المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نزاريات



نواف
04 - 01 - 2003, 14:25
نزار قباني شاعرنا الكبير رحمه الله
نزار عندما يكتب تتوقف الاقلام جميعا
نزار عندما يصف الحب يقف الجميع احتراما له
عندما يكتب عن المرأه يصفق الجميع له
رحمك الله ياشاعرنا الكبير
(1)

علمني حبك ..أن أحزن

و أنا محتاج منذ عصور

لامرأة تجعلني أحزن

لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور

لامرأة.. تجمع أجزائي

كشظايا البلور المكسور

***

علمني حبك سيدتي أسوء عادات

علمني أخرج من بيتي

في الليللة ألاف المرات..

و أجرب طب العطارين..

و أطرق باب العرافات..

علمني ..أخرج منبيتي..

لأمشط أرصفة الطرقات

و أطارد وجهك..

في الأمطار..

و في أضواء السيارات..

و أطارد ثوبك..

في أثواب المجهولات

و أطارد طيفك..

حتى..حتى..

في أوراق الإعلانات..

علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات

بحثا عن شعر غجري

تحسده كل الغجريات

بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..

هو كل الأوجه و الأصواتْ

***

أدخلني حبكِ.. سيدتي

مدن الأحزانْ..

و أنا من قبلكِ لم أدخلْ

مدنَ الأحزان..

لم أعرف أبداً..

أن الدمع هو الإنسان

أن الإنسان بلا حزنٍ

ذكرى إنسانْ..

***

علمني حبكِ..

أن أتصرف كالصبيانْ

أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..

و على أشرعة الصيادينَ

على الأجراس, على الصلبانْ

علمني حبكِ..كيف الحبُّ

يغير خارطة الأزمانْ..

علمني أني حين أحبُّ..

تكف الأرض عن الدورانْ

علمني حبك أشياءً..

ما كانت أبداً في الحسبانْ

فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..

دخلت قصور ملوك الجانْ

و حلمت بأن تزوجني

بنتُ السلطان..

بلك العيناها ..

أصفى من ماء الخلجانْ

تلك الشفتاها..

أشهى من زهر الرمانْ

و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..

و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..

علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ

علمني كيف يمر العمر..

و لا تأتي بنت السلطانْ..

***

علمني حبكِ..

كيف أحبك في كل الأشياءْ

في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ

في الجو الماطر.. في الأنواءْ..

في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..

مساءً..قهوتنا السوداءْ..

علمني حبك أن آوي..

لفنادقَ ليس لها أسماءْ

و كنائس ليس لها أسماءْ

و مقاهٍ ليس لها أسماءْ

علمني حبكِ..كيف الليلُ

يضخم أحزان الغرباءْ..

علمني..كيف أرى بيروتْ

إمرأة..طاغية الإغراءْ..

إمراةً..تلبس كل كل مساءْ

أجمل ما تملك من أزياءْ

و ترش العطرعلى نهديها

للبحارةِ..و الأمراء..

علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ

علمني كيف ينام الحزن

كغلام مقطوع القدمينْ..

في طرق (الروشة) و (الحمراء)..

علمني حبك أن أحزنْ..

و أمنا محتاج منذ عصور

لامرأة تجعلني أحزنْ..

لامرأة تجمع أجزائي..

كشظايا البلور المكسور..



===
يتبع

* البـــــاشـــق *
04 - 01 - 2003, 23:51
تسلم على نزارياتك يانواف

دائما تبهرنا بنقلك الجميل

تسلم

تحيــــ(الباشق)ــــاتي

عاشق السمراء
05 - 01 - 2003, 00:31
مساااااااااااااء جميل ..

اخي نواااااااااف ..


شكرا على هذه النزاريااااااااات .. !!

استمتعنا بقرائتها .. !!

قطرة مطر
05 - 01 - 2003, 01:10
علمني حبك ،

اختيار في قمـة ِ الروعة ،

لكَ التحية والشكر ،،

نواف
05 - 01 - 2003, 16:27
شكرا لكم جميعا الباشق عاشق السمراء وقطرة مطر


حبُّ ..بلا حُدُودْ..



-1-

يا سيِّدتي:

كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

قبل رحيل العامْ.

أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

بعد ولادة هذا العامْ..

أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.

أنتِ امرأةٌ..

صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..

و من ذهب الأحلامْ..

أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي

قبل ملايين الأعوامْ..



-2-

يا سيِّدتي:

يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.

يا أمطاراً من ياقوتٍ..

يا أنهاراً من نهوندٍ..

يا غاباتِ رخام..

يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..

و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.

لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..

في إحساسي..

في وجداني..في إيماني..

فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..



-3-



يا سيِّدتي:

لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.

أنتِ امرأةً تبقة امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.

سوف أحِبُّكِ..

عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..

و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..

و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..

و سوفَ أحبُّكِ..

حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..

و تحترقُ الغاباتْ..



-4-

يا سيِّدتي:

أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..

و وردةُ كلِّ الحرياتْ.

يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..

حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..

و فرعون الكلماتْ..

يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..

حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..

و ترفعَ من أجلي الراياتْ..



-5-

يا سيِّدتي:

لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.

لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.

لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.

لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.

لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.

حين يكون الحبُ كبيراً ..

و المحبوبة قمراً..

لن يتحول هذا الحُبُّ

لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...

-6-

يا سيِّدتي:

ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني

لا الأضواءُ..

و لا الزيناتُ..

و لا أجراس العيد..

و لا شَجَرُ الميلادْ.

لا يعني لي الشارعُ شيئاً.

لا تعني لي الحانةُ شيئاً.

لا يعنيي أي كلامٍ

يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.



-7-

يا سيِّدتي:

ل اأتذكَّرُ إلا صوتَكِ

حين تدقُّ نواقبس الأحيادْ.

لاأتذكرُ إلا عطرَكِ

حين أنام على ورق الأعشابْ.

لا أتذكر إلا وجهكِ..

حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..

و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..

-8-

ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

بين بساتينِ الأهدابْ...

-9-

ما يبهرني يا سيِّدتي

أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..

أعانقُهُ..

و أنام سعيداً كالأولادْ...



-10-

يا سيِّدتي:

ما أسعدني في منفاي

أقطِّرُ ماء الشعرِ..

و أشرب من خمر الرهبانْ

ما أقواني..

حين أكونُ صديقاً

للحريةِ.. و الإنسانْ...

-11-

يا سيِّدتي:

كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..

و في عصر التصويرِ..

و في عصرِ الرُوَّادْ

كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً

في فلورنسَا.

أو قرطبةٍ.

أو في الكوفَةِ

أو في حَلَبً.

أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...

-12-

يا سيِّدتي:

كم أتمنى لو سافرنا

نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.

حيث الحبُّ بلا أسوارْ.

و الكلمات بلا أسوارْ.

و الأحلامُ بلا أسوارْ.

-13-

يا سيِّدتي:

لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي

سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..

و أعنفَ مما كانْ..

أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..

و في تاريخِ الشعْرِ..

و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...

-14-

يا سيِّدةَ العالَمِ:

لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.

أنتِ امرأتي الأولى.

أمي الأولى.

رحمي الأولُ.

شَغَفي الأولُ.

شَبَقي الأوَّلُ.

طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...

-15-

يا سيِّدتي:

يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.

هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..

هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..

كي أستوطنَ فيها..

قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ

حيت تبتدئَ الأعيادْ...

matar
06 - 01 - 2003, 06:45
طوفان نزار الشعري لا يبقي ولا يذر..
حين كان حيا بيننا كنت أفتخر أني أوجد في عصر فيه هذا الهرم الشعري..سيظل شعر نزار شعرا حيا في الأدب العربي..
ولكن هذا لا ينفي أن هناك مواقف مختلفة ازاء نزار ظل النقاش فيها مفتوحا..وهي زوايا من النقاش سبقت أثارتها هنا في النبض بشكل راق ..
-أولها الجانب الأخلاقي ..فأسلوب نزار الإستفزازي تجاه قيم مقدسة وأخلاق رصينة أثار حفيظة الكثير من شيوخ الاسلام الذين صنفوا شعر نزار مع الشعر الاباحي..
- تانيا يعاب على نزار من طرف آخر تدبدب مواقفه فابان حرب 67 كان شاعرنا منشغلا بشعر الغزل وكثيرا ما صرح في مناورات كلامية أن ما يقصده بالأنثى هو الوطن العربي وبعد حرب أكثوبر اتجه نزار الى القصائد السياسية بعد عارض كثيرا الشعر السياسي
- ومما عرف عن مواقفه السياسية أنها كانت دبلوماسية فهو الشاعر الوحيد الذي أقام أمسياته الشعرية في بلاطات القصور في القرن العشرين ولا أدل على ذلك من مدائحه الناصرية.
وأخيرا يؤاخد عليه الكثيرون تجاريته بالشعر..فمنشورات نزار قباني هي المنشورات الوحيدة التي تجد فيها صفحة الديوان لا تحتوي على أكثر من خمسة أسطر بالخط العريض ..لقد عانينا حقا الكثير من أجل الحصول على ديوان واحد لنزار..

نواف
07 - 01 - 2003, 15:38
صديقي مطر
اشكرك ياسيدي على هذا التعقيب الرائع وشدني ماذكرته لي على الماسنجر
تحياتي لك
===
تكمله لبعض من هذه النزاريات

1
إني خيرتكِ.. فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
اختاري الحب.. أو اللاحب
فجبن ألا تختاري
لا توجد منطقه وسطى
ما بين الجنة والنار
2
ارمي أوراقكِ كاملة وسأرضى عن أي قرار
انفعلي
انفجري
لا تفعلي مثل المسمار
لا يمكن أن أبقى أبداً
كالقشة تحت الأمطار
مرهقة أنتِ.. وخائفة
وطويل جداً.. مشواري
غوصي في البحر.. أو ابتعدي
لا بحر من غير دوار
3
الحب.. مواجهه كبرى
إبحار ضد التيار
صلب بين الأقمار
يقتلني جبنك.. يا امرأة
تتسلى من خلف ستار

إني لا أؤمن في حب
لا يحمل نزق الثوار
لا يكسر كل الأسوار
لا يضرب مثل الإعصار
آه لو حبك يبلعني
يقلعني.. مثل الإعصار
إني خيرتك فاختاري
ما بين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار

ضيف المهاجر
07 - 01 - 2003, 21:43
جميل منك اخي نواف ....

هذه الاختيارات النزاريه ...

شكرات لك

نواف
20 - 01 - 2003, 13:46
شكرا اخي ضيف المهاجر
تكمله لنزاريات



لا بدّ أن أستأذن الوطن
يا صديقتي

في هذه الأيام يا صديقتي..

تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.

تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.

تخرج من قمصاننا

مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.

عصفورة مائية تدعى الوطن.

أريد أن أراك يا سيدتي..

لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..

أريد أن أهتف إليك يا سيدتي

لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.

أريد أن أمارس الحب على طريقتي

لكنني أخجل من حماقتي

أمام أحزان الوطن


يتبع