المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرثيات نفس (12) طارقة موتي



العاشق المجنون
28 - 09 - 2002, 00:34
" الحياة .. هي كالنسمة أو كقطرة مزن سقطت من كبد السماء.. هي ومضة كلما كبرنا زاد فرحنا رغم إن الوجد يسكننا لأن العمر ينقص ويذبل كالورود والأمر إن لم نستغل وقتنا و أن لم نستغله في عكس ما نريد وبالنهاية نعلم إن مرجعنا للتراب إم نعيم وجنات وإم جحيم وعذاب .."
"كلنا تراب ..أنا تراب .. وأنتَ تراب .. وأنتِ تراب .. وكلنا تراب .. ونرجع للتراب .. "



مرثيات نفس (12)

طارقة موتي

آيا نفس .. الموت حق مسالكه ..
والقلب مضغه في حد سمكه
حتى إن رحلنا بعيد سيوافينا ..
أينما نرحل يأتينا وسندركه
آيا عجبي ثم عجبي من نفس ..
تضل تعلك القلب وتعلكه
فأمست تلوم القلب في سلكه ..
فكيف تلومنا قلب بين أضلع تفككه
لا تلومنا قلب أنت مالكه ..
غدا يذوي القلب في كبد سالكه
أيا حسبنا المر مر في الهوى ..
فكيف الحلو يعشق هالكه
الحياة أمست في عينيا حركوك ..
فكيف الحركوك يمسي وليد نباركه
سيوافينا الزمان رغم أنوفنا ..
وسيبقى من لنفسه غير مالكه
فإني فانين فلا تنسوا وصيتي ..
تخلد في كل عقل اللسان تعلكه
غدا سيحملونني بطارقة رباعية ..
فالكل يبكي في سلك سالكه
أراء موتي بين عيني كيف يمسي ..
كالفقيد الذي الكل سندركه
وأراء الإمام يأخذني كي يغسلني ..
غسول الصلاة والمثول أمام مالكه
ونف عليا ماء ورد معتلث ..
بالكافور والعنبر كالبرد ليل حالكه
ولف جسدي بقماش أبيض بياضه ..
كيوم الحج ملبين سالكه
كأن لونه أشع شعاع خاطف ..
ما بين الأرض والسماء نهار يحتزكه
ووقفوا حشد وأنا إمامهم ممددا ..
يصلونا صلاة دون نبض أحركه
صلاة تصلا بلا ركوع ولا سجدا ..
قيام وتكبير وإكرام لميت يباركه
فأمسى الكل يحملني من يد ليد ..
يتناقل جسد وقشعريرة تحككه
فأمسيت لا مبصر سوى نفسي وحيدة ..
وبجانبي عملين نور وظلام الليل حالكه
يتصرعان في صحبتي من يكون جدير ..
بقرب يوم يقف المرء أمام مالكه
هل النور يمنح نوري وصحبتي ..
أم الظلال يوافيني في سر سالكه
الكيف يطلب صحبه الحق ..
والظلال يطارده كي يدركه
فآيا منزلينا خفف نزلايا في قبوي ..
من على طارقة محنيا فلكه
فعند بلوغ للحد اذكروا القدر مررا ..
وسورة القدر رددوا سبع تباركه
لا أريد ذكر يذكر فيا طيبة خاطري ..
بل أريد دعاء طيل أسود حالكه
وصلوا في ليل يوم وفاتي ..
ركعتين مهداتين لقبر أنا سالكه
وأقرأ الفاتحة مرة في تضرع ..
وخفيه أمام عين تكاد تهلكه
ثم الإخلاص والتكاثر والكرسي ..
وسترى المزن لا تكاد تدركه
أقرهن إحدى عشر مرة ..
في ركعتين من الظلال للنور تحركه
وفي كل ركعة مثيلها في تهجد ..
وأهد ثوابها لقبر أنا مالكه
فعندما توارون علي التراب ..
فرددوا أدعية الموت خشيه مهالكه
فالمعوذات رددوا ألف ..
ثم الملك رتلوا لقبر أنا مالكه
فإن أردتم تعذيبي فأبكوا بكاء ..
عذاب معتلث بالألم مع القبو تفركه
فبت في حفرة مظلمة بلا أنيس ..
وضمني القبو أضلع تحركه
وأتاني أثنين ذو صورة ..
غير صورة البشر المر تشككه
سألوني عن ربي ورسول وديني ..
والكتاب الذي الأمة تباركه
فإذا النور سبق ظلال سلمت ..
وإذا الظلال سبق نور الحق ألكلكه
فهل أجيب بنور سعدي ..
أم أجيب بضيم النور غير سالكه
إن أجبت الجواب الحفي الجميل ..
فالجنة تطرق باب القلب كي تدركه
وإن أجبت بالضيم سوء مر ..
فمرحبا بالضيم في جهنم تعاركه
أعلم إن ليس في الحياة منفعة ..
إذا ما النفس للرذائل سالكه
الموت راحلتي فرحالتي مبتغياها ..
والحياة جحيم لنفس طريق فيه هالكه
أبلغوا النفس إنني راحل ..
وأبلغوا اليراع أنني تاركه
فإنني محتكم بقدري ..
الله ربي ولا أحد في الألوهية يشاركه
الحياة مر مررنا في طي سلكه ..
إذا أمسى الحق الباطل لا يعاركه
وأمست يتوغل في سلك همنا..
الرذائل و الشؤم تحركه
اعتلى ولا يهمني اعتلائي ..
إذا ما القبو ينادي كي أدركه
سألزم صمتي عند الدجى ..
معتلث مع دموع تشاركه
كيف يصحوا الفؤاد وهو نائم ..
هل البركان من فوهته يسفكه
فالمر الذي يحتوينا لا زال يزلزلنا ..
من قوائم الأسد وفكه
ستبكينا السماء مزن فرح ..
لأنني بلا خلق في درب سالكه
فلا تثريب إن رحلت ولا ضير ..
لكي يرتاح الزمان من كل مهالكه
هكذا يفدى الحر سعد ومجدا ..
والمر لهيب مميت يتوسط فلكه
الموت موته واحدة لا مفر منه ..
وسيعيدنا القضاء ممتثلين أمام يد ملكه
الطفل يبكي عند ولادته ..
والأم تبكي بعد وفاته وأنا أبكي مداركه
أبكي لسوء الحياة ومعايشها ..
لا كره أبكي أو من الزمان مفككه
فالنفس إن لم تحاسب نفسها ..
فمتى تحاسب عند قبوا الكل سالكه

تحياتي الجنونية ...

عاشق السمراء
28 - 09 - 2002, 00:41
مساااااااااااء جميل ..


اهلا بهذه العودة ..

وبمفردات رسمت اجمل ما تكون .. !!

دائما تجبرنا على الاستذكار ونحن بين حروفك اخي !!

ابدعت !!

{$~prince~$}
28 - 09 - 2002, 00:49
هلا بك ايها المجنون إحم :)

تسلم اخي على هذا البداع :)

واذ اتمنى بان لا تحرمنا من كتاباتك إحم :)

تقبل خالص تحيــــــــــ إحم ـــــــــــــــاتي :)

سأظل أحبك
28 - 09 - 2002, 01:06
العاشق المجنون

اخي شكرا على هذه السطور
التي تجعلنا نتدبر في معانيها
وتجبرنا على التفكير في تلك النهاية الحتمية
والاولى ان ان يكون زادنا التقوى

سمراء الليل الحزين
28 - 09 - 2002, 19:48
حين أتجول بين بساتين الكلمات

وأتذوق من أشجاره انواع من الثمرااات

أعجز عن وصف ..تلك اللذه التي تراودني حين أقرأ مثل هذه الكلمات القوية الجميلة ...جداً رااائعه أعجز حتى عن الرد.....!!!

يا له من جنون جميـــــل تملكه العاشق ....


تحياتي لهذا الشخص والقلم المميز والمجنون ...الذي اعشقه !

امرأة العذاب
28 - 09 - 2002, 23:24
هلااااااا ومرحب
ما أجمل أن نذكر ساعة الرحيل والأجمل أن نجعل ذلك الإستذكار محاسبة للنفس
فيما فعلت وما قصرت

فارقتنا كلماتك أخي العزيز ولكنها عادت قوية كما عهدناك
أحي فيك هذا الشعور النبيل ورترانيم قلمك وهي تعانق الحروف

تحياتي لك ولقلمك المتميز :cool:

العاشق المجنون
29 - 09 - 2002, 01:29
أخوتي أنا من يعجز قلم وقلبي من التفوه بكلمة أمام سردكم خجلا ..

أخي عاشق السمراء ..
ذات يوم وعدت أن أرسل لك مساهمة خاصة وها أنا قد رسلتها عامة ..

أخي البرنس ..
لقد أرعدتني مساهمتك في النبض الديني ووعدتك أيضا أن أسردها وأهديك لك وها أنا أهديها للجميع ..

أختاه أرض الحزن ..
إن لم يكن زادنا التقوى فما معنى الحياة بالنسبة لنا ها هنا ..

أختاة سمراء الليل الحزين ..
أقطفي من بساتين ما شئت .. وتذوقي أطعم الرياحين .. فإن بوابة بستان مفتوحة لن أغلقها حد موتي ..

أختاة إمرأة العذاب ..
فرقتكم كلماتي غصبنا عني لأن نفس أمست مريضة وسرعا ما أستيقظت من سباتها حتى تلاطفت بالقدوم

لكم شكري .. ويكفيني مزاولة إبداعاتكم عبر أثير الحب الذي يجمعنا دوما ..

تحياتي الجنونية ..

ليلى العامرية
29 - 09 - 2002, 02:32
إن الذكرى تنفع المؤمنين

وليتها تنفعنا

أيها المجنون عشقاً

شكراً وجزاك الله وأثابك على تذكرتك أيانا ورزقك الفردوس الأعلى

دمت سالماً

العاشق المجنون
29 - 09 - 2002, 09:34
أختاة ليلي العامرية

ما أجمل أن تحيا النفس وتستيقظ من سباتها ولكن نحن لازلنا نائمين رغم إننا ندرك الصح من الخطأ ... هكذا نحن وللإسف .. واتمنى من الله إن يجمعنا جميعا في جنات الفردوس جميع المسلمين الأحياء منهم والإموات .. ولعل الذكرى تحيينا

ألف أشكر على مداخلتك اللطيفة ..

تحياتي الجنونية ..