في عام ,1979 كتبت جين كيركباتريك مقالة بعنوان »الديكتاتورية والمعايير المزدوجة«, شرحت فيها التفريق بين الانظمة »الاستبدادية والشمولية«. وخدم هذا المفهوم تبرير السياسة الامريكية في التعامل مع ديكتاتوريين يمينيين في التعامل بقسوة اكبر من الانظمة الشيوعية. فالديكتاتوريون المستبدون حكام براغماتيون تهمهم السلطة والثروة, ولا يبالون بالقضايا الايديولوجية, حتى ولو ادت خدمة مجانية لبعض القضايا الكبرى. وعلى العكس من ذلك, فان الزعماء الشموليين متفانون جدا, ويؤمنون بأيديولوجيتهم, ومستعدون للمجازفة بأي شيء في سبيل مثلهم العليا.
وكانت النقطة الرئيسية في مقالة كيركباتريك تتمثل في انه بينما يمكن التعامل مع حكام مستبدين, الذين يتجاوبون منطقيا, وعلى نحو متوقع, مع الاخطار المادية والعسكرية, فان الزعماء الشموليين اعظم خطورة بكثير, ولا بد من مواجهتهم بصورة مباشرة.
والمغزى من ذلك, ان هذا التمييز يحوي تماما الخطأ الذي وقعت فيه الولايات المتحدة في احتلال العراق. فصدام حسين كان متشبثا برأيه وتقوده في ذلك اعتبارات براغماتية, ادت به الى التعامل مع الولايات المتحدة في الثمانينيات. اما الدليل القاطع على الطبيعة العلمانية لنظامه, فهو حقيقة انه في انتخابات عام 2002 العراقية - التي حصل فيها صدام على 100 بالمئة من الاصوات, وفاق ذلك نسبة 99.95 بالمئة التي حصل عليها ستالين - عادت نغمة الحملة تتردد في جميع وسائل الاعلام, وعنوانها اغنية ويتني هيوستن: »سأظل أحبكم على الدوام«.
من نتائج الغزو الامريكي للعراق انه خلق مجموعة بازرة من »الاصوليين« ذوي النزعات الايديولوجية - السياسية التي لا تقبل المساواة في العراق, وهذا ادى الى هيمنة القوى السياسية الموالية لايران, هناك فالغزو الامريكي قدم العراق من حيث الاساس, للنفوذ الايراني. وهكذا, فبإمكان المرء ان يتخيل الآن انه لو قدم الرئيس جورج بوش الى محكمة عسكرية يرأسها قاض ستاليني, فانه سيُدان على الفور »كعميل ايراني« اما الضجيج الصاخب في سياسات بوش, الذي طغى مؤخرا, فلا يعبّر عن ممارسات في السلطة, بل عن ممارسات في التألم.
ولنتذكر في هذه المناسبة قصة عامل المصنع الذي اشتبه به بالسرقة. فعندما كان يغادر مكان العمل في المساء, كانت عربته التي تجرها عجلة تخضع للتفتيش الدقيق. ولم يكن الحراس يجدون فيها اي شيء, لانها كانت فارغة تماما. واخيرا اكتشفوا السرّ. فقد كان العامل يسرق العربات ذاتها.
الولايات المتحدة شرطي دولي. ولم لا? فالوضع في مرحلة ما بعد الحرب الباردة دعا فعلا الى قوة دولية تملأ الفراغ. لكن المشكلة تكمن في مكان آخر. فلنتذكر الفكرة العامة حول الولايات المتحدة كامبراطورية رومانية جديدة. ولا تتمثل المشكلة في ان امريكا هذه الايام امبراطورية كونية, بل في انها ليست امبراطورية. اي انها في الوقت الذي تتظاهر فيه بانها امبراطورية عالمية, فانها تتصرف مثل دولة قومية, وتسعى من اجل مصالحها على نحو شرس. وتبدو كما لو ان الرؤية المرشدة للسياسة الامريكية في الفترة الاخيرة. هي قلب عجيب وسحري للشعار المعروف عند علماء البيئة, والقائل: تصرف عالميا وفكر محليا.
ولا مقارنة سيدي العزيز بين ابن لادن وصدام حسين والجميع يعلم فابن لادن متزعم جماعة وصدام حسين قائد جمهورية تحمل طوائف ومذاهب عديدة إضافة إلى ذلك سيدي لا تضع المبدأ في الزعامة وأما بالنسبة للخيانة فإن الخيانة تجري في دماء العراقيين منذ القدم ...
وإذا جئنا للمبدأ سيدي :
"ماهية جماعة الحسن والحسين ألم يكونوا يحملون راية اللواء والدفاع عن الأمة الإسلامية ؟؟؟ أين كان مصيرهم من الخيانة هل لأن المبدأ الذي حملوه الضحايا كان يناقض الشريعة الإسلامية ؟؟؟ "
مع أطيب المنى سيدي المجنون ،،،