت على نفس التوجه التوثيقي مع فارق المنهج الذي اعتمدته كتاباته بدءًا بطابعه التحليلي الوصفي, وانتهاءً بفكرة الكاتب الشمولية التي أزكتها تجربته مع الصحافة والإذاعة, والتي حتمت عليه هذا الطرح الإعلامي الواضح ولعلنا نجد أمثلة ذلك في كتبه(الأدب المعاصر في الخليج العربي), و(شعراء معاصرون) و(دراسات عن الخليج العربي) و (مواقف) وفي المقابل لهذه المصادر التي ظهرت في عمان نجد مصدراً مثيلاً لها يتجلى في كتاب (جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار) تأليف الشيخ سعيد بن على المغيري, حيث يعرض لنا جوانب من حياة الشعر في هذه المنطقة, ويصور الأحداث التاريخية المتصلة به, ولعل النماذج التي قدمها تعطي انطباعاً أولياً على ذلك فهو يورد قصائد الشعراء التي قيلت في المناسبات الرسمية وفتوحات السلاطين وغير ذلك.

    وترجع أهمية هذا الكتاب, ليس إلى غزارة مادته فحسب, ولا إلى عمق التوغل في بدايات التاريخ القديم لهذه المنطقة, كما هو الشأن في المؤلفات التي أشرنا إليها, وإنما إلى الانعطافة الجغرافية التي تحدد له الأرض التي يتحرك عليها ألا وهي المهجر الإفريقي.

    هذه هي أهم المصادر التي توضح ملامح التجربة الشعرية العُـمـانية المعاصرة, وتقدم معالمها عبر خطوط التلاقي بالجانب التاريخي طوراً, وبالجانب الديني والفقهي طوراًَ آخر, ولعلنا لا نبالغ إذا أكدنا بأن الجانب الديني لعب دوراَ مهماً في تجلية هذه التجربة عبر ما يسمى (بالنظم الفقهي), الذي نجد أمثلة عديدة له عند نور الدين السالمي(8) , وخلفان بن جميل السيابي(9) , وسالم بن حمود السيابي(10) , وحتى أبو سرور(11) في الفترة الحالية, وهى بادرة نلمحها في ذلك الاتساع الكمي لهذه التجربة ـ كما أشرنا ـ إذ لا مناص من القول بأن أغلبية قضاة عُـمـان وفقهائها وعلمائها كانوا شعراء...

    لهذا فنحن أمام تجربة ثرية لا يمكن حصرها, أو تحديد أطرها الموضوعية, إلا من خلال تلك المصادر التي أشرنا إليها.

    أعلام التجربة الشعرية العُـمـانية التقليدية المعاصرة:

    لعل أهم الأسماء التي تطالعنا بوضوح في هذه التجربة على امتداد جناحيها (العُـمـاني ـ الإفريقي) أبومسلم ناصر بن سالم الرواحي, وسعيد بن خلفان الخليلي, وعبدالله بن سعيد بن خلفان, ونور الدين السالمي, وابن شيخان, وعبدالله الخليلي, وخالد بن هلال الرحبي, وأبو سلام الكندي, وهلال بن بدر البوسعيدي, وعبدالله الطائي, وأبوسرور, وأبو وسيم, وأحمد بن حمدون الحارثي, وقد أضيفت إليهم قائمة جديدة في العصر الحديث اشتملت على كثير من الأسماء ساعدت وسائل الإعلام على تشجيعهم ونشر إنتاجهم, وصدرت لبعضهم دواوين : مثل هلال العامري, ومحمود الخصيبي, وذياب بن صخر العامري, وسعيد الصقلاوي, وسيف الرمضاني, وعلى بن شنين الكحالي, وغيرهم, بينما ظل بعضهم الآخر ينشرون قصائدهم في ملاحق الصحف, والجرائد الثقافية, ولم يجمعوها بعد في ديوان مثل عبدالله بن صخر العامري, وهلال السيابي, وهلال الحجري, وسالم الكلباني, وكان قبلهم بعض القضاة والمشايخ أمثال خالد بن مهنا البطاشي, ومحمد بن سيف الأغبري, ومنصور بن ناصر الفارسي, ومحمد بن علي الشرياني, وسعيد بن خلف الخروصي, وهاشم بن عيسى الطائي وغيرهم(12).

    ومن طرف آخر ساهمت المرأة في رسم هذه الخارطة الشعرية المعاصرة, وإن كانت مساهمة ضئيلة, إذ إننا لم نعثر على نماذج لها إلا من خلال أربع شاعرات هن: الأديبة عائشة بنت الشيخ عيسى بن صالـح بن عـلي الحارثية (13), وسعيدة بنت خاطر الفارسي(14), وعائشة بنت حميد الجامعية(15), وهاشمية الموسوي(16) .



    ( يتبع ) لا تقولون بعدين ما خبرتكم


    المرجع :معجم البابطين ( للشعراء العرب المعاصرين ))
    -------------------------------------------------------
    الهوامش

    1) هذا الاتساع النوعي لا يدخل في حيز دراستنا نظراً لاقتصارها على الجانب الشعري غير أن الإشارة تجدر إلى أن الأدب العماني ظهر في أشكال متعددة كان الشعر أشهرها ولكنه لم يكن أوحدها فقد عرفت منذ فترة طويلة ألواناً من القصص مثل الأحاديث التي تنسب إلى ابن دريد إضافة إلى فن المقامة التي وجدنا نماذج منها عند أبي الحارث البرواني والغشري وابن زريق وأخيراً عند عبدالله الخليلي هذا إلى جانب القصة القصيرة والرواية والمسرح والمقال التي اشتهرت بها أسماء عديدة كعبدالله الطائي وسعود المظفر وحمد رشيد ومحمد القرمطي وأحمد البلال ومحمد البلوشي ويونس الأخزمي ويحيى المنذري وبدرية الشحي وحمود السيابي ومحمد اليحيائي وغيرهم
    (2) بالنسبة للاتساع الكمي يمكن ملاحظته من خلال أعداد الشعراء الذين تمت أرشفة انتاجهم الشعري على مر العصور من خلال الكتب التالية: ( أ ) (شقائق النعمان على صموط الجمان في أسماء شعراء عمان) لمحمد بن راشد بن عزيز الخصيبي ط1 إصدار وزارة التراث القـومي والثقـافـة, مسقـط 1984 وقـد ضـم ترجمـة 132 شاعراً (ب) (الأدب المعاصر في الخليج العربي) عبدالله بن محمد الطائي ط1 إصدار معهد البحوث والدراسات العربية القاهرة, 1974 ـ وقد ضم ترجمة 11 شاعراًَ (ج) (إتحاف الأعيان في تاريخ بعض علماء عمان) سيف بن حمود البطاشي د1 ط1 مـطـابـع النـهـضة , مسقط 1992 وقد احتوى على ترجمة ما يقارب 198 عالماً أغلبهم شعراء. (د) (شعراء عمانيون) سعيد الصقلاوي ط1 المطابع العالمية ـ سلطنة عمان1993 .

    (3) المهجر الأفريقي الذي نقصده هو المهجر الذي اتجهت إليه افواج العمانيين بدءاً من القرن الرابع الهجري وذلك إلى زنجبار وكينيا والكنغو وتنجنيقا والجزيرة الخضراء وموزمبيق وغيرها راجع حول هذا الموضوع (جهينة الأخبار في تاريخ زنجبار) سعيد بن على المغيري إصدار وزارة التراث القومي والثقافة.

    (4) انظر مظاهر ذلك (تحفة الاعيان بسيرة أهل عمان) عبدالله بن حميد السالمي, الجزءان 1, 2 مطبعة الإمام القاهرة, ب.ت,ص 295 وما بعدها.

    (5) (نهضة الاعيان بحرية أهل عمان) محمد بن عبدالله السالمي ط1 مطابع دار الكتاب العربي القاهرة, ب ت

    (6) (عمان عبر التاريخ) سالم بن حمود السيابي ط3 إصدار وزارة التراث القومي والثقافة, سلطنة عمان 1993

    (7) (شقائق النعمان على سموط الجمان في أسماء شعراء عمان) جـ 1, 2, 3 إصدار وزارة التراث القومي والثقافة, سلطنة عمان1984 م.

    (8)يتضح لنا ذلك عند نور الدين السالمي في كتب عديدة نذكر منها على سبيل المثال (جوهر النظام) و(مدارج الكمال) وبعض الجوابات ذات الطابع الشعري

    (9) يتضح لنا ذلك عند خلفان بن جميل في مؤلفات كثيرة منها (بهجة المجالس).

    (10) يتضح لنا ذلك عند سالم بن حمود السيابي في مؤلفاته الفقهية التي تنحو إلى الجانب التاريخي أحياناً.

    (11) يتضح لنا ذلك عند أبي سرور في كتابه (بغية الطلاب) ط 1 نشر وتوزيع مكتبة الضامري سلطنة عُمان 1991م.

    (12) هذه الأسماء نوردها لا على سبيل الحصر وإنما على سبيل التمثيل ويمكن الرجوع إليها مكتملة في كتاب محمد بن راشد الخصيبي, (شقائق النعمان), السابق وكذلك في كتاب سيف بن حمود البطاشي, (اتحاف الأعيان) السابق, و(الأدب المعاصر) لعبدالله الطائي و(شعراء عمانيون) لسعيد الصقلاوي.

    (13) انظر ترجمتها في شقائق النعمان, محمد بن راشد الخصيبي المرجع السابق ص13.

    (14) صدرت لها عدة دواوين اشهرها (مد في بحر الأعماق) ,ط1 المطابع العالمية , سلطنة عمان1986 .

    (15) ظهرت محاولاتها الشعرية في الصحافة المحلية , ولم يصدر لها ديوان بعد.

    (16) صدر للشاعرة هاشمية الموسوي ديوان (إليك أنت) عن دار الأسرة للطباعة, والنشر, سلطنة عمان.

  2. #2
    الصورة الرمزية عاشق السمراء
    Title
    "رجل عادي جدا"
    تاريخ التسجيل
    05- 2002
    المشاركات
    21,307
    مساااااااااء جميل ...

    ،،،

    (( السندباد ))

    فعلا معلومات ثمينة لا تقدر ...
    عن الشعر العربي المعاصر في السلطنة .. !!

    مجهود يستحق الاشادة ..
    من بنان الحرف ..
    لابد أن نكتب ..
    ونتعلم ..
    ونتفهم .. !!

  3. #3
    الصورة الرمزية السندباد
    Title
    نبض نشيـط
    تاريخ التسجيل
    01- 2003
    المشاركات
    595
    عاشق السمراء

    مسائك اخوة ومحبة

    نعم نحن نحتاج كعمانيون أولا أن ندور ونبحث ونعرف في أدبنا المعاصر والقديم
    وأخوتنا العرب لا بد لهم من أن يعرفوا ماذا يدور في قطر من أقطار هذه الآمة في مجال الأدب ثانيا

    شاكر لك تفاعلك وتواجدك الدائم في مواضيعي

    تقبل تحياتي الأخوية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML