سندس حياتي
02 - 04 - 2012, 17:24
http://up.ta7a.com/t7/HPs42415.jpg
اعتدت على مر الايام .. بعد ان تغرق ابنتي الصغيرة في السبات
ان أغتسل وأرتدي أبهى ما لدي من ملابس .. وأتزين بأجمل الزينة
وأتعطر .. وأنتظر زوجي القادم من عمله في منتصف
الليل ..كعادته..
وريثما يحين وصوله .. ألقي نظرة أخيرة على البيت ..
ربما تركت فوضى في مكان ما ..لم أتنبه لها
بعد أن أعد له مايحب من الطعام .. وأتفنن في تشكيلها
.. ولا أنسى أن أضع له تلك الوردة الحمراء
التي اقتطفتها من الحوض الذي زرعته بيدي ...
وأقف بعيدا أتأمل تنسيق الطعام على الطاولة .. فالعين تأكل قبل الفم ..
كما كانت تردد والدتي بأستمرار على مسمعي ..
وأبتسم راضية ..
وأرمي بجسدي فوق اريكتي المفضلة مسترخية ..
حتى أشعر بالنعاس يتسلل إلي يحاول اغرائي بالنوم
فأقاومه بالتململ بمكاني وأختلاس النظر
لساعة الحائط التي تتحرك عقاربها بتثاقل..
سمعت صدى خطواته المتعبة .. على رخام الممشى الخارجي ..
فنهضت مسرعة نحو الباب ونظرت من العين السحرية ..
كان هو ..خفق قلبي وكأنني ألقاه لأول مرة .. فتحت الباب قبل ان يطرقه
وأشرق وجهي بأبتسامة مرحبة .. وأقتربت لأخطف منه قبلة ..
ولكنه صد عني ودخل وكأنه لم يراني ..
لم أستسلم .. طوقته بذراعي .. وأحتضنته
فدفعني بقوة ونفور لأول مرة منذ إحدى عشر عاما ..
حتى أرتطم ظهري بالحائط ورائي ..
أصابني الذهول .. وأحسست كأن سكينا تمزق قلبي ..
وألم شديد بمعدتي .. وأنعقد لساني وشلت أطرافي من الصدمة ..
أستجمعت قوتي ولحقت به للغرفة بخطى متثاقلة ..
أحاول حبس دموعي وبلع غصة تكاد تخنقني ...
كان يبدل ملابسه .. اقتربت أريد أن آخذها لأعلقها بمكانها ..
رفع يده محذرا .. مرددا بصوت قاسي لم أسمعه منه قط ..
اخرجي وأغلقي الباب اريد النوم..
سألته بصوت واهن .. ألا تأكل ؟ الطعام جاهز ..
رد باقتضاب .. اكلت خارجا ؟أريد ان ارتاح ..لاتزعجيني ..
خرجت من الغرفة لاأرى أمامي كأن ضبابا عم البيت .. ماذا هناك ..؟
تهاويت على اول كرسي.. مع الوجع الذي يعتصر قلبي .. والفراغ الذي غشى عقلي
والتشنج الذي سرى بذاتي كالشلل أعجزني ..
وأنهمرت دموعي كالشلال تغسل وجهي.. ماذا فعلت ؟؟
ماهناك ؟؟ لابد أن هناك خطبا ما ؟؟
زاد شعوري بالأختناق .. فخرجت للشرفة أحاول تنشق الهواء ..
كان يوما شديد البرودة من ايام الشتاء ..
تنفست بعمق .. ووقفت تحت المطر المنهمر فأمتزجت حباته مع دمعي تغسل همي
وتطفأ بعض نيران الحزن المتقد داخلي ...
سرت قشعريرة بجسدي فعدت استدفأ
بجسد ابنتي بعد أن غيرت ملابسي المبتلة
مستلقية بجانبها على سريرها الزهري ..
فتحت عيونها الناعسة وابتسمت وعانقتني وعادت لتغفو بحضني ..
ضممتها بقوة لصدري كأني أحاول أن أكتم صرخة ألم تكاد تنفجر داخلي ..
هجرني النوم .. وعيناي تحملق بسقف الغرفة .. في عمق الظلام ..
والأفكار الشريرة تتمرجح بعقلي .. مع شريط للذكريات تعبر فيه
تزوجته عن حب كبير .. عارضت الكبير والصغير ..
تقبلته كما هو .. بعيوبه الكبيرة والصغيرة .. جمّلت صورته أمام الكل ..
أداري أخطاؤه .. وأبرر هفواته .. وأكذب كل من ينقل لي خبرا او موقفا يسيء له ..
حتى مغامراته العاطفيه كنت أجد لها عذرا ..
ضج المنبه بالرنين فأتنفضت ناهضة أجمع أشلاء مشاعري الممزقة .. أيقظت أبنتي
وأرسلتها للمدرسة .. وأعدت القهوة
وأتجهت للغرفة لإيقاظه .. ولكنه لم يكن موجودا ...
لقد ذهب .. ولا أدري متى ؟؟ وكيف لم أشعر برحيله ؟؟؟
بلا شعور تفقدت خزانته ... فصعقني إنه أخذ ملابسه ..كانه الرحيل بلا عودة..
جلست على طرف السرير أنظر للأرض مفكرة ..
شاردة لاأدري ماأفعل ؟ أو ماذا اقول للآخرين .. وكيف أفسر كل هذا ؟؟
كان داخلي أحاسيس متضاربة .. وشعور مبهم لاأعيه .. وأنين وجع يأن بقلبي ..
يمزق صدري .. تمددت على السرير ..والدموع تسبقني لوسادتي ..
عاجزة حتى على التصديق ..
لاأدري كم مضى علي من الوقت لأفيق على جرس الباب يرن بألحاح ..
جررت نفسي جرا .. رأسي ثقيل .. وعيناي مشوشتا الرؤية .. وجسمي واهن
وفتحت الباب ..تفاجأت بشخص ما يحمل مغلفا .. سلمني إياه ورحل ..
أستلمته مستغربة .. ومندهشة .. فتحته .. وياصدمتي وحزني إنها ورقة طلاقي ..
ذهلت .. صارخة ياالله ..
ووضعت يدي على فمي كأني أمنع صرختي .. وبعدها لم أعد أدري ماالذي حصل ..
أستفقت على همهمة بجانبي وصوت بكاء ابنتي ودعاء أمي ..
حاولت التكلم فلم أستطع .. لقد أختفى صوتي .. وذبح قلبي
وهاهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ..
كنت أريد أن أعرف لما فعل هذا بي ؟؟
وماقصرت بحقه يوما ..
وجاءني الجواب كالصاعقة مزق ماتبقى من حطام روحي وكياني..
لقد تزوج زميلته وسافرا لإحدى دول الخليج يعملان هناك ..
دون أن يكلف نفسه عناء حتى السؤال عن ابنته ..
بقيت أشهرا مغلقه على نفسي أبواب الحياة وحتى الكلام ..
وبدون سابق إنذار ..ذات صباح أستيقظت وأنا اشعر برغبة للخروج
والبحث عن عمل .. وبدأ حياة جديدة بعيدا عن كل الرجااااال ....
بقلمي
سندوسة
اعتدت على مر الايام .. بعد ان تغرق ابنتي الصغيرة في السبات
ان أغتسل وأرتدي أبهى ما لدي من ملابس .. وأتزين بأجمل الزينة
وأتعطر .. وأنتظر زوجي القادم من عمله في منتصف
الليل ..كعادته..
وريثما يحين وصوله .. ألقي نظرة أخيرة على البيت ..
ربما تركت فوضى في مكان ما ..لم أتنبه لها
بعد أن أعد له مايحب من الطعام .. وأتفنن في تشكيلها
.. ولا أنسى أن أضع له تلك الوردة الحمراء
التي اقتطفتها من الحوض الذي زرعته بيدي ...
وأقف بعيدا أتأمل تنسيق الطعام على الطاولة .. فالعين تأكل قبل الفم ..
كما كانت تردد والدتي بأستمرار على مسمعي ..
وأبتسم راضية ..
وأرمي بجسدي فوق اريكتي المفضلة مسترخية ..
حتى أشعر بالنعاس يتسلل إلي يحاول اغرائي بالنوم
فأقاومه بالتململ بمكاني وأختلاس النظر
لساعة الحائط التي تتحرك عقاربها بتثاقل..
سمعت صدى خطواته المتعبة .. على رخام الممشى الخارجي ..
فنهضت مسرعة نحو الباب ونظرت من العين السحرية ..
كان هو ..خفق قلبي وكأنني ألقاه لأول مرة .. فتحت الباب قبل ان يطرقه
وأشرق وجهي بأبتسامة مرحبة .. وأقتربت لأخطف منه قبلة ..
ولكنه صد عني ودخل وكأنه لم يراني ..
لم أستسلم .. طوقته بذراعي .. وأحتضنته
فدفعني بقوة ونفور لأول مرة منذ إحدى عشر عاما ..
حتى أرتطم ظهري بالحائط ورائي ..
أصابني الذهول .. وأحسست كأن سكينا تمزق قلبي ..
وألم شديد بمعدتي .. وأنعقد لساني وشلت أطرافي من الصدمة ..
أستجمعت قوتي ولحقت به للغرفة بخطى متثاقلة ..
أحاول حبس دموعي وبلع غصة تكاد تخنقني ...
كان يبدل ملابسه .. اقتربت أريد أن آخذها لأعلقها بمكانها ..
رفع يده محذرا .. مرددا بصوت قاسي لم أسمعه منه قط ..
اخرجي وأغلقي الباب اريد النوم..
سألته بصوت واهن .. ألا تأكل ؟ الطعام جاهز ..
رد باقتضاب .. اكلت خارجا ؟أريد ان ارتاح ..لاتزعجيني ..
خرجت من الغرفة لاأرى أمامي كأن ضبابا عم البيت .. ماذا هناك ..؟
تهاويت على اول كرسي.. مع الوجع الذي يعتصر قلبي .. والفراغ الذي غشى عقلي
والتشنج الذي سرى بذاتي كالشلل أعجزني ..
وأنهمرت دموعي كالشلال تغسل وجهي.. ماذا فعلت ؟؟
ماهناك ؟؟ لابد أن هناك خطبا ما ؟؟
زاد شعوري بالأختناق .. فخرجت للشرفة أحاول تنشق الهواء ..
كان يوما شديد البرودة من ايام الشتاء ..
تنفست بعمق .. ووقفت تحت المطر المنهمر فأمتزجت حباته مع دمعي تغسل همي
وتطفأ بعض نيران الحزن المتقد داخلي ...
سرت قشعريرة بجسدي فعدت استدفأ
بجسد ابنتي بعد أن غيرت ملابسي المبتلة
مستلقية بجانبها على سريرها الزهري ..
فتحت عيونها الناعسة وابتسمت وعانقتني وعادت لتغفو بحضني ..
ضممتها بقوة لصدري كأني أحاول أن أكتم صرخة ألم تكاد تنفجر داخلي ..
هجرني النوم .. وعيناي تحملق بسقف الغرفة .. في عمق الظلام ..
والأفكار الشريرة تتمرجح بعقلي .. مع شريط للذكريات تعبر فيه
تزوجته عن حب كبير .. عارضت الكبير والصغير ..
تقبلته كما هو .. بعيوبه الكبيرة والصغيرة .. جمّلت صورته أمام الكل ..
أداري أخطاؤه .. وأبرر هفواته .. وأكذب كل من ينقل لي خبرا او موقفا يسيء له ..
حتى مغامراته العاطفيه كنت أجد لها عذرا ..
ضج المنبه بالرنين فأتنفضت ناهضة أجمع أشلاء مشاعري الممزقة .. أيقظت أبنتي
وأرسلتها للمدرسة .. وأعدت القهوة
وأتجهت للغرفة لإيقاظه .. ولكنه لم يكن موجودا ...
لقد ذهب .. ولا أدري متى ؟؟ وكيف لم أشعر برحيله ؟؟؟
بلا شعور تفقدت خزانته ... فصعقني إنه أخذ ملابسه ..كانه الرحيل بلا عودة..
جلست على طرف السرير أنظر للأرض مفكرة ..
شاردة لاأدري ماأفعل ؟ أو ماذا اقول للآخرين .. وكيف أفسر كل هذا ؟؟
كان داخلي أحاسيس متضاربة .. وشعور مبهم لاأعيه .. وأنين وجع يأن بقلبي ..
يمزق صدري .. تمددت على السرير ..والدموع تسبقني لوسادتي ..
عاجزة حتى على التصديق ..
لاأدري كم مضى علي من الوقت لأفيق على جرس الباب يرن بألحاح ..
جررت نفسي جرا .. رأسي ثقيل .. وعيناي مشوشتا الرؤية .. وجسمي واهن
وفتحت الباب ..تفاجأت بشخص ما يحمل مغلفا .. سلمني إياه ورحل ..
أستلمته مستغربة .. ومندهشة .. فتحته .. وياصدمتي وحزني إنها ورقة طلاقي ..
ذهلت .. صارخة ياالله ..
ووضعت يدي على فمي كأني أمنع صرختي .. وبعدها لم أعد أدري ماالذي حصل ..
أستفقت على همهمة بجانبي وصوت بكاء ابنتي ودعاء أمي ..
حاولت التكلم فلم أستطع .. لقد أختفى صوتي .. وذبح قلبي
وهاهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ..
كنت أريد أن أعرف لما فعل هذا بي ؟؟
وماقصرت بحقه يوما ..
وجاءني الجواب كالصاعقة مزق ماتبقى من حطام روحي وكياني..
لقد تزوج زميلته وسافرا لإحدى دول الخليج يعملان هناك ..
دون أن يكلف نفسه عناء حتى السؤال عن ابنته ..
بقيت أشهرا مغلقه على نفسي أبواب الحياة وحتى الكلام ..
وبدون سابق إنذار ..ذات صباح أستيقظت وأنا اشعر برغبة للخروج
والبحث عن عمل .. وبدأ حياة جديدة بعيدا عن كل الرجااااال ....
بقلمي
سندوسة