أهي جغرافية المكان أم جغرافية النفس التي تتقاسمنا
وهل صحيح أننا ننقل المكان معنا, نحمله في داخلنا
ولدت من حلم فلسطيني لاجيء ينتظر العودة
وترعرعت في بيروت...بيروت الحب والحرب
بيروت الطفولة المشردة...بيروت وجع القلب
ثم لهوت في عمان,من مبنى التلفزيون نهارا
الى برج الأردن ليلا, ومطعم هاشم فجرا
بعدها زرت عروسة ما بين النهرين ...بغداد
بغداد لم تعد تعرف رجلا إلا الحجاج ,فانقهرت
انقهرت في قاهرة مقهورة تنبش قبور فراعنتها
وتلبس اللعنة ,بينما الخرطوم تغرق في غيبوبة الدم
فذهبت أبحث عن الإمارات الضائعة بين سنغافورة
الشرق ومحار البحار
وتذكرت مكة المكرمة
إلا أن مكة لمن إستطاع اليها سبيلا
فنادت بي وهران إلى أين ترحلين؟؟
قلت إلى دار بيضاء أصلي فيها
وأدعو قادة التاريخ وأصحاب الأمجاد
فسمعت طرابلس ونهرتني ,بمن تستنجدين؟؟
وهل يحيا الأموات من جديد ؟؟
لن أفقد الأمل, سأجرب اليمن السعيد
وما بين صنعاء وعدن ,فقدت الذاكرة
نسيت اسم تلك العاصمة وكم يوما بقيت فيها
إلا أني لم أنسى أحدث وسائل التعذيب
والدواليب...وأصوات الزفير والشهيق..
من يطفيء هذا الحريق؟؟
لم أجد غير أثينا تفتح ذراعيها لي
وتضمني أحضان الأكروبولس,فغرقت في الأساطير
وسكرت في دلفي, ورقصت مع إله الحب في الجزر
إلى أن دعتني تونس الخضراء
لأودع في حمام الشط رفاق درب شهداء
وفي حي المنزه الخامس,أطفئت نصف شمعة
في عيد ميلادي الثلاثين , وأقسمت ..
أقسمت أن لا أسكن العواصم , وأقسمت
إذا لم يحتضن جسدي تراب فلسطين
فأريد أن أدفن جثتي في بلاد باردة
بلاد لا تحرق الجثث مرتين