الـعـمـيــــــــــــد
20 - 06 - 2011, 04:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير لمن أصبح
مساء الخير لمن أمسى
( زوجتك نفسي )
هي قصة مشتركة بيني وبين المشرفة الفاضلة ( حنين الماضي )
التي ما إن إقترحت عليها فكرة عمل قصة مشتركة تتكون من عدة فصول
حتى لبت النداء مشكورة .. وهو باب مفتوح لأي ثنائي أو مجموعة اعضاء يرغبون في تأليف قصة مشتركة تحكي عن واقع أو تحل مشكلة ما ...
( زوجتك نفسي ) قصة مزجت نفسها بين الحقيقة والواقع .. وحلم اليقظة والخيال
بين اثنين جمع بينهما توافق الرؤى والأفكار ولكن .. خلف الشبكة العنكبوتية ..
فهل تكون النهاية سعيدة أم غير ذلك
وقد تعمدنا ترك النهاية مبهمة حاليا إلى أن تتكشف تفاصيلها بخاتمة تضع حنين الماضي
توقيعها عليها ..
القصة من عدة فصول كما أسلفت وكل فصل نفتتحه في صفحة جديدة
كما نترك لكم حرية الردود على كل فصل من فصول القصة ..
قصة غريبة , أحداثها عجيبة تشبه لحد ما قصة من قصص ألف ليلة وليلة في أيامها الغابرة, ولكن بطريقة عصرية مغايرة ..
حدث ذات مساء ..
وكانت الحكاية .. هو و هي
كانت السماء تبتسم , والسحب شكلت ببياضها الثلجي هودج جميل تزين بأشرطة سحابيه متناثرة , ولبست السهول ثوبها الأخضر المعتاد لتستنشق الطبيعة عبق الزهور المنثورة في أرجاء المكان ..
أعطت نسمات الليل الباردة إشارة حسية للنجوم كي ترقص في الفضاء الرحب .. يزينها قرص فضي .. إنه القمر .. توأم بطلة حكايتنا ..
تحت ستار الليل دخلت صاحبة الفضيلة والنقاء إلى مسرح الخيال , والذي تمازج مع مرور الزمن بواقع الفصول الأربعة لتصب في بوتقة الحب
و لتبدأ معه الحكاية
_ فصل الغرام
_ فصل الشوق والانتظار
_ فصل الحنين ثم اللقاء
_ الفصل الرابع والأخير ( سنتعرف عليه في حينه )
الفصل الأول / بقلم : رحــــــــــــــال
فصل الغرام
أشواق .. فتاة عصفت بها السنون بأحداث تدمع لها عين حاسد , ويرجف لها قلب مشفق , فقد عاشت في وسط أسرة فقيرة لا تملك من حطام الدنيا شيء سوى كرامتها التي باتت عملة نادرة في زمن الانفلات المادي بشتى صوره , ولا عجب أن نرى فيها البساطة وعدم التكلف في تعاملها مع الآخرين ..
رآها حسن على صفحة الأيام وقد تمازج حديثها مع من حولها بصدق المشاعر.. فتبعث الإعجاب في نفس من يستمع لحديثها .. لفت انتباهها وجوده كان كالنسمة العابرة تتمازج في الهواء فيغير نمط حديث محدثه
بما يتمازج مع وجوده ويندمج في بوتقة من يدور في فلكه حتى لا يشعر الطرف الآخر بطغيان حديثه ..
طلب منها الوصال فاستجابت على أمل باللقاء قريب , وكاد الحلم ان يتبخر حين علم أن أن تقارب القلوب تفصله المسافات وليس ككل المسافات فهناك حدود تنام على ظهرها آلاف الكيلومترات ...
ولكن وصالها كان لها كالملطف لحرارة الجو الذي عاشه .. زارت عالمه وهي بعيدة عنه .. وزار عالمها الذي كان بحاجة لعراف متمرس كي يفك طلاسم الولوج إلى أبوابها المتعددة والمليئة بالصعاب , ولكن لا بأس فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ..
أخذ يعرفها بعالمه الصغير في ساحة خياله الكبير في حبه لمن ارادها زوجة له .. تعرفت على مجتمعه البسيط ..
هنا أسكن .. هنا أعمل .. هذا صديقي .. ذاك قريبي ..
حدثها عن إعجابه بها وكيف أنه تحول إلى غرام , وحدثته كيف عاشت أيامها تزهو بحلمها الجديد والذي استشعرت انه القلب النابض الذي ترقص على دقاته ..
بحثت عنك خلف أسوار الظلام .. في عالم النسيان .. وفي سجلات العالم المبهم بضبابية الأشياء , فوجدتك تمسكين بأول خيط من خيوط الصباح وبيدك الأخرى شعاع شمس توشك أن تأذن بالرحيل لتطبع قبلتها على خد المساء ..
هكذا كان حديثه معها مفعما بالحب وبأمل يخرج من رحم الألم , وكيف أنه كان يعيش زمن الصمت ..
كم هو غريب صمتي وصبري رغم اغتراب ذاتي إلا أنني متعلقة بأذيال فكري ..
فكري المحموم ببعدك عني وقربك رغم المسافة إلا أنني مجنونة بعشق يتنفس حروف من يهواه قلبي ..
غريب هو ذلك الذي يمتطي صهوة البحر ويضرب بقبضته قوة الموج ليبدد معها قطرات ماء تناثرت بلا حول لها ولا قوة ..
غريبة تلك اللحظات التي جمعتني بك على صفحات الشبكة العنكبوتية ليبقى للاتصال وصال بيننا .. يا نصف قمر ونصفك الآخر شمس تدفئني ومن خلفها موج يكاد يغرقني وريحا تعصف بهوى خيالاتي لتقف حائلا بين هذا وذاك , فمهما يكن من بعد فالشوق يقرب الخواطر لتبقى الذكرى أجمل مرسال بيننا .. هكذا كان رد أشواق وهكذا كان الوفاق ..
عشعش الحب في قلبين تماديا في طرح الغرام ..
قال لها : أتقبلين بي زوجا . قالت : نعم أقبل بدون تردد ..
فقال : إذن قولي ( زوجتك نفسي ) .. قالت : زوجتك قلبي .. زوجتك روحي .. زوجتك نفسي ..
هكذا بدأ أول فصل من الفصول الأربعة ( فصل الغرام )
لنبدأ معه فصل جديد عنوانه الشوق والانتظار
/////////////////////////////////////
{فصل الشوق والانتظار }
اشرقت شمس يوم جديد وتراقصت اشعة الشمس في حديقه اشواق الحب
تعانقت السحب في السماء .... وتلالات قطرات الندى فوق الازهار ....
استيقظت اشواق وكلها حب وشوق لحبيبها حسن .... ذلك الحبيب الذي ملكته الروح من غير ان تراه
رسم امام عينيها قصر العاشقين ... وعالم للمغرمين ...
قصر اسواره من حنين ... وابوابه للحب الدفين ... قصر عم فيه شذى المحبين
وحضنته بحضن المتعبين .... اتعبهم الشوق والانتظار ... ومتى ياترى سياتي النهار ؟؟؟
اتعبهم ذلك الظلام .... وهل سيرفع عنه الستار ؟؟؟؟
هل سيتبدد الحزن الى فرح وانتصار .... وتذوق لحلاوه النصر في الليل والنهار ؟؟؟
اسئله كثيرة مرت بخيال اشواق وهي تنتظر حبيبها على الشبكه العنكبوتيه ...
نعم .....فقد اتى يوم اللقاء بعد غياب طال بينهما ......
فتحت صفحتها والسعادة تملئ مبسمها الفتان ... هاقد دقت ساعه اللقاء ...
حبيبها حسن ياتي في موعده دائما بلا تاخير .... وتعيش معه اجمل قصص الاساطير ...
تطير في سماء العاشقين وهي ممسكه به ويحتضنها بصمت وانين .....
انتظرت .... وانتظرت ... ولم ياتي الحبيب ... ماذا حل به ياترى ؟؟؟؟؟
لمى لم ياتي ؟؟؟؟ حارت ودارت بها الافكار واصبحت كالطير المذبوح ....
يترنح بين الموت والحياه .... وتتصاعد انفاسه بقوه للخروج ...
اشواق ...... قلبها لم يستطيع الاستوعاب ... ااااااااااااااااااااااه حبيبي لمى البعاد ؟؟؟
تعال ارجوك لاتتركني وحيده في هذا الزمان .... ابكي الشوق والحرمان ....
تعال .... تعال ..... كانت تناديه من خلف جهازها الجامد ..... وهي لاتعلم متى سيعود ؟؟؟
وهل ياترى سيعود ...؟؟؟؟؟
بقيت لساعات تنتظر ..... وتتصنع له الاعذار .... وتقول ربما الاقدار اشغلته عني وسياتي قبل ان
ينتهي النهار .......
وبدات الشمس بالزوال ..... مبتسمه تودع حديقة اشواق على امل ان تعود لها في غد ملئ بالافراح
بكت اشواق وسالت دموعها على خديها المخمليتين ...
بكت حزن والم ... هل نسيني حسن ؟؟؟؟ ايعقل ان ماكان بيننا مجرد وهم ؟؟؟؟
هل خدعني ؟؟؟؟ هل تلاعب بعواطفي ؟؟؟؟؟ وهل .. وهل ... لم تقف عن التفكير
وارسلت له الكثير من الرسائل ..... لكن بلا رد يريح قلبها المجروح ....
استسلمت للالم .... ودفنته بقلبها .... ووارته عن الانظار ...
اصابها مرض واعياء ... وتسال اهلها ماذا حل بك يابنتاه .... وهي بصمت بلا جواب ...
حار الاطباء بحالتها ..... واصابهم الياس والملل من صمتها ....
صمتت كثيرا .... وهي تحتضن جهازها بلا فراق .... احمرت عيناها ... لكنها لم تياس ...
هناك امل يدغدغ قلبها الصغير ..... ويناديها ان حسن سيعود ...
انتظريه كل يوم عند الشروق والمغيب ؟؟؟؟؟ ابتسمي يا اشواق ....
حسن يعشقك ...... وسيعود .........
///////////////////////////////////////
فصل الغربة وبعد المسافة /
لم يكن حسن شابا لعوبا مستهترا يتلاعب بالمشاعر , ولكن كان صادقا في
كل أقواله وما كان ابتعاده عن حبيبته أشواق في تلك الفترة إلا لظروف
عصفت به , فقد توفى والد بعد أن كان يصارع المرض لفترات طويلة ,
ولم يشغل تفكيره سوى كيف يرتب شؤون البيت فقد ترك والده لتلك الأسرة
ميراثا من الحزن لشدة تعلق الأسرة به فقد كان أبا حنونا على زوجته
وأبنائه , وما كان لحسن أن يسد ذلك الفراغ في فترة وجيزة , ولم يشعر بأنه
ترك لحبيبته ميراثا من الألم تتجرعه كل لحظة وهي تفتش في دفتر
الانتظار عن سر غيابه , ولم يخطر ببالهما أن يتبادلا أرقام هاتفيهما النقال
ولربما كان هناك نوعا من الحساسية جثم على صدر حسن من أن يطلب
ذلك الطلب وتقابله أشواق بالرفض , فلم تكن من ذلك النوع الذي يفتح الباب
على مصراعيه لكل شاب , فتربية أهلها لها وغرسهم للقيم والمبادئ
والأخلاق وضعا لها حدودا وخطوطا حمراء لا تستسيغ نفسها الأبية أن
تتخطاها , وما كانت موافقتها على الزواج إلى لعشق تأصل في شرايينها
فأصبح يحل محل الدم في الوريد .
ولج حسن إلى جهازه ليبعث بأقل ما يكون رسالة إن لم يكن للقاء من سبيل
يطمئنها على أحواله لعل عذره بوفاة والده يشفع له , ولكن ما شغف بحبها
لم تكن هناك على الجانب الآخر من الجهاز , فبعث برسالة ...
لم تطق أشواق صبرا حين ولجت في المساء لجهازها الذي يخبرها بأن
هناك رسالة بانتظارها فهي لا تتوقع مراسلات من أحد سوى حسن وأصبح
قلبها يدق بشدة وأصابعها ترتعش خوفا من أن يكون الظرف لشخص آخر
وحين رأت العنوان مكتوبا عليه ( قولي زوجتك نفسي ) كادت أن تطير من
الفرحة فسارعت لنبش الرسالة لتجد فيها حسن وقد طبع ابتسامة كرتونية
في مطلع الرسالة مقدما عذره ومعاهدا إياها بأنه لم ينساها ..
بكت أشواق .ز بكت كثير .. وغسلت بدموعها الحارة لوحة المفاتيح .. لم
تكن تعلم لم بكت هل لوفاة والدة وحزنه ومعاناته أم لعودته إليها بعد أن
شعرت للحظة يأس أنه لن يعود , وهل هي دموع الفرح أم دموع حزن
اختلط عليها كل شيء في تلك اللحظة ومرت الدقائق بل ربما ساعه وهي
تتأمل في رسالة حسن , وتقول : لا بأس عليك يا حبيبي سأنتظرك حين
تدق الساعة معلنة منتصف الليل كما تعودنا أرجو أن تكون حاضرا .. هكذا
كان رد أشواق على رسالة حسن .
تلقى حسن الرسالة بعد ساعة وتهيأ للموعد المضروب على صحن عقارب
الساعة المعلقة على الحائط .. أما أشواق فقد تبدل حالها
تبدل كل شيء تورد خديها بعد ذبولهما وحلت البسمة محل الوجوم والحزن
لتنام السعادة قريرة العين على مقلتي أشواق ..
حتى مرآتها تبدلت أصبحت تبتسم , لسانها يدندن وشفتيها ترقص على أنغام
حركاته .. كل شيء فيها يتحرك وكل شيء فيها يتغير , حتى الأسرة
أصابها الذهول فقال لها والدها .. الحمد لله عادت أشواق لسابق عهدها
..ولكن ما الذي قلب حالك يا ابنتي فقد شغلتنا عليك .. تبسمت أشواق في
خجل ولم تجب .. شعر والدها بأن هناك أمرا ما قلب أشواق ولكنه صمت
لثقته بها وبتربيته لها ..
في الموعد المحدد وصلت أشواق قبله بعشر دقائق لتجد القلب النابض
بانتظارها على الجانب الآخر , دار حديث الشوق والحنين والألم لكلا
الحبيبين ومضت ساعات دون أن يشعرا بأن الفجر قد أطلق إنذاره الأول
لتنفس الصبح بعد أن حبس الليل أنفاسه ..
//////////////////////////////////////////
عاشت اشواق قصه حب صادقه مع حسن لم يتخللها اي نوع من الكذب والخداع
احبته واحبها وتبادلا ارق واعذب كلمات الهوى والعشق والغرام
الحب الصادق لايمكن اخفائه وان ابتعدت المسافات وتفارقت الابدان
مرت شهور على العلاقه الصادقه والحب الحقيقي لكلا العاشقين
لم يحس احد منهما بتلك المده وكانها ايام قليله ومضت .... تعلق قلب حسن باشواق كثيرا
لدرجه اصبح يتخيلها في كل مكان ويسمع صدى صوتها في ارجاء منزله
احبها بصدق ولم يتلاعب بعواطفها الرقيقه ومشاعرها الجياشه
اصبح الشوق لها يزداد يوما بعد يوم .... وبطلنا حسن لم يستطيع اكثر تحمل بعد حبيبته
تلك الحبيبه التي تعطيه الكثير من وقتها ومن احساسها ونبضات قلبها
نعم هي تحبه ... ومن يحب لايسال عن مقابل حبه لمن يحب ..
اشواق اخلصت وتمنت قرب حسن منها ... تمنته ان يكون زوجا لها تعيش معه اجمل قصه حب في التاريخ
وتمنى حسن ذلك تمناها زوجه له يكمل مشوار حياته معها ويرسما صوره رائعه للحب الصادق
الحب ...... كلمه لايحس بمعناها سوى من يتذوق مراره وبعد حبيبه وعذاب الفراق
الحب .... لاتسطيع ان تسبح في بحره الا ان كنت متمرس في اعماق من تحبه كي لاتغرق في هواه
فكر حسن كيف يفاتح اشواق برغبته ... وهل ستفهمه ؟؟؟ وهل تتمنى قربه ؟؟؟
حل الليل واسدل بستاره على مدينه حسن ... لم يستطيع حسن النوم في تلك الليله
فلم تغب صور من هواها قلبه عن مخيلته ... فهو يحس بوجودها تضاحكه وتمازحه وتمسك بيده
يضم يده لها ويقبلها ... ويحس بدفء قلبها ...
في تلك الليله امطرت السماء مطرا غزيرا غير المعتاد ..
وقف حسن امام نافذه غرفته يتامل المطر وكيف عم ارجاء المدينه وتمنى لو انه كان
يتمشى تحت قطراته مع اشواق وهو يحتظنها ويبعدها عن رذاذات الماء الحانيه
اشواق حبيبتي ............... مشتاق لك .... همسات يرددها وهو ينظر من نافذته الصغيره
اشرقت الشمس في يوم جديد لحسن واشواق
قرر حسن ان يفاتحاها برغبه بالزواج منها وكله امل ان توافقه الراي وتبادله نفس الاحساس
التقيا وكلا منهما مشتاق الى الاخر شوق لايحس به سوى المحروم عن عشيقه
حسن يستعد ان يفاتح حبيبته برغبته والخوف يملئ فؤاده ... ما اصعب هذه اللحظه
فاتحها بالموضوع وتفاجاء بموافقتها السريعه لطلبه وعدم التردد للحظه واحده
اخذ عنوانها ... وتفاصيل حياتها .... وقرر ان ياتي لمدينتها وان يخطبها من والدها
طارت اشواق من الفرح فاصبحت فراشه ملونه تطير وترقص في كل مكان
من الصعب على اشواق ان تخبر اهلها بعلاقتها بحسن .... كيف والعادات والتقاليد تقف حاجزا كبيرا بينهما
فاختارت الصمت الى ان ياتي حسن لخطبتها .....ويبتسم لهم القدر وتعيش في احضان حسن ابد الدهر
الشوق والحنين طار بحسن بسرعه البرق الى مدينتها التي تسكن بها وهو محمل بالهدايا وكل مايتمناها لحبيبه قلبه وهواه
كانت ام حسن سعيده جدا ... فهي لم ترى ابنها سعيدا من زمن طويل فقد تحمل مسؤليه اسرته بعد وفاة والده
وكانت تدعوا له من قلبها .... ان يوفقه الله ويجمع قلبه بمن اختارها لتكون شريكه العمر
حسن متردد كيف سيقابله اهل اشواق هل بالترحيب ام سيرفضونه .... اسئله كثيره تتراود لذهنه وهو في طريقه لبيت اشواق
اشواق .... اشواق ....اشواق .... ذلك الحب الذي لاوجود لغيرها في قلبه فهي تحتل المرتبه الاولى والاخيره لحسن
كانت اشواق تعلم بمجيء حسن اليها .... واخبرت اختها الكبيره بقصتها معه فهي اقرب صديقه لها ولا تخفي عنها شيء
مهدت اختها الموضوع لابيها ولامها وان هناك عريسا سياتي لاشواق .... فرح الابوان لابنتهما اشواق الصغيره فقد كبرت واصبحت شابه
يتسارع الشباب لخطبتها .... واستعد الجميع لمجيء حسن وكان البيت متوترا رغم الفرح والسرور .... لكن الكل يفكر من هذا الشاب وهل هو يستحق ابنتهم
بدات الافكار تتوارد لذهن الاب .... ماذا عليه ان يفعل ..... ومن حسن .؟؟؟...وكيف سيتقبل اخوه خبر خطبه اشواق فقد كان يريدها لابنه لكن اشواق لم
ترغب به .... قصه قديمه جدا لكن لماذا مرت الان في بال ابو اشواق .... هويعلم ان اخوه عصبي جدا وتفكيره قديم ورجعي
وما زال يؤمن باالافكار القديمه ان البنت لابن عمها ..... انتاب الاب خوف من القادم ... وكيف سيتصرف
لكنه ينظر الى ابنته اشواق وينظر الى الفرح وهو يتطاير من عينيها الجميلاتان وكيف انها سعيده سعاده لم يراها ابدا في هذه الحاله
دق الجرس .... ودق معه قلب اشواق فرحا وسرورا ..... وطارت الى عالم بعيد عالم تكون هي لحسن فقط ..... واصاب البيت توترا لمقابله المجهول ..حسن
رحب اهل اشواق بحسن ترحيبا حار ... فقد كان شخصيه ذات قوه ولفت انتباه اهلها دار بينهم حوار وكلام كثير ... واتى لصلب الموضوع
واخبرهم برغبه بالزواج من ابنتهم ... رحبوا به لكن اجلوا الرد الى وقت اخر كي يتعرفا عليه اكثر ... ويسالوا عنه
علم عم اشواق بالخبر .... وثارت عنده الغيره العمياء .... كيف تتزوج اشواق بغير ابني ؟؟؟؟ كيف ؟؟؟؟
كان عم اشواق عصبي جدا ... وهو كبير العائله ولكلمته صدى كبير لوالديه ولمن حوله ولايستطيع احد ان يكسرها ابدا
فهل سيكسرها حب حسن واشواق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انتهت زياره حسن لاهل حبيبته وعاد الى الفندق وكله امل ورجاء الى ان تسير سفينه حبه كما يريد ويلتقي بحبيبته
اشواق سعيده جدا .... لكنها لم ترا هذه السعاده في عيون اهلها ولا بمن حولها ..... لماذا ياترى ؟؟؟؟؟؟
اشواق تردد في قلبها العاشق .... ارجوكم لاتحرموني من حبيبي ...... ارجوكم ... لااريد غيره ... لا لا لا
للاسف دائما مانحلم به ومانتمناه لا يتحقق ويكون صعب المنال
اتى عم اشواق وكله كبرياء وشموخ ... وخطبها مرة اخرى لولده ... وهو يعلم انها لاتريده لكن الاعادات تجبر البنت لاابن عمها
ولا للغريب .... ثار وصاح العم بجبروت وقسوه من هذا الغريب ... تفضلونه على ابني انا ..... كيف .....كيف ؟؟؟؟؟؟ظ
عم الصراخ ..........فقد رفضوا قبيله اشواق هذا الزواج وليس من عاداتهم ان يتزوجوا بناتهم من خارج القبيله
يالتلك العادات الفارغه .... والافكار القديمه .... كيف سيهدم حب اشواق .... وتكون لغير حسن ....
بكت اشواق وبكت وبكت ..... دموعها تحولت الى دم وجراح ..... وهي تترجى اختها ان تقنع اباها بحسن وانها لاتريد غيره
الاب احتار وصار بين نارين ..... نار حبه لابنته وفرحتها الغامره ..... ونار قبيلته وعاداتهم الغريبه وانه سوف يصغر امام الجميع
ان خالف تلك العادات القاتله والمميته
اااااااااااااااااااااااااااه .. من الفراق كيف ياترى ستفارق اشواق حبيبها كيف ......كيف .....لالالالالالا .... افكار تدور وتدور في ذهن اشواق
اجتمع الاب مع ابنائه يتشاورون في موضوع اشواق ..... طال النقاش والتفكير
واشواق تنتظر من خلف الباب ماهو المصير ..... وتردد في حزن ارجوكم لا تحرموني حبيبي ارجوكم .......
كم هي قاسيه الحياه تجبرنا ان نعيش مع من لانحب .... واحبابنا في وادي النسيان ....حياه يجب العيش فيها بحلوها ومرها .... والاستسلام للقدر
حكمت المحكمه ..... واصدرت قرارها النهائي .... اتعرفون محكمه ماذا ...؟؟؟؟؟ واي قرار اصدرت ....؟؟؟؟؟
هي محكمه العادات .... محكمه التقاليد ..... محكمه التسلط .... محكمه القوة
حكمت ولم تتاثر بدموع اشواق .... وصراخها ..... ونحيبها
لا.. لا..لا .. ترددها اشواق ... وتتوسل والدها .... ارجوك يا ابي ... ارجوك .... لا اريد ابن عمي .... لا اريد الزواج .... دعني عانس في الحياه
ولاتقتلني وتظلمني ....بهذا الزواج ................ ابي ارجوووووووك .... ارجوك
رق قلب والدها ... ولكن لايستطيع ان يكسر كلام اخوه الاكبر امام القبيله .... فهو العار بنظره ....
ماتت اشواق ...وماتت كل معاني الفرح بداخلها ....ماتت وهي حيه .... لكن اصبحت جسدا يمشي بلا روح
مسكين حسن لم يعلم ماينتظره ..... فقد تاخر رد اهل اشواق عليه .... وطال انتظاره
فقرر ان يرسل لحبيبه قلبه رساله بالبريد .... وحينما فتح بريده تفاجاء برساله من اشواق ..... تقول فيها
اي حبا ملكت فؤادي .... اي روحا كم انا مشتاقه لك
حبيبي سوف يحرموني منك ...ويبعدوني عنك .... حبيبي من سيسمعني .... ومن ياترى سيفهمني
انني اموت الما وقهرا ... حبيبي لاتنساني .... ارجوك اجعلني عالم اخر ... نحن من يسكنه فقط
انا وانت ..... حبيبي سامحني .... حاولت الصمود لكنني لم استطيع ... فكل من حولي اقوى مني ..ارجوك افهمني ..ارجوك
فكرت ان اهرب معك وابيع كل من حولي ....احبك حسن ... لكن حبي لابي اقوى ... واقوى ... لااريد قبيلتي ان تتكلم عليه
ولا اريده ان يصغر في عين من حوله ... اكتب لك رسالتي حبيبي .... بدموع من دم قلبي الحزين ... قلبي الذي احبك بصدق
ولن .... ولن ...ولن .... ينساك ابدا ..... احبك حسن ارجوك .... لاتكرهني .... ارجوك تذكرني عند شروق الشمس
وارسمني لوحه جميله في محياها .... تذكرني حبيبي ..... وانت تنظر للبحر .....لانني ساكون على الشاطئ الاخر اتذكر واستعيد احلى الذكريات
قبيلتي والعادات حرمتني منك ... وابعدتني عنك .... لكنهم لايستطيعون ان ينسوني اياك ... وان يحرموا عقلي من التفكير بك
ستبقى خالدا في القلب ياحسن ....يامن ملكت روحي ....وعقلي ....وكل نبضه من قلبي تنبض باسمك ...... حسن ...حسن
ارجع الى بلدك حبيبي .... اخاف ان تقتلك قبيلتي ان راتك .... ارجوك ابتعد .... واجعلني اجمل حب عشته في يوما من الايام
حبيتك اشواق
وقف حسن مذهول مما قرا ..... صدم صدمه مريره..... ايعقل ان تكون اشواق لغيري ..... لكن القدر اقوى من الاثنان.....
بكى بكاء الاطفال ..... وخرجت اااااااااااااااااااااااااااااااه من قلبه المجروح ...... وصمت عن الكلام .... وعزف عن الزواج
وقرر ان تكون اشواق هي حبيبه الاولى والاخيره .....ومرت السنين ....وهو لم يتزوج ويعيش على ذكرى حبيبته
اما اشواق.... فقد تزوجت بابن عمها .... لكنها لم تحبه في يوما من الايام ....
وعاش حسن في ذاكرتها ولم يمت على مضي السنين الطويله
ويبقى الحب الصادق حيا لايموت على مر السنين
صباح الخير لمن أصبح
مساء الخير لمن أمسى
( زوجتك نفسي )
هي قصة مشتركة بيني وبين المشرفة الفاضلة ( حنين الماضي )
التي ما إن إقترحت عليها فكرة عمل قصة مشتركة تتكون من عدة فصول
حتى لبت النداء مشكورة .. وهو باب مفتوح لأي ثنائي أو مجموعة اعضاء يرغبون في تأليف قصة مشتركة تحكي عن واقع أو تحل مشكلة ما ...
( زوجتك نفسي ) قصة مزجت نفسها بين الحقيقة والواقع .. وحلم اليقظة والخيال
بين اثنين جمع بينهما توافق الرؤى والأفكار ولكن .. خلف الشبكة العنكبوتية ..
فهل تكون النهاية سعيدة أم غير ذلك
وقد تعمدنا ترك النهاية مبهمة حاليا إلى أن تتكشف تفاصيلها بخاتمة تضع حنين الماضي
توقيعها عليها ..
القصة من عدة فصول كما أسلفت وكل فصل نفتتحه في صفحة جديدة
كما نترك لكم حرية الردود على كل فصل من فصول القصة ..
قصة غريبة , أحداثها عجيبة تشبه لحد ما قصة من قصص ألف ليلة وليلة في أيامها الغابرة, ولكن بطريقة عصرية مغايرة ..
حدث ذات مساء ..
وكانت الحكاية .. هو و هي
كانت السماء تبتسم , والسحب شكلت ببياضها الثلجي هودج جميل تزين بأشرطة سحابيه متناثرة , ولبست السهول ثوبها الأخضر المعتاد لتستنشق الطبيعة عبق الزهور المنثورة في أرجاء المكان ..
أعطت نسمات الليل الباردة إشارة حسية للنجوم كي ترقص في الفضاء الرحب .. يزينها قرص فضي .. إنه القمر .. توأم بطلة حكايتنا ..
تحت ستار الليل دخلت صاحبة الفضيلة والنقاء إلى مسرح الخيال , والذي تمازج مع مرور الزمن بواقع الفصول الأربعة لتصب في بوتقة الحب
و لتبدأ معه الحكاية
_ فصل الغرام
_ فصل الشوق والانتظار
_ فصل الحنين ثم اللقاء
_ الفصل الرابع والأخير ( سنتعرف عليه في حينه )
الفصل الأول / بقلم : رحــــــــــــــال
فصل الغرام
أشواق .. فتاة عصفت بها السنون بأحداث تدمع لها عين حاسد , ويرجف لها قلب مشفق , فقد عاشت في وسط أسرة فقيرة لا تملك من حطام الدنيا شيء سوى كرامتها التي باتت عملة نادرة في زمن الانفلات المادي بشتى صوره , ولا عجب أن نرى فيها البساطة وعدم التكلف في تعاملها مع الآخرين ..
رآها حسن على صفحة الأيام وقد تمازج حديثها مع من حولها بصدق المشاعر.. فتبعث الإعجاب في نفس من يستمع لحديثها .. لفت انتباهها وجوده كان كالنسمة العابرة تتمازج في الهواء فيغير نمط حديث محدثه
بما يتمازج مع وجوده ويندمج في بوتقة من يدور في فلكه حتى لا يشعر الطرف الآخر بطغيان حديثه ..
طلب منها الوصال فاستجابت على أمل باللقاء قريب , وكاد الحلم ان يتبخر حين علم أن أن تقارب القلوب تفصله المسافات وليس ككل المسافات فهناك حدود تنام على ظهرها آلاف الكيلومترات ...
ولكن وصالها كان لها كالملطف لحرارة الجو الذي عاشه .. زارت عالمه وهي بعيدة عنه .. وزار عالمها الذي كان بحاجة لعراف متمرس كي يفك طلاسم الولوج إلى أبوابها المتعددة والمليئة بالصعاب , ولكن لا بأس فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة ..
أخذ يعرفها بعالمه الصغير في ساحة خياله الكبير في حبه لمن ارادها زوجة له .. تعرفت على مجتمعه البسيط ..
هنا أسكن .. هنا أعمل .. هذا صديقي .. ذاك قريبي ..
حدثها عن إعجابه بها وكيف أنه تحول إلى غرام , وحدثته كيف عاشت أيامها تزهو بحلمها الجديد والذي استشعرت انه القلب النابض الذي ترقص على دقاته ..
بحثت عنك خلف أسوار الظلام .. في عالم النسيان .. وفي سجلات العالم المبهم بضبابية الأشياء , فوجدتك تمسكين بأول خيط من خيوط الصباح وبيدك الأخرى شعاع شمس توشك أن تأذن بالرحيل لتطبع قبلتها على خد المساء ..
هكذا كان حديثه معها مفعما بالحب وبأمل يخرج من رحم الألم , وكيف أنه كان يعيش زمن الصمت ..
كم هو غريب صمتي وصبري رغم اغتراب ذاتي إلا أنني متعلقة بأذيال فكري ..
فكري المحموم ببعدك عني وقربك رغم المسافة إلا أنني مجنونة بعشق يتنفس حروف من يهواه قلبي ..
غريب هو ذلك الذي يمتطي صهوة البحر ويضرب بقبضته قوة الموج ليبدد معها قطرات ماء تناثرت بلا حول لها ولا قوة ..
غريبة تلك اللحظات التي جمعتني بك على صفحات الشبكة العنكبوتية ليبقى للاتصال وصال بيننا .. يا نصف قمر ونصفك الآخر شمس تدفئني ومن خلفها موج يكاد يغرقني وريحا تعصف بهوى خيالاتي لتقف حائلا بين هذا وذاك , فمهما يكن من بعد فالشوق يقرب الخواطر لتبقى الذكرى أجمل مرسال بيننا .. هكذا كان رد أشواق وهكذا كان الوفاق ..
عشعش الحب في قلبين تماديا في طرح الغرام ..
قال لها : أتقبلين بي زوجا . قالت : نعم أقبل بدون تردد ..
فقال : إذن قولي ( زوجتك نفسي ) .. قالت : زوجتك قلبي .. زوجتك روحي .. زوجتك نفسي ..
هكذا بدأ أول فصل من الفصول الأربعة ( فصل الغرام )
لنبدأ معه فصل جديد عنوانه الشوق والانتظار
/////////////////////////////////////
{فصل الشوق والانتظار }
اشرقت شمس يوم جديد وتراقصت اشعة الشمس في حديقه اشواق الحب
تعانقت السحب في السماء .... وتلالات قطرات الندى فوق الازهار ....
استيقظت اشواق وكلها حب وشوق لحبيبها حسن .... ذلك الحبيب الذي ملكته الروح من غير ان تراه
رسم امام عينيها قصر العاشقين ... وعالم للمغرمين ...
قصر اسواره من حنين ... وابوابه للحب الدفين ... قصر عم فيه شذى المحبين
وحضنته بحضن المتعبين .... اتعبهم الشوق والانتظار ... ومتى ياترى سياتي النهار ؟؟؟
اتعبهم ذلك الظلام .... وهل سيرفع عنه الستار ؟؟؟؟
هل سيتبدد الحزن الى فرح وانتصار .... وتذوق لحلاوه النصر في الليل والنهار ؟؟؟
اسئله كثيرة مرت بخيال اشواق وهي تنتظر حبيبها على الشبكه العنكبوتيه ...
نعم .....فقد اتى يوم اللقاء بعد غياب طال بينهما ......
فتحت صفحتها والسعادة تملئ مبسمها الفتان ... هاقد دقت ساعه اللقاء ...
حبيبها حسن ياتي في موعده دائما بلا تاخير .... وتعيش معه اجمل قصص الاساطير ...
تطير في سماء العاشقين وهي ممسكه به ويحتضنها بصمت وانين .....
انتظرت .... وانتظرت ... ولم ياتي الحبيب ... ماذا حل به ياترى ؟؟؟؟؟
لمى لم ياتي ؟؟؟؟ حارت ودارت بها الافكار واصبحت كالطير المذبوح ....
يترنح بين الموت والحياه .... وتتصاعد انفاسه بقوه للخروج ...
اشواق ...... قلبها لم يستطيع الاستوعاب ... ااااااااااااااااااااااه حبيبي لمى البعاد ؟؟؟
تعال ارجوك لاتتركني وحيده في هذا الزمان .... ابكي الشوق والحرمان ....
تعال .... تعال ..... كانت تناديه من خلف جهازها الجامد ..... وهي لاتعلم متى سيعود ؟؟؟
وهل ياترى سيعود ...؟؟؟؟؟
بقيت لساعات تنتظر ..... وتتصنع له الاعذار .... وتقول ربما الاقدار اشغلته عني وسياتي قبل ان
ينتهي النهار .......
وبدات الشمس بالزوال ..... مبتسمه تودع حديقة اشواق على امل ان تعود لها في غد ملئ بالافراح
بكت اشواق وسالت دموعها على خديها المخمليتين ...
بكت حزن والم ... هل نسيني حسن ؟؟؟؟ ايعقل ان ماكان بيننا مجرد وهم ؟؟؟؟
هل خدعني ؟؟؟؟ هل تلاعب بعواطفي ؟؟؟؟؟ وهل .. وهل ... لم تقف عن التفكير
وارسلت له الكثير من الرسائل ..... لكن بلا رد يريح قلبها المجروح ....
استسلمت للالم .... ودفنته بقلبها .... ووارته عن الانظار ...
اصابها مرض واعياء ... وتسال اهلها ماذا حل بك يابنتاه .... وهي بصمت بلا جواب ...
حار الاطباء بحالتها ..... واصابهم الياس والملل من صمتها ....
صمتت كثيرا .... وهي تحتضن جهازها بلا فراق .... احمرت عيناها ... لكنها لم تياس ...
هناك امل يدغدغ قلبها الصغير ..... ويناديها ان حسن سيعود ...
انتظريه كل يوم عند الشروق والمغيب ؟؟؟؟؟ ابتسمي يا اشواق ....
حسن يعشقك ...... وسيعود .........
///////////////////////////////////////
فصل الغربة وبعد المسافة /
لم يكن حسن شابا لعوبا مستهترا يتلاعب بالمشاعر , ولكن كان صادقا في
كل أقواله وما كان ابتعاده عن حبيبته أشواق في تلك الفترة إلا لظروف
عصفت به , فقد توفى والد بعد أن كان يصارع المرض لفترات طويلة ,
ولم يشغل تفكيره سوى كيف يرتب شؤون البيت فقد ترك والده لتلك الأسرة
ميراثا من الحزن لشدة تعلق الأسرة به فقد كان أبا حنونا على زوجته
وأبنائه , وما كان لحسن أن يسد ذلك الفراغ في فترة وجيزة , ولم يشعر بأنه
ترك لحبيبته ميراثا من الألم تتجرعه كل لحظة وهي تفتش في دفتر
الانتظار عن سر غيابه , ولم يخطر ببالهما أن يتبادلا أرقام هاتفيهما النقال
ولربما كان هناك نوعا من الحساسية جثم على صدر حسن من أن يطلب
ذلك الطلب وتقابله أشواق بالرفض , فلم تكن من ذلك النوع الذي يفتح الباب
على مصراعيه لكل شاب , فتربية أهلها لها وغرسهم للقيم والمبادئ
والأخلاق وضعا لها حدودا وخطوطا حمراء لا تستسيغ نفسها الأبية أن
تتخطاها , وما كانت موافقتها على الزواج إلى لعشق تأصل في شرايينها
فأصبح يحل محل الدم في الوريد .
ولج حسن إلى جهازه ليبعث بأقل ما يكون رسالة إن لم يكن للقاء من سبيل
يطمئنها على أحواله لعل عذره بوفاة والده يشفع له , ولكن ما شغف بحبها
لم تكن هناك على الجانب الآخر من الجهاز , فبعث برسالة ...
لم تطق أشواق صبرا حين ولجت في المساء لجهازها الذي يخبرها بأن
هناك رسالة بانتظارها فهي لا تتوقع مراسلات من أحد سوى حسن وأصبح
قلبها يدق بشدة وأصابعها ترتعش خوفا من أن يكون الظرف لشخص آخر
وحين رأت العنوان مكتوبا عليه ( قولي زوجتك نفسي ) كادت أن تطير من
الفرحة فسارعت لنبش الرسالة لتجد فيها حسن وقد طبع ابتسامة كرتونية
في مطلع الرسالة مقدما عذره ومعاهدا إياها بأنه لم ينساها ..
بكت أشواق .ز بكت كثير .. وغسلت بدموعها الحارة لوحة المفاتيح .. لم
تكن تعلم لم بكت هل لوفاة والدة وحزنه ومعاناته أم لعودته إليها بعد أن
شعرت للحظة يأس أنه لن يعود , وهل هي دموع الفرح أم دموع حزن
اختلط عليها كل شيء في تلك اللحظة ومرت الدقائق بل ربما ساعه وهي
تتأمل في رسالة حسن , وتقول : لا بأس عليك يا حبيبي سأنتظرك حين
تدق الساعة معلنة منتصف الليل كما تعودنا أرجو أن تكون حاضرا .. هكذا
كان رد أشواق على رسالة حسن .
تلقى حسن الرسالة بعد ساعة وتهيأ للموعد المضروب على صحن عقارب
الساعة المعلقة على الحائط .. أما أشواق فقد تبدل حالها
تبدل كل شيء تورد خديها بعد ذبولهما وحلت البسمة محل الوجوم والحزن
لتنام السعادة قريرة العين على مقلتي أشواق ..
حتى مرآتها تبدلت أصبحت تبتسم , لسانها يدندن وشفتيها ترقص على أنغام
حركاته .. كل شيء فيها يتحرك وكل شيء فيها يتغير , حتى الأسرة
أصابها الذهول فقال لها والدها .. الحمد لله عادت أشواق لسابق عهدها
..ولكن ما الذي قلب حالك يا ابنتي فقد شغلتنا عليك .. تبسمت أشواق في
خجل ولم تجب .. شعر والدها بأن هناك أمرا ما قلب أشواق ولكنه صمت
لثقته بها وبتربيته لها ..
في الموعد المحدد وصلت أشواق قبله بعشر دقائق لتجد القلب النابض
بانتظارها على الجانب الآخر , دار حديث الشوق والحنين والألم لكلا
الحبيبين ومضت ساعات دون أن يشعرا بأن الفجر قد أطلق إنذاره الأول
لتنفس الصبح بعد أن حبس الليل أنفاسه ..
//////////////////////////////////////////
عاشت اشواق قصه حب صادقه مع حسن لم يتخللها اي نوع من الكذب والخداع
احبته واحبها وتبادلا ارق واعذب كلمات الهوى والعشق والغرام
الحب الصادق لايمكن اخفائه وان ابتعدت المسافات وتفارقت الابدان
مرت شهور على العلاقه الصادقه والحب الحقيقي لكلا العاشقين
لم يحس احد منهما بتلك المده وكانها ايام قليله ومضت .... تعلق قلب حسن باشواق كثيرا
لدرجه اصبح يتخيلها في كل مكان ويسمع صدى صوتها في ارجاء منزله
احبها بصدق ولم يتلاعب بعواطفها الرقيقه ومشاعرها الجياشه
اصبح الشوق لها يزداد يوما بعد يوم .... وبطلنا حسن لم يستطيع اكثر تحمل بعد حبيبته
تلك الحبيبه التي تعطيه الكثير من وقتها ومن احساسها ونبضات قلبها
نعم هي تحبه ... ومن يحب لايسال عن مقابل حبه لمن يحب ..
اشواق اخلصت وتمنت قرب حسن منها ... تمنته ان يكون زوجا لها تعيش معه اجمل قصه حب في التاريخ
وتمنى حسن ذلك تمناها زوجه له يكمل مشوار حياته معها ويرسما صوره رائعه للحب الصادق
الحب ...... كلمه لايحس بمعناها سوى من يتذوق مراره وبعد حبيبه وعذاب الفراق
الحب .... لاتسطيع ان تسبح في بحره الا ان كنت متمرس في اعماق من تحبه كي لاتغرق في هواه
فكر حسن كيف يفاتح اشواق برغبته ... وهل ستفهمه ؟؟؟ وهل تتمنى قربه ؟؟؟
حل الليل واسدل بستاره على مدينه حسن ... لم يستطيع حسن النوم في تلك الليله
فلم تغب صور من هواها قلبه عن مخيلته ... فهو يحس بوجودها تضاحكه وتمازحه وتمسك بيده
يضم يده لها ويقبلها ... ويحس بدفء قلبها ...
في تلك الليله امطرت السماء مطرا غزيرا غير المعتاد ..
وقف حسن امام نافذه غرفته يتامل المطر وكيف عم ارجاء المدينه وتمنى لو انه كان
يتمشى تحت قطراته مع اشواق وهو يحتظنها ويبعدها عن رذاذات الماء الحانيه
اشواق حبيبتي ............... مشتاق لك .... همسات يرددها وهو ينظر من نافذته الصغيره
اشرقت الشمس في يوم جديد لحسن واشواق
قرر حسن ان يفاتحاها برغبه بالزواج منها وكله امل ان توافقه الراي وتبادله نفس الاحساس
التقيا وكلا منهما مشتاق الى الاخر شوق لايحس به سوى المحروم عن عشيقه
حسن يستعد ان يفاتح حبيبته برغبته والخوف يملئ فؤاده ... ما اصعب هذه اللحظه
فاتحها بالموضوع وتفاجاء بموافقتها السريعه لطلبه وعدم التردد للحظه واحده
اخذ عنوانها ... وتفاصيل حياتها .... وقرر ان ياتي لمدينتها وان يخطبها من والدها
طارت اشواق من الفرح فاصبحت فراشه ملونه تطير وترقص في كل مكان
من الصعب على اشواق ان تخبر اهلها بعلاقتها بحسن .... كيف والعادات والتقاليد تقف حاجزا كبيرا بينهما
فاختارت الصمت الى ان ياتي حسن لخطبتها .....ويبتسم لهم القدر وتعيش في احضان حسن ابد الدهر
الشوق والحنين طار بحسن بسرعه البرق الى مدينتها التي تسكن بها وهو محمل بالهدايا وكل مايتمناها لحبيبه قلبه وهواه
كانت ام حسن سعيده جدا ... فهي لم ترى ابنها سعيدا من زمن طويل فقد تحمل مسؤليه اسرته بعد وفاة والده
وكانت تدعوا له من قلبها .... ان يوفقه الله ويجمع قلبه بمن اختارها لتكون شريكه العمر
حسن متردد كيف سيقابله اهل اشواق هل بالترحيب ام سيرفضونه .... اسئله كثيره تتراود لذهنه وهو في طريقه لبيت اشواق
اشواق .... اشواق ....اشواق .... ذلك الحب الذي لاوجود لغيرها في قلبه فهي تحتل المرتبه الاولى والاخيره لحسن
كانت اشواق تعلم بمجيء حسن اليها .... واخبرت اختها الكبيره بقصتها معه فهي اقرب صديقه لها ولا تخفي عنها شيء
مهدت اختها الموضوع لابيها ولامها وان هناك عريسا سياتي لاشواق .... فرح الابوان لابنتهما اشواق الصغيره فقد كبرت واصبحت شابه
يتسارع الشباب لخطبتها .... واستعد الجميع لمجيء حسن وكان البيت متوترا رغم الفرح والسرور .... لكن الكل يفكر من هذا الشاب وهل هو يستحق ابنتهم
بدات الافكار تتوارد لذهن الاب .... ماذا عليه ان يفعل ..... ومن حسن .؟؟؟...وكيف سيتقبل اخوه خبر خطبه اشواق فقد كان يريدها لابنه لكن اشواق لم
ترغب به .... قصه قديمه جدا لكن لماذا مرت الان في بال ابو اشواق .... هويعلم ان اخوه عصبي جدا وتفكيره قديم ورجعي
وما زال يؤمن باالافكار القديمه ان البنت لابن عمها ..... انتاب الاب خوف من القادم ... وكيف سيتصرف
لكنه ينظر الى ابنته اشواق وينظر الى الفرح وهو يتطاير من عينيها الجميلاتان وكيف انها سعيده سعاده لم يراها ابدا في هذه الحاله
دق الجرس .... ودق معه قلب اشواق فرحا وسرورا ..... وطارت الى عالم بعيد عالم تكون هي لحسن فقط ..... واصاب البيت توترا لمقابله المجهول ..حسن
رحب اهل اشواق بحسن ترحيبا حار ... فقد كان شخصيه ذات قوه ولفت انتباه اهلها دار بينهم حوار وكلام كثير ... واتى لصلب الموضوع
واخبرهم برغبه بالزواج من ابنتهم ... رحبوا به لكن اجلوا الرد الى وقت اخر كي يتعرفا عليه اكثر ... ويسالوا عنه
علم عم اشواق بالخبر .... وثارت عنده الغيره العمياء .... كيف تتزوج اشواق بغير ابني ؟؟؟؟ كيف ؟؟؟؟
كان عم اشواق عصبي جدا ... وهو كبير العائله ولكلمته صدى كبير لوالديه ولمن حوله ولايستطيع احد ان يكسرها ابدا
فهل سيكسرها حب حسن واشواق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
انتهت زياره حسن لاهل حبيبته وعاد الى الفندق وكله امل ورجاء الى ان تسير سفينه حبه كما يريد ويلتقي بحبيبته
اشواق سعيده جدا .... لكنها لم ترا هذه السعاده في عيون اهلها ولا بمن حولها ..... لماذا ياترى ؟؟؟؟؟؟
اشواق تردد في قلبها العاشق .... ارجوكم لاتحرموني من حبيبي ...... ارجوكم ... لااريد غيره ... لا لا لا
للاسف دائما مانحلم به ومانتمناه لا يتحقق ويكون صعب المنال
اتى عم اشواق وكله كبرياء وشموخ ... وخطبها مرة اخرى لولده ... وهو يعلم انها لاتريده لكن الاعادات تجبر البنت لاابن عمها
ولا للغريب .... ثار وصاح العم بجبروت وقسوه من هذا الغريب ... تفضلونه على ابني انا ..... كيف .....كيف ؟؟؟؟؟؟ظ
عم الصراخ ..........فقد رفضوا قبيله اشواق هذا الزواج وليس من عاداتهم ان يتزوجوا بناتهم من خارج القبيله
يالتلك العادات الفارغه .... والافكار القديمه .... كيف سيهدم حب اشواق .... وتكون لغير حسن ....
بكت اشواق وبكت وبكت ..... دموعها تحولت الى دم وجراح ..... وهي تترجى اختها ان تقنع اباها بحسن وانها لاتريد غيره
الاب احتار وصار بين نارين ..... نار حبه لابنته وفرحتها الغامره ..... ونار قبيلته وعاداتهم الغريبه وانه سوف يصغر امام الجميع
ان خالف تلك العادات القاتله والمميته
اااااااااااااااااااااااااااه .. من الفراق كيف ياترى ستفارق اشواق حبيبها كيف ......كيف .....لالالالالالا .... افكار تدور وتدور في ذهن اشواق
اجتمع الاب مع ابنائه يتشاورون في موضوع اشواق ..... طال النقاش والتفكير
واشواق تنتظر من خلف الباب ماهو المصير ..... وتردد في حزن ارجوكم لا تحرموني حبيبي ارجوكم .......
كم هي قاسيه الحياه تجبرنا ان نعيش مع من لانحب .... واحبابنا في وادي النسيان ....حياه يجب العيش فيها بحلوها ومرها .... والاستسلام للقدر
حكمت المحكمه ..... واصدرت قرارها النهائي .... اتعرفون محكمه ماذا ...؟؟؟؟؟ واي قرار اصدرت ....؟؟؟؟؟
هي محكمه العادات .... محكمه التقاليد ..... محكمه التسلط .... محكمه القوة
حكمت ولم تتاثر بدموع اشواق .... وصراخها ..... ونحيبها
لا.. لا..لا .. ترددها اشواق ... وتتوسل والدها .... ارجوك يا ابي ... ارجوك .... لا اريد ابن عمي .... لا اريد الزواج .... دعني عانس في الحياه
ولاتقتلني وتظلمني ....بهذا الزواج ................ ابي ارجوووووووك .... ارجوك
رق قلب والدها ... ولكن لايستطيع ان يكسر كلام اخوه الاكبر امام القبيله .... فهو العار بنظره ....
ماتت اشواق ...وماتت كل معاني الفرح بداخلها ....ماتت وهي حيه .... لكن اصبحت جسدا يمشي بلا روح
مسكين حسن لم يعلم ماينتظره ..... فقد تاخر رد اهل اشواق عليه .... وطال انتظاره
فقرر ان يرسل لحبيبه قلبه رساله بالبريد .... وحينما فتح بريده تفاجاء برساله من اشواق ..... تقول فيها
اي حبا ملكت فؤادي .... اي روحا كم انا مشتاقه لك
حبيبي سوف يحرموني منك ...ويبعدوني عنك .... حبيبي من سيسمعني .... ومن ياترى سيفهمني
انني اموت الما وقهرا ... حبيبي لاتنساني .... ارجوك اجعلني عالم اخر ... نحن من يسكنه فقط
انا وانت ..... حبيبي سامحني .... حاولت الصمود لكنني لم استطيع ... فكل من حولي اقوى مني ..ارجوك افهمني ..ارجوك
فكرت ان اهرب معك وابيع كل من حولي ....احبك حسن ... لكن حبي لابي اقوى ... واقوى ... لااريد قبيلتي ان تتكلم عليه
ولا اريده ان يصغر في عين من حوله ... اكتب لك رسالتي حبيبي .... بدموع من دم قلبي الحزين ... قلبي الذي احبك بصدق
ولن .... ولن ...ولن .... ينساك ابدا ..... احبك حسن ارجوك .... لاتكرهني .... ارجوك تذكرني عند شروق الشمس
وارسمني لوحه جميله في محياها .... تذكرني حبيبي ..... وانت تنظر للبحر .....لانني ساكون على الشاطئ الاخر اتذكر واستعيد احلى الذكريات
قبيلتي والعادات حرمتني منك ... وابعدتني عنك .... لكنهم لايستطيعون ان ينسوني اياك ... وان يحرموا عقلي من التفكير بك
ستبقى خالدا في القلب ياحسن ....يامن ملكت روحي ....وعقلي ....وكل نبضه من قلبي تنبض باسمك ...... حسن ...حسن
ارجع الى بلدك حبيبي .... اخاف ان تقتلك قبيلتي ان راتك .... ارجوك ابتعد .... واجعلني اجمل حب عشته في يوما من الايام
حبيتك اشواق
وقف حسن مذهول مما قرا ..... صدم صدمه مريره..... ايعقل ان تكون اشواق لغيري ..... لكن القدر اقوى من الاثنان.....
بكى بكاء الاطفال ..... وخرجت اااااااااااااااااااااااااااااااه من قلبه المجروح ...... وصمت عن الكلام .... وعزف عن الزواج
وقرر ان تكون اشواق هي حبيبه الاولى والاخيره .....ومرت السنين ....وهو لم يتزوج ويعيش على ذكرى حبيبته
اما اشواق.... فقد تزوجت بابن عمها .... لكنها لم تحبه في يوما من الايام ....
وعاش حسن في ذاكرتها ولم يمت على مضي السنين الطويله
ويبقى الحب الصادق حيا لايموت على مر السنين