المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جدلية الهدف والغاية



عبدالله اليعقوبي
12 - 10 - 2011, 13:03
غالباً ما كان يتذمر من حياته: الكثير من العمل، الكثير من الضرائب، الكثير من الضغوط. تباً له، كم كان غبياً! لم يكن هناك أى شىء ممتع أكثر من حياته. حتى يوم من الحزن كان يوماً معاشاً فى النهاية. أدرك ذلك الآن. الخسارة هى أنه لم يدرك ذلك على نحو مبكر. هاه! ولكنك لست أول من يشعر بهذا، يا سيدى العجوز. هذه هى كل المشكلة مع الموت: إنه يعود إلى الأسئلة الجوهرية بعد فوات الأوان. بش بابتسامة متقززة ثم ألقى نظرة على المرآة العاكسة. عكست له المرآة الصغيرة صورة رجل ميت مع وقف التنفيذ. ماذا كان رأيه حقاً بالموت فى أعماقه؟».. من أجواء رواية «... وبعد» للكاتب الفرنسى «غيوم ميسو»

لقد شدتني فلسفة غيوم في هذا الجزء من روايته ( ... وبعد )، وكأنه إسقاط مباشر عن ما نعانيه في بلداننا العربية من إحباط نفسي نعكسه على واقعنا بالتذمر من كل شئ حتى من الأشياء الجميلة التي تحيط بنا.
حتى يوم الحزن كان يوما معاشا؛ يا لها من فلسفة كونية وجودية تنطلق بنا للحديث عن ماهية ما نبحث عنه، هل نحن حقا نبحث عن السعادة؟
أم نبحث عن الحزن؟، وهل نحن مقتنعون بأننا نسعى بصدق نحو خلق السعادة؟
ما يشغل التفكير اليوم هو البحث المضني عن قوت الأبدان، وكأن الأرواح لا تجوع، والقلوب لا تظمأ، فحديثنا القائم عن فساد الحكومة وسرقاتها لا يعني سوى هذه الفلسفة الجسدية الخاوية من الروح.
حتى الثورات العربية أو ربيع العرب كما يحلو للكثيرين تسميته هو ربيعٌ بصورته الجسدية وإن تبادر في الوهلة الاولى أنه حمل الطابع الوجودي للحرية المزعومة، فأغلب الشعارات والتصريحات والمطالبات هي مطالبات لا تخرج عن إطار الجسد الطيني اللازب، وإن تعدته قليلا فهو عن التخوم البعيدة للروح.
لعل جيوم أراد أن يخبرنا بإسلوبه الفلسفي الفرنسي ، ولكني أعتقد آن جيوم ارسلها رسالة فلسفية مطلقة فانطلقت تسابق العقول وتعدت الأجساد.
همسة: ( يا حكومة ذنبك أنك تعتقدين أن الشعب مجرد بطون جائعة )
( يا شعب ذنبك أنك أعطيت الحكومة صورة مهزوزة عن ما أنت عليه بحق )

عبدالله اليعقوبي
إسكندرية 10/10/2011م*

الـعـمـيــــــــــــد
12 - 10 - 2011, 14:44
نامت الشعوب حين اعلنت الانظمة طغيانها
لتصحوا على ايادي الغرب تربت على اكتافها


/////////////

سيدي اليعقوبي :
تغيب دهرا فتأتي مثمرا
بقضايا تهز وجدان العروبة
وهموم الأمة التي كما قال فيها المتنبي

غايَةُ الدِّينِ أن تُحْفُوا شَوَارِبَكُمْ * يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِن جَهْلِهَا الأُمَمُ