نقطة نظام: مع الشيخ علي سلمان
السياسات الرسمية فرضت التقسيم الفئوي للقوى السياسية
العودة عن المقاطعة اتخذت في الوفاق
علاقة شيعة البحرين بإيران
شيعة البحرين لا يرتبطون بالخامنئي كولي فقيه
اسم البرنامج: نقطة نظام
مقدم البرنامج: حسن معوض
تاريخ الحلقة: الجمعة 26-1-2007
ضيف الحلقة: الشيخ علي سلمان (أمين عام جمعية الوفاق في البحرين)
حسن معوض: مشاهدينا الكرام سلام على الله عليكم ورحمة منه وبركات، كيف يرد الشعية الخليجيون وخصوصاً في البحرين على محاولات التشكيك بانتماءاتهم الوطنية؟ ما هي طبيعة العلاقات بينهم وبين إيران؟ وكيف تتأثر أوضاعهم بمجرى العلاقات بين بلادهم وبين إيران أيضاً؟ وهل أدى انتصار الشيعة في انتخابات البحرين الأخيرة إلى التقريب بينهم وبين السلطة أم وسع الهوة بين الطرفين؟
هذه الأسئلة وغيرها إذاً وغيرها نطرحها على الشيخ علي سليمان أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وزعيم المعارضة الشيعية في البحرين.
السياسات الرسمية فرضت التقسيم الفئوي للقوى السياسية
شيخ علي بداية الانتصار الذي حققتموه في الانتخابات الأخيرة يوصف بأنه انتصار شيعي بحت, بمعنى أن أحداً لا يستطيع أن يدعي بأن أي سني قد صوّت لكم, أليس كذلك؟
علي سلمان: بسم الله الرحمن الرحيم, من النقطة الأخيرة هناك الكثير من المواطنين البحرينين سنة وشيعة صوتوا لجمعية الوفاق, وفازت في مناطق مختلطة بأصوات في كثير منها هي أصوات سنية إذا كان لا بد من تقسيم المواطنين إلى سنة وشيعة وهو أمر غير محبب لا في الأسئلة ولا في طريقة العمل السياسي, يجب أن يقسم الوطن إلى قوى سياسية على حسب ما تؤمن هذه القوى السياسية وبرامج هذه القوى السياسية, ولذلك دخلنا في الانتخابات ببرامج سياسية لا علاقة لها بالسنة والشيعة وهذه البرامج كانت محل قبول من المواطنين المختلفين ولذلك صوتوا.
هناك الكثير من المواطنين البحرينين سنة وشيعة صوتوا لجمعية الوفاق, وفازت في مناطق مختلطة بأصوات في كثير منها هي أصوات سنية إذا كان لا بد من تقسيم المواطنين إلى سنة وشيعة وهو أمر غير محبب لا في الأسئلة ولا في طريقة العمل السياسي, يجب أن يقسم الوطن إلى قوى سياسية
علي سلمان
حسن معوض: شيخ علي على ذكر البرامج مع أنني أو أن أعقب على ما قلته بأنه يوصف التجمع أو المنظومة جمعية الوفاق الوطني بأنها شيعية بشكل رئيسي, يعني ليس بين أعضاءها سنة أليس كذلك؟
علي سلمان: لا هناك بين أعضاءها سنة.
حسن معوض: كم يمثلون من بين أعضاءها؟
علي سلمان: نعم يمثلون عدد محدود ولكنه موجود كجمعية مفتوحة لكل المواطنين, وهناك من نتشرف بوجودهم من السنة والشيعة في داخل الجمعية والحمد لله, نأمل أن هذا الوضع يتطور في مختلف الجمعيات, هناك تاريخ موروث من الواقع السياسي قسم من خلال ممارسات النظام قسم المجتمع إلى فئات مما أدى إلى أنه في حالة نشوء الحركة السياسية الجديدة بعد الانفتاح أن تكون جمعية أصالة تمثل في غالبيتها أو كلها سنة جمعية منبر وهكذا جمعية الوفاق, ولكن هناك الحمد لله هناك نوع من الاختلاقات التمازجية التي تنمو في المجتمع مع استقرار الوضع السياسي.
حسن معوض: ولكن شيخ علي هل توافق مع من يقولون بأن القضايا المطروحة في برنامجكم الانتخابي في الواقع تكاد تكون قضايا وكأنها للشيعة فقط؟ التجنيس الفساد يعني كأن الأخرين.. والمظالم كأن الأخرين لا يتعرضون للمظالم؟ كأنهم لا يهتمون بالفساد لأن التجنيس ليس مشكلتهم هذا ما تقوله؟
علي سلمان: هذا جواب على نفس السؤال وجود هذه العناوين العامة التي تهم جميع المواطنين..
حسن معوض: ولكنكم طرحتموها كقضايا شيعية؟
علي سلمان: لا لم نطرحها في برنامج جمعية الوفاق منذ إنشاءها إلى اليوم أتحدى أن تشير إلى أي كلمة تنم عن بعد طائفي, نحن ندرك بأن أي مشروع طائفي في البحرين أو في خارج البحرين سني أو شيعي أو غيره مصيره سيكون إلى الفناء مصيره إلى عدم النجاح, بلداننا بحاجة إلى تقويمها على أساس المواطنة وحقوق المواطنة, وبالتالي يجب أن يكون البرنامج مدرك إلى حاجة المواطنين جميعاً وليست لحاجة فئة دون أخرى.
حسن معوض: وهذه نقطة مهمة, يعني كيف يمكن التوفيق بين خطابك الوطني الذي تتحدث به, وبينما ما نُقل عنك في مقابلة صحفية أنت قلت بالحرف الواحد: بأننا نعم سترجع كتلتنا البرلمانية إلى مرجعياتنا الدينية خاصة في القضايا الدينية, قلت هذا أليس كذلك؟
علي سلمان: في القضايا الدينية أو القضايا الإقتصادية أو القضايا ذات اللون التخصصي أنت بحاجة إلى رأي المختصين في ذلك سواء كانوا سنة أو شيعة, كانوا مختصين اقتصاديين علمانيين لا علاقة لهم بالإسلام أنت بحاجة إلى أن تفهم الأمور من المتخصصين.
حسن معوض: ولكنك ذكرت شيخ علي في المقابلة المرجعيات الدينية بمعنى المجلس العلمائي الشيعي في البحرين.
علي سلمان: عندما يكون هناك موضوع مطروح إلى قانون الأحوال الشخصية لا بد أن يكون هناك رأي, سنأخذ رأي العلماء من السنة وسنأخذ رأي من الشيعة لأن هذه المسألة هي مسألة تخصصية, فرجوعنا إلى العلماء من باب وجود حالة تخصصية في الأمور الدينية مسألة طبيعية, كما نرجع إلى الاقتصاديين وكما نرجع إلى الرياضيين إذا أردنا أن نعالج مسألة رياضية.
حسن معوض: طيب حتى نظل في موضوع المرجعية هل توافق أيضاً على أن المرجعية الدينية في البحرين المجلس العلمائي تقريباً زكاكم لدى الناخبين حين تحدث عن ضرورة التصويت لما وصفها بين قوسين بالفئة المؤمنة؟
علي سلمان: المجلس العلمائي أو غيره هو قوى من القوى الموجودة في هذا المجتمع, وهذه القوى وفقاً إلى قراءتها إلى الساحة لا بد أن يكون لها وجهات نظر في دعم هذا البرنامج السياسي أو ذاك البرنامج السياسي, في ترجيح هذه الرؤية أو ترجيح تلك الرؤيا, لا نستطيع أن نمنع أحد من ترجيح رؤية معينة, يعني لو زكى جمعية فلانية زكت جمعية أخرى أو زكت مرشحين آخرين هل سننتقدها؟ لا هناك في حرية أن يدعم أي شخص أي قوى سياسية أي قوى دينية في البحرين أي قوى سياسية أخرى, إذا مجلس العلماء يدعم هذا أو ذاك هو ضمن صلاحيته وحقوقه الطبيعية.
العودة عن المقاطعة اتخذت في الوفاق
حسن معوض: طيب شيخ علي هل لك أن تؤكد لنا بأن المجلس العلمائي الشيعي أو المرجعية الدينية للشيعة في البحرين هم الذين في الواقع أقنعوكم بوقف المقاطعة والمشاركة, أنتم في انتخابات عام 2002 لم تشاركوا في الانتخابات, ولكن يقال بأنهم هم الذين أقنعوكم بالمشاركة هذه المرة هل لك أن تؤكد هذا؟
علي سلمان: في الواقع بأن هناك فكرة المشاركة والمقاطعة فكرة جدلية من 2002 وكان لها أنصارها في 2002 بين مقاطع ومشارك, وفي 2006 هناك نفس هذا الجدل في داخل جمعية الوفاق, وبالتالي هذا الجدل استمر, في المرة الماضية كانت الأغلبية في اتجاه المقاطعة في داخل جمعية الوفاق, في هذه المرة تغيرت الأغلبية, توافق هذه الرؤية وهذا القرار مع رؤية أيضاً للمجلس العلمائي أو لقوى أخرى يوجد توافق من خلال القراءة المستقلة في كل طرف من الأطراف إلى طبيعة الموقف من مسألة انتخابات 2006, وبالتالي هناك قرار مستقل نشأ في جمعية الوفاق هذا القرار كان منسجم مع قرار المجلس العلمائي في فكرة المشاركة, الذي كان يمتلك فكرة المشاركة في 2002 ولكن جمعية الوفاق كانت عندها رؤية وهي رؤية المقاطعة ومشيت في رؤيتها ما يدل على جمعية الوفاق في النتيجة النهائية هي جمعية تخضع إلى آلياتها الديمقراطية وتتخذ قراراها وفقاً لهذه الآليات.
حسن معوض: شيخ علي في الواقع الذين يرجحون تأثير المجلس العلمائي عليكم أكثر من البعد السياسي في يعني رجوعكم عن المقاطعة ومشاركتكم في الانتخابات الأخيرة بأنه من منظوركم الأسباب التي دعت إلى مقاطعتكم 2002 من منظوركم منظور زملائكم حتى في تنظيمات أخرى مثل الحق لا تزال قائمة أليس كذلك؟
علي سلمان: لو عدت إلى بداية الجواب في السؤال الماضي بأن هناك كان اختلاف لم يعد خافياً أني كنت أدعو إلى المشاركة في 2002 ولكن هذه الرؤيا لم تكن محل قبول في إدارة جمعية الوفاق وفي هيئات جمعية الوفاق, وعُقد اجتماع نخبة لجمعية الوفاق صوّت هذا الاجتماع باتجاه المقاطعة فكان عليّ أن التزم بهذا القرار, أربع سنوات من التجربة أعادت النظر في أذهان الكثيريين ممن كانوا يؤيدون المقاطعة في داخل جمعية الوفاق, هذا التغيير في ذهنيات الأفراد أدى إلى تغيير في نسبة المشاركة والمقاطعة فأتى القرار داخلي استناداً إلى إعادة القراءة والتجربة بعد أربع سنوات من 2002.
حسن معوض: أيضاً في نفس السياق شيخ علي هناك من يتهمكم في الواقع بتعظيم الشعائر الدينية الشيعية على حساب الشعائر لدى المسلمين عامة, كيف ترد على هذا الكلام؟
علي سلمان: هناك حد بين أن تمارس شعائرك وأن تمارس عقيدتك وتلتزم عقيدتك وبين أن تمس بعقائد الآخرين وشعائر الآخرين وحقوق الآخرين, هذا الحد يجب أن يكون واضحاً في أي صيغة تريد أن تتعايش مع الآخر, وليس أمام المذاهب المختلفة إلا فكرة التعايش مع بعضها البعض, ولذا لا نبيح ولا نقر أي فكرة تتجاوز فيها أي طائفة أو أي شعيرة على حقوق الآخرين المذهبية أو العقائدية أو حرياتهم الخاصة.
حسن معوض: ولكنكم أقمتم الدنيا على من قال ولم تقعدوها عندما نوقش في البرلمان السابق موضوع وقف أو إخراج موضوع المواكب من الشوارع, ألم يحدث ذلك؟
علي سلمان: هذه ممارسة ضمن الحقوق المتعارفة والمسنودة بالواقع الدستوري, وبالتالي من الطبيعي جداً أن تدافع عن الواقع الدستوري الذي أعطى حرية الممارسة للشعائر الدينية في أن تستمر, فهناك مخالفة دستورية في هذا الطرح كان لا بد من معالجتها من مواقع المخالفة الدستورية, نحن مع أن يتمتع الجميع في هذا البلد بمختلف ما تستلزمه عقيدتهم وممارسات هذه العقيدة, البحرين تسجل نقاط إيجابية في وجود المسيح فيها في وجود البوذية أو الهندوس في معابد موجودة لهم, فأعتقد أنها لن تضيق على أهلها من السنة والشيعة في أن يمارسوا شعائرهم في ظل احتراماتهم للوجودات الأخرى.
حسن معوض: شيخ علي قبل أن أنتقل إلى فاصل قصير أود أن أسألك هناك ربطة أخرى أو علاقة أخرى أو نقطة أخرى تثار أيضاً فيما يتعلق بمنظومتكم جمعية الوفاق, يقال بأنك ذهبت إلى طهران في الواقع قبل