المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [you] إقرأ معي ، قصة ( العَربانة ) من تأليفي .؟؟



المرتاح
23 - 11 - 2011, 23:42
قصة ( العَرْبانه )
ج1
دفعت بعربتي، وأخذتُ أجرّها، وأجرجرها، كأني أُجرجر وراءها خيبة عُمر امتدّت إليه أُمنيات ضحلة ، أُمنيات لا تَتحسّن بل تزداد سُوءً بعد سُوء.. أتردد على سُوق المدينة ، أحمل أكياس وأشياء أخرى ، أرميها في القمامة .. أحملها من دكاكين ومحلات الخضار مُقابل ثمن بخس ، مائة بيسة ، عن كل حِمْلٍ ثقيل ، يكسر ظهري ويُقوّس عموده الفقري .. كانت القمامة أو حاوية المزابل القذرة ، تبعد عن السوق ، بمقدار 50 متر أو يزيد .. في كل صباح باكرٍ، أنظر إلى الحاوية الكبيرة، حاوية جمع القاذورات والأوساخ والقمامة العفنة، أنها مصدر رزقي الوحيد، وأنا أسعى جاهداً لأكون صديقاً قذراً مِثْلها، بعد أن صكّت كُل الأعمال في وجهي .. وحين أتساءل ، لماذا .؟ لا إجابة شافية، غير هذه.. رُبما قدركَ المنحوس أودَى بكَ أن تكون هذه الأمكنة التي لجأتَ إليها ، كنايةً تُذكّرك بأن الحياة لحظات مدّ وجزْر وصُعود ونُزول ، لا تتوقف عند حدّ مُعيّن ، ورُبما انكَ أول من استقبلتَ الحياة بوجهك ورُبّما تذكرك بأول رضْعةٍ من صدْر أمكَ ،تُذكّرك بأول جُرعةٍ من ثدْيها فانفطرتَ عليها ، لا اعرف مُجمل هذه الكنايات ، لكنّي أكاد أُجزم لا يقينَ فيه ، بأنّ أمّك قد ولّتْ بوجهكَ ناحية القمامة لحظة الولادة العَسيرة ، أو تكون قد نستْ أو تناستْ لحظتها بأن تُغيّر وجهتكَ شطراً آخر غير شطر القمامة..! رُبما ذاك سبب رئيس جعلك تُعظّم المزابل وتتعلّق بحاويات القمامة .. ترددتُ كثيراً كيف أردّ على محاور خفيّ ، لا أعرف كنهه .. ثم قلت بعد إلحاح داخلي : أمي ، لا اعتقد ذلك .. أعقبتُها بسكتة ، ثمّ أردفتُ ، إنني مُتيقنٌ أن أمي تُيمّم وجهها شطر القُبلة وتُصلي بصوت خافت وتفيض عينها بالدموع، كنت أرى ذلك وأنا في حُضنها، ارضع من صدْرها وأمتصّ حَلمتها بقوة مجنونة.. قد يكون الأمر مُثار علاقة خاصة غير تلك ، إذ كان بيتنا قُبالة مزبلة المدينة .. فرد الصوت قبل أن أُكَمّل .. رُبما أنت مُحقاً في هذه ..! وضعتُ يدي على وجهي احكّه بسبابتي كمن ينبش في شيء ..! لا زلتُ أتذكّر ذاكَ اليومَ ، يومَ أنْ رفض المَيْسورين وكِبَار رجال المدينة الاقتراب من هذا المكان ، ظنّا منهم ويقيناً من أعوانهم انه لا يصلح إلا لأمثالنا مكاناً نختبئ فيه ويضمّنا في أُسرةٍ محسوبة في تعداد وطنيتنا الكبيرة وهذه الأمكنة الجديدة هيَ أقرب إلى واقعنا المُعاش ، فالنّجَابةَ في فلسفة كِبَار الرّجال هيَ فضلٌ أُوتوا بها دون سِوَاهم .. قال الصوت وكأنه يوقضني من غفوة تفكيرٍ مُزرٍ : كُنْ انجدَ الناس ركّابٌ لِصَعابها ، بفكرٍ يرتقي إلى أَنْجدها ، سَامٍ لمعاليها ، إني أعلم يقيناً انكَ من مناجيبَ الرجال ذي نباهةٍ ونجابةٍ ، فاضلٌ على أترابكَ ، ونباتُك حسناً ، لكن اعلم حقاً أن الشّعر لا يأتي إلا من جودة شاعرية خلاّقة ..!

للقصة بقية ..

حنين الماضي
24 - 11 - 2011, 04:01
المرتاح


لك من الخيال الشئ الجميل ومن الحس الشئ الوفير


وقصتك جميله رغم انها تعبر عن حزن ويأس لذلك المسكين


لانه في بحر الحياه سمكه صغيره وليس بهامور من الهوامير


اتابع دائما مواضيعك بكل شوق


وفي انتظار بقيه القصه



تقبل مروري لصفحتك الراقيه

مليكة بالخليج
24 - 11 - 2011, 11:05
المرتــــــــاح
تحكي قصه وتتحدث عن اقدار الزمن
فكل شخص يجول في عالم مجهول
قادم له وهو عالم الغيب فالطفل لايدري
لاي عائلة سينتمي
و...و...و
بإنتظار بقية القصه
وتشكرات

المرتاح
24 - 11 - 2011, 15:53
المرتاح




لك من الخيال الشئ الجميل ومن الحس الشئ الوفير



وقصتك جميله رغم انها تعبر عن حزن ويأس لذلك المسكين



لانه في بحر الحياه سمكه صغيره وليس بهامور من الهوامير



اتابع دائما مواضيعك بكل شوق



وفي انتظار بقيه القصه





تقبل مروري لصفحتك الراقيه

شكراً عزيزيتي ..
ربي يحفظك .. قرأت ردك واعجبني . نعم هو كذلك..هكذا هي الحياة اليوم .!

المرتاح
24 - 11 - 2011, 15:55
المرتــــــــاح

تحكي قصه وتتحدث عن اقدار الزمن
فكل شخص يجول في عالم مجهول
قادم له وهو عالم الغيب فالطفل لايدري
لاي عائلة سينتمي
و...و...و
بإنتظار بقية القصه

وتشكرات


مليكة .. شكراً جزيلاً . نعم وهو كذلك . لك التحية .
يحفظك الله تعالي.

هيام الحب
26 - 11 - 2011, 01:59
قصة من وحي افكارك

لكنها قريبة الى الواقع المر الحزين

في زمن التعب والالام

استمر ولك مني المتابعة

سلمت يمينك

تقديري

المرتاح
26 - 11 - 2011, 11:31
قصة من وحي افكارك



لكنها قريبة الى الواقع المر الحزين


في زمن التعب والالام


استمر ولك مني المتابعة


سلمت يمينك



تقديري


شكراً لك اختي الفاضلة
ربي يحفظك ،وتمنى ان تكوني قارئة ومتابعة ..

المرتاح
26 - 11 - 2011, 11:38
ج 2

سمعتُ دربكة وطرق خُطواتٍ ، انظر في النّخلة التي توسطتْ طريقٌ مُؤدياً إلى قريتنا الصغيرة وهي تتمايل كأنها تلهب على وجهي ، تُخفّف حرارة الغضب المُتصاعدة إلى قمّة راسي .. أَمْعن النظر جيداً ، أُشخّصها ، أتفحّص النّحْلة وهي ترقص على شجرةٍ قُدّام بيتنا ، تتقافز على بتلات زهرتها.. كأنّها تُمنّيني بأكلةٍ شهيّة ، وتُؤكد بِرَقْصها وتقافزها على بِتْلة زهرتها بأنْ لا أعجل ، وكأني أحادثها .. أرغمَ كُل هذه العقبات الكَأْداء تُريديني أنْ لا أَعْجل ، فإنْ لم أعجل اليومَ فمتى أتعجّل وتأخذني السرعة إلى حقّي .؟ من سوف يستعجلني ويستحثّني إلى عُجالة تُرضيني .؟ متى سَيُرفرف جناحيّ فوق عَقباتها .؟! بكيتُ حين خنقتني الدّْمعة وخرجت كَأْدَاءْ ، في ضيقٍ وغيض ، عَبّ صَدري بتنفس عميقٍ ، أخرجتُ زفرتها مرة واحدة . ثم صمتُّ ولم أُكمّل .. وكأنّ ذاك الصوت يؤكد لي ، إنْ كُنت تُريد عاجلةَ أمرك عجّلنا لك فيها كيف تشاء وتُريد .. كانت سرعة الصوت كطوقٌ يخترق مَسمعي ، تنتفض طبلة أذني وتتمزق غشاء باطنها ، حككتُ عُثنونَ شُعيراتٍ نبتتْ تحت ذقني ، تلك عادة حفظتها مُنذ صِغري ، قِيْلَ عنها ، أنها كإشارة مُوحية إلى تعثّر حظّي .. شيء في داخلي يستحثّني لأندفع بقولٍ غير مُكترثٍ لعواقبه ، سأُلقيه على عواهنه ولو بأُسلوبٍ مُبالغ فيه ..! أحسستُ بقلبي يتقلّص ، تمتمتُ بتسبيح حفظتُ بعض عباراته عن ظهْر قلب ، دعكتُ بأصابعي مِسْباحٌ فتحركتا فُرضتا أصبعي وأنا أَدْعك حَبّات المَسْبحة بين السبّابة والإبهام ، وتمتمت بصوتٍ لا تسمعه إلا نفسي .. إنّهُم تَناثَوْا بينهم وأشاعوا أخبارهم ، أنْ لا قِيمة لنا وما صَلْفَ مُطالباتنا إلاّ كنُثار بقبقةٍ لا وَزْنَ لها غير نثْوَ سَوالفَ نبثّها بلا قِيْمةَ ولا مَعْنى ، أشبهَ بشجرة لا لِحَاء على قِشْرتها ..! كانَ هذا ذِكْرىَ من ماضٍ قاسٍ ، توقفت بُرهة .. ذهب الصوت ثمّ اختفى كُلّياً وبَقِيت لوحدي .. أتفكّر في كُل شيء ، يمر شريط ذكرياته أمام عيني ، بوضوح لا يقبل إنكاره .. عندها بدت قناعتي بالاستسلام إلى إيمانٍ يدفعني إلى تغيير سُلوكٍ وطنيٍ لا يحمل عدائية .. بدت خطوات الانتقال الجديد تتعثّر ، ثُمّ تتلاشى ، تُمزقني جِرَاحات الغصصَ المكلوم ، وبدا غُموض يسكنني . أتساءل ، إلى هذا الحَد تقفَ مصاعب الحياة نداً ، تُظهر كراهيتها على عائلتي .. بقيتُ واجماً أستعجمَ ما خَفيَ واسْتَبْهم عليّ .. مكلوماً بجراحات تُمزّق آثار وطنيّة سنين الاعتزاز المكاني والاعتداد بالنفس .. تلكم السنون رغْم حَمْلها شقاوة أيام مُرّة ، ذَكَرها لي أبي مرات كثيرةٍ وأنا ما زُلت صغيراً ، غضاً ، نظراً ، أمسك بعَجْوة التّمر ، أعصرها في راحة يدي ، ثُمّ ألْقيها في فمي ، مخافة أن يراها أبي ، فينتهرني ، لان أبي كان يُؤدّبني حتى في طريقة جلسة الأكل وآدابها ، تلك هيَ بعضاً من مناقبَ قِيم التأدّب يوم ذاك ، إذْ كانت تُعتبر من قوامة الصّبي ، ومُفردة رُجولية مُرتّبة على طريقة تربية أُسرية تُحافظ على مكانتها في بيئتها المكانية ، لا شيء أكثر مِمّا يُعرف في اعتداد التربية إلا أدب الصبيّ ، فينشأ على اعتدال واستقامة كما يتساوى الليل والنهار .. فإنْ وجد سواد ليالٍ دهمتْ أحدهم قامَ واستنفر ولا يدع حِمْله إلا وقد انزاح ما كان من ظُلْمةٍ على غيره ، وإن وجد نهاراً يسطع في بيئة ما ، حَمَد وشكر وهنّأ غيره عليها ، إلا أن الجراحات بدتْ في تزايدٍ كُلّما تشاكَل الناس في تعدٍّ ملحوظ على مُقدّراتهم ، أخفاها أعداؤهم المُتربّصين بغيض وحقد بغيضٍ منذ زمنٍ بعيد يتلونه وتلهج ألسنتهم بحروفها ، لكنهم يؤكدون بفذلكة إنشاءات التعابير الورقيّة ، قلّ فِعْلها وكثُر دسّها قريباً وبعيداً ، وصار الرجال هُم أعداء الرجال بأنفسهم ، فتداخلتْ عداوة بعضهم في حِقْد غيرهم ، فهشّمتهم ومزّقتهم تمزيقاً .. ومنْ يومئذٍ وأبي يُحمّلني أثقالها إلى أيامئذ وأنا أحمل أثقال وِزْر الهَمّ والغصص حتّى قضّتْ مَضْجعي ، أثقلتني سِنينها وأيامها ، ساعاتها ودقائقها ، بكل ما تحمله من وزْر استثنائي لهذه العائلة المَكلومة بغصص الذلّ والمَهانة .. المقرونة بطرّفات بيئتها المكانية المُقرفة ، وتُرّهات شراهة حقارة الزمن البائس ، وحدنا من استثنى قاعدة التوافق مع خط الزمن الحسنَ ، ذاك المتاع الزائف الذي يعيشه الآخرين ويتلذذون بمذاقه ..!

للقصة بقية ..

هيام الحب
26 - 11 - 2011, 23:09
مشكور اخ المرتاح

ننتظر البقية

ولكن لي تعليق بسيط ارجو المعذرة منه

احسست في ال ج 1

كلمات سهلة اسلوب سلس ومتماشي مع وضع المتحدث

عن نفسه في القصة وهو الرجل ذو الحظ القليل

ولكن في ال ج 2

اختلف قليلا بدات كلمات صعبة قليلا ليست بسيطة ككلمات رجل فقير ليس همه سوى العيش وان يقتات لقمة عيشه

يعني احسست فرق بالاسلوبين

وجهة نظري فقط لا غير

ولك الشكر بكل الاحوال

اتابع ...