المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الآحاديث الآربعين النوويه _ مع الشرح والفوائد بإذن الله



حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 22:59
http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0148.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0148.gif)
http://jewelsuae.com/gallery/data/media/5/3-1093296387.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://jewelsuae.com/gallery/data/media/5/3-1093296387.gif)
للإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي

نسَبُه ومَوْلده :
*********
هو الإِمام الحافظ شيخ الإسلام محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف بن مُرِّي بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حِزَام، النووي نسبة إلى نوى، وهي قرية من قرى حَوْران في سورية، ثم الدمشقي الشافعي، شيخ المذاهب وكبير الفقهاء في زمانه.


ولد النووي رحمه اللّه تعالى في المحرم 631 هـ في قرية نوى من أبوين صالحين، ولما بلغ العاشرة من عمره بدأ في حفظ القرآن وقراءة الفقه على بعض أهل العلم هناك، وصادف أن مرَّ بتلك القرية الشيخ ياسين بن يوسف المراكشي، فرأى الصبيانَ يُكرِهونه على اللعب وهو يهربُ منهم ويبكي لإِكراههم ويقرأ القرآن، فذهب إلى والده ونصحَه أن يفرّغه لطلب العلم، فاستجاب له.


وفي سنة 649 هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، وسكنَ المدرسة الرواحية، وهي ملاصقة للمسجد الأموي من جهة الشرق.


وفي عام 651 هـ حجَّ مع أبيه ثم رجع إلى دمشق.
وأصل هذه الأحاديث (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.crezeman.com/vb/t35844.html) في اختيارها على أنها جوامع كلم تدور عليها أمور الدين فمنها ما يتصل بالإخلاص ، ومنها ما هو في الإسلام وأركانه، ومنها ما هو في الإيمان وأركانه، ومنها ما هو في بيان الحلال والحرام ،

ومنها هو في بيان الآداب العامة، ومنها ما هو في بيان بعض صفات الله (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.crezeman.com/vb/t35844.html) جل وعلا وهكذا في موضوع الشريعة جميعاً، فهذه الأحاديث الأربعين وما زيد عليها فيها علم الدين كله، فما من مسألة من مسائل الدين إلا وهي موجودة في هذه الأحاديث من العقيدة أو من الفقه .

فالعناية بها مهمة ..لأن في فهمها تفهم أصول الشريعة بعامة وقواعد الدين فإن منها الأحاديث التي تدور عليها الأحكام

http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048774891.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048774891.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:01
الحــــــديث الأول


عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم ..يقـول:


{إنـما الأعـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ ما نـوى، فمن كـانت هجرته إلى الله ورسولـه فهجرتـه إلى الله ورسـوله، ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه }.


http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048030943.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048030943.gif)



شـرح الحـــديث


هذا الحديث أصل عظيم في أعمال القلوب؛ لأن النيات من أعمال القلوب،

قال العلماء: ( وهذا الحديث نصف العبادات )؛ لأنه ميزان الأعمال الباطنة ..

وحديث عائشة رضي الله عنها: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } ..

يعتبر نصف الدين؛ لأنه ميزان الأعمال الظاهرة ..



"هجرته إلى الله ورسولـه " : اي هاجر ابتغاء مرضاة الله .. وليس للرياء والسمعة ..او لاغراض دنيوية


"فهجرته إلى الله ورسوله": قبولاً وجزاءً.


"لدنيا يصيبها": لغرض دنيوي يريد تحصيله.


فيستفاد من قول النبي : { إنما الأعمال بالنيات } أنه ما من عمل إلا وله نية؛ لأن كل إنسان عاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملاً بلا نية، حتى قال بعض العلماء:

( لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق )


http://i972.photobucket.com/albums/ae203/connie30_2009/Bluediamondsandsilverbardivider.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i972.photobucket.com/albums/ae203/connie30_2009/Bluediamondsandsilverbardivider.gif)



ومن فوائد هذا الحديث


1- أن الإنسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي : { فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله }.


2- أن من نوى عملاً صالحاً، فَمَنَعَهُ من القيام به عذر قاهر، من مرض أو وفاة، أو نحو ذلك، فإنه يثاب عليه.


3- الأعمال لا تصح بلا نية صـالحة ، لأن النية بلا عمل.. يُثاب عليها، والعمل بلا نية.. هباء،


ومثال النية في العمل كالروح في الجسد.

فإن صلُحـت النـية.. صـلح العــمل.. والعـكـس صحـيح ..


قال احد التابعين .." رُب عمــل صغــير كـبرته النـية "


النــية محــلهـا القــلب .. ولا يُـشترط التلفظ بــهـا ..


الفوائد

من شرح شيخنا ابن عثيمين,, رحمه الله ,,
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048030943.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048030943.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:03
الحــــــديث الـثـاني
http://i972.photobucket.com/albums/ae203/connie30_2009/Bluediamondsandsilverbardivider.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i972.photobucket.com/albums/ae203/connie30_2009/Bluediamondsandsilverbardivider.gif)

عن عمر رضي الله عنه أيضاً، قال: بينما نحن جلوس عـند رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثـر السفر، ولا يعـرفه منا أحـد، حتى جـلـس إلى النبي فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه، وقـال:



( يا محمد أخبرني عن الإسلام ).


فقـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأن محـمـداً رسـول الله، وتـقـيـم الصلاة، وتـؤتي الـزكاة، وتـصوم رمضان، وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبيلاً }.



قال: ( صدقت )، فعجبنا له، يسأله ويصدقه؟ قال: ( فأخبرني عن الإيمان ).



قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم::
{ أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره }.



قال: ( صدقت ). قال: ( فأخبرني عن الإحسان ).



قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك }.



قال: ( فأخبرني عن الساعة ).



قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ ما المسؤول عنها بأعلم من السائل }.



قال: ( فأخبرني عن أماراتها ).



قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان }.



ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال:
{ يا عمر أتدري من السائل ؟ }.



قلت: الله ورسوله أعلم.



قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم:
{ فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم }.



[رواه مسلم:8].






http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048030931.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048030931.gif)

شـرح الحــديث


هنــا وضـح عليه الصلاة والــسلام .. بين الايمـان والاسـلام
فالإيمـان عبـارة عن تصديق مـطلق ، وهو التصديق بالله ، وملائكته وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره .


وأما الإسلام فهو عبارة عن فعل الواجبات، وهو الانقياد إلى عمل الظاهر .
قد غاير الله تعالى بين الإيمان والإسلام كما في الحديث ، قال الله تعالى :
{ قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤِْمُنوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا }
[الحجرات :14].


فـيكون التفريق بين الإسلام والإيمان، عند ذكرهما جميعاً فإنه يُفسر الإسلام كما قلنا بأعمال
الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منها شاملاً للآخر
فقوله تعالى: [ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ]
[المائدة:3]
وقوله: [ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً ]
[آل عمران:85] .

فالأسلام في هذه الحالة يشمل الإسلام والإيمان معا .


قوله صلى الله عليه وسلم : (( الأحسان أن تعبد الله كأنك تراه ))



الإحسان هو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه، وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل،
فإن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية:
أن يعبد الله عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبي :
{ فإن لم تكن تراه فإنه يراك } أي فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك.


قوله صلى الله عليه وسلم : (( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل )) .
هذا الجواب على أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم متى الساعة؟
بل علم الساعة مما استأثر الله تعالى به ،
قال الله تعالى : { إن الله عنده علم الساعة }
[لقمان:34].


الأمارات: جمع أمارة وهي العلامة. اي علامات الساعة واشراطها .


وقسّم العلماء علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام:
قسم مضى وقسم لا يزال يتجدد، وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماماً
وهي الأشراط الكبرى العظمى , كنزول عيسى ابن مريم عليه السلام والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها.


الأمة: هي المرأة المملوكة بملك اليمين، والتي أخذت في أسارى الحرب في المعركة؛ لأنه لا إماء إلا بقتال، أو متولدةً من أمة اي تكون امها من قبل أمة .


( ان تلد الأمة ربتها ): وقيل في بعض الروايات ربها اي سيدها والمعنى
أن من أشراط الساعة أن تكثر السراري بين الناس حتى تلد المملوكة سيدتها أي تحمل من سيدها وتلد سيدتها؛ لأن بنت السيد سيدة وابن السيد سيد .



( وأن ترى الحفاة العراة العالة ، رعاء الشاء يتطاولون في البنيان )
العالة هم الفقراء.
والرعاء بكسر الراء: معناه أن أهل البادية وأشباهم من أهل الحاجة والفاقة يترقون في البنيان والدنيا تبسط لهم حتى يتباهوا في البنيان


وفي قوله صلى الله عليه وسلم : (( هذا جبريل آتاكم يعلمكم أمر دينكم )) ،
فيه دليل على ان الإيمان ،و الإسلام ،و الإحسان ، تسمى كلها ديناً

http://i972.photobucket.com/albums/ae203/connie30_2009/Bluediamondsandsilverbardivider.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i972.photobucket.com/albums/ae203/connie30_2009/Bluediamondsandsilverbardivider.gif)



ومن فوائد هذا الحديث:


أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر؛
لأن جبريل عليه الصلاة
والسلام طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد
بياض الثياب لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد

http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048030931.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048030931.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:04
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038112.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038112.gif)
الحديث الثالث



عن أبي عـبد الرحمن عبد الله بن عـمر بـن الخطاب رضي الله عـنهما، قـال:
رسول الله يقـول:
{ بـني الإسـلام على خـمـس: شـهـادة أن لا إلـه إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيـتـاء الـزكـاة، وحـج البيت، وصـوم رمضان }.

http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038112.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038112.gif)

فــائدة مــهمة

سؤال:
ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى مع أنه ذكر في سياق حديث عمر بن خطاب
( الحديث الثاني )؟

الجواب:

الفائدة أنه لأهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من جهة ومن جهة أخرى
أن في حديث عبدالله بن عمر التصريح بأن الإسلام بني على هذه الأركان الخمسة أما حديث عمر بن الخطاب فليس بهذه الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك، لأنه قال:
{ الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. } إلخ.

http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038115.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038115.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:05
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038114.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038114.gif)


http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048039175.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048039175.gif)


الحديث الرابع




عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله
- وهو الصادق المصدوق:

{ إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مـضغـةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك، فينفخ فيه الروح، ويـؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار
فـيـدخـلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها }.

[رواه البخاري:3208، ومسلم:2643].



http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048039171.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048039171.gif)




شــرح الحــديث





( حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق ) الصادق في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قال عبدالله بن مسعود هذه المقدمة، لأن هذا من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بوحي فقال: { إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ... الخ }.





ففي هذا الحديث من الفوائد..





1- بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه، وأنه أربعة أطوار.




الأول: طور النطفة أربعون يوماً ...




والثاني: طور العلقة أربعون يوماً ...




والثالث: طور المضغة أربعون يوماً ...




والرابع: الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه..




فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار.






2- أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بأنه إنسان حي،




وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة أشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه،




لأنه لم يكن إنساناً بعد.





3- أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي،




فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر.





4- أن للأرحام ملكاً موكلاً بها لقوله: { فيبعث إليه الملك } أي الملك الموكل بالأرحام.





5- أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله .. شقي أم سعيد،




ومنها بيان حكمة الله عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب لا يتقدم ولا يتأخر.





6- أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة، لأن رسول الله أخبر




{ إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب




فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }.





وعلى أن الشخص لا يتكل على عمله ولا يعجب به لأنه لا يدري ما الخاتمة .




وينبغي لكل أحد أن يسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة ويسعيذ بالله تعالى




من سوء الخاتمة وشر العاقبة.





7- أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهراً طويلاً




ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره.





ســؤال مهـم





فإن قال قائل: ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار؟





فالجواب: إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة




إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلا فهو في الحقيقة




ذو طوية خبيثة ونية فاسدة،




فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعوذ بالله من ذلك.




وعلى هذا فيكون المراد بقوله: { حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع } قرب أجله لا قربه من الجنة بعمله.



http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038114.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048038114.gif)
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048039175.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048039175.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:13
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048048485.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048048485.gif)
الحــــــديث الـخـامــس


عن أم المؤمنين أم عبد الله عـائـشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله :
{ من أحدث في أمرنا هـذا مـا لـيـس مـنه فهـو رد }.
[رواه الـبـخـاري:2697، ومسلم:1718 ].
وفي رواية لمسلم : { مـن عـمـل عـمـلاً لـيـس عـلـيه أمـرنا فهـو رد }.


http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048048485.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048048485.gif)

شــرح الحــديـث

هذا الحديث قال العلماء: إنه ميزان ظاهر الأعمال
وحديث عمر الذي هو الحـديث الأول { إنما الأعمال بالنيات } ميزان باطن الأعمال،
لأن العمل له نية وله صورة فالصورة هي ظاهر العمل والنية باطن العمل.


أن من أحدث في هذا الأمر - أي الإسلام - ما ليس منه فهو مردود عليه ولو كان حسن النية، وينبني على هذه الفائدة أن جميع البدع مردودة على صاحبها ولو حسنت نيته.


أن من عمل عملاً ولو كان أصله مشروعاً ولكن عمله على غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردوداً بناءً على الرواية الثانية في مسلم.


وعلى هذا فمن باع بيعاً محرماً فبيعه باطل ,
ومن صلى صلاة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلاته باطلة
ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم جرا،
لأن هذه كلها ليس عليها أمر الله ورسوله فتكون باطلة مردودة.

http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048048482.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048048482.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:13
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048049881.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048049881.gif)
الحــــــديث الـســادس

عن أبي عبدالله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما، قـال: سمعـت رسـول الله يقول:

{ إن الحلال بيّن، وإن الحـرام بيّن، وبينهما أمـور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه، ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام، كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه،ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله، وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه، ألا وهي الـقـلب }.

[رواه البخاري: 52، ومسلم: 1599].


http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048049881.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048049881.gif)
× شــرح الحــديـث ×



قسّم النبي الأمور إلى ثلاثة أقسام:

قسم حلال بيّن واضح لا اشتباه فيه، وقسم حرام بيّن لا اشتباه فيه،
وهذان واضحان أما الحلال فحلال ولا يأثم الإنسان به، وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به.

مثل الأول: حل بهيمة الأنعام ... ومثال الثاني: تحريم الخمر.

أما القسم الثالث فهم الأمر المشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم من الحرام؟
ويخفى حكمه على كثير من الناس، وإلا فهو معلوم عند آخرين.

فهذا يقول الرسول الورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال:
{ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه }

فمـن اتقـى الشبهـات : أي ابتـعد عــنها
استبرأ لدينه فيما بينه وبين الله،
واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون: فلان وقع في الحرام،
حيث إنهم يعلمونه وهو عند مشتبه .





ثم ضرب النبي مثلاً لذلك { بالراعي يرعى حول الحمى }
أي حول الأرض المحمية التي لا ترعاها البهائم فتكون خضراء، لأنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها،
{ كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه }

ثم قال عليه الصلاة والسلام:
{ ألا وأن لكل ملك حمى }
يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئاً من الرياض التي يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير { ألا وإن حمى الله محارمه }
أي ما حرمه على عباده فهو حماه، لأنه منعهم أن يقعوا فيه.

ثم بين أن { في الجسد مضغة } يعني لحمة بقدر ما يمضغه الآكل
إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله: { ألا وهي القلب }
وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي ما في قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمور المشتبهات.


فــبيـن أن المدار في الصلاح والفساد على القلب
وينبني على هذه الفائدة أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائماً وأبداً
حتى يستقيم على ما ينبغي أن يكون عليه.



و أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن
لقول النبي :
{ إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله }
ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن.

http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048049885.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048049885.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:14
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048033705.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048033705.gif)
الحــــــديث الـســابـع


عن أبـي رقــيـة تمـيم بن أوس الـداري رضي الله عنه، أن النبي قـال:
{ الـديـن النصيحة }.
قلنا: لمن؟
قال:
{لله، ولـكـتـابـه، ولـرسـولـه، ولأ ئـمـة الـمـسـلـمـيـن وعــامـتهم }.
[رواه مسلم:55].


http://img180.imageshack.us/img180/2855/oddelovac7majki444.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://img180.imageshack.us/img180/2855/oddelovac7majki444.gif)

شــرح الحــديـث



أهمية الحديث:

هذا الحديث من جوامع الكَلِم التي اختص الله بها رسولنا صلى الله عليه وسلم، فهو عبارة عن
كلمات موجزة اشتملت على معانٍ كثيرة وفوائد جليلة، حتى إننا نجد سائر السنن وأحكام الشريعة
أصولاً وفروعاً داخلةً تحته، ولذا قال العلماء:هذا الحديث عليه مدار الإسلام.


حصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين في النصيحة لقوله : { الدين النصيحة }.


فالنصيحة لله عزوجل:
هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره
والإنابة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه.

والنصيحة لكتابه:
الإيمان بأنه كلام الله وأنه مشتمل على الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة
وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع شئوننا. والمداومة على تلاوته وتدبر آيــاته ..

والنصيحة للرسول :
الإيمان به وأنه رسول الله إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره
وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع ونحو عن دينه.

والنصيحة لأئمة المسلمين:
مناصحة حكام المسلمين ببيان الحق وعدم التشويش عليه
والصبر على ما يحصل منهم من الأذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم
ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع الأعداء ونحو ذلك.

والنصيحة لعامة المسلمين:
أي سائر المسلمين هي أيضاً بذلاً للنصيحة لهم بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وما أشبه هذا، ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما يدخل
في عامة المسلمين نفس الإنسان أن ينصح الإنسان نفسه.


قال الفُضَيْل بن عِيَاض: ما أدرك عندنا من أدرك بكثرة الصلاة والصيام، وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنُّصْح للأمة.

وقال ايـضـا: المؤمن يستر وينصح، والفاجر يَهْتِك ويُعَيِّر.
http://img180.imageshack.us/img180/2855/oddelovac7majki444.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://img180.imageshack.us/img180/2855/oddelovac7majki444.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:16
الحــــــديث الـثــامـــن

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قـال:
{ أُمرت أن أقاتل الناس حتى يـشـهــدوا أن لا إلــه إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويـقـيـمـوا الصلاة، ويؤتوا الزكاة؛
فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى }.


[رواه البخاري:25، ومسلم: 22 ].
http://img180.imageshack.us/img180/2855/oddelovac7majki444.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://img180.imageshack.us/img180/2855/oddelovac7majki444.gif)

شـــرح الحــديث



الحديث عظيم جداً لاشتماله على المهمات من قواعد دين الإِسلام وهي:
الشهادة مع التصديق الجازم بأنْ لا إله إلا الله وأنَّ محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة على الوجه المأمور به، ودفع الزكاة إلى مستحقيها.



{ أُمرت }: أي أمره الله عزوجل وأبهم الفاعل لأنه معلوم فإن الآمر والناهي هو الله تعالى.

{ أقاتل الناس حتى يشهدوا }
هذا الحديث عام لكنه خصص بقوله تعالى:

قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ
مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
[التوبة:29].



وكذلك السنة جاءت بأن الناس يقاتلون حتى يسلموا ويعطوا الجزية.

" عصمو ا": حَفِظُوا ومنعوا

" وحسابهم على الله ": حساب بواطنهم وصدق قلوبهم على الله تعالى، لأنه سبحانه هو المطلع على ما فيها.


.
http://www.osama55.com/vb/data:image/png;base64,iVBORw0KGgoAAAANSUhEUgAAAq0AAAA6CAIAAAA VwvcuAAAR6klEQVR4nO2dXUgb+frHve3V3niznKtcFbYXhVoKv fGqtJUW7Lmx8GcuKq2nh0NZvCiuZQ9S9Nhu/yxeWF+wR/DogUJCybCQCNGIlmk6+JYXk1NN0mNrkjVpXnSjI8z8ZjL5Xzzj OElGz26b9uxv/s+XHyFNNX6erw758vxepqEBhUKhUCgUCoVCoVAoFAqFQqFQKBQ KhUKhUCgUqi4qq2pZVUsiKYlEzeXVXF7NbmljrygLSkkk8DX6O OGt1OwWMiPzf4uZOmBkRmYrMVMHTDX2pwpqVnN5ZSshh0NkiSU cSxam4FHyDkveYbIwpT9Xs1vwT8KxUsCtbARLybC6V1T3irojZ VWVY2PkzeMTPEJmZEZgZEZmKzFTB0w1dh1UVlV1r6hsBCV+SJr 54Wh4h6uGbgfhWMKxSqZo/Kfxf6WAW81ulVW1lAwrs6fFXRGZkfkLMFMHjMzIbCVm6oCpxq6 PoOMh8UPidI80f9e0fi3sHA7ji8pG8Oi/wIUlliyxUsBNllh5zUdiM8rs6fwcj8zI/LmZqQNGZmS2EjN1wFRj10clkShbCWn+brk4Kk73SFzfCQmoygv JO5xzOQnHyms+rW1iHLyH8B7CsfLKSyG6mRrrzs/xxibJr5HpFyMzMpsyUweMzMhsJWbqgKnGro/KqioLSrk4WjXUzE9q5icSmyERB4k4pNfP9YLhyVtHP9fLfP/tpe+/vXTz9gWul+F6mdRYt+QdBuOOAhHvkdd8ylYi7HTlXE55zSeHQ2 ou/ysJSyIhbx6re0VkRuaTmakDRmZkthIzdcBUY9dNJZFIAbc0f1f i+mCUi6MVOahqHIag1Fj31Rtnbt6+cPP2he+/vXT7u+abty9cvXHm+28vvXX0Vwci3iNHYvk5PudywmoLGP+xKl hUWVo9X1o9r/zrfyAQITMymzJTB0yjyciMzMcxUwcMr1OKXR/BOghj8RLXJ073lIuj0swP4nRPbUvEOO2xOthx8/aF29819/+tBQYEoqs3zjxqviiwTyTv8FH94VB+jo8/G5TXfNqIxORITNlKnLyzgrx5rMZPQf2FpIDMyHwcM3XANJqMzM hspQuQRp/rnAOUVFaav1thwcwPEtenZn6qqryi+EML+v/WYqwfLLj9XfPVG2eu3jizbR+XAm7Ce+SVl4T3JJffb9vHwQsYS jyqxKMnWADpEkJQdmMZllYiMzKbMlMHTKPJyIzMVroAafTZ9Ms +UmVV1eo3hCCJ6wNHNAuOWRYBQ2CfQCfEaAGYAl2RnMsJKyNyL md+jg87Xfk5Xl7zyf6gHA7JkZj2GE3WWgDFi7vih1hxf8X/IVaEwxmQGZlNmakDptFkZEZmy1yADXR+CDbUV7WdEMk7LM3fVW ZPq8tflVbPS/N3ibu1tiWixyLJOwzBpyoKQUvEc++aHoLyc3x+jhfYJ7I/qI1wCJohSipbG3DKh8cwlUQCxzMhMzKfwEwdMDIjs5WYqQOm1O c6S90rmiYgqF9d/kqNn1KXv1JmT1e4oBvx+jm4wPUyevwBO/R+yKPmi3uvXpCFqZzL+fP8+rZ9/KjyjSB0QpStxEFyx5iDZEERMoK4K5ZEkgzsGCdCkBmZTZmpA0Z mZLYSM3XAlPpcZ5VVVeKHyJvHRguIu1UrHuqPn4LnpdXz4nSPM f6QhSl5zQezIwnXyMj1VmiMwIJJqP/m7QupsW55zZef46F+wnt0C/bDMWEzfZDcMYagsqoKGSEZ2BEyQno9XRKJkBGQGZlPZqYOGJmR 2UrM1AFTjV03lVVV2QhK83fl2JjRgtLq+aPi9XHYG6nuh7xbNJ ry1tEPeyeu3jjD9TIC+0RgnxDes20f/3l+Pex0EY6FTsh+OCZk0rUtDllQoPgPsWIysPMhVnG0AjIjsyk zdcDIjMxWYqYOmGrseqokEpgRgU0REqftj9SiUJUF8VPq8lfE3 Sp5h41dkfLBsnHBJOFYsjCVGuteHeyAw5LkNR/h2NDofM7lTLhG9BkR01kQKPsguQNPxF2xqn5kRmZTZuqAkRmZr cRMHTDV2HVTWVXVXJ68eayflAT3O5L4odLqeZP646fU5a+0DZT 8EIk4yLvF8sEyjFIyTGIzME0iVW6pJAtT8WeDcGQSOTxMcX/FX/v7gPkPaIZ8iBVlQUFmZP41zNQBIzMyW4mZOmCqsT9Jx+VNYxQS p3vE6R44oKDWAmX2tMjeh68xRiG9H1KdiTiW8J74s8H4s8Ft+z hZmNImRVZeytGksRlSSAqbr9J6G0TIaKshkBmZTZmpA6bRZGRG ZitdgDT63FB3Vb2pvldSnO6BqRG9NmX2tIkF0A+pWSqpT40YJ0 jACHnlZWqse7KNWR3s2F/xG/dHKpsFJVOEjRCbr9JBx7ppAkJmZDZlpg4YmZHZSszUAVONXU9V WSCHQ3oUkmNjUL822PsV+yXi2pYJgX1SUfzCFIGbKladmbzykv Aeec23bR+fbGNeMJfzc7wSj0LxWv2prJIpirti2On6eX49ufze dFMEMiOzKTN1wMiMzFZipg6Yaux6quq3CNnHuEKywoXpHuJuVW ZPgxcV9R9aoAWfgFsvvrb+8StN2/ZxJR6F4vWRcI3YO+6QiOPtgj0Z2IF+yMm/NmRGZnqBkRmZrcRMHTDV2PWU6drOqrL1odcpsE9E9v5R2caWSG 175HBSJOdyvmAuj1xv5XoZzanXz2HlZN5vLzy8NX6lSQq4Je9w +WBZzeXzIS+cpQA3YDadzkFmZNaZqQNGZmS2EjN1wJT6XH8Z3x fOUNRK5fokfkijPGStWOZgNuQ1n77uUXs8HJJ3ePxK08j1VmiG yP4gtEHkaJLrZdptNldnV9Cx/qj5oufeNcKxymZBb5LorRIlo52tjczIbMpMHTCNJiMzMlvmAqT 0Q/BjPuxPUIUFubxeNoyjVY6HQ/PiGDuUjaBmgdEI3iP7g1wvA82QnMupL4h46+h/cO7so+aLodF5b09/u83muXdNzW4pqayxfhJxyLExNfMTebeopLKQjJAZmU9gpg4YmZ HZSszUAVPq8+fJAd5hiR/Suxzi4S4IeGLsjYjTPZJxO8TCFOFYJR4lC1MV3+4dlgLu1cGOk eutD86dTY11Q/H74Zjn3rWWxkZ7x52gY33kemu7zbY62LEfjom74kFyB5ZNKpki efNYjo0pmaIsKPAKjKO/NmRG5hpm6oBpNBmZkdlKFyCNPn+WHKDXbJzb0Gc4NIP4oSN3Ki c/lExRz0HyykvZH1Q2gjmXc7KNedR8cXWwQ47EIAG122wPzp0NOt Z9A09bGhsfnDubcI0IGQG6YWVVhQaIspUgbx5DzSWRGC3Q/9qQGZlrmakDptFkZEZmK12AlH4I1jsH7BUrko4hCsEgC1Pb9nF XZ9doy8Boy0D82aAUcBtbHyWRQOX6bRP3V/xQ/wvmshyJyf4gJKDJNiboWJ9sY1oaG8evNOVD3trNkbKgyLGx8sE y3FSxrKolkZREIguKuCsqqWxJJMiMzKbMcD1TBEyjyciMzFa6A Bvo/BBs+HRVL5U0JCAt+3iHpcNmiOQd/uMfJoxjtGWA8B6Yw9AptRSzWVA2C1wvA8siZH8w53K222ztNtv iP/4eGp1vt9laGhuhDWIaakoigbkQ/f3hJoylZLiUDJN3i3DjRWRGZlNm6oBpNBmZkdkyF2ADnR+Ctd/1m1W1fUJe8xlXSRiXP0ivn4dG5//U9F4fugv68cglkeg5SIlHYUZk5Hrrtn28NgE9ar64zT9TNgumd 04sq6qSKZJ3i6VkGFxQ94qlZFjZSmhLJzJFuNcCMiOzKTN1wDS ajMzIbJkLsIHOD8Hab/zNqsogylYCWh/VKyQDbs/9Bai8uy1d5cJkGyP7g4T3iLuiZkEkBjMik20M18uMX2lqt9l8A 0/DTteDc2dbGhs9967tr/ghLtVaAFMjJDaj5aBUVqlZIqFbgMzIbMpMHTCNJiMzMlvpAqTR 54ZPV3UOyBQlrk9f+qgN3kN4D1jQ3ZbWh9GF+LNB2R9UMkXjjA gsj2y32SAB2Tvu6KshtJ2Rh0MWFFgZAU0VJVMksRllK1H9h5Up 6jlIOdxGiczIbMpMHTCNJiMzMlvpAqTR5/rngLKqEo6V9L0Qhn5IrQXggt4YkcMhJR4lvIcsTMFGSSjYN/DUN/AUvPDcu7b36oWSyubn+JzLqWwWlHgU5jkg8sBzrQ2ylahyQR9q Lq8HKGRGZlNm6oCRGZmtxEwdMKU+1z8HNDQ0HCR3KiyAuyTxHs KxnvsLtRaAC6uDHdLMD3AaM9TfbrONXG8NO12uzi7wIjXWnWOY bNMlgX2Sbbr0y9ffFB7eKiXDykaQvFsksRnybhHKJu8WNVOqit dfSWWNSyuRGZlNmakDRmZkthIzdcBUY3+8anNASSTadAgsmIQo 5B0Wp3tCo/OmFoy2DEj8EOFYORKD2yRAAgqNzsNEyOpghxxNpsa6f/n6G+PINl2SAm59AeRRCNKr1R9hbBZMcxAyI7MpM3XAyIzMVmKm Dphq7I+X6V6Fg+SOflLS0X4JfqjKAmiS/PEPEzmXU17zydFkzuW0d9yZbGO8Pf1wROKj5ouJmb/KKy8LD29B/KkaOYYhS6wWgozVGrOP4RV1r1hImtSPzMhsykwdMDIjs5WYf//AlvkQ/HgddxrR/orfuGNSXzO5bR8X2Cf6NMmfmt5r9UdiqbHuB+fO2jvueHv6R66 3tjQ2cr0MWWKVjaBo/0tt8fooPLylpLKwIVLfIHHkQmU/5CC5g8zI/JuYqQNGZmS2EvPvHNgyPn+8jnu7kkj2Xr3QjlOoPGYZHMm5nDm Xk3CsHA4R3vOCuQy3S3rUfLHdZhu/0pSe/ZEssZJ/gkQcOYaBSZHjLBAy6aNtkcZmiCENqbk8ZDdkRubjmKkDRmZkth IzjcCUYtdTJ7yjuCvq5yjples7KAgcnrzmS7hG4NBEV2cXrIdc HewgC1OSf0Lih8gSS2IzhYe3fvn6G1MLsk2X0rM/aiFIt0AfcMOlVFZJZfVOCDIjsykzdcDIjMxWYqYOmFKf66+Tk4 W4K2o3XuQOb6UMj7CAguvjeplHzRe9Pf1Q/1ECev1c8k9I/gkp4JYCbsk7bBqCwIJ8yFtR9lZC2UrAHZkgASmVpyUgMzKbMlM HjMzIbCVm6oCpxv6iEndFwnukwzOWtcH1ifa/vGAuuzq7fANPXZ1d9o47//7nnyV+SLttMz8k+SfIEisF3CTiIBFHaqy7NgrlGAZ2SpDYjBaF 9DQEpyuksoWk8Ft3RyAzMlsDGJmR2UrM1AFTjV1nyYKy9+qFqN 93mev79z//DOshfQNPR663TrYxq4Md0APRXPBPkCWWRBzwCBMk0BjRE1COYS T/REUnBJ7Eo/DkILnz0QkImZHZGsDIjMxWYqYOmGrs+kuIbkr8kDjdw/Uy9o47odH5yTYG1kauDnZoxR/WXzECbshEkn+i8PBW4eGtgu9/5TWfXnApGdbOT4hHwQso/tNXQyAzMlsDGJmR2UrM1AFTjV1nHSR3PPeu6QkInnO9THr2xyM LjKPSC63OjaASjyobQRKb0ca7RTmahOKFjAA32URmZP6szNQBI zMyW4mZOmCqseumQlJwdXaFRuddnV3env6EayQ11u3q7NLq5/qOs4BEHFLAfVRwxKGN2IyyEdRaIpuFzxF/kBmZrQGMzMhsJWbqgKnGro/Kqhp0rEMCcnV2pdfTDQ0NyeX33p7+7MYyWWI1C2DU1K/Pjhy9cpiAlHj0M2UfZEZmawAjMzJbiZk6YKqx6yZxVwyNzsMRi Yv/+DuwlkTiG3iq72WUBUXIpLMby/KaLx/yatskAm5YJyn5J/J+uxRwazdO2EoImfRnLRuZkdkawMiMzFZipg6Yauz6qKyqycAO JCBvT79xk6hv4OmHWPE/frtxfH5e7Yci8xcQdczUATcgMzKf+EPpYqYOWP+5NGLXUyWRwN kIyeX3eg1lVd18ld58lf7vsh0nZP4yoo6ZOuAGZP5SQuYvIOqA QZRi11MQhWpvfLn5Kv27jTbI/GVEHTN1wA3I/KWEzF9A1AGDKMVGoVAoFAqFQqFQKBQKhUKhUCgUCoVCoVAoFAq FQqFQKBQKhUKhUCgUCvX/Sv8HXo/KgpCiIrgAAAAASUVORK5CYII= (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.osama55.com/vb/data:image/png;base64,iVBORw0KGgoAAAANSUhEUgAAAq0AAAA6CAIAAAA VwvcuAAAR6klEQVR4nO2dXUgb+frHve3V3niznKtcFbYXhVoKv fGqtJUW7Lmx8GcuKq2nh0NZvCiuZQ9S9Nhu/yxeWF+wR/DogUJCybCQCNGIlmk6+JYXk1NN0mNrkjVpXnSjI8z8ZjL5Xzzj OElGz26b9uxv/s+XHyFNNX6erw758vxepqEBhUKhUCgUCoVCoVAoFAqFQqFQKBQ KhUKhUCgUqi4qq2pZVUsiKYlEzeXVXF7NbmljrygLSkkk8DX6O OGt1OwWMiPzf4uZOmBkRmYrMVMHTDX2pwpqVnN5ZSshh0NkiSU cSxam4FHyDkveYbIwpT9Xs1vwT8KxUsCtbARLybC6V1T3irojZ VWVY2PkzeMTPEJmZEZgZEZmKzFTB0w1dh1UVlV1r6hsBCV+SJr 54Wh4h6uGbgfhWMKxSqZo/Kfxf6WAW81ulVW1lAwrs6fFXRGZkfkLMFMHjMzIbCVm6oCpxq6 PoOMh8UPidI80f9e0fi3sHA7ji8pG8Oi/wIUlliyxUsBNllh5zUdiM8rs6fwcj8zI/LmZqQNGZmS2EjN1wFRj10clkShbCWn+brk4Kk73SFzfCQmoygv JO5xzOQnHyms+rW1iHLyH8B7CsfLKSyG6mRrrzs/xxibJr5HpFyMzMpsyUweMzMhsJWbqgKnGro/KqioLSrk4WjXUzE9q5icSmyERB4k4pNfP9YLhyVtHP9fLfP/tpe+/vXTz9gWul+F6mdRYt+QdBuOOAhHvkdd8ylYi7HTlXE55zSeHQ2 ou/ysJSyIhbx6re0VkRuaTmakDRmZkthIzdcBUY9dNJZFIAbc0f1f i+mCUi6MVOahqHIag1Fj31Rtnbt6+cPP2he+/vXT7u+abty9cvXHm+28vvXX0Vwci3iNHYvk5PudywmoLGP+xKl hUWVo9X1o9r/zrfyAQITMymzJTB0yjyciMzMcxUwcMr1OKXR/BOghj8RLXJ073lIuj0swP4nRPbUvEOO2xOthx8/aF29819/+tBQYEoqs3zjxqviiwTyTv8FH94VB+jo8/G5TXfNqIxORITNlKnLyzgrx5rMZPQf2FpIDMyHwcM3XANJqMzM hspQuQRp/rnAOUVFaav1thwcwPEtenZn6qqryi+EML+v/WYqwfLLj9XfPVG2eu3jizbR+XAm7Ce+SVl4T3JJffb9vHwQsYS jyqxKMnWADpEkJQdmMZllYiMzKbMlMHTKPJyIzMVroAafTZ9Ms +UmVV1eo3hCCJ6wNHNAuOWRYBQ2CfQCfEaAGYAl2RnMsJKyNyL md+jg87Xfk5Xl7zyf6gHA7JkZj2GE3WWgDFi7vih1hxf8X/IVaEwxmQGZlNmakDptFkZEZmy1yADXR+CDbUV7WdEMk7LM3fVW ZPq8tflVbPS/N3ibu1tiWixyLJOwzBpyoKQUvEc++aHoLyc3x+jhfYJ7I/qI1wCJohSipbG3DKh8cwlUQCxzMhMzKfwEwdMDIjs5WYqQOm1O c6S90rmiYgqF9d/kqNn1KXv1JmT1e4oBvx+jm4wPUyevwBO/R+yKPmi3uvXpCFqZzL+fP8+rZ9/KjyjSB0QpStxEFyx5iDZEERMoK4K5ZEkgzsGCdCkBmZTZmpA0Z mZLYSM3XAlPpcZ5VVVeKHyJvHRguIu1UrHuqPn4LnpdXz4nSPM f6QhSl5zQezIwnXyMj1VmiMwIJJqP/m7QupsW55zZef46F+wnt0C/bDMWEzfZDcMYagsqoKGSEZ2BEyQno9XRKJkBGQGZlPZqYOGJmR 2UrM1AFTjV03lVVV2QhK83fl2JjRgtLq+aPi9XHYG6nuh7xbNJ ry1tEPeyeu3jjD9TIC+0RgnxDes20f/3l+Pex0EY6FTsh+OCZk0rUtDllQoPgPsWIysPMhVnG0AjIjsyk zdcDIjMxWYqYOmGrseqokEpgRgU0REqftj9SiUJUF8VPq8lfE3 Sp5h41dkfLBsnHBJOFYsjCVGuteHeyAw5LkNR/h2NDofM7lTLhG9BkR01kQKPsguQNPxF2xqn5kRmZTZuqAkRmZr cRMHTDV2HVTWVXVXJ68eayflAT3O5L4odLqeZP646fU5a+0DZT 8EIk4yLvF8sEyjFIyTGIzME0iVW6pJAtT8WeDcGQSOTxMcX/FX/v7gPkPaIZ8iBVlQUFmZP41zNQBIzMyW4mZOmCqsT9Jx+VNYxQS p3vE6R44oKDWAmX2tMjeh68xRiG9H1KdiTiW8J74s8H4s8Ft+z hZmNImRVZeytGksRlSSAqbr9J6G0TIaKshkBmZTZmpA6bRZGRG ZitdgDT63FB3Vb2pvldSnO6BqRG9NmX2tIkF0A+pWSqpT40YJ0 jACHnlZWqse7KNWR3s2F/xG/dHKpsFJVOEjRCbr9JBx7ppAkJmZDZlpg4YmZHZSszUAVONXU9V WSCHQ3oUkmNjUL822PsV+yXi2pYJgX1SUfzCFIGbKladmbzykv Aeec23bR+fbGNeMJfzc7wSj0LxWv2prJIpirti2On6eX49ufze dFMEMiOzKTN1wMiMzFZipg6Yaux6quq3CNnHuEKywoXpHuJuVW ZPgxcV9R9aoAWfgFsvvrb+8StN2/ZxJR6F4vWRcI3YO+6QiOPtgj0Z2IF+yMm/NmRGZnqBkRmZrcRMHTDV2PWU6drOqrL1odcpsE9E9v5R2caWSG 175HBSJOdyvmAuj1xv5XoZzanXz2HlZN5vLzy8NX6lSQq4Je9w +WBZzeXzIS+cpQA3YDadzkFmZNaZqQNGZmS2EjN1wJT6XH8Z3x fOUNRK5fokfkijPGStWOZgNuQ1n77uUXs8HJJ3ePxK08j1VmiG yP4gtEHkaJLrZdptNldnV9Cx/qj5oufeNcKxymZBb5LorRIlo52tjczIbMpMHTCNJiMzMlvmAqT 0Q/BjPuxPUIUFubxeNoyjVY6HQ/PiGDuUjaBmgdEI3iP7g1wvA82QnMupL4h46+h/cO7so+aLodF5b09/u83muXdNzW4pqayxfhJxyLExNfMTebeopLKQjJAZmU9gpg4YmZ HZSszUAVPq8+fJAd5hiR/Suxzi4S4IeGLsjYjTPZJxO8TCFOFYJR4lC1MV3+4dlgLu1cGOk eutD86dTY11Q/H74Zjn3rWWxkZ7x52gY33kemu7zbY62LEfjom74kFyB5ZNKpki efNYjo0pmaIsKPAKjKO/NmRG5hpm6oBpNBmZkdlKFyCNPn+WHKDXbJzb0Gc4NIP4oSN3Ki c/lExRz0HyykvZH1Q2gjmXc7KNedR8cXWwQ47EIAG122wPzp0NOt Z9A09bGhsfnDubcI0IGQG6YWVVhQaIspUgbx5DzSWRGC3Q/9qQGZlrmakDptFkZEZmK12AlH4I1jsH7BUrko4hCsEgC1Pb9nF XZ9doy8Boy0D82aAUcBtbHyWRQOX6bRP3V/xQ/wvmshyJyf4gJKDJNiboWJ9sY1oaG8evNOVD3trNkbKgyLGx8sE y3FSxrKolkZREIguKuCsqqWxJJMiMzKbMcD1TBEyjyciMzFa6A Bvo/BBs+HRVL5U0JCAt+3iHpcNmiOQd/uMfJoxjtGWA8B6Yw9AptRSzWVA2C1wvA8siZH8w53K222ztNtv iP/4eGp1vt9laGhuhDWIaakoigbkQ/f3hJoylZLiUDJN3i3DjRWRGZlNm6oBpNBmZkdkyF2ADnR+Ctd/1m1W1fUJe8xlXSRiXP0ivn4dG5//U9F4fugv68cglkeg5SIlHYUZk5Hrrtn28NgE9ar64zT9TNgumd 04sq6qSKZJ3i6VkGFxQ94qlZFjZSmhLJzJFuNcCMiOzKTN1wDS ajMzIbJkLsIHOD8Hab/zNqsogylYCWh/VKyQDbs/9Bai8uy1d5cJkGyP7g4T3iLuiZkEkBjMik20M18uMX2lqt9l8A 0/DTteDc2dbGhs9967tr/ghLtVaAFMjJDaj5aBUVqlZIqFbgMzIbMpMHTCNJiMzMlvpAqTR 54ZPV3UOyBQlrk9f+qgN3kN4D1jQ3ZbWh9GF+LNB2R9UMkXjjA gsj2y32SAB2Tvu6KshtJ2Rh0MWFFgZAU0VJVMksRllK1H9h5Up 6jlIOdxGiczIbMpMHTCNJiMzMlvpAqTR5/rngLKqEo6V9L0Qhn5IrQXggt4YkcMhJR4lvIcsTMFGSSjYN/DUN/AUvPDcu7b36oWSyubn+JzLqWwWlHgU5jkg8sBzrQ2ylahyQR9q Lq8HKGRGZlNm6oCRGZmtxEwdMKU+1z8HNDQ0HCR3KiyAuyTxHs KxnvsLtRaAC6uDHdLMD3AaM9TfbrONXG8NO12uzi7wIjXWnWOY bNMlgX2Sbbr0y9ffFB7eKiXDykaQvFsksRnybhHKJu8WNVOqit dfSWWNSyuRGZlNmakDRmZkthIzdcBUY3+8anNASSTadAgsmIQo 5B0Wp3tCo/OmFoy2DEj8EOFYORKD2yRAAgqNzsNEyOpghxxNpsa6f/n6G+PINl2SAm59AeRRCNKr1R9hbBZMcxAyI7MpM3XAyIzMVmKm Dphq7I+X6V6Fg+SOflLS0X4JfqjKAmiS/PEPEzmXU17zydFkzuW0d9yZbGO8Pf1wROKj5ouJmb/KKy8LD29B/KkaOYYhS6wWgozVGrOP4RV1r1hImtSPzMhsykwdMDIjs5WYf//AlvkQ/HgddxrR/orfuGNSXzO5bR8X2Cf6NMmfmt5r9UdiqbHuB+fO2jvueHv6R66 3tjQ2cr0MWWKVjaBo/0tt8fooPLylpLKwIVLfIHHkQmU/5CC5g8zI/JuYqQNGZmS2EvPvHNgyPn+8jnu7kkj2Xr3QjlOoPGYZHMm5nDm Xk3CsHA4R3vOCuQy3S3rUfLHdZhu/0pSe/ZEssZJ/gkQcOYaBSZHjLBAy6aNtkcZmiCENqbk8ZDdkRubjmKkDRmZkth IzjcCUYtdTJ7yjuCvq5yjples7KAgcnrzmS7hG4NBEV2cXrIdc HewgC1OSf0Lih8gSS2IzhYe3fvn6G1MLsk2X0rM/aiFIt0AfcMOlVFZJZfVOCDIjsykzdcDIjMxWYqYOmFKf66+Tk4 W4K2o3XuQOb6UMj7CAguvjeplHzRe9Pf1Q/1ECev1c8k9I/gkp4JYCbsk7bBqCwIJ8yFtR9lZC2UrAHZkgASmVpyUgMzKbMlM HjMzIbCVm6oCpxv6iEndFwnukwzOWtcH1ifa/vGAuuzq7fANPXZ1d9o47//7nnyV+SLttMz8k+SfIEisF3CTiIBFHaqy7NgrlGAZ2SpDYjBaF 9DQEpyuksoWk8Ft3RyAzMlsDGJmR2UrM1AFTjV1nyYKy9+qFqN 93mev79z//DOshfQNPR663TrYxq4Md0APRXPBPkCWWRBzwCBMk0BjRE1COYS T/REUnBJ7Eo/DkILnz0QkImZHZGsDIjMxWYqYOmGrs+kuIbkr8kDjdw/Uy9o47odH5yTYG1kauDnZoxR/WXzECbshEkn+i8PBW4eGtgu9/5TWfXnApGdbOT4hHwQso/tNXQyAzMlsDGJmR2UrM1AFTjV1nHSR3PPeu6QkInnO9THr2xyM LjKPSC63OjaASjyobQRKb0ca7RTmahOKFjAA32URmZP6szNQBI zMyW4mZOmCqseumQlJwdXaFRuddnV3env6EayQ11u3q7NLq5/qOs4BEHFLAfVRwxKGN2IyyEdRaIpuFzxF/kBmZrQGMzMhsJWbqgKnGro/Kqhp0rEMCcnV2pdfTDQ0NyeX33p7+7MYyWWI1C2DU1K/Pjhy9cpiAlHj0M2UfZEZmawAjMzJbiZk6YKqx6yZxVwyNzsMRi Yv/+DuwlkTiG3iq72WUBUXIpLMby/KaLx/yatskAm5YJyn5J/J+uxRwazdO2EoImfRnLRuZkdkawMiMzFZipg6Yauz6qKyqycAO JCBvT79xk6hv4OmHWPE/frtxfH5e7Yci8xcQdczUATcgMzKf+EPpYqYOWP+5NGLXUyWRwN kIyeX3eg1lVd18ld58lf7vsh0nZP4yoo6ZOuAGZP5SQuYvIOqA QZRi11MQhWpvfLn5Kv27jTbI/GVEHTN1wA3I/KWEzF9A1AGDKMVGoVAoFAqFQqFQKBQKhUKhUCgUCoVCoVAoFAq FQqFQKBQKhUKhUCgUCvX/Sv8HXo/KgpCiIrgAAAAASUVORK5CYII=).


فـــوائد الحــديث


1- وجوب مقاتلة الناس حتى يدخلوا في دين الله أو يعطوا الجزية لهذا الحديث وللأدلة الأخرى التي ذكرناها.


2- أن من امتنع عن دفع الزكاة فإنه يجوز قتاله ولهذا قاتل أبوبكر الذين امتنعوا عن الزكاة.

3- أن الإنسان إذا دان الإسلام ظاهراً فإن باطنه يوكل إلى الله، ولهذا قال:
{ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله }.

4- " وحسابهم على الله " : فالله سبحانه وتعالى يعلم السرائر ويحاسب عليها،
فإن كان مؤمناً صادقاً أدخله الجنة، وإن كان كاذباً مرائياً بإسلامه فإنه منافق في الدَّرْكِ الأسفل من النار.


أما في الدنيا فإن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم التذكير،

وفي البخاري ومسلم قال صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد:
" إني لم أؤمر أن أُنَقِّب عن قلوب الناس، ولا أَشُقّ بطونهم ".

http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048049881.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048049881.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:17
الحــــــديث الـتـــاســع







عن أبي هريرة عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله يقول:
{ ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم

كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم }.

[رواه البخاري:7288، ومسلم:1337].

http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif)http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif)http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif)





سبب ورود هذا الحديث






ما رواه مسلم في صحيحة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال : " أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجّوا ".
فقال رجل : أَكُلَّ عام يا رسول الله ؟. فسكت،
حتى قالها ثلاثاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لو قلتُ نعم لوجبت، ولما استطعتم ".
ثم قال: " ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم،
فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه ".
وورد أن السائل هو الأقرع بن حابس رضي الله عنه.




شـــرح الحــديث

{ ما } في قوله: { ما نهيتكم } وفي قوله: { ما أمرتكم } شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه
اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئاً، لأن الاجتناب أسهل من الفعل كل يدركه،

وأما المأمور فقال: { وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم } لأن المأمور فعل وقد يشق على
الإنسان، ولذلك قيده النبي بقوله: { فأتوا منه ما استطعتم }.

{ فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم }

المقصود بـ قبلكم .. اي الامم السابقة
وكانت اليهود أشد في كثرة المسألة
ولذلك لما قال لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم وهو موسى :
{ إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } ماذا صار ؟
جعلوا يسألون : { ما هي } ، { ما لونها } ، ما عملها ؟!!!

و قوله : ( وكثرة مسائلهم ) : جمع مسألة ، وهي : ما يُسأل عنه.

لقد بين الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، أن من أسباب هلاك الأمم
وتلاشي قوتها واستحقاقها عذاب الاستئصال - أحياناً - امرين اثنين هما :


1-كثرة السؤال والتكلف فيه..
2-والاختلاف في الامور وعدم الالتزام بشرع الله .


لقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عامة أن يكثروا عليه من الأسئلة،
خشية أن يكون ذلك سبباً في إثقالهم بالتكاليف، وسداً لباب التنَطُّع والتكلف والاشتغال بما لا
يعني، والسؤال عما لا نفع فيه إن لم تكن مضرة،

إن السؤال على أنواع: مطلوب ومنهيٌّ عنه

أ- أما المطلوب شرعاً، فهو على درجات:

فرض عين على كل مسلم : بمعنى أنه لا يجوز لمسلم تركه والسكوت عنه،
وهو السؤال عما يجهله من أمور الدين وأحكام الشرع، مما يجب عليه فعله ويطالَب بأدائه،
كأحكام الطهارة والصلاة إذا بلغ، وأحكام الصوم إذا أدرك رمضان وكان صحيحاً مقيماً،ونحو ذلك مما يسأل عنه المكلف، وفي هذا يقول الله تعالى:
{فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
وعليه حمل ما رواه البيهقي في "شعب الإيمان"، من قوله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

فرض كفاية : بمعنى أنه لا يجب على كل مسلم، بل يكفي أن يقوم به بعضهم، وهو السؤال
للتوسع في الفقه بالدين، ومعرفة أحكام الشرع وما يتعلق بها، لا للعمل وحده، بل ليكون هناك
حَفَظَة لدين الله عز وجل، يقومون بالفتوى والقضاء، ويحملون لواء الدعوة إلى الله تعالى.
وفي هذا يقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ
لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].

مندوب: معنى أنه يستحب للمسلم أن يسأل عنه،
وذلك مثل السؤال عن أعمال البِرِّ والقربات الزائدة عن الفرائض.

ب- سؤال منهي عنه، وهو على درجات أيضاً:

حرام: أي يأثم المكلف به، ومن ذلك:
- السؤال عما أخفاه الله تعالى عن عباده ولم يُطلعهم عليه، كالسؤال عن وقت قيام الساعة،
وعن سر القضاء والقدر، ونحو ذلك.

- السؤال على وجه العبث والتعنت والاستهزاء.

- سؤال المعجزات، وطلب خوارق العادات عناداً وتعنتاً، أو إزعاجاً وإرباكاً،
كما كان يفعل المشركون وأهل الكتاب.

- السؤال عما سكت عنه الشرع من الحلال والحرام، ولم يبين فيه طلباً أو نهياً،
فإن السؤال عنه ربما كان سبباً للتكليف به مع التشديد فيه،
فيترتب على ذلك وقوع المسلمين في حرج ومشقة، كان السائل سبباً فيها،
وهذا في زمن نزول الوحي.



والذي يتعين على المسلم أن يهتم به ويعتني هو:



أن يبحث عما جاء عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم يجتهد في فهم ذلك والوقوف

على معانيه، فإن كان من الأمور العلمية صدق به واعتقده، وإن كان من الأمور العملية بذل وسعه
في الاجتهاد في فعل ما يستطيعه من الأوامر واجتناب ما ينهى عنه،
فمن فعل ذلك حصل السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة

:: فائدة ::

من قوله صلى الله عليه وسلم: (فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم...)

قال ابن وهب: سمعت مالكاً يكره الجواب في كثرة المسائل..

وقال: قال الله عز وجل:

(( ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي ))

فلم يأته في ذلك جواب.

وكان مالك يكره المجادلة عن السنن أيضاً..

قال الهيثم بن جميل: قلت لمالك: يا أبا عبدالله الرجل يكون عالماً بالسنن يجادل عنها؟

قال لا ولكن يخبر بالسنة،فإن قبلت من وإلا سكت

قال إسحاق بن عيسى : كان مالك يقول:

المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب الرجل.

وقال ابن وهب:سمعت مالكً يقول:

المراء والجدال في العلم يقسي القلب ويورث الضغن..



http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif)http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif)http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif)http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif)http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i302.photobucket.com/albums/nn92/SiaFan_2008/Dividers/fushia.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:18
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044163.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044163.gif)
الحــــــديث العــاشـــر


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله :
{إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن
الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين
فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً
[المؤمنون:51]،
وقال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ
[البقرة:172]،
ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء: يا رب ! يا رب !
ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب له؟ }.



http://hmsss.jeeran.com/ub9.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://hmsss.jeeran.com/ub9.gif)
• شـــرح الحــديث •



{ إن الله طيب} الطيب في ذاته طيب في صفاته وطيب في أفعاله .. أي طاهر منزه عن النقائص


{ لا يقبل إلا طيباً } لا يقبل إلا طيباً في ذاته وطيباً في كسبة. وأما الخبيث في ذاته كالخمر،


أو في كسبة كالمكتسب بالربا فإن الله تعالى لا يقبله
{ وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين }

فقال تعالى:
" كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم"
[البقرة:172].

وايضــا فهو سبحانه وتعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان طيباً طاهراً
من المفسدات كلها كالرياء والعجب.
فأمر الله تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن يأكلوا من الطيبات وأما الخبائث فإنها حرام عليهم
لقوله تعالى في وصف الرسول الله :
[ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ].
.
.

ثمـ ذكـر الرسول عليه الصلاة والسلام.. شخـص تتوفـر فيـه

اسباب اجـابة الدعــاء
وهـي..
.
.
1-إطالة السفر: ومجرد السفر يقتضي إجابة الدعاء،
فقد روى أبو داود وابن ماجه والترمذي من
حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن:
دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد لولده ".

2-الانكــسار والتذلل من أعظم أسباب إجابة الدعاء.
فالله تعالى ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول:
{ أتوني شعثاً غبراً }

3-مد اليدين إلى السماء: وهو من آداب الدعاء،
روى الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن الله تعالى حَيِيٌّ كريم، يستحي إذا رفع الرجلُ إليه يديه أن يَرُدَّهما صفراً خائبتين".

4-الإلحاح على الله عز وجل:
وذلك بتكرير ذكر ربوبيته سبحانه وتعالى.
" يارب ..يارب "

.
.

ولكــن مع توفر هذه الاسباب .. إلا ان الاجــابة تمــنع .. بل تستبعــد لقوله
" أنـّى "
لأنه توسع في الحرام أكلاً وشرباً ولبساً وتغذية ..
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044163.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044163.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:20
http://img199.imageshack.us/img199/6844/2dbos2wjpg.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://img199.imageshack.us/img199/6844/2dbos2wjpg.gif)
الحــــــديث الحـــادي عشر


عن أبي محمد الحسن بن على بن أبي طالب سبط رسول الله وريحانته رضي الله عـنهـما، قـال: ( حـفـظـت مـن رســول الله :

{دع ما يـريـبـك إلى ما لا يـريـبـك } ).

http://i82.photobucket.com/albums/j253/janis2qute4u/824823usxlxvxilo.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://i82.photobucket.com/albums/j253/janis2qute4u/824823usxlxvxilo.gif)

• شـــرح الحــديث •


عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول الله وعن أبيه وأمه وهو ابن بنت رسول الله
وهو أفضل الحسنين فإن النبي أثنى عليه وقال:
{ إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين}،


فأصلح الله بين الفئتين المتنازعتين حين تنازل عن الخلافة لمعاوية بن
أبي سفيان فنال بذلك السيادة.

والسبط : هو ابن البنت،
وريحانته : تعني القريب الذي يرتاح إليه، الذي يشم منه الرائحة الطيبة الذي يحبه.

أن النبي قال:
{ دع ما يريبك إلى ما لا يريبك }
يعني اترك الذي ترتاب فيه وتشك فيه إلى
الشيء الذي لا تشك فيه، وهذا يشبه الحديث السابق أن النبي قال:
{ بينهما أمور مشتبهات
لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه }

فالذي يريبك وتشك فيه سواء كان في أمور الدنيا أو أمور الآخرة فالأحسن
أن ترتاح منه وتدعه
حتى لا يكون في نفسك قلق واضطراب فيما فعلت وأتيت.

هذا الحديث أعطانا قاعدة عظيمة :
وهي التعامل في حياتنا سواء مع الأشياء، أو التعامل
في الحلال والحرام، أو التعامل في الأقوال والأعمال، أن نتعامل بوضوح، أن أتعامل
بما اتضح لدي، أتعامل بما صح لدي، أترك ما فيه شك.
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044163.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044163.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:21
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044164.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044164.gif)
الحــــــديث الـثاني عــشر

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله :



{من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعـنيه }.


[حديث حسن، رواه الترمذي: 2318 وابن ماجه:3976 ].



http://img217.imageshack.us/img217/13/b8261a96d932a53b692f764.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://img217.imageshack.us/img217/13/b8261a96d932a53b692f764.gif)




شـــرح الـحــديـــث



هذا الحديث أصل في أدب التعامل مع الآخرين، وهذا الحديث من جوامع كلم النبي - صلى
الله عليه وسلم - كما كان الحديث السابق ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ) كما
شاهدنا في الحديث السابق : كيف هاتين الكلمتين أدت إلى قواعد عظيمة في الدين،
ومن ثم في التعامل.فكذلك هذا الحديث أصل في الأدب.

ينبغي على الإنسان يترك ما لا يعنيه أي ما لا يهمه وما لا علاقة له به فإن هذا من حُسن
إسلامه ويكون أيضاً راحة له، لأنه إذا لم يكلف به فيكون راحةً له بلا شك وأريح لنفسه.

فيستفاد من هذا الحديث:

1-أن الإسلام يتفاوت يزيد وينــقص لقوله: { من حسن إسلام المرء }.

2- أنه ينبغي للإنسان أن يدع ما لا يعنيه لا في أمور دينه ولا دنياه، لأن ذلك أحفظ لوقته وأسلم
لدينه وأيسر لتقصيره لو تدخل في أمور الناس التي لا تعنيه لتعب، ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل
إلا بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له.

3-أن لا يضيع الإنسان ما يعنيه أي ما يهمه من أمور دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل المقصود.


http://img217.imageshack.us/img217/13/b8261a96d932a53b692f764.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://img217.imageshack.us/img217/13/b8261a96d932a53b692f764.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:22
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048050751.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048050751.gif)
الحــــــديث الـثالث عــشر





عـن أبي حـمـزة أنـس بـن مـالـك رضي الله عـنـه، خــادم رسـول الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قــال:


{ لا يـُؤمـن أحـدكـم حـتي يـُحـب لأخـيـه مــا يـُحـبـه لـنـفـسـه }.




[رواه البخاري:13، ومسلم:45].




•شـــرح الـحــديـــث •

{ لا يؤمن } يعني الإيمان الكامل. قوله: { حتى يُحب لأخيه } أي أخيه المسلم.
{ ما يُحب لنفسه } من أمور الدين والدنيا،
لأن هذا مقتضى الأخوة الإيمانية أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.


فيستفاد من هذا الحديث:

1- أن الإيمان يتفاضل منه كامل، ومنه ناقص .
وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص.

2- الحث على محبة الخير للمؤمنين لقوله: { حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه }.
فإن الطباع البشرية قد تكره حصول الخير وتمييز غيرها عليها ، والإنسان يجب عليه أن يخالف
الطباع البشرية ويدعو لأخيه ويتمنى له ما يحب لنفسه ،
والشخص متى لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه كان حسوداً .

3-التحذير من أن يحب للمؤمنين ما لا يحب لنفسه لأنه ينقص بذلك إيمانه حتى أن الرسول
نفى عنه الإيمان، مما يدل على أهمية محبة الإنسان لإخوانه ما يحب لنفسه.

4-تقوية الروابط بين المؤمنين, لأن من اتصف به فإنه لا يمكن أن يعتدي على أحد من المؤمنينفي ماله أو في عرضه أو أهله، لأنه لا يحب أن يعتدي أحد عليه بذلك فلا يمكن أن يحب اعتداءه هو على أحد في ذلك.



5- استعمال ما يكون به العطف في أساليب الكلام في قوله: { لأخيه }
ولو شاء لقال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه ..
لكنه قال: { لأخيه } استعطافاً أن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه.

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:23
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif)http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif)http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif)
الحــــــديث الرابع عــــشر





عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله :

{ لا يحل دم امرىء مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بـإحـدي ثـلاث: الـثـيـّب الــزاني، والـنـفـس بـالنفس، والـتـارك لـديـنـه الـمـفـارق للـجـمـاعـة }.


[رواه البخاري78، ومسلم:1676 ].



شـــرح الـحــديـــث

هذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن دماء المسلمين محترمة
وأنها محرمة لا يحل انتهاكها إلا بإحدى ثلاث:

الأول: { الثيّب الزاني } وهو الذي تزوج ثم زنى بعد أن منّ الله عليه بالزواج، فهذا يحل
دمه، لأن حده أن يرجم بالحجارة حتى يموت.

الثاني: { النفس بالنفس } أجمع المسلمون على أن من قتل مسلماً عمداً
فقد استحق القصاص وهو القتل، قال الله تعالى:


{ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ }


وذلك حتى يأمن النَّاسُ على حياتهم،

وقال الله تعالى:


{ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }


[البقرة: 179].

ويسقط القصاص إذا عفا أولياء المقتول.

الثالث: { التارك لدينه المفارق للجماعة } أجمع المسلمون على أن الرجل إذا ارتد،
وأصر على الكفر، ولم يرجع إلى الإسلام بعد الاستتابة، أنه يُقتل،
روى البخاري وأصحاب السنن: عن ابن عباس رضي الله عنهما :
أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: "مَنْ بَدَّلَ دينَه فاقتلُوه".

وقال ابن عثيمين -رحمه الله- :
{ التارك لدينه المفارق للجماعة } المراد به من خرج على الإمام،
فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب إلى الله عزوجل،

فالحدود في الاسلام ,, رادعة, ويقصد منها الحماية والوقاية

http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif)http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif)http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13086848552.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:24
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048732261.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048732261.gif)


الحــــــديث الخـــــــامــس عــشر







عن أبي هـريـرة رضي الله عـنه، أن رســول الله
صلى الله عليه وسلم قــال:



{مـن كـان يـؤمن بالله والـيـوم الآخر فـلـيـقـل خـيـراً أو لـيـصـمـت،


ومـن كــان يـؤمن بالله واليـوم الآخر فـليكرم جاره،
ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه }.

[رواه البخاري: 6018، ومسلم: 47 ].http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048732261.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048732261.gif)
شـــرح الـحــديـــث

هذا الحديث من الآداب الإسلامية الواجبة:

1- قوله صلى الله عليه وسلم :
( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ))

إذا أراد أن يتكلم فليفكر ، فإن ظهر أنه لا ضرر عليه تكلم ، وإن ظهر أن فيه ضرر أو شك فيه أمسك..
لأن القول باللسان من أخطر ما يكون على الإنسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني
بما يقول فيقول خيراً أو يسكت.

ونقل عن أبي القاسم القشيري رحمه الله تعالى أنه قال :
السكوت في وقته صفة الرجال ، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال

وقيل لبعضهم: لم لزمت السكوت ؟
قال : لأن لم أندم على السكوت قط ،و قد ندمت على الكلام مراراً.
ومما قيل: جرح اللسان كجرح اليد.

2-(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره))

أن من التزم شرائع الإسلام ، لزمه إكرام الضيف والجار .
وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه )) .

قال العلماء: إذا كان الجار مسلماً قريباً فله ثلاث حقوق: الجوار والإسلام والقرابة،
وإن كان مسلماً غير قريب فله حقان: وإذا كان كافراً غير قريب له حق واحد حق الجوار.

فاكرام الجار يكون بكف الأذى عنه وبذل المعروف له، فمن لا يكف الأذى عن جاره فليس بمؤمن،
لقول النبي : { والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن } قالوا من يا رسول الله ؟
قال: { من لا يأمن جاره بوائقه }.

3- ( ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ).
فالضيف هو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌ مسافر، فهو غريب محتاج ..
فلذلك يكون له حـق ,, كما للجار حــق..
ويكون اكرام الضيف بحـسن ضيافته، والواجب في الضيافة يوم وليلة وما بعده فهو تطوع ولا ينبغي
لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة، فإذا زاد على ثلاثة أيام فليستأذن من مضيفه


حتى لا يكلف عليه.





رعاية الإسلام للجوار والضيافة، يدل على كمال الإسلام وأنه متضمن للقيام بحق الله سبحانه

وتعالى وبحق الناس.
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048732261.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048732261.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:25
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048041701.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048041701.gif)
الحــــــديث الــسادس عــشر




عــن أبـي هـريـرة رضي الله عــنـه أن رجــلاً قـــال للـنـبي : أوصــني.
قال: { لا تغضب } فردد مراراً ، قال: { لا تغضب }.
[رواه البخاري:6116]
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048041701.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048041701.gif)

شـــرح الـحــديـــث

الوصية هي العهد بالأمر الهام، وهذا الرجل طلب من النبي أن يوصيه
فقال: { لا تغضب } وعدل النبي عن الوصية بالتقوى التي أوصى الله عز وجل بها هذه الأمة
وأوصى بها الذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله { لا تغضب } لأنه يعلم من حال هذا الرجل والله
أعلم أنه كثير الغضب ولهذا أوصاه بقوله { لا تغضب } وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو
طبيعة من طبيعة الإنسان، ولكن المراد: املك نفسك عند الغضب بحيث لا تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك
الغضب، لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فلهذا تجده تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه
وربما يذهب شعوره بسبب الغضب ويكون أشياء لا يحمد عقباها، وربما يندم ندماً عظيماً على ما
حصل منه، فلهذا أوصاه النبي بهذه الوصية وهي وصية له ولمن كان حاله مثل حاله.

فإن قال قائل : إذا وُجد سبب الغضب وغَضِـب الإنسان ، فماذا يصنع ؟

نقول : هــناك دوائين:

1- دواء قولي: وهو قول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
2- دواء فعلي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضجع )).



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



{ إن الغضب من الشيطان وإن الشيطان خلق من النار
وإنما تطفأ النار بالماء فإذا غضب أحدكم فليتوضأ }
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048732261.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048732261.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:27
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044792.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044792.gif)



الحــــــديث السابع عــشر





عـن أبي يعـلى شـداد بـن أوس رضي الله عـنه، عـن الـرسـول صلى الله عـليه وسلم قـال:


{ إن الله كتب الإحـسـان عـلى كــل شيء، فـإذا قـتـلـتم فـأحسـنوا القـتـلة، وإذا ذبـحـتم فـأحسنوا الذبحة، وليحد أحـدكم شـفـرتـه، ولـيـرح ذبـيـحـته }.





http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044793.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044793.gif)




شـــرح الـحــديـــث




{ الإحسان } ضد الإساءة وهو معروف.



{ كتب } بمعنى شرع،



وقوله: { على كل شيء } الذي يظهر أنها بمعنى في كل شيء،


يعني أن الإحسان ليس خاصاً في بني آدم بل هو عام في كل شيء


{ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته }


وهذا من الإحسان.



وقوله: { إذا قتلتم } هذا حين القتل من بني آدم أو مما يباح قتله


أو يسنُ من الحيوانات من وحوش وغيرها.



وقوله: { فأحسنوا القتلة } أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغيرأذية


لكن يرد على هذا ما ثبت من رجم الزاني المحصن


والجواب عنه أن قال: إنه مستثنى من الحديث وإما أن يقال:


المراد { فأحسنوا القتلة } موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع.



وأما قوله: { فأحسنوا الذبحة } والمراد به المذبوح من الحيوان الذي يكون ذبحه ذكاة له مثل الأنعام


والصيد وغير ذلك .. فإن الإنسان يسلك أقرب الطرق التي يحصل بها المقصود الشرعي من الزكاة،


ولهذا قال: { وليحد أحدكم شفرته } أي سكِّينه، { وليرح ذبيحته } أي يفعل ما به راحتها.


وراحتها تكون بإن يضجعها برفق دون أن تتعسف في إضجاعها ومن ذلك أيضاً أن يضع رجله على عُنقها ويدع قوائمها الأربعة اليدين والرجلين بدون إمساك، لأن ذلك أبلغ في إراحتها وحريتها فيالحركة، ولأن ذلك أبلغ في خروج الدم عنها فكان أولى.




و لا يقطع منها شيء حتى تموت ،و لا يحد السكين قبالتها ، وأن يعرض عليها الماء قبل الذبح ،ولا يذبح اللبون ، ولا ذات الولد ،حتى يستغني عن اللبن.





ومن فوائد هذا الحديث:



1- أن الله سبحانه وتعالى جعل الإحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة، وذلك بأن يسلك أسهل


الطرق لإرهاق الروح ووجوب إحسان الذُبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لإزهاق الروح ولكن على الوجه المشروع.




2- طلب تفقد آلات الذبح لقوله عليه الصلاة والسلام: { وليحد أحدكم شفرته }.


http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044793.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13048044793.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:28
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13159650072.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13159650072.gif)

الحــــــديث الثــامــن عـــشر




عـن أبي ذر جـنـدب بـن جـنـادة، وأبي عـبد الـرحـمـن معـاذ بـن جـبـل رضي الله عـنهما، عـن
الرسول صلى الله عـليه وسلم، قـال:

{ اتـق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخـلـق حـسـن }.

[رواه الترمذي:1987، وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح].




شـــرح الـحــديـــث


قوله صلى الله عليه وسلم : (( اتق الله حيثما كنت ))
أي اتقه في الخلوة في السر كما تتقيه في العلانية بحضرة الناس ،
واتقه في سائر الأمكنة والأزمنة.
مما يعين على التقوى استحضار أن الله تعالى مطلع على العبد في سائر أحواله ،
قال الله تعالى :
{ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانواثم يُنَبِّئُهم بما عملوا يوم القيامة إنّ الله بكل شيء عليم }
[المجادلة:7].

والتقوى كلمة جامعة لفعل الواجبات وترك المنهيات .


وقوله صلى الله عليه وسلم :
(( وأتبع السيئه الحسنة تمحها ))

أي إذا فعلت سيئة فاستغفر الله تعالى منها وافعل بعدها حسنة تمحها .
ويشهد لهذا قوله تعالى:" إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ " [هود:114].


وظاهر الحديث أن الحسنة تمحو السيئة المتعلقة بحق الله تعالى ،
أما السيئة المتعلقة بحق العباد من الغضب والغيبة والنميمة ،
فلا يمحوها إلا الاستحلال من العباد ، ولا بد أن يعين له جهة الظلامة ،
فيقول : قلت عليك كيت وكيت .

وفي الحديث دليل على أن محاسبة النفس واجبة ، قال صلى الله عليه وسلم :
(( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا )) .
وقال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتَنظُر نفسُ ما قدمت لغد ٍ} [الحشر:18].


قوله صلى الله عليه وسلم : (( وخالق الناس بخلق حسن ))..
اعلم أن الخلق الحسن كلمة جامعة للإحسان إلى الناس ،
وإلى كف الأذى عنهم .

قال صلى الله عليه وسلم : (( خيركم أحسنكم أخلاقا ً)).

وقال ايضا عليه الصلاة والسلام (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ))

وعنه صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً أتاه فقال : يا رسول الله ما أفضل الأعمال ؟
قال : (( حسن الخلق )) ، وهو على ما مر أن لا تغضب
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13159650072.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13159650072.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:29
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13158769601.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13158769601.gif)
• الحــــــديث التــاســع عـــشر •


عـن أبي العـباس عـبدالله بن عـباس رضي الله عـنهما،
قــال: كـنت خـلـف النبي صلي الله عـليه
وسلم يـوماً، فـقـال :

{ يـا غـلام ! إني أعـلمك كــلمات: احـفـظ الله يـحـفـظـك، احـفـظ الله تجده
تجاهـك، إذا سـألت فـاسأل الله، وإذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن بالله،
واعـلم أن الأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى
أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله لك،
وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك
بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله عـلـيـك؛ رفـعـت الأقــلام،
وجـفـت الـصـحـف }.

[رواه الترمذي: 2516 وقال: حديث حسن صحيح].

وفي رواية غير الترمذي:

{ احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم
أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع
الكرب، وأن مع العسر يسراً }.



• شــــرح الحــديث •


قوله: ( كنت خلف النبي ) يحتمل أنه راكب معه، ويحتمل أنه يمشي خلفه،
وأياً كان فالمهم أنه وصاه بهذه الوصايا العظيمة.

قال: { إني أعلمك كلمات } قال ذلك من أجل أن ينتبه لها.

الكلمة الأولى:
قوله: { احفظ الله يحفظك } هذه كلمة { احفظ الله } يعني احفظ حدوده وشريعته
بفعل أوامره واجتناب نواهيه يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك،
لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم.

وعُلم من هذا أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عزوجل،
وفي هذا الترغيب على حفظ حدودالله عزوجل.

و أن من أضاع الله - أي أضَاع دين الله - فإن الله يضيعه ولا يحفظه
قال تعالى:
" وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ "
[الحشر:19].

الكلمة الثانية:
قال: { احفظ الله تجده اتجاهك } ونقول في قوله: { احفظ الله } كما قلنا في
الأولى، ومعنى { تجده اتجاهك } أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه.

الكلمة الثالثة:
قوله: { إذا سألت فاسأل الله } إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عزوجل ولا تسأل
المخلوق شيئاً، وإذاقُدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه، فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن
المسبب هو الله عز وجل فاعتمد على الله تعالى.

الكلمة الرابعة:
قوله: { وإذا استعنت فاستعن بالله } فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا
تطلب إلا من الله، لأنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وهو يعينك إذا شاء، وإذا أخلصت
الاستعانة وتوكلت عليه أعانك،
ولكن لا مانع أن يستعين بغيرالله ممن يمكنه أن يعينه لقوله النبي :
{ وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة }.
وإذا استعنت بمخلوقٍ فيما قدر عليه فاعتقد أن سبب وأن الله هو الذي سخره لك.

الكلمة الخامسة:
قوله: { واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا
بشيء قد كتبه الله لك }
الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن
ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في
الحقيقة، لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله تعالى ونعلم أن الأمة لا
يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزوجل.

الكلمة السادسة:
{ وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك }
وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره ولا حرج أن
تحاول أن تدفع الضرر عنك لأن الله تعالى قال:
" وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا "
[الشورى:40].

الكلمة السابعة:
{ رفعت الأقلام وجفت الصحف } يعني أن ما كتبه الله تعالى قد انتهى
فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله.
فقد ثبت عن النبي أن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض
بخمسين ألف سنة.
رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح،

وفي رواية غير الترمذي: { احفظ الله تجده أمامك }
وهذا بمعنى: { احفظ الله تجده اتجاهك }.

{ تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة }
يعني قم بحق الله عزوجل في حال الرخاء،
وفي
حال الصحة، وفي حال الغنى { يعرفك في الشدة } إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واحتجت
إلى الله عرفك بما سبق لك، أو بما سبق من فعل الخير الذي تعرفت به إلى الله عزوجل.

{ واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك }
يعني أن ما قدر الله تعالى أن
يصيبك فإنه لا يخطئك، بل لابد أن يقع، لأن الله قدره.
وأن ما كتب الله أن يخطئك رفعه عنك فلن يصيبك أبداً فالأمر كله بيد الله وهذا يؤدي إلى أن يعتمد
الإنسان على ربه اعتماداً كاملاً

ثم قال: { واعلم أن النصر مع الصبر } فهذه الجملة فيها الحث على الصبر، لأنه إذا كان النصر مع الصبر فإن الإنسان يصبر من أجل أن ينال الصبر.

وقوله: { وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً } الفرج انكشاف الشدة والكرب الشديد جمعه كروب كمال قال تعالى:
" فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"
[الشرح:5-6].
http://www.noorfatema.net/up/uploads/13158769601.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.noorfatema.net/up/uploads/13158769601.gif)

حبيبها انا قبلك
18 - 04 - 2012, 23:31
• الحـــديث العـشــرون •


عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:

{ إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت }.

[رواه البخاري: 3483 ].



• شــــرح الحــديث •


{ إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، ]
يعني أن من بقايا النبوة الأولى التي كانت في الأمم السابقة. وأقرتها هذه الشريعة.


{ إذا لم تستح فاصنع ما شئت }
إذا أردت فعل شيء ، فإن كان مما لا تستحي من فعله من الله ، ولا من الناس فافعله ،وإلا فلا.


و المعنى الثاني أن الإنسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ولا يبالي وكلا المعنين صحيح.


يستفاد من هذا الحديث:
أن الحياء من الأشياء التي جاءت بها الشرائع السابقة، وأن الإنسان
ينبغي له أن يكون صريحاً، فإذا كان الشيء لا يستحى منه فليفعله
وهذا الإطلاق مقيد بما إذا كان في فعله مفسدة فإنه يمتنع الفعل
خوفاً من هذه المفسدة.

توتا ضياء
19 - 04 - 2012, 17:23
جزاك الله عنا كل خير

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:01
الحـــديث الحــادى والعشرون •


عن أبي عمرو، وقيل: أبي عمرة ؛ سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه، قال: قلت:
يا رسول الله ! قـل لي في الإسـلام قـولاً لا أسـأل عـنه أحــداً غـيـرك، قـال:

{ قُــل آمـنـت بالله، ثـم اسـتـقم }.
[رواه مسلم: 38].



• شــــرح الحــديث •



[قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك،]
يعني قولاً يكون جامعاً واضحاً بيّناً لا أسأل أحداً غيرك فيه،

فقال له النبي : { قل آمنت بالله ثم استقم } آمنت بالله هذا بالقلب،
والاستقامة تكون بالعمل، فأعطاه النبي كلمتين تتضمنان الدين كله فآمنت بالله
يشمل إيماناً بكل ما أخبر الله به عزوجل عن نفسه وعن اليوم الآخر وعن رسله وعن كل ما أرسل
به، وتتضمن أيضاً الانقياد ولهذا قال: { ثم استقم } وهو مبني على الإيمان.

ومن ثم أتي بـ { ثم } الدالة على الترتيب والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم
صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،
ومتى بنى الإنسان حياته على هاتين الكلمتين فهو سعيد في الدنيا وفي الآخرة.


فهــذا يدل على أن الإيمان بالله لا يكفي عن الاستقامة،
بل لا بد من إيمان بالله واستقامة على دينه

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:02
• الحـــديث الثاني والعشرون •

عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله ،
فقال: ( أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام،
ولم أزد على ذلك شيئاً؛ أأدخل الجنة؟ )

قال: { نعم }.


• شــــرح الحــديث •

قوله : [ أرأيت ... إلخ ] معناه : أخبرني.

حرّمت الحرام: اجتنبته معتقداً تحريمه،
أحللت الحلال: فعلته معتقداً حلّه.
المكتوبات : الفرائض.. بمعنى الفرائض الخمس والجمعة - بالنسبة للرجال -.


في هذا الحديث يسأل الرجل رسول الله إذا صلى المكتوبات وصام رمضان وأحل الحلال
وحرم الحرام ولم يزد على ذلك شيئاً هل يدخل الجنة ؟ قال: { نعم }.

وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج، فإما أن يقال:
إن ذلك داخلاً في قوله: ( حرمت الحرام ) لأن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام.

ويمكن أن يقال: أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه، وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله.




فـ يبين لنـا الحديث ان الاقـتصار على الفـرائض يدخــل الجـنة ..
ولكـن السنن والرواتب تجبر النقص في الفرائض وتقربـا الى الله..


ا- تجبر النقص بالفرائض :

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ( إن أول
ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاتُهُ ؛ فإن صلحت فقد أفلَح و أنجَح ، و إن فسَدَت فقد
خاب و خسر ، فإن انتقص من فريضته شيءٌ قال الرب عز و جل : انظروا هل لعبدي من تطوع فيكمل
بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك )

[ رواه أصحاب السنن غير أبي داود بإسناد صحيح ] .


2- قربه إلى الله ..

قال الله في الحديث القدسي..
[ .. ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل، حتى أحبه ..)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:02
• الحـــديث الثالث والعشرون •








عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:







{ الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملأن -




أو: تملأ - ما بين




السماء والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء،




والقرآن حجة لك أو عليك؛ كل الناس




يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها }.




[رواه مسلم: 223 ].












• شــــرح الحــديث •



{ الطهور شطر الإيمان } بضم الطاء يعني الطهارة.

شطر الإيمان أي نصفه وذلك أن الإيمان تخلي وتحلي،

أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك، لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى:

إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [التوبة: 28].

فلهذا كان الطهور شطر الإيمان،



وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان، لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور...

ولكن هذا المعنى خاص..

و المعنى الأول أحسن وأعم..



وقال: { والحمد لله تملأ الميزان }

الحمد لله تعني: وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية،



{ تملأ الميزان } أي ميزان الأعمال لأنها عظيمة عند الله عزوجل

ولهذا قال النبي : { كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان،

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم }.



وقال: { سبحان الله والحمد لله } يعني الجمع بينهما { تملأ }

أو قال: { تملان ما بين السماء والأرض } وذلك لعظمهما ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن

كل نقص، وعلى إثبات الكمال لله عزوجل،

ففي التسبيح تنزيه الله عن كل نقص، وفي الحمد وصف الله تعالى بكل كمال،

فلهذا كانتا تملان ما بين السماء والأرض.



ثم قال: { والصلاة نور } يعني: أن الصلاة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه،

وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى:

يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ... [الحديد:12].

وهي أيضاً نور بالنسبة للاهتداء والعلم .



وقال: { والصدقة برهان } أي دليل على صدق صاحبها، وأنه يحب التقرب إلى الله

وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً

وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه.



قال: { والصبر ضياء } الصبر أقسامه ثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر على معصية الله،

وصبر على أقدار الله.



وقال: { ضياء } نوراً مع حرارة كما قال تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً

[يونس:5].

والشمس فيها النور والحرارة، والصبر كذلك لأنه شاق على النفس

فهو يعاني كما يعاني الإنسان من الحرارة ومن الحار.



وقال أيضاً: { والقرآن حجة لك أو عليك } والقرآن حجة لك، أي عند الله عزوجل أو حجة عليك ...

فإن عملت به كان حجة لك، وإن أعرضت عنه كان حجة عليك،



ثم بين النبي أن كل الناس يغدون، أي يذهبون الصباح إلي أعمالهم.

وقال: { فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها } كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم،

فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله،

فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه، أي: حررها من رق الشيطان.



فـالبتالي.. يتبين لنـا أن الحرية حقيقة هي: القيام بطاعة الله وليست إطلاق الإنسان نفسه

ليعمل كل شيء أراده، قال ابن القيم رحمه الله في النونية:





هربوا من الرق الذي خلقوا له *** وبلوا برق النفس والشيطان



فكل إنسان يفر من عبادة الله، فإنه سيبقى في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان.

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:03
• الحـــديث الـرابـع العـشرون •


عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم،
فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، أنه قال:


{ يا عبادي:
إني حرمت الظلم على نفسي، وجعـلته بيـنكم محرماً؛ فلا تـظـالـمـوا .
يا عبادي
كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم .
يا عبادي
كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم .
يا عبادي
كلكم عار إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم .
يا عبادي
إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم .
يا عبادي
إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني .
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم،
ما زاد ذلك في ملكي شيئاً .
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا علي أفجر قلب رجل واحد منكم،
ما نقص ذلك من ملكي شيئاً .
يا عبادي
لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد، فسألوني،
فأعطيت كل واحد مسألته، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر .
يا عبادي
إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله،
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }.
[رواه مسلم:2577].







• شــــرح الحــديث •


عن أبي ذر الغفاري عن النبي فيما يرويه عن ربه عز وجل وهذا الحديث وأشباهه


يسمى الحديث القدسي، لأنه يرويه النبي عن الله عز وجل قال:


{ يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما }
فبين الله عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم على نفسه فلا يظلم أحداً لا بزيادة سيئة
ولا بنقص حسنة كما قال تعالى:
" وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا "
[طه:112].



{ وجعلته بينكم محرماً } أي جعلت الظلم بينكم محرماً، فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضاً،
ولهذا قال: { فلا تظالموا } والفاء للتفريع على ما سبق



{ يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم } العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل
إلا من هداه الله عزوجل وإذا كان الأمر كذلك فالواجب طلب الهداية من الله،
ولهذا قال: { فاستهدوني أهدكم } أي اطلبوا مني أهدكم،
والهداية هنا تشمل هداية العلم وهداية التوفيق،



{ يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم }، وهذه كالتي قبلها بين سبحانه
وتعالى أن العباد كلهم جياع إلا من أطعمه الله ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم،
وذلك لأن الذي يخرج الزرع ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى .
كما قال سبحانه وتعالى:
" أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ *
لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ "
[الواقعة - 65]
ثم المال الذي يحصل به الحرث هو لله عزوجل.

ويترتب على هذا سؤال الإنسان ربه واستغناؤه بسؤال الله عن سؤال عباد الله ,
ولهذا قال - فاستطعموني أطعمكم-



{ يا عبادي كلكم عار } أي قد بدت عورته إلا من كساه الله ويسر له الكسوة،
ولهذا قال: { إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم }اطلبوا مني الكسوة أكسكم، لأن كسوة بني
ادم مما أخرجه الله تعالى من الأرض، ولو شاء الله تعالى لم يتيسر ذلك.



{ يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم }
وهذا كقوله في الحديث الصحيح: { كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون }
فالناس يخطئون ليلاً ونهاراً أي يرتكبون الخطأ وهو مخالفة أمر الله ورسوله بفعل المحذور
أو ترك المأمور، ولكن هذا الخطأ له دواء – ولله الحمد – وهو قوله: { فاستغفروني أغفر لكم }
أي اطلبوا مغفرتي أغفر لكم، والمغفرة: ستر الذنب مع التجاوز عنه.



{ يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني }
لأن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين ولو كفر كل أهل الأرض فلن يضروا الله شيئاً،
ولو آمن كل أهل الأرض لن ينفعوا الله شيئاً، لأنه غني بذاته عن جميع مخلوقاته.




{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم
ما زاد ذلك في ملكي شيئا }
لأن طاعة الطائع إنما تنفع الطائع نفسه أما الله عزوجل فلا ينتفع بها لأنه غني عنها، فلو كان الناس كلهم على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ملك الله شيئاً.



{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم
ما نقص ذلك في ملكي شيئاً }
وذلك لأن الله غني عنا، فلو كان الناس والجن على أفجر قلب رجل مانقص ذلك من ملك الله شيئاً.



{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر }


وذلك لكمال جوده وكرمه وسعة ما عنده، فإنه لو أعطى كل إنسان مسألته لم ينقصه شيئاً،

وقوله: { إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر }
وهذا من باب تأكيد عدم النقص، لأنه من المعلوم أن المخيط إذا دخل في البحر ثم نزع منه
فإنه لا ينقص البحر شيئاً لأن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء.



{ يا عبادي إنما أعمالكم أحصيها لكم }
أي أعدها لكم وتكتب على الإنسان.



[ ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }
ومع هذا فإنه سبحانه يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة،
ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح فيما دون الشرك والله أعلم.
وبيان أن العاصي سوف يلوم نفسه إذا كان في وقت لا ينفعه اللوم ولا الندم.

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:04
الحـــديث الـخـامس و العـشرون •


عن أبي ذر ، أن ناساً من أصحاب رسول الله قالوا للنبي : يا رسول الله ذهب أهل
الدثور بالأجور؛ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويـتـصـدقــون بفـضـول أمـوالهم.
قـال :

{ أولـيـس قـد جعـل الله لكم ما تصدقون؟ إن لكم بكل تسبيحة صدقة، وكل تكبيرة صدقة،
وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة،
وفي بضع أحـد كم صـدقـة }.

قالوا : يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟

قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال، كان له أجر }.
[رواه مسلم: 1006].
.
.

• شــرح الحـديث •

أن أناساً من أصحاب رسول الله قالوا للنبي { يا رسول الله } وهؤلاء فقراء،
قالوا: { يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور } يعني أهل الأموال ذهبوا بالأجور،

{ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم }
فهم شاركوا الفقراء في الصلاة والصوم وفضولهم في الصدقة.

قال النبي : { أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون... } إلخ.

لما اشتكى الفقراء إلى رسول الله أنه ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما يصلون
ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول أموالهم يعني والفقراء لا يتصدقون.
بيّن لهم النبي الصدقة التي يطيقونها فقال:
{ أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به، إن لكم بكل تسبيحة صدقة }
يعني أن يقول الإنسان سبحان الله صدقة { وبكل تكبيره صدقة } يعني إذا قال: ( الله أكبر )
فهذه صدقة { وكل تحميده صدقة } يعني إذا قال: ( الحمد لله ) فهذه صدقة
{ وكل تهليلة صدقة } يعني إذا قال: ( لا إله إلا الله ) فهذه صدقة
{ وأمر بالمعروف } يعني إذا أمر شخصاً أن يفعل طاعة فهذه صدقة { ونهي عن منكر }
يعني إذا نهى شخصاً عن منكر فإن ذلك صدقة { وفي بضع أحدكم صدقة }
يعني إذا أتى الرجل زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ذكروا ذلك لتقرير قوله
{ وفي بضع أحدكم صدقة } وليس للشك في هذا، لأنهم يعلمون أن ما قاله النبي
فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟

ونظير ذلك قول زكريا عليه السلام: قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ
[آل عمران: 40] ... أراد أن يقرر ذلك ويثبته مع أنه مصدق به.

قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ } والجواب: نعم يكون عليه وزر,
قال: { فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر } وهذا القياس يسمونه قياس العكس
يعني كما أن عليه وزراً في الحرام يكون له أجراً في الحلال فقال
{ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر }.

فـ يتبين لنـا حسن تعليم الرسول بإيراد كلامه على سبيل الاستفهام
حتى يقنع المخاطب بذلك ويطمئن قلبه، وهذا قوله عليه الصلاة والسلام
حين سئل عن بيع الرطب بالتمر: { أينقص إذا جف؟ } قالوا: نعم، فنهى عن ذلك.

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:05
الحـــديث " السادس والعشرون "



(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلُّ يَومٍ تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ:
تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ،
وَتُعِيْنُ الرَّجُلَ في دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُ لَهُ عَلَيْهَا
أَو تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ،
وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ،
وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيْهَا إِلَى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ،
وَتُمِيْطُ الأَذى عَنِ الطَّرِيْقِ صَدَقَةٌ )

رواه البخاري ومسلم






مـعنى الحـــديــث " السادس والعشرون " :


كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ:

السلامى هي المفاصل، وقيل:العظام، والمعنى واحد لايختلف،
لأن كل عظم مفصول عن الآخر بفاصل فإنه يختلف عنه في الشكل،
وفي القوة، وفي كل الأمور وهذا من تمام قدرة الله عزّ وجل فليس
الذراع كالعضد، وليست الأصابع كالكف، فكل ما فصل عن غيره من
العظام فله ميزة خاصة، ولذلك كان على كل سلامى صدقة.

وجاء في صحيح مسلم أن السلامى ثلاثمائة وستون مفصلاً،
هكذاجاء في الحديث عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : "إنه خلق كل إنسان من بني آدم
على ستين وثلاثمائة مفصل..." أخرجه مسلم،
والطب الحديث يوافق هذا - سبحان الله -
مما يدل على أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم حق.

وقوله عَلَيْهِ صَدَقَةٌ:أي كل مفصل عليه صدقة

وقولهكُلُّ يَومٍ تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمسُ: يعني كل يوم يصبح على كل
عضو من أعضائنا صدقة، أي ثلاثمائة وستون في اليوم،
فيكون في الأسبوع ألفين وخمسمائة وعشرين.
لكن من نعمة الله أن هذه الصدقة عامة في كل القربات،
فكل القربات صدقات، وهذا شيء ليس بصعب على الإنسان،
مادام كل قربة صدقة فما أيسر أن يؤدي الإنسان ما يجب عليه.



http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

ثم قالتَعْدِلُ بَينَ اثنَيْنِ صَدَقَة:تعدل أي تفصل بينهما إما بصلح وإما بحكم،
والأولى العدل بالصلح إذا أمكن ما لم يتبين للرجل أن الحكم لأحدهما،
فإن تبين أن الحكم لأحدهما حرم الصلح، وهذا قد يفعله بعض القضاة،
يحاول أن يصلح مع علمه أن الحق مع المدعي أو المدعى عليه،
وهذا محرم لأنه بالإصلاح لابد أن يتنازل كل واحد عما ادعاه فيحال بينه وبين حقه.

إذاً العدل بين اثنين بالصلح أو بالحكم يكون صدقة،
لكن إن علم أن الحق لأحدهما فلا يصلح، بل يحكم بالحق.

وَتُعِيْنُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ :أي بعيره مثلاً "تَحْمِلُهُ عَلَيْهَا" إذا كان لايستطيع
أن يركب تحمله أنت وتضعه على الرحل هذا صدقة
"أَو تَحْمِلُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ" متاعه ما يتمتع به في السفر من طعام وشراب
وغيرهما، تحمله على البعير وتربطه، هذا صدقة.
وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ: أي كلمة طيبة سواء طيبة في حق الله
كالتسبيح والتكبير والتهليل، أو في حق الناس كحسن الخلق صدقة.

وَبِكُلِّ خُطوَةٍ تَخْطُوهَا إِلَى الصَّلاةِ صَدَقَة : سواء بعدت المسافة أم قصرت،
وإذا كان قد تطهر في بيته وخرج إلى الصلاة لايخرجه إلا الصلاة
لم يخط خطوة إلا رفع الله له بها درجة، وحطّ عنه بها خطيئة.

فيكتسب شيئين: رفع الدرجة، وحطّ الخطيئة.

وقد استحب بعض العلماء - رحمهم الله - أن يقارب الإنسان خطواته
إذا ذهب إلى المسجد، ولكن هذا استحباب في غير موضعه، ولادليل عليه،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخبر أن بكل خطوة يخطوها إلى الصلاة
صدقة لم يقل: فليدن أحدكم خطواته، ولو كان هذا أمراً مقصوداً مشروعاً
لبيّنه النبي صلى الله عليه وسلم .
ولكن لايباعد الخطا قصداً ولايدنيها قصداً، بل يمشي على عادته.

وَتُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيْقِ صَدَقَةٌ : أي تزيل الأذى وهو ما يؤذي المارة من
حجر أو زجاج أو قاذورات فأي شيء يؤذي المارين إذا أميط عن طريقهم فإنه صدقة.


*****************

من فــــوائــــد الحديــــث :

1. وجوب الصدقة على كل إنسان كل يوم تطلع فيه الشمس عن كل
عضو من أعضائه، لأن قوله: "عَلَيهِ صَدَقَة" وعلى للوجوب،
ووجه ذلك: أن كل إنسان يصبح سليماً يجب عليه أن يشكر الله عزّ وجل،
سليماً في كفه، في ذراعه، في عضده، في ساقه، في فخذه،
في كل عضو من أعضائه عليه نعمة من الله عزّ وجل فليشكرها.

فإن قال قائل: قد يكون في إحصاء ذلك صعوبة؟

فالجواب: أنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يجزئ من ذلك -
أي بدلاً عنه، لأن (من) هنا بدليّة بمعنى بدل ذلك - ركعتان يركعهما من الضحى،
فإذا ركعت ركعتين من الضحى صار الباقي نفلاً وتطوعاً.
ويؤخذ من هذه الرواية: أنه ينبغي للإنسان أن يداوم على ركعتي الضحى،
وجه ذلك: أنها تأتي بدلاً عن هذه الصدقات أي بدلاً عن ثلاثمائة وستين صدقة،
وهذا القول هو الراجح: أنه تسن المداومة على ركعتي الضحى.

ووقتها: من ارتفاع الشمس قيد رمح في رأي العين،
إلى قبيل الزوال يعني بعد طلوع الشمس بنحو ثلث ساعة إلى قبيل الزوال بعشر أوخمس دقائق،
وآخر الوقت أفضل.

وأقلها ركعتان وأكثرها لاحد له، فصلِّ ما شئت فأنت على خير.

فلننظر جميعاً إلى فضل الله سبحانه وتعالي إذا أن ركعتان في الضحى تُعطينا بإذن الله
ثلاث مائة وستين صدقة تغني عن ثلاث مائة وستين صدقة وفضل الله سبحانه وتعالي واسع ،
ونحمده سبحانه وتعالى على فضله وكرمه .

2. أن الشمس هي التي تدور على الأرض، فيأتي النهار بدل الليل،
لقوله: "تَطْلُعُ فِيْهِ الشَّمْسُ" وهذا واضح أن الحركة حركة الشمس،
ويدل لهذا قول الله تعالى:
(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَال)

(الكهف: الآية17)

أربعة أفعال مضافة إلى الشمس،

وقال تعالى عن سليمان:
( فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ)
(صّ: 32)

أي الشمس (بِالْحِجَابِ) أي بالأرض، وقال النبي صلى الله عليه وسلم
لأبي ذرٍّ رضي الله عنه حين غربت الشمس: أَتَدْرِيْ أَيْنَ تَذْهَبُ ؟
قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فأضاف الذهاب إليها أي إلى الشمس.

3. فضيلة العدل بين الاثنين، وقد حث الله عزّ وجل على الصلح فقال تعالى:
( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيهِمَا
أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ)
(النساء: 128)

فالصلح خير، والعدل بين الخصمين في الحكم واجب.

4. الحث على معونة الرجل أخاه، لأن معونته إياه صدقة،
سواء في المثال الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم أو في غيره.

المثال الذي ذكره هو: أن يعينه في دابته فيحمله عليها أو يرفع له عليها متاعه،
ولكنْ هناك أمثال كثيرة ومن ذلك:

لو وجدت إنساناً على الطريق وطلب منك أن تحمله إلى البلد وحملته،
فإنه يدخل في هذا من باب أولى.

ولكن هل يجب عليك أن تحمله، أولا يجب؟

الجواب: إن كان في مهلكة وأمنت منه وجب عليك أن تحمله وجوباً لإنقاذه من الهلكة،
والمهلكة إما لقلة الماشي فيها، أو لأن فيها قطاع طريق ربما يقضون على هذا الرجل.

فإن لم تأمن من هذا الرجل فلا يلزمك أن تحمله، مثل أن تخاف من أن يغتالك
أو يحول مسيرك إلى اتجاه آخر بالقوة فلا يلزمك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ" .

إذاً معنى الحديث الحث على معونة إخوانك المسلمين حتى في غير المثال الذي ذكره
النبي صلى الله عليه وسلم، وكلما كان أخوك أحوج إلى معونتك كانت المعونة أفضل،
وكلما كانت المعونة أنفع لأخيك كانت أفضل.

وليس من هذا النوع أن تعين زميلك في وقت الاختبار على معرفة الجواب الصحيح،
ويقال: هذا منكر وخيانة للأمانة، وأنت لو فعلت فقد أعنته على منكره فلايجوز.

5. الحث على الكلمة الطيبة لقوله: "وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ" والله لا أطيب من كلام
الله عزّ وجل القرآن،كل كلمة في القرآن فهي صدقة.

والكلمة الطيبة تكون طيبة في أسلوبها، وفي موضوعها، وفي إلقائها،
وفي نواح أخرى، فإذا رأيت شخصاً وتكلمت معه بكلام طيب مثل: السلام عليكم،
حياكم الله، صبحكم الله بالخير فهذه كلمة طيبة لكن بشرط أن لايكون ذلك مملاً
بمعنى أن تبقى معه مدة وأنت تقول مثل هذا الكلام،
لأنه إذا كان مملاً انقلب إلى غير طيب،
ولكل مقام مقال.

المهم القاعدة: كل كلمة طيبة فهي صدقة.

6. أن إزالة الأذى عن الطريق صدقة، وبقياس العكس نقول:
وضع الأذى في الطريق
جريمة وأذية،


ويتفرع على هذه الفائدة:

إذا كان إماطة الأذى عن الطريق الحسّي صدقة فإماطة الأذى عن الطريق المعنوي
أبلغ وذلك ببيان البدع والمنكرات وغيرها، والمنكرات كسفاسف الأخلاق من الدعارة
واللواط وشرب الخمر والدخان وغيرها، فبيان هذه الأشياء لئلا يمارسها الناس
تعتبر صدقة وأعظم من إماطة الأذى عن الطريق الحسي.

ومن إماطة الأذى عن الطريق المعنوي قتل داعية الفساد،
لكنه ليس إلينا بل إلى ولي الأمر.

7. أن كل ما يقرب إلى الله عزّ وجل من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة،
وما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فهو أمثلة على ذلك. والله الموفق.

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:06
الحـــديث " السابع والعشرون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عن النواس بن سـمعـان -رضي الله تعالى عـنه- عـن النبي -صلى الله عـليه وسلم- قـال :

( الـبـر حـسـن الـخلق، والإثـم ما حـاك في نـفـسـك وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس )

رواه مسلم.

وفي رواية أخرى :

(وعن وا بصة بن معبد رضى الله عنه ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال :
( جئت تسأل عن البر و الإثم ؟ ) قلت : نعم ؛ قال : ( استفت قلبك ؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن اليه القلب ،
والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك الناس وأفتوك ) )

حديث حسن ، في مسندي الإمام أحمد بن حنبل ، و الدارمي بإسناد حسن .


مـعنى الحـــديــث :

قوله صلى الله عليه وسلم البر:أي الذي ذكره الله تعالى في القرآن ،
فقال ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى )(المائدة: الآية2)
والبر كلمة تدل على كثرة الخير ، فهو اسم جامع لكل خير ، وهو أيضاً البر: اسم جامع لكل معروف ،
ويدخل فيه جميع العبادات التي شرعها الله سبحانه وتعالى مثل : الصلوات الفريضة والنافلة ،
الصيام ، الحج ، الزكاة بأنواع الإنفاق الخيري ، الطاعات للوالدين ، صلة الأرحام إلي غير ذلك من الطاعات ،

حسن الخلق :أي حسن الخلق مع الله ، وحسن الخلق مع عباد الله ،
فأما حسن الخلق مع الله فان تتلقي أحكامه الشرعية بالرضا والتسليم ،
وأن لا يكون في نفسك حرج منها ولا تضيق بها ذرعا ،
فإذا أمرك الله بالصلاة والزكاة والصيام وغيرها فإنك تقابل هذا بصدر منشرح.

وأيضا حسن الخلق مع الله في أحكامه القدرية ، فالإنسان ليس دائما مسرورا
حيث يأتيه ما يحزنه في ماله أو في أهله أو في نفسه أو في مجتمعه والذي قدر
ذلك هو الله عز وجل فتكون حسن الخلق مع الله ، وتقوم بما أمرت به وتنزجر عما نهيت عنه .

أما حسن الخلق مع الناس فقد سبق أنه : بذل الندى وكف الأذى والصبر على الأذى ، وطلاقة الوجه .
وهذا هو البر والمراد به البر المطلق ، وهناك بر خاص كبر الوالدين مثلا وهو الإحسان
إليهما بالمال والبدن والجاه وسائر الإحسان .

وهل يدخل بر الوالدين في قوله ( حسن الخلق )؟

فالجواب : نعم يدخل لأن بر الوالدين لا شك أنه خلق حسن محمود كل أحد يحمد فاعله عليه .


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

ثم قالالإثم ما حاك في نفسك:أي تردد وصرت منه في قلق

وكرهت أن يطلع عليه الناس :لأنه محل ذم وعيب ، فتجدك مترددا فيه وتكره أن يطلع الناس عليك وهذه الجملة إنما
هي لمن كان قلبه صافيا سليما ، فهذا هو الذي يحوك في نفسه ما كان إثما ويكره أن يطلع عليه الناس .

أما المتمردون الخارجون عن طاعة الله الذين قست قلوبهم فهؤلاء لا يبالون ،
بل ربما يتبجحون بفعل المنكر والإثم ، فالكلام هنا ليس عاما لكل أحد بل هو خاص
لمن كان قلبه سليما طاهرا نقيا ؛ فإنه إذا هم بإثم وإن لم يعلم أنه إثم من قبل الشرع
تجده مترددا يكره أن يطلع الناس عليه ، وهذا ضابط وليس بقاعدة ، أي علامة على الإثم في قلب المؤمن .


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

من فــــوائــــد الحديــــث :

1. حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم حيث يتقدم للسائل
بما في نفسه ليستريح ويطمئن لقوله ( جئت تسأل عن البر ؟) .

2. أن (نعم) جواب لإثبات ما سئل عنه فقول وابصة رضي الله عنه (نعم )
أي جئت أسأل عن البر ؛ ولهذا لو أجاب الإنسان بها من سأله عن شيء
فمعناها إثبات ذلك الشيء .

3. جواز الرجوع إلى القلب والنفس لكن بشرط أن يكون هذا الذي رجع إلى قلبه
ونفسه ممن استقام دينه ؛ فإن الله عز وجل يؤيد من علم الله منه صدق النية .

4. أن الصوفية وأشباههم استدلوا بهذا الحديث على أن الذوق دليل شرعي
يرجع إليه لأنه قال : (استفت قلبك) فما وافق عليه القلب فهو بر.

فيقال : هذا لا يمكن لأن الله تعالى أنكر على من شرعوا دينا لم يأذن به الله،
ولا يمكن أن يكون ما أنكره الله حقا أبدا .

ثم إن الخطاب هنا لرجل صحابي حريص على تطبيق الشريعة فمثل هذا يؤيده الله عز وجل
ويهدي قلبه حتى لا يطمئن إلا إلى أمر محبوب إلى الله عز وجل

5. أن لا يغتر الإنسان بإفتاء الناس لا سيما إذا وجد في نفسه ترددا ؛ فإن كثيراً
من الناس يستفتي عالما أو طالب علم فيفتيه ثم يتردد ويشك ؛
فهل لهذا الذي تردد وشك أن يسأل عالما آخر ؟

الجواب : نعم بل يجب عليه أن يسأل عالما آخر إذا تردد في جواب الأول .

فإذا أفتانا أهل العلم انتهى الكلام والتفكير في المسألة ، فكلام العالم بالشرع لغير العالِم هو قطع!
فإن كان مصيباً هذا العالم فله أجران وإن كان مخطئاً وقد أعمل اجتهاده فله أجر .

6. أن المدار في الشرعية على الأدلة لا على ما أشتهر بين الناس لأن الناس
قد يشتهر عندهم شيء ويفتون به وليس بحق ، فالمدار على الأدلة الشرعية

7. الإثم هو في المساحة المترددة ، التي بدورها تجر للوقوع في الأمر المحرم هذا في حال عدم تبيان الحكم الشرعي ! ،
أما إذا تبين الحكم الشرعي فهو حينئذ القائم >> يعني إذا كان الحكم حلال فهو حلال وإذا كان حرام فهو حرام ،
حتّى ولو خالف مزاج الإنسان وهواه ورغباته لذلك مجرّد الاعتماد على ما يحيكه الصدر
لا يعفي الإنسان عن السؤال الشرعي الخاص بالمسالة التي يفكّر فيها .

8. هذا الحديث يقوى شخصية الإنسان لأنّه يكون منتجاً إذ يحثّ على مراقبة المسلم
لنفسه في الحال وهذا هو المؤمن الصادق ،وسيكون هذا الإنسان المراقب لنفسه بإذن الله إنسان منتج عامل
لا يُبالي بالنظر الدنيوي للآخرين وإنما ينظر إلى الله سبحانه وتعالي ، فيُصبح العمل عمل منتج وقائم ومأجور عليه أيضا بإذن الله ..
كذلك هذا الحديث يبني الشخصية بإيجاد رقيب من النفس على النفس فيبقى المرء سائراً في خط مستقيم في هذه الحياة

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:09
الحـــديث " الثامن والعشرون "



(عَن أَبي نَجِيحٍ العربَاضِ بنِ سَاريَةَ رضي الله عنه قَالَ:
وَعَظَنا رَسُولُ اللهِ مَوعِظَةً وَجِلَت مِنهَا القُلُوبُ وَذَرَفَت مِنهَا العُيون. فَقُلْنَا: يَارَسُولَ اللهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوصِنَا، قَالَ:
(أُوْصِيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عز وجل وَالسَّمعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافَاً كَثِيرَاً؛
فَعَلَيكُمْ بِسُنَّتِيْ وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المّهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ
فإنَّ كلّ مُحدثةٍ بدعة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ )

رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح..


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :

وَعَظَنا: الوعظ:ا
لتذكير بما يلين القلب سواء كانت الموعظة
ترغيباً أو ترهيباً، وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يتخول أصحابه بالموعظة أحياناً.

وَجلَت مِنهَا القُلُوبُ:
أي خافت منها القلوب كما قال الله تعالى:
(الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ )(الأنفال: الآية2)

وَذَرَفَت مِنهَا العُيون:كَأنَّها" أي هذه الموعظة "مَوعِظَةَ مُوَدِِّعٍ" وذلك
لتأثيرها في إلقائها،وفي موضوعها،وفي هيئة الواعظ لأن كل هذا مؤثر،
حتى إننا في عصرنا الآن تسمع الخطيب فيلين قلبك وتخاف وتبكي،
فإذا سمعته مسجلاً لم تتأثر، فتأثير المواعظ له أسباب منها:
الموضوع،وحال الواعظ،وانفعاله.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

قَالَ أوصيكُم بِتَقوَى الله عزّ وجل:
هذه الوصية مأخوذة من قول الله تعالى:
(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)
(النساء: الآية131)
فتقوى الله رأس كل شيء.

ومعنى التقوى: طاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه على علم وبصيرة.

ولهذا قال بعضهم في تفسيرها: أن تعبد الله على نور من الله،
ترجو ثواب الله، وأن تترك ما حرم الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله.

وقال بعضهم:

خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى

واعمل كماش فوق أر ض الشوك يحذر ما يرى

لاتحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

وَالسَّمعُ والطَّاعَة :
أي لولاة الأمر بدليل قوله وَإِن تَأمَّر عَليكُم
والسمع والطاعة بأن تسمع إذا تكلم، وأن تطيع إذا أمر،
وسيأتي إن شاء الله في بيان الفوائد حكم هذه الجملة العظيمة،
لكن انظر أن النبي صلى الله عليه وسلم خصها بالذكر بعد ذكر
التقوى مع أن السمع والطاعة من تقوى الله لأهميتها ولعظم التمرد عليها.

وَإن تَأمَّر عَلَيكُم:
أي صار أميراً "عبد" أي مملوكاً.

فَإِنَّهُ مَن يَعِش مِنكُم :أي تطول به الحياة "فَسَيَرى"
والسين هنا
للتحقيق اختِلاَفاً كَثيراً في العقيدة، وفي العمل ، وفي المنهج،
وهذا الذي حصل، فالصحابة رضي الله عنهم الذين عاشوا طويلاً
وجدوا من الاختلاف والفتن والشرور ما لم يكن لهم في الحسبان.

ثم أرشدهم صلى الله عليه وسلم إلى ما يلزمونه عند هذا الاختلاف،
فقال: "فَعَلَيكُم بِسَّنتي"
أي الزموا سنتي، والمراد بالسنة هنا:
الطريقة التي هو عليها ، فلا تبتدعوا في دين الله عزّ وجل ما ليس منه ،
ولا تخرجوا عن شريعته.


وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَاشِدين :
الخلفاء الذين يخلفون رسول الله صلى الله عليه
وسلم في أمته، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

فإن أبا بكر الصديق رضي الله عنه هو الخليفة الأول لهذه الأمة،
نص النبي صلى الله عليه وسلم على خلافته نصاً يقرب من اليقين،
وعامله بأمور تشير إلى أنه الخليفة بعده.

مثال ذلك: أتته امرأة في حاجة لها فوعدها وعداً، فقالت: يا رسول الله إن لم أجدك؟
قال: "ائتِي أَبَا بَكر"

وقال : "يَأَبَى اللهُ وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنونَ إِلا أَبَا بَكرٍ"

وأمر أن تسد جميع الأبواب المشرَّعة على المسجد إلا باب أبي بكر،
وجعله خليفته في الصلاة بالمسلمين حين مرض ،
وهذه إمامة صغرى،يشير بذلك إلى أنه يتولى الإمامة الكبرى،
وجعله أميراً على الحجيج في السنة التاسعة خلفاً عنه.
فهو الخليفة بالنص الذي يقرب من اليقين.

ثم الخليفة من بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأنه أولى الناس
بالخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فإنهما صاحبا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكان كثيراً ما يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر،
وجئت أنا وأبو بكر وعمر ،فرأى أبو بكر رضي الله عنه
أن أحق الناس بالخلافة عمر رضي الله عنه.

وخلافة عمر رضي الله عنه ثابتة شرعاً لأنها وقعت من خليفة،
ثم صارت الخلافة لعثمان رضي الله عنه بمشورة معروفة رتبها عمر رضي الله عنه،
ثم صارت بعد ذلك لعلي رضي الله عنه هؤلاء هم الخلفاء الراشدون لا إشكال فيهم.

وقوله:المهديين :
صفة مؤكدة لما سبق، لأنه يلزم من كونهم راشدين
أن يكونوا مهديين، إذ لا يمكن رشد إلا بهداية،وعليه فالصفة هنا ليست
صفة احتراز ولكنها صفة توكيد وبيان علة،يعني أنهم رشدوا لأنهم مهديون.

عَضُّوا عَلَيهَا بالنَّوَاجِذِ:
أي على سنتي وسنة الخلفاء وهي أقصى
الأضراس ومن المعلوم أن السنة ليست جسماً يؤكل،
لكن هذا كناية عن شدة التمسك بها،أي أن الإنسان يتمسك بهذه السنة
حتى يعض عليها بأقصى أضراسه.

وَإيَّاكُم :
هنا لمّا حث على التمسك بالسنة حذر من البدعة.

فقال :وَإيَّاكُم وَمُحدَثَاتِ الأُمور :
أي اجتنبوها،والمراد بالأمور هنا الشؤون،
والمراد بالشؤون شؤون الدين،لا المحدثات في أمور الدنيا،
لأن المحدثات في أمور الدنيا منها ما هو نافع فهو خير،
ومنها ما هو ضار فهو شر،لكن المحدثات في أمور الدين كلها شر،
ولهذا قال: "فَإِنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ بِدعَة" لأنها ابتدعت وأنشئت من جديد.

كُل بِدعَةٍ ضَلالَة :أي كل بدعة في دين الله عزّ وجل فهي ضلالة .

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

من فــــوائــــد الحديــــث :

1. مشروعية الموعظة،ولكن ينبغي أن تكون في محلها،وأن لا يكثر فيُمِل،
لأن الناس إذا ملوا ملوا الواعظ والموعظة، وتقاصرت هممهم
عن الحضور،ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
يتخول أصحابه بالموعظة،وكان بعض الصحابة يعظ أصحابه
كل يوم خميس، يعني في الأسبوع مرة.

2. أنه ينبغي للواعظ أن تكون موعظته مؤثرة باختيار الألفاظ الجزلة المثيرة
،وهذا على حسب الموضوع،فإن كان يريد أن يعظ الناس لمشاركة في جهاد
أو نحوه فالموعظة تكون حماسية،وإن كان لعمل الآخرة
فإن الموعظة تكون مرققة للقلوب.

3. أن المخاطب بالموعظة إذا كانت بليغة فسوف يتأثر لقوله:
"وَجِلَت مِنهَا القُلُوبُ، وَ ذَرَفَت مِنهَا العُيونُ" .

4. أن القلب إذا خاف بكت العين، وإذا كان قاسياً، نسأل الله عزّ وجل أن يبعدنا
وإياكم من قسوة القلب،لم تدمع العين.

5. أنه جرت العادة أن موعظة المودع تكون بليغة مؤثرة،لأن المودع لن يبقى
عند قومه حتى يكرر عليهم الموعظة فيأتي بموعظة مؤثرة يُذَكر بها بعد ذلك
لقولهم: "كَأَنَّهَا مَوعِظَةُ موَدِِّعٍ" .

6. طلب الإنسان من العالم أن يوصيه،لقولهم رضي الله عنهم "فَأَوصِنَا".

ولكن هل هذا يكون بدون سبب،أو إذا وجد سبب لذلك؟

الظاهر الثاني: بمعنى أنه ليس كلما قابلت أحداً تقول:أوصني،
فإن هذا مخالف لهدي الصحابة فيما يظهر،لكن إذا وجد سبب كإنسان
قام وعظ وبيَّن فلك أن تقول أوصنا وأما بدون سبب فلا،
ومن ذلك السفر، أي إذا أراد الإنسان أن يسافر وقال مثلاً للعالِم أوصني، فهذا مشروع.

7. أن أهم ما يوصى به العبد تقوى الله عزّ وجل لقوله: "أُوصيكُم بِتَقوَى الله".

8. فضيلة التقوى حيث كانت أهم وأولى وأول ما يوصى به العبد.

9. وصية النبي صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة لولاة الأمور،
والسمع والطاعة لهم واجب بالكتاب والسنة،قال الله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
(النساء: الآية59)
فجعل طاعة أولي الأمر في المرتبة الثالثة ولكنه لم يأت بالفعل (أطيعوا )
لأن طاعة ولاة الأمور تابعة لطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم،
ولهذا لو أمر ولاة الأمور بمعصية الله عزّ وجل فلا سمع ولا طاعة.

وظاهر الحديث وجوب السمع والطاعة لولي الأمر وإن كان يعصي الله عزّ وجل
إذا لم يأمرك بمعصية الله عزّ وجل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"اسمَع وَأَطِع وَإِن ضَرَبَ ظَهرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ" وضرب الظهر وأخذ المال
بلا سبب شرعي معصية لا شك، فلا يقول الإنسان لولي الأمر:
أنا لا أطيعك حتى تطيع ربك، فهذا حرام، بل يجب أن يطيعه وإن لم يطع ربه.

أما لو أمر بالمعصية فلا سمع ولا طاعة، لأن رب ولي الأمر ورب الرعية
واحد عزّ وجل، فكلهم يجب أن يخضعوا له عزّ وجل،
فإذا أمرنا بمعصية الله قلنا: لا سمع ولا طاعة.

10. ثبوت إمرة العبد،لقوله: "وَإِن تَأَمرَ عَلَيكُم عَبدٌ" ولكن هل يلزم طاعة
الأمير في كل شيء، أو فيما يتعلق بالحكم؟

الجواب:الثاني، أي فيما يتعلق بالحكم ورعاية الناس، فلو قال لك الأمير مثلاً:
لا تأكل اليوم إلا وجبتين. أو ما أشبه ذلك فلم يجب عليك أن توافق إلا أنه يحرم
عليك أن تنابذ، بمعنى أن تعصيه جهاراً لأن هذا يفسد الناس عليه.

11. وجوب طاعة الأمير وإن لم يكن السلطان، لقوله: "وَإِن تَأَمرَ عَلَيكُم"
ومعلوم أن الأمة الإسلامية من قديم الزمان فيها خليفة وهو السلطان،
وهناك أمراء للبلدان، وإذا وجبت طاعة الأمير فطاعة السلطان من باب أولى.

وهنا سؤال يكثر: إذا أمَّر الناس عليهم أميراً في السفر، فهل تلزمهم طاعته؟

فالجواب: نعم، تلزمهم طاعته،وإذا لم نقل بذلك لم يكن هناك فائدة من تأميره،
لكن طاعته فيما يتعلق بأمور السفر لا في كل شيء،إلا أن الشيء
الذي لا يتعلق بأمور السفر لا تجوز منابذته فيه، مثال ذلك:

لو قال أمير السفر:اليوم كل واحد منكم يلبس ثوبين لأنه سيكون الجو بارداً.
فهنا لا تلزم طاعته، لكن لا تجوز منابذته بمعنى: لا يجوز لأحد أن يقول لن
ألبس ثوبين، لأن مجرد منابذة ولاة الأمور تعتبر معصية.

12. ظهور آية من آيات النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
"فَإِنَّهُ مَن يَعِش مِنكُم فَسَيَرَى اختِلافاً كَثيرَاً" فقد وقع الأمر كما
أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم.

فإن قيل: وهل يمكن أن نطبق هذه الجملة في كل زمان،بمعنى أن نقول:
من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً؟

فالجواب: لا نستطيع أن نطبقها في كل زمان،لكن الواقع أن من طال عمره
رأى اختلافاً كثيراً.

كان الناس فيما سبق أمة واحدة، حزباً واحداً،ليس هناك تشتت ولا تفرق ثم اختلفوا،
في بلادنا هذه كان الناس منقادين لأمرائهم،منقادين لعلمائهم حتى إن الرجل يأتي
مع خصمه إلى القاضي وهو يرى أن الحق له فيحكم القاضي عليه،
ثم يذهب مطمئن القلب مستريحاً،وإذا قيل له: يا فلان كيف غلبك خصمك؟
قال:الشرع يُخْلِفُ. والآن الأمر بالعكس،تجد الخصم إذا حُكِم عليه والحكم حق
ذهب يماطل،ويطالب برفع المعاملة للتمييز،ومجلس القضاء الأعلى وإن كان
يرى الحق عليه وليس له لكن يريد أن يضر بصاحبه،والاختلاف الآن وقع،
أحص مثلاً أفكار الناس لا تكاد تحصيها، منهم من فكره إلحاد،
ومنهم من فكره دون ذلك، ومنهم من فكره سيء في الأخلاق، ومنهم من دون ذلك.

13. وجوب التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم عند الاختلاف، لقوله:
"فَعَلَيكُم بِسنَّتي" والتمسك بها واجب في كل حال لكن يتأكد عند وجود الاختلاف.

14. أنه يجب على الإنسان أن يتعلم سنة النبي صلى الله عليه وسلم ،
وجه ذلك: أنه لا يمكن لزومها إلا بعد علمها وإلا فلا يمكن.

15. أن للخلفاء سنة متبعة بقول النبي صلى الله عليه وسلم،
وعلى هذا فما سنه الخلفاء الراشدون أُعتبر سنة للرسول صلى الله عليه وسلم
بإقراره إياهم، ووجه كونه أقره أنه أوصى باتباع سنة الخلفاء الراشدين.

وبهذا نعرف سفه هؤلاء القوم الذين يدعون أنهم متبعون للسنة
وهم منكرون لها،ومن أمثلة ذلك:

قالوا:إن الأذان الأول يوم الجمعة بدعة، لأنه ليس معروفاً في عهد النبي صلى
الله عليه وسلم إنما هو من سنة عثمان رضي الله عنه، فيقال لهم: وسنة عثمان
رضي الله عنه هل هي هدر أو يؤخذ بها مالم تخالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

الجواب:الثاني لا شك، عثمان رضي الله عنه لم يخالف الرسول صلى الله عليه وسلم
في إحداث الأذان الأول، لأن السبب الذي من أجله أحدثه عثمان رضي الله عنه ليس
موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم
كانت المدينة صغيرة،متقاربة، لا تحتاج إلى أذان أول، أما في عهد عثمان رضي الله عنه
اتسعت المدينة وكثر الناس وصار منهم شيء من التهاون
فاحتيج إلى أذان آخر قبل الأذان الذي عند مجيء الإمام.

وهذا الذي فعله عثمان رضي الله عنه حق وسنة النبي صلى الله عليه وسلم،
ثم إن له أصلاً من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو أنه في رمضان كان
يؤذن بلال وابن أم مكتوم رضي الله عنه، بلال رضي الله عنه يؤذن قبل الفجر ،
وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن أذانه لا لصلاة الفجر ولكن ليوقظ النائم،
ويرجع القائم للسحور، فعثمان رضي الله عنه زاد الأذان الأول من أجل أن
يقبل الناس البعيدون إلى المسجد ويتأهبوا فهو إذاً سنة من وجهين:

من جهة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباع سنة الخلفاء
ورأي عثمان رضي الله عنه خير من رأينا.

ومن جهة أخرى أن له أصلاً في سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

16. أنه إذا كثرت الأحزاب في الأمة فلا تنتم إلى حزب،
فقد ظهرت طوائف من قديم الزمان مثل الخوارج والمعتزلة
والجهمية والرافضة،ثم ظهرت أخيراً إخوانيون وسلفيون
وتبليغيون وما أشبه ذلك، فكل هذه الفرق اجعلها على اليسار
وعليك بالأمام وهو ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
"عَلَيكُم بِسُنَّتي وَسُنََّة الخُلَفَاء الرَاشِدين"

ولا شك أن الواجب على جميع المسلمين أن يكون مذهبهم مذهب السلف
لا الانتماء إلى حزب معين يسمى السلفيين، والواجب أن تكون الأمة الاسلامية
مذهبها مذهب السلف الصالح لا التحزب إلى من يسمى ( السلفيون) فهناك طريق
السلف وهناك حزب يسمى (السلفيون) والمطلوب اتباع السلف،
إلا أن الإخوة السلفيين هم أقرب الفرق إلى الصواب ولكن مشكلتهم كغيرهم
أن بعض هذه الفرق يضلل بعضاً ويبدعه ويفسقه،
ونحن لا ننكر هذا إذا كانوا مستحقين، لكننا ننكر معالجة هذه البدع بهذه الطريقة ،
والواجب أن يجتمع رؤساء هذه الفرق، ويقولون:
بيننا كتاب الله عزّ وجل وسنة رسوله فلنتحاكم إليهما لا إلى الأهواء والآراء
، ولا إلى فلان أو فلان، فكلٌّ يخطئ ويصيب مهما بلغ من العلم والعبادة
ولكن العصمة في دين الإسلام.

فهذا الحديث أرشد فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى سلوك طريق مستقيم
يسلم فيه الإنسان، ولا ينتمي إلى أي فرقة إلا إلى طريق السلف الصالح
سنة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين.

17. الحث على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وسنة الخلفاء
الراشدين تمسكاً تاماً، لقوله: "عضوا عَلَيهَا بالنَّوَاجِذِ".

18. التحذير من البدع، أي من محدثات الأمور، لأن (إيَّا) في قوله
"وَإيَّاكم" معناها التحذير من محدثات الأمور لكن في الدين،
أما في الدنيا إما مطلوب وإما مذموم حسب ما يؤدي إليه من النتائج.

فمثلاً: أساليب الحرب وأساليب الاتصالات،وأساليب المواصلات كلها محدثة،
لم يوجد لها نوع فيما سبق، ولكن منها صالح ومنها فاسد حسب ما تؤدي إليه،
فالمُحَذَّر منه المحدث في الدين عقيدة،أو قولاً،أو عملاً،فكل محدثة في الدين
صغرت أو كبرت فإنها بدعة، هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم،
فإن قال قائل: كيف نجمع بين هذه الكلية العامة الواضحة البينة:
"كُلَّ مُحدَثَةٍ بدعَةٌ" وبين قوله صلى الله عليه وسلم
"مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجرُها وَأَجرُ مَن عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوم القِيامَةِ"

فالجواب من وجهين:

الوجه الأول:أن معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً"
أي من ابتدأ العمل بالسنة، ويدل لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكره بعد أن
حث على الصدقة للقوم الذين وفدوا إلى المدينة ورغب فيها، فجاء الصحابة
كلٌّ بما تيسر له، وجاء رجل من الأنصار بصرة قد أثقلت يده فوضعها في
حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسَنَةَ فَلَهُ
أَجرَها وَأَجرُ مَن عَمِلَ بِهَا إِلَى يَومِ القِيامَةِ" أي ابتدأ العمل سنة ثابتة،
وليس أنه يأتي هو بسنة جديدة، بل يبتدئ العمل لأنه إذا ابتدأ العمل
سن الطريق للناس وتأسوا به وأخذوا بما فعل.

الوجه الثاني:أن يقال: "مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً" أي سن
الوصول إلى شيء مشروع من قبل كجمع الصحابة المصاحف
على مصحف واحد، فهذا سنة حسنة لاشك، لأن المقصود
من ذلك منع التفرق بين المسلمين وتضليل بعضهم بعضاً.

كذلك أيضاً جمع السنة وتبويبها وترتيبها، فهذه سنة حسنة يتوصل بها إلى حفظ السنة.

إذاً يُحمَل قوله: "مَن سَنَّ في الإسلامِ سُنَّةً حَسَنَةَ" على الوسائل إلى
أمور ثابتة شرعاً، ووجه هذا أننا نعلم أن كلام النبي صلى الله عليه وسلم
لا يتناقض، ونعلم أنه لو فُتِحَ الباب لكل شخص أو لكل طائفة أن تبتدع
في الدين ما ليس منه لتمزقت الأمة وتفرقت،وقد قال الله عزّ وجل:
(إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ
إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
(الأنعام:159)

19. أن جميع البدع ضلالة ليس فيها هدى، بل هي شر محض حتى
وإن استحسنها من ابتدعها فإنها ليست حسنى،بل ولا حسنة لقول
النبي صلى الله عليه وسلم: "كُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَة" ولم يستثنِ النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً.

وبناءً على هذا يتبين خطأ من قسم البدع إلى خمسة أقسام أو إلى ثلاثة أقسام،
وأنه ليس على صواب، لأننا نعلم علم اليقين أن أعلم الناس بشريعة الله رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وأن أنصح الخلق لعباد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأن أفصح الخلق نطقاً محمد صلى الله عليه وسلم ،
وأن أصدق الخلق خبراً رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أربعة أوصاف كلها مجتمعة على الأكمل في قول النبي صلى الله عليه وسلم
ثم يأتي مَنْ بعده ويقول: البدعة ليست ضلالة،
بل هي أقسام: حسنة ،ومباحة،ومكروهة، ومحرمة،وواجبة.

سبحان الله العظيم،يعني لولا إحسان الظن بهؤلاء العلماء لكانت المسألة كبيرة،
أن يقسموا ما حكم النبي صلى الله عليه وسلم بأنه ضلالة إلى أقسام: حسن و قبيح.

إذاً نقول: من ابتدع بدعة وقال: إنها حسنة. فإما أن لا تكون بدعة، وإما أن لا تكون حسنة قطعاً.

مثال ذلك: قالوا من البدع الحسنة جمع المصاحف في مصحف واحد،
ومن البدع الحسنة كتابة الحديث، ومن البدع الحسنة إنشاء الدور لطلاب العلم وهكذا.

فنقول هذه ليست بدعة، وهي حسنة لا شك لكن ليست بدعة،هذه وسيلة
إلى أمر مقصود شرعاً، نحن لم نبتدع عبادة من عندنا لكن أمرنا بشيء
ورأينا أقرب طريق إليه هذا العمل فعملناه.

وهناك فرق بين الوسائل والذرائع وبين المقاصد، لأن جميع الأمثلة التي قالوا:
إنها حسنة تنطبق على هذا، أي أنها وسائل إلى أمر مشروع مقصود.

ومثال آخر قول جماعة: إن الميكرفون الذي يؤدي الصوت إلى البعيد بدعة
ولا يجوز العمل به؟

فنقول: هو وسيلة حسنة ، لأنه يوصل إلى المقصود، وقد اختار النبي صلى الله عليه وسلم
للأذان مَنْ هو أندى صوتاً لأنه يبلغ أكثر، وقال للعباس رضي الله عنه في غزوة حنين:
نادى يا عباس لأنه كان صيتاً رضي الله عنه .

إذاً رفع الصوت مطلوب، وهذه وسيلة من وسائله، ولهذا لما رُكِّبَ الميكرفون
(مكبّر الصوت) في المسجد - الجامع الكبير بعنيزة- أول ما ركب على زمن
شيخنا عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله - خطب في ذلك خطبة
وأثنى على الذي أتى به وهو أحد المحسنين- رحمه الله -
وقال: هذا من النعمة. وصدق،وهو من النعمة لأنه وسيلة إلى أمر مقصود.

كذلك أيضاً الاتصالات، الآن نتصل عن طريق الهاتف إلى أقصى العالم،
فهل نقول استعمال هذا الهاتف بدعة لا تجوز؟

الجواب:لا نقول هذا، لأنه وسيلة، وقد يكون إلى خير أو إلى شر.

فعلى كل حال: يجب أن نعرف الفرق بين ما كان غاية وما كان ذريعة.

يوجد أناس أحدثوا أذكاراً يذكرون الله فيها على هيئات معينة،
وقالوا: إن قلوبنا ترتاح إلى هذا الشيء، فهل نقول: هذا بدعة حسنة أو لا؟

الجواب:لا، لأنهم أحدثوا في دين الله ما ليس منه،فإن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يتعبد الله عزّ وجل على هذا الوجه، وعلى هذا فقِس.

إذاً الواجب علينا أن نقول: سمعنا وآمنا وصدقنا بان كل بدعة ضلالة،
وأنه لا حسن في البدع تصديقاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ونقول:
ما ادعى صاحبه أنه بدعة حسنة فهو إما أن لا يكون حسناً وظنه حسناً،
وإما أن لا يكون بدعة، أما أن يكون بدعة وحسناً فهذا لايمكن،
ويجب علينا أن نؤمن بهذا عقيدة.

ولا يمكن أن نجادل أهل الباطل في بدعهم إلا بهذا الطريق بأن نقول:
كل بدعة ضلالة.

فإن قال قائل: ماذا تقولون في قول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
حين جمع الناس في قيام رمضان على إمام واحد، وخرج ليلة من الليالي فوجد
الناس يصلون بإمام واحد فقال: نعمت البدعة هذه فسماها بدعة؟

أجاب بعض العلماء بأن المراد بالبدعة هنا البدعة اللغوية لاالشرعية،
ولكن هذا الجواب لا يستقيم، كيف البدعة اللغوية وهي صلاة؟

والصواب أنها بدعة نسبية بالنسبة لهجران هذا القيام بإمام واحد،
وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أول من سن القيام بإمام واحد - أعني التراويح -
فقد صلى بأصحابه ثلاث ليال في رمضان ثم تخلف خشية أن تفرض،
وتُرِكَت، وأصبح الناس يأتون للمسجد يصلي الرجل وحده ، والرجلان جميعاً،
والثلاثة أوزاعاً، فرأى عمر رضي الله عنه بثاقب سياسته أن يردهم إلى السنة الأولى
وهي الاجتماع على إمام واحد فجمعهم على تميم الداري وأُبي بن كعب رضي الله عنهما
وأمرهما أن يصليا بالناس إحدى عشرة ركعة ،
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة.

فيكون قوله: نعمت البدعة يعني بالبدعة النسبية، أي بالنسبة إلى أنها
هجرت في آخر عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد أبي بكر الصديق
رضي الله عنه وفي أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
وإلا فنحن نؤمن بأن كل بدعة ضلالة،
ثم هذه الضلالات تنقسم إلى: بدع مكفرة، وبدع مفسقة ، وبدع يعذر فيها صاحبها.

ولكن الذي يعذر صاحبها فيها لا تخرج عن كونها ضلالة، ولكن يعذر الإنسان
إذا صدرت منه هذه البدعة عن تأويل وحسن قصد.

والبدعة المكفرة أو المفسقة لا نحكم على صاحبها أنه كافر أو فاسق حتى تقوم
عليه الحجة، لقول الله تعالى:
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا
رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ)
(القصص:59)

وقال عزّ وجل:
( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً)
(الاسراء: الآية15)
ولو كان الإنسان يكفر ولو لم تقم عليه الحجة لكان يعذب،
وقال عزّ وجل:
(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )
(النساء: الآية165)
والآيات في هذه كثيرة.

فعلينا أن نتئد وأن لا نتسرع، وأن لا نقول لشخص أتى ببدعة واحدة من آلاف السنن إنه رجل مبتدع.

فانتبهوا لهذه المسائل الدقيقة، ولا تتسرعوا، ولا تتهاونوا باغتياب العلماء السابقين واللاحقين،
لأن غيبة العالم ليست قدحاً في شخصه فقط، بل في شخصه وما يحمله من الشريعة، لأنه إذا ساء ظن الناس
فيه فإنهم لن يقبلوا ما يقول من شريعة الله، وتكون المصيبة على الشريعة أكثر.

ثم إنكم ستجدون قوماً يسلكون هذا المسلك المشين فعليكم بنصحهم، وإذا وجد فيكم من لسانه منطلق
في القول في العلماء فانصحوه وحذروه وقولوا له: اتق الله، أنت لم تُتَعَبَّد بهذا،
وما الفائدة من أن تقول فلان فيه فلان فيه، بل قل: هذا القول فيه كذا وكذا بقطع النظر عن الأشخاص.

لكن قد يكون من الأفضل أن نذكر الشخص بما فيه لئلا يغتر الناس به، لكن لا على سبيل العموم هكذا في المجالس،
لأنه ليس كل إنسان إذا ذكرت القول يفهم القائل، فذكر القائل جائز عند الضرورة،
وإلا فالمهم إبطال القول الباطل، والله الموفق

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:13
الحـــديث " التـاسع والعشرون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عَن مُعَاذ بن جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلتُ يَا رَسُولَ الله أَخبِرنِي بِعَمَلٍٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعدني منٍ النار قَالَ:
(لَقَدْ سَأَلْتَ عَنْ عَظِيْمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيْرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللهَ لاَتُشْرِكُ بِهِ شَيْئَا، وَتُقِيْمُ الصَّلاة، وَتُؤتِي الزَّكَاة، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ.
ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ:
الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيْئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ثُمَّ تَلا :

(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) حَتَّى بَلَغَ: (يَعْلَمُونْ)
[السجدة:16-17]
ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟
قُلْتُ: بَلَى يَارَسُولَ اللهِ،
قَالَ: رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ وَذروَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ
ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخبِرُكَ بِملاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟
قُلْتُ:بَلَى يَارَسُولَ اللهِ.
فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا.
قُلْتُ يَانَبِيَّ اللهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟
فَقَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ. وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ
أَو قَالَ: عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلسِنَتِهِمْ) . )

رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

معنى الحديث :

يمثّل لنا هذا الحديث هِمَمُ الصحابة العالية رضي الله عنهم وأرضاهم ،
فلم يقل الصحابي هنا : أخبرني بعمل أكسب فيه العشرة عشرين أو ثلاثين أو ما أشبه بذلك ،
بل قال: " أَخبِرنِي بِعَمَلٍٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ وَيُبَاعدني من النارَ ... "أي يكون سبباً لدخول الجنة والبعد عن النار .

فقال النبي صلى الله عليه وسلملَقَد سَأَلتَ عَنْ عَظيمٍ: أي والله عظيم، هذه هي الحياة،
أن تدخل الجنة وتبتعد عن النار، هذا هو الفوز والفلاح، قال الله عزّ وجل:
( فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ) (آل عمران: الآية185)
ولهذا وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عظيم، ولكن الحمد لله،،،

وَإِنهُ ليَسيرٌ عَلى مِنْ يَسرَهُ اللهُ عَلَيه : - اللهم يسره علينا يا رب العالمين -
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم فإن الدين الإسلامي مبني على اليسر،
قال الله تعالىhttp://www.esgmarkets.com/forum/images/smilies/frown.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.esgmarkets.com/forum/images/smilies/frown.gif)يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ )(البقرة: الآية185)
ومبني على السمح قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وهو يبعثهم إلى الجهات:
"يَسِّروا ولا تُعَسِّروا، بَشِّروا وَلاَ تُنَفِّروا"، "فَإِنَمَا بُعِثتُم مُيَسِّرين وَلَم تُبعَثوا مُعَسِّرين"
وقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هذا الدينُ يُسر، وَلَن يُشَاد الدينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ"
فهو يسير لكن لمن يسره الله عليه، ثم شرح ذلك فقال:


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

تَعبُدَ اللهَ: بمعنى تتذلل له بالعبادة حباً وتعظيماً، مأخوذ من قولهم:
طريق معبد أي ممهد ومهيأ للسير عليه، لا تعبد الله وأنت تعتقد أن
لك الفضل على الله، فتكون كمن قال الله فيهم
(يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ)(الحجرات: الآية17)

هذا وهم لم يمنوا على الله تعالى، بل على الرسول صلى الله عليه وسلم فقط،
اعبد الله تعالى تذللاً له ومحبة وتعظيماً، فبالمحبة تفعل الطاعات، وبالتعظيم تترك المعاصي.

لا تُشرِك بِهِ شيئاً: أي شي يكون حتى الأنبياء، بل الأنبياء ما جاؤوا إلا لمحاربة الشرك،
فلا تشرك به شيئاً لا ملكاً مقرباً،ولا نبياً مرسلاً، والعبادة لها شروط نذكرها إن شاء الله في الفوائد.

قال: وَتُقيم الصَلاةَ، وَتُؤتي الزكَاةَ، وَتَصوم رَمَضَانَ،وَتَحُج البَيتَ:هذه أركان الإسلام الخمسة ، وقد مرت في الأحاديث السابقة .

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)
ثم قال: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبوَابِ الخَيرِ: أبواب أي مسائل،
وأبواب تستعمل في الباب الذي يفتح للداخل والخارج،وتستعمل في المسائل، ومن هذا قول العلماء في مؤلفاتهم:
هذا الباب في كذا وكذا. وقول المحدثين: لا يصح في هذا الباب شيء،
أي لا يصح في هذه المسألة شيء.

فقوله: " أَبوَابِ الخَيرِ" أي مسائل الخير، ويجوز أن يكون
المراد به الباب المعروف الذي يكون منه الدخول والخروج.

"أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَبوَابِ الخَيرِ" والجواب: بلى، لكن حذف للعلم به،
لأنه لابد أن يكون الجواب بلى.

قال: الصَّومُ جنةٌ:أي مانع يمنع صاحبه في الدنيا ويمنع صاحبه في الآخرة.

أما في الدنيا فإنه يمنع صاحبه من تناول الشهوات الممنوعة في الصوم،
ولهذا يُنهى الصائم أن يقابل من اعتدى عليه بمثل ما اعتدى عليه،
حتى إنه إذا سابه أحد أو شاتمه يقول: إني صائم.

وأما في الآخرة فهو جُنَّةٌ من النار، يقيك من النار يوم القيامة.

والصوم: التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

وَالصَّدَقَة تُطفِىء الخَطيئَة كَمَا يُطفِىء المَاءُ النَّارَ:الصدقة مطلقا
ً سواء الزكاة الواجبة أو التطوع،و سواء كانت قليلة أو كثيرة.

تُطفِىء الخَطيئَة :أي خطيئة بني آدم، وهي المعاصي.

كَمَا يُطفِىء المَاءُ النَّارَ :والماء يطفىء النار بدون تردد،
فشبه النبي صلى الله عليه وسلم الأمر المعنوي بالأمر الحسي.

وَصَلاةُ الرّجُل في جَوفِ اللَّيلِ:هذه معطوفة على قوله "الصدقة"
أي وصلاة الرجل في جوف الليل تطفىء الخطيئة، وجوف الليل وسطه كجوف الإنسان.

ثم تلا صلى الله عليه وسلم :
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* ) [السجدة:16-17]

تلا أي قرأ (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) هذا في وصف المؤمنين،
أي أنهم لا ينامون (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً) إن ذكروا ذنوبهم خافوا،
وإن ذكروا فضل الله طمعوا، فهم بين الخوف و الرجاء،
(وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) ( من ) هنا إما أن تكون للتبعيض والمعنى ينفقون بعضها،
أوتكون للبيان،والمعنى ينفقون مما رزقهم الله عزّ وجل قليلاً كان أو كثيراً
(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة:17) ،
استشهد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآية على فضيلة قيام الليل،

ثم قال: أَلاَ أُخبِرُكَ بِرَأَسِ الأَمرِ،وَعَمودِهِ،وذِروَةِ سِنَامِهِ :ثلاثة أشياء:

قُلتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ: رَأَسُ الأَمرِ الإِسلام :أمر الإنسان الذي من أجله خُلِقَ،
رأسه الإسلام ، أي أن يسلم لله تعالى ظاهراً وباطناً بقلبه وجوارحه.

وَعَمودِهِ الصلاة: أي عمود الإسلام الصلوات ،والمراد بها الصلوات الخمس،
وعمود الخيمة ما تقوم عليه، وإذا أزيل سقطت.

وَذِروَةِ سِنَامِهِ الجِهَاد في سَبيلِ الله:ذكر الجهاد أنه ذروة السنام،لأن الذروة أعلى شيء ،
وبالجهاد يعلو الإسلام ، فجعله ذروة سنام الأمر، قال الله تعالى:
(وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139)

وقال عزّ وجل: (فَلا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ) (محمد:35)

وقوله: الجهاد يعني في سبيل الله عزّ وجل والجهاد في سبيل الله
بينه النبي صلى الله عليه وسلم أتم بيان، فقد سئل عن الرجل يقاتل حمية،
ويقاتل شجاعة، ويقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟
فقال: "مَن قَاتَلَ لِتَكونَ كَلِمَةُ اللهِ هي العُليَا فَهوَ في سَبيلِ اللهِ"
فهو لم يجب عن الثلاثة التي سئل عنها بل ذكر عبارة عامة،
فقال:"مَن قَاتَلَ لِتَكونَ كَلِمَةُاللهِ هي العُليَا فَهوَ في سَبيلِ اللهِ"

و الجهاد له مفهومان : مفهوم خاص هو بذل الجهد في قتال الكفار ومفهوم عام هو
بذل الجهد في طاعة الله عز وجل وترك معصيته .

ثم قال: أَلاَ أُخبِرُكَ بِمَلاك ذَلكَ كُله: ملاك الشيء ما يملك به، والمعنى ما تملك به كل هذا .

قُلتُ:بَلَى يَا رَسُول الله، قَالَ: فَأَخذ بِلِسانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَليكَ هَذا
أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه وقال: "كُفَّ عَليكَ هَذا"
أي لاتطلقه في القيل والقال، وقد تقدم قوله:
"مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَليَقُل خَيرَاً أَو ليَصمُت" فلا تتكلم إلا بخير.

قُلتُ: يَا نَبيَّ الله وَإِنَّا لَمؤاخِذونَ بِما نَتَكَلّم بِه: الجملة خبرية لكنها استفهامية
والمعنى:أإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ يعني أن معاذاً رضي الله عنه تعجب
كيف يؤاخذ الإنسان بما يتكلم به.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم حثاً على أن يفهم: ثَكِلَتكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذ أي فقدتك،
وهذه الكلمة يقولها العرب للإغراء والحث،ولا يقصدون بها المعنى الظاهر،
وهو أن تفقده أمه، لكن المقصود بها الحث والإغراء.

وقال بعض العلماء: إن هذه الجملة على تقدير شرط والمعنى:
ثكلتك أمك يا معاذ إن لم تكف لسانك، ولكن المعنى الأول أوضح وأظهر،
وأنها تدل على الإغراء والحث ، ولهذا خاطبه بالنداء فقال : يا معاذ.

وَهَل يَكُبُّ النَّاسَ في النارِ عَلى وجُوهِهم، أَو قَالَ: عَلَى منَاخِرهِم

هذا شك من الراوي إِلا حَصائدُ أَلسِنَتِهم أي ما يحصدون بألسنتهم من الأقوال.

لما قال هذا الكلام اقتنع معاذ رضي الله عنه وعرف أن ملاك الأمر كف اللسان،
لأن اللسان قد يقول الشرك، وقد يقول الكفر، وقد يقول الفحشاء، فهو ليس له حد.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:15
من فــــوائــــد الحديــــث :

1- حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم، ولهذا يكثر منهم سؤال
النبي صلى الله عليه وسلم عن العلم .

ولكن هل سؤالهم رضي الله عنهم لمجرد أن يعلموا بالحكم، أولأجل أن يطبقوه؟

الجواب: الثاني، عكس ما يفعله بعض الناس اليوم ،حيث يسأل ليعرف الحكم فقط،
ثم هو بالخيار إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، وهذا غلط،بل اجعل غايتك من العلم
العمل به دون الاطلاع على أقوال الناس.

ولهذا تجد بعض الناس يسأل هذا العالم وبعد أن يعرف ما عنده، يذهب يسأل عالماً
آخراً وثالثاً ورابعاً، لأنه لايريد العمل بالعلم،بل يريد الاطلاع فقط، وهذا غلط،
لا تسأل عن العلم إلا لهدف واحد وهو العمل

2- علو همة معاذ بن جبل رضي الله عنه حيث لم يسأل عن أمور الدنيا،
بل عن أمور الآخرة،حيث قال: "أَخْبِرنِي عَنْ عَمَلٍ يُدخِلُني الجَنَّةَ ويُبَاعِدُنِي مِنَ النَّار"
وجدير به رضي الله عنه أن يكون بهذه المنزلة العالية،
لأنه أحد فقهاء الصحابة رضي الله عنهم، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه إلى
اليمن داعياً ومفتياً وحاكماً، فهو رضي الله عنه من أفقه الصحابة.

3 - إثبات الجنة والنار، والإيمان بهما أحد أركان الإيمان الستة كما سبق.

4 - أن العمل يدخل الجنة ويباعد عن النار، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقره على هذا.

5 - أن هذا السؤال الذي صدر من معاذ رضي الله عنه سؤال عظيم،
لأنه في الحقيقة هو سر الحياة والوجود، فكل موجود في هذه الدنيا
من بني آدم أو من الجنّ غايته إما الجنة وإما النار،
فلذلك كان هذا السؤال عظيماً.

6 - أن هذا وإن كان عظيماً فهو يسير على من يسره الله عليه.

7 - أنه ينبغي للإنسان أن يسأل الله تعالى التيسير، أن ييسر أموره في دينه ودنياه،
لأن من لم ييسر الله عليه فإنه يصعب عليه كل شيء.

8 - ذكر أركان الإسلام الخمسة، في قوله: "تَعْبُدَ اللهَ لاتُشرِكْ بهِ شَيئاً، وَتُقِيْمَ الصّلاةَ،
وَتُؤتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البَيْتَ" ولم يذكر الرسالة،
لأن عبادة الله تتضمن الرسالة، إذ لايمكن أن يعبد الإنسان ربه إلا بما شرع نبيه.

9 - أن أغلى المهمّات وأعلى الواجبات عبادة الله وحده لاشريك له، أي التوحيد.

10- فضل النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم حيث يأتي بما لم يتحمله
السؤال لقوله: "أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الخَيْرِ" وهذا من عادته أنه إذا دعت الحاجة
إلى ذكر شيء يضاف إلى الجواب أضافه،

11 - أن الصوم جُنّة، وسبق معناها في الشرح، وبناء على هذا فمن لم يكن
صومه جُنّة له فإنه ناقص، ولهذا يحرم على الإنسان تناول المعاصي في حال الصوم.

ولكن هل المعاصي تبطل الصوم أو لا؟

فالجواب: إن كان هذا المحرم خاصاً بالصوم أفسد الصوم، وإن كان عاماً لم يفسده.

مثال الأول: يحرم على الصائم الأكل والشرب، فلو أكل أو شرب فسد صومه،
كما يحرم على الصائم وغيره الغيبة وهي "ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَه"
فلو اغتاب الصائم أحداً تحرم غيبته لم يفسد صومه،لأن هذا النهي لايختص بالصوم.

هذه القاعدة عند جمهور أهل العلم، وقال بعض أهل العلم: إذا أتى الصائم بما يحرم
ولو على سبيل العموم فسد صومه، واستدل بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ لَمْ يَدَعْ قَولَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ"
لكن ما ذهب إليه الجمهور أصحّ، والحديث إنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم به
أن يبين الحكمة من الصوم،لا أن يبين فساد الصوم بقول الزور والعمل بالزور والجهل.

12- أن الصدقة تطفئ الخطيئة، ففيه الحث على الصدقة فإذا كثرت خطاياك فأكثر
من الصدقة فإنها تطفئ الخطيئة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ" وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"سبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ: إمَامٌ عَادِلٌ،.. إلى أَنْ قَالَ:
وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لاتَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِيْنُهُ"

13- أن الخطيئة فيها شيء من الحرارة لأنه يعذب عليها الإنسان بالنار،
والماء فيه شيء من البرودة، ولهذا شبه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالماء يطفىء النار.

14 - حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم، وما أكثر ما يمر علينا حسن تعليمه صلوات
الله وسلامه عليه، لأن حسن تعليمه من تمام تبليغه وذلك بقياس الأشياء المعنوية على
الأشياء الحسية،كما في قوله: "تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ".

15 - الحث على صلاة الليل، وبيان أنها تطفئ الخطايا كما يطفئ الماء النار.

16- استدلال النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن مع أن القرآن أنزل عليه،
لكن القرآن يستدل به لأن كلام الله تعالى مقنع لكل أحد، ولهذا تلا هذه الآية:
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ)(السجدة: الآية16)

17 - فضيلة أولئك القوم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع، لأنهم يشتغلون بالصلاة
يدعون ربهم خوفاً وطمعاً، وليس الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع في اللهو واللغو
والحرام، فإن هؤلاء بقاؤهم ساهرين إما مكروه، وإما محرّم حسب مايشتغلون به.

18- ومن فوائد الآية التي استشهد بها النبي صلى الله عليه وسلم:
أنه ينبغي للإنسان أن يكون عند دعوة الله عزّ وجل خائفاً راجياً، لقوله:
(يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً)(السجدة: الآية16)

والمراد دعاء العبادة ودعاء المسألة، فأنت إذا عبدت الله كن خائفاً راجياً،
تخاف أن لايقبل منك،كما قال الله عزّ وجل: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ )(المؤمنون: الآية60)
أي خائفة أن لا يقبل منها، ولكن أحسن الظن بالله.

وأيضاً: كن راجياً ربك عزّ وجل حتى تسير إلى الله بين الخوف والرجاء.

وهذه مسألة اختلف فيها أرباب السلوك: هل الأولى أن يغلب الإنسان جانب الرجاء،
أو الأولى أن يغلب جانب الخوف، أو يجعلهما سواء؟

فقال الإمام أحمد - رحمه الله-: ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً، فأيهما غلب هلك صاحبه.

وقال بعض أهل العلم: ينبغي عند الموت أن يغلب جانب الرجاء،
وفي حال الصحة يغلب جانب الخوف، قال: لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لايَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ باللهِ"
أما في حال الصحة فيغلب جانب الخوف لأجل أن يحمله خوفه على الاستقامة.

وقال بعض أهل العلم: في حال فعل الطاعة يغلب جانب الرجاء، وفي حال الهمّ
بالمعصية يغلب جانب الخوف، وهذا حسن.

ووجه الأول أنه في حال الطاعة يغلب جانب الرجاء هو أنه يقول: إن الذي منَّ
عليَّ بهذه الطاعة سيمنُّ عليَّ بقبولها، فيجعل منّة الله تعالى عليه بها دليلاً
على منّة الله تعالى عليه بقبولها، ويغلب جانب الرجاء،
ويقول: قمت بما أمرت به وأرجو من الله الثواب.

أما إذا همّ بالمعصية فيغلب جانب الخوف لئلا يقع في المعصية،
وهذا القول من حيث المعنى أحسن الأقوال، لكن مع ذلك لانحكم به
على كل فرد، إذ قد يعرض للإنسان حالات يغلب فيها الرجاء وحالات
يغلب فيها الخوف، لكن نحن نتكلم عن الخوف والرجاء من حيث هما،
لا باعتبار كل واحد من الناس .

19 - ومن فوائد الحديث في ضمن الآية: فضيلة الإنفاق مما رزق الله العبد، لقوله:
( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)(السجدة: من الآية16).

وهل المراد الرزق الطيب أو مطلق الرزق؟

الآية مطلقة، ولكن من اكتسب مالاً محرّماً، أو أنفق مالاً محرّماً فلا مدح له،
كمن سرق مالاً ثم ذهب يتصدق به، فلا يستقيم. أو تصدق بخنزير فلا يستقيم.
وعلى هذا يكون المراد بالرزق في الآية الرزق الطيب.

20- ومن فوائد الحديث: أن رأس الأمر - أي أمر الدنيا والآخرة- الإسلام.
والإسلام هوما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم ،
إذ بعد بعثته لا إسلام إلا ما كان على شريعته، وعلى هذا فلو سألك سائل:
هل اليهود مسلمون؟ هل النصارى مسلمون؟

فالجواب: أن اليهود في حال قيام شريعة التوراة إذا اتبعوها فهم مسلمون
، وكذلك النصارى في حال قيام الإنجيل إذا اتبعوه فهم مسلمون،
ولهذا في القرآن الكريم ذكر الإسلام لهؤلاء وهؤلاء.
وأما بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم فإن كل من كفر به ليس بمسلم حتى لو قال:أني أسلمت.

21 - أن الصلاة عمود الدين، والعمود لا يستقيم البناء إلا به.

22 - أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، والذروة هو الشيء العالي، لأنه إذا
استقام الجهاد فمقتضاه أن المسلمين تكون كلمتهم هي العليا، وهذا ذروة السنام.

ولكن يقيد هذا الإطلاق بما إذا كان الجهاد في سبيل الله عزّ وجل يتعيّن؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يقاتل حمية - أي حمية لقومه وعصبية -
ويقاتل شجاعة - أي لأنه شجاع، والشجاع يحب القتال، ويقاتل ليرى مكانه،
وفي لفظ: ويقاتل رياءً،أيُّ ذلك في سبيل الله؟
فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا كله وقال:
"مَنْ قَاتَل لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ العُليَا فَهُوَ فِي سَبِيْلِ اللهِ" هذا الميزان.

ولذلك نجد الذين قاتلوا حميّة ممن ينتسبون للإسلام لم ينجحوا، ولن ينجحوا،
فماذا حصل من قتال العرب لليهود؟ حصل الفشل، وحصلت الهزيمة
لأنهم لايقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا، بل يقاتلون: للقومية العربية،

هذه القومية حصل بسببها من المفاسد بأن دخل فيهم النصارى واليهود العرب
مادام مناط الحكم هو العروبة، كما دخل فيهم الشيوعيون وغيرهم إذا كانوا عرباً،
ولايعقل أن يهودياً أو نصرانياً أو شيوعياً يقاتل لحماية الإسلام.

وخرج الملايين من المسلمين من غير العرب وصار في نفوسهم شيء وقالوا:
لماذا تخرجوننا من القتال؟ ولهذا صارت الهزيمة والفشل الذي ليس
بعده استرداد للعزة والعلو، وإلا قد يكون هزيمة يبتلي الله بها كما حصل
في أحد ولكن استردّ المسلمون عزهم وعلوّهم.

أما نحن فلن نزال في أرجوحة،كان الناس في عنفوان العروبة - كما يقولون-
عندهم ثلاث لاءات يسمّونها اللاءات الثلاث: لاصلح، لاسلام، ولا استسلام.
والآن اليهود جائوا بخمس لاءات،والعرب الآن يلهثون وراءهم يطلبون الصلح،
ولكنه ليس بحاصل إلا على ثروات العرب، وربما دمائهم أيضاً.

فالمهم: أن الجهاد المحمود المفروض على ا لمسلمين هو: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا.

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:16
23- أن ملاك هذا كله كف اللسان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أَلا أُخْبِرُكَ بِملاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ"

24 - خطورة اللسان، فاللسان من أخطر ما يكون، فإن الإنسان ربما يتكلم بالكلمة من
غضب الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار كذا وكذا،سنوات، وهو لم يلق لها بالاً،
يتكلم بكلمة الكفر لا يلقي لها بالاً فيكفر ويرتد - والعياذ بالله -.

والغيبة الآن ملأت المجالس إلا ماشاء الله، وهي من آفات اللسان.

والكذب من آفات اللسان، والسبّ مقابلة وجهاً لوجه من آفات اللسان،
والنميمة من آفات اللسان، فإذا حفظ الإنسان لسانه حفظه الله عزّ وجل،
ولهذا جاء في الحديث: "مَنْ يَضْمَنُ لِي مَابَيْنَ لَحْيَيْهِ وفَخِذَيْهِ أَضمَنُ لَهُ الجَنَّةَ"
أي من كفَّ عن الزنا وعن القول المحرّم فإنه يدخل الجنة.

25 - التعليم بالقول وبالفعل، لقوله: "أَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا"
ولم يقل: كفّ عليك لسانك، بل أخذ بلسانه وقال: كفّ عليك هذا، لأنه إذا
حصل الفعل رأت العين وانطبعت الصورة في القلب بحيث لاينسى،
والمسموع ينسى لكن المرئي لاينسى،بل يبقى في صفحة الذهن إلى ماشاء الله عزّ وجل.

ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم أحياناً يعلمون الناس بالفعل،
ومن ذلك لما سئل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه عن وضوء
النبي صلى الله عليه وسلم ، دعا بماء وتوضّأ أمام الناس، حتى يفقهوا ذلك بالفعل.

26- أن الصحابة رضي الله عنهم لايبقون في نفوسهم إشكالاً ولاقلقاً،
بل يسألون عنه حتى ينكشف الأمر، قال معاذ رضي الله عنه:
"وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟" وهذا إشكال يرد، لأن الإنسان إذا كان مؤاخذاً
بما يتكلّم به فما أكثر المؤاخذة لكثرة الكلام فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا نأخذ فائدة عظيمة وهي:أن ما لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم
ولم يرد في الكتاب والسنة من مسائل الاعتقاد فالواجب الكفّ عنها،
فإذا سألك إنسان عن شيء في الاعتقاد،سواء في أسماء الله، أو صفات الله
أو أفعال الله، أو في اليوم الآخر أو غيره ولم يسأل عنه الصحابة فقل
له:هذا بدعة، لو كان خيراً لسبقونا إليه لأنهم - والله - أحرص منا على العلم،
وأشد منا خشية لله تعالى

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:16
27 - جواز إطلاق القول الذي لايقصد وإنما يدرج على اللسان، لقوله:
"ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَامُعَاذُ" هذه الكلمة دعاء، لكنها تجري على الألسن لقصد الحث لا للدعاء،
وهي موافقة للقاعدة الشرعية،وهي أن الله تعالى لا يؤاخذ باللغو كما قال الله تعالى:
(لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ)(المائدة: الآية89)
وفي الآية الأخرى: (لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ)(البقرة: الآية225)
وعلى هذا فما يجري على اللسان من الأيمان لا يؤاخذ به الإنسان،
فمثلاً: دائماً يقول لك صاحبك: هل ستذهب إلى فلان؟ فتقول: لا والله لن أذهب إليه،
ثم تذهب، فلا كفارة عليك، لأن هذا جرى على اللسان بلا قصد،
فما لايعقد عليه القلب فإنه ليس بشيء،ولا يؤاخذ به الإنسان.

28 - أن أهل النار - والعياذ بالله - قد يكبون في النار على وجوههم،
لقوله: "وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّار عَلَى وُجُوهِهِم أوقال: عَلَى مَنَاخِرِهِم"
وهذا اختلاف لفظ والمعنى واحد،لأن المنخر في الوجه، واسمع قول الله عزّ وجل:
(أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذَابِ)(الزمر: الآية24) العادة أن الإنسان يتقي العذاب بيده،
لكن أهل النار - أجارنا الله منها بمنّه وكرمه - لا يستطيعون،
تلفح وجوههم النار،يتقي بوجهه سوء العذاب

وهذا دليل على كمال الإهانة، لأن الوجه محل الإكرام، فإذا أهين إلى هذا الحد
فهذا غاية ما يكون من الذلّ، قال الله تعالى:
(وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ )(الشورى: الآية45)

29 - الحذر من إطلاق اللسان، وقد مرّ علينا في الأحاديث السابقة
"مَنْ كَان يُؤمِنُ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيرَاً أَو لِيَصْمُتْ"
والله لو سرنا على هذا لسلمنا من أشياء كثيرة، وما أكثر ما يقول
الإنسان شيئاً ثم يندم في الحال، لكن الكلمة إذاخرجت فهي
كالرصاصة تخرج من البندق، لايمكن ردّها،
لكن مادامت في قلبك يمكنك أن تتحكّم فيها.

30- تحرّي مانقل في الحديث من أقوال رسول الله حيث قال:
"عَلَى وُجُوهِهِم أو مَنَاخِرِهِم" وهذا يدلّ على الأمانة التامّة في نقل الأحاديث. ولله الحمد

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:19
الحـــديث " الثلاثين "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عَنْ أَبِيْ ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ جُرثُومِ بنِ نَاشِرٍ رضي الله عنه عَن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

(إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا، وَحَدَّ حُدُودَاً فَلا تَعْتَدُوهَا وَحَرَّمَ أَشْيَاءَ فَلا تَنْتَهِكُوهَا، وَسَكَتَ عَنْ أَشْيَاءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيَانٍ فَلا تَبْحَثُوا عَنْهَا )

حديث حسن رواه الدارقطني وغيره.


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :

فَرَضَ:أي أوجب قطعاً، لأنه من الفرض وهو القطع ،
يعني ألزم بالعمل بها.

فَرَائِضَ : الفرائض مثل الصلوات الخمس، والزكاة، والصيام،والحج،وبر الوالدين،
وصلة الأرحام، ومالا يحصى.

فَلا تُضَيِّعُوهَا:أي تهملوها فتضيع ، بل حافظوا عليها.

وَحَدَّ حُدودَاً فَلا تَعتَدوها :الحد في اللغة المنع، ومنه الحد بين الأراضي
لمنعه من دخول أحد الجارين على الآخر، وفي الاصطلاح قيل:إن المراد
بالحدود الواجبات والمحرمات.

فالواجبات حدود لا تُتعدى، والمحرمات حدود لا تقرب.

وقال بعضهم: المراد بالحدود العقوبات الشرعية كعقوبة الزنا،
وعقوبة السرقة وما أشبه ذلك.

ولكن الصواب الأول،أن المراد بالحدود في الحديث محارم الله عزّ وجل
الواجبات والمحرمات، لكن الواجب نقول:لا تعتده أي لاتتجاوزه، والمحرم
نقول: لا تقربه، هكذا في القرآن الكريم لما ذكر الله تعالى تحريم الأكل
والشرب على الصائم قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا )(البقرة: الآية229)
ولما ذكر العدة وما يجب فيها قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقرَبُوهَا )[البقرة:187].

وَحَرَّمَ أَشيَاء فَلا تَنتَهِكوهَا:
أي فلا تفعلوها، مثل :الزنا، وشرب الخمر،
والقذف، وأشياء كثيرة لا تحصى.

وَسَكَتَ عَنْ أَشيَاء رَحمَةً لَكُمْ غَيرَ نسيَان فَلا تَبحَثوا عَنهَا:
سكت عن أشياء أي لم يحرمها ولم يفرضها.
قال: سكت بمعنى لم يقل فيها شيئاً ، ولا أوجبها ولا حرمها.

وقوله: "غَيْرَ نسيَان"
أي أنه عزّ وجل لم يتركها ناسياً ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً)(مريم: الآية64)
ولكن رحمة بالخلق حتى لا يضيق عليهم.

"فَلا تَبحَثوا عَنهَا"
أي لا تسألوا عنها .

هذا الحديث هو في رسم الحدود ، فالمرء عندما يريد أن يشتري مثلاً منزلاً
يجب أن يعرف ما الذي له وما الذي عليه وما هي حدود هذا المنزل
حتى لا يتعدى على غيره ،،،

و الله - سبحانه وتعالى - عندما خلقنا في هذه الدنيا خلقنا لمهمة عظيمة ،
هي مهمة التكليف المجملة بعبادة الله - عزّ وجلّ -
ولهذه العبادة حدود نميز من خلالها ما الذي نفعله ومالذي لا نفعله أو نتركه أو لا نتركه وهكذا ...
وهي مبينة لنا هنا في هذا الحديث في حدود أربعة :

* فرئض لا نضيعها *

* حدود لا نعتديها *

* محرمات لا ننتهكها *

* أشياء مسكوت عنها لا نبحث عنها *

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)


من فــــوائــــد الحديــــث :


1- إثبات أن الأمر لله عزّ وجل وحده، فهو الذي يفرض،وهو الذي يوجب،
وهو الذي يحرم، فالأمر بيده، لا أحد يستطيع أن يوجب مالم يوجبه الله،
أو يحرم مالم يحرمه الله،لقوله: "إِنَّ اللهَ فَرَضَ فَرَائض" ...وقَالَ: "وَحَرمَ أَشيَاء"

فإن قال قائل: هل الفرض والواجب بمعنى واحد، أو الفرض غير الواجب؟

فالجواب:أما من حيث التأثيم بترك ذلك فهما واحد.

وأما من حيث الوصف:هل هذا فرض أو واجب؟
فقد اختلف العلماء- رحمهم الله- في هذا ، فقال بعضهم:

الفرض ما كان دليله قطعياً، والواجب ما كان دليله ظنياً.

وقال آخرون: الفرض ما ثبت بالقرآن، والواجب ما ثبت بالسنة.

وكلا القولين ضعيف، والصواب: أن الفرض والواجب بمعنى واحد،
ولكن إذا تأكد صار فريضة، وإذا كان دون ذلك فهو واجب،
هذا هو القول الراجح في هذه المسألة .

2 - أن الدين الإسلامي ينقسم إلى فرائض ومحرمات.

3 - وجوب المحافظة على فرائض الله عزّ وجل، مأخوذ من النهي
عن إضاعتها، فإن مفهومه وجوب المحافظة عليها.

4- أن الله عزّ وجل حد حدوداً، بمعنى أنه جعل الواجب بيناً والحرام بيناً:
كالحد الفاصل بين أراضي الناس، وقد سبق في حديث النعمان بن بشير
رضي الله عنهما أن الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات.

5 - تحريم تعدي حدود الله، لقوله: "فَلاَ تَعتَدوهَا".

6 - أنه لا يجوز تجاوز الحد في العقوبات،فالزاني مثلاً إذا زنا وكان بكراً
فإنه يجلد مائة جلدة ويغرّب عاماً، ولا يجوز أن نزيد على مائة جلدة،
ونقول يجلد مائة وخمسين مثلاً، فإن هذا محرم.

فإن قال قائل: إذا اقتصرنا على مائة جلدة ربما يكثر الزنا، وإذا زدنا يقل؟

فالجواب:أأنتم أعلم أم الله؟ وما دام الله عزّ وجل فرض مائة جلدة فلا نتجاوزها،
بالاضافة إلى تغريب عام على خلاف بين العلماء في ذلك، هل يغرب أو لا،
فالتغريب ثبت بالسنة، والخلاف بين العلماء على ذلك معروف.

7 - وصف الله عزّ وجل بالسكوت، هذا من تمام كماله عزّ وجل،
أنه إذا شاء تكلم وإذا شاء لم يتكلم.

8 - أنه يحرم على الإنسان أن ينتهك محارم الله عزّ وجل، لقوله: "حَرَّمَ أَشيَاء فَلا تَنتَهِكُوهَا".

وطرق التحريم كثيرة، منها: النهي، ومنها: التصريح بالتحريم،ومنها: ذكر العقوبة على الفعل،
ولإثبات التحريم طرق.

9 - أن ما سكت الله عنه فلم يفرضه، ولم يحده، ولم ينه عنه فهو الحلال،
لكن هذا في غير العبادات،فالعبادات قد حرم الله عزّ وجل أن يشرع أحد الناس عبادة لم يأذن بها الله عزّ وجل،
فتدخل في قوله: "حَرَّمَ أَشيَاء فَلاَ تَنتَهِكُوهَا".

ولهذا نقول:إن من ابتدع في دين الله ما ليس منه من عقيدة أو قول أو عمل فقد
انتهك حرمات الله، ولا يقال هذا مما سكت الله عزّ وجل عنه، لأن الأصل في
العبادات المنع حتى يقوم دليل عليها،وغير ذلك الأصل فيه الإباحة، فما سُكِتَ عنه فهو مباح.

وحينئذ نذكر مسألة يكثر السؤال عنها،ربما نعرف حكمها من هذا الحديث:
يسأل بعض الناس ولاسيما النساء:هل يجوز للإنسان أن يزيل شعر الساق، أو شعر الذراع أو لا يجوز؟

فالجواب: الشعور ثلاثة أقسام:

الأول : ما نهي عن إزالته.

الثاني : ما أمر بإزالته.

الثالث: ما سكت عنه.

فأما ما أمر بإزالته فمعروف:كالعانة والإبط للرجال والنساء والشارب بالنسبة للرجال ،
فهذا مأمور بإزالته، لكن الشارب لا يؤمر بإزالته نهائياً كالحلق مثلاً، حتى إن الإمام
مالك- رحمه الله - قال: ينبغي أن يؤدب من حلق شاربه،لأن الحديث أحفوا الشوَارب

والثاني: ما نهي عن إزالته كشعر اللحية بالنسبة للرجال،
فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإعفائها وقال: خَالِفُوا المَجوسَ خَالِفُوا المُشرِكينَ

وشعر الحاجبين بالنسبة للنساء لقوله صلّى الله عليه وسلّم : ( لعن الله النامصة والمتنمصة)
وخص المرأة لأنها هي التي تفعله غالباً للتجمل ، وإلا فلو صنعه الرجال لكان ملعوناً كما تلعن المرأة والعياذ بالله
وإن كان بغير نتف كالقص أو بالحلق فإن بعض أهل العلم يرون أنه كالنتف لأنه تغيير لخلق الله ،
فلا فرق بين أن يكون نتفاً أو يكون قصاً أو حلقاً وهذا أحوط بلا ريب ، فعلى المرء أن يتجنب ذلك سواء كان رجلاً أو امرأة.

القسم الثالث: بقية الشعور التي ليس فيها أمر ولا نهي، فقال بعض الناس:
إن أخذها حرام،لقول الله تعالى عن إبليس:
(وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ)
(النساء: الآية119)
هذا يستثنى منه ما أمر بإزالته كالختان وما أشبه ذلك.

قالوا: وهذا مغير لخلق الله، بينما كان ساقه فيه الشعر أو ذراعه فيه الشعر أصبح الآن ليس فيه شعر.

ولاشك أن هذا القول والاستدلال وجيه، لكن إذا رأينا أن النبي صلى الله عليه وسلم
قسم الأشياء إلى ثلاثة أقسام قلنا: هذا مما سكت عنه، لأنه لو كان ينهى عنه لألحق
بما نهي عنه، وهذه قرينة تمنع أن يكون هذا من باب تغيير خلق الله عزّ وجل
أو يقال: هو من التغيير المباح.

والذي نرى في هذه المسالة : أن الشعر يبقى ولا يحلق ولا يقص، اللهم إلا إذا كثر
بالنسبة للنساء حتى شوه الخلقة،فالمرأة محتاجة إلى الجمال والتجمل، فلا بأس.

وأما الرجال فيقال: كلما كثر الشعر دلّ ذلك على قوة الرجل.

10 - أنه لا ينبغي البحث عما سكت الله تعالى عنه ورسوله .

وهل هذا النهي في عهد الرسالة ، أم إلى الآن ؟

في هذا قولان للعلماء منهم من قال: هذا خاص في عهد الرسالة، لأن ذلك عهد نزول الوحي،
فقد يسأل الإنسان عن شيء لم يُحرم فيحرم من أجله، أو عن شيء لم يجب فيوجب من أجله،
كما سأل الأقرع بن حابس النبي صلى الله عليه وسلم حين قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ اللهَ فَرَضَ عَلَيكُم الحَجَّ" فقام الأقرع وقال:يا رسول الله أفي كل عام؟ وهذا سؤال في غير محله،
اللهم إلا إذا كان الأقرع بن حابس أراد أن يزيل الوهم الذي قد يعلق في أفهام بعض الناس،
فالله أعلم بنيته، لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لَو قُلتُ نَعَم لَوَجَبَت وَمَا استَطَعتُم، الحَجَّ مَرَةً فَمَا زَادَ فَهُوَ تَطَوع" ،
من أعظم الناس جرماً من يسأل عن شيء لم يحرم فيحرم من أجل مسألته،
أو لم يوجب فيوجب من أجل مسألته.

أما بعد عهد الرسالة فلا بأس أن يبحث الإنسان.

ولكن الصواب في هذه المسالة أن النهي حتى بعد عهد الرسالة
إلا أنه إذا كان المراد بالبحث الاتساع في العلم كما يفعله طلبة العلم،
فهذا لا بأس به، لأن طالب العلم ينبغي أن يعرف كل مسألة يحتمل وقوعها
حتى يعرف الجواب، وأما إذا لم يكن كذلك فلا يبحث، بل يمشي على ما كان عليه الناس.

ومن ذلك: البحث عن اللحوم وعن الأجبان وعما يرد إلى البلاد من بلاد الكفار فلا تبحث،
ولا تقل: هل هذا حلال أو حرام؟ ولهذا قال ابن عمر رضي الله عنهما لما سئل عن اللحم
في السوق، ما كان من لحم في سوقنا فسوف نشتريه ولا نسأل.

كذلك أيضاً لا نبحث عن مسائل الغيب ونتعمق فيها، ولا نبحث في صفات الله عزّ وجل
عن كيفيتها، لأن هذا من التعمق، ولا نأتي بمعضلات المسائل التي فيها: أرأيت إن كان كذا،
ولو كان كذا، ولو كان كذا كما يوجد من بعض طلبة العلم الآن، يوجد أناس يفرضون
مسائل ليست واقعة ولن تقع فيما يظهر، ومع ذلك يسألون ، وهم ليسوا في مكان البحث،
بل يسألون سؤالاً عاماً، فهذا لا ينبغي.

ومن ذلك أيضاً :ما كان الناس قد عاشوا عليه لا تبحث عنه إلا إذا علمت أنه حرام،
فيجب بيان الحكم .

من ذلك : الذين قالوا:إن أذان الجمعة الثاني الذي زاده عثمان رضي الله عنه هذا بدعة لا يجوز،
فنقول لهم: أين الدليل؟ ثم يأتي إنسان آخر،ويقول : ليس بين أذان الجمعة الأول والثاني إلا دقائق،
فنقول له: من الذي قال لك ابحث عن هذا؟ فالناس من أزمنة كثيرة تتوالى عليهم العلماء والأذان
الأول يكون قبل الثاني بخمس وأربعين دقيقة أو ستين دقيقة،
والناس يمشون على هذا، فلا تبحث، دع الناس على ما هم عليه.

ثم لو فرض أنه ثبت أن بين الأذان الثاني والأول في زمن عثمان رضي الله عنه
خمس أو عشر دقائق، فالوقت اختلف الآن، كانت المدينة صغيرة أقل من قرية
من قرانا اليوم، أما اليوم فتباعدت الأقطار حيث يحتاج الإنسان أن يأتي من
أقصى المدينة إلى المسجد إلى وقت، فليقدم الأذان الأول بحيث يتأهب الناس ويحضرون.

أشياء كثيرة من هذا النوع،ولكن هذا الحديث ميزان "فلا تَبحَثُوا عَنهَا".

11 - إثبات رحمة الله عزّ وجل في شرعه، لقوله: "رَحمَةً بِكُم" وكل الشرع رحمة،
لأن جزاءه أكثر بكثير من العمل،فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى
أضعاف كثيرة، ومع ذلك فالله عزّ وجل خفف عن العباد ،
وسكت عن أشياء كثيرة لم يمنعهم منها ولم يلزمهم بها.

12 - انتفاء النسيان عن الله عزّ وجل، لقوله "غَيرَ نسيَان" وقد جاء ذلك في
القرآن الكريم،فقال الله عزّ وجل:
(وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً)
[مريم: 64]
وقال موسى
عليه الصلاة والسلام لفرعون لما سأله ما بال القرون الأولى:
(قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى)
(طـه: 52)

فإن قال قائل: ما الجواب عن قول الله تعالى:
(نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ)
(التوبة: الآية67)
فأثبت لنفسه النسيان؟

فالجواب:أن المراد:النسيان هنا نسيان الترك، يعني تركوا الله فتركهم.
فهؤلاء تعمدوا الشرك وترك الواجب، ولم يفعلوا ذلك نسياناً. إذاً:
(نَسُوا اللَّهَ)
[التوبة:67]
أي تركوا دين الله
(فَنَسِيَهُمْ)
أي فتركهم.

أما النسيان الذي هو الذهول عن شيء معلوم فهذا لا يمكن أن يوصف الله عزّ وجل به،
بل يوصف به الإنسان،لأن الإنسان ينسى، ومع ذلك لا يؤاخذ بالنسيان لأنه وقع بغير اختيار.

14 - حسن بيان النبي صلى الله عليه وسلم حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين والله أعلم.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:20
الحـــديث " الحادي والثلاثون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عَنْ أَبي العَباس سَعدِ بنِ سَهلٍ السَّاعِدي رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
يَا رَسُول الله: دُلَّني عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمَلتُهُ أَحَبَّني اللهُ، وَأَحبَّني النَاسُ ؟
فَقَالَ:
(ازهَد في الدُّنيَا يُحِبَّكَ اللهُ ، وازهَد فيمَا عِندَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ )

حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره بأسانيد حسنة..


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :


قوله "جَاءَ رَجُلٌ" لم يعين اسمه، ومثل هذا لا حاجة إليه،
ولاينبغي أن نتكلف بإضاعة الوقت في معرفة هذا الرجل،
وهذا يأتي في أحاديث كثيرة، إلا إذا كان يترتب على معرفته
بعينه اختلاف الحكم فلابد من معرفته.

وقوله: "دُلني عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَملتُهُ أَحَبَّني الله،وَأَحبَّني النَّاس"
هذا الرجل طلب حاجتين عظيمتين، أولهما محبة الله عزّ وجل والثانية محبة الناس.

فدله النبي صلى الله عليه وسلم على عمل معين محدد،
فقال: "ازهَد في الدُّنيَا" والزهد في الدنيا الرغبة عنها،
وأن لا يتناول الإنسان منها إلا ما ينفعه في الآخرة،
وهو أعلى من الورع، لأن الورع: ترك ما يضر من أمور الدنيا ،
والزهد: ترك مالا ينفع في الآخرة، وترك ما لا ينفع أعلى من ترك ما يضر،
لأنه يدخل في الزهد الطبقة الوسطى التي ليس فيها ضرر ولا نفع،
فالزهد يتجنب مالا نفع فيه، وأما الوَرَع فيفعل ما أبيح له،لكن يترك ما يضره.

وقوله: "يُحِبكَ الله" هو بالجزم على أنه جواب : ازهَد

والدنيا: هي هذه الدار التي نحن فيها، وسميت بذلك لوجهين:

الوجه الأول: دنيا في الزمن.

الوجه الثاني: دنيا في المرتبة.

فهي دنيا في الزمن لأنها قبل الآخرة، ودنيا في المرتبة لأنها دون الآخرة بكثير جداً،
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَمَوضِعُ سوطِ أَحَدِكُم في الجَنَّةِ خَيرٌ مِنَ الدُّنيَا وَمَا فيهَا"
وقال النبي صلى الله عليه وسلم "ركعَتَا الفَجرِ خَيرٌ مِنَ الدُّنيَا وَمَا فيهَا" إذاً الدنيا ليست بشيء.

ولذلك لا تكاد تجد أنه يمر عليك شهر أو شهران أو أكثر إلا وقد أصبت
بالسرور ثم أعقبه حزن، وما أصدق وصف الدنيا في قول الشاعر:

فيوم علينا ويوم لنا ويوم نساء ويوم نسر

وهذه الغاية محبة الله - جلّ جلاله – بلا شك من أعظم الغايات؛ لأنه إذا أحبك
الله أحبك الناس، وإذا أحبك الله دخلت الجنة، وإذا أحبك الله - سبحانه وتعالى – نلت
سعادة الدارين ( الدنيا و الآخرة،) ولذلك جاء في الدعاء ( اللهم أعني على حبك وكل عمل يقربني إلى حبك )
فمحبة الله - سبحانه وتعالى - مطلب عظيم ،

والمقصود بمحبة الناس محبة الصالحين وإن أحب الإنسانَ من غير الصالحين لا مانع ؛
لأن الإنسان المحبوب يحبه الصالح ويحبه غير الصالح،
لكن لماذا محبة الناس تعتبر هدف ؟ لأنها دليل على محبة الله ودليل على رضا الله
والدليل على ذلك ما جاء في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم – حينما كان مرة من المرات جالساً
مع أصحابه فمرت جنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي: - صلى الله عليه وسلم – ( هي في الجنة ) .

ومرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شراً قال: ( هي في النار ) فسألوا النبي – صلى الله
عليه وسلم – عن ذلك فقال: ( أنتم شهود الله في أرضه ) يعني أثنيتم عليه خيراً فهذا دليل
على ثناء الله له، والآخر أثنيتم عليه شراً فهذا دليل على بغض الله له- أو كما جاءعن النبي صلى الله عليه وسلم .

إذاً: نلخص هذه المسألة أن محبة الله - عزّ وجلّ – هدف يسعى له الإنسان ،ومحبة
الناس هي هدف لأنها دليل على محبة الله - عزّ وجلّ – لكن إذا تعارضت مع محبة الله
فلا شك في أننا نقدم ما يرضى الله - سبحانه وتعالى – وما يحبه الله على ما يحبه
الناس.

ما الطريق الموصل إلى محبة الله !!
إن الطرق كثيرة وبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم المجمل فقال :
( ازهد في الدنيا يحبك الله ) يعني أعرض عن الدنيا .

ولكن هل الإعراض عن الدنيا هنا أن نموت أو نقتل أنفسنا !!
طبعا لا إنما الإعراض يكون عن الإندماج الكلي في الشهوات والملذات ونسيان أمر الله سبحانه وتعالى
وليس المقصود بالزهد في الدنيا أن نجلس في مكان مظلم أو مكان بعيد عن الناس
ولا نأكل ولا نشرب ؛ لأنه آت من الدنيا ولا نتمتع بطيباتها ولا نتمتع بأرزاق الله سبحانه وتعالى فيها ،
وليس المقصود أن نموت و نعرض عن الدنيا لننتقل إلى الآخرة !،
فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أزهد الناس في الدنيا ولم يعرض عن الدنيا كلياً أكل من طيباتها ولبس
من الملابس الحسنة وتمتع بالنساء وقال - صلى الله عليه وسلم :
( حبب إليّ من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة ) .

إنما المقصد هنا : أن لا نسترسل مع هذه الدنيا فتلهينا عن المطالب العليا في الآخرة .
فلا يكون هدفنا الوصول إلى أعلى المناصب أوالإنشغال بتجميع الثروة
أوالتزود من هذه الدنيا بأمور أكثر مما أحتاج بكثير جداً فتكون هي شغلي الشاغل،

فالزاهد الذي لبس متوسط اللباس وتعامل بالنظافة ولم يجعل الدنيا هدفه
وجعل الآخرة والفوز فيها هو هدفه الرئيسي وشغله الشاغل ومع ذلك تمتّع بالطيبات التي أحلها الله عزّ وجلّ له .

ومن خلال هذا نعلم أن من علامات الزهد العمل بما فرضه الله سبحانه وتعالى على الإنسان والعمل بما
استطاع من النوافل والمُستحبات وكذلك ترك ما حرم الله سبحانه وتعالى
و ترك ما يشغل عن الله سبحانه وتعالى وعن الفوز بالدار الآخرة .
و السعي لزيادة الرصيد في الآخرة عند الله سبحانه وتعالى .

ويُقال لطالب الزهد في الدنيا ، أنّه لا بد من الزهد في فضول الأموال والجاه جميعاً، حتى يكمل الزهد في حظوظ النفس،


الأولى ‏:‏ أن لا يفرح بموجود، ولا يحزن بمفقود، كما قال تعالى
‏{‏لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم‏}‏
‏[‏الحديد ‏:‏ 23‏]‏
وهذا علامة الزهد في المال‏.‏

الثاني‏:‏ أن يستوي عنده ذامه ومادحه، وهذه علامة الزهد في الجاه‏.‏

الثالث‏:‏ أن يكون أنسه بالله، والغالب على قلبه حلاوة الطاعة‏.‏فأما محبة الدنيا ومحبة الله تعالى،
فهما في القلب كالماء والهواء في القدح، إذا دخل الماء خرج الهواء، فلا يجتمعان‏.

وقال يحيى بن معاذ‏:‏ الدنيا كالعروس، ومن يطلبها ماشطتها (الماشطة : التي تحس المشط وحرفتها ومعناها هنا ‏:‏ تزينها‏)
و‏الزاهد يسخم ‏(يقال‏:‏ سخم الله وجهه‏:‏ أي سوده من السخمة وهى السواد‏.‏‏)وجهها، وينتف شعرها، ويخرق ثوبها،
والعارف مشتغل بالله تعالى عنها‏.‏

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)


قوله: "وازهَد فيمَا عِندَ النَاس يُحِبكَ النَّاس" أي لا تتطلع لما في أيديهم،
ارغب عما في أيدي الناس يحبك الناس،
وهذا يتضمن ترك سؤال الناس أي أن لا تسأل الناس شيئاً،
لأنك إذا سألت أثقلت عليهم، وكنت دانياً سافلاً بالنسبة لهم،
فإن اليد العليا المعطية خير من اليد السفلى الآخذة.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

من فــــوائــــد الحديــــث :

1- علو همم الصحابة رضي الله عنهم، فلا تكاد تجد أسئلتهم إلا لما فيه خير في الدنيا
أو الآخرة أو فيهما جميعاً.

وهنا السؤال : هل الصحابة رضي الله عنهم إذا سألوا مثل هذا السؤال يريدون
أن يطلعوا فقط، أو يريدون أن يطلعوا ويعملوا؟

الجواب:الثاني،بخلاف كثير من الناس اليوم-نسأل الله أن لايجعلنا منهم- يسألون
ليطلعوا على الحكم فقط لا ليعملوا به،ولذلك تجدهم يسألون عالماً ثم عالماً ثم
عالماً حتى يستقروا على فتوى العالم التي توافق أهواءهم،
ومع ذلك قد يستقبلونها بنشاط وقد يستقبلونها بفتور.

2 - إثبات محبة الله عزّ وجل،أي أن الله تعالى يحب محبة حقيقية.

ولكن هل هي كمحبتنا للشيء؟

الجواب:لا، حتى محبة الله لنا ليست كمحبتنا لله، بل هي أعلى وأعظم،
وإذا كنا الآن نشعر بأن أسباب المحبة متنوعة،وأن المحبة تتبع تلك
الأسباب وتتكيف بكيفيتها فكيف بمحبة الخالق؟!! لا يمكن إدراكها.


3 - أن الإنسان لا حرج عليه أن يطلب محبة الناس،أي أن يحبوه،
سواء كانوا مسلمين أو كفاراً حتى نقول:لا حرج عليه أن يطلب محبة
الكفار له، لأن الله عزّ وجل قال:
( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ )
(الممتحنة: الآية8)

ومن المعلوم أنه إذا برهم بالهدايا أو الصدقات فسوف يحبونه،
أو عدل فيهم فسوف يحبونه،والمحذور أن تحبهم أنت،
ولهذا جاء في الحديث وإن كان ضعيفاً أن النبي صلى الله عليه وسلم
إذا أقبل على البلد قال: "اللَّهمَّ حَبِّبْنَا إِلَى أَهْلِهَا،وَحبَب صَالِحي أَهْلِهَا إِلَينَا" ،
فلما أراد المحبة الصادرة منه قال: "صَالِحي أَهْلِهَا"
ولما أراد المحبة الصادرة من الناس قال: حَبِّبنَا إِلَى أَهْلِهَا مطلقاً.

4 - فضيلة الزهد في الدنيا، ومعنى الزهد: أن يترك مالا ينفعه في الآخرة.

وليس الزهد أنه لا يلبس الثياب الجميلة، ولا يركب السيارات الفخمة،
وإنما يتقشف ويأكل الخبز بلا إدام وما أشبه ذلك، ولكن يتمتع بما أنعم الله عليه،
لأن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، وإذا تمتع بالملاذ على هذا الوجه
صار نافعاً له في الآخرة،ولهذا لا تغتر بتقشف الرجل ولبسه رديء الثياب،
فربَّ حية تحت القش،ولكن عليك بعمله وأحواله.

5 - أن الزهد مرتبته أعلى من الورع، لأن الورع ترك ما يضر ،
والزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة.

6 - أن الزهد من أسباب محبة الله عزّ وجل لقوله "ازهَد في الدنيَا يُحِبكَ اللهُ"
ومن أسباب محبة الله للعبد وهو أعظم الأسباب: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
لقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)
(آل عمران: 31)

7 -الحث والترغيب في الزهد فيما عند الناس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعله
سبباً لمحبة الناس لك، وهذا يشمل أن لا تسأل الناس شيئاً،
وأن لاتتطلع وتعرِّض بأنك تريد كذا.

مثال الأول:أن ترى مع شخص من الناس ما يعجبك من قلم أوساعة،
وتقول يا فلان : هذه ساعة طيبة،ألا تهديها عليَّ، فإن الهدية تذهب السخيمة،
وتهادوا تحابوا، وأتى بالمواعظ من أجل أن يأخذ الساعة ،
لكن إذا كان هذا ذكياً قال: وأنت أيضاً أهد عليَّ ساعتك ويأتي له بالنصوص.

أقول:إن سؤال الناس ما عندهم لا شك أنه من أسباب إزالة المحبة والمودة،
لأن الناس يستثقلون هذا ويستهجنون الرجل ويستذلونه،واليد العليا خير من اليد السفلى.

مثال ثان: أن تعرض بأنك تريده كأن تقول:ما شاء الله هذا القلم الذي معك ممتاز،
ليتني أحصل على مثله،وهذا كأنك تقول له:أعطني إياه.

فمثل هذا عليك أن تردعه، إذا طلب منك هذا فقل له: ابحث عنه في السوق،
لأنني لا أحب أن الناس تدنو أنفسهم إلى هذا الحد، دع نفسك عزيزة ولا تستذل.

ولكن هنا مسألة: إذا علمت أن صاحبك لو سألته لسره ذلك، فهل تسأله؟

الجواب:نعم،لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى اللحم على النار قال:
"ألم أرَ البرمة على النار" قالوا:يا رسول الله: هذا لحم تصدق به على بريرة،
فقال: "هو لها صدقة، ولنا هدية"،لأننا نعلم علم اليقين أن بريرة رضي الله عنها
سوف تسر، فإذا علمت أن سؤالك يسر صاحبك فلا حرج والله الموفق.
‏وقد قال ابن المبارك ‏:‏ أفضل الزهد إخفاء الزهد، وينبغى أن يعول في هذا على ثلاث علامات ‏قيل لبعضهم‏:‏ إلام أفضى بهم الزهد‏؟‏ قال‏:‏ إلى الأنس بالله‏.‏

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:26
الحـــديث " الثاني والثلاثون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عنْ أَبي سَعيدٍ سَعدِ بنِ مَالِك بنِ سِنَانٍ الخُدريِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهٍِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
(لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ)

حَدِيْث حَسَنٌ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَةَ، وَالدَّارَقطْنِيّ وَغَيْرُهُمَا مُسْنَدَاً، وَرَوَاَهُ مَالِكٌ في المُوَطَّأِ مُرْسَلاً عَنْ عَمْرو بنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيْهِ عَن النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْقَطَ أَبَا سَعِيْدٍ ،وَلَهُ طُرُقٌ يُقَوِّيْ بَعْضُهَا بَعْضَاً.)

حديث حسن رواه ابن ماجة وغيره بأسانيد حسنة..


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :


قوله "لاَ ضَرَرَ" الضرر معروف،والضرر يكون في البدن ويكون في المال،
ويكون في الأولاد، ويكون في المواشي وغيرها.

: "ولا ضرار" أي ولا مضارة

والفرق بين الضرر والضرار:

أن الضرر يحصل بدون قصد، والمضارة بقصد، ولهذا جاءت بصيغة المفاعلة.

مثال ذلك: رجل له جار وعنده شجرة يسقيها كل يوم، وإذا بالماء يدخل على جاره
ويفسد عليه، لكنه لم يعلم، فهذا نسمية ضرراً.

مثال آخر: رجل بينه وبين جاره سوء تفاهم، فقال : لأفعلن به ما يضره،
فركب موتوراً له صوت كصوت الدركتر عند جدار جاره وقصده الإضرار بجاره، فهذا نقول مضار.

والمضار لا يرفع ضرره إذا تبين له بل هو قاصده،
وأما الضرر فإنه إذا تبين لمن وقع منه الضرر رفعه.

وهذا الحديث أصل عظيم في أبواب كثيرة، ولا سيما في المعاملات:كالبيع والشراء والرهن والارتهان، وكذلك في الأنكحة يضار الرجل
زوجته أو هي تضار زوجها، وكذلك في الوصايا يوصي الرجل وصية يضر بها الورثة.

فالقاعدة: متى ثبت الضرر وجب رفعه، ومتى ثبت الإضرار وجب رفعه مع عقوبة قاصد الإضرار.

من ذلك مثلاً: كانوا في الجاهلية يطلق الرجل المرأة فإذا شارفت انقضاء العدة راجعها،
ثم طلقها ثانية فإذا شارفت انقضاء العدة راجعها، ثم طلقها ثالثة ورابعة،
لقصد الإضرار،فرفع الله تعالى ذلك إلى حد ثلاث طلقات فقط.

مثال آخر: رجل طلق امرأته ولها أولاد منه،حضانتهم للأم إلا إذا تزوجت،
والمرأة تريد أن تتزوج ولكن تخشى إذا تزوجت أن يأخذ أولاده، فتجده يهددها
ويقول:إن تزوجتي أخذت الأولاد،وهو ليس له رغبة في الأولاد ولا يريدهم،
ولو أخذهم لأضاعهم لكن قصده المضارة بالمرأة بأن لا تتزوج،
فهذا لا شك أنه حرام وعدوان عليها، ولو تزوجت وأخذ أولادها منها مع قيامها
بواجب الحضانة ورضا زوجها الثاني بذلك، لكن قال:أريد أن أضارها،ونعرف أنه
إذا أخذهم لم يهتم بهم، بل ربما يدعهم تحت رعاية ضرة أمهم، يعني الزوجة الثانية،
وما ظنك إذا كان أولاد ضرتها تحت رعايتها سوف تهملهم، وسوف تقدم أولادها عليهم،
وسوف تهينهم، ولكنه أخذهم للمضارة، فهذا لا شك أنه من المحرم.


مثال آخر: رجل له ابن عم بعيد لا يرثه غيره، فأراد أن يضاره وأوصى بثلث ماله مضارة
لابن العم البعيد أن لا يأخذ المال، فهذا أيضاً حرام.

ولو سرنا على هذا الحديث لصلحت الأحوال، لكن النفوس مجبولة على الشح والعدوان،
فتجد الرجل يضار أخاه،وتجده يحصل منه الضرر ولا يرفع الضرر.


مثال آخر : ويدخل أيضاً في الأمور المالية كالتدليس،
الغش في المعاملات بالمكر الخداع ،
بيع البعض على بيع البعض، شراء البعض على شراء البعض .

كذلك يدخل في مجال النكاح والطلاق، فلا يخطب المرء على خطبة أخيه .

كذلك في ضرر الضرة لضرتها فلا تطلب طلاق أختها .

كذلك يدخل في الإجارات والشركة والشركات والمؤسسات ونحوها،
كذلك يدخل في التعامل في الأمور التي نسميها اليوم الإنسانية مع
الجيران مع الأصحاب مع الأصدقاء مع عامة الناس حتى الضرر
لغير المسلم يعني المعاهد الذمي نتعامل معه فلا يجوز الضر به بماله أو بذاته ،
الضرر أيضاً في الميراث فلا يضر فلان يعطى أكثر مما يعطى فلان .


كذلك يدخل في باب الوصايا والأوقاف فإذا كانت الوصية زادت عن الثلث معنى ذلك فيها
مضارة لهؤلاء الورثة والله سبحانه وتعالى نهى عن ذلك .

كذلك في الأوقاف لا يجوز إيقاف المال كله وفيه مجموعة من الورثة محتاجين إلى هذا المال.

كذلك الضرر في الأعراض يدخل مثلاً كمسائل الغيبة ،النميمة، الحسد ،
والمضارة أيضاً بين الموظفين يأتي موظف لينقل كلاماً للمسئول عن الموظف الآخر
أو عن موظف في دائرة أخرى لمسئول آخر لقصد المضارة .


فنستنبط هذه القاعدة أن الضرر مرجعه في جميع هذه الأبواب تفويت مصلحة أو جلب مفسدة .

وهناك ضرر على مستوى المجتمع بأكمله ويكمن على سبيل المثال في بعض الاعتداءات سواء بالقتل بالنسبة للأبدان،
أو سرق الاموال وغيرها من قِبل عصابات السرقة التي توتر المجتمع وتخلّ قوامه .

وكذلك الضرر في الجوانب الصحية مثل قضية الأمراض المعدية فإنه لا يجوز أن أُدخل إنساناً
مصاباً بمرض معدٍ في مجتمع ينتشر من خلاله هذا المرض .

ينبني على هذه القاعدة ( لا ضرر ) أنه إذا وقع الضرر يجب أن يزال فتكون بإزالته من ولي الأمر أومن شخص بعينه ،

مثلاً في قضية الأسرة، رب الأسرة هو الذي يجب عليه أن يزيل الضرر ،
أما إذا كان في مسائل القذف وتوابعها مثل المخدرات ونحوها فيزيله ولي الأمر والقاضي
والمسئول عن هذه الأمور وكذلك الناس يتعاونون معهم في هذا الباب.

فالضرر يُزال، ولا يعطف على الضار من الناس إنما يعطف على المجتمع بأكمله في
قضية إزالة الضرر، فقد لا يزال الضرر إلا بضرر!،
لكن علينا أن ننتبه إلا أنّ الضرر لا يُزال بضرر مثله، إنما إذا اضطرينا لإزالته بالضرر فيتوجّب أن يكون أخفّ منه ..

لذلك قالوا الضرر لا يزال بمثله وإنما الضرر الأكبر يُدفع بالضرر الأخف

وهؤلاء الذين نشروا الفاحشة أو الذين روجوا المخدرات وغيرهم الذين يقتلون ويشردون،
فإنّه قد لا يُزال ضررهم عن المجتمع إلاّ بضرر آخر ! لكني ينبغي لهذا الضرر الآخر أن يكون أخفّ ..

على سبيل المِثال ننظر لقضية القاتل ، فإنه طبعاّ بقتله هذا قد ألحق الضرر بغيره ،
والله سبحانه وتعالى يقول :
﴿ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾
[البقرة:179].

والقصاص معناه أننا نقتص من المُعتدي، وبالتالي هذا القاتل تُزهق روحه ..
وهنا نقول أن القتل بالنسبة لهذا الشخص يعتبر ضرر به ، لكن هذا الضرر يعتبر أخف من الضرر الذي ألحقه القاتل بالمجتمع بأكمله ،
و في هذا الضرر الأخف ( نعني قتل هذا الشخص القاتل ) حياة للمجتمع بأكلمه .

فالضرر يزال لكن لا يزال بمثله وإنما يزال بالضرر الأخف وهكذا .

وعلينا أن ندرك في هذا الحديث أن الله سبحانه وتعالى عدل وبنى هذا الكون على العدالة
وأوجب العدالة بين الناس، فلمَّا يُنفى الضرر معنى ذلك أن هذا مطلب لوجود العدل وإشاعته بين الناس
ولذلك قال الله سبحانه وتعالى :
﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ ﴾
[الأعراف:29] .

والقسط هو العدل ومعنى العدل أن يأخذ كل إنسان حقه ومن حقه ألا يتعدى أحد عليه وألا
يتعدى على أحد يعني لا يضر أحداً ولا يضره أحد .

هذا الحديث يعتبر قاعدة من قواعد الشريعة، وهي أن الشريعة لا تقر الضرر، وتنكر الإضرار أشد وأشد والله الموفق.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:27
الحـــديث " الثالث والثلاثون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:

" لَوْ يُعْطَى النَّاسُ بِدعوَاهُمْ لادَّعَى رِجَالٌ أَمْوَال قَومٍ وَدِمَاءهُمْ، وَلَكِنِ البَينَةُ عَلَى المُدَّعِي، وَاليَمينُ عَلَى مَن أَنكَر " )


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :


قوله "لَو يُعطَى" المعطي هو من له حق الإعطاء كالقاضي مثلاً والمصلح بين الناس.

وقوله "بِدَعوَاهُم" أي بادعائهم الشيء،سواء كان إثباتاً أو نفياً.

كأن يدعي شخصاً مّا على آخر بأنّه قد أخذ منه ألف ريال

فمثال الإثبات هنا :أن يقول المُدعي : أنا أطلب من فلاناً ألف ريال.

ومثال النفي:أن ينكر المُدعي عليه ما يجب عليه لفلان،

"لادعَى رِجَال"المراد بهم الذين لا يخافون الله تعالى،وأما من خاف الله تعالى
فلن يدعي ماليس له من مال أو دم،

"أَموَال قَوم"أي بأن يقول هذا لي، هذا وجه.

ووجه آخر أن يقول: في ذمة هذا الرجل لي كذا وكذا ، فيدعي ديناً أو عيناً.

"وَ دِمَاءهُم"بأن يقول: هذا قتل أبي، هذا قتل أخي وما أشبه ذلك،
أو يقول: هذا جرحني، فإن هذا نوع من الدماء.

فلو يعطى الناس بدعواهم لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لأن كل إنسان
لا يخاف الله عزّ وجل لا يهمه أن يدعي الأموال والدماء.

"وَلَكِنِ البَينَةُ"البينة: ما يبين به الحق، وتكون في إثبات الدعوى "عَلَى المُدَعي"
"وَاليَمين" أي دفع الدعوى "عَلَى مَنْ أَنكَر" .

فهنا مدعٍ ومدعىً عليه، والمدعي : عليه البينة، والمدعى عليه: عليه اليمين ليدفع الدعوى.

نطرح مثالاً على ذلك لعلّه يُبسط قاعدة هذا الحديث :

ادّعت هيام على شذى بأنها قد سرقت حُليّها ( من ذهبٍ وفضة ...)
في هذه الحالة وُجبَ على هيام أن تأتي بدليل يؤكد دعواها ( وهذا هو البينة )
فإن أنكرت شذى ذلك يجب عليها اليمين كي تدفع الدعوى عنها .

"وَاليَمين عَلَى مَنْ أَنكَر"أي من أنكر دعوى المدعي.

هذا الحديث أصل عظيم في القضاء، وهو قاعدة عظيمة في القضاء
ينتفع بها القاضي وينتفع بها المصلح بين اثنين وما إلى ذلك.

فهو أصلا في التقاضي ،،، ينظم مجرى تنظيم الدعوة عند
القاضي عندما يطلب إنسان دعوى على آخر.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)


إنّ هذا الحديث له أهمية كبرى ... لأن الناس متفاوتون في قدراتهم وفي طلباتهم
متفاوتون في كل أمور الحياة ، من صفات وأرزاق وأخلاق فلذلك نتيجةً لهذا التفاوت
لابد من تنظيم عملية التقاضي ليصل الحق إلى أهله لماذا؟

لأن هذا الدين دين عدل والله سبحانه وتعالى عدل أمر بالعدل
ولكي نصل إلى هذه العدالة لابد من أن يجري القضاء بين الناس
بما يحقق هذه العدالة ..
والله سبحانه وتعالى ذكر هذا المبدأ في مواضع كثيرة

﴿ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بالحق
ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ﴾
[ص: 26 ] إ

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ﴾
[النحل: 90 ].

ولا يستقيم الكون كله إلا بالعدل ووإلاّ اختل نظام الكون عن ما خلقه الله سبحانه وتعالى

ولذلك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث !
لأن الإنسان قد ينسى فيدعي ما ليس له أحيانا لذلك لابد من التنبيه الدقيق على أساس قاعدة هذا الحديث ..

فهذا الحديث تنظيم لقضية الدعوى عند القاضي عندما يدعي فلان على فلان أو على مجموعة من الناس قضية معينة
كيف تصير هذه الدعوة ؟
البينة على المدعي واليمين على من أنكر ..

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

من فــوائــــد هذا الحـديــث:

1. أن الدعوى تكون في الدماء والأموال، لقوله "أَموَال قَوم وَدِمَاءهُم" وهو كذلك،
وتكون في الأموال الأعيان، وفي الأموال المنافع،كأن يدعي أن هذا أجره بيته
لمدة سنة فهذه منافع، وتكون أيضاً في الحقوق كأن يدعي الرجل أن زوجته
لا تقوم بحقه أو بالعكس، فالدعوى بابها واسع، لكن هذا الضابط،
وذكر المال والدم على سبيل المثال، وإلا قد يدعي حقوقاً أخرى.

2. أن الشريعة جاءت لحماية أموال الناس ودمائهم عن التلاعب.

3. أن البينة على المدعي، والبينة أنواع منها: الشهادة ،
قال الله تعالى:
(وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ)
(البقرة: الآية282)

ومن البينة : ظاهر الحال فإنها بينة،
فلو اختلف الزوجان في أواني البيت، فقالت الزوجة: الأواني لي،
وقال الزوج:الأواني لي. فننظر حسب الأواني: إذا كانت من الأواني التي يستعملها
الرجال فهي للزوج،وإذا كانت من الأواني التي يستعملها النساء فهي للزوجة،
وإذا كانت صالحة لهما فلابد من البينة على المدعي.

فإذاً القرائن بينة، وعليه فالبينات لا تختص بالشهود فقط.

ومن العمل بالقرائن قصة سليمان عليه السلام، فإن سليمان عليه السلام مرت به
امرأتان معهما ولد، وكانت المرأتان قد خرجتا إلى البر فأكل الذئب ولد الكبرى،
واحتكمتا إلى داود عليه السلام، فقضى داود عليه السلام بأن الولد للكبيرة
اجتهاداً منه، لأن الكبيرة قد تكون انتهت ولادتها والصغيرة في مستقبل العمر.

فخرجتا من عند داود عليه السلام وكأنهما - والله أعلم - في نزاع، فسألهما
سليمان عليه السلام فأخبرتاه بالخبر، فدعا بالسكين وقال: سأشق الولد نصفين،
أما الكبيرة فوافقت، وأما الصغيرة فقالت: الولد ولدها يا نبي الله، فقضى به للصغيرة،

لأن هنا بينة وهي القرينة الظاهرة التي تدل على أن الولد للصغيرة لأنها أدركتها الشفقة
وقالت: كونه مع كبيرة ويبقى في الحياة أحب إلي من فقده الحياة،
والكبيرة لا يهمها هذا، لأن ولدها قد أكله الذئب.

كذلك قصة يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز لما قال الحاكم:
(إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ*وَإِنْ كَانَ
قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ*فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ
قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)
(يوسف:26-28)

ومن ذلك أيضاً :امرأة ادعت على زوجها أن له سنة كاملة لم ينفق،
والرجل يشاهد هو يأتي للبيت بالخبز والطعام وكل ما يحتاجه البيت،
وليس في البيت إلا هو وامرأته،وقال هو:إنه ينفق فالظاهر مع الزوج،
فلا نقبل قولها وإن كان الأصل عدم الإنفاق لكن هنا ظاهر قوي وهو مشاهدة
الرجل يدخل على بيته بالأكل والشرب وغيرهما من متطلبات البيت.


4. وهنا قاعدة أيضاً أنه لو أنكر المنكر وقال لا أَحلف فإنه يقضي عليه بالنكول،
ووجه ذلك أنه إذا أبى أن يحلف فقد امتنع مما يجب عليه،فيحكم عليه بالنكول،والله أعلم

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:27
الحـــديث " الرابع والثلاثون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عَنْ أَبي سَعيدٍ الخُدريِّ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعتُ رِسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:

مَن رَأى مِنكُم مُنكَرَاً فَليُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَستَطعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ

لَمْ يَستَطعْ فَبِقَلبِه وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإيمَانِ )

رواه مسلم.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :


قوله"مَنْ رَأَى" المرادُ هنا من علم بمنكرٍ مّا وإن لم يرَ بعينه ،
فيشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك،

وقوله "مُنْكَراً" المنكر:هو ما نهى الله عنه ورسوله، لأنه ينكر على فاعله أن يفعله.

"فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ"أي يغير هذا المنكر بيده.

مثاله: من رأى مع شخص آلة لهو لا يحل استعمالها أبداً فيكسرها.

ولابد أن يكون منكراً واضحاً يتفق عليه الجميع،
أي المنكر والمنكر عليه،أو يكون مخالفة المنكر عليه مبينة على قول ضعيف لا وجه له.

أما إذا كان من مسائل الاجتهاد فإنه لا ينكره.

"فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ"أي إن لم يستطع أن ينكره بيده فلينكره بلسانه ويكون ذلك: بالتوبيخ،والزجر وما أشبه ذلك،ولكن لابد من استعمال الحكمة،
كما سيأتي في الفوائد إن شاء الله، وقوله "بِلِسَانِهِ" هل نقيس الكتابة على القول؟

الجواب: نعم، فيغير المنكر باللسان، ويغير بالكتابة، بأن يكتب في الصحف أو يؤلف كتباً يبين المنكر.

"فَإنْ لَمْ يَستَطِعْ فَبِقَلْبِهِ"أي فلينكر بقلبه، أي يكرهه ويبغضه ويتمنى أن لم يكن.

" وَذَلِكَ" أي الإنكار بالقلب

"أَضْعَفُ الإِيْمَانِ" أي أضعف مراتب الإيمان في هذا الباب أي في تغيير المنكر.

و المعروف والمنكر الضابط في تحديد كونهما معروفا أو منكرا هو الشرع وليس العقل .

و لابد من استعمال الأسلوب الحسن اللين الهادئ لأن الله سبحانه وتعالى جبل
النفوس على قبول ما جاءه بطريق لين ولذلك أكد الله سبحانه وتعالى على هذا المعنى
وهو
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
[النحل: 125].

وقال لموسى ولهارون لمخاطبته لفرعون
﴿ فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً ﴾
[طه: 44].

والله سبحانه وتعالى قد سبق في علمه جل وعلى أن فرعون لم يتذكر ولم يخشى
ولم يستفيد ومع ذلك قال
﴿ فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً ﴾.

لأن هذا هو الطريق الصحيح (الاسلوب اللين ) سواء قُبل أم لم يُقبل !
إذا لظهور جدوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكريجب أن نستعمل الأساليب الحسنة
والطيبة كالقول اللين والكلام الطيب المفهوم والواضح من دون شدة وغلظة وفظاظة
اللتي هي تنفر عوضا عن تقبل النصيحة كما هو معلوم.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

ولو نظرنا لدرجات الأمر والنهي لوجدنا أن :

الدرجة الأولى (فليغيره بيده) : هي لمن له التغيير باليد لكن لننتبه أنه لو شاع التغيير باليد بين الناس لأصبح المجتمع فوضى
ولانتشرت نزاعات وشقاقات ودماء وأحوال وقطيعة إلى آخره ..

لكن من له التغيير الأصلي !! الحاكم أو الوالي هو الذي يغير باليد كإقامة الحدود فيقطع يد السارق ويرجم الزاني ويقتل القاتل
كذلك له التغيير باليد في منع أمر مّا أو في مصادرة شيء

وهناك من هو والي أي ( راعي ) في حدوده مثلا الوالي في أسرته له أن يغير فيها
ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال (مروا أبنائكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر) والضرب هنا تغيير باليد

وهناك من يعطيه الوالي صلاحية التغيير باليد يعني الأصل في الإسلام بالنسبة للوالي أن جميع الصلاحيات بيده وهو بحسب تنظيمه الإداري يوزع هذه الصلاحيات فأعطى مثلا تغيير المخدرات إلى جهة معينة أو فرد معين هذا الفرد له أن يغير ضمن الصلاحيات التي أعطاها إياه الوالي ..

إذا التغيير باليد لا يكون إلا لمن له التغيير باليد وهو الحاكم أو من أعطاه الصلاحية أو في أسرته المحدودة أو في حدود ما له من الصلاحيات الشرعية في هذا التغيير

الدرجة الثانية : التغيير باللسان والتغيير باللسان لمن استطاع فالعالم يغير باللسان والداعية يغير باللسان والمعلم يغير باللسان
وكذلك الجار مع جاره يغير باللسان الخطيب بالمسجد يغير باللسان الواعظ يغير باللسان الإنسان العادي يغير باللسان لمن استطاع
وللتغيير باللسان ضوابط أيضاً يجب التنبه لها .

الدرجة الثالثة : إذا لم يستطع باللسان يغير بالقلب و معنى التغيير بالقلب أن يكره هذا المنكر ولا يرضى عنه ويتمنى عدم حدوثه .

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

من فــوائــــد هذا الحـديــث:

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم ولى جميع الأمة إذا رأت منكراً أن تغيره،
ولا يحتاج أن نقول: لابد أن يكون عنده وظيفة،فإذا قال أحد: من الذي أمرك
أو ولاك؟ يقول له؟النبي صلى الله عليه وسلم لقوله "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ" .

2- أنه لا يجوز إنكار المنكر حتى يتيقن المنكر، وذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن يتيقن أنه منكر،
والوجه الثاني:أن يتيقن أنه منكر في حق الفاعل،
لأن الشيء قد يكون منكراً في حد ذاته،لكنه ليس منكراً بالنسبة للفاعل.

مثال ذلك: الأكل والشرب في رمضان،الأصل أنه منكر، لكن قد لا يكون منكراً
في حق رجل بعينه:كأن يكون مريضاً يحل له الفطر،أو يكون مسافراً يحل له الفطر.

3- أنه لابد أن يكون المنكر منكراً لدى الجميع،فإن كان من الأمور الخلافية فإنه لا ينكر
على من يرى أنه ليس بمنكر،إلا إذا كان الخلاف ضعيفاً لا قيمة له،فإنه ينكر على الفاعل، وقد قيل:

وليس كل خلاف جاء معتبراً إلا خلافاً له حظ من النظر

فلو رأيت رجلاً أكل لحم إبل وقام يصلي،فلا تنكر عليه،لأن المسألة خلافية،
فبعض العلماء يرى أنه يجب الوضوء من أكل لحم الإبل،
وبعضهم لا يرى هذا،لكن لا بأس أن تبحث معه وتبين له الحق.

ولو رأيت رجلاً باع عشرة ريالات من الورق بأحد عشر، فهل تنكر عليه أو لا تنكر؟

الجواب:لا أنكر،لأن بعض العلماء يرى أن هذا جائز،وأنه لا ربا في الأوراق،
لكني أبين له في المناقشة أن هذا منكر، وعلى هذا فقس.

فإن قال قائل:ما موقفنا من العوام،لأن طالب العلم يرى هذا الرأي فلا ننكر عليه،
لكن هل نقول للعوام اتبعوا من شئتم من الناس؟

الجواب:لا،العوام سبيلهم سبيل علمائهم، لأنه لو فتح للعامي أن يتخير فيما شاء
من أقوال العلماء لحصلت الفوضى التي لا نهاية لها ، فنقول:أنت عامي في بلد
يرى علماؤه أن هذا الشيء حرام،ولا نقبل منك أن تقول:أنا مقلد للعالم الفلاني أو العالم الفلاني.

وهل قوله: "فَلْيُغَيِّرْهُ بيدهِ" على إطلاقه، بمعنى أنه مع القدرة يغير على كل حال؟

الجواب:لا،إذا خاف في ذلك فتنة فلا يغير،لأن المفاسد يدرأ أعلاها بأدناها،
كما لو كان يرى منكراً يحصل من بعض الأمراء،ويعلم أنه لو غير بيده استطاع،
لكنه يحصل بذلك فتنة:إما عليه هو،وإما على أهله،وإما على قرنائه ممن يشاركونه
في الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهنا نقول:
إذا خفت فتنة فلا تغير،لقوله تعالى:

( وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )
(الأنعام: الآية108)

4- أن اليد هي آلة الفعل، لقوله: "فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ" لأن الغالب أن الأعمال باليد،
ولذلك تضاف الأعمال إلى الأيدي في كثير من النصوص،مثل قوله:
(فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)
(الشورى: الآية30)
والمراد: بما كسبتم بأيديكم أو أرجلكم أو أعينكم أو آذانكم.

5- أنه ليس في الدين من حرج،وأن الوجوب مشروط بالاستطاعة، لقوله:
فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ وهذه قاعدة عامة في الشريعة،قال الله تعالى:
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)
(التغابن: الآية16)
وقال عزّ وجل:
(لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا)
(البقرة: الآية286)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم "مَا نَهَيتُكُم عَنهُ فَاجتَنِبوهُ،وَمَا أَمَرتُكُم بِهِ فَأتوا مِنهُ مَا استَطَعتُم"
وهذا داخل في الإطار العام أن الدين يسر.

6 - أن الإنسان إذا لم يستطع أن يغير باليد ولا باللسان فليغير بالقلب،وذلك بكراهة المنكر وعزيمته على أنه متى قدر على إنكاره بلسانه أو يده فعل.

فإن قال قائل:هل يكفي في إنكار القلب أن يجلس الإنسان إلى أهل المنكر ويقول:أنا كاره بقلبي؟

فالجواب :لا،لأنه لو صدق أنه كاره بقلبه ما بقي معهم ولفارقهم إلا إذا أكرهوه،فحينئذ يكون معذوراً.

7 - أن للقلب عملاً، لقوله: "فَإن لَم يَستَطِع فَبِقَلبِهِ" عطفاً على قوله: "فَليُغَيرْهُ بيَدِهِ" وهو كذلك.

فالقلب له قول وله عمل، قوله عقيدته، وعمله حركته بنية أو رجاء أو خوف أو غير ذلك.

8 - أن الإيمان عمل ونية،لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل هذه المراتب من الإيمان،
والتغيير باليد عمل،وباللسان عمل، وبالقلب نية، وهو كذلك، فالإيمان يشمل جميع الأعمال،
وليس خاصاً بالعقيدة فقط،لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الإيمَانُ بِضعٌ وَسَبعُونَ شُعبَة،
أو قال: وَستونَ شُعبَة، أَعلاهَا: قَولُ لاَ إِلهَ إِلا الله، وَأَدناهَا إِماطَةُ الأَذَى عَنِ الطَريقِ"
فقول: لا إله إلا الله قول لسان، وإماطة الأذى عن الطريق فعل الجوارح.


9 - إن قال قائل: قوله: "فَليُغَيرهُ بيَدِهِ" هل هذا لكل إنسان؟

فالجواب: ظاهر الحديث أنه لكل إنسان رأي المنكر، ولكن إذا رجعنا
إلى القواعد العامة رأينا أنه ليس عاماً لكل إنسان في مثل عصرنا هذا،
لأننا لو قلنا بذلك لكان كل إنسان يرى شيئاً يعتقده منكراً يذهب ويغيره
وقد لا يكون منكراً فتحصل الفوضى بين الناس.

نعم راعي البيت يستطيع أن يغير بيده،لأنه هو راعي البيت،
كما أن راعي الرعية الأكبر أو من دونه يستطيع أن يغير باليد .
كالحاكم

وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوة، أمر، تغيير، فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد
و في أي مكان يجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه.

والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر هو الذي يأمر الناس ويقول:
افعلوا ،أو ينهاهم ويقول لهم : لا تفعلوا . ففيه نوع إمرة.

والمغير هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره ونهيه،والله الموفق.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:32
الحـــديث " الخامس والثلاثون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عَنْ أَبي هُرَيرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:

(لاَ تَحَاسَدوا، وَلاَتَنَاجَشوا، وَلاَ تَبَاغَضوا، وَلاَ تَدَابَروا، وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ، وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً، المُسلِمُ أَخو المُسلم، لاَ يَظلِمهُ، وَلاَ يَخذُلُهُ، وَلا يكْذِبُهُ، وَلايَحْقِرُهُ، التَّقوَى هَاهُنَا - وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاَثَ مَراتٍ - بِحَسْبِ امرىء مِن الشَّرأَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِمَ، كُلُّ المُسِلمِ عَلَى المُسلِمِ حَرَام دَمُهُ وَمَالُه وَعِرضُه )

رواه مسلم.



http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :


قوله"لا تَحَاسَدوا"
أي لا يحسد بعضكم بعضاً.

وما هو الحسد؟

قال بعض أهل العلم:الحسد تمني زوال نعمة الله عزّ وجل على الغير، أي أن يتمنى أن يزيل نعمته
على الآخر،سواء كانت النعمة مالاً أو جاهاً أو علماً أو غير ذلك.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله - الحسد: كراهة ما أنعم الله به على الغير وإن لم يتمن الزوال.

ومن المعلوم أن من لازم الكراهة أن يتمنى الزوال،لكن كلام الشيخ-رحمه الله - أدق، فمجرد ما تكره
أن الله أنعم على هذا الرجل بنعمة فأنت حاسد.

وقوله "وَلا تَنَاجَشوا"
أي لا ينجش بعضكم على بعض، وهذا في المعاملات، ففي البيع المناجشة:
أن يزيد في السلعة وهو لا يريد شراءها، لكن يريد الإضرار بالمشتري أو نفع البائع، أو الأمرين معاً .

مثال ذلك:عرضت سلعة في السوق فسامها رجل بمائة ريال، هذا الرجل السائم تعدى عليه رجل آخر
وقال: بمائة وعشرة قصده الإضرار بهذا السائم وزيادة الثمن عليه، فهذا نجش.

ورجل آخر رأى رجلاً يسوم سلعة وليس بينه وبين السائم شيء، لكن السلعة لصديق له،
فأراد أن يزيد من أجل نفع صديقه البائع، فهذا حرام ولا يجوز.

ورجل ثالث: أراد الإضرار بالمشتري ونفع البائع فهذا أيضاً حرام.


"وَلا تَبَاغَضوا"أي لا يبغض بعضكم بعضاً ، والبغضاء لا يمكن تعريفها، تعريفها لفظها:
كالمحبة والكراهة، والمعنى: لا تسعوا بأسباب البغضاء.

وإذا وقع في قلوبكم بغض لإخوانكم فاحرصوا على إزالته وقلعه من القلوب.

"وَلا تَدَابَروا"
إما في الظهور بأن يولي بعضكم ظهر بعض، أولا تدابروا في الرأي،
بأن يتجه بعضكم ناحية والبعض الآخر ناحية أخرى.

"وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ"
مثال ذلك:رأيت رجلاً باع على آخر سلعة بعشرة،فأتيت إلى المشتري
وقلت: أنا أعطيك مثلها بتسعة،أو أعطيك خيراً منها بعشرة،فهذا بيع على بيع أخيه، وهو حرام

" وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوانَاً"
أي صيروا مثل الإخوان،ومعلوم أن الإخوان يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه.

"عِبَادَ اللهِ"
جملة اعتراضية،المقصود منها الحث على هذه الإخوة .

"المُسلِمُ أَخو المُسلِمِ"
أي مثل أخيه في الولاء والمحبة والنصح وغير ذلك.

"لاَ يَظلِمهُ"
أي لا ينقصه حقه بالعدوان عليه، أو جحد ما له ، سواء كان ذلك في الأمور المالية ،
أو في الدماء،أو في الأعراض، في أي شيء.

"وَلاَ يَخذُلُهُ"
أي لا يهضمه حقه في موضوع كان يحب أن ينتصر له.

مثاله:أن يرى شخصاً مظلوماً يتكلم عليه الظالم، فيقوم هذا الرجل ويزيد على الذي يتكلم عليه
ولا يدافع عن أخيه المخذول ، بل الواجب نصر أخيه ولا يكذبه أي لا يخبره بالكذب،
الكذب القولي أو الفعلي.

مثال القولي:أن يقول حصل كذا وكذا وهو لم يحصل.

ومثال الفعلي: أن يبيع عليه سلعة مدلسة بأن يظهر هذه السلعة وكأنها جديدة، لأن إظهاره إياها
على أنها جديدة كأنه يقول بلسانه هي جديدة، فلا يحل له أن يكذبه لا بالقول ولا بالفعل

"وَلاَ يَحْقِرُهُ"
أي لا يستصغره، ويرى أنه أكبر منه، وأن هذا لا يساوي شيئاً.

"التَّقوى هَاهُنا"
يعني تقوى الله عزّ وجل في القلب وليست في اللسان
ولا في الجوارح،وإنما اللسان والجوارح تابعان للقلب.

"وَيُشيرُ إِلَى صَدرِهِ ثَلاثَ مِرَاتٍ"
يعني قال: التقوى هاهنا، التقوى هاهنا، التقوى هاهنا،
تأكيداً لكون القلب هو المدبر للأعضاء.

"بِحَسبِ امرُىءٍ مِنَ الشَّرِّ" الباء هذه زائدة، وحسب بمعنى كافٍ و
"أَن يَحْقِرُهُ" مبتدأ
والتقدير حقر أخيه كافٍ في الشر، وهذه الجملة تتعلق بقوله:
"وَلا يحَقِرَهُ" أي يكفي الإنسان
من الإثم أن يحقر أخاه المسلم، لأن حقران أخيك المسلم ليس بالأمر الهين.

"كُل المُسلِم عَلَى المُسلِم حَرَام"ثم فسر هذه الكلية بقوله: "دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرضُهُ"
يعني أنه لا يجوز انتهاك دم الإنسان ولا ماله ولا عرضه،كله حرام.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

من فــوائــــد هذا الحـديــث:


1- أن هذا الحديث العظيم ينبغي للإنسان أن يسير عليه في معاملته إخوانه، لأنه يتضمن
توجيهات عالية من النبي صلى الله عليه وسلم.

2 - تحريم الحسد لقوله "لاَ تَحَاسَدوا".

وهل النهي عن وقوع الحسد من الجانبين ، أو من جانب واحد؟

الجواب: من جانب واحد،يعني لو فرضنا إنساناً يريد أن يحسد أخاه وذاك قلبه سليم لا يحسد صار هذا حراماً،
فيكون التفاعل هنا في قوله "لا تَحَاسَدوا" ليس من شرطه أن يكون من الجانبين،
كما إذا قلت: لا تقاتلوا يكون القتال من الجانبين.

فإن قال قائل: ما يرد على القلب أحياناً من محبة كون الإنسان أعلى من أخيه،
فهل يدخل في الحسد؟

فالجواب:لا، لأن الرجل لم يكره نعمة الله عزّ وجل على هذا العبد،لكن أحب أن يفوقه،
وهذا شيء طبيعي، ولذلك لما ألقى النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه السؤال:
أن من الشجر شجرة مثلها مثل المؤمن، كلهم لم يعرفوها، ذكروا أشياء من الشجر لكنها
لم تكن إياه، وابن عمر رضي الله عنهما يقول: وقع في قلبي أنها النخلة،ولكني أصغر
القوم فلم أتكلم، قال أبوه:وددت أنك قلت هذا ،لأنه إذا قالها تفوق على الحاضرين.

فإن وقع في قلبه حسد لشخص ولكنه يدافعه ولم يعتد على الشخص، فهل يؤاخذ به؟

الجواب:لا يؤاخذ،لكنه ليس في حال الكمال، لأن حال الكمال أن لا تحسد أحداً،
وأن ترى نعمة الله عزّ وجل على غيرك كنعمته عليك،لكن الإنسان بشر قد يقع في قلبه
أن يكره ما أنعم الله به على هذا الشخص من علم أو مال أو جاه أو ما أشبه ذلك،
لكنه لا يتحرك ولا يسعى لإضرار هذا المحسود، فنقول: هذا ليس عليه شيء،لأن هذا أمر
قد يصعب التخلص منه، إلا أنه لو لم يكن متصفاً به لكان أكمل وأطيب للقلب،
وفي الحديث إِذَا "ظَنَنتَ فَلاَ تُحَقق، وَإِذَا حَسَدتَ فَلاَ تَبغِ".

فمن الناس من إذا حسد بغى فتجده مثلاً يتكلم في الشخص المرموق عند الناس
الذي يعتبر رمزاً للإنفاق في سبيل الله وفي الصدقات، ثم يأخذ بمدحه ويقول:
لكنه يتعامل بالربا، فإذا قال هذه الكلمة معناها أنه أهبط ميزانه عند الناس،
وهذا حسد ببغي والعياذ بالله.

وكذلك مع العلماء، وأكثر ما يكون الحسد بين المتفقين في مهنة، كالحسد بين العلماء،
والحسد بين التجار،والحسد بين أهل الصنائع،هذا الغالب ،
وإلا فمن المعلوم أنه لا يأتي نجار مثلاً يحسد عالماً.

والحسد على مراتب:

الأولى: أن يتمنى أن يفوق غيره، فهذا جائز، بل وليس بحسد.

الثانية:أن يكره نعمة الله عزّ وجل على غيره،ولكن لا يسعى في تنزيل مرتبة
الذي أنعم الله عزّ وجل عليه ويدافع الحسد، فهذا لا يضره،ولكن غيره أكمل منه.

الثالثة:أن يقع في قلبه الحسد ويسعى في تنزيل مرتبة الذي حسده، فهذا هو الحسد المحرم
الذي يؤاخذ عليه الإنسان.

والحسد من خصال اليهود،كما قال الله تعالى:
(وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ )
(البقرة: الآية109)
قال الله تعالى في ذمهم
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً)
(النساء:54)
والحسد يضر صاحبه لأن الحاسد لا يبقى مسروراً- والعياذ بالله- إذ إن نعم الله على العباد تترى
ولا منتهى لها، وهذا الرجل كلما رأى نعمة من الله على غيره زاد غماً وهماً.

والحسد اعتراض على قدر الله عزّ وجل لأنه يريد أن يتغير المقدور،ولله الحكمة فيما قدره.

والحسد في الغالب تحدث فيه معاصٍ:كالعدوان على الغير، والمخاصمة، ونشر المعائب وغير ذلك،
ولهذا يجب على المسلم أن يتجنبه كما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .

3 - تحريم المناجشة ولو من جانب واحد،وسبق أن النجش في البيع:هو أن يزيد في السلعة
وهو لا يريد شراءها، وضربنا لهذا أمثلة.

ولكن لو أن الرجل يزيد في السلعة من أجل أن يربح منها، بمعنى أنه لا يريدها، بل يريد الربح منها،
فلما ارتفع سعرها تركها، فهل يعد هذا نجشاً؟

الجواب:لا يعد هذا نجشاً،لأن هذا له غرض صحيح في الزيادة،وهو إرادة التكسب،كما لو كان يريد السلعة،
وهذا يقع كثيراً بين الناس، تُعرَض السلعة والإنسان ليس له رغبة فيها ولا يريدها، ولكن رآها رخيصة
فجعل يزيد فيها حتى إذا بلغت ثمناً لا يرى معه أن فيها فائدة تركها، فنقول: هذا لا بأس به،
لأنه لم يرد إضرار الآخرين إنما ظن أن فيها فائدة فلما رأى أن لا فائدة تركها.

4 - النهي عن التباغض،وإذا نُهي عن التباغض أمر بالتحاب، وعلى هذا فتكون هذه الجملة مفيدة لشيئين:

الأول: النهي عن التباغض، وهو منطوقها.

والثاني:الأمر بالتحاب، وهو مفهومها.

ولكن إذا قال قائل: كيف نتصرف في التباغض، والبغضاء والمحبة ليست باختيار الإنسان،
ولهذا لما ذكر العلماء- رحمهم الله - أن الرجل المتزوج لأكثر من واحدة يلزمه العدل قالوا:
إلا في المحبة ، وعللوا ذلك بأن المحبة لا يمكن السيطرة عليها وكذلك البغضاء؟

فالجواب على هذا: أن نقول:المحبة لها أسباب، والبغضاء لها أسباب، فابتعد عن أسباب البغضاء
وأكثر من أسباب المحبة ، فمثلاً إذا كنت أبغضت شخصاً لأنه عمل عملاً ما، فاذكر محاسنه حتى تزيل
عنك هذه البغضاء، وإلا ستبقى على ما أنت عليه من بغضائه، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
"لاَ يَفرك مؤمِن مؤمِنَة إِن كَرِهَ مِنهَا خُلُقَاً رَضيَ مِنهَا خُلُقاً آخر"
أي لا يبغض الرجل زوجته لأنها أساءت في خلق واحد، بل يقارن:إن كره خلقاً منها رضي منها خلقاً آخر.

كذلك المحبة: يذكر بقلبه ما يكون سبباً لمحبة الرجل من الخصال الحميدة والآداب العالية وما أشبه ذلك.

فالبغضاء لها سبب والمحبة لها سبب، فليفعل أسباب المحبة وليتجنب أسباب البغضاء.

5 - النهي عن التدابر،سواء بالأجسام أو بالقلوب.

التدابر بالأجسام بأن يولي الإنسان ظهره ظهر أخيه، لأن هذا سوء أدب،
ويدل على عدم اهتمامه به، وعلى احتقاره له، ويوجب البغضاء.

والتدابر القلبي بأن يتجه كل واحد منا إلى جهة أخرى،بأن يكون وجه هذا
يمين ووجه هذا شمال، ويتفرع على هذا:

وجوب الاجتماع على كلمة واحدة بقدر الإمكان، فلنقرب الهوة بيننا حتى نكون على هدف واحد ،
وعلى منهاج واحد، وعلى طريق واحد،وإلا حصل التدابر .

وانظر الآن الأحزاب الموجودة في الأمم كيف هم متدابرون في الواقع، كل واحد يريد
أن يقع الآخر في شرك الشر، لأنهم متدابرون.

فالتدابر حرام، ولا سيما التدابر في القلوب،لما يترتب عليه من الفساد.

6 - تحريم بيع الرجل على بيع أخيه، ومثاله سبق ذكره في الشرح.

ولكن هل يقال:إن شراء الإنسان على شراء أخيه كبيعه على بيع أخيه؟

فالجواب:نعم، إذ إن المعنى واحد، ومثال الشراء على شراء أخيه، أن يبيع زيد على عمرو سلعة بمائة،
فيذهب بكر إلى زيد- البائع - ويقول:أنا أشتريها منك بمائة وعشرين، فهذا حرام لما فيه من العدوان،
وإحداث العداوة والبغضاء والنزاع بين الناس.

7 - وجوب الأخوة الإيمانية، لقوله صلى الله عليه وسلم "وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوَانَاً".

ولكن كيف يمكن أن يحدث الإنسان هذه الأخوة؟

فالجواب:أن يبتعد عن كل تفكير في مساوئ إخوانه، وأن يكون دائماً يتذكر محاسن إخوانه،
حتى يألفهم ويزول ما في قلبه من الحقد.

ومن ذلك: الهدايا، فإن الهدية تُذهِب السخيمة وتوجب المودة.

ومن ذلك:الاجتماع على العبادات ولا سيما على الصلوات الخمس والجمع والأعياد،
فإن هذا يوجب المودة والأخوة، والأسباب كثيرة، والموانع كثيرة أيضاً، لكن يجب أن يدافع الموانع.

8 - أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر أن نكون إخواناً بيّن حال المسلم مع أخيه

9 - أن المسلم على المسلم حرام : دمه و ماله و عرضه.

10 - أن لا يجني عليه بأي جناية تريق الدم أو بأي جناية تنقص المال،سواء كان بدعوى ما ليس له أو بإنكار ما عليه.

11 - تحريم عرض المسلم، يعني غيبته،فغيبة المسلم حرام، وهي من كبائر الذنوب كما قال ابن عبد القوي في منظومته:

وقد قيل صغرى غيبة ونميمة وكلتاهما كبرى على نص أحمد

والغيبة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها: "ذكرك أخاك بما يكره في غيبته"
فإن كان في حضوره فهو سب وليس بغيبة، لأنه حاضر يستطيع أن يدافع عن نفسه،
وقد شبهها الله عزّ وجل بأكل لحم الميت تقبيحاً لها حتى لا يقدم أحد عليها.

واعلم أن الغيبة تختلف مراتبها باختلاف ما ينتج عنها، فغيبة الأمراء أعظم من غيبة عامة الناس،
لأن غيبتهم تؤدي إلى كراهتهم، وإلى التمرد عليهم، وإلى عدم تنفيذ أوامرهم التي يجب تنفيذها،
وربما تؤدي إلى الخروج المسلح عليهم، فيحصل بذلك من الشر ما الله به عليم.

كذلك أيضاً غيبة العلماء أشد من غيرهم، لأن غيبة العلماء تتضمن الاعتداء على أشخاصهم،
وتتضمن الاعتداء على ما يحملونه من الشريعة، لأن الناس إذا خف ميزان العالم عندهم لم يقبلوا منه.

ولذلك نحذر من أولئك القوم الذين أعتبرهم مفسدين في الأرض، فيأتون في المجالس يغتابون فلاناً وفلاناً،
مع أنك لو فكرت لوجدت عندهم من العيوب أكثر مما يعيبون به هذا الشخص، احذروا هؤلاء،
لا تركنوا إليهم وانبذوهم من مجالسكم نبذاً،لأنهم مفسدون في الأرض،سواء قصدوا أو لم يقصدوا،
فالفساد متى حصل فصاحبه مفسد،لكن مع نية الإفساد يكون ضرره أكثر وأعظم .

ففي قضية التشبه بالكفار أيضاً :

أن التشبه بهم متى حصل ولو بغير قصد التشبه ثبت حكمه،ومع نية التشبه يكون أعظم.

12 - أنه لا يحل ظلم المسلم بأي نوع من أنواع الظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "مَنْ تَعَدُّونَ المُفلِسَ فيكُم؟" قَالوا:
الذي لَيسَ عِندَهُ دِرهَم وَلاَ دينَار - أَو وَلاَ مَتَاع- قَالَ: "المُفلِس مَنْ يَأتي يَومَ القيامَةِ
بِحَسَنَات ٍأَمثَالِ الجِبَالِ، فَيَأَتي وَقَد ضَرَبَ هَذا، وَشَتَمَ هَذا، وَأَخَذَ مَالَ هَذا، فَيَأخُذُ هَذا
مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذا مِنْ حَسَنَاتِهِ،وَهَذا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِن لَمْ يَبقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيء
أُخِذَ مِنْ سَيئَاتِهِم فَطُرِحَ عَلَيهِ ثُمَ طُرِحَ في النَّارِ".

13 - وجوب نصرة المسلم، وتحريم خذلانه، لقوله: "وَلاَيَخذلهُ" ويجب نصر المسلم،سواء كان ظالماً أو مظلوماً،
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "انصُر أَخَاكَ ظَالِمَاً أَو مَظلُومَاً" قَالوا: يَارَسُول الله هَذا المَظلوم،
فَكَيفَ نَنصُرُ الظَالِمَ؟ قَالَ: "تَمنَعهُ مِنْ الظلم فَذلِكَ نَصرُكَ إيَّاهُ"
وأنت إذا منعته من الظلم فقد نصرته على نفسه، وأحسنت إليه أيما إحسان.

14 - وجوب الصدق فيما يخبر به أخاه، وأن لا يكذب عليه، بل ولا غيره أيضاً،لأن الكذب محرم حتى
ولو كان على الكافرين، لكن ذكره في حق المسلم لأن السياق في ذلك.

15 - تحريم احتقار المسلم مهما بلغ في الفقر وفي الجهل، فلا تحتقره، قال النبي صلى الله عليه وسلم
"رُبَّ أَشعَثَ أَغبَرَ مَدفوعٌ بالأَبوابِ لَو أَقسَمَ عَلَى اللهِ لأَبرَّهُ ".

أشعث أغبر لا يستطيع أن ينظف نفسه، مدفوع بالأبواب لا يُفتح له، وإذا فتح له أحد عرف أنه فلان رد الباب عليه،
فدفعه بالباب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لَو أَقسَمَ عَلَى اللهِ لأَبرَّهُ" فكيف تحتقر أخاك المسلم؟!.

ولعل يوماً من الدهر يكون أعلى منك، ولهذا قال الشاعر الجاهلي:

لا تهين الفقير علك أن تر كع يوماً والدهر قد رفعه

تركع يوماً: أي تذل، وهذا أمر مشاهد، كم من أناس كانوا فقراء في أول حياتهم
لا يؤبه لهم فصاروا قادة وصاروا أغنياء.

إذاً لا تحقر أخاك المسلم،حتى لو سألته عن مسألة كلٌّ يفهمها وهو لم يفهمها لا تحتقره،
فلعل الله يفتح عليه ويتعلم من العلم ما يكون به أعلم منك.

16 - أن التقوى محلها القلب، لقوله: "التَّقوَى هَاهُنَا،وَأَشَارَ إِلَى صَدرِهِ" يعني في قلبه.

17 - أن الفعل قد يؤثر أكثر من القول في المخاطبات، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بإمكانه أن يقول: التقوى في القلب،
لكنه قال: التقوى هاهنا وأشار إلى صدره، لأن المخاطب يتصور هذه الصورة ويتخيلها في ذهنه،
وقد مر علينا أمثلة من هذا من الصحابة وغيرهم.

18 - الرد على أولئك المجادلين بالباطل الذين إذا فعلوا معصية بالجوارح ونُهوا عنها قالوا: التقوى هاهنا ،
فما جوابنا على هذا الجدلي؟

جوابنا أن نقول: لو اتقى ما هاهنا لاتقت الجوارح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَة إِذَا صَلحَت صَلحَ الجَسَد كُلهُ،وَإِذا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُهُ أَلاَ وَهِيَ القَلب".

19 - عظمة احتقار المسلم، لقوله: "بِحَسبِ امرئ مِنَ الشَّرِِّأَن يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسلِم".

20- وجوب احترام المسلم في هذه الأمور الثلاثة: دمه وماله و عرضه،والله الموفق.


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:39
الحـــديث " السـادس والثلاثون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عَنْ أَبي هُرَيرَة رضي الله عنه عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤمِن كُربَةً مِن كُرَبِ الدُّنيَا نَفَّسَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِنْ كرَبِ يَوم القيامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ على مُعسرٍ يَسَّرَ الله عَلَيهِ في الدُّنيَا والآخِرَة، وَمَنْ سَتَرَ مُسلِمَاً سَتَرَهُ الله في الدُّنيَا وَالآخِرَة، وَاللهُ في عَونِ العَبدِ مَا كَانَ العَبدُ في عَونِ أخيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَريقَاً يَلتَمِسُ فيهِ عِلمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ بِهِ طَريقَاً إِلَى الجَنَّةِ، وَمَا اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِنْ بيوتِ اللهِ يَتلونَ كِتابِ اللهِ وَيتَدارَسونهَ بَينَهُم إِلا نَزَلَت عَلَيهُم السَّكينَة وَغَشيَتهم الرَّحمَة وحَفَتهُمُ المَلائِكة وَذَكَرهُم اللهُ فيمَن عِندَهُ،وَمَنْ بَطَّأ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بهِ نَسَبُهُ )

رواه مسلم.


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :


قوله"مَنْ نَفسَ" أي وسع.

وقوله "عَنْ مُؤمِنٍ كُربَةً" الكربة ما يكرب الإنسان ويغتم منه ويتضايق منه

"مِنْ كُربِ الدنيَا"أي من الكرب التي تكون في الدنيا وإن كانت من مسائل الدين،
لأن الإنسان قد تصيبه كربة من كرب الدين فينفس عنه.

"نَفَّسَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القيامَة"الجزاء من جنس العمل من حيث الجنس،
تنفيس وتنفيس،لكن من حيث النوع يختلف اختلافاً عظيماً،فكرب الدنيا لا تساوي شيئاً بالنسبة
لكرب الآخرة،فإذا نفس الله عن الإنسان كربة من كرب الآخرة كان ثوابه أعظم من عمله.


"يَومِ القيامَة" هو الذي تقوم فيه الساعة، وسمي بذلك لثلاثة أمور:

الأول:أن الناس يقومون فيه من قبورهم لله عزّ وجل،قال الله تعالى:
(يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)
(المطففين:6)

الثاني:أنه تقام فيه الأشهاد،كما قال الله تعالى:
(إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ)
(غافر:51)

الثالث:أنه يقام فيه العدل،لقول الله تعالى:
(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً)
(الانبياء: الآية47)


" وَمَنْ يَسَّرَ" أي سهل.

"عَلَى مُعسَر" أي ذي إعسار كما قال الله تعالى:
(وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة)
(البقرة: الآية280)

"يَسَّرَ اللهُ عَلَيهِ في الدُّنيَا وَالآخِرَة"
ويشمل هذا التيسير تيسير المال،وتيسير الأعمال، وتيسير التعليم
وغير ذلك،أي نوع من أنواع التيسير.

وهنا ذكر الجزاء في موضعين:

الأول: في الدنيا ، والثاني : في الآخرة.

"وَمَنْ سَتَرَ مُسلِمَاً"
أي أخفى وغطى،ومنه الستارة تخفي الشيء وتغطيه،
والمقصود ستر مسلماً ارتكب ما يعاب. إما في المروءة والخلق ،وإما في الدين والعمل، "سَتَرَهُ اللهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَة" .


"وَاللهُ في عَونِ العَبدِ مَا كَانَ العَبدُ في عَونِ أخيهِ"
يعني أنك إذا أعنت أخاك كان الله في عونك كما كنت تعين أخاك.
ويرويه بعض العوام: ما دام العبد في عون أخيه وهذا غلط، لأنك إذا قلت ما دام العبد في عون أخيه
صار عون الله لا يتحقق إلا عند دوام عون الأخ، ولم يُفهم منه أن عون الله للعبد كعونه لأخيه،فإذا قال:
ما دام العبد في عون أخيه عُلم أن عون الله عزّ وجل كعون الإنسان لأخيه.

وما دام هذا اللفظ هو اللفظ النبوي فلا يعدل عنه.

"وَمَنْ سَلَكَ طَريقَاً"
أي دخله ومشى فيه.

"يَلتَمِسُ فيهِ عِلمَاً"
أي يطلب علماً.

"سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَريقَاً إِلَى الجَنَّةِ"
يعني سهل الله له هداية التوفيق بالطريق إلى الجنة،
والمراد بالعلم هنا علم الشريعة وما يسانده من علوم العربية والتاريخ وما أشبه ذلك.

أما العلوم الدنيوية المحضة كالهندسة وشبهها فلا تدخل في هذا الحديث، لكن هل هي مطلوبة أو لا؟

يأتي إن شاء الله في الفوائد.

والجنة: هي الدار التي أعدها الله تعالى لأوليائه المتقين،فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت
ولا خطر على قلب بشر وأوصافها وأوصاف ما فيها من النعيم موجود في الكتاب والسنة بكثرة.

"وَمَا اجتَمَعَ قَومٌ في بَيتٍ مِنْ بيوتِ اللهِ"
وبيوت الله هي المساجد، فإن المساجد هي بيوت الله عزّ وجل،كما قال الله تعالى:
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ*
رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ
يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) [النور:37،36].


"يَتلونَ كِتَابَ الله"
أي يقرؤونه لفظاً ومعنى.

أما اللفظ فظاهر،وأما المعنى : فالبحث في معاني القرآن

"وَيَتَدَارَسونَهُ بَينَهُم"
أي يدرس بعضهم على بعض هذا القرآن.

"إِلا نَزَلَت عَلَيهم السَّكينَة"
أي طمأنينة القلب،وانشراح الصدر

"وَغَشيَتهم الرَّحمَة"
أي غطتهم، والرحمة هنا يعني رحمة الله عزّ وجل.

"وَحَفَّتهُم المَلائِكة"
أي أحاطت بهم إكراماً لهم.

"وَذكرهُم اللهُ فيمَن عِنده"
أي أن هؤلاء القوم الذين اجتمعوا في المسجد يتدارسون كلام الله عزّ وجل
يذكرهم الله فيمن عنده،وهذا كقوله تعالى في الحديث القدسي: "من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم"
فإذا ذكرت الله في ملأ بقراءة القرآن أو غيره فإن الله تعالى يذكرك عند ملأ خير من الملأ الذي أنت فيهم.

وَمَنْ بَطَّأ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرع بِهِ نَسَبُهُ
بطأ: بمعنى أخَّر، والمعنى: من أخره العمل لم ينفعه النسب،لقوله تعالى:
( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )(الحجرات: الآية13)
فإذا لم ينفع المرء أعماله لن ينفعه نسبه حتى ولو كان بمنزلة عالية من الوجاهة عند الناس .


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

من فــوائــــد هذا الحـديــث:

1- الحث على تنفيس الكرب عن المؤمنين، لقوله:
"مَنْ نَفَّس عَنْ مُؤمِن كُربَةً مِن كُرَبِ الدُّنيَا نَفَّسَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِنْ كُرَبِ يَوم القيامَةِ".

وهذا يشمل : كُرَب المال ، وكرب البدن، وكرب الحرب وغيرها فكل كربة تنفس بها
عن المؤمن فهي داخلة في هذا الحديث.

2 - أن الجزاء من جنس العمل،تنفيس بتنفيس،وهذا من كمال عدل الله عزّ وجل ولكن يختلف النوع،
لأن الثواب أعظم من العمل، فالحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف.

3 - إثبات يوم القيامة، لقوله: "نَفّسَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِنْ كُرَبِ يَوم القيامَةِ".

4 - أن في يوم القيامة كرباً عظيمة، لكن مع هذا والحمد لله هي على المسلم يسيرة،
لقول الله تعالى:
( وَكَانَ يَوْماً عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيراً)
(الفرقان: الآية26)
وقال الله عزّ وجل:
(عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ)
(المدثر:10)
وقال عزّ وجل:
( يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ)
[القمر:8]
أما المؤمن فإن الله عزّ وجل ييسره عليه ويخففه عنه والناس درجات، حتى المؤمنون يختلف
يسر هذا اليوم بالنسبة إليهم حسب ما عندهم من الإيمان والعمل الصالح.

5 - الحث على التيسير على المعسر،وأنه ييسر عليه في الدنيا والآخرة.

والمعسر تارة يكون معسراً بحق خاص لك،وتارة يكون معسراً بحق لغيرك،
والحديث يشمل الأمرين: "مَنْ يَسّرَ على مُعسَرٍ يَسّرَ الله عَلَيهِ" .

لكن إذا كان الحق لك فالتيسير واجب، وإن كان لغيرك فالتيسير مستحب،مثال ذلك:رجل يطلب
شخصاً ألف ريال،والشخص معسر،فهنا يجب التيسير عليه لقول الله تعالى:
(وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة)
[البقرة:280]
ولا يجوز أن تطلبه منه ولا أن تعرض بذلك،
ولا أن تطالبه عند القاضي لقوله تعالى
(وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة)
(البقرة: الآية280)
ومن هنا نعرف خطأ أولئك القوم الذين يطلبون المعسرين ويرفعونهم للقضاء ويطالبون بحبسهم،
وأن هؤلاء- والعياذ بالله - قد عصوا الله عزّ وجل ورسوله فإن الله تعالى يقول:
(وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَة) .

فإن قال قائل: ما أكثر أهل الباطل في الوقت الحاضر الذين يدعون الإعسار وليسوا بمعسرين،
فصاحب الحق لايثق بادعائهم الإعسار؟

فنقول:نعم، الأمانات اليوم اختلفت لا شك، وقد يدعي الإعسار من ليس بمعسر،
وقد يأتي بالشهود على أنه معسر،لكن أنت إذا تحققت أو غلب على ظنك أنه
معسر وجب عليك الكف عن طلبه ومطالبته.

أما إذا علمت أن الرجل صاحب حيلة وأنه موسر لكن ادعى الإعسار من أجل أن يماطل
بحقك فهنا لك الحق أن تطلب وتطالب، هذا بالنسبة للمعسر بحق لك.

أما إذا كان معسراً بحق لغيرك فإن التيسير عليه سنة وليس بواجب،اللهم إلا أن تخشى
أن يُساء إلى هذا الرجل المعسر ويحبس بغير حق وما أشبه ذلك،فهنا قد نقول بوجوب
إنقاذه من ذلك، ويكون هذا واجباً عليك مادمت قادراً.

6 -أن التيسير على المعسر فيه أجران: أجر في الدنيا وأجر في الآخرة.

فإن قال قائل: لماذا لم يذكر الدنيا في الأول: "مَنْ نَفّسَ عَنْ مُؤمِن كُربَةً مِن كُرَبِ الدُنيَا
نَفّسَ اللهُ عَنهُ كُربَةً مِنْ كُرَبِ يَوم القيامَةِ" فقط؟

قلنا : الفرق ظاهر، لأن من نفس الكربة أزالها فقط،لكن الميسر على المعسر فيه زيادة
عمل وهو التيسير، وفرق بين من يرفع الضرر ومن يحدث الخير.

فالميسر محدث للخير وجالب للتيسير، والمفرج للكربة رافع للكربة فقط، هذا والله أعلم
وجه كون الأول لا يجازى إلا في الآخرة، والثاني يجازى في الدنيا والآخرة.

7 - الحث على الستر على المسلم لقوله: "وَمَنْ سَتَرَ مُسلِمَاً سَتَرَهُ الله في الدُّنيَا وَالآخِرَة".

ولكن دلت النصوص على أن هذا مقيد بما إذا كان الستر خيراً، والستر ثلاثة أقسام:

القسم الأول:أن يكون خيراً.

والقسم الثاني: أن يكون شراً.

والقسم الثالث:لا يدرى أيكون خيراً أم شراً.

أما إذا كان خيراً فالستر محمود ومطلوب.

مثاله:رأيت رجلاً صاحب خلق ودين وهيئة- أي صاحب سمعة حسنة - فرأيته في خطأ وتعلم
أن هذا الرجل قد أتى الخطأ قضاءً وقدراً وأنه نادم، فمثل هذا ستره محمود ، وستره خير .

الثاني: إذا كان الستر ضرراً: كالرجل وجدته على معصية،أو على عدوان على الناس
وإذا سترته لم يزدد إلا شراً وطغياناً، فهنا ستره مذموم ويجب أن يكشف أمره لمن يقوم بتأديبه،
إن كانت زوجة فترفع إلى زوجها، وإن كان ولداً فيرفع إلى أبيه،
وإن كان مدرساً يرفع إلى مدير المدرسة، وهلم جرا.

المهم: أن مثل هذا لا يستر ويرفع إلى من يؤدبه على أي وجه كان،لأن مثل هذا إذا ستر
- نسأل الله السلامة- ذهب يفعل ما فعل ولم يبال.

الثالث:أن لا تعلم هل ستره خير أم كشفه هو الخير: فالأصل أن الستر خير،ولهذا يذكر في الأثر
( لأن أخطىء في العفو أحب إليّ من أن أخطىء في العقوبة) فعلى هذا نقول: إذا ترددت
هل الستر خير أم بيان أمره خير، فالستر أولى، ولكن في هذه الحال تتبع أمره، لا تهمله،
لأنه ربما يتبين بعد ذلك أن هذا الرجل ليس أهلاً للستر.

8 - أن الله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه،ففيه الحث على عون إخوانه من
المسلمين في كل ما يحتاجون إلى العون فيه حتى في تقديم نعليه له إذا كان يشق على صاحب
النعلين أن يقدمهما،وحتى في إركابه السيارة، وحتى في إدناء فراشه له إذا كان في بَرٍّ أو ما أشبه ذلك.

فباب المعونة واسع، والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

9 -علم الله عزّ وجل بأمور الخلق وأنه يعلم من نفس عن مؤمن كربة، ومن يسر على معسر،
ومن ستر مسلماً، ومن أعان مسلماً ، فالله تعالى عليم بذلك كله.

10 - بيان كمال عدل الله عزّ وجل، لأنه جعل الجزاء من جنس العمل،

وليتنا نتأدب بهذا الحديث
ونحرص على تفريج الكربات وعلى التيسير على المعسر،وعلى ستر من يستحق الستر،
وعلى معونة من يحتاج إلى معونة، لأن هذه الآداب ليس المراد بها مجرد أن ننظر فيها وأن نعرفها،
بل المراد أن نتخلق بها، فرسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ساقها من أجل أن نتخلق بها،
لا يريد منا أن نعلمها فقط، بل يريد أن نتخلق بها ولذلك كان سلفنا الصالح من الصحابة
رضي الله عنهم والتابعين - رحمهم الله - يتخلقون بالأخلاق التي يعلمهم نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم .


11- الحث على معونة أخيك المسلم، ولكن هذا مقيد بما إذا كان على بر وتقوى،لقول الله تعالى:
(وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى)
(المائدة: الآية2)
أما على غير البر والتقوى فينظر:

إن كان على إثم فحرام،لقوله تعالى:
(وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )
(المائدة: الآية2)

وإن كان على شيء مباح فإن كان فيه مصلحة للمعان فهذا من الإحسان،وهو داخل في عموم
قول الله تعالى:
( وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
[المائدة:93]
وإن لم يكن فيه مصلحة للمعان
فإن معونته إياه أن ينصحه عنه، وأن يقول: تجنب هذا، ولا خير لك فيه.

12 - أن الجزاء من جنس العمل، بل الجزاء أفضل، لأنك إذا أعنت أخاك كان الله في عونك،
وإذا كان الله في عونك كان الجزاء أكبر من العمل.

13 - الحث على سلوك الطرق الموصلة للعلم،وذلك بالترغيب فيما ذكر من ثوابه.

14 - الإشارة إلى النية الخالصة، لقوله : "يَلتَمِسُ فيهِ عِلمَاً" أي يطلب العلم للعلم،فإن كان طلبه رياءً
وهو مما يبتغى به وجه الله عزّ وجل كان ذلك إثماً عليه.

وما ذكر عن بعض العلماء من قولهم: ( طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله ) فمرادهم أنهم
في أول طلبهم لم يستحضروا نية كونه لله عزّ وجل ثم فتح الله عليهم ولا يظهر أنهم أرادوا
أنهم طلبوا العلم رياءً، لأن هذا بعيد لا سيما في الصدر الأول.

15 - إطلاق الطريق الموصل للعلم، فيشمل الطريق الحسي الذي تطرقه الأقدام، والطريق المعنوي الذي تدركه الأفهام.

الطريق الحسي الذي تطرقه الأقدام: مثل أن يأتي الإنسان من بيته إلى مدرسته، أو من بيته إلى مسجده،
أو من بيته إلى حلقة علم في أي مكان.

أما الذي تدركه الأفهام: فمثل أن يتلقى العلم من أهل العلم، أو يطالع الكتب،أوأن يستمع إلى الأشرطة وما أشبه ذلك.

16 - أن الجزاء من جنس العمل، فكلما سلك الطريق يلتمس فيه العلم سهل الله له به طريقاً إلى الجنة.

17 - أنه ينبغي الإسراع في إدراك العلم وذلك بالجد والاجتهاد، لأن كل إنسان يحب أن يصل إلى الجنة
على وجه السرعة، فإذا كنت تريد هذا فاعمل العمل الذي يوصل إليها بسرعة.

18 - أن الأمور بيد الله عزّ وجل، فبيده التسهيل، وبيده ضده، وإذا آمنت بهذا فلا تطلب التسهيل إلا من الله عزّ وجل.

19 -الحث على الاجتماع على كتاب الله عزّ وجل، ثم إذا اجتمعوا فلهم ثلاث حالات:

الحال الأولى:أن يقرؤوا جميعاً بفم واحد وصوت واحد، وهذا على سبيل التعليم لا بأس به،كما يقرأ
المعلم الآية ثم يتبعه المتعلمون بصوت واحد، وإن كان على سبيل التعبد فبدعة،
لأن ذلك لم يؤثر عن الصحابة ولا عن التابعين.

الحال الثانية:أن يجتمع القوم فيقرأ أحدهم وينصت الآخرون، ثم يقرأ الثاني ثم الثالث ثم الرابع وهلم جراً،
وهذا له وجهان:

الوجه الأول: أن يكرروا المقروء، فيقرأ الأول مثلاً صفحة، ثم يقرأ الثاني نفس الصفحة،
ثم الثالث نفس الصفحة وهكذا، وهذا لا بأس به ولا سيما لحفاظ القرآن الذين يريدون تثبيت حفظهم.

الوجه الثاني:أن يقرأ الأول قراءة خاصة به أو مشتركة، ثم يقرأ الثاني غير ما قرأ الأول،
وهذا أيضاً لا بأس به.

وكان علماؤنا ومشايخنا يفعلون هذا،فيقرأ مثلاً الأول من البقرة، ويقرأ الثاني الثمن الثاني،
ويقرأ الثالث الثمن الثالث وهلم جراً، فيكون أحدهم قارئاً والآخرون مستمعين، والمستمع
له حكم القارىء في الثواب، ولهذا قال الله عزّ وجل في قصة موسى وهارون:
(قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا )
(يونس: الآية89)
والداعي موسى عليه السلام ،
كما قال الله تعالى:
(وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا
الْعَذَابَ الْأَلِيمَ* قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا)
[يونس:88-89]
قيل:إن موسى يدعو وهارون يؤمن ، ولهذا شرع للإنسان
المستمع لقراءة القارىء إذا سجد القارىء أن يسجد.

الحال الثالثة:أن يجتمعوا وكل إنسان يقرأ لنفسه دون أن يستمع له الآخرون،
وهذه هو الذي عليه الناس الآن، فتجد الناس في الصف في المسجد
كلٌّ يقرأ لنفسه والآخرون لا يستمعون إليه.

20- إضافة المساجد إلى الله تشريفاً لها لأنها محل ذكره وعبادته.

والمضاف إلى الله عزّ وجل إما صفة، وإما عين قائمة بنفسها، وإما وصف في عين قائمة بنفسها.

الأول الذي من صفات الله عزّ وجل كقدرة الله وعزة الله،وحكمة الله وما أشبه ذلك.

الثاني :العين القائمة بنفسها مثل: ناقة الله، مساجد الله، بيت الله، فهذا يكون مخلوقاً
من مخلوقات الله عزّ وجل لكن أضافه الله إلى نفسه تشريفاً وتعظيماً.

الثالث:أن يكون عين قائمة بنفسها ولكنها في عين أخرى مثل: روح الله كما قال الله عزّ وجل:
( فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا )
(التحريم: الآية12)
وقال في آدم:
(فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي )
(الحجر: الآية29)
فهنا ليس المراد روح الله عزّ وجل نفسه، بل المراد من الأرواح التي خلقها،
لكن أضافها إلى نفسه تشريفاً وتعظيماً.

21 - أن رحمة الله عزّ وجل تحيط بهؤلاء المجتمعين على كتاب الله، لقوله:
"وَغَشيتهم الرَّحمَةُ" أي أحاطت بهم من كل جانب كالغشاء وهو الغطاء يكون على الإنسان.

23 - أن حصول هذا الثواب لا يكون إلا إذا اجتمعوا في بيت من بيوت الله،لينالوا بذلك شرف المكان،
لأن أفضل البقاع المساجد.

24 - تسخير الملائكة لبني آدم، لقوله: "حَفَّتهم المَلائِكة" فإن هذا الحف إكرام لهؤلاء التالين لكتاب الله عزّ وجل.

25- إثبات الملائكة،والملائكة عالم غيبي، كما سبق الكلام عليهم في شرح حديث جبريل عليه السلام.

26 - أن الله عزّ وجل بأعمال العباد، لقوله: "وَذَكَرَهُمُ اللهُ فيمَن عِنده" جزاء لذكرهم ربهم عزّ وجل بتلاوة كتابه.

27 - أن الله عزّ وجل يجازي العبد بحسب عمله، فإن هؤلاء القوم لما تذاكروا بينهم،
وكان كل واحد منهم يسمع الآخر،ذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة تنويهاً بهم ورفعة لذكرهم.

وفي الحديث الصحيح أن الله تعالى قال: "أَنَا عِند ظَنِّ عَبدي بي، وَأَنَا مَعَهُ،إِذَا ذَكَرَني في نَفسِهِ
ذَكَرتهُ في نَفسي،وَإِن ذَكَرَني في مَلأ ذَكَرتهُ في مَلأ خير مِنهُم" .

28 - أن النسب لا ينفع صاحبه إذا أخره عن صالح الأعمال لقوله: "مَن بطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ" يعني أخَّره "لَم يُسرِع بِهِ نَسَبُهُُ".

فإن لم يبطىء به العمل وسارع إلى الخير وسبق إليه، فهل يسرع به النسب؟

فالجواب:لا شك أن النسب له تأثير وله ميزة، ولهذا نقول : جنس العرب خير من غيرهم
من الأجناس، وبنو هاشم أفضل من غيرهم من قريش،كما جاء في الحديث
"إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة،واصطفى من كنانة قريشاً،
واصطفى من قريش بني هاشم،واصطفاني من بني هاشم"
وقال "خياركم في الإسلام خياركم في الجاهلية إذا فقهوا".

فالنسب له تأثير ، لذلك تجد طبائع العرب غير طبائع غيرهم،فهم خير في الفهم،
وخير في الجلادة وخير في الشجاعة وخير في العلم ، لكن إذا أبطأ بهم العمل صاروا شراً من غيرهم.

انظر إلى أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم ماذا كانت أحواله؟

كانت أحواله أن الله تعالى أنزل فيه سورة كاملة
(تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ *
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ)
[المسد:1-5].

29 - أنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بنسبه وأن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى والله الموفق.

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:41
الحـــديث " السـابع والثلاثون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم
فِيْمَا يَرْوِيْهِ عَنْ رَبِّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى أَنَّهُ قَالَ:


(إِنَّ الله كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ؛ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ
فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً،وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إِلىَ أَضْعَاف كَثِيْرَةٍ.

وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً،وَإِنْ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً)



رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ في صَحِيْحَيْهِمَا بِهَذِهِ الحُرُوْفِ.



http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :


قوله"فيمَا يَرويهِ عَنْ رَبِّهِ"
يسمى هذا الحديث عند العلماء حديثاً قدسياً.


وقوله "كَتَبَ"
أي كتب وقوعها وكتب ثوابها، فهي واقعة بقضاء الله وقدره
المكتوب في اللوح المحفوظ، وهي أيضاً مكتوب ثوابها كما سيبين في الحديث.

أما وقوعها: ففي اللوح المحفوظ.

وأما ثوابها: فبما دل عليه الشرع.


"ثُمَ بَيَّنَ ذَلِك"
أي فصله

"فَمَن هم بِحَسَنةٍ فَلَم يَعمَلهَا كَتَبَهَا اللهُ عِندَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً"
والمهم هنا ليس مجرد
حديث النفس، لأن حديث النفس لا يكتب للإنسان ولا عليه، ولكن المراد عزم على
أن يفعل ولكن تكاسل ولم يفعل، فيكتبها الله حسنة كاملة.

فإن قيل: كيف يثاب وهو لم يعمل؟

فالجواب: يثاب على العزم ومع النية الصادقة تكتب حسنة كاملة.

واعلم أن من هم بالحسنة فلم يعملها على وجوه:

الوجه الأول:أن يسعى بأسبابها ولكن لم يدركها، فهذا يكتب له الأجر كاملاً، لقول الله تعالى:

( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )
(النساء: الآية100)

وكذلك الإنسان يسعى إلى المسجد ذاهباً يريد أن يصلي صلاة الفريضة قائماً ثم يعجز
أن يصلي قائماً فهذا يكتب له أجر الصلاة قائماً، لأنه سعى بالعمل ولكنه لم يدركه.

الوجه الثاني:أن يهم بالحسنة ويعزم عليها ولكن يتركها لحسنة أفضل منها،
فهذا يثاب ثواب الحسنة العليا التي هي أكمل، ويثاب على همه الأول للحسنة الدنيا،
ودليل ذلك أن رجلاً أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة،وقال:
يا رسول الله إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس؟
فقال: "صَلِِّ هَاهُنَا" فكرر عليه، فقال له "شَأنُكَ إذاً" فهذا انتقل من أدنى إلى أعلى.

الوجه الثالث:أن يتركها تكاسلاً، مثل أن ينوي أن يصلي ركعتي الضحى،فقرع عليه
الباب أحد أصحابه وقال له:هيا بنا نتمشى،فترك الصلاة وذهب معه يتمشى،فهذا يثاب
على الهم الأول والعزم الأول، ولكن لا يثاب على الفعل لأنه لم يفعله بدون عذر،
وبدون انتقال إلى ما هو أفضل.

"وَإِن هَمَّ بِهَا فَعمَلَهَا"
تكتب عشر حسنات - والحمد لله - ودليل هذا من القرآن
قول الله تعالى:
(مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
(الأنعام:160)


" كَتَبَهَا اللهُ عِندَهُ عَشرَ حَسَنَاتٍ"
هذه العشر حسنات كتبها الله على نفسه ووعد به وهو لا يخلف الميعاد

"إلى سَبعمَائةِ ضِعف"
وهذا تحت مشيئة الله تعالى، فإن شاء ضاعف إلى هذا، وإن شاء لم يضاعف.

"إلى أَضعَافٍ كَثيرةٍ" يعني أكثر من سبعمائة ضعف.

"وَإِن هَمَّ بِسَيئةٍ فَلَم يَعمَلهَا كَتَبَهَا اللهُ عِندَهُ حَسَنةً كَامِلَةً"
ولهذا قال الله عزّ وجل:
( كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)
(الأنعام: الآية54)
وقال الله تعالى في الحديث القدسي:
"إِنَّ رَحْمَتِيْ سَبَقَتْ غَضَبِيْ" وهذا ظاهر من الثواب على الأعمال، والجزاء على الأعمال السيئة.

قال النووي - رحمه الله - :

فانظر يا أخي وفقنا الله وإياك إلى عظيم لطف الله تعالى، وتأمل هذه الألفاظ

"عِندَهُ"
إشارة إلى الاعتناء بها.



"كَامِلَةً"
إشارة إلى الاعتناء بها.

وقوله: "كَامِلَةً"
للتأكيد وشدة الاعتناء بها.

وقال في السيئة التي هم بها ثم تركها كَتَبَهَا اللهُ عِندَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فأكدها بكاملة
وإن عملها كتبها سيئة واحدة، فأكد تقليلها بواحدة، ولم يؤكدها بكاملة، فلله الحمد والمنة،
سبحانه لا نحصي ثناءً عليه ، وبالله التوفيق.

هذا تعليق طيب من المؤلف - رحمه الله - .


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

من فــوائــــد هذا الحـديــث:


1- رواية النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه،وما رواه عن ربه في الأحاديث القدسية:
هل هو من كلام الله عزّ وجل لفظاً ومعنى، أو هو كلام الله معنى واللفظ من الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

اختلف المحدثون في هذا على قولين، والسلامة في هذا أن لا تتعمق في البحث في هذا،
وأن تقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عزّ وجل وكفى .

2 - اثبات كتابة الحسنات والسيئات وقوعاً وثواباً وعقاباً، لقوله إن الله كتب الحسنات والسيئات.

3 - أن الحسنات الواقعة والسيئات الواقعة قد فرِغ منها وكتبت واستقرت.

ولكن ليس في هذا حجة للعاصي على معاصي الله، لأن الله تعالى أعطاه سمعاً وبصراً
وفهماً وأرسل إليه الرسل، وبيّن له الحق وهو لا يدري ماذا كُتِبَ له في الأصل،
فكيف يقحم نفسه في المعاصي،ثم يقول: قد كتبت عليَّ، لماذا لم يعمل بالطاعات ويقول: قد كتبت لي؟‍‍ ‍!!

فليس في هذا حجة للعاصي على معصيته:

أولاً: للدليل الأثري، وثانياً: للدليل النظري.

أما الأثري: فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال للصحابة: "مَا مِنكُم مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ كُتِبَ مَقعَدهُ مِنَ الجَنةِ وَالنَّار"
قَالوا:يَا رَسُول الله أَفَلا نَدع العَمَلَ وَنَتَّكِلَ عَلَى الكِتَابِ الأَولِ ؟ قَالَ: "لاَ، اعمَلوا فَكل ميسر لِمَا خُلِقَ لَهُ"
هذا دليل، يعني لا تعتمد على شيء مكتوب وأنت لا تدري عنه "اعمَلوا فَكل ميسرٍ لِمَا خُلِقَ لَهُ،
أَمَّا أَهلُ السعَادَةِ فَيُيَسّرونَ لِعَمَلِ أَهلِ السَّعَادَةِ،وَأَمَا أَهَلُ الشَّقَاوَةِ فَيُيَسَّرونَ لِعَمَلِ أَهلِ الشَّقَاوَةِ،
ثُمَ تَلاَ قَولَهُ تَعالَى:

(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى* وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى*
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)"
[الليل:5-10].

فهذا دليل أثري، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقطع الاتكال على ما كتب وأن نعمل.

أما الدليل النظري العقلي فيقال لهذا الرجل: ما الذي أعلمك أن الله كتبك مسيئاً؟
هل تعلم قبل أن تعمل الإساءة؟

الجواب:لا،كلنا لا نعلم المقدور إلا إذا وقع، فلا حجة عقلية ولا حجة أثرية.

4 - إثبات أفعال الله عزّ وجل لقوله: "كَتَبَ" وسواء قلنا إنه أمر بأن يكتب، أو كتب بنفسه عزّ وجل.

وهذه المسألة اختلف فيها الناس،وليس هذا موضع ذكر الاختلاف،لأن كلامنا على شرح الحديث.

والذي عليه أهل السنة والجماعة: أن صفات الله عزّ وجل: فعلية متعلقة بمشيئته، وذاتية لازمة لله.

5 - عناية الله عزّ وجل بالخلق حيث كتب حسناتهم وسيئاتهم قدراً وشرعاً.

6 - أن التفصيل بعد الإجمال من البلاغة، يعني أن تأتي بقول مجمل ثم تفصله،
لأنه إذا أتى القول مجملاً تطلعت النفس إلى بيان هذا المجمل،فيأتي التفصيل والبيان
وارداً على نفس مشرئبة مستعدة، فيقع منها موقعاً يكون فيه ثبات الحكم.

7 - فضل الله عزّ وجل ولطفه وإحسانه أن من هم بالحسنة ولم يعملها كتبها الله حسنة،
والمراد بالهم: العزم، لا مجرد حديث النفس، لأن الله تعالى عفا عن حديث النفس لا للإنسان ولا عليه.

وسبق شرح أحوال من هم بالحسنة ولم يعملها فليرجع إليه.

8 - مضاعفة الحسنات، وأن الأصل أن الحسنة بعشر أمثالها، ولكن قد تزيد إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة.

ومضاعفة ثواب الحسنات تكون بأمور ، منها:

الأول: الزمان، مثاله: قول النبي صلى الله عليه وسلم في العشر الأول من ذي الحجة
"مَا مِنْ أَيَّام العَمَلُ الصَّالِحُ فِيْهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشر قَالوا:
ولاَ الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ، قَالَ: وَلا الجِهَادُ في سَبيلِ الله" هذا عظم ثواب العمل بالزمن.

ومن ذلك قوله تعالى:
(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
(القدر:3)

الثاني: باعتبار المكان، ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"صَلاَةٌّ في مَسجِدي هَذا أَفضَلُ مِنْ أَلفِ صَلاَة فيمَا سِواهُ إِلاَّ مَسجِدِ الكَعبَة"

الثالث: باعتبار العمل فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي
"مَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيْ بِشَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مَمَّا افتَرَضْتُ عَلَيْهِ" فالعمل الواجب أفضل من التطوع.

الرابع: باعتبار العامل قال النبي صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد وقد وقع بينه وبين
عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهما- ما وقع "لاَ تَسِبوا أَصحَابي،فوالذي نَفسي بيَدِهِ
لَو أَنفَقَ أَحَدُكُم مِثلَ أُحُدٍ ذَهَباً مَا بَلَغَ مَد أَحَدِكُم ولاَ نصيفَهُ" .

وهناك وجوه أخرى في المفاضلة تظهر للمتأمل و متدبر الأدلة.

أيضاً يتفاضل العمل بالإخلاص، فلدينا ثلاثة رجال: رجل نوى بالعمل امتثال أمر الله عزّ وجل
والتقرب إليه،وآخر نوى بالعمل أنه يؤدي واجباً، وقد يكون كالعادة،
والثالث نوى شيئاً من الرياء أو شيئاً من الدنيا.

فالأكمل فيهم: الأول، ولهذا ينبغي لنا ونحن نقوم بالعبادة أن نستحضر أمر الله بها،
ثم نستحضر متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيها،حتى يتحقق لنا الإخلاص والمتابعة.

9 - أن من هم بالسيئة ولم يعملها كتبها الله حسنة كاملة، وقد مر التفصيل في ذلك أثناء الشرح،
فإن هم بها وعملها كتبها الله سيئة واحدة.

ولكن السيئات منها الكبائر والصغائر،كما أن الحسنات منها واجبات وتطوعات
ولكلٍ منهما الحكم والثواب المناسب، والله الموفق.


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:42
الحـــديث " الثــامن والثلاثون "

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

(عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم :

(إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِيْ لأُعِيْذَنَّهُ )

رواه البخاري.




http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

مـعنى الحـــديــث :

هذا حديث قدسيّ كالذي سبقه، وقد تكلمنا على ذلك.

قوله"مَنْ عَادَى لِي وَليَّاً"

أي اتخذه عدواً له، ووليُّ الله عزّ وجل بيَّنه الله عزّ وجل
في القرآن، فقال:

(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس:62-63].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- من كان مؤمناً تقياً كان لله وليَّاً أخذه من الآية:

(الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)
[يونس:63]

والمقصود بالولاية :
القرب من الله جل وعلا بالطاعات والبعد والكف عن المعاصي ،
فمن تقرب من الله أطاع الله عز وجل وكف عن المعاصي فهو ولي من أولياء الله ،
والولاية هنا درجات تبدأ بعمل الواجبات الأساسية ومن ثم كلما ارتقى الإنسان بعمل النوافل والمستحبات ارتقى في درجات الولاية ،
وليس كما يفهم بعض الناس أن الولاية درجة لسقوط التكاليف الشرعية عن الإنسان !!، بل العكس هو الصحيح !
أنه كل ما زادت عبادة الإنسان لله عز وجل ازداد قربا وولاية من الله سبحانه وتعالى .

وقوله "فَقَدْ آذَنْتُهُ ِبالحَرْبِ"
أي أعلنت عليه الحرب، وذلك لمعاداته أولياء الله .. وهذا يدل على عظمة الذنب الشديد الذي تعامل به هذا الإنسان لأنه استوجب حرب الله عليه !


"وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ"
ولكن الفرائض
تختلف كما سنبين إن شاء الله في الفوائد، إنما جنس الفرائض أحب إلى الله من جنس النوافل.


"وَلاَ يَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ"
لايزال:هذا من أفعال الاستمرار،
أي أنه يستمر يتقرب إلى الله تعالى بالنوافل حتى يحبه الله عزّ وجل،
و (حتى) هذه للغاية، فيكون من أحباب الله .
والنوافل متعددة وكثيرة وهي لا حصر لها كنوافل الصلاة ، نوافل الصيام ، نوافل قراءة القرآن ، نوافل الإنفاق ،
نوافل نفع الآخرين بالبدن ، نوافل نفع الآخرين بالمال ، نفع الآخرين بالتفكير والرأي ،
نفع الآخرين بالدلالة على الخير ، نفع الآخرين بالدعاء لهم ... وغيرها كثير !

"فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِيْ بِهَا"

"كُنْتُ سَمْعَهُ"
من المعلوم أن الحديث ليس على ظاهره،
لأن سمع المخلوق حادث ومخلوق وبائن عن الله عزّ وجل، فما معناه إذن؟

قيل:
معناه أن الإنسان إذا كان وليّاً لله عزّ وجل وتذكر ولاية الله حفظ سمعه،
فيكون سمعه تابعاً لما يرضي الله عزّ وجل.

وكذلك يقال في بصره، وفي: يده، وفي: رجله.

وقيل:
المعنى أن الله يسدده في سمعه وبصره ويده ورجله، ويكون المعنى:
أن يُوفّق هذا الإنسان فيما يسمع ويبصر ويمشي ويبطش. وهذا أقرب،
أن المراد: تسديد الله تعالى العبد في هذه الجوارح.
أي أن هذا الإنسان لا يسمع إلا ما يرضي الله فلا يستعمل سمعه إلا بما يرضي الله ولا يستعمل بصره إلا بما يرضي الله
فيبقي محفوظ من الله سبحانه وتعالى وكذلك بقية جوارحه ،

"وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأَعْطيَنَّهُ"
يعني إذا دعاني أو سألني سأستجيب له ،

"وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأعِيذَنَّهُ"
أي طلب مني أن أعيذه فأكون ملجأ له
والاستعاذة التي بها النجاة من المرهوب، وأخبر أنه سبحانه وتعالى
يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل ماسأل، ويعيذه مما استعاذ

http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

من فــوائــــد هذا الحـديــث:


1. أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب، لقوله: "فَقَدْ آذَنتُهُ بِالحَرْبِ" وهذه عقوبة خاصة على عمل خاص،
فيكون هذا العمل من كبائر الذنوب.

2. إثبات أولياء الله عزّ وجل، ولا يمكن إنكار هذا لأنه ثابت في القرآن والسنة،
ولكن الشأن كل الشأن تحقيق المناط، بمعنى: من هو الولي؟
هل تحصل الولاية بالدعوى أو تحصل بهيئة اللباس؟ أو بهيئة البدن؟

الجواب: لا، فالولاية بينها الله عزّ وجل بقوله:
(الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ)
[يونس:63]
فمن كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً.

واعلم أن ولاية الله عزّ وجل نوعان: عامة وخاصة.

فالعامة: ولايته على الخلق كلهم تدبيراً وقياماً بشؤونهم، وهذا عام لكل أحد، للمؤمن والكافر،
والبر والفاجر، ومنه قوله تعالى:
( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ*ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ)
[الأنعام:61-62].

وولاية خاصة: وهي ولاية الله عزّ وجل للمتقين، قال الله عزّ وجل:
(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)
(البقرة: الآية257)
فهذه ولاية خاصة وقال الله عزّ وجل:
(أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) [يونس:62-63].

فإن قال قائل: هل في ثبوت ولاية الله تعالى لشخص أن يكون واسطة بينك وبين الله
في الدعاء لك وقضاء حوائجك وما أشبه ذلك؟

فالجواب: لا، فالله تعالى ليس بينه وبين عباده واسطة، وأما ا لجاهلون المغرورون فيقولون:
هؤلاء أولياء الله وهم واسطة بيننا وبين الله. فيتوسلون بهم إلى الله أولاً ثم يدعونهم من دون الله ثانياً.

3 . إثبات الحرابة لله عزّ وجل، لقوله: "آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ" وقد ذكر الله تعالى ذلك في الربا
أيضاً فقال:
(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)
(البقرة: الآية279)

،
وذكر ذلك أيضاً في عقوبة قطاع الطريق:
(إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ
فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْض)
(المائدة: الآية33)


4. إثبات محبة الله وأنها تتفاضل، لقوله: "وَمَاتَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْته عَلَيْهِ".

5. أن الأعمال الصالحة تقرب إلى الله عزّ وجل، والإنسان يشعر هذا بنفسه إذا قام بعبادة
الله على الوجه الأكمل من الإخلاص والمتابعة وحضور القلب أحس بأنه قَرُبَ من الله عزّ وجل.
وهذا لايدركه إلا الموفقون، وإلا فما أكثر الذين يصلون ويتصدقون ويصومون،
ولكن كثيراً منهم لايشعر بقربه من الله، وشعور العبد بقربه من الله لاشك أنه سيؤثر في سيره ومنهجه.

6. أن أوامر الله عزّ وجل قسمان: فريضة، ونافلة. والنافلة: الزائد عن الفريضة،
ووجه هذا التقسيم قوله: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِليَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ.
ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ".

7. تفاضل الأعمال من حيث الجنس كما تتفاضل من حيث النوع. فمن حيث الجنس:
الفرائض أحب إلى الله من النوافل. ومن حيث النوع:الصلاة أحب إلى الله مما دونها
من الفرائض، ولهذا سأل ابن مسعود رضي الله عنه رسول الله : أي الأعمال - أو العمل -
أحب إلى الله؟ فقال: "الصَّلاةُ عَلَى وَقْتِهَا"

فالأعمال تتفاضل في أجناسها، وتتفاضل أجناسها في أنواعها، بل وتتفاضل أنواعها في أفرادها.
فكم من رجلين صليا صلاة واحدة واختلفت مرتبتهما ومنزلتهما عند الله كما بين المشرق والمغرب.

8. الحثّ على كثرة النوافل، لقوله تعالى في الحديث القدسي:
"وَلاَيَزَالُ عَبدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ".

9. أن كثرة النوافل سبب لمحبة الله عزّ وجل، لأن: (حتى) للغاية،
فإذا أكثرت من النوافل فأبشر بمحبة الله لك.

ولكن اعلم أن هذا الجزاء والمثوبة على الأعمال إنماهو على الأعمال التي جاءت على وفق الشرع،
فما كل صلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وما كل نافلة تقرّب إلى الله عزّ وجل،
أقول هذا لاتيئيساً ولكن حثّاً على إتقان العبادة وإكمال العبادة،
حتى ينال العبد الثواب المرتب عليها في الدنيا والآخرة.

ولذلك كثير من الناس يصلّون الصلوات الخمس والنوافل ولايحس أن قلبه نفر من المنكر،
أو نفر من الفحشاء، هو باقٍ على طبيعته. لماذا هل هو لنقص الآلة، أو لنقص العامل؟

الجواب: لنقص العامل.

10. أن الله تعالى إذا أحب عبداً سدده في سمعه وبصره ويده ورجله، أي في كل حواسه بحيث
لايسمع إلا ما يرضي الله عزّ وجل، وإذا سمع انتفع، وكذلك أيضاً لايطلق بصره إلا فيما يرضي
الله وإذا أبصر انتفع، كذلك في يده: لايبطش بيده إلا فيما يرضي الله، وإذا بطش فيما يرضي الله انتفع،
وكذلك يقال في الرِّجل.

11 . أن الله تعالى إذا أحب عبداً أجاب مسألته وأعطاه ما يسأل وأعاذه مما يكره،
فيحصل له المطلوب ويزول عنه المرهوب.

يحصل له المطلوب في قوله:
"وَلَئِنْ سَأَلَنِيْ لأُعْطِيَنَّهُ"
ويزول المرهوب في قوله:
"وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنَي لأُعِيذَنَّهُ".

فإن قال قائل: هل هذا على إطلاقه، أي أنه إذا سأل الإنسان أي شيء أجيب مادام متصفاً بهذه الأوصاف؟

فالجواب: لا، لأن النصوص يقيد بعضها بعضاً، فإذا دعا بإثم، أو قطيعة رحم، أو ظلماً لإنسان
فإنه لايستجاب له، حتى وإن كان يكثر من النوافل، حتى وإن بلغ هذه المرتبة العظيمة وهي:
محبة الله له فإنه إذا دعا بإثم، أو قطيعة رحم، أو ظلم فإنه لايستجاب له،
لأن الله عزّ وجل أعدل من أن يجيب مثل هذا.

12 . كرامة الأولياء على الله تعالى حيث كان الذي يعاديهم قد آذنه الله بالحرب.

13 . أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب، لأن الله تعالى جعل ذلك إذناً بالحرب. والله أعلم.


http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://www.lakii.com/vb/smile/12-69.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:42
الحديث التاسع والثلاثون





عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:





" إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ".





(حديث حسن رواه ابن ماجه والبيهقي وغيرهما)




شرح وفوائد الحديث





قوله صلى الله عليه وسلم :

((إن الله تعالى تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه))



أي تجاوز عنهم إثم الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ،

وأما حكم الخطأ والنسيان والمكره عليه فغير مرفوع ،

فلو أتلف شيئاً خطأ أو ضاعت منه الوديعة نسياناً ضمن ،

ويستثنى من الإكراه على لاالزنا والقتل فلا يباحان بالإكراه ،

ويستثنى من النسيان ما تعاطى الإنسان سببه فإنه يأثم بفعله لتقصيره.

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:44
الحديث الأربعون





عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمنكبي فقال:




" كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "




وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".

(رواه البخاري)





شرح وفوائد الحديث




قوله صلى الله عليه وسلم :

(( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))



أي لا تركن إليها ولا تتخذها وطناً ولا تحدث نفسك بالبقاء فيها ولا تتعلق منها إلا بما يتعلق الغريب به في غير وطنه الذي يريد الذهاب منه إل أهله ، وهذا معنى قول سلمان الفارسي رضي الله عنه



أمرني خليلي صلى الله عليه وسلم أن لا أتخذ من الدنيا إلا كمتاع الراكب.



وفي الحديث دليل على قصر الأمل وتقديم التوبة والاستعداد للموت فإن أمل فليقل إن شاء الله تعالى ، قال الله تعالى :



{ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله}

[الكهف:23-24].




قوله(وخذ من صحتك))



أمره صلى الله عليه وسلم أن يغتنم أوقات الصحة بالعمل الصالح فيها ، فإنه يعجز عن الصيام والقيام ونحوها لعلة تحصل من المرض والكبر.




وقوله صلى الله عليه وسلم :

(( ومن حياتك لموتك))،

أمره صلى الله عليه وسلم بتقديم الزاد.


وهذا كقوله تعالى:

{نظر نفسٌ ما قَدَّمتْ لِغدٍ}
[الحشر:18].


لا يفرط فيها حتى يدركه الموت فيقول :

{رب ارجعونِ لعلي أعمل صالحاً فيما تركت }

[المؤمنون:99:100].




وقال الغزالي رحمه الله تعالى :

ابن آدم بدنه معه كالشبكة يكتسب بها الأعمال الصالحة ،فإذا اكتسب خيراً ثم مات كفاه ولم يحتج بعد ذلك إلى الشبكة ، وهو البدن الذي فارقه بالموت ، ولا شك أن الإنسان إذا مات انقطعت شهوته من الدنيا واشتهت نفسه العمل الصالح لأنه زاد القبر ، فإن كان معه استغنى به وإن لم يكن معه طلب الرجوع منها إلى الدنيا ليأخذ منها الزاد ،

وذلك بعد ما أخذت منه الشبكة فيقال له:
هيهات قد فات!

فيبقى متحيراً دائماً نادماً على تفريطه في أخذ الزاد قبل انتزاع الشبكة .


فلهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :


وخذ من حياتك لموتك.

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:47
جزاك الله عنا كل خير

http://up.crezeman.com/images/57701244064229433844.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://up.crezeman.com/images/57701244064229433844.gif)

نوتا ضياء
مرور قيم احترمه
بارك الله فيكِ واسعدك فى الدارين
جعله الله في موازين حسناتك
جزاكـ الله خير
تحياتى
حبيبها انا

http://up.crezeman.com/images/81738021113291651379.gif (http://www.osama55.com/vb/r.php?ref=http://up.crezeman.com/images/81738021113291651379.gif)

حبيبها انا قبلك
22 - 04 - 2012, 23:47
تم بحمد الله

ندى العمر
23 - 04 - 2012, 01:00
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك الاسلام والمسلمين
مشكور على المجهود الرائع
اسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتك

http://www.tec-des.com/vb/mwaextraedit4/extra/11.gif

حبيبها انا قبلك
23 - 04 - 2012, 01:55
جزاك الله خير الجزاء
ونفع بك الاسلام والمسلمين
مشكور على المجهود الرائع
اسأل الله ان يجعله فى ميزان حسناتك

http://www.tec-des.com/vb/mwaextraedit4/extra/11.gif


http://up.crezeman.com/images/66034515344868363016.gif
ندى العمر
ياسميتنا
بارك الله فيكِ على المرور الطيب
الذى انتظره دائما
اشكر على الدعاء القيم
واسأل الله العظيم ان يمن عليكى بنعمة الصحة والعافية
اسعدالله حياتك بكل خير
واطيب امنياتى
حبيبها انا
http://up.crezeman.com/images/97810854521441383089.gif

هيام الحب
24 - 04 - 2012, 22:28
حبيبها انا


http://files2.fatakat.com/2010/10/1287251054.gif





http://www.w-tb.com/wtb/vb4/imgcache/222.imgcache.gif

حبيبها انا قبلك
25 - 04 - 2012, 00:07
حبيبها انا


http://files2.fatakat.com/2010/10/1287251054.gif





http://www.w-tb.com/wtb/vb4/imgcache/222.imgcache.gif




http://i252.photobucket.com/albums/hh15/eded6711/EDED/SEPARADO/6j261j.gif





موسوعة المنتدى


الجوهرة هيام الحب


دائمايسعدني تواجدك بصفحتي


واشكرك على الرد الرائع


وكلماتكِ العذبه


جزاك الله خيرا


ورزقكِ حسن الخاتمة


لك احترامي


حبيبها انا





http://i252.photobucket.com/albums/hh15/eded6711/EDED/SEPARADO/6j261j.gif


.