المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا ناس جيؤوني بعباية !



matar
07 - 10 - 2002, 19:06
كم يبدو بعيداً ذلك الزمن الذي كانت فيه النساء في العصر الذهبيّ في أوروبا يتنقلن في الصالونات، داخل أثوابهن الدائرية الضخمة، كمظلات الطيارين في تنانير يتم نفخها باشرطة ترتديها النساء تحت الثياب.
كانت النساء وقتها، يُخبئن كل شيىء في ثيابهن: الرسائل المهربّة، والمناديل المعطّرة، والعلب الذهبية الصغيرة التي تخفي صورة الحبيب.

اليوم، أصبحت الثياب بالكاد تخفي أجساد من يلبسنها. ولا أدري إن كنّا نعيش أزمة حبّ، أم أزمة ذوق. ولكن العالم تغيّر، وتقلّص، ومعه الثياب النسائية، التي مرّت بكل مراحل القهر التاريخي، وانتقلت من الزمن الذي تتراكم فيه الثياب الداخلية، قصد إخفاء تضاريس الأنوثة، إلى زمن ابتكار المشدّ لتفصيل الجسد ونحت خصر المرأة، كما لو كانت فراشة. كل هذا، تارة بقصد إثبات براءة المرأة وعفتها، وتارة لتوريطها وتسويقها في لعبة الجمال والإغواء.

لا توجد حضارة واحدة بريئة في تعاملها مع المرأة عبر التاريخ. وقد قرأت أنّه عندما ظهر المشدّ في العصور الوسطى، تعرّض إلى حملة عنيفة على أيدي خطباء الكنيسة، إذ اعتبروا أنّ النساء "لبسن الشيطان في ثنايا أردافهن".

أثناء ذلك، كان الصينيون الذين لا يحتاجون إلى شدّ خصور نساءهم النحيفات أصلاً، مشغولين بصناعة قوالب خشبية لأرجلهن، قصد منعهنَّ من النمو، وربما لإثقال خطاهن كالحيوانات المدجنة حتى لا يذهبن أبعد من البيت.
ولكن يظلّ الصينيون أرحم من الحاكم بأمر اللَّه، الذي على ايام الفاطميين لم يحكم سوى بأمر منطقه الغريب، وكأنّه الأب الشرعي لبعض من يحكموننا اليوم من حكّام غريبي الأطوار.

فعندما قرر الحاكم بأمر اللَّه منع النساء من الخروج، أصدر مرسوماً يمنع الإسكافيين على أيامه من صناعة أحذية النساء، تماماً كما منع المصريين من اكل الملوخية لأنه لم يكن يحبّها !

وهكذا، ما كاد يعود إلى النساء حق انتعال الحذاء، حتى لم يتردّدن في استعماله ضد الرجل.

أعود إلى موضوع الثياب "الذكية" التي اخترعها لنا العلماء، والتي بوسائلها الإلكترونية ستشي للمرأة بما يكفي من المعلومات لسبر خبايا الرجل الذي أمامها. ذلك أنّ في بطانة الفستان محطة اتصالات كاملة، قد تتحول إلى شاشة تلفزيون عند الحاجة.. وإذا كان القدامى يقولون "الناس مخبّايين بثيابهم"، فعلى أيام أولادنا سيتعرى الناس بسبب ثيابهم، ولن تحتاج النساء، لقياس حرارة الرجل سوى لأحمر شفاههن الذي سيكون إلكترونياّ. ولمعرفة مدى صدق رجل، كل ما يلزمهن عدسات لاصقة ستكون مزوّدة برزمة إشعاعية تُمكّن المرأة من اختراق خباياه.
وإذا كانت هذه الثياب تقوم بمهمة التدليك، ومنع ترهل الجسم، فإن من حسناتها او مصائبها الأخرى على العشّاق، قدرتها على استعادة الأيام الخوالي وعملها عمل الذاكرة، فتخزّن انطباعاتك واحاسيسك عن اماكن مررت بها، وتزوّدك بالهواء والأصوات التي سجّلتها في ما قد يسمّى "عطر الصوت".

وهنا.. يا لطيف.. يا ستاَّر.. تبدا فضيحة ثياب تتأوّه، وأخرى تصرخ، وأخرى تتنهّد، بعد ان التقطت تاوهات المرأة الداخلية وراحت تبثها عبر مكبّر صوت، إلكترونياً. أي انها (بعيد الشر عنكم) وباختصار، فضيحة إلكترونية، خاصة لمن في مثل حالتي يجهل التعامل مع التكنولوجيا.

ماذا يستطيع رجل مذعور أن يفعل عندما يجالس امراة مفخخة بهذا الكم من الفضائح الإلكترونية؟
* لوجه الله أنصحه بان يرتدي قميصاً بازرار من الأسبرين أنتجتها شركة الأسبرين بمناسبة مئوية هذا الدواء.
ولكن ثمة مصيبة أُخرى. فكلّما اقتلع الرجل زرّاً من قميصه والتهمه مرعوباً، انتفخ قميصه أكثر. وطبعاً، ازداد الفستان تأوهاً وصراخاً !

ويا رب سترك ! يا ناس جيؤوني بعباية !



أحلام مستغانمي

* البـــــاشـــق *
10 - 10 - 2002, 22:22
وين اصحاب الشأن يردو على هذه القصة

بس ان اقول:

ليس الجمال بأشكال نزينها
ان الجمال جمال الدين وادبِ
اذا المراء لم يلبس ثوبا من التقي
تقلب عريان ولو كان كاسيا
فخير لباس المراء طاعة ربه
ولا خير في من كان لله عاصيا

تحيــــــــــــ(الباشق)ـــــــــــاتي