قابلته صدفه
فى يوم من ايام الربيع
ولفحة النسيم بارده لطيفه كالحرير تخلل جسدى
**
نظرت إليه نظره لامست ملامح وجهه الصغير
وكأنى عرفته قبل ميلادى
وكأنى عزفته لحناً فى اول دمعاتى
وكأنى وجدت نصفاً كان ضائعاً من ذاتى
**
يومها فقط ..
عرفت ذاك الاحساس المريع
إرتعاشة القلب ..
وإرتجاف الاصابع..
وتلعثم الحروفعلى اطراف الشفاه..
وتشبث قدماى فى الارض بلا حراك
**
تبادبنا الحديث..
كان حورانا كإنسياب الماء على حافة النهر..
عرفت حينها الطريق إلى أين؟
وعرفت لما القلب ينبسط وينقبض فى تضارب عفوى..
**
تشابكنا ..
تعانقت روحينا فكدنا نصل الى تلك المرحله من العشق المميت..
تآمرنا على الفراق ..
وعرفنا كيف الطريق للقاء ..
**
فرقت بيننا السبل مرات..
وعدنا مرات ومرات..
وخربشت فى خطوط كفيه سنين عمرى..
وتلونت كوردة يانعه بين أصابعه ..
**
أذكر تلك الفتره الطويله من الفراق..
حينما تناثر الأمل فى نظراتنا..
ورسم الصمت تعرجات أفواهنا..
**
وأذكر أكثر ساعة اللقاء..
حين غزت ملامحك نظرى من جديد..
وشعرت بورق الزهر يحتضن جسدى الضئيل..
والسماء تسقط دمعات ضاحكه فى كفى الصغير..
والأرض تنطوى تحت قدمى من لهفة الانتظار..
وشعرت بلفحة الشوق المضنيه تخترق ضلعى ..
ونسائم الربيع تداعب ما تبقى من دقات بقلبى..
وهفوات الخيال تتضارب فى فكرى ..
والاجزاء فى كلى تصرخ عدنا من جديد..
**
وبعد عودتنا .......أخيراً
تشاجرنا على حافة الهاويه..
أعتدت عليه متعصب .. صارم..
وعى طريقته القاسيه فى الحديث..
أحببته.....
لكن تلك المره كغيرها من المرات...
صدمنى ..
صفعنى .. فأشتد منى النزف
وكأنى بدموعى تحترق ألماً فتشوه ملامحى..
لم يصمد جسدى حينها فأنشطر نصفين..
فتوقف عقلى ..
وتبددت أنفاسى ..
وذابت ملامحى..
**
كان حديثه كالأتى :
إنتظر ياقلمى لا تهرب..
وتوقفى ياصفحاتى لا تركضين للانتحار..
ولا تنتحب ررجاءاً ياحرفى..
ما بالك جففت الان ياحبرى
فقط...
إنتظرو لأسطر قوله المريع..
وكأن قلمى يأبى ان أسطرها ..
أنت ... أيها القلم... كن شجاعاً وتحجر..
قال:
)()( كنت وضيعاً حينما عدت لكى من جديد)()(
ماذا لم أيقن سمعى بعد..
فلتكررها ربما خاننى سمعى فى تلك اللحظه..
)()( كنت وضيعاً حينما عدت لكى من جديد)()(
**
فانتابتنى رعشه وكأنى صرت تراباً فجأه..
وتساقط وجهى من هول الصدمه..
وارتعد قلبى وارتطم حلمى بجدار صوته ..
وصمت وكأنى بلا ملامح تذكر..
وغرقت وكأنى بلا شفاه تطلب النجاه..
ولم اعد أشعر بأطرافى..
وكلما تقلبت على سريرى تذكرت صوته العنيف..
**
وصحوت على صوت الهاتف المزعج..
فرددت..
أهو انت
صوتك من جديد..
يتنهد بصوت متقطع..
**
ضحك قلبى ساخراً وعقلى متحسراً..
يطلب المسامحه..
يعتذر..
أومأت ولم أعلق..
وأنتهى الحديث بدمعه ساخنه ارعشت الوجه ..
بلا عفو منى ..
لم يستطع قلبى أن يغفر لك قولك ..
ولم يستطع عقلى أن يستوعب تصرفاتك الهوجاء..
لقد تركت فى النفس ندوباً لا تندمل..
**
فبأى عين ياعمرى ستغزو نظراتى ..
لقد هرم الحب بيننا ونال منه المرض..
لم أعتادمن قبل على تلك القسوه من قلبى ..
وذاك الاحساس الصارم فى عقلى ..
والنداءات بجسدى تعلو مناجاة بعدم العوده..
**
كيف ؟
وقد أهنتنى ..
كيف ؟
وقد ظلمتنى ..
كيف تتمكن من قهرى ؟
أفعلت جرماً حرمته الشرائع والقانون والعادات والتقاليد..
أخترقت حدود الزمان والمكان..
**
مسكين انت يا من احببت..
ظلمتنى ..
فظُلمت..
كسرتنى ..
فتهشمت..
وتحاول الأن جمع اشلائى ..
ففشلت..
**
أنا وضعت تحت وطأة شعور جامح يمنعنى من البقاء..
وأتشح قلبى تعريجات كالندب..
ولن أعيد طلاء حبنا الذى صدأ..
**
اليوم سأفتح باب العذاء فيك..
وسأستقبل المعزين بثوب السواد القاتم كظلمة الليل ..
وسأحرص على أن اكون شامخه رغم الالم..
ورغم لحظات الانكسار..
ورغم خيبة الامل التى تعتلى حلمى الضئيل..
على أجد من يشد على يدى ويتمتم معى نوبات الصراخ..
فانا هناك فى آخر السرادق..
تنهمر عينى بالدموع الغزيره..
وأنخرط فى بكاء شديد على أجدمن يربت على كتفى محاولاً تهدئتى..
**
فليس سهلاً أن يمت خلفى تاريخاً طويلاً..
ولن أرنو إليك بعد الان فى عتاب..
وسأغلق بعد اليوم ذاك القلب عن الخفقان..
وداعاًً .....
يا حبيب العمر...