المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كفاك بالموت واعظا



وحش الليل
04 - 01 - 2003, 22:51
الموت هو الخطب الأفزع و الأمر الأشنع الذي يُلين قسوة القلوب المتحجرة.. فالأنسان يهرول وراء الدنيا... ثم يفيق على جرس الموت ليدخل بعد موته بدقائق إلى عالم الآخرة، فالموت يقرع الأبواب و لا يهاب حجاباً و لا يقبل بديلا ً ولا يأخذ كفيلا ً ولا يرحم صغيراً و لا يوُقِر كبيراً.



وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت يارسول الله فما كانت صحف موسى عليه السلام؟ قال: كانت عِبراً كلها .. عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح. عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك. عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصَبُ، عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها ثم اطمأن إليها، وعجبت لمن أيقن بأن الحساب غداً ثم لا يعمل.



تذكر الموت دائما و بأستمرار، فتفكر يامغرور في الموت و سكراته و صعوبة كأسه ومرارته . فهل تفكرت يأبن أدم في يوم مصرعك و انتقالك من دنياك من سعة إلى ضيق و خانك الصاحب و الرفيق، و هجرك الأخ و الصديق، وأخذت من فراشك و غطائك إلى أن غطوك بلحاف من تراب؟



فيا جامع المال و المجتهد في البنيان ليس لك من المال إلا الأكفان، بل هي و الله للخراب و ذهاب جسمك للتراب. فأين الذي جمعته من مال؟! أنظر لمن ملك الدنيا بأجمعها. فهل راح منها بغير القطن و الكفن؟



وعن أنس رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله÷ : (( أربعة من الشقاء: جمود العين و قسوة القلب و طول الأمل و الحرص على الدنيا )).



إن المتأمل في أمر الموت و الاستعداد له في كل لحظة سوف تغدو الدنيا أمامه بلا قيمة و يزهد فيها.



وروى عن أنس قال قال رسول الله ÷ : (( أكثروا من ذكر الموت فإنه يُمحِص الذنوب و يُزهٌِد في الدنيا )).

قال ÷ (( كفى بالموت واعظاً، كفى بالموت مفُرِقٌاً )).



وقيل له: يارسول الله ، هل يحشر مع الشهداء أحد...؟ قال ÷ : (( نعم من يذكر الموت في اليوم و الليلة عشرين مرة )).



أتعظ أخي المسلم قبل فوات الأوان فالموت موقف رهيب يحتاج إلى كثير من التأمل و الإعتبار..أنه إنسان مسجى لا حركة و لا همس ..، ومنذ لحظات كان يدك الأرض دكاً. و يرفع صوته و يسعى في حياته غير خائف لا يعلم أن الموت ينتظره وأن ملك الموت وُكٌل به، وأنه صباحاً في الدنيا – على وجه الأرض – ومساءً في بطن الأرض حيث القبر و ظلمته.



ماذا تعرف عن ملك الموت؟



ملك و كله الله بقبض الأرواح. و يقُال: إنه الوحيد الذي نجح في إحضار قطعة الطين التي خلق الله منها آدم. من أجل ذلك أوكل الله إليه مهمة قبض الأرواح .. فقال: يارب إن البشر سيكرهونني و يلعنونني .. فقال الله عز و جل : ﴿ وعزتي و جلالي لأجعلن لكل منهم سبباً يموت به ينسيهم ذكر أسمك ﴾ .. وبالفعل فنحن في حياتنا تتعدد الأسباب و الموت واحد.. فنقول: فلان مات بكذا و كذا ( من الأمراض و الحوادث ).



ماذا تعرف عن صورة ملك الموت و كيف يأتي الأنسان؟



روى عن عكرمة أنه قال: رأيت من صحف شيث أن آدم عليه السلام قال: يارب أرني ملك الموت حتى أنظر اليه، فأوحى الله تعالى : إن له صفات لا تقدر على النظر إليها و سأنزله عليك في الصورة التي يأتي فيها الأنبياء و المصطفين؛ فأنزل الله عليه جبريل وميكائيل، وأتاه ملك الموت في صورة كبش أملح قد نشر من أجنحته أربعة الاف جناح، منها جناح جاوز السماوات و الأرض، وجناح جاوز الأرضين ، و جناح جاوز أقصى المشرق، وجناح جاوز أقصى المغرب. وإذا بين يديه الأرض بما أشتملت عليه من الجبال و السهول و الفياض و الجن و الإنس و الدواب، و ما أحاط بها من البحار، و ما علاها من الأجواء في ثغرة نحره كالخردلة في فلاة الأرض، و إذا له عيون لا يفتحها إلا في مواضع فتحها، و أجنحة لا ينشرها إلا في مواضع نشرها، وأجنحة للبشرى ينشرها للمصطفين، و أجنحة للكفار فيها سفافيد و كلاليب و مقاريض .. فصعق آدم صعقة لبث فيها الى مثل تلك الساعة من اليوم السابع ثم أفاق.



وروى عن أبن عباس – رضي الله عنه – أن إبراهيم خليل الرحمن سأل ملك الموت أن يريه كيف يقبض روح المؤمن فقال له: اصرف وجهك عني فصرف، ثم نظر فرآه في صورة شاب حسن الصورة حسن الثياب طيب الرائحة حسن البشر فقال له: والله لو لم يلق المؤمن من السرور من شيئاً سوى وجهك كفاه ثم قال له: أصرف وجهك عني فصرف وجهه عنه، ثم نظر اليه فإذا صورة إنسان أسود رجلاه في الأرض و رأسه في السماء كأقبح ما أنت راءِ من الصور تحت كل شعرة من جسده لهيب نار فقال له: والله لو لم يلق الكافر سوى نظرة إلى شخصك لكفاه!

عاشق السمراء
04 - 01 - 2003, 23:15
السلام عليكم ..

حقا .. الموت قدرنا .. ولا مفر منه !!

اللهم أجعل الموت راحت لنا من شر .. يارب العالمين !!

الف تحية وشكر على هالموضوع الذي يصب في نهج التقوى والايمان !!

عمار النقيب
05 - 01 - 2003, 10:42
السلام عليكم ورحمته الله وبركاته

تحياتي لك اخي وحش الليل بارك الله فيك ... اه منا نحن ألبشر .... لا ادري لماذا لانتعض من الكلام

لماذا عندما تضيق بنا الدنيا .. نريد الموت .. وعندما ياتينا نخاف منه ... نخاف منه حد الرعب

لاننا خلاص سنواجه الله الرحمن اويلي علينا ... اويلي ... ماذا سنقول له .. بأي وجه سنواجه

بأي حجة نتحجج ...... خلاص خلاص كل شي انتهى فرصتك راحت ....

اللهم أني اساألك برحمتك يارب برحمتك فقط .. حسن الخاتمة يارب ولكم جميعا

ضيف المهاجر
06 - 01 - 2003, 01:53
مشكور اخوي على هذا المقال الرائع ....

وكفى بالموت واعظا ....

سلمت

اسير الليل
08 - 01 - 2003, 13:34
شكرا لك وحش الليل

لك مني كل التقدير