المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقص في حريق



ابن خاطر
04 - 10 - 2002, 04:57
رقص في حريق


مازلت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
ما بين ذئب قد عوى والشهقتين
والزفرتين
والصوت قد خرق السماء
والأرض صامتة البكاء
وقبيلة تبغي الغناء
قد زركشت فستانها سبا وقذفا بانتشاء
قالت تقول ولم تقل
ونهاية معروفة في كل يوم
والكذب عنوان الذئاب مع الخليفة والحكم
سحقا لهم سحقا لنا سحقا لميزان الخليفة
فالديدن المعهود إدمان القبيلة
والناب يفترس اللحوم يذيبها آواه يبتسم الخليفة
وآراه يضحك في انتشاء
هذا الغناء هو الغناء
كم كان مختالا صفيق
وآراه يضحك مثل قطاع الطريق
وأظل أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
مازلت أذكر يومها إذ كنت في أحلى منام
ففزعت من ألحانها وظننت أن اليوم بعث للأنام
والبيت يمضي في حطام
أو شب فيه من الحريق
أو مات خل أو صديق
كم كنت أنظر في السكون بألف عين
والصوت قد خرق الجدار
فإذا غناء قد بدا قبل الصباح
وعرفت أن الفجر لاح
فنهضت نحو السترتين
وبخطوة أو خطوتين
خرجت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
ما بين ذئب قد عوى والشهقتين
والزفرتين
وتنفس الصعداء من قلب حنون
والرقصة الأولى تحين
أماه أين أخي الرضيع ؟
أماه ما هذي الدماء ؟
أماه أين أبي يكفننا جميعا في التراب ؟
أماه ما هذا الدخان ؟ ما هذا اللهيب ؟
كانت تجيب مع البكاء مع النحيب
هذا الغناء هو الغناء
أواه يبتسم الخليفة وأراه يضحك في انتشاء
والأم تكظم في شفاهها للصغير
علّ الصغير يكف يصمت لا يشير
وطريقهم نفس الطريق
وحريقهم أعتى حريق
وشعارهم هذا الغناء
كم يرفعوه مع الصباح مع المساء
مازلت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
غدت شوارعنا مسارح للخيانة
شاشات فسق أو غواية
وذئاب شارعنا خؤونة
وحياة شارعنا ضرر
العقل فيه كالحجر
رضع الحرام من الطفولة للكبر
وصلاته مضغ " الحشيش "
أو وقفة بالليل ينظر خلف " شيش "
ذهب " الشويش " مع " الحشيش " وراء " شيش "
وخرجت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
ذهب الحنان مع الأمان
إلى الطفل الرضيع نسي الحرائق والمكان
وبرقصة كم كنت أنظر في السكون
وفي العيون وفي السحاب
كم كنت أنبش في القبور
وفي السراب
وأذيع من عينيّ أنباء الكتاب
والرقصة الشنعاء كادت تكتمل
لكنما لا صوت يسكت أو يمل
والكل جاء ليستمع
فصل النهاية في الحريق المشتعل
قالت تقول ولم تقل
ونهاية معروفة في كل يوم
لكن أستار النهاية لا تلم
والكل ينظر للحريق بنظرتين
وبقيت أرقص رقصتين
والقلب ينزف قطرتين
ما بين ذئب قد عوى والشهقتين
والزفرتين

ابن خاطر

غضب الأمواج
04 - 10 - 2002, 10:36
سيدي ,,ابن خاطر
اشكرك اخي على هذه الرقصتين .. ولكن هل بإمكاننا ان نتابع الرقص .. وقد يحول مئات الاشياء عن الرقص .. وتكاد حتى قصاصات الورق تعثرنا .. أننا يا سيدي في زمن ابعنا حتى الكرامه .. وماتت فينا النخوه .. ولم يبقى سوى اجساد تسير من قبل أولائك الذئاب .. كثير سيدي ما تحمل كلمات من اهم تكابده .. وكلنا نكابده اذا مفهموي يكون كذا ؟ اشكرك سيدي على ما سرد من روعه في الكلمات ..متمنى لك التوفيق

سهد الليل
04 - 10 - 2002, 12:40
ستظل ترقص رقصتين
ولكن النهاية معروفة كل يوم

كلمات جميلة ولها رونق خاص
تمنياتي لك بالمزيد .....

عاشق السمراء
04 - 10 - 2002, 23:45
مسااااااااااء جميل ..

بحق ... فلسفة راقية منك يا ابن الخاطر ..

اجدت تصوير المعاني .. بلغة اشبه بصورة نعرفها ..

وتلك ميزتك اخي .. !!

ابن خاطر
06 - 10 - 2002, 02:41
غضب الأمواج الكاتب الأريب

تحية رقيقة بكل الحب

مازالت جموعنا ترقص فوق ضريحها الذي أعدوه
ومازال الجلاد يقف خلف الباب بيديه ألف مشنقة
ومليون من المتفجرات الشرهة إلى أجسادنا
التي باتت ترقص من ألم قد سرى مع الأعماق
وخنجر يقتلع منها الجمال والهوية
ومازال الرقص مستمرا ...

ابن خاطر:cool:

العاشق المجنون
06 - 10 - 2002, 15:33
أخي العزيز إبن خاطر ..

ما أجمل من رقصتين تتركنا نتوغل بتماوجهن .. تصويرات بلاغية قوية .. تجعل النفس تشخص عندما تقرأها وترحل حيث أخر بعد من لحوظ الذي أحول أدركه ولا أكاد أدركه .. ويضل قلمك يانع بالعبرات الرنانه على دفئ القلب الحزين ..

لا زلنا نرقص .. دون الرقصة ألف الرقصات
ونطعم الذئاب .. وأصابعهم بأعيننا مدمصات
أي الصرخات تعتلي .. والنفوس متملصات
حياة الكلاب أمسينا .. أسواق وعرصات
نرقص رقصتين .. وكلنا مرارات محصحصات
سلام للدنيا .. إذا أمسينا طعم للقانصات

تحياتي الجنونية ..

ابن خاطر
09 - 10 - 2002, 00:15
سهد الليل


مرورك رائع وكم كنت مسد الليل والأحلام ولازالت بي غصة من رقصات فوق النار


تحياتي الرقيقة


ابن خاطر

ابن خاطر
13 - 10 - 2002, 02:06
أخي عاشق السمراااااااااااااااااا

تحية رقيقة


ما أروع مرورك أخي قطرات ندى تفتق الزهور


ومازال الرقص مستمرا أخي ..


ابن خاطر;:)

ضيف المهاجر
13 - 10 - 2002, 02:22
.................. ابن خاطر ................

اقف مبهورا امام كلماتك ...
ورقصاتك .... في لهب الحريق ....

حريق في كل مكان ....
ونار تزداد وتزاد ...
يوما بعد يوم ....

ولا شيء يطفئها إلا .............. ؟؟


سلمت اخي

غفران
14 - 10 - 2002, 15:31
كلمات راقية
قالت تقول ولم تقل
فوجودك هو الامل
فلنرقص رقصتين

كلمات ارق من النسم خاطرة

سمراء الليل الحزين
14 - 10 - 2002, 18:59
رقصتيــــــــــــــــــن

ماأجملها من لحظات إندهاش من روعه الكلمات عشتها مع كلماتك ابن خاطر ..........!!!!

حقاً رائعه جداً تحمل معاني كثيرة جداً ...لمن يتمعن بقرائتها

جداً جداً جداً رااااااااااائعه.....!!
أهنئك على هذه الكلمات والشعور الجميل .....

ابن خاطر
18 - 10 - 2002, 01:51
أخي العاشق المجنون

تحية رقيقة

أخي لا أخطئ عندما أقول أنني ما زلت أخاف من ذكرى هذه القصيدة وأرتعد وكأن الجلاد خلف الباب ينتظرني فقد كان هذا إحساسي وأنا أكتبها في عصر غير العصر وزمن غير الزمن كان القهر وكان الاعتقال صباح مساء لا يترك أحدا لجموا أفواهنا لحظتها فاختفينا وراء الكلمات والحروف مخافة البطش ومخافة الرقص كالطائر المذبوح !!


أخي عاشق إن عمر هذه الكلمات يضرب في عمق التاريخ


ولكن يا صديقي الحبيب مازال الرقص مستمراااااااااااااااااااا


والألام تزلزلنا وتعصرنا

ابن خاطر

ابن خاطر
22 - 10 - 2002, 01:47
أخي ضيف المهاجر ( المشرف العام )

تحية رقيقة


أمام هذا الإطراء أقف في خجل كلماتك وسام أخي


ومازال الرقص مستمرا والألم أفظع وأكبر


ابن خاطر

ليلى العامرية
22 - 10 - 2002, 13:33
حكوا لنا فمن لون الحكايات القديمة

تلك التى يمضى بها التاريخ دامية
أليمة
الحاكم الجبار .....وبيده سوط النار

والبطش المسلح والجريمة

وشريعة زور لم تعترف بالرأى

أو شرف الخصومة

ما عاد فى تنويرهم لحضارة

الأنسان قيمة


أبن خاطر

لا أريد أن توغل بأحرشهم المخيفة

لكنى هنا أبدى أعجبى على روعة قلمك النابض بكل الصدق والعذوبة

تحياتى وتقديرى لهذا القلم الصادقة حروفه

أعطر التحايا لشخصك الكريم

ابن خاطر
31 - 10 - 2002, 12:57
أخي غفران

تحية رقيقة


ما أقسى أن ترقص فوق النار مذبوحا بين الدموع والألم

شكرا لمرورك أخي

ابن خاطر

ابن خاطر
03 - 11 - 2002, 13:11
سمراء الليل الحزين

تحية رقيقة برقة الورد


ما أروع مرورك دائما مدهش وتحليلاتك في منتهى الدقة أشكرك

ومازال الرقص مستمرا بكل الألم

ابن خاطر

ابن خاطر
06 - 11 - 2002, 14:09
الأخت الرقيقة ليلى العامرية

دائما تواصلاتك مبهرة

تحية رقيقة لشاعرة رقيقة تشتاقها أحرفي وكم تبدو مشرقة عند الزيارة أشكرك عزيزتي بكل الإخاء والاحترام


ومازال الرقص مستمرا


وأعمى الله عيونهم عنا


وحقق لنا ما نصبحو ونحلم


تقديري



ابن خاطر